كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالثاستيقظت `انجريد` في الصباح والألم يعتصر راسها ، وشعرت كانها قضت الليل في مكان اخر ... فالاحلام لم تدعها تستريح لحظة واحدة ولكنها احلام حقيقية ومزعجة وجميع الأشخاص الذين راتهم
في الحلم كانوا يشبهون `يانيس اندروبولوس ` ...
تمطت `انجريد` في الفراش ثم نظرت بعينين حزينتين إلى حجرتها المغمورة بضوء الشمس الرقيق . كانت حقائبها مغلقة كما هي وكان ثوبها على الارض ويبدو مكرمشا .
إن الله وحده هو الذي يعلم كنه المعركة التي كانت تخوضها في اثناء النوم .
كان كل شيء مشوشا فى ذهنها . `بيلوود` . قبلة "يانيس " . وفجاة اخفت `انجريد` وجهها بين الوسادتين ثم نهضت بعد ذلك مرة واحدة ، فإذا كان امامها ايام قليلة يمكنها ان تقضيها في ´بيلوود هاوس فعليها إذن استغلال هذه الفرصة جيدأ .
شعرت الفتاة بالهدوء بعد ان اخذت حمامها مع إن الام رأسها كانت لا تزال تسيطر عليها ولكنها تلاشت تماما بعد ان تناولت فنجانا من القهوة وقرصين من الاسبرين .
مشطت ´انجريد´ شعرها الذي بدا يجف تحت تاثير هواء النافذة المفتوحة .
كان الجو يبدو حارأ في هذا اليوم ، لذلك فضلت ´انجريد` ارتداء ثوب خفيف من القطن الاحمر .
وبعد ان نظرت إلى نفسها في المراة ، رفعت شعرها فوق كتفيها وخرجت من الحجرة .
كان الخدم يتحركون بسرعة خارج حجرتها مما جعل انجريد´ تكاد تقذف رغما عنها بالصينية التي تذهب بها الطباخة "سالي بارسون " إلى سير`فيليب القابع في مكتبه ، وعندئذ ذهبت ´انجريد´ وراءها وما إن وضعت الفتاة راسها بين فتحة الباب حتى نظر إليها سير ´فيليب ` من فوق نظارته ومن وراء اكوام الملفات المكدسة امامه .
وضعت ´سالي´ الصينية على المائدة واختفت بسرعة ، وهنا قال سير ´فيليب ´ ساخرأ :
- صباح الخير يا `انجريد´ ، اننى سعيد باستيقاظك مبكرأ ... لقد اختفيت مساء امس سريعا .
حاولت `انجريد´ ان تتحدث بصوت هادئ . لنقل إنني لم اكن مهياة جيدأ للاحتفال معكم طوال الليل . مرر سير `فيليب ´ اصابعه بين خصلات شعره الرمادي ونظر إليها في حنان وهي تمسك بفنجان القهوة .
- إنني افهم جيدأ ما تشعرين به يا عزيزتى .. ولكن صدقيني ، انا لا يمكنني فعل اي شيء اخر ...
- اعرف ذلك يا والدي ولكن شيئا لم يحدث بعد واعتقد ان السيد ´اندروبولوس ` لا يزال في حيرة .. هذا ما لاحظته اثناء تناول الطعام .
وكانت ´انجريد´ تراعي جيدأ الا تذكر اي شيء عما حدث في الحديقة .
- لقد كنت اعتقد ذلك حتى الصباح ولكنه اتصل بي اليوم واكد لي رغبته في العرض ، وسيقوم السيد `بولتون ´ ووالدتك وانا بلقاء المحامين التابعين له خلال فترة الظهيرة في ´لندن ´ لكي ننتهي من
تفاصيل البيع الاخيرة كما انني اشعر ان السيد `اندروبولوس ´ يريد توقيع العقد باسرع وقت ممكن . شعرت الفتاة باصابعها تتقلص على الفنجان ، إذن `يانيس اندروبولوس ` من طراز الرجال الذين لا يمكن لأي شيء ان يقف امامهم ويصلون بإصرار إلى غاياتهم .
