المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متالق فريق كتابة الروايات الرومانسية |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل التاسع
استيقظت `انجريد` قبل الفجر وهي مرهقة بعض الشىء . وكان `يانيس ´ لا يزال ممددأ بجانبها ويغط في نوم عميق .
وتحسست `انجريد´ بنظراتها هذا الجسد الرائع . القوي . الدافئ ... فشعرت كانها تتحسسه ، كانها تلمسه ..
وفزعت كثيرأ من إحساسها هذا ، وبقيت عاجزة امام هذه الرغبة المحمومة التي استولت عليها وجعلتها ترتجف بشدة ، وهنا لمست اصابعها كتفيه ثم خصلات شعره .
وعندئذ جذبها `يانيس ` نحوه بحنان ، فاستجابت له كانها مسلوبة الإرادة وخاضعة تماما لعينيه السوداوين , ثم راته وهو يضع راسه على ذراعها وكان يتحرك ببطء حتى يقترب منها وينظر إليها عن كثب ، ثم فجاة وكانه ينتظر هذه اللحظة طوال عمره , اخذها بين ذراعيه واحتضنها بشدة واخذ يقبلها برقة وعنف .
فتركت `انجريد` نفسها تماما ولم تستطع التحرك خوفا من ضياع هذه اللحظات الساحرة ، واخيرأ التصق بها وهو يتحسس جسدها ، فقالت له هامسة وهي مستسلمة تماما :
- احبك . احبك دائما ! وساحبك حتى نهاية عمري .. إنني حقا انتمي إليك . فقال لها `يانيس ´ :
- اتمنى ان تحبيني يا ´انجريد ´ ...
واخذ يقبلها من جديد بعنف وهكذا غابا معا في عالم اخر بعيد عن الارض ، وحلقا معأ في دنيا الحب وعواصفه ...
وكان قلباهما يدقان بسرعة شديدة وهما ملتصقان ببعضهما حتى ناما في هدوء وسكينة .
وفي الصباح الباكر , استيقظت ´انجريد´ من نومها العميق ، ومدت ذراعها نحو ´يانيس ´ لتستمد منه دفأه وحرارته ، ولكنها لم تجد سوى الفراغ ، فنهضت من مكانها دهشة .
- ´يانيس ´ ؟
وعندئذ تذكرت انها سمعته وهو يتحرك ، ولكن متى حدث ذلك ؟ لقد ظلا معا حتى الفجر .
والأن تتسلل اشعة الشمس المشرقة في الحجرة . ولكن ´يانيس ´ غير موجود بجانبها .
نهضت ´انجريد´ وحدها ولكنها تشعر بالثقة في نفسها ولا زالت تتذكر هذه اللحظات الرائعة التي عاشتها مع ´يانيس ´ ، ثم استجمعت قواها وخرجت من الفراش لتاخذ حمامها وفي نفس اللحظة سمعت طرقا على الباب .
وعندئذ ارتدت ´انجريد´ ثوبها الملقى على الارض ثم دخلت ثانية في الفراش . وكان الطارق لايزال يدق على الباب بنفاد صبر والحاح ، فقالت ´انجريد´ باليونانية :
- تفضل !
وعندئذ دخلت الحجرة سيدة متقدمة في السن وذات وجه مشرق وعينين خبيثتين ، وكانت تحمل بين يديها صينية الطعام المعدة لشخصين .
ودون ان تنطق بكلمة واحدة ، تركت السيدة الصينية على الفراش مكان ´يانيس ´ . فشكرتها `انجريد´ ، وتمتمت السيدة بعدة كلمات باللغة اليونانية لم تفهمها `انجريد` . وهنا قالت ´ايرين ´ بصوتها العذب .
- ´كاليميرا´ يابنيتي .
وكانت ´ايرين قد دخلت الحجرة وامسكت بكتف الخادمة العجوز
- ´انجريد` ، اقدم لك `كوليلا´ ، إنها المسؤولة عن كل شيء هنا ، لابد ان `يانيس ` حدثك عنها .
