كاتب الموضوع :
زونار
المنتدى :
روايات غادة
زهرة الربيع
خلال الأسابيع لتى سهلت للربيع افساح المجال للصيف بالتقدم سارت الحياة بسرعة مدهشة موسم العمل بدأ بالنسبة لهلين وأفواج السياح المتدفقين الى الجزيرة ابوقوها مشغولة دائما كذلك غاب ديافيد عن الأنظار بعد ان غاص في العمل بالكاد يصعد من الكهوف ليستنشق الهواء النظيف ثم يعود للغوص تحت الأرض مرة ثانية ينقل الجمال الى الأفلام والجو الأثري الذي بدأ يحدد نفسه على انه مهمة شاقة التحقيق .
جزء من مهمتها كان ردم الهوة بين الطفلة وعمها اذا لم يكن على شكل صداقة فليكن على شكل تستمح بينهما ، تجرأت صباح يوم من الاقتراب منه كان يتمتع بافطاره على الشرفة المسقوفة يقرأ الجردية ويبدو انه لم يلاحظ محاولاتها لجذب انتباهه لكنه فجأة قال " توقفي عن التنقل من قدم الى اخري واجلسي لتناول فنجان قهوة معي "
" شكرا لك لقد أخذت قهوتي في الصباح الباكر "
" لا أصدق انك تسعين الى لمجرد الرفقة ؟ "
علمت ان صبره قد اخذ ينفذ ينقر صحنه بطرف السكين فابتعلت بصعوبة وقالت
" اردت ان أطلب منك ...كارلا ترغب .. انا أرغب ..."
" نعم ؟ ماذا تردين ؟"
" أرغب ان تأتي معنا الى الشاطئ اعلم انك مشغول جدا لكن يجب ان يكون هذا اليوم في اى وقت يناسبك "
ارتفع حاجباه " غريب كان لدي انطباع ان نساء منزلي يفضلنني بعيدا بدلا من أن أكون مقربا ..فهل انا مخطئ ؟ "
بحذر أخذت تفتش عن رد دبلوماسي " كارلا لا تعرف السباحة ، اتعلم هذا ؟ وكنت اتسائل ما اذا كنت تمانع في ان تعلمها ... فليس هناك غيرك ؟ "
" اه ..اذن انا الملاذ الاخير لقد حاولت كل الطرق وبحثت كل الامكانيات قبل ان تلجئي الى ..انا أسف ليس لدي الوقت عليك ان تعليمها بنفسك "
" لكنن يلا اعرف السباحة أيضا "
هل من الغريب هكذا ان لا تكون تعرف السباحة أطلق تنهيدة ثم وقف يمد يده ليجذبها واقفة الى جانبه كانت تحس بصغر حجمها ثم قال بابتسامة " حسن جدا يا سنجابي الصغير اذا وافقت ان تكوني تلميذة كذلك سأعلمكما السباحة معا "
لكن كارلا لم تظهر الحماس بل قالت وفمه مكور " لا اريد عمي راؤول ان يرافقنا سيفد علينا مرحنا حتى انه لا يحبني فلماذا يريد تعليمي السباحة ؟ "
" عمك رجل مشغول كارلا لذلك فقواع انه اعطاك وقتا لتعليمك السباحة ليبرهن انه يحبك ويجب ان تتقبلي هذا العرض بامتنانا فهذا يمكنه ان يساعده "
" وكيف اساعده ؟ "
" حسنا ..تعرفين كم يعمل حتى وقت متأخر كل ليلة في مكتبته ونادرا ما يحظي بساعة راحة خلال اليوم وقد نلعب لعبة صغيرة عليه بقبولنا عرضه قد نمنعه من العمل المرهق لكنه لن يفعل هذا الا اذا بدونا اننا يائستان لمن يساعدنا "
" اتعني انه سيظن انه يصنع معنا معروفا بينما نكون نحن من يساعده ؟ "
" أجل "
" فلنفعل هذا جيما لنخدع عمي ! "
منتديات ليلاس
بداالعجب على راؤول للترحيب الذي لاقاه من ابنه اخيه حين انضم اليهما بعد ساعة عند الشاطئ ولم تظهر اى تردد : اللعبة المثيرة على وشك أن تبدأ ! ، وبسعادة ركضت الفتاة لتلقاه فحملها بين ذراعيه يطوحها عاليا فوق رأسه أحست جيما بفرح لا يوصف هى تراقب الطفلة الضاحكة تتمرغ بين ذراعي الرجل الذي انبسطت اساريره المتجهمة دوما ومن فوق رأس كارلا أخذ يفتش عن جيما يبتسم لها ببساطة جعلتها تنسي حيائها منه وسارعت الى مساعدته وقالت له " سأسابقك حتى البحر " وبدأت تركض وثوب البحر البكيني يزيد الهزال الى مظهرها وأطرافها الذهبية اللون وصاحت كارلا " بسرعة بسرعة عمي لا يجب ان تتركها تكسب اركض أركض !!! "