وفي هذه اللحظة ، تذكرت ´انجريد´ ملامح وجهه التي راتها في الحلم ، فقد كان وجهه مملوءا بالمرارة والحقد .. وعندئذ شعرت بالدم يتجمد في عروقها .
لاحظ سير ´فيليب ´ شحوب وجهها .
- ماذا بك يا ´انجريد´ ؟ ما الذي يحدث ؟
- كلا ، لا شيء ، مجرد صداع خفيف اطمئن اشعر فقط بحاجتي إلى الاسترخاء ولذلك اعتقد ان جو `بيلوود هاوس ´ يروقني كثيرأ ، بالمناسبة ، ساذهب في نزهة اثناء وجودكم في لندن .
- فكرة ممتازة ، كنت اتمنى عرضها عليك ، كما ان السيد ´اندروبولوس ` سيكون سعيدا جدا عندما يشاهد بقية المكان بصحبتك .
كادت `انجريد` تختنق . معذرة ؟
- نعم ، إنه لم ير بعد بقية المكان وقد اخبرته لتوي في التليفون انك ستساعدينه في هذا الامر بكل سرور فلا احد هنا يعرف بيلوود هاوس مثلك .
- ابي ! كيف تعده بشيء كهذا ؟ انا لا اريد رؤيته نهائيا وانت لا يمكنك ان تطلب مني هذا الطلب !
- ولكن ذلك شيء ضروري وهو يصر على ذلك ايضا لقد شرحت له
والدتك قيمة ´بيلوود هاوس ` بالنسبة لك بعد ما قالته `جلاديس بوسورث ` والحق انه بدا متفهما جدأ .
قالت الفتاة متنهدة . اشك في ذلك ! ولكنني سارافقه - شريطة - ان تكون المرة الاخيرة 0
وساسافر غدا إلى ´لندن ´ ، فانا اعرف ان مدير ال "ارت جاليري`" يبحث عن مساعدة له وساقوم بتاجير شقة صغيرة هناك ، فامامي متسع من الوقت لكي اؤكد وجودي بوسيلتي الخاصة .
- لنر ذلك يا ´انجريد` ! انا اعرف انك تريدين الدفاع عن استقلاليتك ولكن عندما نبيع ´بيلوود هاوس ´ سيكون لدينا مبالغ كبيرة من المال تسمح لنا بشراء فيلا عند الـ `كوت دازور´ ، وانت تحبين ´فرنسا´ كثيرأ ويمكنك الحضور انذاك للإقامة معنا .
- كلا يا ابي ، ساعيش حياتي كما يحلو لي .. فانا لم اعد صغيرة . اغرورقت عينا سير `فيليب ` بالدموع .
- إن والدك لم يعرف ذلك إلا متاخرأ .. إن الوقت يمر بسرعة ...
بعد حوالي ساعة ، كانت ´انجريد` تقوم بتوصيل اسرتها حتى محطة `وايتبري´ الصغيرة وكان هناك قطار يربط بين هذا المكان والعاصمة والحق ان ليدي `كندريك ´ كانت تفضل القطار عن السيارة .
وفي طريق العودة شعرت `انجريد ` برغبتها في التوقف عند خيام ´لوبز´ لتخبر ´رينا´ بما حدث لها وماتعتقده فيما يتعلق بتنبؤاتها الكئيبة ولكنها تراجعت فضيفها على وشك الوصول ، وهنا عادت مسرعة إلى القصر .
قالت ´انجريد´ وهي تصعد سلالم القصر : في نخبنا معا .. ´يانيس اندروبولوس ` !
امسكت ´انجريد` بعصير البرتقال في يدها وذهبت لتضع مقطوعة ´بورسل ´ لتسمعها عندما دق جرس التليفون فتركت الاسطوانة وجرت لترفع السماعة وهي تتمنى من كل قلبها ان يكون ´يانيس ` هو المتحدث ليخبرها عن اضطراره لتاجيل الموعد بسبب عائق يمنعه من الحضور .