هزت الفتاة راسها بانها لا تعلم شيئا , لان ´يانيس ` لم يحدثها ابدأ
عن هذه المراة ذات العينين الغائرتين والوجه غير المريح تماما .
- الحق انه اخفى عنك الكثير ! والأن يجب ان تعرفي ان ´يانيس وهو صغير، كانت ´كوليلا´ بمثابة امه ، لقد ولد لديها في `ليناكاريا وكبر وسط اطفالها الذين توفوا جميعا للاسف .
- كلا , حقا لا اعرف ذلك .
وكانت `كوليلا´ قد وقفت فترة عند باب الغرفة ، ثم انصرفت بهدوء .
- يجب ان اعترف ان تصرفات ابني لا تعجبني احيانا ، ولكن اعتقد انه جعلك تشاهدين المنزل الذي عاشت فيه عائلة ´كوليلا´ عند مرتفعات القرية .
- بالتاكيد, لقد اقمنا في هذا المنزل ايضا .
نظرت لها ´ ايرين ´ في دهشة , ثم جلست على حافة الفراش .
- لابد انك مخطئة ! إن منزل `كوليلا´ لا يصلح للإقامة منذ سنوات وفي اخر مرة ذهبت إلى الجزيرة كان المنزل مهدما تمامأ !
- كلا ، اؤكد لك ذلك يا ´ايرين ` ، لقد عشنا هذه الفترة هناك !
كانت `انجريد` تتحدث ببراءة شديدة ، بينما كانت الدهشة ترتسم على ملامح وجه `ايرين ` التي تمتمت قائلة .
- ولكن ما السبب في ذهابكما إلى هناك ؟ إن هذا المكان مهما كانت بدائيته يوحي بالراحة ، إلا انه لا يليق بشهر العسل !
- ولكن `يانيس ` يرى غير ذلك , واعتقد انه له اسبابه التي استلزمت إقامتنا في هذا المنزل .
سكتت الفتاة لحظة ثم اضافت :
- كما انني فهمت خطا انه منزلك انت ...
تنهدت `ايرين ´ ، وبدت في غاية الدهشة من اقوال زوجة ابنها .
- إذن لم يخبرك بشيء , اقصد لم يخبرك شيئا عن طفولته وشبابه . بدت ´ايرين ` مرهقة فجاة وبدات يداها ترتعشان .
- لقد كان ابني طوال عمره كتوما ومزعجا , ويجب ان تعلمي ذلك
ابتسمت ´انجريد´ وقالت باقتناع :
- هذا حقيقي .
- لانه إذا كان قد تحدث إليك - انت زوجته - , كنت عرفت انه غفر لي .
- غفر لك ؟
سعلت ´ايرين ` محاولة إخفاء ارتباكها , ترى ما الذي تقصده `غفر لها´؟ شعرت ´انجريد´ بالضيق , فقامت وقدمت فنجان القهوة إلى ´ايرين ` وقالت لها بهدوء :
- لم اسمع يانيس وهو خارج ، هل تعرفين اين هو !
- لقد ذهب إلى الميناء بسيارته واصرت ´ايلينا´ على مصاحبته لا اعرف لماذا .
كاد قلب `انجريد´ يقفز من مكانه ، وشعرت فجاة بالغيرة والشك ، ولكن الوقت غير مناسب لإظهار هذه الاحاسيس ، ويبدو ان ´ايرين ترى الامر طبيعيا .
- اعتقد ان ...
ثم استدارت الفتاة واخذت تعبث في سلة الخبز بعصبية . وهنا قالت `ايرين ` :
- تبدو ´كاناري´ هادئة طوال الأسبوع , ولكن تعج باليونانيين اثناء عطلة نهاية الاسبوع ، ومعظم اليونانيين يمتلكون منازل هناك و اغلبهم اصدقاء .
تناولت `ايرين ´ فنجانأ اخر من القهوة وقالت :
- ما رايك في تنظيم حفل استقبال في شرف حضورك ! تمتمت `انجريد´ :
- ولكن يانيس 00
- اعرف انه يكره الاحتفالات , ولكنه لن يمنعنى من تقديم زوجته لاصدقائي , لقد تزوجتما بعيدأ عن هنا .