كارلا لا زالتبين ذراعية تحثه على الركض لحق بجيما التى أحست بالاثارة المجنونة حين تخطاها جسده القوي الى البحر ولحقته الى الماء تصطدم بالماء البارد الذي تركها مقطوعة الأنفاس لكن حين وقفت كوفئت على مجهودها برؤيتها لكارلا تشد ذراعيها حول عنق عمها تشهق من الفرحة " لقد ربحنا عمي ربحنا وكانت جيما تسبقنا بكثير "
للحظات طافت عيناه في أساريرها الضاحكة قبل ان يقول بجفاء " لست واثقا من ان جيما لا تتمتع الان بنصر خاص لها " وأرسل الثيها ابتسامة صاعقة قبل ان يتجه الى مياه اعمق يحمل كارلا نصف مهتاجة نصف خائفة ليبدأ التعليم .
وجدت جيما ان الأمر سهلا حين جاء دورها ونسيت خجلها لتتقبل لمسته الخفيفة الطبيعية على كتفيها وذراعيها وهو يصحح وضع جسدها في الماء ويدفعها الى تحريك الذراعين ولكن حين أبدت جزعا في التقدم الى العمق اكثر رمي رأسه الى الخلف وضحك فأحست بانها طفلة ومدللة كانت كل حركة وحصاه متبلورة تظهر من خلال المياه الصافية كالكريستال حتى اطراف أصابعها كانت بادية انتفاخ أمواج البحر كان كالوسائد له اغراءه الأزرق يختلف كثيرا وكثيرا عن أمواج المحيط العارمة التى كانت تشاهدها على شواطئ بالدها تضرب الصخر الرمادي وتهمس بجنون فوق الشواطئ الصخرية اشارت اليها برأسها كانت كارال تبني قصرا من الرمال قانعة بعد نجاح درسها الاول كانت جيما تعلم ان عليها ان تطيع نصائح من برهن بشكل قاطع عن مهارته .
" حاوللي العوم استلقي على ظهرك استرخي تماما بينما أمسك رأسك بيدي ..مستعدة ؟. "
وكأنها في الجنة مثل اكليل من الزهر مريم فوق الامواج جسدها أخذ يعلو ويهبط مع حركات البحر ويد راؤول وسادة الطمأنينة صوتها يهمس بالتشجيع وهى مستلقية تتأمل رحابة السماء الناصعة ماعدا من الشمس وبضع غيمنات .
" انت رائعة هكذا ؟ "
جاء صوته من بعيد فالتفتت نحوه لقد تركها استرخائها كان كاملا حتى انها لم تلاحظ انه سحب يده من تحت رأسها وتصاعد الذعر الى حلقها فقدت توازنها وبدأت تتخبط في الماء فتحت فمها لتصرخ فاصمتها اندفاع الماء المالح الى فمها
" لا تقاوميني انت سالمة امنة انا ممسك بك الان ! "
وتمسكت به تقاوم جهوده في ايصالها للشاطئ بشدها على عنقه بذراعيها وحين كاد يختنق وأخذا يغرقان معا تركت عنقه فتمسكت في تلك اللحظة من الغطس ليبتعد عن قبضتها المميتة بالكاد تنفس حين عادت تتمسك به لكن قبل ان تقبض مجددا على خناقه أحستبضربة جعلت كل ما حولها ظلاما
" عزيزتي افتحي عينيك اتسمعين ؟ يا الهلي يجب ان تتقيأ بقدر ما ترغبي بالقوة الى تستطيعين "
وهذا مافعلته بعنف تركها منهكة غير قادرة على الاحتجاج حينحملها بين ذراعية وبدأ السير بها نحو الكازا هناك استعدي الخدم بسرعة ليأخذنها للاستحمام ، استدعاء الطبيب ، العناية بكارلا التى أصيبت بالخوف الهستيري فيما بعد حين دخل راؤول الى غرفتها كان يرافقه الطبيب الذي كانت أصابعه باردة مهدئة لأعصابها وهو يتفحصها وسأله راؤول بحدة " حسنا دكتور كيف حالها ؟. "
" بقية اليوم في الفراش وطعام خفيف حتى الغد ستكون على أفضل حال "
" ماذا ؟ دون ادوية ؟ لا تعليمات خاصة ؟ سامحني لكنن ياري رأيا اخر .."
