كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-لن تقولي لي ان الرجال والنساء متشابهون ، أليس كذلك يا كلير ؟
-كلا طبعا ، نحن مختلفون لكن...
قاطعها ، ووميض قاس في عينيه :
في تلك الاشهر ، فكرت فيك ، حتى أثرت حيرتي . وقضيت وقتا طويلا ، وأنا أحاول فك لغزك . لكني لم أحلم قط بكل هذا الشغف المسجون في قلبك . وحين بدأت تعانقينني ، فكرت في أنك أصبحت لي أخيرا . ولكن ، قبل أن أدرك ماذا يجري ، رحلت ، لتتركيني في حالة من اليأس . وهجرني النوم لساعات ، أما الآن ، فستعوضينني عن كل هذا.
ونظر في عينيها ، وسألها : أنت تحبينني فعلا ، أليس كذلك يا كلير ؟
- نعم .
نطقت بالحقيقة على الرغم منها ، لا سيما أنه لم يترك لها مجالا للكذب أو التظاهر ، أو أخفاء المشاعر . قال :
كلير ... أظن أنني لن أفهمك أبدا . كل ما أعرفه هو أنك تجرين في دمي ، ولا أستطيع التفكير في سواك . وبعد الليلة الماضية ، قد أرتكب جريمة في مقابل ضمك بين ذراعي .
وفي هذه اللحظة بالذات ، شعرت بأنها تحلم ، كما حلمت عشية الميلاد ، قبل أشهر ، وكما كانت تحلم طيلة حياتها بذلك الرجل الذي يقبل اليها من خلف ستار الليل ، ليحملها ويرحل بها .
وبتأوه حاد ، تاقت الى أن يعانقها . وعندها فقد أدركت أنه عناقهما الحقيقي الأول . ففي الليلة الماضية ، بقيت تعذبه وترفض أن يدوم عناقهما أكثر من ثانية . أما الآن ، فدنزل هو المسيطر .
-يا إلهي ... كلير ... أنا ... أنا أحبك.
أحست كلير بالدموع تحرق عينيها ، وعجزت عن الكلام . أما هو ، فأخذ يهمس :
أنا مجنون بك منذ مدة طويلة ، منذ اليوم الأول ... في مكتبك ... كنت غاية في البرودة والخشونة ، بل شقراء باردة في عينيها تهديدا صريح . فألقيت عليك نظرة ، ووددت أن أعرف الى أي مدى يمكن للجليد أن يذوب .
فردت من غير أن تتفأجا : أحقا ؟
ألم يكن هذا ماشكت فيه ؟ فضحك وأجاب :
نعم ، لقد أعجبت بك بشدة منذ البداية ، لكنني أغرمت بك عشية الميلاد ، حين جئت الى منزلك ، ورأيتك نائمة في كرسي أمام النار ... ثم فتحت عينيك ، ونظرت الي بطريقة عصرت قلبي عصرا . وكان شعرك الجميل يغمر المكان ، ووجهك متسخ متورد . وللمرة الأولى منذ عرفتك ، بدوت لي انسانة حقيقية تنبض بالحياة . وتملكني رغبة قوية في معانقتك ، منعتني من النوم طيلة الليل ، وأنا أفكر فيك .
عندئذ أجابت بصوت أجش : كنت أحلم بك .
فاتسعت عيناه ، وتناهى اليها انحباس أنفاسه :كلير ! ماذا حلمت ؟
لم تشأ أن تعترف ، وقالت :
لا أذكر ولكنني فتحت عيني حين فتح الباب ، وأبصرتك أمامي . فلم أعرف أن كنت أحلم أم لا ، الا حين رأيت أبي ولوسي والآخرين وراءك في الرواق .
ولم تعتقد أن الوقت مناسب لتخبره تفاصيل حلمها . ولعلها لن تخبره أبدا .
-ليتني عرفت ... لكنا وفرنا الكثير من الوقت الضائع.
وحاولت كلير أن تحيطه بذراعيها ، ولكن القيد أفشل مرادها ، فسألته : ألا يمكننا أن ننزع القيد الآن .
فأشار عليها : سيتوجب علينا النهوض والبحث عن المفتاح .
وكرهت أن تقطع تلك اللحظة السعيدة التي تجمعهما ، وقالت : لننتظر قليلا إذا .
وبدأت يدها تداعب شعره وتنعم بدفء ملمسه ... وراحت تهمس له : أحبك ...علمت أنني سأحبك منذ رأيتك ..
فعانقها بعنف ، ثم قال : بل كرهتني منذ رأيتني يا كلير، وقد أوضحت ذلك جيدا .
عندها ، اعترفت : بل كنت خائفة منك ، خائفة من حبك ، خائفة من الألم . ولم أرد أن تسيطر علي .
فسألها ، وفي صوته تلهف خفي : وهل أسيطر عليك ؟
اختلست كلير النظر اليه من تحت أهدابها . وعرفت أنه من غير الحكمة أن تخبره أنه يمارس عليها سلطة قوية ورهيبة . ومالبثت أن قالت : أحبك ... ألا يكفيك هذا ؟
وفكرت في أنه لن يعرف أبدا أن الحب هو القوة الوحيدة التي كانت تخشاها دوما .
وأمسك دنزل بيدها الطليقة ، وقبل راحتها بعمق وحرارة ، وعيناه مغمضتان ، وعلى وجهه عاطفة تواقة ، وقال : أنت تسيطرين علي كلير. وأنا لك بكاملي . ولو أن هذه لا تعد قوة ، فماذا يبقى ؟ .
|