لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-09, 07:56 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الخامس

فتحت `انجريد` عينيها وهي تتأوه ، ترى اين هي الأن ؟ وما الذي حدث على متن ´تيرا` ؟ و ´يانيس ` ؟
تمطت بحرص وهي تكاد تصرخ وكان جسدها يؤلمها مما يجعلها تتأوه عند كل حركة ، بالإضافة إلى ان الفراش الذي كانت تنام فوقه كان اكثر صلابة من الحجر .
ادارت `انجريد´ راسها لتتجنب اشعة الشمس التي تدخل في عينيها، وعندئذ لاحظت انها تنام في غرفة تكاد تكون مجردة من كل شيء وليس بها من فخامة الباخرة ´تيرا` اي شيء .
شعرت انها تتأرجح بعض الشيء ولكن السبب لم يكن من حركة الباخرة ، فهي تقف على ارض صلبة الأن ، ولكن اين هى ؟
تفحصت الحجرة بعناية مما جعلها تتخيل الأسوء فلم يكن بالحجرة اية مفروشات إلا السرير الذي تنام فوقه ! وما هذا السرير إلا حشية موضوعة فوق صندوق ضخم اسود اللون والغطاء كان عبارة
عن ملاءة من الجوت .
لقد اختطفت إذن ومن خطفها جاء بها إلى هنا وحبسها كما تحبس الحشرات بين خيوط العنكبوت .
ولكن ليس في يديها اية قيود ولم ينزع احد خاتم الزواج من اصبعها ... ولكن الخاتم هو الشيء الوحيد الذي تضعه الأن . بقيت ´انجريد` في مكانها وهي تحاول ان تتذكر الأحداث التي اتت بها إلى هذا المكان الغريب ولكنها لم تتذكر إلا انها ذهبت إلى الحجرة المخصصة لها في الباخرة ´تيرا´ وانتهى الامر .
نهضت الفتاة من مكانها وهي تتالم وتوجهت بصعوبة نحو النافذة او بالاحرى الطاقة الموجودة فى الحجرة .
وعندئذ تلقت صدمة جديدة فلم تجد امامها إلا ارضأ صحراوية تمتد على مرمى البصر تحت اشعة الشمس المحرقة مع وجود بعض اشجار الزيتون التي تقلل من حدة هذه الرتابة .
كانت خطوات الفتاة على الارض الخشبية من السهل جدا سماعها . فتوجهت بسرعة نحو الفراش وهي تحاول ان تخفي جسدها العاري بالغطاء .
- ´يانيس ´ ! حمدأ لله . لقد كنت في شدة الخوف ما الذي حدث ! وماذا نفعل هنا !
اختنقت الكلمات في حلقها ، فقد كان ´يانيس ´ عاريا إلا من سرواله وكان خداه داكنين لظهور الشعر بهما ، واخذ يتاملها قليلا وابتسامة السخرية على شفتيه ، ثم جلس على حافة الفراش . وضعت ´انجريد` الغطاء على جسدها وتمتمت قائلة :
- نواياك ... هذا المشروب الذي جعلتني اتناوله ... ضحك ´يانيس ´ ضحكة تحد واومأ برأسه .
. - لم اكن واثقا من حسن تقديرك للمفاجاة التي ادخرتها لك بشان شهر العسل ...
- ماذا ! انا لا افهم شيئا ، فسر لي الأمر ! اين ´تيرا´ ! وماذا نفعل هنا في هذا ... الكوخ القذر !
- ´تيرا على بعد الاف الكيلو مترات من هنا الآن ، اما بالنسبة لما تعتبرينه كوخأ قذرأ وتنظرين إليه باحتقار ، لتعلمي إذن انه المنزل الذي ولدت به ...
اجابت بسرعة :
- اعذرني ولكنني لم اكن اتخيل وجود مثل هذا المكان !
- كنت اتمنى فقط ان تعرفي ذلك ...
نظرت إليه `انجريد´ في رعب والتصقت بالجدار الخشن وراءها .
- معذرة .. ولكن ما معنى هذا المشهد ؟
- من السهل فهم ذلك ومع ذلك سانعش لك ذاكرتك بعض الشيء ،
لقد تزوجت من رجل سفية ومحدث نعمة وانا اريد ان اعرفك كيف تكون حياة زوجة رجل سفية ومحدث نعمة ...
اخفت ´انجريد` راسها بين كفيها ، بينما كانت عينا ´يانيس ´ تلمعان
بالغضب والكبرياء المهانة ... ترى هل يكرهها لانها احتقرته في يوم ما بهذه الكلمة ؟
ولكنها شعرت فجاة بالياس ، فالتصقت به ولكنه ابعدها عنه .
- هذه مزحة ... الم اعتذر لك عن هذا اكثر من مائة مرة !
- ولكنني جاد جدأ يا ´انجريد` ولم اكن جادا بهذه الصورة طوال ايام حياتى .
عارضت الفتاة قليلا قبل ان تنفجر في البكاء .
- ولكنك لا تتخيل ابدأ اننى ساوافق على قضاء شهر العسل في هذا
المنزل الحقير !
- إنني انتظر منك اكثر من ذلك ... من الممكن ان يصبح هذا المنزل
عشا رائعا ومريحا مع قليل من الإرادة والأن ساعتمد عليك في ذلك
وسترين ، ستهتمين باعمال المنزل والمطبخ وتعتنين بالحديقة وتحلبين
الماعز ، وستعتادين على ذلك بسرعة ...
- ابدأ ! من المؤكد انك مجنون ؟ انني امرأتك ولست أمتك !
- لا تعتمدي على ذلك .. فاولا انت زوجتي ولست امراتى ، اتمنى ان
تفهمي الفرق الدقيق بين الكلمتين ، وحتى تصبحي امرأتي ، يجب اولا
ان تستحقي هذا اللقب .
همست الفتاة بعد دقائق قليلة :
- فهمت ، لقد تمت مراسم الزواج رسميا ، ولكن بيننا ...
- ليس هذا فقط فيجب ان تعترفي ايضأ أنني إلى الآن مجرد فريسة سهلة لك وانا وثقت في صراحتك واحترمتها .. وللاسف لقد خدعت نفسك بنفسك ليلة زواجنا بكلامك مع `جلاديس ` ، لا تنكري شيئا لقد سمعت كل شيء ...
شعرت ´انجريد´ بالهلع وكادت دقات قلبها تتوقف من شدة الألم .
- هذا خطا ! سافسر لك الامر !
ارادت ´انجريد´ ان تنهض من مكانها ولكن ذراع ´يانيس ´ الذي امسك بكتفها منعها من ذلك ولم يكن ذلك حنانأ منه ولكنه مجرد امر لها . وهو امر ، من المؤكد لا داعي لمناقشته .
- لا اعتقد انك تعتبرينني ذا قيمة فى نظرك ، لقد تزوجتنى من اجل المنزل فقط والآن ها انا اهديك منزلا اخر اراه في نظري اروع من ´بيلوود هاوس ´...
رجته الفتاة قائلة :
- ´يانيس ´ ، الن تسامحني ابدأ أ إنني حقا في حاجة إليك ...