هز الطبيب كتفيه لكن ابتسامته تضيف دون ظهور غضب " طبعا اذا رغبت لكنن ياؤكد ان هذا غير ضرورري "
قالت جيما ساخطة " بكل تأكيد "
نظر راؤول اليها فانكمشت لم تكن لتظن يوما انها قد تثير اهتمامه الى هذه الدرجة وانحني يتفرس وجهها الصغير بعد خروج الطبيب سرعان ما انفتح الباب ثانية ودخلت كارلا كالعاصفة " جيما هل انت حقا بخير ؟ ايقول الطبيب الحقيقة ؟ "
التفتت الى عمها الذي جلس على حافة السرير وقالت " ابتعد عن السرير عمي كيف تجرؤ على عدم التفكير ف يراحة المريضة ؟ "
نظر راؤول الى كارلا عبر السرير وبدأ عليه الغضب ونفاذ الصبر مع طفلة كانت تربيتها المتراخية سببا في تصرفها الدائم بطريقة تخرج عن الأصول المقايسس المتوقعة من طفل اساباني واكملت متحدية " جيما صديقتي الممميزة وما حصل لها غلطتك بالكامل نحن لم نرغب في ان تعلمنا السباحة كنا نتظاهر بهذا لانها اقترحت ان نفعل كنا نخدعك سيدي لكنني لا اريد ان ألعب هذه اللعبة مرة ثانية اذا كانت تعني ان تفسد بحضورك مرحنا اكرهك وكذلك جيما تكرهك قولي له هذا جيما قولي .."
لكن جيما لم تقدر ان تقول له شيئا فقد خرج .
منتديات ليلاس
ولأيام بعدها لم يقترب اى منهم الى الشاطئ كارال المكبوتة لم تكن تطالب فقد وبختها جيما بشدة بعد ان أغضبت عمها ثم تقوقعت في صمت دلت الطفلة على مدي الضرر الذي تسببت به لكن لا يمكن لوم كارلا لوحدها على الهوة بين جيما وراؤول فخطتها الماكرة أعطت رد فعل مخالف وكبرياء راؤول المتعجرف دفعته الى عزلة بعيدة عمن تسبب بسوء التفاهم هذا والذي لا يمكن لعذر او شرح ان يردم الهوة التى حصلت .
استلزم جيما جهدا كبيرا لترسم الابتسامه على وجهها وتقول لكارلا " لنذهب الى الشاطئ اليوم فالجو حار في الداخل ولا بد من وجود هواء قرب البحر "
ابتسمت الطفلة بسعادة لكن جيما احست بالرعب حين قالت كارلا " هل احضر ثوب السباحة ؟ لن اتاخر "
" لا عزيزتي سنجلس نتشمس اليوم وربما ف يالغد ..."
كانتامرتاحتين على الشاطئ لاكثر من نصف ساعة حين حذرتها حاستهاالسادسة بانهما لم تعودا لوحدهما فتطلعت الى فوق تحجب الشمس عن عينيها بيدها واضطرت الى الابتلاع حين احست بان قلبها وصل الى حنجرتها حين شاهدت راؤول يتقدم وكأنه احد الهة الشمس المهابة ليقف شامخا فرقها يرسل ظله على وجهها الذي بدا ذابلا خاليا من الحيوية
" استعدت قواك ؟ "
ارتجفت تدفن يدها في عمق الرمال لايقاف ارتجافها " اجل شكرا لك "
" جيد ..اذن سنتابع الدرس "
اخفضت رأسها مضطربة " لا اريد المزيد شكرا لك أفضل ان لا أسبح "
هز رأسه وكأنه يتوقع هذا الرد " جئت اليوم لهذا السبب بالذات اذا لم تدخلي الماء الان فسيتطور الخوف في دتاخلك وسيطاردك لما تبقي من حياتك ولا استطيع التسامح بهذا لذلك يجب ان اصر ان ترتدي ثوب السباحة لنتابع الدروس فورا كارلا اذهبي الى الكازا واحضري ثوب سباحتك حبيبتي "
راقبتها جيما وهى تسابق الريح ثم قالت باصرار " لن اذهب لا يمكنك اجباري " ثم تذكرت شيئا فاخذت تتراجع تمد يدها كمن يدافع عن نفسه " راؤول دعني أشرح لك الامر في ذلك اليوم "
" لا تزعجي نفسك "
" مافعلته كان لاجلك ولأجل كارلا "
لكنه ابتعد عن مسمعها يركز نظره الى قارب شراعي يبدو في الافق وسرعام ما عادت كرالا ترتدي ثوبب السباحة وتلوح بثوب جيما الأخضر فوق رأسها "لقد أتيت جئت لك بالثوب "
قال لها باقتضاب " اسرعي قد الامكان لدي وقت قصير فقط "
أخذ الخوف يغمرها بموجات باردة ثم حارة وهة تتعثر في ارتداء ثوبها ثم خلعت الفستان قبل ان تتقدم لتنضم اليه اسنانها تصطك عيناها متسعتان قاتمتان وفمها مشدود طويل كخط رفيع من شدة الرعب أرسلت نظرة استعطاف اخيرة الى وجهه ثم أغمضت عينيها وتركته يقودها الى الماء .
