بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وعض إرشادي للمسيحيين الأرثوذكس... من كنيسة القديس اسبيريدون الأرثوذكسية - ميشيغان - الولايات المتحدة
سنحاول اليوم مقاربة هذا العيد الغربي من اتجاهين مختلفين: المعاني المسيحية في هذا العيد، والمعاني الوثنية المنافية .
المعاني المسيحية للهالوين
اسمه هو اختصار لعبارة " All Hallows’ Eve " أي " ليلة جميع القديسين " ، أي الليلة السابقة لعيد جميع القديسين في التقويم الغربي. وكلمة " Hallow " هي كلمة قديمة إنكليزية جداً تعني " القداسة ". ولهذا يدعى " ليلة جميع القديسين Day of all Hallows أي Day of all Saints ". فالهالوين في المعنى المسيحي هو الليلة السابقة لعيد جميع القديسين الذي يصادف في الأول من تشرين الثاني نوفمبر حسب التقويم الغربي ( حسب التقويم الشرقي تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية في الأحد التالي لعيد العنصرة بعيد جميع القديسين ). بدايات هذا العيد تعود إلى الفترة عندما كانت روما وأوربا لم تزل أرثوذكسية وكانت تسبق العيد احتفالات تقليدية في الليلة السابقة له.
المعاني المضادة للمسيحية
الممارسات الغامضة والغريبة في هذه المناسبة تعود في أصولها لشعب السلتيك Celtic People الذين عاشوا في الجزر البريطانية. ولهذا السبب كان حتى الزمن القريب يجري الإحتفال بالهالوين كعيد " للرعب " في بريطانيا والولايات المتحدة وبعض الدول التي تنحدر شعوبها من أصول وثقافة بريطانيتين. ومنذ أمد ليس ببعيد بدأت التقاليد المعروفة للهالوين من أشباح وسحرة تنتشر في البلاد الأخرى.
عندما وصلت المسيحية إلى بريطانيا وجدت الكنيسة شعب السيلت Celts الوثني الذي كان يؤمن بإله الموت " Samhain " ويحتفل له في فصل الخريف. وكانوا يعتقدون أنه في يوم عيده فإن أرواح الموتى تجوب الأرض وأنه يجب استرضاؤها لكي لا تصنع شراً. ولتمثيل هذا الطقس كان الناس يزورون البيوت كما تفعل الأرواح ويطالبون باسترضائهم " يجمعون مالاً ". كما كانت تُقدّم التضحيات البشرية في تلك الليلة الرهيبة.
قامت الكنيسة في بريطانيا بمحاربة هذه العبادات الشيطانية وممارساتها الدموية. مما دفع بأتباع تلك الديانة إلى المقاومة والمبالغة في احتفالاتهم، كتهديد كل من لا يعطيهم المال، والسخرية من الممارسات المسيحية كتزيين الهياكل العظمية ووضع اليقطينة المنحوتة للسخرية من تكريم المسيحيين لجماجم القديسين وبقاياهم.
كان شعب الكليتس يعتمد تقويماً قمرياً ولهذا لم يكن عيد إلههم سمهاين ثابتاً، لكن بعد اعتماد التقويم اليولياني الروماني صار عيدهم ثابتاً في ليلة الأول من نوفمبر تشرين الثاني، أي في ليلة عيد جميع القديسين الكاثوليكي.
لهذا من الواضح أنه في تلك الليلة كان فقط أتباع تلك الديانة يجوبون الشوارع ويطرقون أبواب البيوت مطالبين بالمقابل المادي، في الوقت الذي يبقى فيه المؤمنون المسيحيون في بيوتهم استعداداً للاحتفال بيوم القديسين بطريقة تتصف بالورع والتقوى. هذا يعني أن من يشارك في تلك الممارسات الشيطانية سواء عن معرفة او عن جهل بمعانيها، يتشبّه بأولئك الوثنيين الذين كانوا يسخرون من المسيحية ومن أتباعها.
هل الهالوين فعلاً غير ضار؟
قد يقول البعض " حسناً هذا صحيح ولكن الهالوين حالياً هو مجرد وقت يفرح فيه الأطفال ويتمتعون فيه بالحلوى والملابس ". ولكن الحقيقة ليست كذلك:
- إن رموز الاحتفال بالهالوين بما يتضمنه من سحرة وشياطين ومشعوذين ليست سليمة، لأنها هي عملية تطبيع لتلك الرموز الشيطانية " تطبيع = جعلها تبدو طبيعية ". وهذه الرموز لا ينبغي تصويرها كما لو كانت غير مؤذية، فهي تعلّم الأطفال عكس ما يجب أن يتعلموه. وهذه الممارسة تجعل الأطفال ينغمسون في ذلك الجو وتلك الرموز الغامضة المرافقة للاحتفال بالهالوين وتصبح جزءاً من حياتهم.
- تقيم العديد من البدع وما يسمى " كنائس الشيطان " في الولايات المتحدة احتفالات كبرى في هذه الليلة تتراوح طقوسها بين الاحتفال بتلك الرموز والعبادات الشيطانية الحقيقية. ولذلك من الواجب أن لا نخلط بين شخصيتنا المسيحية الحقيقية وتلك الرموز المعادية للمسيحية والتي استخدمت أصلاً للتشهير بالمسيحية والسخرية منها. بل علينا في تلك الليلة أن نكثف الصلاة لكي يحمي الله العالم من الشرير " .. لكن نجنا من الشرير، آمين ".
