كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل العاشر
تنهدت ´ايرين ´ في تعجب ونظرت إليها في دهشة .
- ´انجريد` ماذا تفعلين ! وما معنى هذه الحقيبة ؟
- سارحل ، ساغادر ´كاناري ` ...
- ولكن ذلك مستحيل ! ولم يخبرني ´يانيس ´ بشيء !
- لانه لا يعرف شيئا ، سارحل وحدي .
قالت ´انجريد´ الجملة الأخيرة في تحد واضح وهي تمسك بحقيبتها 0
- ´انجريد´ ارجوك انتظري عودته على الاقل ، تحدثي إليه لقد كان يبدو يائسا وغاضبا جدأ لحظة خروجه منذ لحظات مع ´ديمتريوس ´ ما الذي حدث !
امسكت المراة ´انجريد´ بين يديها واحتضنتها بعنف فتنفست الفتاة بعمق حتى تطرد الألم الذي يعتصر قلبها .
- لا اعرف إذا كان يمكنك فهم الامر ... لقد كان زواجنا فاشلأ من البداية ، والخطا بسببى انا0
- هل تشاجرتما ؟ إنها اشياء تحدث كثيرأ بين الزوجين .
- كلا ليس كذلك ... فإذا كان ´يانيس ´ قد طلب الزواج مني فذلك بهدف الانتقام ، إنه لم يغفر لي ابدأ الكلمات القاسية التي تفوهت بها ضده ...
- ماذا تقولين ؟ من المستحيل ان يتزوج ´يانيس ` بدون حب !
- كنت اعتقد ذلك انا ايضا ، ولكن شيئا فشيئا ضاع املي في ان يحبني في يوم ما ...
جذبت `ايرين ´ الفتاة نحو حجرة استقبال الضيوف ، وجلستا معا.
- هل هذا بسبب إيلينا !
لم تستطع ´انجريد` ان تجيبها .
- انا ايضا غاضبة من رؤيتهما معا ، ولكن يانيس لا يريد إفساد السلام الذي بدا يهيمن على علاقته مع اسرة ´اندروبولوس ` .. إنه يحاول الحفاظ عليه ليس اكثر ...
- انا لا اعرف شيئأ ولكنني اعتقد ان علي دفع ثمن الفكرة التي غرستها بداخله دون قصد وهي انني احتقره ... ولكن ذلك كان قبل زواجنا .
وفجاة انهمرت الدموع على وجه ´انجريد´ وبدات في سرد ماساة زواجها من البداية .
والآن مر الوقت وتغيرت انجريد واختلفت الحياة ، لكن يانيس لا يحبها ... وسيطر عليه الحقد والرغبة في الانتقام ، وكل ما يهمه الأن هو الانفصال عنها ونسيانها .
اما انجريد فلن تنساه ابدأ وهي الحقيقة المؤلمة التي تسيطر
عليها، إنها لا تعيش إلا في انتظار اللحظة التي ياتيها فيها ليثلج
صدرها بحبه ، والأن انطفا هذا الامل .
سالتها `ايرين ´ وهي في شدة التأثر :
هل تحبينه !
- نعم منذ البداية ولكنه لا يصدقني ، إن رغبته في الانتقام تضع الغشاوة على عينيه ولا يكف ابدأ عن تذكيري - ربما لإقناع نفسه دائما
- بانني تزوجته بهدف الاحتفاظ بــ بيلوود هاوس ، قصر اجدادي .
- ولكن اليس شراؤه لهذا القصر الرائع بهذا الثمن الغالي دليل حبه لك ودليل إصراره على وجودك في حياته ودليل رغبته في إسعادك ؟
- كلا ، لا اعتقد ذلك ...
وضعت ´ايرين ` يديها على يدي الفتاة .
- احيانا ، يتخذ الحب طرقا معوجة ، ولكنني مقتنعة على الرغم من هذه المظاهر . ان ´يانيس ´ يحبك ويريد الاحتفاظ بك كأثمن شيء في حياته ...
تمتمت الفتاة كانها تتحدث إلى نفسها :
- كم كنت اتمنى ان تكوني محقة .
ثم جففت دموعها قبل ان تستطرد قائلة :
- انا لا احقد عليه لأنه يعاملني بهذه الطريقة ، فقد علمني ذلك اشياء كثيرة ، اشياء ذات قيمة لزوجين بدون مستقبل ، واقصد بذلك الثقة والاحترام المتبادل ... الحق ´يانيس ` لم يسبب لي اي إحباط ، وهو محق في شعوره بالإهانة والخيانة ...
