لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-09, 12:16 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع شعرت ´انجريد` بان قلبها يتمزق فلم تقو على البقاء بجانبه اكثر من ذلك ، وقامت لتجري في طرقات القرية الخالية وعيناها مملوءتان بالدموع ودقات قلبها في تزايد مستمر .
وعادت إلى ذاكرتها كل كلمة قالتها لها `جلاديس ` فشعرت كانها مجروحة وحزينة .
ولكن `يانيس ´ لم ينس اي شيء ... فهو يحتقرها من البداية ويريد ان ينتقم منها ، وكانت تعتقد انه سيحبها بعد ان تمنحه نفسها وانها ستصبح بعد ذلك امراته ، والحقيقة انه لا يريد منها شيئا ولا يتمنى
إلا ان تكون خليلته ليس اكثر ...
قادتها قدماها نحو ميناء `ليناكاريا` القديم ، وهناك جلست تندب حظها وامالها المفقودة . جلست تبكي وحدتها وسذاجتها التي جعلتها تصدق احاسيس هذا الرجل الذي تزوجها ولكن قلبه ، للاسف ، لا
يزال كانه المملكة المحرمة .
كان كل شيء يبدو كانه خطة محكمة للانتقام منها وان لحظات السعادة التي عاشتها الآن لم تكن سوى الخلاصة النهائية .
سعادة واحتقار... ومع ذلك تحبه وتحبه بيأس , نعم إنها متأكدة من ذلك الآن ، إنها لا تريد ان تفقده , كاد الحزن يخنقها .
جلست ´انجريد´ ساهمة ومتقوقعة على نفسها وهي عاجزة عن الخلاص من عاصفة الأفكار المختلفة التي تتحرك بداخلها , وكان إمامها عدة دقائق حتى تستطيع استيعاب وجود زورق يتوقف بجانب الجزيرة ، ظلت الفتاة صامتة وفجأة قفزت من مكانها وجرت نحو الزورق وقلبها يكاد ينفجر بداخل صدرها... ثم صعدت على متن هذا الزورق عن طريق الجسر المعدني, وعندئذ ألقت نظرة سريعة عليه لتتأكد من عدم وجود إي شخص على متنه ولا على الجسر الذي تركته لتوها ولا في كابينة الزورق .
ولكن من المؤكد ان صاحب هذا الزورق الفخم ليس بعيدا عن هذا المكان , وهنا لم تتردد الفتاة في الدخول لتفحص عن قرب الخريطة التي لاحظت وجودها وفهمت ان ´لينا كاريا´ هي إحدى جزر كثيرة وسط مجموعة من الجزر أكبرها واحدة تسمى `كالناري ´ .
وفي لحظة واحدة, كانت قد اتخذت قرارها ، لابد لها من مغادرة `لينا كاريا`، وهناك بعيدا عن هذا المكان .. بعيدا عن `يانيس ´ ، يمكنها محاولة النسيان , يمكنها بدء حياتها من جديد خاصة إذا نجحت في الحصول على حريتها ... من المؤكد ان صاحب الزورق عندما يجدها في هذه الحالة لن يتردد لحظة واحدة في مساعدتها للوصول إلى المدينة ، ومع ذلك ... ومع ذلك , تشك ´انجريد` في ذلك ...
ألن يكون هذا الفرار وهميا ؟ وهذه الحرية ، ما قيمتها دون ´يانيس ´ ؟ إن غيابه عنها سيكون أصعب من السجن , وأكثر وحشية من العذاب نفسه وكأنه الوحدة الخالدة ... وفجأة اتخذت الحرية في نفسها مذاقا مرا .
وتأكدت الفتاة من ان الفرار من هنا أشبه بالكذبة الكبيرة , من المؤكد ان لا شيء يبقيها هنا وإنها لم تشعر بمثل هذا اليأس طوال حياتها ولكن هناك رباطا ما غامضا وغير واضح حتى عن طريق الكلمات يجمع بينها وبين هذا الرجل منذ أول يوم رأته فيه .
وكم مره حاولت ان تنكر ذلك ، ولكن إقامتها هنا في ´لينا كاريا جعلتها ترى هذه الحقيقة جلية وواضحة .
ولو كان زواجهما وشهر العسل قد مرا على خير كما كانت تتمنى فمن المؤكد انه كان سيفهم أنها تزوجته لأنها تحبه وليس لأنها تريد الاحتفاظ ´ببيلودد هاوس ´ . لقد كان يريد ان يلقنها درسا عندما أتى بها إلى هنا , وهي نجحت في التعرف على نفسها جيدا ونجحت في معرفة حقيقة شعورها ،
ولكن الوقت تأخر كثيرا للأسف ..
وبهدوء ودون ندم غادرت `انجريد` الزورق وابتعدت عن الميناء ، وإذا كان إمامها فرصة يمكنها اقتناصها، فمن المؤكد أنها ليست فرصة الهرب .
ولابد لها من التجربة مرة ثانية حتى تتمكن من إفهام ´يانيس ` أنها تحبه وإنها صادقة في مشاعرها وان `انجريد´ اليوم تختلف كثيرا عن الفتاة التافهة التي تزوجها , وإنها الآن على طبيعتها كما هي وكما
يريدها ، وربما يصدقها ويرغبها من جديد .
جففت الفتاة دموعها وتوجهت نحو المنزل ، وملأت إناء الماء من النافورة وما إن همت بالدخول إلى المنزل حتى لاحظت وجود رجل يرتدي ملابس بيضاء يظهر فجأة عند منحنى الطريق .
خمنت ´انجريد` على الفور انه من المؤكد صاحب الزورق ، وكاد الإناء يقع من يدها عندما اقترب منها هذا الرجل ، وفجأة تعرفت عليه ، تعرفت على ابتسامته المتعجرفة ووجهه المتقلص، وهذه الحركات التي لا يمكن ان تنطبق إلا على `ديمتريوس اندروبولوس ` سألها الرجل وهو غير متأكد :
- `انجريد` "انجريد كندريك " ؟ هل أنت حقا ... هنا ؟
وضعت `انجريد´ الإناء ومدت يدها نحوه وهي تحاول ان تبدو هادئة .
- صباح الخير يا ´ديمتريوس ` ، يالها من مفاجأة سعيدة ! لقد كانت أخر مرة تقابلت فيها معك في ´أكسفورد´ ، اعتقد في يوم تسليم الشهادة لك ، أليس كذلك ؟
قطب الرجل جبينه وهو يتفحص الفتاة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها وتمتم قائلا :
- بلى ... إنني لا اصدق عيني ، إن هذه الجزيرة مهجورة منذ سنوات , ربما تعملين في مهمة متعلقة بالآثار ؟
هزت `انجريد` رأسها واكتفت بان تقول : كلا 00 كلا 00 لنقل إنني أقيم في `لينا كاريا`...
تردد ´ديمتريوس ´ قليلا قبل ان يتابع حديثه .
- إذن أنت من رايتها منذ عدة أيام وهي تلوح من بعيد , كان ذلك منذ أسبوع تقريبا ، نعم هذا الشعر وهذا الثوب الأزرق ... ولكن دون ان تخفي شيئا , ما الذي حدث لك ؟ هل تعرضت لحادث غرق ؟
لم تكن "انجريد" تعرف هل كلماته حقا تتفق مع موقفها ، من المؤكد ان هناك صورتين يتخيلهما ´ديمتريوس ` : صورة الفتاة الإنجليزية الأنيقة , وصورة الفتاة ذات الملابس البالية التي تقف إمامه خجلي ومرتبكة على بعد ألاف الكيلومترات من بلدتها الحقيقية .
- كلا , من الصعب تفسير الموقف ...
- اعتقد ان الأمر سهل وسهل جدا .
وفجأة قفزت ´انجريد´ و ´ديمتريوس ` من مكانهما عندما سمعا صوت `يانيس . ولم يكن احدهما قد لاحظ اقتراب " يانيس " وها هو ذا يقف مبتسما على بعد عدة أمتار منهما ، وقال ´ديمتريوس ` باحتقار قبل ان ينطق بعدة كلمات من اللغة اليونانية والتي لم تستطع ´انجريد´ فهمها .
- ´يانيس ´ ؟
كان من الواضح ان الرجلين لم يريا بعضهما منذ فترة طويلة . ولم يكن ´ديمتريوس ` قد جاء إلى ´لينا كاريا´ لرؤية قريبه الذي يمقته من كل قلبه , والحق ان ´انجريد` لم تكن تستطيع فهم مغزى هذه الزيارة .
- نعم يا ابن عمي العزيز ، إنني هنا حيث موطني .
تحرك `يانيس ` عدة خطوات نحو ´انجريد´ ، ثم تابع حديثه قائلا : هيا يا عزيزتي , احكي لابن العم الشجاع `ديمتريوس ´ كيف ولماذا جئت إلى هنا, إنني واثق انه سيستمع إليك بإنصات شديد ...
شعرت ´انجريد` ان الكلمات تختنق في حلقها ، وحاولت ان تفهم إي شيء من تعبير وجه `يانيس ` حتى تطمئن , وكل ما استطاعت ان تفعله هو ان تمسك بذراع `يانيس ` ، وكان ´ديمتريوس ` لا يتركها لحظة واحدة بعيدة عن عينيه .
- ولكن .. أنتما تعرفان بعضكما ؟ كنت اعتقد ان ... لم يكمل `ديمتريوس ´ جملته , واخذ ينظر بثبات إلى خاتم الزواج الذي تضعه ´انجريد´ في إصبعها والى الخاتم المشابه في إصبع `يانيس ´ أيضا . أجابت ´انجريد´ بهدوء :
- لقد تزوجنا وها نحن نقضي شهر العسل هنا في `لينا كاريا`. شعرت `انجريد` بالسعادة عندما نطقت بهذه الكلمات على الرغم منها ، فشحب وجه ´ديمتريوس ` وابتسم ابتسامة خبيثة :
- إنها مزحة ! إلا إذا كنت تغيرت حقا يا عزيزتي ´انجريد´ ... اما بالنسبة لك يا ´يانيس ` ...
- كلا يا ´ ديمتريوس ´ ، أؤكد لك اننى و `يانيس ` قد تزوجنا منذ 15 يوما بالضبط ! أليس كذلك ياحبيبي ؟
وعندئذ التصقت ´انجريد´ بـ ´يانيس ` في حنو , ولم تستطع في هذه اللحظة ان تمنع نفسها عن التفكير فيما حدث بينهما على الشاطئ ، في جسده , في نظرته إليها عندما أصبحت تابعة له ، في حنانه ... قال ´يانيس ´ بحدة لم تعهدها `انجريد´ في نبرة صوته من قبل :
- ´انجريد´ وانأ تزوجنا فعلا ...
