28-08-09, 06:18 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متالق |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2008 |
العضوية: |
101550 |
المشاركات: |
140 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
11 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
جيه . بوكانن , ترجمة محمد التوبة , موت الغرب , مكتبة العبيكان
4shared.com - document sharing - download ظ…ظˆطھ ط§ظ„ط؛ط±ط¨ ط¬ظٹظ‡ ط¨ظˆظƒط§ظ†ظ†.pdf
تحية
كثيرة هي الكتب والدراسات والأصوات التي ظهرت في السنوات الأخيرة في الغرب، تبحث وتحلل
وتناقش وتتحدث بقوة عن المظاهر والمؤشرات التي بدأت تظهر وتبرز بصورة واضحة على سطح
المجتمع الغربي والحضارة الغربية، والتي تدل دلالة واضحة على أن الغرب يتجه بقوة نحو مرحلة
التآكل والتفكك والتمزق الشديد في نسيجه الاجتماعي· وهذا الواقع الخطير الذي أصبح يشعر به
الكثير من الدارسين هناك، سوف يقود الغرب إلى مرحلة خطيرة، مرحلة وصفها غالبيتهم بأنها حالة
موت سريري، وأعني بذلك موت الغرب ونهاية دور الحضارة الغربية التي ظلت طويلاً تستعمر الأمم
وتسيطر على العالم· ومن أهم الكتب التي حددت معالم هذا الموت وصورته بصورة دقيقة
كتاب ''باتريك جيه· بوكانن'' مرشح الرئاسة الأميركية لعام 2000 بعنوان ''موت الغرب''، والذي تحدث
فيه عن العوامل والمؤشرات التي ستقود أوروبا وأميركا إلى الاختفاء والانقراض والموت الحقيقي·
حيث يقول:
إن أهم هذه العوامل وأخطرها توقف الشعوب الأوروبية عن التكاثر وبقاء معدلات الخصوبة الحالية
مثل ما هي عليه الآن، والتناقص الشديد الذي يحدث الآن في عدد السكان خاصة بعد أن أصبح
سكان أوروبا غالبيتهم من كبار السن، وأصبح الغرب يعتمد بشكل كبير على المهاجرين· ويفسر
المؤلف السبب في ذلك:
1
- توقف النساء الغربيات عن الإنجاب، حيث إن الزواج لم يعد أساسياً في حياة المرأة الأوروبية
والأميركية، بعد أن تفشت الثقافة الغربية الداعية إلى تحرير المرأة وإعفائها من تكوين الأسرة، وبعد
أن نجحت بشكل كبير أفكار الحركات النسائية التي طالبت بالمساواة بين الرجل والمرأة، والتي
دعت المرأة صراحة إلى تحرير نفسها من قيود المجتمع وقيود الدين وسلطة الرجل ومؤسسة
الزواج، وشجعتها بعد أن استقلت وظيفياً ومالياً على ترك الزواج وممارسة الجنس خارج الحياة
الزوجية· هذه الأفكار والدعوات كان لها تأثير خطير على الأسرة الغربية أخطر من تأثير القنبلة النووية·
2- زيادة الانحراف الجنسي والتحرر الجنسي وعدم الخوف من فقدان العذرية·
3- الرفاهية والرخاء والترف الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية، وقلب موازين القيم ونزع سلاح
الأخلاق، حيث أصبحت التضحية من أجل أسرة ليس لها مكان، وأصبح منع الحمل والإجهاض
يمارس بشكل عادي وخطير، حيث بلغت عمليات الإجهاض في أميركا فقط خلال ثلاثة عقود 40
مليون عملية، أي أن أميركا قتلت خلال هذه الفترة 40 مليون إنسان إلى درجة وصف معها مؤلف
الكتاب حبة منع الحمل بأنها ''قرص انتحار الغرب''·
4- الاستسلام لمذاهب الاقتصاد الحر، وبالأخص رأس المال الجشع الذي يتعامل مع الإنسان على
أنه حيوان اقتصادي وأن التجارة الحرة والأسواق الحرة هي الطريق إلى السلام والرفاهية والسعادة·
5- تآكل سلطة الوالدين والمعلمين ورجال الدين الذين كانوا جميعاً يشكلون خط الدفاع الأول الواقي
في المجتمع من اختلال موازين القيم عند الشباب والشابات·
6- انهيار النظام الأخلاقي القديم وبروز الثقافة الشعبية المتحررة من كل قيود الدين والمجتمع التي
أذابت الدين من المدارس العامة ووضعت متع الجنس وثقافته فوق كل شيء، وجعلت الإعلام يتجه
إلى إنتاج الثقافة العارية، وصورت المرأة على أنها مجرد أداة للاستمتاع·
وأهم الأسباب التي أشار إليها الكاتب في تفسيره لحالة الانتحار القاتل الذي يواجهه الغرب، هو
افتقاد الأمة الغربية احترامها للدين وإحساسها بالمهمة الإيمانية والرسالة السماوية وتركيزها على
علمنة المجتمع·
إن خطورة هذا المأزق الذي يمر به الغرب تفسر لنا بدقة هذا الانقلاب العدائي الخطير في توجهات
السياسة الأميركية والأوروبية تجاه العرب والمسلمين والإسلام، خاصة بعد أن أدركت أن التفوق
السكاني والديني والحضاري والأخلاقي في المستقبل القريب سوف يكون في صالح الإسلام
والمسلمين، وأن هيمنة الرجل الأبيض بدأت في الانقراض· هذا الأمر أوجد حالة هستيرية وصراعاً
حاداً في مخ الحضارة الغربية وداخل الطبقة الفكرية، وبدلاً من أن يعالج هؤلاء إشكاليتهم بثورة
اجتماعية أخلاقية مضادة أو صحوة دينية، حولوا الأمر إلى الجسم السياسي الذي عمل على تصدير
هذا المأزق في صورة استعمار جديد لتمزيق المجتمعات العربية والإسلامية، من خلال تصدير
ثورتهم الاجتماعية الفاسدة إلى مجتمعاتنا، وتصدير ثقافتهم المسمومة بكل مخاطرها إلينا، يريدون
محو ثقافتنا وهويتنا وقوميتنا· يريدون التشكيك في معتقداتنا الدينية والوطنية، يريدون نزع قيمنا
وأخلاقنا بكل الوسائل حتى نموت دون مقاومة، يريدون إعلان وفاتنا قبل هلاك حضارتهم التي
مارسوها وأصبحت اليوم باعترافهم تقودهم إلى الهلاك والجحيم والموت دون طلقة رصاصة· فهل
ننتبه لمؤامرة الاستعمار الجديد؟
|
|
|