- الو ؟ كان صوتها ينم عن قلقها .
- ´انجريد´ ؟ إنه انا .. ´اشلي` ! اين اختفيت مساء امس ؟ لقد بحثت عنك في كل مكان بعد العشاء ...
امسكت ´انجريد´ التليفون بين يديها وذهبت لتجلس على حافة نافذة حجرة الصالون .
- كنت مرهقة لذلك صعدت إلى حجرتي لانام وحدي اريد ان اؤكد لك ذلك ، هل اشبعت فضولك الأن ؟
بدت محدثتها كانها فقدت جميع اسلحتها ، فتمتمت قائلة :
- نعم .. ولكن ذلك لا يمنع ان `يانيس اندروبولوس ` من اكثر الرجال وسامة واذا كان لم ينجح في التاثير عليك إذن من يستطيع ذلك ، بالإضافه الى انه اعزب . !
- اسمعي يا `اشلي` ، إنه على وشك الحضور هنا بين دقيقة واخرى ليزور المكان ويمكننى المرافعة عنك إذا اردت ذلك .
- ارجوك ، كفي عن ذلك ! إنني اتحدث بالنيابة عنك ، نعم ، تحدثت "جلاديس " بفظاظة ولكنها قالت الحقيقة كما انك تستطيعين البقاء في بيلوود هاوس في حالة زواجك من " يانيس اندروبولوس " . كادت `انجريد` تغلق الخط في وجهها .
- احتفظي بافكارك لنفسك فقدرتي على التضحية لها حدود حتى بالنسبة لـ ´بيلوود هاوس ´ .
ردت `اشلي` :
- التضحية ؟ انت تدهشينني ... فهو ليس فقط ثريأ ووسيما ولكن حدسى يؤكد لي ايضا انه يستطع ان يكون عشيقا رائعا ...
في هذه المرة ، وضعت `انجريد` السماعة بعنف لتنهي المكالمة .
من المؤكد ان `اشلي` تريد المزاح ، و ´انجريد` تعرف ذلك جيدا ولكنها خرجت عن وعيها رغما عنها ذلك لان `اشلي´ ترى الحقيقة ليس اكثر ... وفجاة عادت إلى ذاكرتها الكلمات التي قالها `يانيس اندروبولوس لها في الحديقة قبل ان يقبلها . ستكونين لي مثل `بيلوود´ ..
سمعت `انجريد` صوت إطارات السيارة تقف بعنف في الممر فتنبهت لقدومه المفاجئ وعندئذ توجهت لاستقباله دون ان تتحقق من هيئتها عن طريق المراة الكبيرة الموضوعة في المدخل ، وفي الممر وضعت "انجريد" نظارة الشمس في حقيبة يدها مع بعض الملاحظات المدونة فيما يتعلق بالمكان .
تبلغ مساحة ´بيلوود هاوس ´ حوالي ثلاثة الاف هكتار ومن المؤكد ان "يانيس اندروبولوس ` يريد بعض الارقام الخاصة بالمكان بين ذراعيه ، فهي لا تريد ان ترى في الرجل الذي احتضنها بين يديه سوى مجرد رجل اعمال ...
وهذا ما كانت ´انجريد` تردده لنفسها دائما وهي تهبط سلالم القصر .
كان ´يانيس اندروبولوس ´ يقف في انتظارها مستندأ إلى باب سيارته الرائعة ماركة `استون مارتن ` ذات اللون الازرق البراق وكان يرتدي بنطلونا من الحينز وقميصا ابيض مفتوحأ يبرز صدره واخذ ينظر إليها وهي مقبلة عليه والابتسامة على شفتيه .
- كاليميرا ... هيا رددي كا – ليـ - ميـ - را .
رددت `انجريد´ وهي ممزقة بين الضيق والسعادة .
- كاليميرا .. ما معنى هذه الكلمة ؟
- تعنى ببساطة `صباح الخير´ ، ها هو درسك الأول في اللغة اليونانية .. هل رايت انك تتعلمين بسرعة شديدة .