منتديات ليلاس
أصبح ينزل كل يوم يدربها ويدرب كارلا الى ان تغلبتا تماما على خوفهما وتمكنت جيما من السباحة دون خوف بعد ان اقتنعن باه لن يكون مدفنها لكن من الغباء تصور حدوث اى تنازل من جهته .. كان يأتي ليكمل واجبا اتمه بكفاءة مرة واحدةتجرأت ان تبدي امتنانها لكنه قاطعها متعجرفا " رسميا انت جزء من عائلتي واعتبر نفسي مسؤولا عنك "
أحست بالراحة والالم معا حين اعلن رضاه عن تقدمهما كانتا قد اعتادتا اخذ سلة فيها مالذ وطاب من خفيف المؤكولات والشراب الى الشاطئ لكن مع ان جيما وكلها امل كانت تحضر مايكفي لثلاثة الا انه كان يرفض الانضمام اليهما حتى اليوم الاخير كانت تصب حساءا باردا من الثوم والبصل والطماطم والفليلفة الخضراء الحلوة والخيار وقدمت له فقبلها معلقا " اه غازباتشو لابد انك حزرت ما أفضل "
وابتسمت لرضاه وقدمت له الخبز من الزبدةواللحم المقدد بعدها الفراولة الطازجة المغطاه بطبقةمن الكريما المثلجة حافظت على تثليجها بواسطة تيرموس خاص ، بعدها جاء دور الاسترضاء والخنوع وكانت كارا لاول من نام متمددة تحت ظل شجرة وراقبتها جيما مبتسمة ثم استدرات ليحمر خداها بقوة حين اصطدمت بنظراته المتسائلة وقال بنعومة " ليس هناك نوم اجمل من نوم البراءة اتنامين هكذا في براءتك يا طفلتي ام انك تحسين بالشوق وتنادين من يرافقك ويشاركك أحلامك ؟ "
التهب جسدها مثل هذا الافتراض غيرب عليها كيف له ان يعرف بالليالي العيديدة التى بقيت فيها في سريرها الزوجي المظلم الفخم واسنه على شفتيها ؟ لا يمكنه ان يعررف ولا يجب ان يخمن !