لم يبتسم ´ديمتريوس ´ هذه المرة وبدا دهشا من هذا النبأ , ثم اعترض قائلا :
- ولكن حدثا مثل هذا لا يمر مرور الكرام ، كما ان الصحافة لم تذكر إي شيء بهذا الصدد ...
ثم إن احد في العائلة لم يسمع بهذا الخبر .
تردد ´يانيس ´ قليلا والابتسامة على وجهه .
- لقد أخبرت والدتي واعتقد أنها لم ترد الإعلان عن سرنا , فأنت تعرفها , من المؤكد أنها رأت انه ليس من واجبها هي ان تعلن هذا النبأ ، اعتقد انك أتيت من ´كالناري ` ...
جفف ´ديمتريوس ´ العرق الذي يندي جبينه قبل ان يجيب .
- نعم كل العائلة مجتمعة هناك بجانب والدتك ولكنها كما هي غامضة واكتفت بان قالت لنا إن هناك مفاجأة للجميع , والأن اعتقد إنني فهمت ما تقصده من ذلك ...
شعرت `انجريد´ بالارتباك في تفكير ´ ديمتريوس ´ فتجرأت قائلة . هل هذا غريب يا ابن عمي ´«ديمتريوس ´ ؟
أرجو ان تسمح لي ان أناديك هكذا بما إننا أصبحنا نحمل نفس اللقب الآن ...
تمتم ´ديمتريوس ´ قائلا وهو يوجه حديثه إلى `يانيس ´ :
- نعم ولكن .. ماذا تفعلان هنا في ´لينا كاريا´ ؟
هناك أماكن كثيرة أكثر جمالا تصلح لقضاء شهر العسل فيها . أليس كذلك ؟ وأي رجل هذا الذي يطالب زوجته الجميلة بالإقامة في هذا المكان ؟ وأي امرأة هذه التي تقبل ذلك ؟ ...
هزت `انجريد´ رأسها . ´ديمتريوس ´ ، هل نسيت ان أكثر شيء يضايقني هي الأشياء
التقليدية ؟ وعندما اخبرني ´يانيس ´ انه يريد تجديد منزل طفولته فوق هذه الجزيرة المهجورة ، وجدت الفكرة رائعة ومشوقة ، أليس كذلك يا عزيزي ؟
ثم قبلت ´يانيس ` قبلة رقيقة على شفتيه قبل ان تتابع حديثها قائلة :
- لقد قمنا بعمل ممتاز, وخلال فترة وجيزة، سيكون هذا المنزل رائعا أتمنى استقبال أطفالي فيه ...
وعند هذه الكلمات ، شعرت `انجريد بيدي ´يانيس ` تضغطان على يديها ، كما ارتسم على وجهه تعبير غريب ، وبدا متضايقا كما لو كانت ثقة ´انجريد´ العمياء فيه قد فاجأته , هذا مع شعوره بالذنب أيضا , ولكنه ابتسم وقبلها برقة إمام نظرات `ديمتريوس ´ الذاهلة .
- يالها من قصة رائعة ! لقد فهمت الآن سبب سرعة هذا الزواج . أقدم لكما تهنئتي !
مرت دقيقة من الصمت الثقيل شعرت ´انجريد´ خلالها بانقباض في قلبها وذلك عندما تذكرت أنها ربما لا تحمل ابدأ طفل ´يانيس ´ .
الم ، خوف ، تمرد : كان ذهنها مملوءا بعاصفة من الأفكار المتباينة ، وبدت `انجريد´ على الرغم من هذه الآمال التي نطق بها لسانها قلقة ومرتبكة مثل ´ديمتريوس ´ نفسه . وعلى الرغم من هذه القبلة , إلا ان ´يانيس ` بدا غير مقنع ...
واخيرأ قال ´ديمتريوس ´ : آه . اعترف بروعة هذا المكان وان كان يبدو محبطا بعض الشيء...
صراحة إنا معجب جدا بشجاعتك يا `انجريد´ ... ياله من تفان !
اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل ، وشعرت بضعفها ولكنها لا يمكن ان تعترف بذلك مهما كان وخاصة إمام ´ديمتريوس ´ ، فقالت وهي تبتسم ببرود :
- إي تفان ؟ عموما أشكرك على اهتمامك يا ابن العم العزيز، ولكن يانيس ` زوجي وأي مكان يذهب إليه أو يقيم فيه وأي قرار يتخذه أو ينفذه ، سأكون دائما بجانبه .
ارتبك ´ديمتريوس ` كثيرا ، وقال بصوت عذب :
- برافو يا ابن عمي العزيز ! فهمت الآن سبب احتفاظك بسر زواجك .. فأي رجل يتمنى الاحتفاظ لنفسه وبعيدا عن أعين الناس بزوجة تفيض حبا وطاعة مثلها ...
ثم أشعل سيجارته قبل ان يتابع حديثه بهذه الجملة القاتلة :
- ومع ذلك عندما رأيت `انجريد´ على المرسى في هذا اليوم, شعرت أنها كانت بحاجة إلى نجدة سريعة... ربما كنت مخطئا ؟
فوجئ `يانيس ` بهذه الجملة ولكنه تماسك . يالها من فكرة غريبة ...
قاطعته الفتاة قائلة :
- شيء مستحيل ! إذا كنت قد لاحظت حقا إنني بحاجة إلى النجدة ، فمن المؤكد انك كنت ستأتي لنجدتي على الفور بما انك رجل شجاع حاول ´ديمتريوس ` البحث عن إجابة يخفي بها جبنه .
- ها إنا اطمأننت عليك واعتقد انك تجيدين السباحة ، اعتذر لوجودي هنا مسببا لكما الإزعاج، ولكن متى تنويان المغادرة
"ليناكاريا" ؟
- الأن وبعد ان اكتشف سرنا , اعتقد ان لا حاجة إلى ان نبقى هنا طويلا . ثم تابع ´يانيس ` حديثه بهدوء .
- هل يمكنك ، بمجرد وصولك إلى `كاناري` ، إخبار والدتي بضرورة إرسال اليخت لنا حتى نعود ؟
- رغباتك اوامر يا ابن عمي العزيز ! ولكن هل تعرف والدتك انك تقيم مع ´انجريد´ هنا في هذه الجزيرة ؟
- كلا ، إنها لم تحاول معرفة المكان الذي نقضي فيه شهر العسل .
فربما وجدت انه لا داعي لان تعرف المكان الذي انوي انا وزوجتي إخفاء حبنا فيه .
اجاب منتديات ليلاس´ديمتريوس ´ بابتسامة ذات مغزى :
- فهمت , ستكون مفاجاة رائعة لها ان تراك ثانية ! كما ستتعرف `انجريد` اخيرأ على والدتي "صوفيا" واختي ´إيلينا´ .
وعند هذه الكلمات ذهب ´ديمتريوس ´ واختفى كما جاء , وعندما اختفى تمأما، بدا `يانيس ` يبتعد عن ´انجريد` ثانية واصبح وجهه قاسيا وباردأ من جديد , وانتظرت ´انجريد` اي كلمة منه تتعلق بها
ولكن هيهات , واخيرأ قالت لتضع حدأ لهذا الصمت :
- هل سنرحل حقا من هنا ؟
اجابها بصوت قاطع :
- اعتقد انني كنت واضحا بما فيه الكفاية في هذه النقطة ، والأن لنعد إلى المنزل .
تبعته ´انجريد´ وهي دهشه لهذا القرار , وكانت طوال حديثهما مع "ديمتريوس ´ تلاحظ تعبير وجه ´يانيس المشوب بالحذر والإنذار . ولكنها حاولت طرد هذه الفكرة من ذهنها , إنها حقا تحبه وكل ذرة في كيانها تؤكد لها حبه ايضا على الرغم منه .
إن العاطفة التي اقتسماها معا لا يمكن ان تكون مصطنعة ، وعليها ان تحاول إيقاظ هذه العاطفة في اي وقت وفي اي مكان سواء ´ليناكاريا´ او اي مكان اخر ...
وعندما عادا إلى المنزل ، كانت الشمس قد بدات في الغروب وهي تغمر المكان بضوء بضوء بني رائع .
رفعت ´انجديد´ خصلات شعرها النحاسي إلى اعلى حتى تتمتع بصفاء الجو، وثبتت شعرها في `شنيون ´ مع ترك بعض الخصلات متنثرة حول وجهها .
كان ´يانيس ` يتأملها صامتا كعادته ، والحق ان تصرف ´انجريد جعله يفكر كثيرأ وقد ملاه الشك بينما بدات `انجريد` تنظف المنزل وتحضر الفطائر كما لو ان شيئا لم يكن .
- لا داعي لهذه الهمة يا `انجريد ، فلا احد يراك الأن .
توقفت `انجريد´ عن إعداد العجين ، ثم قالت له بسخرية واضحة :
- لقد تصرفت بطريقة مفاجئة وغير مقبولة اليس كذلك ؟
هنا انفجر ´يانيس ` في ضحكة عالية ثم اقترب منها وتحدث بجدية قائلا :
- مطلقا ! ولكن ما يزعجنى هو عدم فهمي لما يحدث ولهذا السبب لم تستطيعي الاستفادة من الموقف .
ولكن ما الذي جعلك تفعلين ذلك ، اقصد ما الذي جعلك تقومين بهذا الدور ! كان يمكنك ان تحكي كل شيء لـ`ديمتريوس ` ثم ترحلى معه ... لم اكن انوي الأمساك بك ومنعك عن الرحيل .
امسك ´يانيس ` الفتاة بين ذراعيه واخذ يتامل وجهها المشرق للحظة قبل ان يحتضنها بقوة ، لقد كان ذلك جهنم ... والجنة في ان واحد . قالت ´انجريد` متنهدة :
- لا اعرف ، ربما ما عشته هنا او ما عشناه معأ لا يمكن وصفه بالكلمات ، ثم إن حقدي ورغبتي في الانتقام اقل منك كثيرا... قبلها ´يانيس ´ على شعرها ولم ينطق بكلمة واحدة . وضعت `انجريد` راسها على كتفه واخذت تتشمم من جديد هذه الرائحة الدافئة لجسده ، وتدفقت إلى ذهنها الذكريات وكان ´يانيس ´ يمسكها بين ذراعيه ، منذ ساعات قليلة ، امراة سعيدة جدأ . نعم كان يمتلك جسدها ، وهنا التصقت `انجريد` به اكثر .
