بسم الله
الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد
هناك بعض الوسائل والأساليب التي من شأنها أن تساعدنا على التمتع بذاكرة جيدة والحفاظ عليها بل وشحذها وتنشيطها وفيما يلي عرض لأهم هذه الوسائل..
مواد مهمة لخلايا الذاكرة
إن ذاكرتنا عبارة عن آلاف من الخلايا العصبية التي تعتمد في احتفاظها بالمعلومة ثم تذكرها على مجموعة من الناقلات العصبية والكيميائية، لذا فهي بحاجة إلى مواد خاصة تساعدها في إتمام عملياتها الحيوية وتجديد نشاطها، كما أنها بحاجة إلى كميات وافرة من تلك الناقلات لتستطيع أن تحتفظ بالمعلومة بشكل جيد وأن تتذكرها عند الحاجة، ومن تلك المواد المهمة لخلايا الذاكرة (حمض أوميجا3) وهو حمض دهني يدخل في تركيب خلايا المخ أثبتت الأبحاث أن نقصه يؤدي إلى الإصابة بمرض الخرف (الزهايمر) وهو متوفر بشكل جيد في الأسماك ونستطيع تناوله في حبات زيت السمك، كما أن هناك مادة تدعى (كولين) مهمة لعملية التذكر فهي تعمل كوسيط لنقل المعلومات بين خلايا الدماغ.
ومن المواد المهمة أيضا لخلايا الذاكرة فيتامين (هـ) و(ج) المضادان للتأكسد واللذان يحافظان على خلايا الذاكرة من التلف، كذلك فإن تناولنا لفيتامينات (ب6) و(ب12) وعناصر (الزنك، الحديد، الفوليك أسيد) يضاعف من قدرة التذكر لدينا أربعة أضعاف القدرة العادية.
وعلى سبيل المثال فإن بمقدور خليط من حبيبات الزبيب واللوز أن تنهي مشكلة النسيان لدى الكثيرين؛ فهما المركبان الأكثر قدرة على تنشيط خلايا الذاكرة، وإذا كانت الذاكرة تحتاج إلى جميع تلك المواد بنسب متفاوتة إلا أنها لا تستغني أبداً عن الثلاثي (الماء والأكسجين وسكر الجلوكوز) فالماء يشكل اكثر من 80% من أجسامنا، ونلاحظ أن الذين يقل شربهم للماء في الصحراء أول ما يعانون منه تشوش أذهانهم ورؤيتهم لأشياء لا وجود لها، أما الأكسجين فيكفيك أن تعرف أن خلايا دماغك تموت كلياً إذا انقطع عنها لأكثر من خمس دقائق، وبالنسبة لسكر الجلوكوز فهو المصدر الأساسي لطاقة الدماغ ويوجد بشكله المبسط في جميع الفواكه.
النوم العميق مفيد لشحذ الذاكرة
أكد العلماء أهمية النوم العميق في شحذ الذاكرة ودعم القدرة على تعلم اللغات، وقدم باحثون بجامعة شيكاغو دليلاً يبين أن نشاط المخ أثناء النوم يعزز من قدرات ومستويات التعلم.
وقال دانييل مارجولياش من جامعة شيكاغو في تقرير نشر بمجلة "Nature" العلمية إن للنوم تأثيرين اثنين على الأقل على التعلم، فهو يقوي الذاكرة ويحميها من التشويش أو التآكل، كما يبدو أن النوم ينعش أو يستعيد الذكريات.
وتوصل دانييل وزملاؤه إلى هذا الاستنتاج عبر قياس قدرة ثلاث مجموعات من طلبة الجامعة على فهم كلمات مركبة من الصعب استيعابها وتدريبهم على ذلك، بعد ساعة من تدريب المجموعة الأولى وجد أن 54% من الطلاب استوعبوا الكلمات وهو ما يزيد على مثلي العدد قبل التدريب.
وجرى تدريب المجموعة الثانية في الصباح واختبارها بعد هذا التدريب باثنتي عشرة ساعة، ولم يتحسن الأداء إلا بنسبة 10% عما كان عليه قبل التدريب، لكن الطلاب الذين دربوا في المساء واختبروا في الصباح التالي بعد أن أمضوا الليل نياما فقد تحسن أداؤهم بمعدل 19 نقطة مئوية.
وعندما اختبر الطلاب الذين دربوا في الصباح وتناولوا قسطا من النوم بعدها تبين أن أداءهم تحسن أيضا.