- كم ان ذلك لطيفا منك ولكنني اعتقد ان ذلك غيرضروري .
- ارجوك ان توافقى يا ´انجريد` ! فالمناسبات نادرة جدأ هنا , واعدك ان الحفل سيكون بسيطا .
- اتفقنا ولكنني اعتقد انه من الافضل ان تتحدثي إلى `يانيس ´ اولأ . ثم اضافت متعللة بعذر ما :
- كما اننى لا اجيد التحدث باللغة اليونانية ... فانفجرت ´ايرين ´ في الضحك :
- هذا ليس عذرأ ! وعلى اية حال معظم اصدقائي يجيدون التحدث باللغة الانجليزية ، اما بالنسبة للعمة `صوفيا` فسنرى فيما بعد ، ويمكنني ان اقوم بدور المترجمة لك , بينما تهتم `كوليلا` بالحفل . اكتسى وجه ´انجريد´ بالحمرة وقالت :
- ولكننى لست واثقة من تقدير´كوليلا` لى .
- إن `كوليلا´ ستظل إلى الابد الام اليونانية ، ولا تخدعك المظاهر ، فكل ما يهمها هو سعادة `يانيس ` ! وانت التي تجلبين السعادة إلى ´يانيس ´ !
- ربما كانت تفضل زواج ´يانيس ` من فتاة يونانية , ومهما فعلت , فساظل فتاة انجليزية ...
حاولت ´ايرين ´ تهدئتها قائلة :
- بالتاكيد ولكنها تعرف `يانيس ` جيدأ وتعرف انه لا ينفذ إلا رايه ، ثم إنها تعطيه العذر دائما ...
تنهدت ´ايرين ` بعمق , ثم اضافت :
- ولكنني لا اعرف السبب الذي جعله يذهب بك لديها فى ´ليناكاريا´
لابد انه فكر في الذهاب بك إلى هناك لشدة ارتباطه بالمكان لانني ولدته في هذا المنزل ، ولكن الظروف كانت مختلفة بالتاكيد ... حاولت ´انجريد` ان تبتسم رغما عنها , وتابعت ´ايرين ´ :
- من الواضح بالتاكيد ان هذا المكان لم يكن مثاليا للولادة به ...
ولكنني لم افكر قبل الولادة 0 بانني ساضع طفلي هناك ! وطوال فترة
الحمل كنت مقيمة في `كاناري´ , وفي احد الايام ، شعرت بالإرهاق الشديد واحسست بالرغبة في الذهاب إلى ´ليناكاريا´ حتى اشعر بقربي من `تيو´ ، فنحن قد تقابلنا لاول مرة هناك اثناء تصويري لاحد الافلام ، وبمجرد ان وطئت قدمي ارض الجزيرة بدات الام الوضع ...
كانت الدموع تترقرق في عيني ´ايرين ` عند تذكر الماضي ، فتناولت
رشفة من فنجان القهوة , ثم تابعت :
- وبعد حوالي ساعتين ، خرج ´يانيس ` إلى النور في منزل `كوليلا´ .
وكنت انا و `تيو´ سعيدين جدأ بولادته في هذا المكان , لقد كنا نحب بعضنا كثيرأ ... قالت ´انجريد´ متاثرة بما سمعته .
- إنها قصة حب رائعة !
- نعم مثل قصة حبك انت و يانيس ، فهناك دائما احداث لا تخطر ابدأ , وانا على ثقة انكما تحاببتما منذ اول يوم ...
قالت ´انجريد` ساهمة :
- نعم دون ان نعرف ان ذلك حب .
وفجاة نهضت ´ايرين ` من مكانها كانها ندمت على ما قالته .
- يبدو اليوم رائعا ، ما رايك لو اكملنا حديثنا على حافة حمام السباحة في انتظار عودة `يانيس ` ! وتاكدي ان العمة ´صوفيا´ لن تزعجنا بحضورها لانها تخاف اشعة الشمس كثيرأ .