- وعلى الرغم من كل شيء ، نحن معا ...
اجابها `يانيس بصوت اجش : نعم .
قربها ´يانيس ` منه كثيرأ . فعرفت انه حقا يرغبها . ولكن عليه هو هذه المرة ان يتعلم الصبر .. وفجاة تخلصت ´انجريد´ من قبضته وقالت له وهي تشير إلى ثوبها البالي :
- هل تنوي تقديمي لوالدتك واسرتك وانا بهذه الهيئة ؟
تقلص وجه `يانيس ´ وقال :
- كلا بالتاكيد ! وحتى إذا اصررت انت على ذلك . فلن اوافقك . إن حاجاتك هنا وكانت هنا من البداية .
وبعد ثان معدودة ، عاد `يانيس ` من المطبخ وهو يحمل حقيبة ثقيلة في يده ، وهنا تعرفت ´انجريد` على إحدى حقائبها التي احضرتها معها على متن `تيرا` ولكن من المؤكد انه ممنوع الاستفسار
عن المكان الذي خبا فيه ´يانيس ` هذه الحقيبة ، ثم ذهب ليضعها في حجرة ´انجريد´ .
- يجب ان تجهزي نفسك ، فبمجرد وصول ´ديمتريوس ´ إلى
´كاناري´، سيرسل إلينا طاقمأ لعودتنا فورأ وسنرحل في نفس اللحظة .
- حسن ... ولكن الن تفاجا والدتك بوصولنا إليها فجاة ؟
- من المحتمل ، ولكنني اعتقد انها ستتفهم الامر لقد علمتها الحياة اشياء كثيرة ...
عضت `انجريد´ شفتها ، الحقيقة انها منذ البداية تريد رؤية هذه المراة الغامضة ولكنها . تخشى الأن مقابلتها إن كل شيء يحدث بسرعة ...
- نعم بالتاكيد ولكن لغتي اليونانية لازالت بدائية جدأ ، اتمنى ان نستطع التحدث معا بالإنجليزية .
ظهر تعبير الغضب على وجه `يانيس ´ . إذن هذا ما يزعجك انت تعتبرينها هي ايضا سيدة امية . احتجت ´انجريد` قائلة : كلا . بالتاكيد ، انت مصر على تشويه كل عباراتي !
الم ادفع ثمن ما قلته بما فيه الكفاية وكذلك ايضا ثمن كلمات ´ جلاديس بوسورث ´ الكريهة .
امسكها ´يانيس ´ بشدة .
- للاسف اخشى ان ذاكرتى اقوى من ذاكرتك فهناك كلمات لا ننساها ابدأ وقد اكدت لك ذلك من قبل ...
- `يانيس ` ارجوك ! كيف تفكر للحظة واحدة اننى اوافق على ماقالته هذه السيدة ؟
- انا لا اصدق إلا ما سمعته اذنى ، كما انك لم تحاولى إثبات العكس ابدأ او حتى معارضتها .
شعرت `انجريد´ ان قلبها يكاد يقفز من صدرها .
- هذا خطا وانت تعرف ذلك جيدأ ! وانا لم احاول معارضتها لاننى لم ارد إشعارها بالسعادة عندما ترانى غاضبة وعندما تفسد علي اسعد يوم في حياتى ، يجب ان تصدقنى ! راى ´يانيس ´ الدموع في عينيها الزرقاوين من جديد وكان بكاؤها قادرأ على التاثير في القلب الأكثر قساوة
فقال لها ببرود:
- معذرة ولكننى لا استطيع ذلك ، ولنقل مثلا إن اخطاءنا مقسمة فيما بيننا ، وعلى سبيل المثال خطا مثل خطا زواجنا لا يمنعنا ابدأ عن مواصلة الحياة .. وعلى اية حال انا واثق ان الحل الذي
ساعرضه عليك سيريحك كثيرأ .
جففت ´انجريد` الدموع وتماسكت حتى تستطع ان تقول : اي حل هذا !
- ساتركك في `بيلوود هاوس ` كتعويض لك بعد انفصالنا ...
شعرت الفتاة بالارض تميد تحت قدميها ، واستولى عليها الرعب الشديد .
ولكنها رفضت الخضوع وردت قائلة كما لو كانت الكلمات تختنق في حلقها
- الانفصال . الانفصال ؟
قال `يانيس ` بجمود : الانفصال بالتراضي ربما ينتهي زواجنا بهدوء شديد بخلاف
اشياء اخرى كثيرة ...
- ولكننا تزوجنا منذ فترة قليلة ! الا تشعر انت باي إحساس نحوي ؟ لقد اعتقدت لتوي ان ...
اختنق صوتها بالبكاء . اضاف ´يانيس ´ قائلا في ندم :
- نعم لنقل إنني لم استطع المقاومة وان المحاولة نفسها كانت كبيرة وهائلة ... اغمضت الفتاة عينيها وهي في شدة الارتباك .
- ´انجريد ´ !
ولكنها لم تجبه ، فاامسك بكتفيها واخذ يهزها برقة .
- `انجريد ` !
- كلا !
وحاولت إبعاده عنها .
- لم يعد ينبغى لي اي شيء حتى الامل في انك قد تحبني في يوم ما
همس `يانيس ` :
- هيا ... لقد احببتك حبا فريدأ ورائعأ منذ اول يوم رايتك فيه . نعم لقد رغبتك بعنف رغبة كادت تصيبني بالجنون خفض `يانيس ´ صوته وتابع حديثه بحزن مفاجئ :
- لقد فهمت في يوم زواجنا ان هذا جنون وانك لن تحبيني ابدأ . همست `انجريد` وهي تداعب خصلات شعره :
- ´يانيس ´ ... حبيبي !
تراجع ´يانيس ` إلى الوراء .
- كلا ! ابدأ ! انت لا تفهمينني ! انا اتمنى شيئا واحدأ .. شيئا واحدأ .. وانت ..
اشعر بالإرهاق لتذكر الماضي . الماضي المدفون . هيا اذهبي لتعدي نفسك . لقد حان الوقت .
صعدت ´انجريد´ السلالم ، ثم استجمعت قواها وواجهته .
- اطمئن ، لن احاول تفسير ما حدث مرة ثانية بما ان الذكريات ترهقك ، ولكن ارجوك ان تسدي إلئ خدمة ...
نظر إليها وهو يتمزق لصوتها الضعيف .
- خدمة ! ما هي يا ´انجريد´ ؟
- إذا امكننا ترك الماضي وراء ظهرينا ؟ هل يمكنك ان تصبح صديقأ لي او حتى لطيفا معي ؟ او حتى اقل كراهية نحوي ... فحتى إذا كان من الضروري ان ننفصل عن بعضنا ، اعتقد انه ربما من الواجب ان نحافظ على المظاهر حتى امام عائلتك على الاقل !
نظر إليها `يانيس ´ نظرة لم تستطع فك رموزها .
- اعتقد انه تصرف منطقي ، على الاقل في الوقت الحالي ...
نظرت إليه ´انجريد` بثبات وجدية ، ثم صعدت إلى حجرتها . ربما يكون الماضي قد انتهى ولكن المستقبل يبدو كئيبا جدأ .

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 31-08-09, 07:01 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رائع جدا عزيزتي جزاكي الله خير

ومنتظرينك عزيزتي

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 31-08-09, 02:37 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انتى اللى رائعة وكلامك رائع زيك وعلشان عيونك انا هنزل فصلين ويتبقى فصل ان شاء الله انزله بسرعة

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 31-08-09, 02:39 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن بعد حوالي عشرين دقيقة وجدت ´انجريد´ `يانيس ` عند الباب رماها بنظرة متسائلة عندما لاحظ إشراقة وجهها في ثوبها الحريري الاخضر الذي يكشف عن كتفيها المتناسقتين . وكانت تضع في رقبتها عقدأ من الذهب ، مع قرطين غاية فى الجمال .
- انت رائعة .. اليس كذلك يا ´الكسيس ؟
ابتسم الرجل العجوز الذي يقف بجانبه ، وشرح لهما بلغته الإنجليزية الركيكة ان اليخت في انتظارهما .
وتبادل يانيس معه عدة كلمات ، ثم ذهب ليأتي بالحقيبه من الداخل واغلق نوافذ المنزل .
كانت حرارة الجو عالية وكان الهواء المعبق بالروائح المختلفة يطير شعر ´انجريد´ وهم في طريقهم إلى الميناء .
ولم تدر `انجريد` راسها لتنظر ورائها ولا لمرة واحدة فعلى الرغم من كل ما قاسته في ´لينا كاريا´ ، وفي هذا المنزل ، إلا ان قلبها يعتصر الما لفكرة انها لن تعود هنا ثانية وان هذه الصفحة من حياتها قد
طويت تماما ..
كان ´يانيس ` واقفا عند مقدم اليخت وكانت ´انجريد´ تسترق النظر نحوه من وقت إلى اخر فكان يبدو وسيما وحاسما تحت اشعة شمس الغروب التي تتلاعب فوق لون جسده البرونزي وكانت تحاول بشتى الطرق البحث في ذاكرتها لتعيد إلى مخيلتها صورة الرجل الذي كان يشع سعادة منذ ساعات قليلة وهو يضمها بين ذراعيه لتمنحه نفسها .
هذا الرجل الذي لا ينفصل ابدأ عن توتره الداخلي الممزوج بالحزن .
فيظهر هذا التعبير على ملامح وجهه حتى عندما يبتسم مثلما حدث في هذه اللحظة ...
وهنا ادارت ´انجريد` وجهها بحزن لتراقب المنظر الطبيعي حولها ، فقد اصبح شاطئ ´ليناكاريا´ بعيدأ الآن وكان الهواء شديدأ لدرجة تسمح لها بالكاد بسماع صوت موتور اليخت .
ولم تستطع الفتاة ان تنسى ابدأ انها على وشك مقابلة والدة `يانيس ´ ، وحاولت عبثا تخيل هذه المراة التي لا تعرف حتى اسمها .
كما حاولت ان تتذكر ما قاله ´يانيس ` عنها وفي الحقيقة انه على الرغم من انه ذكرها عدة مرات إلا انه كان يبدو كتوما جدأ في هذا الصدد .