واستنتج الباحثون من هذه التجارب الثلاث أنه إذا كان الأداء يتأثر سلبا بالتشويش فإن النوم ربما يقوي التداعيات ذات الصلة ويضعف التداعيات التي لا تمت بصلة للموقف بما يعزز من القدرة على استرجاع الذكريات ذات الصلة.
الشاي يحسن الذاكرة
إن شرب كوب واحد من الشاي يوميا يحسّن الذاكرة وينشط الذهن، هذا ما أكده العلماء في جامعة نيوكاسل البريطانية بعد أن ثبت أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأخضر والأسود يعيق نشاط الإنزيمات الدماغية المصاحبة لضعف الذاكرة.
ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الاكتشافات التي نشرتها مجلة بحوث العلاجات النباتية في تطوير علاجات جديدة لمرض الزهايمر، بعد أن تبيّن أن للشاي نفس تأثير الأدوية المصممة للتغلب على هذه الحالة, مشيرين إلى أنه بالرغم من عدم توافر علاج شاف للزهايمر قد يصبح الشاي سلاحا آخر في الحرب ضد هذا المرض.
وأوضح الأطباء أن مرض الزهايمر يترافق مع وجود مستويات منخفضة من مادة "آسيتل كولين" الناقلة في الدماغ, وكشفت الاختبارات عن أن كلا من الشاي الأخضر أو الأسود أعاقا نشاط إنزيم "آسيتل كولين استيريز" الذي يحطم تلك المادة العصبية الناقلة, وإنزيما آخر يعرف باسم "بيوتايريل كولين استريز" الذي اكتشف وجوده في الترسبات البروتينية الدماغية عند مرضى الزهايمر.
ولاحظ هؤلاء أن الشاي الأخضر أعاق نشاط إنزيم "بيتا- سيكريتيز" الذي يلعب دورا في إنتاج الترسبات البروتينية في أدمغة مرضى الزهايمر, وقد دام هذا الأثر لأسبوع واحد على الأقل، بينما استمرت الخصائص المعيقة للإنزيمات التي أظهرها الشاي الأسود ليوم واحد فقط.
وأشار الخبراء إلى أن الشاي بنوعيه يعمل كالأدوية المتوافرة حاليا التي تبطئ تقدم المرض من خلال وقف نشاط إنزيم "آسيتل كولين أستيريز" أساسا, منبهين إلى أن للأدوية تأثيرات جانبية مزعجة ومضاعفات سلبية كثيرة.
ومن المعروف أن الشاي الأسود التقليدي مستخلص من نفس نبتة الشاي الأخضر التي تعرف باسمها العلمي "كاميليا سينينسيز"، ولكن مذاقه ومظهره مختلف لأنه متخمر.
كيف يتم تنشيط الذاكرة؟
الأستاذ جمال عبدالله الملا المدرب المتخصص في مجال تقوية الذاكرة يقول إن قدرة الإنسان على تخزين المعلومات هي قدرة جد عالية جدا جدا، المشكلة في طريقة تعاملنا مع الذاكرة.
فقدرة الذاكرة البشرية ليست كقدرة الكمبيوتر، حيث إن الكمبيوتر محدود وقدرة الذاكرة البشرية غير محدودة.
فالله سبحانه وتعالى وهبنا نعمة كبيرة جدا وهي المخ، وبإمكاننا أن نحفظ كلمات كثيرة في وقت قصير جدا وبإمكاننا أن نحفظ أسماء أشخاص كثر في وقت وجيز، وبإمكاننا أن نحفظ أرقام طويلة في وقت قصير.. وكل ذلك يعتمد على طريقة تعاملنا مع الذاكرة.
حيث إن مخ الإنسان مقسم إلى قسمين أو فصين؛ الفص الأيمن ويحتفظ بالصورة والألوان، الخطوط المحنية، المشاعر، الخيال، الإبداع، الموسيقى.. والفص الأيسر يتحفز بالمنطق والخط المستقيم واللون الواحد واللغة والتكرار والتسلسل والتحليل والتفصيل...
قدرة الفص الأيمن على حفظ المعلومات أو سرعتها فهي أسرع من الفص الأيسر بـ17 ضعفا، ومعنى ذلك إذا كررنا بالفص الأيسر 17 مرة تعادل التكرار بالفص الأيمن مرة واحدة.