- إذن اعتقد انه من الضروري إقامة الحداد للتعبير عن كلماتك ، لقد احضرت لك بعض الملابس هيا ارتدي ذلك واتبعينى حتى اشرح لك واجباتك التي انتظرها منك ! ولا داعى لان تحدثينى عن واجباتي لانى هنا السيد , انا فقط !
نظرت ´انجريد´ إلى الثوب البالى الذي اعطاه لها والحذاء المتعب ايضا .
- هل تصر على ان ارتدي هذه الملابس المهلهلة .. ولكن إذا رفضت !
- إنني اترك لك الخيار ، ربما تفضلين البقاء عارية ! انت حقا رائعة ولكن هذا النوع من الجمال لا يهمني فكل ما يهمنى هو المشاعر والاحترام المتبادل وما غير ذلك لا يعني الارتباط في نظري .
- ´يانيس ´ انا لم اقل غير ذلك ...
- إذن يمكنك برهنة ذلك هنا !
- ´يانيس ´ ارجوك لا ترحل ! هل تزوجتنى حتى تنتقم مني ! الا تشعر باي شىء تجاهي !
وقف ´يانيس ` صامتا وهوينظر اليها
- إننا لا نعطي هذه الكلمات قيمتها الحقيقية ... انصحك الأن بالنهوض واللحاق بي اسفل !
قال `يانيس ´ جملته الاخيرة بصوت اجش .
بعد مغادرة `يانيس ´ للحجرة ارتمت `انجريد´ على الفراش في
ياس ما هذا الرجل الذي تزوجته ؟
بالتاكيد لا يمكن لومه على هذه التصرفات ، فالمظاهر كلها في صفة
ضدها ولكن هل هذا سبب كاف لكي يعاملها بهذه الطريقة ؟ يجب ان تتحدث معه ان تفهمه عدم تقديره لمشاعرها ، ان تؤكد له
رغبتها فيه وزواجها منه لانها تحبه .
نظر إليها ´يانيس ثانية من فتحة الباب وقال لها :
- الن تسرعي قليلا ؟ الا زلت مستاءة ! الازلت تحت تاثير الصدمة !
- لتعتبر ذلك كما تريده ، ولكنني لا انوي الاستماع إلى اوامرك او
ارتداء هذه الملابس المهلهلة كما انني لا اعتقد انك ترغب فى سماع سخرية الناس من زوجتك .
انفجر ´يانيس ` في الضحك .
-لا داعي لاداء هذه اللعبة الصغيرة معي .. ثم عن اي ناس تتحدثين ؟
فلن تراك هنا سوى عينى ...
- ماذا ؟ ولكن اين نحن !
- في ´ليناكاريا´ ، جزيرة مهجورة فلم يات احد إلى هنا منذ سنوات ، كما انه من الضروري ان تكوني سعيدة الم تتمني ان نكون وحدنا هيا ارتدي ملابسك إلا إذا كنت تريدين مني ان اجعلك ترتدين هذا الثوب بالقوة !
- يالك من بخيل .
امسكت `انجريد` بالثوب الملقى على الارض وعلى الرغم من
اعتراضاتها إلا انها ارتدته بسرعة .
- ممتاز ولكن لا تعتمدي علي حتى اوصلك إلى المطبخ .
- ياللاسف ...
جذبها `يانيس ` نحو الباب .
- انتبهى ، هناك بعض درجات السلم غير متينة فحذار من الوقوع
- بالتاكيد لان ذلك لو حدث ، ستضطر لاصطحابى إلى المستشفى وهو بعيد عن هنا ، كما انك لا تريد ان تراني ميتة في هذا المكان
- اعتقد انك ستبذلين جهدك حتى لا يحدث ذلك ، فأنا اعتمد عليك
بعض الشيء والأن ستذهبين لتعدي لنا طعام العشاء في مطبخنا
الصغير الرائع .
صاحت ´انجريد` عندما اكتشفت المطبخ وهو حجرة صغيرة مظلمة مثل حجرة النوم :
- ماذا ! مستحيل !
- انت حرة ، يمكنك اختيار الموت جوعا ولكن ذلك لن يمنعني من
إعداد بعض الوجبات الشهية لنفسي .. وفيما بعد ستفهمين جيدأ ان احدأ لا يستطع العمل وهو جوعان ومعدته خالية ...
خرجت `انجريد´ مسرعة ، فاوقعت وهي فى طريقها كرسيأ
- اجري نحو القرية إذا كنت تريدين ذلك ولكن كما قلت لك ، فلا احد يسكن هناك ولن يساعدك احد ... واذا كنت مكانك ما كنت اجهدت نفسي دون فائدة تحت اشعة الشمس المحرقة .
والحق ان الحرارة كانت خانقة ولا يخفيها بالكاد إلا الرياح الهادئة ، ولكن `انجريد` كانت قد خرجت عن وعيها فلم تحاول ان تفهم اي شيء وجرت وسط الدجاج الموجود امام المنزل المهدم .. منزلها .
ولكنها وجدت `يانيس ` في انتظارها عند المدخل وعلى شفتيه ابتسامة عريضة .
- لقد اكد لي والدك حبك للاحجار القديمة فلم اخيب امالك ، إن كل شيء هنا ينم عن الاصالة .
رفعت الفتاة كتفيها ونظرت بحزن إلى المكان المظلم الذي يسمية
`يانيس ` المطبخ ، فالمكان يحتوي على منضدة صغيرة وكرسيين
صغيرين وسخان وادوات مطبخ قليلة وبعض الفناجين الموضوعة على
الرف الصدىء .
جلست الفتاة على حافة الفراش الذي ربما يكون `يانيس ´ قد قضى
ليلته فوقه وقررت لعب اللعبة ، فقالت في النهاية :
- كل شيء رائع ! قصر حقيقي ! واعتقد ايضا ان البحر يحل محل دورة المياه !
قال `يانيس ´ :
- في الصباح الباكر ! ولكنني اخشى الا يكون هذا المنزل قد اعجبك
وسترين عندما اقوم بإصلاح النوافذ وطلاء الجدران كم انه منزل رائع .
قالت `انجريد` وهي تضع الفنجان في الدلو المملوء بالماء قريبا منها.
- لا اشك في ذلك ! ولكن كيف ستحل مشكلة المياه ؟
- انت غير مدركة للامر تماما .
نزع ´يانيس ` الفنجان بعنف من يدها فوقعت المياه على الارض ثم قال لها :
- لابد في البداية من غلي المياة ثم يمكنك تناولها بعد ذلك ،
هيا لاريك البئر ، إنه خلف المنزل ، امسكي المنشفة والصابون فربما تحتاجين إليهما إذا فكرت في الاستحمام الأن .
- ياله من لطف منك ! إنك تفكر في كل شيء .
- لنقل إننى ابذل جهدي ...
تبعته الفتاة فى صمت ولكنها لم تستطع منع نفسها من الاعجاب بجسده وكتفيه العريضتين وساقيه الطويلتين ، كان جسده كتماثيل اليونان .
لابد ان ملمس جلده البرونزي ناعم جدأ ، اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل عندما فكرت بهذه الصورة .