- ولكنني لا انوي تعلم هذه اللغة ؟
- لا تقولي ذلك يا ´انجريد´ إن قصتنا مازالت في بدايتها . كان صوته رقيقأ جدأ ولكنه حازم وصارم .
- في هذه الحالة سنتحدث عن الأمر فيما بعد والافضل لنا الأن ان نرحل . فانا اخشى ان تغيم السماء .
- رائع ! سنرحل عندما ترغبين . وعند هذه الكلمات ، فتح باب السيارة وجلس خلف عجلة القيادة ثم
اضاف قائلا قبل ان ينطلق في الطريق :
- المهم انا لا اريد ارقاما او حسابات او إحصاءات ! لا داعي لكل ذلك فكل ما اريده هو ان ارى واكتشف `بيلوود هاوس ` من خلالك ، ومن خلال عينيك ، من خلال حبك لهذه الارض ...
اومات `انجريد´ براسها واعادت الاوراق إلى الحقيبة ، ثم استراحت في مقعدها وهنا بدات الـ´استون مارتن ` الانطلاق في طريقها .
ظل الاثنان صامتين طوال عدة كيلو مترات وكان ´يانيس ` يتخذ طريقا تشير إليه الفتاة بنفسها .
كان الجو رائعأ والهواء معطرأ وهكذا تركت ´انجريد´ نفسها لأفكارها ومشاعرها بينما كانت تلقي نظرة خاطفة على ´يانيس ´ بين وقت واخر ، وكانت خصلات شعره قد تناثرت هنا وهناك بينما كان الضوء يلقي شعاعه على وجهه وكانت تراه في هذه اللحظة كانه ابوالهول بعينيه المنحرفتين بعض الشيء وملامحه المنتظمة بعناية .
وعندما تلاقت نظراتهما فهمت `انجريد` انه يعطيها الفرصة بنفسه لكي تتفحص وجهه ويبدو انه كان يعي ذلك بسعادة وخبث !
هنا اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل .. نعم ، إن هذا الرجل يسبب لها الارتباك .. تساءلت الفتاة عما إذا كان يجب عليها استغلال هذه الهدنة التي فرضها عليهما الصمت لكي تتمكن من التعرف عليه عن كثب ولتعطيه الفرصة لكي يتحدث قليلا عن نفسه ، ولكنها تماسكت وفضلت الألتزام بدورها كمضيفة ودليلة له .. على اية حال هي لم تنطق بكلمة واحدة منذ رحيلهما من القصر !
بدات "انجريد " تسرد له تاريخ هذه الأرض التي يسكنونها الأن والتي تمتلى بالمنازل القديمة المصنوعة من القرميد الأحمر والمتناثرة هنا وهناك بجانب مزارع الخشخاش والحواجز القديمة التي تمتد بطول الافق فترسم لوحات رائعة .
وكانت اسئلة ´يانيس ` الحادة وملاحظاته الرائعة تثير حماس الفتاة لان تتحدث عن ماضي `بيلوود هاوس ´ واحتفالاته وحتى مشاريعه القادمة التي تضعها في راسها وكانت تنوي تنفيذها إذا ظلت الأرض ارضها ...
وهنا خانتها مشاعرها وتغير صوتها وهي تتذكر ايام طفولتها في كل قطعة من الأرض وكل شجرة من الأشجار وكانها تحتفظ بجزء من نفسها بداخل كل شيء هنا .
وعندما انطلقا معا في طريق ضيق ، هدا ´يانيس ` من سرعته ثم استدار نحوها .
- انت راوية ممتازة يا `انجريد´ ولكن اعتقد انه من الأفضل ان نتوقف هنا قليلا ما رايك في هذا المكان الرائع لنتناول طعام الغداء على الاعشاب ؟
انتفضت ´انجريد` في مكانها ونظرت إليه غير مصدقة .
- وراء هذه الادغال ، يوجد ممر طويل يصل حتى البحيرة ... ويمكنك ان تتركني هنا فالقصر ليس بعيدأ وباستطاعتي العودة سيرأ على الأقدام .