- سمعا وطاعة ! سالحق بك إلى هناك بمجرد ان استعد .
وبعد دقائق , لحقت `انجريد´ بـ´ايرين ` في شرفة الفيلا . وكانت ترتدي لباسا للبحر مكونأ من قطعتين وتضع فوقه ثوبا خفيفا وكانت `ايرين ` مشغولة بالحديث مع خادمة صغيرة ، وعندئذ خلعت
`انجريد´ حذاءها لتمشي عارية القدمين فوق الاعشاب الخضراء التي
تحيط بحمام السباحة .
وكانت المياه تلمع كانها مراة تحت اشعة الشمس الحارقة . وكان حمام السباحة محاطأ بصف من الكراسي المريحة .
وعلى الطرف الأخر من حمام السباحة يوجد كوخ صغر يجلس بداخله ´ديمتريوس ` ممسكا بالتليفون في يده ، وبمجرد ان لمح الفتاة وهي تنزل إلى المياه رفع راسه نحوها واخذ يتاملها ...
كم ان ذلك رائع ! سبحت ´انجريد´ ذهابا وجيئة حتى تخلص ذهنها من كل شيء وحتى تبعد ´إيلينا` و ´يانيس ´ عن مخيلتها ، بالإضافة إلى كلمات `ايرين ` الغريبة ... اخذت تسبح بهدوء وتتمطى في المياة بجسدها الممشوق الرائع ...
سبحت كثيرأ قبل ان تصعد إلى الحافة وتجلس على ´الشيزلونج تاركة وجهها وجسدها تحت تاثير اشعة الشمس ، وبعد لحظات لحقت بها ايرين والحق انه لو كانت الظروف مختلفة وكان يانيس يتعامل معها بطريقة اخرى ، لسعدت `انجريد´ كثيرأ بلطف وحنان والدة زوجها .
ولكن بمجرد ان تجلس ايرين معها وتتحدث إليها ، تتذكر ان يانيس اخفى عن ´انجريد´ اشياء كثيرة ، فتتلعثم في الحديث ، فهناك موضوعات كثيرة يجب تجنبها وعدم الخوض فيها .
والحق ان وجود ´ديمتريوس ` على بعد عدة امتار منها كان يزيد من توترها ، فهو الوحيد الذي يعرف ما حدث في ليناكاريا , ومن السهل تخمين ذلك ، كما انه راى يانيس كيف يعاملها هناك . منتديات ليلاس
كما هيئ لها انها سمعته يسخر منها عندما ذكرت له انها تقضي شهر العسل في هذا المكان وفقا لرغبتها مع ان الحقيقة تبدو واضحة جدأ .
وكم كانت "ايرين لاسكوز" تتمنى ان تتصالح عائلة "اندروبولوس " ،
ولكن `انجريد` ظلت مقتنعة انه في اول فرصة ، سيحاول ديمتريوس الانتقام من `يانيس ` بطريقة او باخرى ، كما سيحاول احتقارها ايضا في نفس الوقت ، لذلك من الأفضل لها ان تبقى متيقظة دائما ...
وبعد حوالى ثلاث ساعات عندما اصبحت اشعة الشمس حارقة ، عادت `ايرين ` إلى الفيلا لتهتم بإعداد طعام الغداء , بينما ظلت `انجريد` جالسة في الظل وهي تتصفح احد الكتب عن `اليونان
واساطيرها عندما علا فجاة صوت موتور سيارة ثم سمعت صوت بابي السيارة يغلقان .
`يانيس و `ايلينا` ...
ازدادت دقات قلبها سرعة ، وفوجئت ´انجريد´ بانها تتخيلهما دائما في متاهات الحديقة . .
واخيرأ سمعت صوتيهما وراء الاشجار حتى ظهرا امامها فجاة ، فحاولت الا تنظر إليهما بإصرار , ولكن الغيرة كانت تخنقها وشعرت بالخجل الشديد , ورغما عنها لاحظت تعلق `ايلينا´ بذراع ´يانيس
بطريقة تجعلهما ملتصقين ببعضهما ، وكانت ´ايلينا` تضحك
´يانيس ´ يبتسم لها ولكنها لم تستطع تحديد تعبير ملامح وجهه وهي في مكانها .