قال `يانيس ` . إن المنظر ممل جدأ امام المنزل ولكنه مسل في الخلفية . فكرت الفتاة في نفسها : ياله من حكم متواضع ثم تاملت المنظر
وكان عبارة عن حديقة مهملة وحشائش لونها اصفر تمتد حتى جدران
المنزل ...
ولم يكن هناك إلا بعض ازهار القرنفل التي تزين هذه الارض الجرداء .
التقطت ´انجريد´ زهرة قرنفل وهي في طريقها ثم تبعت ´يانيس حتى وصلا إلى البئر الذي تخفيه شجرة تين .
قال لها `يانيس ` وهو يضع قطعة الصابون على حافة البئر :
- ساتركك ، إن الدلو يتدلى في البئر ويمكنك فقط ان تسحبيه .
- هل اتجرا واطلب منك الانتظار لتساعدني في دعك ظهري ...
- كم ان ´مينلوب ` ستسعد كثيرأ برؤية هذا المشهد !
تراجعت ´انجريد´ إلى الوراء عندما لاحظت تقدم عنزة صغيرة تتضور جوعا منهما .
- لا تخافي يمكنك مناداتها باسمها ، فذلك يسعدها كثيرأ ، كما انني انصحك بمصاحبتها حتى يمكنك الحصول على لبنها لتضعيه على قهوتك ...
تحسست ´انجريد´ ظهر العنزة بخجل .
- ساستغنى عن ذلك !
- لا داعي لذكر ذلك الأن يا`انجريد` ، فيجب ان تتعلمي كيف تحلبين عنزة وكيف تجمعين الحطب للموقد ، وعندما اعود اريد ان اجد المطبخ نظيفا والمائدة معدة والنارمشتعلة !
- دقيقة واحدة ! في البلاد المتحضرة ، يتقاسم الزوجان كل الاعمال المنزلية !
- اعرف ذلك ! ولكن اطمئني فلا توجد هنا حانات اقضي فيها وقتى وذلك منذ زمن بعيد ، ولكنني اشغل نفسي بالتاكيد في الحصول على الطعام ! اتمنى ان تكوني ممن يحبون تناول السمك ...
- وهل لدي اختيار اخر ؟
لم يستطع ´يانيس ` ان يمسك نفسه عن الضحك فابتسم ابتسامة سخرية بطريقة اخافت الفتاة . منتديات ليلاس
- اعتقد انك بدات تفهمين ...
- ولكن لدي سؤال اود معرفة إجابته .
- اتمنى ان يكون السؤال الاخير .
- هل يمكن ان تشرح لي ما فائدة وجود هذه العنزة والدجاج هنا في هذه الجزيرة غير المأهولة ؟
- لقد اتيت بها خصيصا من اجلك ...
جحظت عينا ´انجريد´ واومات براسها ، ثم قالت بإرهاق :
- إذن فهمت جيدأ. فكل الديكور الموجود هنا لم يكن بمحض الصدفة .
- لقد اعددت لك كل شيء في اليوم الذي قررت الزواج منك فيه والذي اخبرتني فيه بموافقتك على مشاركتى الحياة ، وانا حياتي هنا وستبقين هنا طالما اريد ذلك .
وعند هذه الكلمات اختفى في الحشائش الطويلة تاركا الفتاة وحدها مع مصيرها الحزين .
وبعد ان اخذت الفتاة حمامها عادت إلى المنزل يائسة بعد ان قررت فحص هذا المكان المنعزل بعناية .
وقامت بجولة سريعة فلم تكتشف شيئا إلا بعض العلب المحفوظة التي اخفاها ´يانيس ` ، ولم تجد اي شيء يمكن ان يعزيها في هذا المكان ، وعندئذ فكرت بحنين في المكان السحري البعيد الذي يشبه الجنة المفقودة الا وهو ´بيلوود هاوس ´ ، فقد عرفت الاسوا الآن بصحبة زوجها `يانيس ` وكم تشك في انها لن ترى الافضل في اي يوم ...
وضعت ´انجريد` خمارأ على راسها ليحميها من اشعة الشمس
الحارقة وقضت طوال فترة الظهيرة تجمع الخشب الموجود على الجبل
حيث اشجار الزيتون كما اهتمت بنقل المياه وتنظيف المنزل ، ولكن لا شيء , فعلى الرغم من جديتها في العمل وحماسها ، رفض الموقد العمل وكاد التراب يخنقها والتفت خيوط العنكبوت على المكنسة .
جلست ´انجريد´ في ضيق على عتبة الباب والدموع في عينيها واخذت تتامل قرص الشمس البراق وهو في طريقه للقاء سطح البحر فتهدا القرية بمطاحنها ذات الاجنحة المتكبرة والكنيسة الصغيرة
التي يغمرها الليل بهدوئه .
مكثت الفتاة طويلا في مكانها وهي مشدودة بروعة المكان والوان السماء الزرقاء المتعددة .
نعم ، ´يانيس ` يشبه هذه الارض بصلابتها وقوتها ، وربما بعقوقها ايضا ، هذا ما فكرت فيه الفتاة بمرارة وهي تدلك قدميها المتالمتين بالاحجار .
كان ثوبها قد تمزق ، كما دخلت الاشواك في يديها . نهضت الفتاة ببطء وهي تتالم لتترك الفرصة لـ`يانيس ` ليدخل عندما سمعته يقترب بينما لم يحمل ´يانيس ` نفسه على الأقل عناء النظر إليها
ولكنه قال :
- يالها من ربة منزل سيئة تلك التي تزوجتها .
تقدمت `انجريد` نحوه دون ان تمسح دموعها التي تترقرق على خديها ، فقد اعجزتها قسوته عن النطق .
اضاء `يانيس ´ المصباح ووضع السمكتين اللتين اصطادهما على
المنضدة ، ثم قال بجمود :
- انت لم تستطيعي عمل اي شيء ليديك هيا ساهتم بتحضير العشاء بنفسي ولكن غدأ ستكونين انت المسؤولة والأن عليك كنس هذه القاذورات .
- `يانيس ` ، ارجوك ، نحن لا نستطيع الاستمرار هكذا .. إنني حتى لا اقوى على تناول الطعام .
نظر إليها `يانيس ` فلم تجد `انجريد` في نظرته اي عطف او شفقة
وعندئذ ظلت الفتاة تنظر إليه كالتائهة والمكنسة في يدها بينما ذهب `يانيس ` ليشعل الموقد وينظف السمكتين .
- عليك تنظيف سمكتك ولكن احترسي فسن السكين حاد جدأ .
- انا لا استطيع وانت لا يمكنك ان تجبرني على ذلك ! اطلب مني اي شيء ولكن ليس ذلك الا ترى في اي حالة يدي .
رفع `يانيس ` كتفيه .
- في هذه الحالة يمكنك إنضاجهما بنفسك .
امسكت `انجريد´ السمكتين في ضيق ووضعتهما على النار بعد ان اضافت إليهما زيت الزيتون والبهارات ، وعلى الرغم من حرارة النار امامها ، كانت الفتاة ترتعش وهي تعلم جيدأ ان `يانيس ` يراقبها .
قالت الفتاة بعد دقائق :
- اعتقد ان الطعام تم إعداده .
- حسن ، والأن ساريك كيف نعد السلطة .