" انا احاول ان لا احلم سنيور فالواقع اكثر ارضاء لي كما وجحدت مع ان الأحلام قد تجعلني اميرة جميلة كالليل ويأتي الصباح فلا يتملقني نوره "
امسك ذقنها بأصابع قاسية " لكن ضوء النهار يمكن له ان يتملق صغيرتي ربما يتملق الجمال التقليدي بل ذلك النوع من الجمال الذي يحتاج الى انعاش اصطناعي لكن ليس جمال الزهرة التى تانام بعيدا خلال ساعات الظلام وتستيقظ لتستقبل قبلة الشمس "
اخذت نبضاتها تتسارع بشكل خطير لن تتمكن من احتمال لمسة منه مع ذلك لم تستطيع ان تبتعد بل شهقت " اتشبهني بالزهر سنيور ؟ اذا كان الامر كذلك فاى زهرة من زهراتك الغربية الاستوائية أشبه ؟ "
تنهد " زرت بلادكم مرة فقط لالعن جو العمل المحموم الذي يحيط بكل شيئ عندكم لكن في يوم وانا اسير في الريف اكتشفت زهرة فاتنه مارغريتا برية صغيرة زهرة خضراء الاوراق على جذع نحيل أوراقها بيضاء كالثلج فيما لطخات زهرية وفي وسطها قلب سري يظهر الذهب حين يمسكها من تغمره السعادة "
وقف بسرعة ليجذبها معه والتفت ذراعه على خصرها ثم جذبها اليه حتى حركت انفاسه رموشها وأسخنت خديها بدفئها وامتد بينهما صمت متوتر وكأن البحر توقف عن الهمس والطيور طوت اجنحتها والأرض توقفت عن الدوران والغرابة تمسكت بهذه اللوحة وتمتم " قلب الذهب ..هل ستنامينبامان اكثر خلال ساعات الظلام لو أكدت لك ان الوفاءء بالأحلام سيأتي مع الفجر ؟ "
" وماذا عنك راؤول هل سترقد امنا لمعرفتك انك قادر على التلاعب بنا جميعا الى اى حالة قد يفكر بها دماغك "
ضحك لكن دون مرح بمرارة والتوى فمه " هل يجب ان ارد على هذا صغيرتي والمعروف ان الشرير لا يجد الراحة أبدا ؟ "
حين تركها وابتعد واستانف البرح همساته وتحركت الطيور وعاودت الأرض دورانها والشيئ البارد الفارع الذي عاشت عمرا كاملا من الامل في دقائق قليلة توقف كما كانت الأر قد توقفت .
وصلت هلين ذلك المساء فهي ليست من النوع الذي يتردد في استغلال صاداقة " راؤول تلقينا العديد من الطلبات من السياح التواقين لزيارة قصر محلي قديم وتساءلت اذا كنت ستفكر بفتح أبواب الكازا لساعتين كل اسبوع وسأتاكد من اقل ازعاج لك وبالطبع سنأخذ الحيطة الكبري بان لا يلمس شيئ من محتويات القصر الثمينة "
كان الجميع يجلس في الصالة الرئيسية يشربون العصير قبل العشاء ولمعت عينا راؤول بالاسترخاء وهو يقلب كوب العصير في يده بابتسامه تسامح أعلن " انا واثق انك تعرفين ان ما تطلبيه مستحيل مع ذلك فانا مسرور لقدومك ولو لتعطينا فقط سعادة صحبتك وانت تتلقين الرفض "
ارتجف فم هلين ولم تتمكن من الرد على ابتسامته " أهذا ردك النهائي ؟ "
تحرك دياغو قلقا في مقعده وقد أزعجه كالعادة طريقة تعامل هيلين مع راؤول وسارع يقول بحزم " بكل تاكيد عائلة تيمبيرا لا تستعرض ممتلكاتها لتسلي الناس "
رمقته هلين نظرة كريهة لقد أصبح بالنسبة لها مستهلكا قلة منفعته لها ظهرت منذ اللحظات الاولي مما جعلها تصرف النظر عنه لصالح ابن اخته ركزن نظرها على راؤول ثم تنهدت كالمتأوهة " أظنك على حق كنت وقحة أكثر من اللازم لاطلب مثل هذا الطلب ..الامر أنني .....: وتحشرج صوتها ومسحت دمعة لمعت على رموشها وقفزت واقفة لتركض هاربة كي لا يلاحظ احد ضعفها " ارجو عذركم .."