وتقدما نحو حمام السباحة وكانت ´ايلينا´ لاتزال ممسكة بذراع ´يانيس ´ , ثم اقتربت منه وقبلته برقة على شفتيه بطريقة مثيرة ، وكانت عيناها تلمعان وخداها مكسوين بالحمرة وخصلات شعرها متناثرة تحت تأثير الرياح ولمسات يانيس . . وعندئذ شعرت ´انجريد` بانها تتمزق ، فحاولت ان تبدو مستغرقة في قراءة الكتاب عندما اقترب منها ´يانيس ` وقال بصوته الاجش
- صباح الخير يا زوجتي العزيزة
وتبعته `ايلينا´ لتحييها بطريقة مقتضبة قبل ان تختفي داخل الفيلا .
وظل يانيس و `انجريد` صامتين , ثم فجاة نهضت ´انجريد´ كما لو كانت عاجزة عن احتمال نظراته إليها ، وعندما همت بالانصراف , لف ´يانيس ` ذراعيه حول كتفيها ليمنعها من الذهاب .
- إلى اين تذهبين ؟ ابقى هنا ، اريد ان اتحدث إليك ! كان صوته لطيفا ولكنه حاسم .
- اعتقد ان كل شيء قد قيل بعد ما رايته ، والأن ما اللعبة التي تريد لعبها !
وعندما لم يجبها ´يانيس ´ ، اضافت `انجريد ` :
- إن ما تفعله امر غير مقبول ، واعتقد انه من الضروري توضيح الامور بيننا ..
- وانا ايضا اعتقد ذلك ، ويجب ان اعتذر لك .
- حسن , وانا في انتظار ذلك!
بدا الضيق على نظرات ´يانيس `، ولكنه تماسك بسرعة وكان وجهه لايزال قاسيا مثل كلماته :
- انا مصر على الاعتذار لأنني فرضت نفسي عليك بوجودي معك هذه الليلة , واذا كنت قد وافقت على الانصراف كما طلبت مني , ما كان حدث بيننا شيء هذا الصباح , واعدك الآن ان ذلك لن يتكرر ثانية .
كانت كلماته لـ `انجريد` اشبه بالماء البارد , وشعرت انها تكاد تختنق وظلت لحظات صامتة دون حراك .
- هذا بالتاكيد ما تسميه الحفاظ على المظاهر ... والأن لا داعي لبقائي هنا ، وسارحل قريبا ! ولكن بالمناسبة والدتك تهتم بإعداد حفل استقبال تكريما لنا... اجابها يانيس بسخرية :
- إذن ذلك يعني انك ستبقين هنا حتى انتهاء الحفل ! وهنا صاحت `انجريد` وهي تندفح نحو الفيلا :
- كلا !
فهمس `يانيس ´ وهو ينظر إليها وهي مبتعدة .
- ابقى يا ´انجريد` ، ابقي ...
فكرت `انجريد` بمرارة نعم , لابد ان ارحل اليوم . ثم تركت نفسها ترتمي على الفراش في يأس شديد .
وفي هذه اللحظة ، كانت الفيلا هادئة جدأ ، ولم يكن هناك إلا اصوات الطيور المنبعثة من الحديقة من خلال النوافذ المفتوحة في حجرتها .
ومنذ ان حضرت هنا منذ حوالى عشرة ايام وهي تقضي ساعات بعد الظهيرة في التجول داخل حجرتها ، ملاذها الوحيد ...
ولم تكف ابدأ عن التفكير في `يانيس ` ، وفي وجهه القاسي خاصة عندما ينام دون ان ينطق بكلمة واحدة ودون ان يقبلها ، ثم يذهب إلى فراشه فوق الاريكة التي وضعها في الحجرة خصيصا لذلك .