ولكن يبدو من حديثه انها امراة ذات سلوك متميز ويبقى الأن تخيل طريقة استقبالها لزوجة ابنها ، وكم كانت ´انجريد´ تخشى هذا لاستقبال ... وحتى تبعد ´انجريد` عن مخيلتها هذه الافكار التي
تؤرقها حاولت ان تستغرق في تامل الطبيعة وسطح المياه وجزيرة "كاناري` التي بدات تظهر في الأفق .
وبعد حوالي ربع ساعة ، وصل اليخت إلى الميناء الكبير وتوقف بجانب مركب ´ديمتريوس ` الشراعي وسط عدد كبير من مراكب الصيد كان الميناء مملوءأ بالمنازل الصغيرة البيضاء ، وكانت معظم الأبواب مفتوحة ويجلس على اعتابها اشخاص مسنون بينما يجري الاطفال هنا وهناك .
هنا يجلس رجل يدخن ، وهنا تجلس سيدة تعمل في صناعة الشبك ، وهناك الباعة الجائلون يعرضون الازهار ، وفي الطريق كان الجميع يلوحون بالسلام إلى `يانيس ` وهو سائر بجانب زوجته وكان
البعض ياتون لتقبيله وتبادل بعض الكلمات معه بينما ينظرون باستغراب إلى `انجريد´ التي تقف مبتعدة قليلا .
وفكرت الفتاة وهي تتقدم على رصيف الميناء المرصوف بالاحجار الضخمة انهم لا بد يقولون لقد عاد ابن المدينة ومعه امراة مجهولة وكانت طريقة ´يانيس ` في السلام والتحية تخص شخصأ مختلفأ
عنه في السن والطبيعة وتختلف ايضا عن طبيعة هذه الامبراطورية المتحمسة ، وكان ذلك في نظر ´انجريد` يعبر عن الوجه الأخر لشخصية ´يانيس ` . وهنا في هذه الجزيرة . يبدو ان التفكير في احداث الايام القليلة الماضية مجرد ذكرى سيئة وتجاعيد مرسومة على سطح محيط الحياة ...
وهكذا ياتي الماضي والمستقبل ليتخذا مكانيهما في خضم هذه
الحياة الجديدة بصورة غير واضحة وغير اكيدة .
صاحت `انجريد´ مهللة بينما كان `يانيس ` يفتح باب السيارة الواقفة على بعد عدة امتار من الميناء :إن كل شيء يبدو مختلفا هنا !
ولكن `يانيس ` اكتفى بقوله : والدتي تسكن في الناحية الاخرى من الجزيرة .
استقل الزوجان السيارة معا وانطلقا في هدوء عبر طرقات القرية ، وكانت الشوارع ضيقة ومتعرجة وتتخذ في بعض الاحيان شكل السلالم حتى تتلاءم مع طبيعة الارض .
وكان جانبا الطريق محاطين باشجار الفواكه والخضراوات مما يجعل الطريق ضيقا ، وكانت طرقات المدينة حافلة في هذا الوقت بالتجار والمشترين وكانت الضوضاء شديدة جدأ .
وترى هنا وهناك الملابس ذات الألوان المتباينة متروكة لتجف في النوافذ ، وهناك يفوح عطر `اليونان ´ والرائحة المميزة لاشجار الفواكه والخضروات وزيت الزيتون والتوابل بجانب رائحة البحر ايضا .
وفجاة اوقف ´يانيس ` السيارة بسرعة ليتفادى احد الحيوانات الاليفة وتبادل مع صاحبها عدة كلمات .
وهنا انفجرت ´انجريد´ في الضحك ، فنظر إليها ´يانيس ´ نظرة مقتضبه
- في بعض الاحيان اظن انني لو لم اولد في هذا البلد ، لاصبحت يونانيا ايضا...
وحاولت ´انجريد´ ان تعلق على حديثه ولكنها لم تجرؤ ثم تابعا طريقهما الطويل بينما كانت المنازل تتناقص اعدادها شيئا فشيئا . وكانت الوان الاشجار الخضراء الزاهية تختلف كثيرأ عن لون الارض
الجرداء المنعزلة لجزيرة `ليناكاريا` ...
وعندما اوقف ´يانيس ´ السيارة امام سور من الحديد تظهر من ورائه اشجار البرتقال كان الغروب قد هبط على المدينة .
وكانت فروع الاشجار العالية تفوق ارتفاع الجدران العالية التي تحمي المنزل الضخم .
- لقد وصلنا .
ثم منح ´يانيس ` ذراعه للفتاة باناقة حتى يساعدها في نزول درجات السلالم الحجرية التي تؤدي إلى الفيلا وكان الممر كله محاطأ باشجار الليمون وكانت الاشجار المختلفة تعبق الجو برائحتها المعطرة وهنا اكتشفت `انجريد´ الفيلا في مجملها .. إنها سحر حقيقي . كان المنزل واسعا جدأ ولونه ابيض ومحاطا بالشرفات والنوافذ .
وكان يطل من ناحية على البحر ويتصل به مباشرة عن طريق خليج صغير ذي مياه شفافة .
وكانت هناك سيدة تقف في انتظارهما في إحدى الشرفات المطلة على البحر، ترى هل هذه السيدة التي لا تزال صغيرة في السن هي والدة ´يانيس ` ام تراها `إيلينا` ؟ على اية حال ، فهي لا تشبه الفلاحة التي ذكرها ´ديمتريوس في اي شيء ...
كانت السيدة تبدو محترمة وجمالها كانه ينتمي إلى عصر اخر مثل الذي ينتمي إليه ´يانيس ´ نفسه .
وعلى وجهها تبدو اثار وجذور اليونانية القديمة ، ويبدو شعرها اسود اللون مع وجود عدة شعيرات تميل إلى اللون الفضي ، وكان مشدودا إلى الوراء فيظهر وجهها مشرقأ وعيناها واسعتين ، وعلى اية
حال كأن هذا الوجه ليس غريبا بالنسبة لـ´انجريد ` ...
وفجاة شعرت ´انجريد´ بالتردد وتساءلت كيف يكنها تحية هذه المراة ، ولكن هذه المراة تقدمت بسرعة نحو ´انجريد´ وهي تفتح ذراعيها لاستقبال الفتاة وقبلتها على خديها ، ثم وضعت يديها على
كتفي الفتاة وابتعدت عنها قليلا لتتاملها ، ثم قالت كانها سرت كثيرأ بما رات :
- حسن ! اهلا بك في عائلتنا يا صغيرتي، لقد اصبحت ابنتي منذ الأن
شعرت ´انجريد´ بوجهها ساخنا إذن فوالدة ´يانيس ` تجيد اللغة
الإنجليزية ، لقد فهمت الآن انها رات من قبل هذا الوجه وهذه الابتسامة ، نعم راته اكثر من مرة وهنا تمتمت ´انجريد :
- ايرين لاسكوز´؟ هل انت والدة ... ؟
نظرت المراة بغضب نحو `يانيس ´ .
- الم يقل لك ابني شيئا ؟ تبدين مذهولة ...
وقفت ´انجريد´ في دهشة ، هل هي حقا ´ايرين لاسكوز´ الممثلة المعبودة من كبار المخرجين في ´هوليوود´ التي تركت حياة التمثيل وهي في اوج عظمتها ، هل هذه المراة هي والدة ´يانيس ` ؟
- ´يانيس ´ ، لماذا لم تخبرها بشيء ؟ الم تكتف بإخفائك هذه الفتاة الرائعة عندما اخبرتني انكما على بعد الاف الكيلومترات من هنا ، ولكنك اخفيت عنها ايضا حقيقة شخصيتي ... لماذا بحق السماء !
كان صوتها مملوءا بالعتاب .
- الحقيقة انا لا اعرف اي شيء ، واتمنى كشف هذا الغموض .
قالت المراة وهي تنظر بإعجاب إلى جمال `انجريد´ :
- لقد فهمتك .. ولم اكن اتوقع رؤية كل هذا الجمال ، ولكنك تبدين مصدومة !
- كلا ، لا شيء يا سيدتي . لا بد ان هناك سببأ منع ´يانيس ´ من قول الحقيقة ... هل تعرفين انني رايت كل افلامك .
شكرتها ´ايرين ` بابتسامة رائعة فهدأ الجو قليلا .
- انت تتملقينني يا ´انجريد´ ، لقد اعتزلت التمثيل منذ حوالي عشرين عاما... ناديني `ايرين ` !
ثم احاطت السيدة كتفي الفتاة بإحدى ذراعيها بطريقة حانية واحاطت كتفي يانيس بالذراع الاخرى وهي تنظر إليه بخبث ، ثم جذبتهما نحو حمام السباحة وهنا شعرت ´انجريد´ بالهدوء قليلا ، واستطاعت ان تجد ابتسامتها على الرغم من الحزن الذي يسيطر عليها لاكتشافها خداع ´يانيس ` لها ...
- اتمنى الا تكوني قد تاثرت كثيرا بإقامتك في ´لينا كاريا` إنني احزن كثيرا لرؤية ´لينا كاريا´بهذه الصورة ، لقد كانت فيما مضى جزيرة رائعة و نابضة بالحياة ، وكنت اذهب إلى هناك دائما لقد تحولت هذه الارض المهملة إلى ارض حزينة ...
تنهد `يانيس ´ قائلأ :
- سياتي اليوم الذي تستعيد فيه `ليناكاريا´ روعتها ثانية اعدك بذلك 0
- عندما تعد بشيء ، اعرف انك تفي به دائمأ يا بني ´انجريد` .. لقد تزوجت اكثر الرجال عنادأ على وجه الارض . اجابت الفتاة متنهدة : لقد لمست ذلك بنفسي 0
- عندما كان طفلا لم يكن احد يستطيع ان يثنيه عن عزمه إذا قرر شيئا ، اعتقد انه اخذ هذه الصفة عن والده والآن من المؤكد انه كان سيفتخر به كثيرأ وسيسعد جدأ لرؤيته اخيرأ رجلا متزوجأ ... اومات ´انجريد` براسها وهي عاجزة عن الرد وتابعت ´ايرين حديثها :
- انا لا اعرف السبب الذي يجعلني اذكر لك كل هذا ، ولكن من الضروري ان تعرفي كل شيء ومن المحتمل ان يكون سبب تاخيركما عن الحضور سببأ وجيهأ في انكما اردتما إخفاء حبكما عن اعين
الناس ، فعند الزواج ، تكون هناك اشياء كثيرة جدأ لا بد ان تقال ..
اكتفت الفتاة بابتسامة على وجهها ، فلم يكن هناك اي وجه شبه بين ما قالته والدة زوجها عن شهر العسل وبين ما عاشته هي بنفسها في ´ليناكاريا´ !