ابتسم ´يانيس ` ولاحظت ´انجريد´ وجود غمازتين صغيرتين على خديه ، وهنا اضاف قائلا دون ان يترك لها فرصة التعقيب .
- المسالة لا تحتاج إلى نقاش ، لابد من ان نتناول طعامنا في البداية ، انا واثق انك تتضورين جوعأ . منتديات ليلاس
وبهدوء اتخذت الـ ´استون مارتن ´ طريقها في الممر ، والحق ان" انجريد´ لم تكن قد تناولت شيئا منذ ليلة الامس ولكن فكرة تناول الطعام على الاعشاب لم تكن تروقها ابدأ فقالت بخجل .
- إذا كنت تصر على ذلك يمكننا تناول الطعام معا في القصر .
- ´انجريد´ لا تحاولي إقناعي بانك تكرهين النزهات ... إلا إذا كان وجودك معي يشعرك بالخوف .
- مطلقا ؟
سرت رعشة في جسد الفتاة وما إن توقفت السيارة عن السير حتى تسللت ´انجريد` خارجها وتوجهت نحو شاطئ البحيرة .
كان المنظر اشبه باللوحة الطبيعية المنحوتة وسط الصخور ، وحولها الأشجار الرائعة التي تتارجح بخفة فوق مجموعة من الازهار البرية .
اختارت ´انجريد` مكانا هادئا في الظل للجلوس فيه محتمية من اشعة الشمس ، فاقترب `يانيس ` نحوها وهو يحمل سلة في يده وجلس بجانبها على الاعشاب ، ثم وضع مفرشأ امامهما من المربعات الحمراء والبيضاء واخذ يتامل بإعجاب ساقي الفتاة الطويلتين .
وامام نظرات الفتاة المتسائلة ، قال ´يانيس ´:
- في اوقات فراغي وخاصة بصحبتك اشعر كانني صاحب مزرعة من الطبقة العليا ثم مد يده نحو السلة وبدا يخرج منها الطعام الشهي .
فقالت ´انجريد : هل تعتقد انني مجنونة حتى اصدق ان كل هذا بمحض الصدفة ؟ اخرج `يانيس ` كوبين من السلة وهو يجيب .
- نهائيأ ، كنت اعتقد انك فهمت .. ماذا تنتظرين حتى تخدمي نفسك بنفسك ؟
كان الطعام يبدو كانه احتفال حقيقي وبعد ذلك هدات `انجريد قليلا وبدات تتناول السلمون المدخن والسلطة والفواكه الطازجة - كل ذلك و `يانيس ` ينظر إليها مازحا اثناء حديثه الرائع ... وتصرفاته الراقية !
وعندئذ فوجئت `انجريد´ برغبتها في فك ازرار قميصه الواحد تلو الأخر ثم لمس جسده الرائع باصابعها ... شعور غريب يسيطر عليها نتيجة لتناول الشراب ، ثم سرت رعشة غريبة في جسدها عندما تذكرت قبلة البارحة وهنا بدا جسدها يتحرق شوقا إليه لقد فجرت هذه القبلة بداخلها شعورأ رائعا وخاصة عندما لمس في نفس اللحظة جسدها وهو يمسك بالسلة ، فانتفضت الفتاة في مكانها ، وشعرت بانها حقأ مذنبة امام هذا الرجل اللطيف المبتسم ولكنها اعتبرته سيئا
ومتسلطا فقط من اجل حماية نفسها . وعندئذ حاولت الفتاة نسيان هذه الافكار فقالت له عاتبة بصوت مازح .
- شراب ؟ اليس ذلك غير مناسب في مثل هذا الإطار ؟ لمعت عينا `يانيس ´ كالشرر .
- متفاخر وسفيه ! هيا رددي ذلك لا تخافي . ما الذي يمكن ان تنتظريه من صحبة رجل دخيل ومحدث نعمة ؟
- لا تشوه كلماتى ...