أغلبنا يستخدم وتعلم استخدام الفص الأيسر في الحفظ وأسهل وسيلة بالنسبة لنا هي التكرار وهي طريقة جيدة لكن بطيئة جدا
أساليب لتقوية الذاكرة
أجرى ويلدر بنفيلد الباحث في مجال المخ تجارب معملية لكي يستحث ذاكرة المخ ، وقد تذكر الأشخاص الذين خضعوا لهذه التجارب حوادث من الماضي بكل تفاصيلها، كانوا يعتقدون أنهم قد نسوها وقد قرر هذا العالم 'بنفليد' في كتابه [[أسرار العقل]] إن كل شيء شعرت أو أحسست به أو فعلته أو مر بك في الماضي ما زال مسجلا في مكان ما في المخ.
وقد أظهر البحث أننا نفقد الوصول إلى معظم ما في ذاكرتنا خلال فترة قصيرة من الزمن. وعلى الرغم من أن المخ ما زال يحتفظ بالمعلومات في الذاكرة غير الواعية إلا أننا لا تستطيع إلا تذكر 50% من كل ما نراه أو نسمعه في خلال 5 دقائق. وقبل مرور ساعة لا نستطيع تذكر ثلثي ما نقرأه أو نسمعه وفى اليوم التالي ترتفع هذه النسبة إلى 90%. لذلك نحن نحتاج إلى تعلم في تمرينات وأساليب لتقوية واستفزاز الذاكرة.
أولاً: ثلاثة مبادئ لتقوية الذاكرة:
1- تعلم بالأفكار:
من الأسهل أن تتذكر الأفكار والمعاني أكثر من الحقائق والأرقام ولذا فحينما تذاكر درسا ابحث عن أفكار هذا الدرس واستخرجها وركز عليها وستساعدك الأفكار على تذكر الحقائق ومعرفة تسلسلها .
2- المراجعة:
إن 60% من الدراسة تعلم والباقي مراجعة. تقول عنها جين مارى ستاين مؤلفة كتاب 'كيف تضاعف قدراتك الذهنية ' إن المراجعة العقلية تمكنك من عكس منحنى التعلم فبدلا من نسيان 90% من المعلومات المعقدة فإنك ستتمكن من استرجاع هذه المعلومات عند الطلب لسنوات قادمة .
وفيما يلي عرض لاستراتيجية طورها البروفيسور ماثيو رادلي الأستاذ بجامعة سيتي في نيويورك وتسمى بالمراجعة العقلية
1- عليك أن تحدد في عقلك أثناء المذاكرة أو التعلم النقاط التي ترغب في تذكرها.
2- بعد الانتهاء من المذاكرة بعشر دقائق اجلس في مكان هادئ واسترجع هذه النقاط لمدة خمس دقائق تذكرها أنت بنفسك ولا تنظر في الكتاب.
3- استرجع هذه النقاط بصوت مرتفع مرة واحدة ولا تكررها فهذا ليس ضروريا.
4- إذا وجدت نقاطا لا تستطيع تذكرها لا تجهد نفسك في تذكرها وما عليك إلا تخمين ما لم تتذكره ثم الاستمرار في التذكر.
5- بعد يوم واحد راجع لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق.
6- بعد أسبوع واحد راجع لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق.
7- بعد ستة شهور راجع لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق.
3- نسيان ما هو غير مهم
من أعظم المبادئ لمضاعفة قوة التذكر هي مضاعفة مساحة التخزين المتاحة في العقل للتذكر واستيعاب معلومات جديدة, وهناك معلومات كثيرة جدا لم نعد في حاجة إليها من معلومات تافهة بالإضافة إلى حقائق وأرقام كانت هامة في يوم من الأيام ولم نعد في حاجة إليها وتستطيع أن تحرر كل هذه المساحة العقلية غير المستغلة باستخدام وظيفة محو الذاكرة وكما أن في أجهزة الكمبيوتر برامج محو الملفات ففي عقلك مثل هذا البرنامج وإليك طريقة في كيفية تقوية الملفات لتستخدمه في عقلك.
1- اعقد النية على النسيان.
2- تخيل بوضوح ما تود أن تنساه.
3- تحدث لنفسك أن تنسى هذا الموضوع.
4- لا تفكر مرة أخرى فيما تود أن تنساه [وإذا فكرت فاقطع التفكير فورا]
أساليب تقوية الذاكرة:
الربط.. ويكون ذلك غالباً بالربط بين المعلومات التي تريد تذكرها وبين عناصر سهلة التذكر أو صور خيالية لا تنسى في المخ.