من المؤكد انه يستطع النوم في حجرة اخرى , ولكنه يريد المحافظة على المظاهر ، ولكن من يقصد بالمحافظة على المظاهر امامه ؟
بالتاكيد ، ليست `كوليلا´ فهي لا تغفل شيئا ابدأ , وليست ايرين ، فلابد انها تشعر بعدم التفاهم بينهما ، وليس `ديمتريوس ´ الذي يفرض نفسه ويتطفل فيما لا يعنيه .
اما بالنسبة لـ`ايلينا´ ، فهو لا يتركها لحظة واحدة ولابد انه يحكي لها كل اسراره . فكثيرا ما تسمعهما يضحكان وتتالم لذلك
ربما تكون قد جرحته بتصرفاتها ربما ظنت في لحظة ما انه يحبها لأنه شعر بالرغبة نحوها ، ربما ...
وهكذا ظلت الأسئلة تدور في ذهنها دون إجابة هذا بجانب حرارة الجو الرهيبة التي تعانيها جزيرة `كاناري´ مما زاد من توتر اعصابها وضيقها ، وفضلت ´انجريد` بدلا من البقاء وحدها ان تلحق بـ `ايرين في حجرة استقبال الضيوف .
وربما من الأفضل ان تحاول مساعدتها في الإعداد للحفل حتى تشغل نفسها بدلا من الجلوس في الم وحزن . وما إن همت بالخروج من الحجرة حتى سمعت طرقا على الباب فقالت بتلقائية :
- ´باركولا´ .
وقبل ان تفتح باب الغرفة كان ´ديمتريوس ` قد اسرع بالدخول ، فنظرت إليه دهشة عندما قال :
- إذن انت تختبئين هنا ، ودائما وحيدة !
رفعت `انجريد´ كتفيها واخذت تنظر إليه وهو يستريح على الاريكة .
- هل يمكنني ان اعرف سبب تشريفك لي بالزيارة ؟
اشعل ´ديمتريوس ´ سيجارة قبل ان يجيب :
- منذ عدة ايام الحقيقة منذ حضورك إلى هنا وانا اشعر انك تحاولين تجنبي وهذا يضايقني يجب ان اعترف لك بذلك .
- نهائيا ، يالها من فكرة غريبة !
- لقد حضرت لاراك لان إقامتي في `كاناري´ على وشك الانتهاء ويجب ان اعود إلى ´اثينا` .
اكتفت انجريد بان تقول :
- لم اكن اعلم ذلك .
- كما ان لدي عرضأ ظريفأ اود عرضه عليك .
نظرت إليه ´انجريد` غير مصدقة ، فعجرفته في الحديث لا تبشر بالخير وفجاة نهض ´ديمتريوس ´ من مكانه وامسك بكتفيها .
- ´انجريد´ ، إنني جاد فيما اقوله لماذا لا تاتين معي ؟
- هل نسيت انني متزوجة ... اتركني من فضلك . وفجاة وثب بسرعة نحو الباب .
- كلا ، ليس بهذه السرعة كما انني لم انس شيئا ! ولكن يبدو ان ابن عمي العزيز ´يانيس ´ هو الذي فقد الذاكرة .
- ´ديمتريوس ´ ، كف عن هذه السخرية وابتعد عن الباب ، فما يحدث بيني وبين `يانيس ` لا يخصك في شيء .
فانفجر في الضحك قائلا .
- ما يحدث بينك وبين يانيس ! لقد كدت اصدقك في ´ليناكاريا´ ، اما هنا فلا ! انت لا تشاركينه حتى الفراش .
تماسكت ´انجريد´ على الرغم من ضيقها الشديد .
- هذا يكفي يا `ديمتريوس ´ !. انت حقا كريه ! اذهب من هنا او ساصرخ باعلى صوتي .
- الهدوء ... على اية حال نحن وحدنا في الفيلا .
ثم الصقها في الحائط .
- انت حقا شخص فظيع ! دعني وشاني ، انت تؤلمني !
وفجاة شعرت بالفزع وحاولت مقاومته بشدة .
