كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
استطاعت الفرس شق طريقها بين الصخور حتى وصلت بوابة ،دخلت منها إلى حوش صغير هناك امسك خادم الفرس ودخلت ديانا من باب خشبي مزخرف.
مساحة القصر ضيقة ومحدودة على خلاف ماقد يتصور الناظر من الخارج ،في الداخل درج لولبي صغير يؤدي إلى الطابق العلوي اما المدخل المقوس الشكل فقد كان يفضي إلى غرفة واسعة تطل على الوادي فيها موقد يستعمل حتى في ايام الحر بسبب سماكة جدران القصر التي تدرأ الحرارة عنها وهذه الغرفة هي غرفة جلوس.
كانت كلوديا رفيقة عمتها العجوز تجلس في غرفة الجلوس مشغولة بالحياكة وهو عمل تدأب عليه دائماً وتتقنه اتقاناً دفع ديانا إلى التعجب فكلوديا لاتلجأ إلى النظارات او العدسات المكبرة تطلعت المرأة إلى ديانا فابتسمت لها ابتسامة ناعمة ومهذبة كانت كلوديا تقوم برعاية السيدة ربيكا دي لاروشا بعد زواج ديانا.
- مضى على غيابك وقت طويل ، سنيورا حتى بدأت اقلق عليك؟
القت ديانا قفازيها على الطاولة الموضوعة قرب الموقد وهزت كتفيها.. لم يكن سؤال العجوز يدعو للاستغراب إلا ان ديانا تضايقت منها قليلا.
- لقد بقيت عند هاري ومارشا اكثر مما كنت انوي فأنا لم ارهما منذ وقت طويل وكان لدينا الكثير من الكلام.
- أومأت كلوديا برأسها ثم قالت:
- عمتك مازالت نائمة والممرضة تجلس بقربها الآن ارى انه من واجبك ان تتفقديها.ترددت ديانا ثم قالت:
- كيف تجدين عمتي ياكلوديا اعني . . . هل تعتقدين انها ستتحسن؟
بما انك سألتني فأجيب ان نعم نعم ستتحسن ولكن هل لديك سبب وجيه يحدوك إلى طرح سؤال كهذا ؟ لا احسبك تريدين العودة إلى اوروبا بما . . .قاطعتها ديانا وقد بدأ وجهها يتورد:لا لا ابداً . . انا انا بطبيعة الحال انت اقرب مني إليها ياكلوديا . . .اعني . . . اعتقدت انك ربما تعرفين إن كان هناك اي تحسن.
نظرت كلوديا اليها بعينين فاحصتين ثم قالت :
- هل هناك مايقلقك ياسنيورا ؟ فأنت تبدين مرهقة؟ادارت ديانا وجهها لتخفي معالمه ثم قالت:
- لا ليس هناك اي شيء.
- وانا التي ظننتك قلقة على تأخر زوجك عن القدوم .
احنت ديانا رأسها لئلا تلاحظ العجوز القلق البادي في عينيها ثم قالت:
- ماثيو لابد قادم قريباً. . اعذريني فأنا ذاهبة لأطمئن على عمتي.ارتقت ديانا الدرجات خافقة القلب ، فحتى كلوديا بدأت ترتاب في هذا الأمر عندما ستتحسن صحة عمتها ستسألها حتماً عن ماثيو وعن سبب تأخره عنهم ولكن ماذا ستخبرها بعد مااخبرها به المحامي ؟ كان القصر بيتها الوحيد بيتها الذي تحتمي به من العالم الخارجي،عاودها الشعور بالخوف فاضطربت اعصابها واحست بأنها مريضة ومنهارة كلياًكان الطابق الأول يقود إلى اتجاهين في احد هذين الاتجاهين غرف النوم غرفة عمتها افضل الغرف جميعاً، فهي واسعة إلى حد كبير جعلها في طفولتها تخافها اما الآن فأصبحت تعبق برائحة الادوية وقد اغلقت النوافذ كلها خشية من شمس النهار الحادة.
دخلت ديانا إلى غرفة عمتها فوقفت الممرضة ذات الثلاثين عاماً السمراء الوجه القوية البنية مبتسمة لها ابتسامة خافتة ثم قالت:
- مساء الخير ياسنيورا هل استمتعت بنزهتك.
- نعم ، شكراً لك.حولت ديانا نظرها الى السرير.
-كيف حال عمتي الآن؟
-لقد امضت عمتك طيلة الظهيرة نائمة ياسنيورا، ولكنني ارى ان تنفسها تحسن قليلا.عضت ديانا على شفتها ثم ابتسمت قائلة.
-لقد تعبت دون شك من الجلوس طوال الوقت، اقصدي تانيا لتناول شيء ما معها.
يتبع
|