- إنها كلمات لا تنسى يا `انجريد` ، ولكن ربما تكونين قد نسيت انني اود إقامة احتفال ما .
عضت `انجريد` شفتها بينما كان هو يهتم بمل ء الكوب 0
- انت مخطئ ، فانا لا انسى شيئا يا سيد "اندروبولوس " .
- `انجريد` الا يمكنك التخلي عن هذا الموقف العدائى اثناء الحديث معي او حتى اثناء نطق اسمي ... لماذا لا تنادينني ؟ ´يانيس ´ فقط ؟
- اعتقد انه لا داعي لذلك حاليا .
- حسنا كما تريدين والأن نخب ´بيلوود هاوس ´ ونخب المستقبل !
صدقيني سيكون لهذه الارض مستقبل ... ومعك . اضاف ´يانيس ` جملته الاخيرة بصوت اجش .
صمتت أنجريد وهي ترتعش وعندئذ لاحظت ان كلمات ´يانيس تحمل معنى خطيرأ لذلك فضلت الصمت عن خوض مثل هذا الحديث .
فقالت لتغير مجرى الحديث : انت تتحدث الإنجليزية بطلاقة ، ترى اين تعلمتها ؟
تشنجت شفتا `يانيس ´ وقال :في `اليونان ´ ولكن ليس في الوحل كما حكى لك ابن عمي
´ديمتريوس ` ...
- انا ...
- لقد قالت لي والدتك إنك تعرفينه عندما كنتما معا ايام الدراسة في ´اكسفورد´ وانا واثق انه كان سعيدأ جدأ وهو يؤكد لك انني سلبت إرثه المزعوم ووالدته وشقيقته ايضا منزعجتان جدأ لهذا السبب .
ابتسمت ´انجريد´ وقالت : يبدو لي ان ذلك رد فعل طبيعي ... فالمغتصبون لا يحظون غالبا
بشعبية كبيرة .
هنا انفجر `يانيس ` في الضحك على عكس المتوقع تماما .
- كم احب صراحتك ! وعلى اية حال لن يغير ذلك من الصورة الرائعة التي كونتها عن الشابة `انجريد كندريك ` التي تتحدث عن ´بيلوود هاوس ` كما لو كانت امراة تتحدث عن الرجل الذي تحبه .
اعترفت الفتاة متنهدة :
- ربما .. فقد كنت اتمنى تدليل هذه الارض طوال عمري .
- ولكنك يمكنك ذلك ...
هزت الفتاة راسها وهي تلقي بخصلات شعرها الاحمر تحت ضوء الشمس وعندئذ اضاف `يانيس ´ بينما تلمع عيناه ببريق غريب .
. ذلك بزواجك مني ...
تركت انجريد الكوب من يدها ونظرت إليه دهشة . إذا كانت هذه مزحة ، إذن فهي سيئة !
وضع ´يانيس ´ يده على كتفها . هيا ، هدئي من روعك .. فانا جاد جدا 0 .
كان وجهه قريبا من وجهها لدرجة انها شعرت بانفاسه على خدها وفجاة لاحظت انه يلمس رقبتها الرقيقة بيده فسرت الرعشة في جسدها وكان النار تمسك به ، وعندئذ ابتعدت عنه قليلا والحمرة تكسو وجهها .
- ارجوك كف عن السخرية مني ! كما اننا لا نعرف بعضنا جيدأ ...
توقفت ´انجريد` عن الكلام وهي دهشة من كلماتها هذه ، فلمس `يانيس ` ضفيرتها باصابعه .
- حقا ؟ ولكنك امس كنت رقيقة جدأ معي ، هل انا مخطى في ذلك ؟
اجابته `انجريد` : لقد قبلتني رغما عني .. و لكنني كنت باردة جدأ نحوك .
- اه ، لم انتبه لذلك .
- لقد فزعت جدأ من المفاجاة امام عجرفتك التي ... جعلتني عاجزة عن المقاومة ولكنها لم تكن رغبة على اية حال!