وعلى اية حأل بدا `ديمتريوس ` كتوما جدأ بشان ما راه وشعر به اثناء زيارته لهما في الجزيرة ، ولا بد ان تعترف له ´انجريد` بهذا الجميل وايضا ´يانيس ` . قال `يانيس ` وهو يجذب السيدتين نحو الفيلا .
- اعتقد ان الآخرين سيشعرون بالملل إذا استمررنا في الحديث هنا وتاخرنا عنهم .
- اتمنى ان ينال منزلي إعجابك لقد اصبح منزلك الأن ، واريد ان تشعرا بانكما فعلا في منزلكما يا صغيري .
دخل الجميع القاعة الواسعة للفيلا ذات الاعمدة المصنوعة من الجرانيت الرمادي اللون .
ومروا في طريقهم على حجرة المكتبة الفخمة ذات الديكور الرائع ، وكان بها كرسي ضخم من الطراز الفيكتوري وكان يشغل مكان الصدارة امام المكتبة المملوءة بالكتب المختلفه ، كما توجد لوحات ذات جمال رائع تزين الجدران بينما يخفي ´ساتر` من البرنيق الصيني درجات سلالم وراءه ، إنه حقا قصر . .. وعندما دخلوا حجرة استقبال
الضيوف الواسعة ، كانت قبيلة اندروبولوس كما كان يسميهم ´يانيس ´ في انتظارهما .
وتعرفت ´انجريد` على `ديمتريوس ` على الفور وهو يقف وراء الاريكة التي تجلس عليها سيدتان تتحدثان .
وعندئذ اسرعت اصغرهما سنا نحو يانيس وكانت ترتدي تاييرأ ابيض اللون وتضع جواهر رائعة .
- ´يانيس ` يالها من سعادة ان اراك ثانية .!
لابد انها ´ايلينا´ ، ولابد انها قريبة جدأ من ابن عمها ويمكن تاكيد ذلك من القبلة التي وضعتها على شفتيه بمجرد ان راته ... وتقدم `يانيس ` ليعرف ´انجر يد´ على الجميع وهو متضجر بعض الشي ء ثم قال بعد تردد :
- ´ايلينا´ ، هذه ´انجريد` ، إنها ... زوجتي . وعندئذ بدا الاستياء على شفتى الفتاة ، وحيت الفتاتان بعضهما بعضا بتحفظ شديد وكل واحدة منهما تراقب الاخرى بوضوح . منتديات ليلاس
وكانت `ايلينا´ تضع عطرأ من النوع الذي يترك اثرأ واضحأ .
وفهمت ´انجريد` على الفور من نظرات الفتاة انها تحب ابن عمها ´يانيس ´ بشدة .
ولاحظت ´ايرين ´ ارتباك زوجة ابنها ، فجذبتها من ذراعها وقدمتها للعمة ´صوفيا´ التي مدت يدها ذات الاصابع الطويلة الاظفار الصارخة نحو الفتاة .، كانت السيدة فى حوالي الخمسين من عمرها . وكان وجهها يحمل تجاعيد الزمن واضحة على الرغم من طبقة كريم الاساس الكثيفة عليه . ´والحق ان طريقة تصفيف شعرها وكمية الماكياج الكثيفة كانت تعطيها صورة اردا من صورتها الطبيعية .
وكانت ملابسها وجواهرها تؤكد انها سيدة ثرية جدا ولكنها سوقية .. وهذا على النقيض تماما من شخصية ´ايرين ´ !
ووقفت انجريد تتلقى التهاني والامنيات السعيدة بينما تقدم منها ديمتريوس ليعطيها كوبا من العصير , وعلى الرغم من استغراقها معه في حديث طويل ، إلا ان `انجريد` ظلت تراقب ´يانيس ´ و ´ايلينا وهما يتحدثان معا .
ولم تستطع بالتأكيد فهم مغزى الحديث فيما عدا عدة كلمات نطق بها ´يانيس ` باللغة ألانجليزية مثل .
- سافكر في الأمر انا ايضا .. وعندئذ إدارت وجهها بعيدا عنهما حتى لا تراهما معا وحتى تبعد
عن نفسها هذا الشعور بالاحتقار .
وشعرت ´انجريد´ ان `ايلينا´ تعتبرها منافسة لها وفي مقابل ذلك كانت عجرفة `يانيس ` ولا مبالاته تبتعدان تماما عن كونه رجلا متزوجا ... وتساءلت ´انجريد´ بحزن كم من الوقت ستقضيه بين جدران هذا المنزل ، وقررت تجنب ´ايلينا´ بقدر المستطاع .
انتفضت ´انجريد´ فى مكانها عندما جذبتها ´ايرين ´ بعيدا . وقالت لها مطمئنة :
- اعرف باي شيء تشعرين , واعتقد انني لم اكن على حق عندما دعوتهم واتذكر اليوم الذي تقابلت معهم فيه اثناء القضية وكانت هذه اول مرة اراهم , كان يوما رهيبا ! كانت صدمة حقيقية بالنسبة لي .
- ومع ذلك لابد انهم كانوا يعرفون من انت ، فانت امراة مشهورة ، ولابد انهم راوا افلامك .. .
- كثير من الناس يعرفون `ايرين لاسكوز´ ، ولكن هذا اسم الشهرة والحق انني ادعى ´ايرين كريستوفورو` ، وهو الاسم المدون في شهادة ميلاد `يانيس ´, وفي كل وثائق وملفات القضية .
- لابد انه كان وقتا عصيبا بالنسبة لك .
- خاصة بالنسبة لذكرى المسكين `تيو´ ... ومنذ ذلك الوقت وانا احاول النسيان ويحاول ´يانيس ´ إعطاءهم اموالا كثيرة حتى تسكت احقادهم .
وهنا تدخل ´ديمتريوس في الحديث قائلا : شيء رائع ان اتقابل معك هنا ، إن العالم صغير حقا يا ´انجريد´!
كان التوتر يبدو واضحا في كلماته ، وفي هذه اللحظة , دخلت الخادمة لتعلن موعد العشاء ، فتعلقت `ايلينا بذراع `يانيس ` وجلست ايضا بجانبه حول المائدة , بينما جلست `انجريد´ بين `ايرين و`ديمتريوس ´, ولسبب غير واضح ، لم تشاركهم العمة ´صوفيا الطعام .
ولكن حديث والدة زوجها وحنانها جعل ´انجريد´ تشعر بالهدوء , وكان ´يانيس ´ يبتسم لها من وقت إلى اخر , وكانت ترد عليه بابتسامة ايضا حتى لا تصيبه بالإحباط .
واثناء تناول الطعام اهتمت `ايرين ´ بخدمة ´انجريد` , واعجبت الفتاة كثيرا بالطعام المكون من الاسماك المختلفة فهي لم تتناول اي طعام منذ البارحة .
وبعد تناول القهوة , تحججت ´انجريد` بالإرهاق نتيجة السفر وتركت المكان .
وهنا اصرت ´ايرين ´ على مصاحبتها لتريها حجرتها بنفسها بينما قام `يانيس ´ وقبلها على جبهتها كما لو كان زوجا عطوفا ، اما `ايلينا فقد ابتسمت لها برقة وحياها ´ديمتريوس ´ بقبلة على يدها ثم همس ´يانيس ´ في اذن زوجته :
- سالحق بك يا عزيزتي , هل تشعرين بالضيق ؟
- كلا ، نهائيا , كل ما في الامر انني متعبة قليلا ، كما انني اسعد كثيرأ لرؤيتك متفاهما مع اسرتك ، والبداية تبدو طيبة مع ايلينا´ ... وفجاة شعرت ´انجريد` بتوتر ´يانيس ´ وكانه قد فوجئ بسخريتها منه .
وقالت ´ايرين ´ :
- نعم يا `يانيس ` ، زوجتك محقة ، لقد تاخر الوقت كثيرأ , ويمكنك الاهتمام باقربائك بينما اصحب انا ´انجريد´ إلى حجرتها .
- سمعا وطاعة ...
كانت الحجرة التي خصصتها ´ايرين ` لابنها وزوجته جناحا رائعا يليق بعروسين , فكان كل شيء ابيض اللون وكانت للحجرة شرفة تطل على البحر .
قالت `انجريد` مبهورة بالمكان : يالها من روعة !
- إنني سعيدة لان الحجرة نالت إعجابك , واعتقد انه لم يعد ينقصك شيء الأن فيما عدا ´يانيس ` بالتاكيد , سارسله لك فورأ . والحق ان حنان ورقة `ايرين ´ جعلا `انجريد´ تشعر بالدموع في عينيها ، فقالت لها :
- اشكرك واتمنى لك ليلة سعيدة .
- وانت ايضا يا بنيتي اتمنى لك السعادة دائما ، وليحم الرب حبكما وطفلكما الذي سياتي إلى الدنيا في يوم ما .. .
اغلقت ´انجريد` باب الغرفة وهي ساهمة ، ثم نظرت إلى الفراش الابيض ... ونزعت حذاءها وتمددت عليه لعدة دقائق , واخذت تتامل اللوحات التي تملا الجدران والأثاث الفخم الذي يملا الحجرة .
ولأول مرة منذ وصولها إلى هذا البلد , تشعر ´انجريد´ بالهدوء والاطمئنان ... وبالتاكيد كان لهدوء هذا المكان ودفء معاملة ´ايرين تأثير كبير .
ثم قامت `انجريد` وتجردت من ملابسها وذهبت لتاخذ حماما ، فوجئت بروعة المكان وحداثته وفخامة السراميك الأزرق 0
وكان يوجد ايضا نبات اخضر يجعل المكان كانه حلم . وعلى الرف 0 توجد زجاجات ذات أشكال وألوان متعددة بجانب مساحيق التجميل المختلفة 0
تمددت الفتاة في البانيو لتنعم بدفء المياة على جسدها 0 وأخذت تدلك جلدها بالصابون المعطر والشامبو الرائع حتى شعرت كأنها عادت الى الحياة من جديد 00
ولكن على الرغم من هدوء جسدها , الا ان رأسها لايزال عاصفا بالأفكار المتباينة 0
حتى على الرغم من أنها مقتنعه انها لاتنتظر أي شئ من يانيس 0
نعم , انه يمسك بخيوط مصيرها بين يديه , للأسف كانت كل كلمة قالتها الغجرية صحيحة 00
وهنا شعرت بالضيق والرغبة في التمرد , انها لاتستطيع تحمل مثل هذه التصرفات الكريهة دون ان تفقد احترامها لنفسها ان كرامتها في خطر , ولابد ليانيس ان يستمع اليها عندما يلحق بها الآن 00
انتهت انجريد من حمامها وجففت جسدها بشدة قبل ان ترفع شعرها وترتدي ثوب النوم الذي اعدته " ايرين " من أجلها وعندما عادت الى الحجرة كان يانيس جالسا بظهره وهو ينظر نحو الشرفة .
