كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-لا تكوني سخيفة. لماذا يزعجني ذلك؟
ربما لو لم تشبك ذراعيها على صدرها وتحملق فيه غير مصدقة وبشكل يخلو من الذوق, لما انتهى الأمر إلى إثبات أنه معتوه, حسب إدعائها.
-أنت لم تجفلي.
-لم أفهم؟
و لأول مرة يتبخر تمالكه لنفسه:" لماذا تفعل النساء هذا دوما؟ يتظاهرون بعدم الفهم بينما هن يفهمن و إلى حد لعين, ما يقوله الرجال؟ إنكن تدفعننا إلى قول أشياء مثيرة لنعبر عن أنفسنا فسينتهي بنا الامر إلى الظهور بمظهر الحمقى".
لوت شفتيها:" هذا ينجح, أليس كذلك؟".
فتملكه الغضب:" حسنا, لن أنخدع. لم تجفلي حين كنت ترقصين مع غرايسن, وتعلمين جيدا ما أعنيه".
-وهل أردتني أن أجفل؟
فتوتر ذقنه:" هذا ما فعلته معي. لم تجفلي فقط بل اضطربت و تعثرت أيضا, و كدت لا تكملين الرقصة فما معنى كل هذا؟".
-اظن ان هذا يعني أنني غير منجذبة إلى غرايسن شو.
اوشك أن يقول شيئا, ثم عاد فسكت إذ لم يجد سوى جواب واحد على ذلك. امسك بذراعها وجرها بسرعة مبتعدا بها عن حلبة الرقص حتى لم يعودا على مرأى من الناس, حيث أمسك بها يحتضنها و يعانقها. تجاوبت معه بشوق. أين ذهب ذلك التردد, و أين هو الارتباك؟ لن يكونا لبعضهما البعض ومع ذلك شعر بأن هذا العناق صواب تماما.
كيف يمكن لأمر رائع كهذا أن يكون خطأ؟.
رغبته التي دفعته إلى معانقتها الليلة الماضية تحولت الآن إلى قوة مذهلة. كان عمق مشاعرها واضحا إذ لم تحاول أن تكبحها أو تخفيها. يا لها من امرأة مليئة بالمتناقضات!
لقد كشف توترها مشاعرها التي بدت له مزيجا متفجرا من الجذب و الصد, اللين و التصلب.
-يت سيدة لونيغان.
قاطعهما هذا النداء فالتفت شايد بسرعة مخفيا تيس عن الأنظار بكتفيه العريضتين. كان آل بورتمان يقف على بعد خطوات منهما, عاقدا حاجبيه باستياء.
قال شايد:" ىسف. لم ندرك أن ثمة شخص قريب".
فقال الرجل بجفاء:" هذا واضح. ومع ذلك لا أظن أن هذا المكان مناسب لتصرفات كهذه".
عليه أن يتصرف على الفور. و لم يخطر في باله سوى حل واحد, حل يضمن تصحيح هذا الوضع.
لكن لسوؤ الحظ, كان يضمن إثارة تيس وشيدو, وإن كان هذا لا يعني أنه يهتم برد فعل أخيه. إذا لم يصلح الضرر الذي ألحقه بوظيفة تيس, فلن يصفح عن نفسه أبدا.
أجاب:" أنت محق. كان يجب أن أنتظر إلى ما بعد انتهاء الحفلة الخيرية لأعرض عليها الزواج. الذنب كله ذنبي أنا".
صدمته لكمة على ظهره استوعبها بسخرية خفيفة, وسمعها تقول بصوت خافت:" كيف يمكنك أن تقول هذا؟".
طوق شايد كتفيها بذراعه و دفعها إلى الامام, متمنية لو أنه منحها فرصة أكبر لتتمالك نفسها.
ورغم أنها تحلت بالهدوء, إلا أن وجهها بدا متوجها بتاثير المشاعر المحمومة. ونظرا لأهمية هذه الحفلة الخيرية و تأثيرها في وظيفتها, فإن الإساءة إلى مشاعر رئيسها ليست أفضل طريقة لبدء السهرة.
كرر بورتمان:" عرض زواج؟".
فقال شايد:" أكرر مرة أخرى أنه كان علي أن أنتظر وقتا أكثر ملاءمة".
فقال بورتمان بابتسامة عريضة:"لا, أبدا تهاني القلبية يا تيس. لا أستطيع أن أعبر عن مدى سروري لأجلك, فأنا أعرف مدى صعوبة حياتك منذ موت روبرت".
فتمتمت:" شكرا".
-والآن و بعد ان فهمت ما رأيته, آسف لمقاطعتي لكما. كما تعلمان, كنت قد صممت على أن اختارك للمهمة الصعبة الليلة. لكن ما رأيكما لو انتظرنا إلى وقت أنسب".
تقدمت تيس مبتعدة عن ذراع شايد:" هذا الوقت مناسب كأي وقت آخر".
واوما شايد قائلا:" لا مانع لدينا أبدا".
فتردد بورتمان:" إذا كنتما متاكدين فيسرني أن أعطيكما الأسماء التي اخترتها".
أجفلت:" هل ستعطيني أكثر من اسم صعب واحد؟".
فاجاب بسرعة:" عليك أن تكسبي اسما واحدا. كنت قد اخترت شخصا واحدا وهو ديك سميث, لأرى ما يمكنك أن تنجزيه".
تملك تيس التوتر:" هذا ما افترضته. ما الذي غير رأيك؟".
حاولت أن تبقي صوتها هادئا ما خدع بورتمان, لكن أحس بذعرها الكامن. تأبطت ذراعه ما يعتبر سابقة إذ لم تكن البادئة بالاحتكاك به من قبل. و تساءل عما إذا كانت تدرك ما فعلت و تملكه الشك في ذلك. هذا يعني أن مخدومها قال شيئا هزها, و اشتبه بأن الأمر يتعلق بديك سميث. لكن لا يمكن أن يكون الرجل الذي يقلقها. الامر يزداد تعقيدا كل دقيقة. وقال رئيسها:" بعد مزيد من التفكير, بدا لي أن ثمة طريقة أفضل, وهي أن أضيف اسم شو إلى القائمة. يبدو أنط تصادقت معه الليلة, وهذا يمنحك دفعة خفيفة إلى الامام. اعتبري هذا هدية الخطبة لك, اما بالنسبة للثالث الذي اخترته فهو. . . ما رأيك بـ والت مور؟".
|