اغمضت ´ايرين ´ عينيها وتنهدت بالم .
- فهمت ... وانا ايضا ساهمت في هذا الخطا ، كان لابد لي ان اشرح له كل شيء من البداية حتى يندمل الجرح .
نظرت إليها `انجريد´ في دهشة .
- والآن عرفت السبب الذي منعه من الحديث عني وعن والده وعن شبابه والسبب الذي جعله يقيم في منزل كوليلا لقد كان ´يانيس يعتقد حتى وفاة والده اننا نهمله ونخجل منه ...
- اعترف انني لا افهمك ...
- إنها قصة قديمة ، لا اعرف من اين ابدا ... عندما عرفت انني احمل طفل ´تيو` كنت اسعد امراة في العالم ، فقد كنا نحب بعضنا البعض . وكنا نتمنى وجود هذا الطفل ، ولكن للأسف، لم نستطع إشهار علاقتنا في هذه الفترة : فقد كان `تيو لايزال متزوجا ، اما انا ، فقد كنت فنانة طموحة ومهتمة جدأ بحياتي الفنية . وهكذا قررنا الاحتفاظ بهذا السر حتى ولادة طفلنا . سكتت ´ايرين ` لحظة كانها
تعيش هذه اللحظات لحظة بلحظة .
- لم يكن ´يانيس ` قد تعدى الشهر الثاني او الثالث من عمره عندما عرضت علي إحدى الشركات الضخمة في مجال الإنتاج في `هوليوود عقدأ مهمأ جدأ، وكان ذلك يحتم علي تكريس كل وقتي للتصوير ، مع ضرورة مغادرة `اليونان ` وبداية حياة جديدة ، لقد كنت حقا مجنونة !
- ولكن العمل - حتى في مجال السينما - لا يمنع المراة من اداء دورها كأم ...
- لقد فهمت ذلك ولكن في وقت متاخر جدأ . وهكذا ظل ´يانيس
يحقد علي دائما وعندما سافرت إلى هوليوود تركته لدى `كوليلا`
وكانت حقا تحبه كانه ابنها الحقيقي وكانت تهتم به كثيرأ ! وفي هذه الفترة اعتقدت انه سيكون اسعد حالأ في ليناكاريا عن وجوده في `هوليوود` حيث مجال التصوير الدائم وكنت في هذه
اللحظة واثقة من صحة تصرفي ولم اكن اعتقد ابدأ انني ساندم في يوم من الأيام على هذا القرار ...
- ولكنك تندمين بشدة ...
- هذا حقيقي ، فقد كنت افتقد ´يانيس ´ كثيرأ ولكنني كنت اطمئن نفسي بتخيلي انه اكثر سعادة في ´اليونان ´ ، وان من الافضل له ان يعتقد ان `كوليلا` هي امه .
- ولم تذهبي ابدأ لرؤيته ؟
- بالتاكيد كنت اذهب احيانا اثناء التصوير ... وكان `تيو´ ايضا ياتي ، لقد كنا نقضي الساعات الطويلة في الطائرات والقطارات والبواخر حتى ناتي إليه لمدة يوم واحد ! وهو كان يحبنا لكن كغريبين ،
كأثنين من الناس يغدقان عليه الهدايا ، وكلما كان الوقت يمر ، كنت اجد صعوبة اكثر في قول الحقيقة له ... ثم توفي `تيو´ ... وانت تعرفين البقية ، الوصية ، والإرث ...
- نعم ...
- لم يعرف ´يانيس ` الحقيقة إلا في هذه اللحظة ، وانا التي اخبرته
بها ، كان امرأ مؤلمأ كنت اعتقد انني فقدته إلى الأبد ، وكان يكرهني لأنني كذبت عليه ، ولأن الكذبة كانت تعني في نظره انني اخجل منه ،
وظل سنوات طويلة يرفض مجرد رؤيتي او التحدث معي ، وظللت اعاني في صمت مثلك يا ´انجريد´ ولكنني فهمت مدى المه وإحساسه وتقبلتهما ... وكنت مستعدة لعمل اي شيء حتى يسامحني وحتى نتلاقى في النهاية .
- و سامحك .
