تساؤلات طرحها المؤرخ في الديانة المسيحية''
آندري فواسي'' في محاضرة له حول الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية ....
"... هل أعياد الميلاد(نويل) هي حقيقة أعياد مسيحية؟
هل كنيسة العهد الجديد(الإنجيل)كانت تحتفل بأعياد رأس السنة؟
هل عيسى ابن مريم ولد بالفعل يوم 25 دجنبر؟
ما هو أصل عيد الميلاد؟
ما الذي تقوله التوراة والإنجيل عن هذا العيد؟
ماذا وراء أعياد رأس السنة؟
ما الذي يمثله ''بابا نويل'' حقيقة؟
هل يجوز لمسيحي أن يحتفل بعيد الميلاد؟
هذه فقط بعض الأسئلة من بين غيرها التي يمكن أن نضعها على أنفسنا.
ولكن ألم يحدث أبدا أن سأل أحدنا نفسه:
-لماذا أفعل هذا؟
-ما الذي يعنيه كل هذا؟
-هل هناك من داع لكل هذه الأشياء؟
ربما في قرارة أنفسنا سبق أن أحسسنا بحقيقة الجواب عن كل هذه الأسئلة؛ ولذلك نتجنب وضع مثل هذه الأسئلة.
ولكن لتصدقوا أو لا تصدقوا؛ فإن كل العادات التي تحيط بأعياد الميلاد والكثير غيرها من الأعياد المسيحية لا علاقة لها بالمسيح. بل إن الأمر أسوأ من ذلك فهي تعود في أصولها إلى ممارسات دينية وثنية، من الممكن لهذا أن يصدم بعض الأشخاص؛ ولكنها الحقيقة، وما أسهل التدليل عليها.
وهناك عشرات الآلاف من الكتب التي تبين ذلك ولكن-ولأسباب متعددة- إما أننا لم يسبق لنا أن أعرناها أي اهتمام، أو هناك من جعلنا لا نعيرها اهتماما، أو لم يسبق لنا أن سمعنا عنها، أو أسوأ من ذلك لا نريد أن نسمع عنها!
إنها أشياء نعرفها ولكننا قليلا ما نبحث عن معرفة أجوبة عن أسئلة محرجة مثل:
-لماذا نزين شجرة بالشموع والهدايا؟
-لماذا نزين البيوت بالمصابيح؟
-وبالهدايا المعلقة
-وبشجيرات الأرز؟
-وخصوصا لماذا نقرن في أعين أطفالنا ''بابا نويل'' بميلاد المسيح؟
ولنحاول الإجابة عن أهم الأسئلة المطروحة. من أين تسربت هذه الطقوس الوثنية إلى الديانة المسيحية؟
ولسوف نرى أن العديد من الأشياء التي نقول عنه: ''وما الضرر في ذلك؟'' هي في أغلبها-لو حاولنا معرفة حكم الله فيها-وراء الكثير من الضرر العقيدي، و وراءها ما وراءها من الشرك......" (إنتهى كلامه)
(و نفس الشيء يمكن أن نأخذه على المسلمين الذين يحتفلون بعيد المولد النبوي حيث الطقوس الغريبة التي تحدث فيما يُسمّى بالموالد و مواسم أولياء الله ؟؟؟ ...عند الأضرحة و المقابر....( ولا حول و لا قوة إلا بالله..))
بابا نويل هو القديس سانت نيقولاس
الحقيقة أن هذه الشخصية الأسطورية لها أصل حقيقي هو القديس سانت نيقولاس، وهو من أصل يوناني وقد ولد وحيدا لوالدين من أعيان مدينة ميرا وذلك منذ حوالي 17 قرنا، وكان طفلا ذكيا وشابا نابها متعلما ورغم ثرائه الشديد فقد قرر أن يلتحق بالدير وأن يقدم جميع أمواله للفقراء والمحتاجين ولكن دون أن يشعر احد بذلك.
ومن بين هؤلاء الفقراء رجل كان من الأغنياء وساءت حالته وفقد كل ثروته.
وكان له ثلاث بنات لم يستطع تزويجهن بسبب فقره الشديد، فقام نيقولاس بوضع مبلغ من المال داخل كيس وتسلل ليلا إلي منزل هذا الرجل دون أن يراه احد، ثم ألقي الأموال من نافذة الرجل الفقير وعندما استيقظ الرجل في الصباح وجد الأموال وخرج بها وزوج ابنته الكبري ثم كرر نيقولاس نفس العملية مع البنت الثانية.
إلا أن الرجل الفقير أراد أن يعرف الرجل الطيب الذي يضع له المال من نافذة منزله فظل ساهرا طوال الليل، وعندما شعر بسقوط كيس المال داخل المنزل أسرع خارجه ليعرف أن الذي ألقي المال هو نيقولاس الطيب الذي كان يرتدي ثوبا احمر ويغطي جزءا من وجهه.