- انت لا تقدر مواهبي في الطبخ دعني اعدها بنفسي اعتقد انه لا فائدة لان اسالك من اين اتيت بهذه الكنوز ...
- الحق ان لا شيء ينمو فى هذه الجزيرة فيجب ان تعرفي ذلك جيدأ ...
اخذت `انجريد` تقطع الطماطم والخيار بهدوء ، ثم تضيف الزيتون وتضع الزيت وعندما عاد يانيس وهو يمسك بزجاجة في يده ، كانت المائدة قد اعدت فجلس امامها دون ان ينطق بكلمة واحدة ، ثم
وضع في الكوب سائلأ اصفر اللون .
- هيا تذوقي معي فالـ `رتسينا´ رائعة مع السمك .
- إنني اتساءل إذا كنت فعلا ساتناول سم الشوكران عن طيب خاطر مثل `سقراط ` ...
- ياله من تلميح سيئ ، ولكنني لا اريد ان اضع نهاية سريعة وجذرية لمحنتك يا عزيزتي `انجريد`
- - إن ذلك يدهشني من جانبك ، ولكن ترى كم من الوقت ستحبسني خلاله هنا ؟
- هذا يتوقف عليك وفي انتظار ذلك هيا تناولي طعامك !
التهمت ´انجريد` السلطة والسمك والعنب الذي احضره `يانيس بشهية مفتوحة ،ثم بدا ´يانيس ´ هادئا بعد ذلك على الرغم من كلماته اللاذعة .
قالت `انجريد` وهي تتثاءب :
- يالها من روعة ! لقد فقدت قدرتي على تحديد الوقت ولكنني اعتقد ان الوقت تاخر وحان موعد النوم .
- إن ذلك قرار حكيم لان من غير المعقول ان تظلي في فراشك حتى الظهيرة غدأ كما فعلت اليوم .
قالت الفتاة بصوت هادى :
- اشك في ذلك .
ثم اضافت بخبث وهى على السلم :
- واعتقد انه لا داعي لان تاتي لتغطيني تصبح على خير !
- `كاليسبيرا ` ...
نزعت ´انجريد` ملابسها بسرعة شديدة في الظلام ، ولم تكن تريد في هذه اللحظة سوى شيء واحد : وهو ان تتمدد على الفراش وتنام ، تنام ...
ثم تنفست الصعداء وتمددت على الفراش الذي يبدو مريحا جدأ في هذه اللحظة واغمضت عينيها وعندئذ استمعت إلى ضوضاء تاتي من المطبخ وعندما سمعت صوتأ ما على السلالم اعتقدت ان ´يانيس ياتي وراءها ، فاطفات النور وحاولت النوم ولكن كيف السبيل إلى ذلك وهي تشعر بالقلق والعصبية نتيجة لوجود هذا الرجل الغامض .. زوجها ..
ومع ذلك هدات قليلا واستسلمت للنوم الرائع ... استيقظت الفتاة عند الفجر عندما سمعت صوت المطرقة العالي وكانت لا تزال نائمة فتسللت خارجة من الفراش ونظرت من الطاقة لتلاحظ ان الحرارة مرتفعة على الرغم من رطوبة الجو العالية مما يؤكد انها ستكون افظع من الامس .
وكان `يانيس ` قد استيقظ واخذ يصلح باب المطبخ فحاولت `انجريد´ ان تنام ثانية ، فلم تكن قد نامت إلا ساعات قليلة ولكنها افاقت سريعا عندما لاحظت وجود كومة من الملابس المتسخة في وسط الحجرة ! وكان عزاؤها الوحيد في ذلك ان ´يانيس ´ قد كلف نفسه عناء إحضار ملابس اخرى لها .
قالت الفتاة وهي تمسك بالثوب الذي جاء في يدها :
- سينتهي بي الأمر إلى ان اقنع نفسي بوجود ملابس وخزانة ملابس
هبطت انجريد´ السلالم بحذر وهي تمسك بالملابس المتسخة بين يديها ، ثم قالت بهدوء :
- كاليميرا .
- `كاليميرا` . ضعي هذه الملابس هنا يمكنك غسلها فيما بعد ، والآن اعتقد انك تستطيعين إعداد البيض الاومليت ، وإذا كنت تريدين لبنأ طازجأ ، يمكنك حلب `بينلوب .
نظرت ´انجريد´ إليه نظرة غضب ، فقد كانت تتمنى استقبالا اكثر
حرارة ، فوضعت الملابس واخذت تبحث عن البيض وبعد حوالي ربع ساعة من السباق الجنوني مع الدجاج نجحت `انجريد´ وعادت إلى المطبخ ومعها ثلاث بيضات في يديها ، اما بالنسبة للبن ، فقد تراجعت تماما عن الفكرة ويتبقى الأن امر الموقد ... واخيرأ وبعد عدة محاولات فاشلة ، نجحت في إشعاله .
فقال يانيس ´ :
- تهنئتي ارى بعض التقدم .
لم تهتم ´انجريد´ بهذه الملاحظة واخذت تضرب البيض بنشاط ثم تضيف إليه البطاطس والفلفل والبصل والطماطم . صاحت `انجريد´ حتى يسمعها ´يانيس ` على الرغم من صوت المطرقة :
- لقد اعد كل شيء !
وضعت ´انجريد´ البيض الاومليت في الطبق وعيناها تشعان سعادة ثم صبت القهوة فى فنجان `يانيس ´ وقطعت الخبز شرائح ، وبعد ذلك اخذت تنظر إليه وهو يتناول فطوره الذي تستحق الشكر من اجله وكانت لاتزال تقف بجانبه . واخيرأ قالت له بعد ان انتهى من طعامه :
- هل كان جيدأ ؟
- معذرة ؟
- إنني اسالك هل اعجبك هذا الفطور ... اكتفى `يانيس ´ بان قال لها وهو يبتسم في سخرية :
- عندما يكون الإنسان جائعا يجد كل شيء لذيذا ...
- انت ظالم كريه كنت اريد مصالحتك ولكن لصبري حدود !
- اما انا فصبري لا حدود له ... واحب ان اذكرك انني السيد هنا وان الغسيل في انتظارك .
- إنني امقتك !
نهض `يانيس ´ من مكانه وامسك بها .
- حقأ ؟
فالتصقت `انجريد به لتشعر بحرارة جسده ولتسمع دقات قلبه ولتسعد بشفتيه القريبتين منها ولكنه دفعها بعيدا عنه .
- هل سيتغير من الامر شىء إذا قلت لك نعم لاحظت الفتاة اضطرابأ شديدا فى عينيه .
- ربما . سنتحدث عن ذلك فيما بعد عندما تنتهين من عملك . مر النهار دون ان تحاول ´انجريد´ التحدث اليه مرة ثانية ، وغسلت الملا بس المتسخة وجففتها تحت اشعة الشمس ونظفت المطبخ واعدت طعام العشاء وبين الحين والأخر كانت تراقبه خلسة وهو يصلح النوافذ كانت `انجريد` قد بدات تعتاد على هذا الجو ولم تعد المحن التي يعرضها لها ´يانيس ` غير محتملة كما كانت بالامس وعلى الرغم من كل شيء ، كان لهذه الحياة طابعها المميز والجذاب قالت له الفتاة عندما راته يهتم باعمال النجارة فوق السقالة .