- نعم ، اقنعت نفسي بذلك وكان ذلك صعبا علي فماذا اقول له وماذا افعل حتى يقتنع انني احبه وانني تنازلت نهائيا عن مهنتي وانني تنازلت عن كل ما هو غال حتى اثبت له انني لن اتركه ابدأ ! والى الآن يكفي مجرد حدوث اي شيء حتى تتمزق العلاقة الواهية التي تجمعني به لقد امتنعت عن حضور حفل زفافكما بناء على رغبته .
- ربما كان ذلك افضل ... فارتباطنا عديم الاهمية في نظره .
- لا تفكري في ذلك يا ´انجريد` فانت اول امراة تنجحين في إسعاده ، واول امراة تجعله يفكر في الارتباط بها فهناك كلمات وافعال لا تخطئها الأم ابدأ ، حقا كنت اجده اكثر عصبية في الأيام الاخيرة ودائما وحيدا وحزينا ... إنكما تعذبان نفسيكما وهذا ما يزعجني ...
- وانا ايضا ، واعتقد ان `يانيس ´ سيطلب الانفصال عني ولايمكنني معارضته ، وربما تسعده `ايلينا` بعد ذلك ...
واختنقت الفتاة بالبكاء .
- إن ذلك يدهشني كثيرأ !
- ولكن ذلك لا يمنع انه يشعر بميل نحوها ...
- اسمعيني يا ´انجريد´ إنني اتحدث إليك بصفتي امراة وليست امأ هل هذا السبب الحقيقي الذي يجعلك تتركينه وتعترفين بفشلك بهذه السرعة ؟
تسلل الشك إلى نفس ´انجريد´ واومات براسها قائلة :
- انا لا اتركه انا بحاجة فقط إلى التفكير وحدي بعيدأ عن هنا . وسارحل في اول باخرة اليوم .
وهنا نهضت الفتاة وامسكت بحقيبتها ولم تحاول ´ايرين ´ منعها
وسارت معها حتى الشرفة .
- إذا كانت هذه رغبتك فلن اجبرك على شيء ، واول وسيلة مواصلات ترحل في غضون اربع ساعات ، وربما يكون `يانيس ´ قد حضر اثناء هذه المدة .
- ولكنني اصر على الا يوصلني ´يانيس ` إلى الميناء والأن هل اطلب منك خدمة اخيرة !
- بالتاكيد !
- بما ان امامي ساعات فقط ، هل اطلب منك ان يقوم ´الكسيس بتوصيلي الآن ؟ فهناك شيء مهم يجب ان اقوم به وان اراه للمرة الاخيرة قبل الرحيل .
اومات ايرين´ براسها موافقة والدموع تملا عينيها السوداوين .
- إن "الكسيس " في خدمك وتحت امرك ياصغيرتي ، ولكن هل انت واثقة انك لا تريدين رؤية ´يانيس ´ !
- كلا ، وسيفهم السبب في تصرفي عندما يقرا الرسالة التي تركتها له .
احتضنتها ´ايرين ` وتحسست خصلات شعرها بحنان الام قبل ان تنطق ببعض الكلمات باللغة اليونانية بعطف لا حدود له ، وهنا اجابتها الفتاة بسرعة :
- وانا ايضا سافتقدك كثيرأ . وبعد حوالي ساعة كانت `انجريد´ تسير بضعف في طرقات ´ليناكاريا` وكان كل شيء هادئأ وبغيضأ وكانت اشعة الشمس كانها الجحيم ...
وكانت قد نجحت في إقناع ´الكسيس ` بان يوصلها حتى الجزيرة ثم يتركها قليلا قبل ان يذهب بها إلى ميناء `كاناري´ وبعد ذلك ترحل من هنا وتاخذ اول طائرة متجهة إلى لندن في اليوم التالي .
وللمرة الاخيرة تاملت ´انجريد` المكان بهدوء ، كانها تحاول ان تتذكر ولكن كل شيء كان يبدو غريبا عليها كانها ترى لاول مرة هذه الجزيرة التي بدات فيها حياتها الجديدة .
وعلى الرغم من حرارة الجو شعرت `انجريد´ بالقشعريرة بمجرد ان دخلت المنزل فتجولت بداخله ثم ذهبت إلى البئر وتحسست بيديها
الضعيفتين النوافذ المغلقة واحجار المنزل البيضاء التي ستظل تتذكره على الرغم من كل شيء .
وإذا كان `يانيس ´ يريدها حقا . فستقضي فيه `انجريد´ بقية عمرها، فهي تشعر كانه منزلها وفكرة رحيلها عنه ، تجعلها تشعر بالكابة نعم فالماضي لم يمت بعد ولازال قلبها ينبض بالأمل وبوهم السعادة فاغمضت عينيها وشريط الذكريات يجري امامها حافلا بالذكريات التي نقشت في ذاكرتها وجسدها .