والآن بقدوم عيد الميلاد المجيد و رأس السنة الميلادية تظهر لنا شخصية ببابا نويل أو ( سانتا كلوس) التي هي تحريف لسانت نيقولاوس الذي كان مطراناً على ميرا الواقعة في ليسيا و يرتدي عادةً بابا نويل ثياباً ذات لون أحمر مثل ثوب المطران .
و يشير اللون الأحمر إلى الشهادة .. عاش المطران نيقولاوس في أواخر القرن الثالث و مطلع القرن الرابع وكان رجلاً تقياً يخاف الله و يحب الناس فاهتم بشكل خاص بالأطفال الفقراء و الأيتام كما اهتم بالأرامل و دافع عن المظلومين و السجناء و أعرب عن اهتمامه هذا بتوزيع الهدايا عليهم و هكذا جرت العادة في المسيحية أن يوزع المؤمنون الهدايا على بعضهم البعض في عيد الميلاد اقتداء بالقديس نيقولاوس و قد كرمته الكنيسة باعتباره شفيعاً للأطفال و الجدير بالذكر أن القديس نيقولاوس هو شفيع بلاد الروس و أحد أبرز القديسين في الكنيسة الروسية وتكرمه الكنيسة السريانية باسم القديس (زخبا) أي الظافر .
وقال الباحث الفرنسي جون فرنسوا بواري أن الجذور البعيدة لاستعمال "بابا نويل" تعود إلى الجذور القديمة للكنيسة الألمانية حيث كانت البداية الأولى لاستعمال شخصية "بابا نويل" كرمز لتقديم الهدايا في عيد "سانت نيكولا" المسيحي.
صورة بابا نويل ... كيف جاءت ؟!
صورة بابا نويل المشهورة والمطبوعة في أذاننا هي صورة الرجل الخمسيني ذو اللحية البيضاء الطويلة الغليظة والأنف المدبب والجسم المتين والوجه الأبيض المحمر ..
فكان الرسام الأمريكي الشهير توماس هو اول من حدد الصورة المتعارف عليها الآن لشخصية بابا نويل وكان ذلك عام .1822والتي شكلت في ذهن الأطفال القصص الأسطورية حول هذه الشخصية التي تأتي علي عربة من الماس يجرها زوج من الخيول ذات الأجنحة والتي تطير بالرجل من مكان لآخر ليلة رأس السنة ليوزع هداياه علي الأطفال .
· قال الباحث الفرنسي جون فرنسوا بواري لشبكة الإسلام أون لاين : إن "استعمال بابا نويل كمادة دعائية بدأ في الولايات المتحدة بعد أن استعملت شركة كوكاكولا الأمريكية مجسم نويل لترويج بضاعتها، غير أنه وبامتداد الزمن حذفت عبارة كوكاكولا وبقي اللون الأحمر سمة لبابا نويل".
شجرة الميلاد
هنالك العديد من الأساطير حول شجرة عيد الميلاد ويعتقد بأن الالمان كانوا أول من بدأ بتقليد شجرة الميلاد الغير مزينة
أقدم أسطورة تقول بأن القديس الشهيد بونيفس (680-754) الراهب والمبشر البريطاني الذي نظم الكنيسة في فرنسا وألمانيا
في أحد الأيام، بينما كان مسافرا الى ألمانيا للتبشير بكلمة الله التقى بمجموعة من عبادي الأوثان المتجمعين حول شجرة البلوط على وشك نحر طفل لاله الرعد ( ثور) ولمنع عملية النحر وانقاذ حياة الطفل قطع القديس بونيفس الشجرة من شدة غضبه بلكمة واحدة. أثناء سقوطها حطمت الشجرة جميع ما في طريقها من شجيرات عدا شجيرة الشربين وبمحاولة منه لكسب الوثنيين فسر بقاء الشجيرة على أنها أعجوبة مُطلقا عليها اسم شجرة يسوع الطفل .. شجرة الحياة
كانت أعياد الميلاد الاحقة تُحتفل بزرع شجيرات الشربين وفي أواخر القرون الوسطى وضع الألمان وسكان سكندنافية الاشجار الدائمة الخضرة داخل بيوتهم
أسطورة اخرى تقول بأن القديس بونيفس استخدم الشكل الثلاثي للشجيرة لوصف الثالوث الأقدس. المعتنقين الجُدد بدأوا بتكريم الشجرة كما فعلوا مع شجرة البلوط قبل اهتدائهم للمسيحية
أسطورة أخرى تقول بأن مارتن لوثر (1483-1546) مؤسس المذهب البروتستانتي كان ماشيا في الغابة في احدى ليالي عيد الميلاد وبينما كان يمشي اندهش لجمال وروعة ملايين النجوم التي كانت تتلألأ من خلال أغصان الأشجار الدائمة الخضرة. لخلق ذات الجو الساحر قام لوثر بقطع أحد الأغصان ووضَعه في بيته وزيَنه بالشموع
يتبع إن شاء الله..