- اين تعلمت كل نلك ؟
- هنا وهناك ...
- هل عملت بالنجارة من قبل ؟
- من قبل ماذا ! قبل ان اضع يدي على ثروة ´اندروبولوس ´ ! كلا لقد تعلمت اشياء كثيرة لاننى فهمت انه من الافضل ان يعتمد الأنسان على نفسه فى حياته ، كما ان والدتي لا تسطيع الاعتماد إلا علئ ...
- ولكن فيم ينفعك ذلك ؟ لانك لست بحاجة إلى إثبات اي شيء الآن كما ان والدتك لا تعيش هنا
-ثم بعد ؟ فها نحن نعيش هنا !
- اسلم بذلك ولكننا لن نبقى هنا فى هذه الجزيرة طوال العمر ! هبط ´يانيس ` من مكانه ونظر إليها بثبات .
- ولم لإ ؟
- لانك بكل بساطة رجل اعمال وعليك العودة إلى الواقع إن اجلا ام عاجلا .
- ولكن اليست هذه الجزيرة جزءأ من الواقع فى نظرك ؟
كما انني يمكن ان اكف نهائيا عن هذه الاعمال إننى افكر فى ذلك منذ سنوات طويلة ، فانا افضل البساطة .
- انت تمزح !
- كلا يا `انجريد` إننى اتمنى ان يولد طفلي وينمو في هذه الجزيرة . ولكن الشىء الذي افكر فيه الآن هل حقا اتمنى ان تكوني انت ام طفلي ...
انتهى.

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 28-08-09, 09:24 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جزاكي الله خير عزيزتي ومنتظرين التكملة

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 29-08-09, 02:08 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بارك الله فيك ,و يعطيك الف عافيه دة فصلجديد علشان جاطر عيونك جين

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 29-08-09, 02:11 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادسوقفت `انجريد´ تتنفس بعمق امام الصخور التي تنحدر بطريقة شديدة حتى تصل إلى البحر وكان المكان خاليأ ويائسأ .
وكما لو كان لا يمكن لاي شىء ان يوقفها او يمنعها ، تسللت `انجريد` نحو الخليج حيث تختفي الصخور اسفل النباتات الكثيفة القصيرة فتعطي اشكالا والوانا رائعة تميل إلى الاحمر والبنفسجي . كادت انفاسها تتوقف وتترقرق في عينيها الدموع ، صعدت الفتاة على الحافة الخشبية فوق الامواج ووصلت إلى حرفها وجلست تتامل الافق وهي تحاول ان تجد تسلسلا منطقيا لهذه الاحداث الاخيرة وتمني نفسها بالأمل مرة ثانية . . كان كل شيء مشوشا في راسها وفي قلبها وكانت كلمات ´يانيس ´ الاخيرة اشبه بالضربة القاضية . لقد وافقت على كل شيء حتى الآن وتحملت العذاب دون تمرد والأن يبدو لها الموقف واضحا وجلي .
كيف عجزت عن ان تفهم نواياه ! وفجاة ، بدا لها كحقيقة جلية ان `يانيس ´ لم يكن ينوي ابدأ الاعتراف بها كامراته .
اغمضت عينيها وهي ترتجف ورفعت يدها نحو فمها لتكتم نحيبها ، وفجاة وجدت نفسها وحيدة فوق هذه الحافة الخشبية التي تشبه الجسر العائم حيث الهواء شديد وكانت قدماها عاريتين وعيناها
زائغتين ووجهها احمر وهي ترتدي هذا الثوب البالي ، بينما كان شعرها يتناثر حول وجهها ... رات نفسها وكانها تائهة ومجنونة .
لابد لها من التفكير والمواجهة وتخفيف حدة هذه الماساة .
واهم شيء الأن ان تحتفظ ببرود اعصابها والا تترك الفرصة لمشاعرها ان تتحدث بدلا منها .
ومن المؤكد ان `يانيس ´ سيمل هذه اللعبة القاسية التي يلعبها معها اجلا ام عاجلا وسيتركها ترحل بعد ذلك .
فالمسالة مسالة وقت وصبر وقوة تحمل ليس اكثر وعلى الرغم منها ، تحسست ´انجريد´ خاتم الزواج فشعرت انه اكثر ثقلا من اثقل هلب في العالم . ..
وظلت ساهمة بعض الوقت كانها تحلم وهي ترى احد الزوارق يمر
امامها .. تقلصت يداها ، كلا إنها لا تحلم وليس ذلك سرابا ، إنه شراع ابيض يسير ببطء فوق المياه على الطرف الأخر من الجزيرة .
اغمضت ´انجريد` عينيها بعض الشيء حتى تستطيع مواجهة ضوء الشمس المبهر فلاحظت وجود رجل على مقدم الزورق . من المؤكد ان احدأ لا يقيم في جزيرة ´ليناكاريا` ولكن الجزر المجاورة ماهولة
بالسكان .
لو كانت تنجح فقط في تاكيد وجودها فسياتي الزورق لنجدتها :
وسيتم إنقاذها !
لوحت ´انجريد´ بذراعيها في كل الاتجاهات وهي تصيح بصوت عال .
- توقفوا ! ارجوكم .. هنا !
ولكن صوت الرياح اشتد وغطى صوتها بينما اختفى الزورق في الأفق .
فقالت ´انجريد´ لنفسها في رعب .
` ياإلهي ، لقد انتهيت حقا هذه المرة ´ .
نادت الفتاة بصوت عال للمرة الثانية وهي تلوح بيديها بقوة فاندفعت إلى الوراء بشدة وعندئذ صرخت ولكن الوقت تاخر ! فقد ارتخى الخشب فجاة محدثا صوتا شديدأ .. ووجدت `انجريد´ نفسها
في الهواء ، فحاولت الإمساك بالحافة او المرسى الخشبي وهو ينكسر ولكن هيهات . اغمضت الفتاة عينيها وغطست في الماء براسها ...
وفي هذه اللحظة بالضبط ، امسكت يدان قويتان بها ورفعتاها إلى اعلى وكانت الصدمة شديدة على ´انجريد´ مما جعلها عاجزة عن إدراك الموقف ولكنها شعرت بقدميها عاجزتين بينما وجدت نفسها فجاة فوق المرسى من جديد وهنا تنفست بعمق .
ومع ذلك كاد قلبها يقفز من صدرها من جديد عندما رفعت عينيها ورات الرجل الذي يقف بجانبها ... وكان `يانيس ` لا يزال يمسك بها حتى يساعدها على الاحتفاظ بتوازنها .
تمتمت الفتاة بصوت ضعيف :انا .. اتركني ..
- هيا اهدئي ! إياك وان تفعلي ذلك ثانية !
كان يبدو حقا مهتما بها وكان صوته يدل على قلقه المتحفظ ثم تركها وعندئذ ارتجفت الفتاة بشدة وتارجحت وهنا امسك بها ´يانيس من جديد والتصق بها ، فاغمضت `انجريد` عينيها وشعرت بان جسده يشع قوة ودفئأ لاول مرة تشعر بهما منذ زمن بعيد ، فهدات بعض الشىء . وبينما كان قلباهما يدقان بعنف حاولت `انجريد´ ترتيب افكارها حتى تستطيع السيطرة على نفسها .
