كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تمنت لو تعرف المزيد عنه, عدا تلك اللكنة الخفيفة في كلامه. . . سالته:
-أنت انكليزي؟
-انكليزي؟ ولي اسم كهذا؟ يا إلهي يا امرأة. . . أنا اسباني! فخور بما ورثته والآن هيا يا بنا يا جميلتي كاثرين. . . هيا بنا نرقص.
خلع سترته ليضعها حول الكرسي, ثم تقدم ليقف قربها. بعد هذه الدعوة , علمت أنها لن تستطيع الرفض, فليس ذلك فحسب بل أنها ما عادت ترغب في الرفض, فلمسة يده لجيدها جعلتها ترغب بالمزيد من اللمسات. التقطت حقيبتها ثم نظرت إليه وإذ بقلبها ينقلب رأسا على عقب. أحست بالهزيمة امامه, لكنها قالت:
-أنا آسفة. . . لا أرغب في الرقص.
اشتدت ذراعه حول خصرها.
-اوه. . . لكنني أرغب في الرقص.
أخذ حقيبتها من يدها ليدسها في جيب سترته:
-ستكون بأمان هنا.
أحست بالروعة بأن تكون بين ذراعية. . . ولكنه لم يقفل المسافة بينهما, بل كانت يده على ظهرها ممدودة بينما الأخرى متشابكة كع يدها. ابتسم لها, لكنها أحست بالقلق الشديد حتى عجزت عن رد ابتسامته. . . فقال بصوت منخفض:
-هوني عليك كاثي. . . فأنا لا أخدعك. فتحت هذا المظهر رجل صادق شريف نظيف.
فضحكت كاثي:
-أنت تصوب إلى الهدف جيدا. فهل هذا مؤثر على كل نسائك؟
اجتاحت قسماته الجديه:
-أتقصدين أن ذلك لم يكن له أثر عليك. صدقينني أنه ليس من عادتي إقامة علاقة قصيرة مع النساء.
سمعا تصفيرا خفيفا من جانبهما فالتفتت كاثي حيث ادار جريج نظره. فإذ بأحد رفقائه الثلاثة يرفع إبهامه عاليا, فصاح بهم بلكنته الإسبانية الصريحة:
-اوتش. . . اغربوا عن وجهي.
ابتسمت كاثي لهم اولا ثم لجريج.
-لماذا يضحكون, ألم يسمعوك تتكلم بهذه الطريقة من قبل؟
-قلة من الناس يسمعون هذه اللهجة مني. . . لكنك تخرجينني عن طوري.
أحنت رأسها إلى جانبها متسائلة:
-كيف؟
-تجعلينني ارغب في تمثيل دور الأبله وما ذلك كله إلا لإرضائك و إضحاكك.
في كلماته مغزى, ولكن هذا المغزى ضللها. وهي لو حاولت التفكير فيه, فستقلق. و أرادت أن تسأل: لماذا. . . لماذا؟ و لكن كل ما قالته كان:
-أحب الضحك لأنه يجعلني احس بأنني على ما يرام.
-إذن علي مضاعفة لعب دور الأبله.
كان كلامه خفيضا, عذبا, وهو يحني رأسه لتستقر شفتاه على شعرها دون أن تعترض مع أن المنطق يقتضيها ذلك. قالت لعقلها الباطن مدافعة: هذا يعجبني. . . وهو يعجبني كذلك.
سألها:
-هل صديقاك في شهر عسل؟
-نعم. . . ولا. لقد كانا مخطوبين عندما حجزنا لهذه الرحلة. ثم قررا فجأة منذ خمسة أسابيع الزواج.
-ألا يزعجك أن تكوني الشاذة بينهما؟
نظرت إليه, ثم قالت دون أن تعي الحزن في كلامها:
-وما رايك؟
-رأيي أنك تبدين كالحمل الضائع.
فضحكت:
-لكنني لست كذلك الآن. ليس وأنا. . .
أدركت ما كانت على وشك أن تقوله, فاشاحت بوجهها عنه:
-انس الامر.
توقفت الموسيقى لكنه لم يتركها. بل ركز عينيه على عينيها المرفوعتين إليه:
-انسى ماذا؟ و كيف انسى و أنت معي؟ كوني نبيلة و اعترفي أنني على صواب.
-أنت رفيق طيب.
فضحك عاليا:
-هذه مراوغة تعتمدها المرأة التي لا تريد الاعتراف بأن رجلا يعجبها!
-ولكنك تعجبني حتى الآن. . . و لكن. . . و لكن ألا تظن أن هذا مناف للعقل قليلا؟ لقد التقينا بعد ظهر اليوم. ولا أعرف شيئا عنك. على الأقل أنت تعرف أنني في إجازة. بينما على ما أظن أنك لست كذلك.
لم تكن كاثي تتوقع هذه التقطيبة.
-ومن أخبرك أهو حدسك؟
-هل هو حدسي؟
ابتسمت له ثم عاودوا الرقص, وقد عاد إليه مرحه, فقالت:
-لقد كنت على حق إذن. . . أنت هنا للعمل لا للهو؟
-صحيح. أنا هنا للعمل. . . و للهو. ولم لا يكون لي ذلك و أنا في جزيرة لها هذا المناخ الرائع و هذه المناظر الخلابة؟
-وبماذا تعمل؟ هل تمانع لو سألت؟
-في الاستيراد و التصدير و الأعمال الحرة. . . تمويل مشاريع و ما شابه.
-أعرف ما يعني هذا. فأنا أعمل في شركة استيراد و تصدير. . . تدعى ايستمان كوربريشن العالمية. أتعرفها؟
-وكيف لا أعرفها و أنا أخوض في ميدان هذا العمل؟ هل مقر عملكم في نيويورك؟
-اجل . . . و أنت أين مقركم؟
كان في رنة صوتها لهفة غريبة, فابتسم لها:
-العالم كله مقر لي.
-أوه. . . لشركتنا فروع في لندن و باريس أيضا.
-هل قصدتها يوما أم تفضلين العمل في نيويورك؟
-للعمل في نيويورك أفضلية, لكنني مع ذلك أحب العمل في بلد غريب عني.
توقف الكلام بينهما قليلا, فلاحظت أنه ضمها إليه أكثر. . . كانات التجربة مثيرة لها, ذاك أن جسدها كله قد عادت إليه الحياة فلفته إثارة غريبة وتسارع فيه كل شيء.
أقلقها الإضطرار إلى الاعتراف بأن هذا الغريب هو مصدر انتعاشها لكن ما الفائدة وهي تعلم أنها بعد هذه الليلة قد لا تراه ثانية .
[IMG]http://tbn2.google.com/images?q=tbn:dEMykiGimOj-mM:http://www.graphicarts.millikanhs.net/assignments/wp-*******/uploads/2008/06/stencil-flower1.jpg[/IMG]
|