طريقة المكان:
وطريقة المكان تستخدم الخدع النفسية حيث تربط بين الأرقام أو الحقائق أو الأشخاص الذين تريد تذكرهم وبين صور عقلية لأماكن تعرفها، وكل ما تحتاج أن تفعله هو أن تختار مجموعة محددة من الأماكن التي يمكن أن تستخدمها مرارا وتكرارا لمساعدتك على تذكر المعلومات المهمة.
طريقة: ربط الذاكرة بحروف الهجاء الأولى للكلمات
إذا كانت هناك مجموعة كلمات أو عناصر تريد حفظها من الممكن أخذ أول حرف من كل كلمة أو عنصر وتكوين جملة بهذه الحروف الأولى، هذا يساعدك على التذكر.
وهكذا إذا تكاثرت عليك المعلومات أو العناصر أو الكلمات التي تريد حفظها اصنع كلمة جامعة لأول حرف من كل عنصر وأحفظ هذه الكلمة جيدا لتذكرك بباقي العناصر.
ملحوظة: لا بأس في تغيير ترتيب الحروف حتى تصل إلى أسهل كلمة تستطيع أن تتذكرها.
ثانياً: كيف ننشط ذاكرتنا؟ هناك وسيلتان لزيادة فعالة الذاكرة:
الوسيلة الأولى: داخلية.
الوسيلة الثانية: استخدام أدوات خارجية مساعدة.
الوسائل الداخلية التي تساعد على تنشيط الذاكرة:
1ـ قانون التأثير الجماعي:
الكمية التي تذكرها متصلة بشدة بكمية الوقت التي نقضيها في التعلم. وتتأثر الكمية التي تتذكرها أيضًا بمزاجك الخاص وخاصة بمستوى قلقك, فإن كان عقلك مليئًا بالأشياء المقلقة, فمن الصعب أن تتعلم, ولكي تحسن التعلم فأنت بحاجة إلى تركيز, ولكن بدون قلق, فكل ما تحتاج إليه هو التركيز بدون توتر.
2ـ التنظيم:
هناك أربعة جوانب للتنظيم تساعدك على تحسين الذاكرة:
أـ التقسيم: حتى تستطيع أن تتذكر كمية كبيرة من المعلومات, فمن الأفضل أن تجزئها إلى قطع صغيرة, ويتضح هذا عند ذهابك للتسوق, فأنت تريد شراء عشرات الأشياء ولا يمكن أن تتذكرها جميعًا, ولكن يمكن ذلك إذا قسمتها إلى أقسام, فمثلاً أنا أريد شراء كذا من قسم اللحوم, وكذا من قسم الخضار.. الخ, وهذه هي الطريقة المتبعة في كل شيء سواء في الدراسة أو حفظ القرآن أو أي شيء ولكن يجب أن يكون هذا التقسيم مهيكلاً.
فنقول مثلاً سورة كذا تتكون من عدد من الأرباع هي كذا وكذا.. الخ, وكل ربع ينقسم إلى عدد من المقاطع الواضحة.
ب ـ استخدام المفاتيح: كمن يقول لنفسه هذا الكتاب مكون من خمسة فصول, ويتذكر أربعة بسهولة ويحاول أن يتذكر الخامس, فتكون كلمة خمسة فصول هي مفتاح التذكر.
جـ ـ الربط: ربط المعلومات الجديدة بأخرى قديمة مستقرة ومحفوظة, وبهذه الطريقة يمكنك أن تبني مادة تتعلمها بطريقة تسهل عليك تذكرها، فمثلاً تقول: شارع النور الجديد هو الشارع الذي يلي مكتبة الإيمان.. وهكذا.
د ـ المعنى: من الأسهل تعلم وتذكر شيء ذي مغزى عن تعلم شيء لا يعني لك الكثير, فمعاني الكلمات يمكن أن تصاغ بعدة طرق.
3ـ المراجعة:
لقد ثبت بالتجربة أن أكثر طرق المراجعة فاعلية هي أن تراجع سريعًا بعد التعلم الشامل, وبعد ذلك نقسم الموضوع إلى مراجعات إضافية منفصلة على فترات متباعدة.
قواعد أساسية للمراجعة:
1ـ إذا لم تراجع ستضعف ذاكرتك وتقل مثل خط مرسوم على الرمال.