توقفت " انجريد " في مكانها صامته تحاول تجميع أفكارها وشجاعتها وهي تنظر اليه 0
ولكنه قال بهدوء دون أن يستدير نحوها :
- لقد قالت لي والدتي انك تنتظرينني .
- لا اعتقد انني نطقت بهذه الكلمات ... إن والدتك تظن ان علاقتنا علاقة رومانسية .
استدار `يانيس ´ نحوها والصدق واضح في عينيه ، وانتهزت `انجريد´ هذه الفرصة لتقترب من الفراش ، ثم جلست فوقه وغطت نفسها جيدأ قبل ان تتابع :
- `يانيس ´ ، لابد وان تنتهي هذه المهزلة . لابد ان نخبرها بالحقيقة ، واعتقد انه كلما اسرعنا ، كان افضل ...
قطب يانيس ` جبينه .
- من المحتمل ولكنها تجدك رائعة ، وحقا كنت ممتازة في اداء دورك ...
- ولكنني لم اقل ما يخصك , في الحقيقة انت و ´ايلينا` تمثلان زوجا مثاليا ، واعتقد انها ستكون سعيدة جدأ عندما تعلم انك ستكون حرا قريبا !
ابتسم ´يانيس ´ بسخرية .
- لم افكر في ذلك من قبل ولكنها فكرة جيدة ، وعندما اتزوجها ، ساتخلص نهائيا من الدين المزعوم الذي اسدده لأسرتها . اجابته الفتاة بعد لحظة تردد :
- حسن جدأ ، ساتحدث غدأ مع والدتك ، اترى , إنني احاول تسهيل مهمتك عليك ، والأن اتركني , فانا مرهقة واريد ان انام . اطفا يانيس ´ النور ، وبدات ´انجريد´ تسمعه وهو ينزع ملابسه .
- ´يانيس ´ لقد طلبت منك ان تتركني .
قال ´يانيس ´ بهدوء وهو يمسك بيدها : اتركك ، ولكن اين اذهب ؟
اجابته في ارتباك :
- لا اعرف ، ولكن من المؤكد ان في المنزل حجرات كثيرة مهياة لاستقبالك ، ولتبدا بحجرة ايلينا0
- ´انجريد´ , يبدو من حديثك انك لا تعرفين شيئا عن السيدات اليونانيات وتقاليدهن ! انا لا يمكننى مشاركة `ايلينا´ الفراش إلا بعد الزواج منها ، وحتى يحين هذا الوقت ، انت زوجتي ويجب ان انام هنا .. .
جذبها ´يانيس ` برقة نحوه وهمس بصوته الاجش : انت لا تعرفين ماذا تقولين .
تخلصت `انجريد´ من قبضته وجلست على حافة الفراش وهي ترتعش .
- إذا لم ترحل من هنا ، سانام على الكرسي 0
ضحك `يانيس ` بمرارة .
- شيء مؤكد ! ولكنه حذر لا داعي له ، فسانام معك في نفس الفراش .
- بجانبي , إذن افضل توضيح الامور اكثر من ذلك !
وهنا اضطرها ´يانيس ´ للنوم ثانية وتمدد بجانبها ، فشعرت بجسده الدافئ قريبا منها ، وبدا قلبها يسرع في دقاته .
ثم همس `يانيس ´ إليها برقة :
- تصبحين على خير 0
- فاغمضت انجريد عينيها محاولة كتم صرخاتها وبكائها وحزنها 000
انتهى

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 31-08-09, 02:44 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع

استيقظت `انجريد` قبل الفجر وهي مرهقة بعض الشىء . وكان `يانيس ´ لا يزال ممددأ بجانبها ويغط في نوم عميق .
وتحسست `انجريد´ بنظراتها هذا الجسد الرائع . القوي . الدافئ ... فشعرت كانها تتحسسه ، كانها تلمسه ..
وفزعت كثيرأ من إحساسها هذا ، وبقيت عاجزة امام هذه الرغبة المحمومة التي استولت عليها وجعلتها ترتجف بشدة ، وهنا لمست اصابعها كتفيه ثم خصلات شعره .
وعندئذ جذبها `يانيس ` نحوه بحنان ، فاستجابت له كانها مسلوبة الإرادة وخاضعة تماما لعينيه السوداوين , ثم راته وهو يضع راسه على ذراعها وكان يتحرك ببطء حتى يقترب منها وينظر إليها عن كثب ، ثم فجاة وكانه ينتظر هذه اللحظة طوال عمره , اخذها بين ذراعيه واحتضنها بشدة واخذ يقبلها برقة وعنف .
فتركت `انجريد` نفسها تماما ولم تستطع التحرك خوفا من ضياع هذه اللحظات الساحرة ، واخيرأ التصق بها وهو يتحسس جسدها ، فقالت له هامسة وهي مستسلمة تماما :
- احبك . احبك دائما ! وساحبك حتى نهاية عمري .. إنني حقا انتمي إليك . فقال لها `يانيس ´ :
- اتمنى ان تحبيني يا ´انجريد ´ ...
واخذ يقبلها من جديد بعنف وهكذا غابا معا في عالم اخر بعيد عن الارض ، وحلقا معأ في دنيا الحب وعواصفه ...
وكان قلباهما يدقان بسرعة شديدة وهما ملتصقان ببعضهما حتى ناما في هدوء وسكينة .
وفي الصباح الباكر , استيقظت ´انجريد´ من نومها العميق ، ومدت ذراعها نحو ´يانيس ´ لتستمد منه دفأه وحرارته ، ولكنها لم تجد سوى الفراغ ، فنهضت من مكانها دهشة .
- ´يانيس ´ ؟
وعندئذ تذكرت انها سمعته وهو يتحرك ، ولكن متى حدث ذلك ؟ لقد ظلا معا حتى الفجر .
والأن تتسلل اشعة الشمس المشرقة في الحجرة . ولكن ´يانيس ´ غير موجود بجانبها .
نهضت ´انجريد´ وحدها ولكنها تشعر بالثقة في نفسها ولا زالت تتذكر هذه اللحظات الرائعة التي عاشتها مع ´يانيس ´ ، ثم استجمعت قواها وخرجت من الفراش لتاخذ حمامها وفي نفس اللحظة سمعت طرقا على الباب .
وعندئذ ارتدت ´انجريد´ ثوبها الملقى على الارض ثم دخلت ثانية في الفراش . وكان الطارق لايزال يدق على الباب بنفاد صبر والحاح ، فقالت ´انجريد´ باليونانية :
- تفضل !
وعندئذ دخلت الحجرة سيدة متقدمة في السن وذات وجه مشرق وعينين خبيثتين ، وكانت تحمل بين يديها صينية الطعام المعدة لشخصين .
ودون ان تنطق بكلمة واحدة ، تركت السيدة الصينية على الفراش مكان ´يانيس ´ . فشكرتها `انجريد´ ، وتمتمت السيدة بعدة كلمات باللغة اليونانية لم تفهمها `انجريد` . وهنا قالت ´ايرين ´ بصوتها العذب .
- ´كاليميرا´ يابنيتي .
وكانت ´ايرين قد دخلت الحجرة وامسكت بكتف الخادمة العجوز
- ´انجريد` ، اقدم لك `كوليلا´ ، إنها المسؤولة عن كل شيء هنا ، لابد ان `يانيس ` حدثك عنها .
هزت الفتاة راسها بانها لا تعلم شيئا , لان ´يانيس ` لم يحدثها ابدأ
عن هذه المراة ذات العينين الغائرتين والوجه غير المريح تماما .
- الحق انه اخفى عنك الكثير ! والأن يجب ان تعرفي ان ´يانيس وهو صغير، كانت ´كوليلا´ بمثابة امه ، لقد ولد لديها في `ليناكاريا وكبر وسط اطفالها الذين توفوا جميعا للاسف .
- كلا , حقا لا اعرف ذلك .
وكانت `كوليلا´ قد وقفت فترة عند باب الغرفة ، ثم انصرفت بهدوء .
- يجب ان اعترف ان تصرفات ابني لا تعجبني احيانا ، ولكن اعتقد انه جعلك تشاهدين المنزل الذي عاشت فيه عائلة ´كوليلا´ عند مرتفعات القرية .
- بالتاكيد, لقد اقمنا في هذا المنزل ايضا .
نظرت لها ´ ايرين ´ في دهشة , ثم جلست على حافة الفراش .
- لابد انك مخطئة ! إن منزل `كوليلا´ لا يصلح للإقامة منذ سنوات وفي اخر مرة ذهبت إلى الجزيرة كان المنزل مهدما تمامأ !
- كلا ، اؤكد لك ذلك يا ´ايرين ` ، لقد عشنا هذه الفترة هناك !
كانت `انجريد` تتحدث ببراءة شديدة ، بينما كانت الدهشة ترتسم على ملامح وجه `ايرين ` التي تمتمت قائلة .
- ولكن ما السبب في ذهابكما إلى هناك ؟ إن هذا المكان مهما كانت بدائيته يوحي بالراحة ، إلا انه لا يليق بشهر العسل !
- ولكن `يانيس ` يرى غير ذلك , واعتقد انه له اسبابه التي استلزمت إقامتنا في هذا المنزل .
سكتت الفتاة لحظة ثم اضافت :
- كما انني فهمت خطا انه منزلك انت ...
تنهدت `ايرين ´ ، وبدت في غاية الدهشة من اقوال زوجة ابنها .
- إذن لم يخبرك بشيء , اقصد لم يخبرك شيئا عن طفولته وشبابه . بدت ´ايرين ` مرهقة فجاة وبدات يداها ترتعشان .
- لقد كان ابني طوال عمره كتوما ومزعجا , ويجب ان تعلمي ذلك
ابتسمت ´انجريد´ وقالت باقتناع :
- هذا حقيقي .
- لانه إذا كان قد تحدث إليك - انت زوجته - , كنت عرفت انه غفر لي .
- غفر لك ؟
سعلت ´ايرين ` محاولة إخفاء ارتباكها , ترى ما الذي تقصده `غفر لها´؟ شعرت ´انجريد´ بالضيق , فقامت وقدمت فنجان القهوة إلى ´ايرين ` وقالت لها بهدوء :
- لم اسمع يانيس وهو خارج ، هل تعرفين اين هو !