" وقف راؤول فورا على قدميه " ما الخطب عزيزتي ..ما سبب تكدرك ؟"
ذهلت جيما للتمثيلية الرائعة التى قدمتها هيلين وراقبتها تترنح ورأت ذراعه تلتفت على خصرها والتفتت اليه وجهها يكاد يلامس وجهه وتمتمت " كنت حمقاء راؤول واستحق كل عقاب اجد عملي متعبا يتطلب مني طاقة كابر مما لدي ربما لم اعتد بعد علىالطقس الحار او ربما لست قوية كما كنت اظن على اى حال في الأسبوع الماضي أحسست باعياء والتعب حتى اضطررت للراحة ساعات وحين اكتشف رب عملي هذا غضب وقال اذا كنت غير قادرة على الوفاء بعملي فعلي تركه لكنني احتاج الى العمل راؤول " وبدأت تبكي ثم أكملت بصوت متقطع " لهذا تجرأت على طلب هذا المعروف منك ! فكرت انني لو وفرتلرب عملي مثل هذا التنازل فيظطر الى اعادة عملي لي "
شهانته اندفعت على الفور " يا الهي ؟ سأتكلم مع هذا الرجل الذي يجرؤ على معاملتك بهذه القسوى سأطرده من الجزيرة "
" لا راؤول ..لا يجب ان تتدخل .. فله نفوذ كبير .. كلمة منه واجد نفسي مطاردة مرفوضة من كل وكالة سياحية يجب ان تعدني ان لا تتفوه بكلمة مما قلته لك ! "
قال دون دياغو " يا للطفلة المسكينة " انخداع دون دياغو بتمثيلية هليلين كان صدمة لجيما فاستدارت هلين نحوه متشوقة لتكسب عطف اى حليف من العائلة لها فسألها دون دياغو " اليس هناك فغي عائلتك من يرغب في جعل نفسه مسؤولا عن مصالحك ؟
" كم اتمني او أجيب بنعم على هذا السؤال سنيور لكن لسوء الحظ ليس عندي احد"
قال راؤول بغضب " هذا امر وحشي الفتيات الصغيرات يجب ان لايسمح لهن بأن يجبن العالم دون مرافق خاصة الصغيرات الخارجات حديثا من المدرسة ولا يعرفن ان الحياة ستقدم لهن الحقيقة الخشنة بدلا مما تعلمنه " فكر قليلا ثم عرض امرا بكثير من التردد " زيارة القصر لا يمكن السماح بها لكن هناك أقبية قديمة واسعة في أسفل القصر يقيم فيها العملا عادة حفلاتهم اذا ظننت ان السياح سيهتمون بها نستطيع ترتيب زيارة اسبوعية وساجعل العمال يرتدون ثيابا تقليدية لتسلية الزوار شريطة ان تدفعوا لهم مبلغا لقاء هذا كما ان زوجاتهم ستكن مسرورات فغي تقديم حفل شواء يمكن ان تقدم في الخارج بعيدا عن الكازا اذا اعجبت الفكرة مخدومك اعلميني وسأبدأ بالترتيبات الضروررية "
" تعجبه ؟ اوه راؤول سيطير فرحا بها وسأستعيد وظيفتي مجددا مؤكدا "
" عظيم اذا كان الامر كذلك يمكن الان ان نبدأ العشاء "
ولما تبقي من الأمسية دار الحديث حول موضوع فتح اقبية القصر للسياح بعد العشاء اعتذر الدون دياغو ساخطا وغادر في وقت ابكر من المعتاد واحست جيما بسخط مماثل فحاولت التسلل الى غرفتها
" أين انت ذاهبة طفلتي ؟ "
طفلتي ! كم تتمني ان لا يدهوها هكذا خاصة امام هليلين " الوقت متأخر ولم اعتقد انك ستمانع لو ذهبت الى الفراش "
" هذا صحيح واسف لابقائي لك صاحية حتى هذا الوقت ..هل تسمحي باستدعاء خادمة لاحضار معطف هيلين بينما احضر السيارة امام الباب لأوصلها ؟ "
" سأحضر المعطف بنفسي لقد صرفت الخادم منذ ساعات "
كانت هلين لوحدها حين عادت جيما وابتسمت هلين " يجب عليك ان تجربي التأقلم مع وضعك الجديد بقوة أكبر عزيزتي الخدم مستخدمون للعمل قدر ما يلزم وراؤول ليس معتادا على القيام بالأعمال المنزلية ولا أظنه سيوافق على ان تفعل زوجته هذا ، سمعت شائعات تقول انه كان خاطبا لفتاة امريكية تركته لتتزوج من شقيقه الم تعرفي هذا ؟ كما سمعت راؤول كان يخيفها فبامكانه ان يكون مرعبا حين يشاء وكان أخوه على عكسه تماما فقررت ان تتزوجه بدلا من أخيه المرعب لكنها اكتشفت بعد الزواج ان راؤول يمسك بخيوط ثروة العائلة وانها تركت هذه الثروة تتسلل من بين أصابعها من الغريب ان يلجأ اليم للمواساه من بين كل الناس ؟ ام ان الأمر ليس هكذا ؟ كان يجب ان يبحث عمن تكون مختلفة تماما ومما سمعته اقول ان والدة كارلا كانت جميلة جدا "
" هل انت جاهزة "
السؤال المنخفض الصوت فاجأ هلين وكان من المستحيل ان تعرف كم سمع راؤول من كلامها حين تجاوزته نحو السيارة تردد قليلا وكأنه يريد قول شيئ لجيما لكنه استدار بسرعة وتركها لتطلق لدموعها العنان .
|