تمهيد
-هل لك أن تتحدثي إلى اللجنة من فضلك؟
تقدمت تيس لونيغان إلى بقعة الضوء التي تتخلل ظلمة القاعة, وهي تسأل:" هل هذه لجنة الوساطة الزوجية؟".
تبع سؤالها حفيف اوراق و بعض التعليقات الهامسة ثم ارتفع صوت تعرفه يجيب:" نعم, هل من سؤال؟".
جاهدت للمحافظة على جديتها.
كان اخوها يبذل جهده كي يعدل صوته مستخدما لكنة مصطنعة لكنه لم ينجح إلا في جعلها تضحك:" لدي صديقتان أريدكم أن تجدوا لهما زوجين الاولى هي إيما بالمر من سان فرانسيسكو, و الثانية هي رين فيندرستون من تكساس".
سألها:" وهل هما تريدان ذلك؟".
-لا, ولكن لدي تفويض.
-لا بأس, لكن كيف حصلت على التفويض إن كانتا غير مهتمتين بالعثور على زوج؟
-منذ سنوات, تعاهدنا على أنه إذا وصلت أي منا الثلاثين من دون زواج, فعلى الباقيتين أن تجدا لها زوجا.
إزداد حفيف الاوراق و الهمس, و تمنت لو ترى أعضاء اللجنة الآخرين, لكنهم حرصوا على ألا يدعوا الضوء يكشفهم, عظيم... ها هي تدخل فيلما أسود تتخلله بقع استفهام بيضاء, و يتضمن لجنة سرية. و كبحت ابتسامة أخرى.
و الآن, كل ما تحتاجه هو البطل لتكتمل شخصيات الفيلم. وسمعت صوتا آخر يقول:" هذه اتفاقية مثيرة, هل أنت واثقة من أنها لم تكن مجرد مزاح حينذاك؟".
لم تعرف المتكلم لكن كلماته ضايقتها إذ كانت أكثر جفاء و خشونة من كلمات أخيها. هزت كتفيها:" ربما كانت كذلك".
-لماذا تحول هذا المزاح ضدهما إذن؟.
-ضدهما؟ أهذا هو رأيك بالزواج؟ ظننتكم مجموعة من الشبان تمثل كيوبيد عصري.
-إننا نساعد في زواج أولئك المستعدين له فقط.
-حسنا, صديقتاي هما حسب الطلب بالضبط, إنهما ليستا متعدتين له وحسب, بل إن إحداهما لديها رجل رائع الصفات يجلس على عتبة بابها.
-ولماذا هي بحاجة إلينا إذن؟
-لأنها لا ترى مدى كماله. في الحقيقة, صديقتاي بحاجة إلى دفعة من كيوبيد تساعدهما على الإقدام, ينبغي أن تكون هذه فرصتكم, يا شباب كل ما عليكم أن تفعلوه هو أن ترسلوا . . . حسنا, ترسلوا رجلكم ( المحرض).
فتاوه سيت, بينما سألها الرجل الخشن الصوت:" كيف عرفت بأمر المحرض؟".
فأجابت متصنعة البراءة:" وهل هذا سر؟".
فقاطعها سيت:" تبا لك, يا تيس, إنه طبعا سر".
ابتسمت بعذوبة و أجابت:" إذن, على الأخوة الكبار ألا يتحدثوا عن خصوصياتهم على مسمع من أخواتهم الصغيرات".
-كفى.
ساد الصمت بسرعة عندما نطق الرجل الفظ بهذه الكلمة ما أثر في تيس.
ليت لها مثل هذا التأثير في موظفيها في العمل!
-سنوافق على طلبك بشرط واحد.
-وما هو؟
-هذه اللجنة تقوم بعملها سرا و نحن نفضل أن يبقى الأمر هكذا.
-لعل هذا أفضل, أما فكرة تجوال الـ كيوبيد إله الحب في الأنحاء, لدفع الشبان و الشابات إلى الحب, فهذا صعب التصديق.
فقال سيت:" اعلمي ان لدنيا سجلا رائعا, ثلاثمئة و اثنان وعشرون زواجا سعيدا. . . ".
قاطعته بقولها:" ما رأيكم في أن تقيموا عرسا بهيجا لكل من صديقتي, و بالمقابل أصون أنا سر منظمتكم الصغيرة هذه, اتفقنا؟".
فقال سيت:" اتفقنا".
يبدو أنه لم يعد هناك ما يقال, فأنطفأ الضوء من حولها, و فهمت أنهم يطلبون منها الخروج. سارت نحو الباب, لكن شيئا ما جعلها تتساءل عما إذا اقترفت خطأ شنيعا.
عندما خرجت من الغرفة قال سيت:" حسنا؟".
فخرج شيدو من الظلام وهو يسأل:" كم تراها تعلم؟".
-بالنسبة إلى خطتنا لتزويجها؟ لا شيء . زيارتها لنا اليوم مجرد صدفة, و الذنب في ذلك هو ذنبي, مع الأسف. لقد سمعت حديثي فقررت أن تستغل الوضع لتزويج صديقتيها.
-لكنها تعرف عن المحرض.
-إنها لا تعرف اسم شايد أو أنه مكلف بالعثور على زوج لها.
-ماذا ستفعل عندما تعلم ما فعلناه؟
فقال سيت بابتسامة عريضة:" لن تتقبل الامر. . . على الإطلاق, و لكن, حينذاك سيكون الأوان قد فات و ستكون النهاية سواء شاءت ذلك أم لا".
-في هذه الحالة سنتابع العمل, سأستدعي أخي و نبدأ العمل, و عندما ينتهي أمر تيس, سنبدأ بالاهتمام بصديقتيها.
منتديات ليلاس
^^^^^^^^^^^^^^