- الاشتراك في تلك الاحتفالات الشيطانية يجعلنا مساهمين في عملية الارتداد عن المسيحية التي تشهدها الولايات المتحدة وأوربا. بعض الإحصاءات تشير إلى أن عدد الذين ينتظرون الهالوين في الولايات المتحدة تفوقت بشكل كبير على أولئك الذين يترقّبون عيد الميلاد المجيد، فهل نريد كمسيحيين أن نكون جزءاً من أولئك؟
- قد يقول البعض أنّ الهالوين مجرد احتفالات لا خطر فيها، إلا أن السلوك الذي نسلكه في احتفالات الهالوين قد يترك فرصة للشيطان لكي يعمل في حياتنا بطريقة لا نعلمها، فلماذا نمنح الشيطان تلك الفرصة لكي يتغلغل إلى حياتنا؟
كيف نتعامل مع الطفل؟
إذا شرحنا بشكل واضح لأبنائنا لماذا لا نحتفل " بالهالوين " قد يشعرون بشيء من خيبة الأمل في البداية، ولكن مع الوقت يتولد لديهم الشعور بالفرح الروحي ويولد لديهم الإحساس بهويتهم المسيحية الخاصة، ويجعلهم مستعدين أكثر للحفاظ على نقاوة إيمانهم المسيحي الحقيقي.
كيف نمضي ليلة الهالوين؟
كما ذكرنا تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد " جميع القديسين " في الأحد التالي لعيد العنصرة. لكن يمكننا إقامة صلوات الغروب وتلاوة المزامير والتسابيح وصلاة الباراكليسي، كما يمكننا أن ننظم نشاطات أخرى لا تتصل بالهالوين لأبنائنا سواء في الكنيسة أو في المنزل أو خارجهما.
ما هو دورنا تجاه " شهر الهالوين" في بعض المدارس ( في الغرب )؟
في الغرب تم تكريس شهر أكتوبر- تشرين أول للسحرة والأشباح في الكثير من المدارس العامة في الغرب خصوصاً في المرحلة الإبتدائية، في دليل آخر على أن الهالوين هو جزء من برنامج الارتداد عن المسيحية. يمكننا أن نتخيل أن محاولة تخصيص شهر كانون الأول- ديسمبر للاحتفال برموز ومعاني الميلاد المجيد لقامت آلاف الدعاوى القضائية تحت ذريعة " فصل الدين عن الدولة ". لهذا فإن بروز الهالوين كعيد رسمي وشعبي في فصل الخريف وتراجع عيد الميلاد هو انتصار جديد للوثنية في حربها التي لا تنتهي ضد المسيحية.
خلال هذا الشهر ينبغي علينا مراقبة تلك المواد التي يجري تدريسها لأطفالنا في المدارس، وينبغي أن نشرح لهم ان الساحرات لسن لطيفات بل شريرات، وأن أرواح الموتى لا تغادر السماء أو الجحيم، وإنما هذه أكاذيب شيطانية لترويع الناس وتخويفهم. لا ينبغي أن نكون سلبيين ونترك مسألة التعليم لمجلس المدرسة والمدرسين، بل أن نكون اكثر فاعلية ونتدخل حينما تدعو الضرورة لذلك. وبالتأكيد فإن توفر المدارس البديلة عن تلك التي تروّج في مناهجها لتلك العادات والممارسات هو أفضل ويغني عن تلك المشاكل.( إنتهت الموعضة )
ثم يزيد أحد المتدخلين قائلا....
ليس فقط عيد الهالوين والافكار الشيطانية المخيفة الخبيثة هي من الشيطان وعبدته
بل أيضا اضف اليها افلام الرعب ومسلسلات الرعب الحاوية كل مناظر الشيطان واعماله من مظاهر الدم والقتل والخطيئة والخ...................
فلنحارب حتى السينما الشيطانية.........
عند المعمودية نقول: نرفض الشيطان وجميع أعماله .......فلنرفضه دائما ونعلم رفضه للذين أعصبت أعينهم
الذين يحتفلون بهذا العيد في الغرب ليسوا جميعهم على دراية بمعانيه ورموزه، ولنقل بثقة معظمهم لا يعرف ما سبق ذكره. إنهم يحتفلون لمجرد الإحتفال. وفي الشرق أخذنا هذا العيد الخريفي من الغرب وألصقناه بعيدي القديسين يوحنا الدمشقي وبربارة الشهيدة في الرابع من كانون الأول ديسمبر، فطغت مظاهره الشيطانية على أصول احتفالنا المسيحي بأعياد القديسين.
الرب يسوع جاء ليعيد للإنسان كرامته، وكان كلامه واضحاً للرسل بعد قيامته " لا تخافوا .. أنا هو " لما اعتقدوا انهم يرون شبحاً. الأشباح إذاً خرافات تدعو للرعب والمسيح لم يرد لأبناء الملكوت أن يختبروا الرعب بل أن يفرحوا بالحياة.
إكراماً لإلهنا القائم من الموت علينا أن ننبذ كل احتفال ذو مظاهر غير مسيحية أياً كانت، ونبقى أمناء للرب يسوع، ونكون في كل عمل سراجاً مضاءً وموضوعاً فوق المكيال لكي يضيء للجميع.
يتبع إن شاء الله....