نظر إليها "يانيس" بسخرية وكانه يعرف جيدأ خطا كلامها وكذب حججها .
- ومع ذلك ، فوجئت برد فعلك ... لقد سالتني امس ما إذا كان يمكنني إعادة ´بيلوود هاوس ´ إليك ، واليوم اجيبك بنعم ولكنني ساضع الشروط بنفسي .
همست ´انجريد´ قائلة : إن طرقك في التصرف غير مقبولة .. كما انك لم تكن في حيرة !
- `انجريد´ ، لقد سالتني هذا السؤال .
- لا اتذكر ذلك ومع ذلك اكرره عليك بكل سرور .
- كما تريدين ، وانا ايضا اكرر عليك سؤالى ثانية .
فهم ´يانيس ´ من نظرات "انجريد" انها لا تستسلم بسهولة .. على الأقل الأن .. وعندئذ جذبها نحوه دون ادنى اعتراض منها ووضع شفتيه على شفتيها ويديه على كتفيها وهو يبعد الثوب عنهما ويقبل رقبتها العارية .
- `يانيس ´ .. انت لا ..
تمتمت ´انجريد` بهذه الكلمات ثم اغمضت عينيها في انتظار حار اشبه بالعقاب الشديد .
في هذه اللحظة تشنجت يداها على كتفيه العريضتين وتعلقت به كانها تريد ان تذوب فيه وفي خصلات شعره الاسود .
وجدت ´انجريد´ على شفتي `يانيس ` سحر وجمال سنوات الطفولة سحر البراءة والإحساس .
نعم إن فمه كانه في نظرها الجنة المفقودة نعم لقد مرا معا بهذه القبلة من خلال ابواب مملكة الاسرار حيث تتربع اللذة على العرش ...
وفجاة حال المنطق والعقل والمسافة بينهما وكانا كالعاصفة الهوجاء التي لا مفر منها مثلها مثل القدر الذي لا يمكن لــ´انجريد` ان تحاربه .
قربها ´يانيس ´ من جسده واخذ يتحسس جسدها بفمه ، ثم القى بها بين ذراعيه على الاعشاب والتصق بها ، فاحست الفتاة بشعر صدره على صدرها . وهنا بدا "يانيس " يتحسس جسدها كانه ينحت تمثالا شعرت ´انجريد´ بالسعادة وبدات تتعرف على مشاعر لم تعهدها من قبل ، نعم إنها تحب ملمس جسده وعطره الرجولي الغامض الذي يجمع بين رائحة البحر والشمس .
فك `يانيس ` شعر `انجريد´ بسرعة شديدة ، فانسدلت خصلاته على كتفيها وكان دافئا ومعطرا تماما مثل جسدها ، ثم اخفى وجهه فى خصلاته واخذ يقبل شفتيها بتملك حتى شعرت "انجريد" كانها عارية تماما ومستعدة لأي شيء، وعندئذ بدات تتحسس كتفيه وظهره والتصقت به في نفاد صبر .
- `يانيس ` ، اريدك ان تحبني ...
نظر إليها مترددأ للحظة ورد عليها وهو يمسك بيديها العصبيتين ويرفعهما نحو شفتيه :
- ليس هنا ، وليس قبل ان تقولي لي نعم .
نظرت إليه `انجريد` وتاملت وجهه الجاد الذي يعلن عن رجولته واكتشفت فجاة انها اصبحت مرتبطة به ، واقتنعت ان هذا الرجل الغريب الغامض يمتلك كنوزأ تتمنى اية امراة ان تقضي بقية عمرها في اكتشافها واستحسانها .
- نعم ، اريد ان اكون لك ...
نهض ´يانيس ´ وهو يرفع حمالات ثوب "انجريد"على كتفيها ويساعدها في النهوض ، وعندئذ اصابها الياس وشعرت كان الصرخة تكاد تنطلق من فمها . فقالت له وهي لاهثة .
- انا لا افهمك .
- اعتقد انه من الافضل الانتظار حتى تاخذي قرارك بشان موضوع زواجنا ... انتهى
|