- لقد ذهب إلى الميناء بسيارته واصرت ´ايلينا´ على مصاحبته لا اعرف لماذا .
كاد قلب `انجريد´ يقفز من مكانه ، وشعرت فجاة بالغيرة والشك ، ولكن الوقت غير مناسب لإظهار هذه الاحاسيس ، ويبدو ان ´ايرين ترى الامر طبيعيا .
- اعتقد ان ...
ثم استدارت الفتاة واخذت تعبث في سلة الخبز بعصبية . وهنا قالت `ايرين ` :
- تبدو ´كاناري´ هادئة طوال الأسبوع , ولكن تعج باليونانيين اثناء عطلة نهاية الاسبوع ، ومعظم اليونانيين يمتلكون منازل هناك و اغلبهم اصدقاء .
تناولت `ايرين ´ فنجانأ اخر من القهوة وقالت :
- ما رايك في تنظيم حفل استقبال في شرف حضورك ! تمتمت `انجريد´ :
- ولكن يانيس 00
- اعرف انه يكره الاحتفالات , ولكنه لن يمنعنى من تقديم زوجته لاصدقائي , لقد تزوجتما بعيدأ عن هنا .
- كم ان ذلك لطيفا منك ولكنني اعتقد ان ذلك غيرضروري .
- ارجوك ان توافقى يا ´انجريد` ! فالمناسبات نادرة جدأ هنا , واعدك ان الحفل سيكون بسيطا .
- اتفقنا ولكنني اعتقد انه من الافضل ان تتحدثي إلى `يانيس ´ اولأ . ثم اضافت متعللة بعذر ما :
- كما اننى لا اجيد التحدث باللغة اليونانية ... فانفجرت ´ايرين ´ في الضحك :
- هذا ليس عذرأ ! وعلى اية حال معظم اصدقائي يجيدون التحدث باللغة الانجليزية ، اما بالنسبة للعمة `صوفيا` فسنرى فيما بعد ، ويمكنني ان اقوم بدور المترجمة لك , بينما تهتم `كوليلا` بالحفل . اكتسى وجه ´انجريد´ بالحمرة وقالت :
- ولكننى لست واثقة من تقدير´كوليلا` لى .
- إن `كوليلا´ ستظل إلى الابد الام اليونانية ، ولا تخدعك المظاهر ، فكل ما يهمها هو سعادة `يانيس ` ! وانت التي تجلبين السعادة إلى ´يانيس ´ !
- ربما كانت تفضل زواج ´يانيس ` من فتاة يونانية , ومهما فعلت , فساظل فتاة انجليزية ...
حاولت ´ايرين ´ تهدئتها قائلة :
- بالتاكيد ولكنها تعرف `يانيس ` جيدأ وتعرف انه لا ينفذ إلا رايه ، ثم إنها تعطيه العذر دائما ...
تنهدت ´ايرين ` بعمق , ثم اضافت :
- ولكنني لا اعرف السبب الذي جعله يذهب بك لديها فى ´ليناكاريا´
لابد انه فكر في الذهاب بك إلى هناك لشدة ارتباطه بالمكان لانني ولدته في هذا المنزل ، ولكن الظروف كانت مختلفة بالتاكيد ... حاولت ´انجريد` ان تبتسم رغما عنها , وتابعت ´ايرين ´ :
- من الواضح بالتاكيد ان هذا المكان لم يكن مثاليا للولادة به ...
ولكنني لم افكر قبل الولادة 0 بانني ساضع طفلي هناك ! وطوال فترة
الحمل كنت مقيمة في `كاناري´ , وفي احد الايام ، شعرت بالإرهاق الشديد واحسست بالرغبة في الذهاب إلى ´ليناكاريا´ حتى اشعر بقربي من `تيو´ ، فنحن قد تقابلنا لاول مرة هناك اثناء تصويري لاحد الافلام ، وبمجرد ان وطئت قدمي ارض الجزيرة بدات الام الوضع ...
كانت الدموع تترقرق في عيني ´ايرين ` عند تذكر الماضي ، فتناولت
رشفة من فنجان القهوة , ثم تابعت :
- وبعد حوالي ساعتين ، خرج ´يانيس ` إلى النور في منزل `كوليلا´ .
وكنت انا و `تيو´ سعيدين جدأ بولادته في هذا المكان , لقد كنا نحب بعضنا كثيرأ ... قالت ´انجريد´ متاثرة بما سمعته .
- إنها قصة حب رائعة !
- نعم مثل قصة حبك انت و يانيس ، فهناك دائما احداث لا تخطر ابدأ , وانا على ثقة انكما تحاببتما منذ اول يوم ...
قالت ´انجريد` ساهمة :
- نعم دون ان نعرف ان ذلك حب .
وفجاة نهضت ´ايرين ` من مكانها كانها ندمت على ما قالته .
- يبدو اليوم رائعا ، ما رايك لو اكملنا حديثنا على حافة حمام السباحة في انتظار عودة `يانيس ` ! وتاكدي ان العمة ´صوفيا´ لن تزعجنا بحضورها لانها تخاف اشعة الشمس كثيرأ .
- سمعا وطاعة ! سالحق بك إلى هناك بمجرد ان استعد .
وبعد دقائق , لحقت `انجريد´ بـ´ايرين ` في شرفة الفيلا . وكانت ترتدي لباسا للبحر مكونأ من قطعتين وتضع فوقه ثوبا خفيفا وكانت `ايرين ` مشغولة بالحديث مع خادمة صغيرة ، وعندئذ خلعت
`انجريد´ حذاءها لتمشي عارية القدمين فوق الاعشاب الخضراء التي
تحيط بحمام السباحة .
وكانت المياه تلمع كانها مراة تحت اشعة الشمس الحارقة . وكان حمام السباحة محاطأ بصف من الكراسي المريحة .
وعلى الطرف الأخر من حمام السباحة يوجد كوخ صغر يجلس بداخله ´ديمتريوس ` ممسكا بالتليفون في يده ، وبمجرد ان لمح الفتاة وهي تنزل إلى المياه رفع راسه نحوها واخذ يتاملها ...
كم ان ذلك رائع ! سبحت ´انجريد´ ذهابا وجيئة حتى تخلص ذهنها من كل شيء وحتى تبعد ´إيلينا` و ´يانيس ´ عن مخيلتها ، بالإضافة إلى كلمات `ايرين ` الغريبة ... اخذت تسبح بهدوء وتتمطى في المياة بجسدها الممشوق الرائع ...
سبحت كثيرأ قبل ان تصعد إلى الحافة وتجلس على ´الشيزلونج تاركة وجهها وجسدها تحت تاثير اشعة الشمس ، وبعد لحظات لحقت بها ايرين والحق انه لو كانت الظروف مختلفة وكان يانيس يتعامل معها بطريقة اخرى ، لسعدت `انجريد´ كثيرأ بلطف وحنان والدة زوجها .
ولكن بمجرد ان تجلس ايرين معها وتتحدث إليها ، تتذكر ان يانيس اخفى عن ´انجريد´ اشياء كثيرة ، فتتلعثم في الحديث ، فهناك موضوعات كثيرة يجب تجنبها وعدم الخوض فيها .
والحق ان وجود ´ديمتريوس ` على بعد عدة امتار منها كان يزيد من توترها ، فهو الوحيد الذي يعرف ما حدث في ليناكاريا , ومن السهل تخمين ذلك ، كما انه راى يانيس كيف يعاملها هناك . منتديات ليلاس
كما هيئ لها انها سمعته يسخر منها عندما ذكرت له انها تقضي شهر العسل في هذا المكان وفقا لرغبتها مع ان الحقيقة تبدو واضحة جدأ .
وكم كانت "ايرين لاسكوز" تتمنى ان تتصالح عائلة "اندروبولوس " ،
ولكن `انجريد` ظلت مقتنعة انه في اول فرصة ، سيحاول ديمتريوس الانتقام من `يانيس ` بطريقة او باخرى ، كما سيحاول احتقارها ايضا في نفس الوقت ، لذلك من الأفضل لها ان تبقى متيقظة دائما ...
وبعد حوالى ثلاث ساعات عندما اصبحت اشعة الشمس حارقة ، عادت `ايرين ` إلى الفيلا لتهتم بإعداد طعام الغداء , بينما ظلت `انجريد` جالسة في الظل وهي تتصفح احد الكتب عن `اليونان
واساطيرها عندما علا فجاة صوت موتور سيارة ثم سمعت صوت بابي السيارة يغلقان .
`يانيس و `ايلينا` ...
ازدادت دقات قلبها سرعة ، وفوجئت ´انجريد´ بانها تتخيلهما دائما في متاهات الحديقة . .
واخيرأ سمعت صوتيهما وراء الاشجار حتى ظهرا امامها فجاة ، فحاولت الا تنظر إليهما بإصرار , ولكن الغيرة كانت تخنقها وشعرت بالخجل الشديد , ورغما عنها لاحظت تعلق `ايلينا´ بذراع ´يانيس
بطريقة تجعلهما ملتصقين ببعضهما ، وكانت ´ايلينا` تضحك
´يانيس ´ يبتسم لها ولكنها لم تستطع تحديد تعبير ملامح وجهه وهي في مكانها .
وتقدما نحو حمام السباحة وكانت ´ايلينا´ لاتزال ممسكة بذراع ´يانيس ´ , ثم اقتربت منه وقبلته برقة على شفتيه بطريقة مثيرة ، وكانت عيناها تلمعان وخداها مكسوين بالحمرة وخصلات شعرها متناثرة تحت تأثير الرياح ولمسات يانيس . . وعندئذ شعرت ´انجريد` بانها تتمزق ، فحاولت ان تبدو مستغرقة في قراءة الكتاب عندما اقترب منها ´يانيس ` وقال بصوته الاجش
- صباح الخير يا زوجتي العزيزة
وتبعته `ايلينا´ لتحييها بطريقة مقتضبة قبل ان تختفي داخل الفيلا .
وظل يانيس و `انجريد` صامتين , ثم فجاة نهضت ´انجريد´ كما لو كانت عاجزة عن احتمال نظراته إليها ، وعندما همت بالانصراف , لف ´يانيس ` ذراعيه حول كتفيها ليمنعها من الذهاب .
- إلى اين تذهبين ؟ ابقى هنا ، اريد ان اتحدث إليك ! كان صوته لطيفا ولكنه حاسم .