هل هي حقا بين ذراعي الرجل الذي كان يحتقرها منذ اقل من ساعة ؟
لابد لها من ان تكون حذرة .
سالها برفق :
- هل انت على مايرام ؟ ما الذي جعلك .. جعلك تقفزين ؟ نظرت إليه في دهشة :
- اقفز ؟ انا كنت اريد فقط السباحة كما انني اعشق الغطس ، ولم اكن اعرف ان ذلك ممنوع ولا ان المرسى الخشبي يمكن ان ينكسر .
قالت `انجريد´ جملتها الاخيرة في تهكم ملحوظ ، فاجابها بصوت اجش .
- اعتقد ان هناك تفسيرأ اخر ، انظري إلى نفسك ... إنني اشك في انك كنت تنوين السباحة بكامل ملابسك .
- ولم لا ؟ فملابسي التي اتيت بها إلي تجعلني اكره ارتداء ملابس البحر !
- وهل اخترت السباحة والغطس فوق هذه الصخور ايضا اعتقد ان الشاطئ اكثر ملاءمة وهو على بعد ..2متر فقط من هنا حيث الرمال الناعمة ...
هزت الفتاة راسها في تحد :
- هذه مسالة تخصني وحدي 0
قال لها وهو يضبط شعرها المتناثر إثر شدة الرياح :
- يبدو انك تفضلين الحياة في ماساة .
- اعتقد ان هذا التشبية يليق بك اكثرمنى ايها الجبار العزيز ! وضع ´يانيس يده على رقبتها ليعيد راسها إلى الوراء وكانت عيناه تبرقان بالشرر .
- انت تكذبين كثيرأ منذ ان حضرت إلى هنا ! فعندما وصلت إلى هنا ، كنت على وشك دك راسك فوق الصخور خفض ´يانيس ` صوته ، ثم تابع حديثه بحزن واضح :
- كاد يكون الفرق فى التوقيت اقل من ثانية ، ولا اعرف هل حقا كنت سانجح فى إنقاذك فى عدم وجود هذا المرسى الخشبى ...
كان `يانيس ´ شاحب الوجة يحاول إخفاء اضطرابه ، ولكن ´انجريد كانت كانها تتحداه فى هذه المرة .
- لانك تعرف انني اريد وضع حد لحياتي بسببك ، بسبب كل ما تفعله منذ ان اصبحت تحت رحمتك ! يالها من اوهام ياعزيزي ، ولكن مهما فعلت ومهما قلت ، فلن تدفعني إلى العنف ثانية
ظل ´يانيس ` صامتا ولكنه دهش جدأ فقد قالت ´انجريد´ هذه الكلمات بحدة كانها تعيش اهم لحظات حياتها و تتخذ اهم قراراتها ، وهنا خفف ´يانيس ´ قبضته عليها وخطا عدة خطوات على المرسى وهو يولي ظهره لـ ´انجريد´ ، ثم اغمض عينيه وقال كانه يوجه حديثه إلى السماء .
- ´انجريد´ يجب ان تعرفي انني كنت قلقا جدا عليك عندما اختفيت في التيار ...
- اه لكنني لم اشك في ذلك دقيقة واحدة ، فالسيد غالبا ما يشعر بالقلق على خادمه اذا هرب منه !
- كلا . لم ارد قول ذلك ، عندما تحدثت الأن . كنت اقصد ... لم تترك له الفرصة ليكمل جملته وقالت .
- اسمعني ! اعترف انني فوجئت بتصرفك وقولك ، ولكن الشيء الوحيد الحقيقي هنا هو ذلك الكلام الذي قلته لي عندما تزوجتنى !
توقفت قليلا لتأخذ أنفاسها وتتمالك اعصابها وكان يانيس قد اقترب منها وهو لا يزال صامتا .
- انا لا احتمل هذا الفراغ الذي أعيش فيه وأريد ان أعود كما كنت , اريد ان اعرف ما هذا الذي يحدث بيننا وما الذي تشعر به نحوي ... اذا كنت حقا قادرا على ان تشعر بأحساس ما ؟
- احساس ما ؟
امسك ´يانيس´ بقبضة يدها ، ثم جذبها نحوه بعنف ، وفي هذه اللحظة سيطرت على ´انجريد´ الرغبة في معرفة الحقيقة ومعرفة المستقبل اكثر . من رغبتها فيه شخصيا ، فابتعد عنها ´يانيس´ . ومن الطبيعي ان تستخدم ´انجريد´ جاذبيتها كالعاده لتثنيه عن عزمه وتهدئ من حقده ولكن الآن هاهو ذا يقرأ التحدي في عينيها ويقرأ مطالبها ايضا ، لقد اضعف من نفسه امامها عندما تركها تشعر بتمسكه بها .
ومن الآن فصاعدا ، ستمتلك انجريد السلاح الذي يجعلها تنجح في تغيير مسار المعركة ، وستنجح ايضا في جعله يتولى الدفاع عن نفسه .
وبدا `يانيس ´ يشعر بذلك ولكنه يرفض الاعتراف به ، وهنا استخدم كل قوته ليلصق ´انجريد´ بجسده وهو يعلم جيدأ مدى خطورة هذه اللعبة .
حاولت ´انجريد` الخلاص من قبضته فمجرد لمسه لجسدها النحيل كاف لان يفقدها اعصابها
وعندئذ قبلها ´يانيس ´ بحرارة كانه يحارب نفسه , وعندما لمست شفتاه شفتيها شعر بمدى قوة الرباط الذي يجمع بينهما . وان هذا الرباط اقوى من انجذابه لها واقوى من الماضي واقوى من الحقد .
شعرت ´انجريد´ انها تكاد تفقد إرادتها وان غضبها يتحول إلى رغبة جامحة ، فعجزت عن المقاومة والتصقت به وكان من السهل جدأ ان تنسى كل شيء فيما عدا إحساساتها المجنونة التي تولدت بداخلها ...
وعندما شعر ´يانيس ` برد فعلها ، كاد يفقد رشده وكادت شفتا ´انجريد´ تجعلانه ينسى جميع قراراته .
ثم قال بهدوء وهو ينظر إلى عينيها اللتين تكشفان عن رغبتها والى خصلات شعرها المتناثرة :
- إحساس ما ؟ هل اقنعتك هذه الإجابة ؟
- نعم ولا ... فانا لن اعرف الإجابة إلا إذا اصبحنا عشيقين .
همست ´انجريد` بهذه الكلمات الصريحة وهي ترتجف بشدة .
- هل انت متاكدة من ذلك ؟ هل تريدين ذلك حقا ؟
- نعم يا `يانيس ´ والآن ...
وفجاة عادت جميع الصور التي يحاول طردها من ذاكرته إلى مخيلته ، نعم إنه لايزال يرغبها كما كان يرغبها منذ ان راها اول مرة .. رغبة مجنونة , إنه يريدها بين ذراعيه .. يريد ان يحبها .. ان يذوب
بين ذراعيها ، وكانت `انجريد´ ترى هذه الرغبة واضحة في عينيه ، فشعرت بالانتصار لمدة دقيقة ولكن ´يانيس ` دفعها فجاة بعيدأ عنه .