وظهرت فجاة امامها صورة `يانيس ´ والحق ان كلمات ´ايرين ´ قد اصابتها بالياس وجعلتها تشعر بالذنب نحو ´يانيس ´ ، شعور ممزوج بالندم ولكن الطفل الذي يتحرك في احشائها يعطيها دائما الرغبة في الحياة وفي الأمل ... وشعرت ´انجريد´ فجأة بوجود احد على بعد امتار قريبا منها ، ففتحت عينيها وعندئذ كاد قلبها يتوقف ، وحاولت ان تتكلم ، ان تقول اي شيء ... ولكن صوتها مختنق .
- ´انجريد` حبيبتي لماذا ... لماذا بحق السماء ؟ شعرت بان كل شيء يدور حولها وانها تكاد ترتمي على الارض ، وفجاة فقدت ´انجريد´ وعيها وارتمت بين ذراعي ´يانيس ´ ....
وعندما افاقت ، كان `يانيس ` يتاملها بحنان شديد ، فنهضت قليلا واخذت تتفحص وجهه الوسيم ذا الملامح المنتظمة والعينين السوداوين كانها اخيرأ عثرت عليه بعد سنوات من الفراق . وهنا سالها بقلق وصدق .
- هل اصبحت على ما يرام ؟ خشيت ان افقدك ... كان يجب علي ان اتاكد . .
رددت `انجريد` دون ان تفهم شيئا :
- تتاكد ؟
اوما `يانيس ´ براسه قبل ان يتابع حديثه بضعف :
. اتاكد من حبك لي لن اسامح نفسي ابدأ على الالم الذي سببته لك ، فعندما رايت ´ديمتريوس ` خارجا من حجرتك ، كدت اجن . لكنه حكى لي كل شيء ...
نظرت إليه ´انجريد´ طويلا وقالت :
- ولكنني لم افكر في الرحيل بسببه ، وساظل احبك مهما حدث . احتضنها ´يانيس ´ بين ذراعيه وهو يتحسس خصلات شعرها .
- سامحيني يا `انجريد` لقد سببنا لبعضنا الألم بما فيه الكفاية ... وانا احبك يا ´انجريد` ولم اكن اتوقع ابدأ ان احب امراة كل هذا الحب ، احب ابتسامتك ، احب شفتيك ، احب عينيك ... اشعر بالرغبة في حمايتك ، فى الاحتفاظ بك بجانبى ، سافعل ما في وسعي حتى اسعدك سافعل اي شى حتى ...
وهنا ضعف صوت يانيس وهو يقول :
-. حتى لو رغبت الرحيل فساتركك ، هذا ما اشعر به نحوك حقأ . لم تستطع ´انجريد´ ان تجيبه فقد كانت كلماته صادقة لدرجة جعلتها تعجز عن النطق ، واغرورقت عيناها بالدموع وهو يقبلها .
- انا احبك ، كنت اريد ان ابقى قويا والا اخضع ابدأ ، ولكننى فهمت خطئى في وقت متاخر ...
شعرت ´انجريد` انه يقول الحقيقة هذه المرة ، فاخذت مخاوفها في خضم الشعور بالسعادة عندما سمعته يؤكد عدم خيانته وعدم إهماله لها .
- تاكدي ان كل ما اقوله لك حقيقة يا حبيبتي يا امرأتي ويجب ان تعلمي جيدأ اننى لم افكر فى الزواج منك إلا لانى احبك . منتديات ليلاس
- ولكنك جاهدت فى إقناعي بالعكس طوال الوقت .
امسك بها `يانيس ` كانه يحاول حمايتها .
- اعرف ذلك وانت لاتستحقين مني ...
ثم توقف عن الكلام واخفى وجهه بين خصلات شعرها .
- كدت اموت من الخوف عندما اخبرتنى والدتى انك رحلت وعندما لم اجد اليخت داعبنى امل مجنون في ان اجدك هنا .
- كنت سأرحل بسبب هذه المسافة التي اصبحت تفصل بيني وبينك في ´كاناري´ فقد كنا معا هنا على الاقل وحدنا ولكنني رحلت لانني كدت اموت خوفا من الحياة بدون حب ...
- لقد جئت ابحث عنك يا ´انجريد´ ، ولكن من حقك ان ترفضيني .
كان الحزن يبدو في عيني `يانيس ´ .