- هل تعتقدين انني لا اتالم ايضا عندما ارى ´يانيس ` يتعامل معك بهذه الطريقة ؟ من المستحيل ان اصدق ان ما يحدث بينه وبين شقيقتي لا يؤثرعليك .
اجابته بضعف :
- ولكن ذلك لا يسمح لك بالتصرف معي بهذه الطريقة !
وعندئذ اقترب منها بشدة وحاول تقبيلها بعنف . فحاولت الخلاص منه بكل قوتها ولكن على الرغم من ان ´ديمتريوس ` متوسط الحجم إلا ان قوته كانت خرافية . ثم احاطها بذراعيه بقوة واخذ يقبلها في
رقبتها ، ثم قال لها وهو يلهث :
- انت حقا جميلة ومرغوبة ...
وفجاة جذب المشط الذي تجمع به شعرها .
- انفصلي عنه وتزوجيني ، وساريك كيف يكون الحب !
- ابدأ ، لقد جننت فعلا !
اجابها بعينيه الجاحظتين
- كلا ! انا احبك !
حاولت ´انجريد´ الفكاك من قبضته ، لكن هيهات ، وكلما كانت تقاومه كان يزداد في الضحك نعم لقد فقد هذا الشاب - الذي بدا دائما عاقلا في نظرها عقله !
- لقد تزوجته من اجل ثروته ! اما انا فسامنحك الحب0
- كلا ، هذا خطا ارجوك اتركني
والحق ان انفاسه الساخنة كانت تؤلم وجهها وكانت يداه تشعرانها بالاشمئزاز واخيرا نجح فى جذبها على الفراش وحاولت مقاومته بشدة ولكنه كتم صرخاتها عندما حاول نزع ثوبها .
- ارجوك اتركنى ارجوك .
ولكن إذا فشلت الأن في التحرر منه فستنتهي تماما ، وعندئذ فكرت على الفور ان الحمام قريب منها وان له قفلأ من الداخل ، إذن لابد لها من الهروب إليه حتى يهدأ `ديمتريوس ` تماما
وفكرت انها لن تنجح فى الخلاص منه بمقاومته ، لذلك قررت خداعه حتى تتمكن منه وفعلا تخلت ´انجريد´ فجاة عن مقاومتها له وابتسمت ، ثم تحسست وجهه وعندئذ استجاب لها على الفور وهدا بعض الشيء وتمتم ببعض الكلمات اليونانية غير المفهومة وتمدد بجانبها وفجاة قفزت `انجريد` من مكانها وجرت نحو الحمام واغلقت الباب عليها . لقد نجت اخيرأ
ولم يحاول ´ديمتريوس ` الاقتراب من الباب واستمعت ´انجريد` إلى حركاته وهي تكاد تموت فزعأ ، واخيرأ نهض ´ديمتريوس ` من مكانه . فصرخت ´انجريد :
- اخرج من هنا
- للاسف ، لابد من اغتنام الفرصة بعد ذلك . ولكنني اعرف كيف ساقنعك 0
- نهائيا ! واذا لم تغادر الحجرة الآن ، ساحكي كل شيء لـ´يانيس
فسمعته وهو ينفجر فى الضحك قائلا :
- وهل تعتقدين انه سيهتم بك ؟ إن هذا الزواج يعتبر فاشلا في نظر الجميع إلا انت واذا كنت لا تزالين عاقلة فلترحلي معي ، إنا املك الوحيد الأن .
- لا يمكن : انا احب ´يانيس ` . اما انت فانا لا اكره اي شخص مثلما اكرهك !
- إذن في هذه الحالة ياعزيزتي `انجريد´ ، عليك التعود على الوحدة ، .عندما تثقل الوحدة كاهلك ، تاكدي انني في انتظارك دائما ... واخيرأ سمعت ´انجريد´ باب الغرفة يغلق ، فانهارت تماما . لقد اصبحت هذه الحياة او بالاحرى هذا العدم . حياة غير محتملة ، ولابد لها من الفرار ، الرحيل إلى اي مكان بعيد عن هنا انتهى
|