- لا تحاولي جعل الموقف اكثر تعقيدأ مما هو عليه ...
ثم ارتسمت ملامح غريبة على وجهه وهو يهمس قائلا كانه يتحدث إلى نفسه :
- نفس الطبيعة ، متهورة وقاسية كما عرفتك ، نفس القدرة على البحث عن العيب في الأخرين حتى تتمكنى من السيطرة عليهم .
- ´يانيس ` !
امسكت ´انجريد´ يده بعنف ، فبدا كانه عاد إلى الواقع واخذ ينظر إليها فقالت له .
- `يانيس ` ، الهذه الدرجة تكرهنى ؟
- انا لا اكرهك حتى لو كنت اريد ذلك ، ولكنني اطلب منك الصبر فقط والانتظارقليلا .
- حسن ... وخلال هذه الفترة لا تنتظر مني شيئا غير ان اكون خادمة مطيعة .؟
- اطمئني .. انا لا انوي غير ذلك ...
اجابها وهو ساهم وعيناه مسلطتان على إحدى يدي الفتاة ، ثم سالها وهو يقترب منها ليرى اكثر وضوحا :
- لقد جرحت يدك !
- اعتقد انه لا خطورة في ذلك ولن يعوقني اي شيء عن القيام بعملي .. لقد جرحت في الخشب الذي يحتاج إلى أصلاح هو الأخر .
- ربما ولكن من الضروري الأن تطهير الجرح لنعد إلى المنزل ،
اعتقد انني احضرت معي بعض الضمادات والمطهرات ... عادا معا إلى المنزل وهما يسيران جنبا إلى جنب في صمت خلال الطرقات الضيقة للجزيرة المهملة ، وكانت ´انجريد` تجري بجانبه حتى
تلاحق خطواته الواسعة ولكن عندما لاحظت ان المسافة تطول بينهما قالت له في ضيق :
- الا يمكننا ان نسير بهدوء بعض الشىء ؟
وهنا لاحظ ´يانيس ` الامر واستدار نحوها وهو يبتسم في سخرية . ثم مد ذراعه نحوها ليساعدها ، لكن ´انجريد´ تجاهلت هذه الدعوة لعلمها ان مجرد لمس جسده يسبب لها تدميرا كاملا ثم سارا معا ببطء قليل وفي صمت تام . وضعت ´انجريد´ يدها على مائدة المطبخ واخذت تفحصها .
- هل تؤلمك ؟
هزت الفتاة راسها :
- كلا دعني اهتم بنفسي ، فيمكنني عمل ذلك وحدي .
ابتسم `يانيس ´ قائلا : استطع ايضا ان اكون رقيقا !
امسك يانيس يدها واخذ ينظر إلى الجرح ، فهو عميق حقا ، ثم بدا يطهره بهدوء ووضع عليه ضمادة بطريقة محترفة .
وعندئذ لم تستطع ´انجريد` ان تمسك نفسها عن التأثر بهذه الرقة غير المتوقعة ، ياله من شخصية متناقضة هذا الرجل احيانا مزعج واحيانا قاس ، واحيانا لطيف ، واحيانا عاشق ، إنه يسبب لها حيرة دائما ...
واخيرأ قال بصوت دافئ بعد ان انتهى من وضع الضمادة .
- ها هي ذي ، اعتقد ان عليك الانتظار لمدة ايام قبل ان تذهبي للاستحمام . منتديات ليلاس
ابعدت ´انجريد´ المقعد ونهضت من مكانها ، فنظر `يانيس ` إليها نظرة قاسية مما جعلها تشعر بالضيق فقد اصبح الأن اكثر تهديدأ واكثر حزما عما كان عليه منذ ساعات قليلة ، تراجعت الفتاة إلى الخلف بخجل ثم غادرت الحجرة بسرعة شديدة . وفي الايام التالية ، لم تحاول ´انجريد´ ان توجه إليه كلمة واحدة او ان تخترق عازل الوحدة الذي فرضه كل منهما على نفسه ... فهذا الرجل الذي تزوجها ، هذا الرجل ، الذي لم تعد تعرف إن كانت تريده ام لا ، عزلها عن العالم كله .
وعلى عكس ما كانت تتوقع ، لم يحاول الاقتراب منها ولو لمرة واحدة .
وفي المناسبات النادرة التي كانت تجمع بينهما كان البرود والحقد يسيطران عليه ...
تجرعت الفتاة هذه الألام بصبر ، ولحسن الحظ كانت اعمال المنزل تشغلها دائما وكانت تجد في ذلك سلواها طوال اليوم فذلك افضل من ان تجلس تندب حظها .
وبعد محاولات عديدة طوال الاسبوع ، نجحت اخيرأ في حلب ´مينلوب ` ، واصبحت `انجريد` تاتي باللبن منها كل يوم وشيئا فشيئا اصبحت تشفق على هذه العنزة الهادئة وتكن لها الحب . وفي كل يوم ، بدات الفتاة تكتشف الجديد في مواهبها كسيدة منزل وظلت العلب المحفوظة التي اتى بها ´يانيس ليستعملاها في اليوم الذي يفشل فيه في الصيد في مكانها كما هي دون استعمال . وتبقت امامهما مشكلة عويصة وهي مشكلة الخبز ... وكان على ´انجريد` عمل خبز الـ´بيتا ولكنها فشلت في ذلك وعجزت عن الحصول
على هذا الخبز ، فتارة تضع دقيقا كثيرأ وتارة تضع ماء كثيرأ وتارة
تنسى الخبز فيحترق ولكن مع الإصرار ، نجحت بعض الشيء
ووصل بها الامر إلى انها اعتقدت ان نجاحها في صنع هذا الخبز متعلق بخروج `يانيس ` عن عزلته هذا إذا ما نجحت فعلا في صنع الخبز كما كانت والدته تفعل .
ومنذ مشهد المرسى الخشبي ، لم يعد `يانيس ´ كريها كما كان ، كان
يستيقظ في الفجر ويقضي معظم يومه في الخارج ، وفي الصباح قبل ارتفاع درجة الحرارة كان يهتم باعمال المنزل حتى اصبح للمنزل بريق نوعا ما وساعد في ذلك لون الجدران البيضاء .
وبعد الظهيرة ، كان يختفي دون ان ينطق بكلمة واحدة ولم يحاول ابدأ ان يعرض على `انجريد´ فكرة الذهاب معه للصيد في زورقه التقليدي .
اما في المساء عقب غروب الشمس ، فكان يعود إلى المنزل ويجلس ليتناول طعامه وحيدأ .
اما `انجريد´ فكانت تصعد إلى حجرتها وهي عاجزة عن تحمل بروده
وقسوته وخشونة فمه الذي يتناول الطعام بطريقة الية وجسده الذي يرفض منحها الحنان .
وكم من الليالي بقيت الفتاة مستيقظة وهي تستمع إلى صوت انفاسه وحركاته ، ولم ينجح النوم ابدأ في بعث الهدوء والطمانينة إلى نفسها .