- إننا لن نترك بعضنا ابدأ ، اليس كذلك ... ؟
- ولكن ربما تشعرين بالكره نحوي لما سببته لك من الم . فاحتضنته ´انجريد´ .
- اكرهك يا ´يانيس ´ ؟ مستحيل .
- إنني امقت نفسي حقا ، لقد عاملتك كوحش ! والآن اطلب منك الصفح .
- لقد صفحت عنك حتى لو كنت تألمت برؤيتك مع امراة غيري ... كنت اعتقد انك ستكون اكثر سعادة مع `ايلينا` وانك ستجد معها السعادة التي لم اتمكن من منحك إياها .
ولكن لم يحدث بيني وبينها اي شىء ، والغيرة في عينيك لم تكن دليلا كافيا لحبك لي في نظري لقد كنت غبيا حقا فلم اكن ارغب غيرك من البداية .. لقد كنت رائعة ! لا اعرف كيف كنت امنع نفسي من الاعتراف لك بمشاعري .
وهذا المنزل الذي تتمسكين به ربما كنت امل الحصول على حبك بزواجنا .
ثم ابتسم ساخرأ .
- وكنت اعتقد انني ذكي بتصرفي هذا !
فاضافت `انجريد` بحنان :
- لكن كان ذلك دون فائدة ، فانا احبك و ´بيلوود هاوس لاقيمة لها بدونك .
فجاة لاح على نظرته شعور بالحزن .
- ولكن ما السبب الذي جعلك تتحدثين عني بهذه الطريقة مع هذه المراة قبل زواجنا ؟
- لقد قلت لك ذلك مائة مرة : كنت اريد الاحتفاظ بسر حبنا ... بالتاكيد كان ذلك تفكيرأ خاطئا .
- كاد الياس يخنقني في هذا اليوم ، واعتقدت انني فقدتك إلى الابد واردت معاقبتك على ذاك ولكنني عاقبت نفسي ، وكان يجب علي ان اتسلح بالصبر حتى احصل على حبك ...
اقترب ´يانيس ` منها وقبلها برقة جعلتها تنسى كل اللحظات الحزينة التي عاشتها .
- وفي اليوم الذي حضر فيه `ديمتريوس ` إلى هنا ، عرفت مدى
غبائي ، وقد فتحت ثقتك بي عيني ، وخجلت من نفسي لانني عاملتك بهذه الطريقة وبهذه القساوة وعجزت عن التصرف ، وشعرت انني قضيت على حياتك ولم استطع المواصلة ورايت ان الانفصال خير وسيلة والمخرج الوحيد لنا ، وتمنيت ان احصل على موافقتك بسرعة
وجعلت ´ايلينا´ وسيلتي و ديمتريوس ايضا ، ولازلت اعرض عليك نفس العرض ...
- اعتقد ان هذا العرض لا يناسبني ، ولكنني سافكر فيه إذا اصررت على ذلك .
وهنا سالها يانيس بجدية :
- هل تعدينني بان تجيبيني بصدق ؟
- اعدك بذلك ...
- انا احبك يا ´انجريد` واريدك ان تبقي معي وان تساعديني في ان نبدا زواجنا الأن وهنا .
شحب وجه ´انجريد` وتوقف قلبها عن النبض ، فقال لها .
- ... لانني لا استطيع ان اعيش بدونك واريدك ان تكوني زوجتي وامراتي إلى الابد ... ولكن شريطة الا تندمي على ذلك ، ارجوك اخبريني بالحقيقة .
سكتت `انجريد` ونظرت إليه في دهشة وهو يرتعش وكان وجهه
شاحبأ جدأ ، ولكنه كرر في هدوء .
- هل انت متاكدة انك لن تندمي في يوم ما ؟ ومتاكدة جدأ ...؟
اجيبيني بصدق ودون خوف من اي شيء ، ارجوك يا ´انجريد ´ ...
وضعت ´انجريد` يديها على خديه محاولة تهدئته وهي لا تصدق ما تسمعه
- أه ´يانيس ` : لو كنت تعرف ! فأنا لن أندم على أي شئ طوال حياتي .. إلا إذا فقدتك .
وعندئذ وجدت وجهه يهدا فجاة 0
- إذن لماذا تريدين الرحيل ؟
- لاننى اصبحت عمياء مثلك .
كرر ´يانيس ´ ثانية كانه لا يصدق هذه السعادة وكانه لايفهم ما قالته او ما يسمعه .