2ـ أكثر الأوقات فاعلية للمراجعة عندما تشعر أنك ستنسى.
3ـ إنك تنسى ببطء بعد كل مراجعة؛ لذلك من المهم أن تراجع من وقت لآخر على فترات متباعدة ومنفصلة.
4ـ شيئان مهمان يجب وضعهما في الاعتبار:
أ ـ إذا بدأت في المراجعة واكتشفت أنك نسيت معظم ما تعلمته, يجب أن تراجع أسرع في فترات متقاربة, أكثر من ذي قبل.
ب ـ إذا بدأت في المراجعة, ووجدت نفسك تتذكر بوضوح لا داعي للاستمرار في المراجعة حيث ستكون مضيعة للوقت.
وما نريد أن نؤكده هو أن 60% من فترة الدراسة تتم في التعلم والباقي في المراجعة وبعض الناس يستهويهم قضاء معظم الوقت في تعلم الجديد فإنه يبدو سخيفًا بالنسبة لهم أن يتوقفوا ليراجعوا شيئًا تم دراسته من قبل, وهذه الوسيلة غير الفعالة التي يتبعها معظم الناس في البداية تبدو طريقة جيدة, وبعد ذلك يتضح فشلها حيث يكونون قد نسوا معظم ما تم دراسته سابقًا, ويجدون أنفسهم مرتبكين, وغارقين في بحر من الألغاز, لذلك فإن المراجعة البسيطة والدائمة تفيد بشكل فعّال حيث إنها تغذي وتنشط الذاكرة, وتدعم ما تم دراسته سابقًا, وهذا يساعد على تعلم واستيعاب ما يأتي بعده.
4ـ الاستدعاء:
لنستعرض ـ مثلاً ـ لموقف يواجه مئات الأشخاص يومياً, افترض أنك فقدت ساعتك أو سلسلة مفاتيحك التي كنت تمتلكها أول أمس ولم تجدها اليوم, ولقد بحثت عنها في أماكن عدة ولكنك لم تجدها، وهدفك هو الاستمرار في البحث.
ولكن عليك اتباع وسيلة أخرى قد تكون أكثر نفعًا وهي أن تستلقي على مقعدك مواجهًا تلك المشكلة, فكر بعمق وإصرار متى كانت آخر مرة رأيت فيها الشيء المفقود, وماذا كنت ترتدي في ذلك الحين, وماذا كنت تحمل في يدك مثلاً, ومن كان معك, وماذا فعلت آنذاك, استرسل في أفكارك مع مرور الوقت فإن كنت موفقًا فإنك ستدرك أين هو ذلك الشيء, وإن كنت أقل توفيقًا فإنك ستكون ضيّقت الاحتمالات وحصرتها في مكانين أو ثلاثة بدلاً من عشرات الأماكن, فإن كان مثلاً فُقد في القطار أدركت أنه ضاع إلى الأبد, فلا تضيّع وقتك في التفكير هباءً... وهكذا.
5ـ مساعد الذاكرة:
من أنجح الوسائل المستخدمة لإنعاش الذاكرة هي ربط معلومات معينة بجملة أو كلمة من الممكن استخدام حروفها لتذكرنا بجملة أطول أو مواضيع بأكملها, وهناك وسيلة أخرى ألا وهي تحويل الأشياء المملة كالجداول أو الأسماء المعقدة إلى قصة أو شيء ممتع ومسلٍ ليسهل تذكرها.
الخلاصة:
* يمكنك تنمية وتنشيط الذاكرة باتباع سياسات جيدة وتسمى رياضة تدريب العقل.
* تذكر أن الذي نتذكره يتعلق بشدة بالوقت الذي استهلك في تعلم هذا الشيء.
* لتتعلم بفاعلية عليك بالتركيز بدون قلق أو عصبية أو ضغط نفسي.
* رتب طريقة تفكيرك بالآتي:
ـ جزّئ المعلومات إلى أجزاء صغيرة بحد أقصى 7 أجزاء.
ـ استخدم وسائل الربط لتذكرك بما تريد.
ـ اربط المعلومات الحديثة بالقديمة.
ـ اجعل المعلومات الحديثة ذات معنى مقبول في ذهنك.
* استخدم سياسة المراجعة الفعالة, وراجع بعد التعلم الأساسي للمادة, وبعد ذلك قسم المراجعة إلى فترات متتابعة نسبياً.