ولم تعد تشعر انها مرعوبة او انها تتفق حتى مع نفسها وقد غيرتها كثيرأ الحياة في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس الحارقة للبحر المتوسط ، واصبح جسدها ينعم بالصحة واخذ جلدها
الضعيف اللون الذهبي الجميل مما اضفى عليها جمالا اخاذا بجانب غموض عينيها الزرقاوين .
نعم إن الإقامة في `ليناكاريا` كانت تضفي عليها إكسير الحياة على الرغم من كل شيء ...
وكلما كان الوقت يمر كانت ´انجريد` تعتاد هذه الحياة وفي كل يوم يذهب فيه ~يانيس ~ كانت تبدا في اكتشاف الجزيرة من حولها ،فاكتشفت خلجانأ صغيرة رائعة ذات رمال بيضاء وبدات تاخذ
حمامها في احد هذه الخلجان ، كما كانت تجلس لتتامل الجزيرة
الاخرى على الجانب الآخر التي كانت تبدو براكينها كانها تتحدى سماءها .
ولكن هذه الجزيرة للاسف كانت خالية ايضا ومع ذلك من المؤكد ان الزورق الذي راته منذ فترة كان اتيا من جزيرة اخرى ولاحظت ´انجريد` وجود صخرة ملساء ، ياله إذن من مكان رائع
حيث يمكن ان تجفف نفسها اسفل اشعة الشمس ، فنزعت حذاءها
وتجردت من ثيابها وجرت فوق الرمال الساخنة على الشاطى . ثم غطست بهدوء في المياه ، فارتعشت للانتقال من السخونة إلى البرودة ولكنها سرعان ما اعتادت على برودة المياة واخذت تسبح حتى
تريح جسدها ، وفعلا نجحت لمسات الامواج في تخفيف توترها وتشنجاتها ... واخيرأ خرجت ´انجريد~ من البحر كانها حورية . وكانت قطرات المياه تلمع على جسدها وخصلات شعرها . فتمددت
على الصخرة واغمضت عينيها وشيئا فشيئا تارجحت في حلمها
وهنا سمعت صوتأ رجاليأ يقول لها بينما كانت شبه ناعسة :
- كنت اعرف انني ساجدك هنا ...
ارتعشت اهداب `انجريد` وهى تشعر انها لا تزال تحلم ولكنها فقدت خيط الحلم الرائع ، وجعلتها قطرات الماء التي شعرت بها على بطنها تقفز في مكانها ، ففتحت عينيها لترى وجها كانه وليد خيالها وعندئذ اغمضت عينيها لثانية لتفتحهما من جديد ، وهنا سمعت صوت
ضحكة عالية ، فتمتمت قائلة وهي تبحث عن ثوبها لتخفي به جسدها .
- ´يانيس ` ...
فقال لها وهو يجلس بجانبها :
- هل تشعرين بالبرد ؟
- نعم ، قليلا .
وفجاة لاحظت انه هو ايضا عارمثلها ... وان ثوبها اختفى ! فسالها برقة :
- هل اخترت هذا المكان لانه يشبه ´عدن ` ؟
حاولت الفتاة الاحتفاظ ببرود اعصابها ولكنها كانت على وعي بسرعة لدقات قلبها ونبضاتها .
_ من يعرف... على اية حال ، إذا كنت تفكر في القيام بدور ´ادم ` ،
فانا لا افكر في ان اكون ´حواء´ ، والأن كن لطيفا واعد لي ثوبي .
نهض ´يانيس ´ في مكانه وقرأت `انجريد´ في عينيه تعبيرات الإعجاب وهو يتامل جسدها ، ثم ابتسم بطريقة موحية كانه يحاول تعذيب الفتاة ، واخيرا هب واقفا وهو يمسك بالثوب بين يديه .
اغمضت ´انجريد` عينيها وهو يقترب منها ليداعبها بالثوب ، ثم
امسك بكتفيها بين يديه دون ان ينبس ببنت شفة ، فارتعشت الفتاة ولم تحاول الابتعاد عنه .
- من المستحيل ان ابقى بجانبك هنا لاجعلك ترتدين ملابسك بينما اقصى امنياتي ان اجردك منها .
ارتجفت الفتاة وهي عاجزة عن النطق بكلمة واحدة ، جذبها `يانيس نحوه والتصق بها وهو يقبلها ، فهمست ´انجريد` وهي تشعر بالثوب ينزلق من جديد بعيدأ عنها :
- اه ، ´يانيس ´.
اخذ يقبلها برقة وهي تلف ذراعيها حول رقبته .
- لقد اتيت بحثا عنك يا ´انجريد ` ...
كانت العاطفة تتاجج في عينيه ، فهاهو الأن قد قرر منح نفسه حق تذوق الفاكهة المحرمة ، تركت `انجريد` نفسها بين ذراعيه سعيدة في نفاد صبر وهو يقبلها بلهفة وحرارة .
كانت السماء والشاطئ والبحر تترنح حولهما . وكانت الشمس تضيء الشاطئ ببريقها وترسل اشعتها الرائعة حية مثل رغبتهما .
- `يانيس ` ، إنني ارغبك واريد ان اصبح امراتك ... ثبت ´يانيس ´ نظرته عليها لحظة وهو متردد بعض الشيء ، ثم التصق بها فجاة كانه محارب قوي نعم إنها تحبه هكذا فخورا ،
ومتسلطا ارتعشت الفتاة عند تخيل ذلك وارتبكت لدرجة ان اغرورقت عيناها بالدموع وعندما لاحظ ´يانيس ´ تاثرها ابتعد عنها قليلا ونظر إليها بعمق شديد .
كانت `انجريد´ مشرقة وجميلة اكثر من اي يوم مضى . وكانت لا تريد التفكير في اي شيء ولكنها تريد فقط الإحساس والإنصات ! التنفس والاستمتاع ، كانت تريد ان تعطي وتاخذ ، همس ´يانيس
وعيناه تلمعان :
- إننى اريدك ... واريدك الأن ...
وفجاة استولت عليهما رغبة عارمة فالتصقا ببعضهما واستمتعا باسعد لحظات حياتهما وكم فرحت ´انجريد´ كثيرأ بكونها اصبحت امراة وساحرة .
شعرت ´انجريد´ ان كل شىء يترنح حولها وشعرت بسعادة `يانيس الذي كان يقطف احلى كلمات الحب من فمها العذب ...
بدا البحر كانه يقضي نحبه على الشاطئ .. وشيئا فشيئا استعادت ´انجريد` وعيها على صوت الامواج وفتحت عينيها .
- لقد تزوجنا حقا الأن ...
ظل ´يانيس ´ صامتا لفترة فانقبض قلب ´انجريد´ ونهضت قليلا تنظر إليه .
- ولكن ذلك لايعني انني احبك .. على اية حال يمكنك ان تطمئني صديقتك العزيزة `جلاديس بوسورث ´ على شهرة العشاق اليونانيين ...
- اتركني وحدي ، ارجوك ، اتركني وحدي
انتهى

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 29-08-09, 05:16 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 101656
المشاركات: 70
الجنس أنثى
معدل التقييم: zoubaida عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدGermany
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
zoubaida غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

chokran ktiiiiiir dede 3la hal rewaya el hilwa mitlik

 
 

 

عرض البوم صور zoubaida   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المركز الدولي, العاشق المنتقم, king of swords, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية