كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فتوردت بشرتها ، وهي ترد :
في الواقع ، كنت أشعر بالفضول نحوك ، لأنني خفت على ... على لوسي ، ففكرت في أن أفلامك ستنبئني عن نوعية الرجل الذي فيك ، والى أي مدى أستطيع الوثوق فيك .
فتشدق في كلامه : وهل صدق ظنك ؟
ردت بلهجة بعيدة : تعلمت الكثير.
وراح يضايقها بنعومة خطفت النبض من قلبها لبرهة :
وماذا تعلمت ؟ وبالحديث عن ذلك ، مارأيك بأفلامي ؟ هل استمتعت بها ، حينما أعدت مشاهدتها ؟
فتلعثمت : إنها جيدة جدا .
ثم سألها دنزل وأصابعه تتلاعب بخصلات شعرها : هل كانت حياتك العاطفية مذهلة في الماضي ؟
فردت وهي لا تستطيع أن تخفي غيرتها : أتعني كحياتك ؟
وتابعت يده مسيرتها على وجهها برقة ، وهو يتمتم :
لطالما أحتلت حياتي العاطفية المرتبة الثانية بعد عملي ، يا كلير . لم أكن أملك الوقت الكافي لألتقي أحدا خارج نطاق عملي . وحين أقوم باخراج فيلم ، ألتقي عادة بامراة أعجب بها كثيرا ، وأظن أنني سأقع في غرامها . لكن ما إن ينتهي الفيلم ، حتى أنتقل إلى غيرها ، وهي كذلك ، فتقل لقاءاتنا تدريجيا ، وتنتهي العلاقة عاجلا أم آجلا . وهكذا هي الحال في مهنتنا .
ثم تابع : لم تجيبي عن سؤالي يا كلير . أخبريني عن حياتك العاطفية.
- لابد انك تعرف كل شيء عني من لوسي.
ومافائدة الكذب الآن ؟ فلا شك أن لوسي كانت صريحة في ما يتعلق بحياة أختها العاطفية المملة .
وما لبثت أن أقرت وهي تلاحظ ابتسامته : لم تكن مثيرية الى حد تخطف فيه العقول .
- وهذه هي حالي أيضا ، فبعد طفولتي ، منعني حذري من المجازفة.
فتنهدت كلير :
ان الحب مجازفة ، أليس كذلك ؟ أعرف ماذا تقصد فلقد وقعت في الحب مرة ، ثم جرحت جرحا بليغا .
فاحتدت عيناه : أكان الشاب الذي حاول التودد إليك ليلة الميلاد ؟
فأومأت برأسها ، مما دفعه الى المتابعة بهدوء : اذا ، أغرمت به مرة .
-ظننت ذلك لمدة ، لكني أدركت أنني لم أبدو نحو هال التزاما حقيقيا . ففي ذلك الوقت ، كان علي أن أهتم بأولويات أخرى هي عائلتي ، اي أخوتي ووالدي . كانوا يحتاجون الي ، أكثر من هال . وما كان علي أن أتفاجا حين رحل مع امرأة أخرى ، فلا شك أنها منحته ما لم أفعله . وكل علاقة ترتكز على شخصين ويتوقع الناس أن يستردوا ما يمنحونة . وبما أنني لم أعط هال ما أراده ، فقد رحل بحثا عن مبتغاة في مكان آخر .
بدا ثغر دنزل ملتويا ، واستحالت نظراته عنيفة ومتفهمة ، وهو يقول :
تبدين كانسانة باردة يا كلير، وقد خدعتني لفترة . لكن ، في الليلة الماضية ، أدركت أنك لست بالبرودة التي تدعينها.
فتجنبت نظراته وهي متوردة الوجة : في الواقع ، أظن أن كلانا بارد.
-انتظرت كل حياتي انسانا أستطيع الوثوق به . لكن ، بما أنني لم أكن أثق بأحد ، خاف الناس مني ، مما ضاعف شكي فيهم . ولم تبن علاقاتي على اسس متساوية قط . فاما أن الفتاه تخضع لي ، فأحتقرها ، واما أنني استحيل صديق المرأة المفضل . ومع أنها تستغلني لتلقي علي بحمل مشاكلها ، الا أنها تعود وتحتقرني من جراء ذلك .
أجابت كلير بنبرة جافة :
يبدو لي انك تعرف هيلين ولوسي جيدا . كما أنك تدعي معرفتي أيضا .
وما كان منه الا ان ضحك على نحو فظ ، وقال :
أعتبر علاقتي بهيلين ولوسي نموذجا واضحا عن كل علاقاتي مع النساء حتى الان . ولطالما دفعني الفضول الى الرغبة في اكتشاف أفكار النساء ... أحب أن أصغي إليهن فيما يتكلمن ، وأحب أن أدفعهن الى الحديث عن أنفسهن ، وعن مشاعرهن ، وعن طموحهن في الحياة . وبقيت أتمنى لو أستطيع التوغل في أذهانهن ، عساي أفهم الواحدة منهن جيدا ، لكن أمالي ذهبت أدراج الرياح . فلم أفهمهن قط كما فهمت الرجال . وأظن أن الرجال لا يفهمون النساء أبدا ، فعقولنا غاية في الاختلاف .
فعلقت كلير بحدة ، وهي تدفع يده بعيدا عنها :يالهذا الهراء !وهلا توقفت عن العبث بشعري ؟
|