كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تساءلت عما قد يكون مصيرها ان استسلمت لذلك القدر، ولكنها ما لبثت ان وجدت فكرة الاستسلام جنونية، لقد كانت مجنونة حين سمحت لذلك الرجل، لذلك النصاب،بأن يجرها هكذا.
كان آدم قد وجد مشعلاً في اللاندروفر فتناوله ثم راح يتسلق الضفة الموحلة وصولاً اليها إلا انها لم تشعر به اذ كانت مأخوذة بأفكارها وخوفها، تريد ملازمة مكانها لئلا يجدها فهي لاتدري ماتفعل ان اعثر عليها. ظنت انها قادرة على العودة الى القصر مشياً على الاقدام دون صعوبة كبيرة، غير انها بدلت رأيها حين تذكرت انها ستصاب بنولة صدرية فظيعة في تلك الطريق.
كان بحثه دقيقاً وهو يشق طريقه اليها، عندما شعرت به وقفت لأنها لاترغب في ان يراها راكعة تحت قدميه.
وفجأة، القى الضوء على جسمها فرأى كيف شوه ثوبها المبلل شكلها، وعندما تكلم كان صوته غريباً وحانقاً:
-ماذا تظنين انك تفعلين؟ بحق الله، ايتها المرأة،ستجلبين الموت لنفسك.
ارتعشت ديانا من الخوف اكثر منه من ثوبها المبلل.
-تعالي! عودي الى اللاندروفر! قبل ان اقترف ما نندم عليه كلانا.
ترددت ديانا للحظات قبل ان تخطو خطواتها ثم قامت وتعثرت بجذع شجرة ولكنها انقذت نفسها في آخر لحظة. ولأنه لم يحاول مساعادتها امتلا قلبها كرهاً له،لانها لم تجد فيه الرجل الشهم المحترم بل على العكس، وجدته وحشاً ضارياً كزوجها ماثيو.
تعرضت الى صعوبة كبيرة في اجتياز الضفة ولكنها وجدت صندلها ووشاحها ملطخين بالوحل لذا لم تنتعل الصندل او تضع الوشاح على راسها، بل حملتهما في يد واحدة ثم حاولت جاهدة ارتقاء المنحدر اما هو فقفز الى الضفة الثانية دون اية صعوبة تذكر، فتمنت لو يتعثر ويسقط على رأسه.
سألها ساخراً:
-اتواجهين صعوبة؟.
حدقت اليه ديانا بغضب وقالت:
-آه ، ابتعد عني!.
كانت على وشك البكاء، فلقد اتلف ثوبها الجميل ولو لم تأخذ حذرها لتمزق كلياً.
-كما تريدين.
ثم ابتعد عنها ولكنها لم تجرؤ على تركه يذهب فقالت:
-لا،لا ارجوك، اعطني يدك!.
نظر اليها نظرة طويلة تحت نور المشعل الخافت ثم تقدم منها ماد يده اليها..كانت يده دافئة وقوية جداً لدرجة انه حملها واوصلها الى الضفة الثانية.
فكرت ان تستدير فجأة وتلتصق به لتلوثه بالوحل من رأسه حتى اخمص قدميه، لكنها لم تجرؤ على فعل ذلك.
بعد ذلك راحت تسير والريح تنشر شعرها الذي كانت تبعده وهي تلحق به الى اللاندروفر..حين وصلا الى القصر ترجل قائلاً:
-ابقي في العربة.. سأحضر لك معطفاً لتصعدي الى غرفتك وانت ترتدينه.. عليك ان تستحمي وتبدلي ملابسك اما انا فسأعد لك شراباً ساخناً.
ارادت ديانا ان ترفض مساعدته ولكنها لم تستطع، وحين عاد والمعطف في يده، تناوليته منه واومأت برأسها شاكره.
لم يصلا متأخرين كما توقعا فقد كانت كلوديا مستيقظة:
-سنيورا ! ماذا حصل؟ هل حصل حادث ما؟.
يتبع
|