- هل هذا حقيقي ؟
- نعم .
- الا تعتقدين انه ربما خلال عام ، خلال عدة اشهر ربما ...
- كلا مستحيل .
تنفس ´يانيس ´ بهدوء وكان وجهه يشع بابتسامة وضاءة .
- ´انجريد´ حبيبتي ، زوجتي ...
نطق ´يانيس ` بهذه الكلمات في سعادة شديدة .
- ´انجريد´ هل تعرفين ماذا سنفعل الآن ؟ اومات ´انجريد´ براسها مبتسمة .
- سنعود هذا المساء ، إذا رغبت ذلك ، إلى `بيلوود هاوس ` ، وما رايك لو قضينا شهر العسل هناك ؟
بدت `انجريد` دهشة جدأ كما لو كان هذا الاسم لا يعني اي شيء بالنسبة لها حتى شعر ´يانيس ` بالقلق ، فابتسم ابتسامة حزينة ، وهو يقول :
- ما معنى ذلك ؟
- إن حياتنا هنا في `ليناكاريا` حيث اريد ان ابقى واريد ان اتزوجك هنا في كنيسة القرية الصغيرة واريد ان يرى طفلنا النور هنا .
نظر إليها ´يانيس ` متعجبا وقال بصوت غريب :
- طفلنا ؟
- نعم ، فهناك سر اخر كنت اريد إخبارك به .
- `انجريد ´ .
- كلا ليس هنا ، في منزلنا ...
- نعم في المنزل ، في منزلنا ...
واحاط ´يانيس ´ خصرها بذراعيه وحملها حتى باب المنزل ، منزلهما
وبعد ان اعلنا زواجهما دينيا في كنيسة ليناكاريا´ الصغيرة ، اصر ´يانيس ´ على ان تلد ´انجريد´ طفلهما في´بيلوود هاوس ´ . تمددت ´انجريد` في الظلام في حجرتها التي اعدتها خصيصا لهما حتى يشعر ´يانيس ´ كانه لايزال في منزله ، ولم يكن هناك من ينتظر ولادة طفل بكل هذه السعادة .
وفي الخارج ، كانت الشمس تغرب وسط مزارع ´كنت ´ الخضراء ، سيهبط الليل بعد قليل وسيأتيها يانيس على الفور . وكان الطبيب ´اندرسون ´ قد اقترح عليها ان تبقى في حجرة مستقلة حتى تقوم بالسلامة ولكن `انجريد´ رفضت الاستماع إليه ، فهي تحب زوجها وتريده بجانبها ، وكانت قد وضعت طفلهما منذ ست ساعات فقط .
ودون اية مناقشة ، قرر ´يانيس ´ تسمية طفله تيو على اسم والده وكان يانيس قد بقى بجانبها طوال الليل وكانت ´انجريد´ تستمد قوتها من وجوده ، وعندما حملت طفلها بين ذراعيها ، رأت الحب والفخر يشعان من عيني ´يانيس ´...
- ´كيريا` ...
اخترق صوت `ايرين ` الهادىء احلامهما فنظرت إليها ´انجريد وهمست قائلة :
- صباح الخير ، هل رايت طفلنا ؟ إنه رائع ، اليس كذلك ؟ إنه اكثر الأطفال جمالا .
قالت `ايرين ´ مبتسمة :
- نعم ، إنه يشبه `يانيس ´ وهناك من يتحرق شوقا لرؤيته ...
- من ؟
- ومن غيري ...
نظرت ´انجريد` نحو الباب ، فوجدت ´كوليلا´ تستند على عصا من ناحية وعلى ذراع يانيس من ناحية اخرى ، واقتربا ببطء من الفراش حتى جلست المرأة بجانب مهد الطفل .
- نعم لقد رايته واعجبت به ! إنه حقا اجمل طفل !
استراحت ´انجريد´ على الفراش ، وقالت بارتياح :
- هذا حقيقي إنه طفل رائع جدأ ، اكاد لا اصدق ان كل شيء انتهى
هنا تقلص وجه ´يانيس ´ .
- انتهى ؟ ولكنني اعتقد اننا مازلنا في البداية ! وهذا ما راته `رينا لوبز´ في الاوراق ...
- بالتاكيد ، وانا اصدقها ، وانت ؟
- انا لست في حاجة إلى معرفة ذلك حتى اصدقه واتاكد منه ...
وتلاقت النظرات في ابتسامة وسعادة وتطلع نحو المستقبل السعيد الذي ينتظرهم .
|