- اعتقد ان كل شيء قد قيل بعد ما رايته ، والأن ما اللعبة التي تريد لعبها !
وعندما لم يجبها ´يانيس ´ ، اضافت `انجريد ` :
- إن ما تفعله امر غير مقبول ، واعتقد انه من الضروري توضيح الامور بيننا ..
- وانا ايضا اعتقد ذلك ، ويجب ان اعتذر لك .
- حسن , وانا في انتظار ذلك!
بدا الضيق على نظرات ´يانيس `، ولكنه تماسك بسرعة وكان وجهه لايزال قاسيا مثل كلماته :
- انا مصر على الاعتذار لأنني فرضت نفسي عليك بوجودي معك هذه الليلة , واذا كنت قد وافقت على الانصراف كما طلبت مني , ما كان حدث بيننا شيء هذا الصباح , واعدك الآن ان ذلك لن يتكرر ثانية .
كانت كلماته لـ `انجريد` اشبه بالماء البارد , وشعرت انها تكاد تختنق وظلت لحظات صامتة دون حراك .
- هذا بالتاكيد ما تسميه الحفاظ على المظاهر ... والأن لا داعي لبقائي هنا ، وسارحل قريبا ! ولكن بالمناسبة والدتك تهتم بإعداد حفل استقبال تكريما لنا... اجابها يانيس بسخرية :
- إذن ذلك يعني انك ستبقين هنا حتى انتهاء الحفل ! وهنا صاحت `انجريد` وهي تندفح نحو الفيلا :
- كلا !
فهمس `يانيس ´ وهو ينظر إليها وهي مبتعدة .
- ابقى يا ´انجريد` ، ابقي ...
فكرت `انجريد` بمرارة نعم , لابد ان ارحل اليوم . ثم تركت نفسها ترتمي على الفراش في يأس شديد .
وفي هذه اللحظة ، كانت الفيلا هادئة جدأ ، ولم يكن هناك إلا اصوات الطيور المنبعثة من الحديقة من خلال النوافذ المفتوحة في حجرتها .
ومنذ ان حضرت هنا منذ حوالى عشرة ايام وهي تقضي ساعات بعد الظهيرة في التجول داخل حجرتها ، ملاذها الوحيد ...
ولم تكف ابدأ عن التفكير في `يانيس ` ، وفي وجهه القاسي خاصة عندما ينام دون ان ينطق بكلمة واحدة ودون ان يقبلها ، ثم يذهب إلى فراشه فوق الاريكة التي وضعها في الحجرة خصيصا لذلك .
من المؤكد انه يستطع النوم في حجرة اخرى , ولكنه يريد المحافظة على المظاهر ، ولكن من يقصد بالمحافظة على المظاهر امامه ؟
بالتاكيد ، ليست `كوليلا´ فهي لا تغفل شيئا ابدأ , وليست ايرين ، فلابد انها تشعر بعدم التفاهم بينهما ، وليس `ديمتريوس ´ الذي يفرض نفسه ويتطفل فيما لا يعنيه .
اما بالنسبة لـ`ايلينا´ ، فهو لا يتركها لحظة واحدة ولابد انه يحكي لها كل اسراره . فكثيرا ما تسمعهما يضحكان وتتالم لذلك
ربما تكون قد جرحته بتصرفاتها ربما ظنت في لحظة ما انه يحبها لأنه شعر بالرغبة نحوها ، ربما ...
وهكذا ظلت الأسئلة تدور في ذهنها دون إجابة هذا بجانب حرارة الجو الرهيبة التي تعانيها جزيرة `كاناري´ مما زاد من توتر اعصابها وضيقها ، وفضلت ´انجريد` بدلا من البقاء وحدها ان تلحق بـ `ايرين في حجرة استقبال الضيوف .
وربما من الأفضل ان تحاول مساعدتها في الإعداد للحفل حتى تشغل نفسها بدلا من الجلوس في الم وحزن . وما إن همت بالخروج من الحجرة حتى سمعت طرقا على الباب فقالت بتلقائية :
- ´باركولا´ .
وقبل ان تفتح باب الغرفة كان ´ديمتريوس ` قد اسرع بالدخول ، فنظرت إليه دهشة عندما قال :
- إذن انت تختبئين هنا ، ودائما وحيدة !
رفعت `انجريد´ كتفيها واخذت تنظر إليه وهو يستريح على الاريكة .
- هل يمكنني ان اعرف سبب تشريفك لي بالزيارة ؟
اشعل ´ديمتريوس ´ سيجارة قبل ان يجيب :
- منذ عدة ايام الحقيقة منذ حضورك إلى هنا وانا اشعر انك تحاولين تجنبي وهذا يضايقني يجب ان اعترف لك بذلك .
- نهائيا ، يالها من فكرة غريبة !
- لقد حضرت لاراك لان إقامتي في `كاناري´ على وشك الانتهاء ويجب ان اعود إلى ´اثينا` .
اكتفت انجريد بان تقول :
- لم اكن اعلم ذلك .
- كما ان لدي عرضأ ظريفأ اود عرضه عليك .
نظرت إليه ´انجريد` غير مصدقة ، فعجرفته في الحديث لا تبشر بالخير وفجاة نهض ´ديمتريوس ´ من مكانه وامسك بكتفيها .
- ´انجريد´ ، إنني جاد فيما اقوله لماذا لا تاتين معي ؟
- هل نسيت انني متزوجة ... اتركني من فضلك . وفجاة وثب بسرعة نحو الباب .
- كلا ، ليس بهذه السرعة كما انني لم انس شيئا ! ولكن يبدو ان ابن عمي العزيز ´يانيس ´ هو الذي فقد الذاكرة .
- ´ديمتريوس ´ ، كف عن هذه السخرية وابتعد عن الباب ، فما يحدث بيني وبين `يانيس ` لا يخصك في شيء .
فانفجر في الضحك قائلا .
- ما يحدث بينك وبين يانيس ! لقد كدت اصدقك في ´ليناكاريا´ ، اما هنا فلا ! انت لا تشاركينه حتى الفراش .
تماسكت ´انجريد´ على الرغم من ضيقها الشديد .
- هذا يكفي يا `ديمتريوس ´ !. انت حقا كريه ! اذهب من هنا او ساصرخ باعلى صوتي .
- الهدوء ... على اية حال نحن وحدنا في الفيلا .
ثم الصقها في الحائط .
- انت حقا شخص فظيع ! دعني وشاني ، انت تؤلمني !
وفجاة شعرت بالفزع وحاولت مقاومته بشدة .
- هل تعتقدين انني لا اتالم ايضا عندما ارى ´يانيس ` يتعامل معك بهذه الطريقة ؟ من المستحيل ان اصدق ان ما يحدث بينه وبين شقيقتي لا يؤثرعليك .
اجابته بضعف :
- ولكن ذلك لا يسمح لك بالتصرف معي بهذه الطريقة !
وعندئذ اقترب منها بشدة وحاول تقبيلها بعنف . فحاولت الخلاص منه بكل قوتها ولكن على الرغم من ان ´ديمتريوس ` متوسط الحجم إلا ان قوته كانت خرافية . ثم احاطها بذراعيه بقوة واخذ يقبلها في
رقبتها ، ثم قال لها وهو يلهث :
- انت حقا جميلة ومرغوبة ...
وفجاة جذب المشط الذي تجمع به شعرها .
- انفصلي عنه وتزوجيني ، وساريك كيف يكون الحب !
- ابدأ ، لقد جننت فعلا !
اجابها بعينيه الجاحظتين
- كلا ! انا احبك !
حاولت ´انجريد´ الفكاك من قبضته ، لكن هيهات ، وكلما كانت تقاومه كان يزداد في الضحك نعم لقد فقد هذا الشاب - الذي بدا دائما عاقلا في نظرها عقله !
- لقد تزوجته من اجل ثروته ! اما انا فسامنحك الحب0
- كلا ، هذا خطا ارجوك اتركني
والحق ان انفاسه الساخنة كانت تؤلم وجهها وكانت يداه تشعرانها بالاشمئزاز واخيرا نجح فى جذبها على الفراش وحاولت مقاومته بشدة ولكنه كتم صرخاتها عندما حاول نزع ثوبها .
- ارجوك اتركنى ارجوك .
ولكن إذا فشلت الأن في التحرر منه فستنتهي تماما ، وعندئذ فكرت على الفور ان الحمام قريب منها وان له قفلأ من الداخل ، إذن لابد لها من الهروب إليه حتى يهدأ `ديمتريوس ` تماما
وفكرت انها لن تنجح فى الخلاص منه بمقاومته ، لذلك قررت خداعه حتى تتمكن منه وفعلا تخلت ´انجريد´ فجاة عن مقاومتها له وابتسمت ، ثم تحسست وجهه وعندئذ استجاب لها على الفور وهدا بعض الشيء وتمتم ببعض الكلمات اليونانية غير المفهومة وتمدد بجانبها وفجاة قفزت `انجريد` من مكانها وجرت نحو الحمام واغلقت الباب عليها . لقد نجت اخيرأ
ولم يحاول ´ديمتريوس ` الاقتراب من الباب واستمعت ´انجريد` إلى حركاته وهي تكاد تموت فزعأ ، واخيرأ نهض ´ديمتريوس ` من مكانه . فصرخت ´انجريد :
- اخرج من هنا
- للاسف ، لابد من اغتنام الفرصة بعد ذلك . ولكنني اعرف كيف ساقنعك 0
- نهائيا ! واذا لم تغادر الحجرة الآن ، ساحكي كل شيء لـ´يانيس
فسمعته وهو ينفجر فى الضحك قائلا :
- وهل تعتقدين انه سيهتم بك ؟ إن هذا الزواج يعتبر فاشلا في نظر الجميع إلا انت واذا كنت لا تزالين عاقلة فلترحلي معي ، إنا املك الوحيد الأن .
- لا يمكن : انا احب ´يانيس ` . اما انت فانا لا اكره اي شخص مثلما اكرهك !
- إذن في هذه الحالة ياعزيزتي `انجريد´ ، عليك التعود على الوحدة ، .عندما تثقل الوحدة كاهلك ، تاكدي انني في انتظارك دائما ... واخيرأ سمعت ´انجريد´ باب الغرفة يغلق ، فانهارت تماما . لقد اصبحت هذه الحياة او بالاحرى هذا العدم . حياة غير محتملة ، ولابد لها من الفرار ، الرحيل إلى اي مكان بعيد عن هنا
انتهى

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المركز الدولي, العاشق المنتقم, king of swords, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية