كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
6-خطوبة مزيفة
لم تكن أديليد سميث على مائدة العشاء ولم تعرف تيس ما إذا كات عليها أن تشعر بالراحة أم الغيظ. لماذا تكبدت مشقة استخدام شايد إذن؟ كانت غايتها منع أي مشروع زواج في المستقبل.الأمر الإيجابي الذي قد ينتج عن غياب أديليد هو عدم اضطرارها للتعامل معها أو مع ابنها المادي.
منتديات ليلاس
بعد العشاء, أخذت تيس تدور بين الزبائن و المتبرعين, وتراقب الباب متوقعة دخول أديليد و منتظرة من آل بورتمان أن يطلعها على هوية المتبرع العنيد الذي اختاره لها. وأخيرا, وجدت نفسها قرب غرايسن شو الذي ظهر اسمه على قائمة المتبرعين تحت اسم سميث مباشرة.
دهشت عندما مد شايد يده له مصافحا:" كيف الحال, يا غرايسن؟".
-ليس سيئا, وأنت؟
-لا بأس.
نقلت نظراتها بينهما وسألت:" اتعرفان بعضكما بعضا؟".
تردد غرايسن لحظة:" نعم".
فالتفتت إلى شايد:" أنت تعرف الأشخاص المهمين".
ابتسم متهكما:" مهمون؟ لا تدعي غرايسن يخدعك, يمكنه أن يكون بليدا للغاية عندما يبحث في مسائل العمل".
تقبل غرايسن هذا التعليق من دون احتجاج قائلا:" هذا صحيح ما دمت متهما".
تملكها الشك في ذلك إذ أحاط بالرجل جو من الثقة و الحنكة أنبأها بأنه لا يسبب الضجر لامرأة قط. وإذا كانت صادقة مع نفسها فعليها أن تعترف بأنها شعرت بمودة نحو غرايسن. لطالما وجدته وسيما, أنيقا ولم تغير السنون نظرتها إليه و ذلك منذ عرفته لأول مرة. قد يصفه البعض بالتزمت لأنه يبدو متحفظا للغاية, لكن روح الفكاهة التي رأتها في نظراته الهادئة و طريقة تعامله مع الناس, أنبأها بانه يراعي مشاعر من حوله, حتى و إن كان معتادا على تحمل المسؤولية. او لعل محبتها له ناتجة عن كونه يذكرها بروبرت.
قال شايد وفي عينيه نظرة غريبة. . . عنيفة متحدية جعلت تيس تنظر إليه بحذر:" أخبرني يا غرايسن, عندما يقترب منك الناس في حفلة كهذه ليطلبوا منك التبرع لأعمال خيرية, فهل تمزج العمل باللهو؟".
تنفست تيس بعنف. آه, لا. لقد أخطأ تماما في فهم ما قالته. فتحت فمها لتقول شيءا ينقذ الوضع ولكن لم يصدر عنها سوى صوت مختنق. وهزت رأسها بذعر.
رفع غرايسن حاجبه:" كرر ما قلته".
-أنت تفهم ما أعني. . . خدمة بخدمة.
صدر عن تيس صوت آخر مخنوق فيما سأله غرايسن بلطف:" هل تعرض علي مشروعا, يا صديقي؟".
فاجاب شايد مكشرا:"لا! لا! أعني مع امرأة , كما تعلم جيدا".
بدت شرارة غضب في عيني غرايسن, إلى أن نظر إلى تيس التي شعرت بوجهها يتوهج. راهنت على أن ذعرها يوازي ذعر غزال أحاط به الصيادون. وسرعان ما تحول الغيظ عي عينيه إلى تسلية:" خدمة مقابل خدمة؟ أتظن ذلك ينجح؟".
وتظاهر بأنه يفكر في الإحتمالات:" أعترف بأنني لم أفكر قط في استعمال هذه الطريقة في العمل".
بدا على شايد خيبة الأمل:" هل أنت واثق؟ أبدا؟ ولا حتى فك ربطة عنق؟ أو حتى غمزة عين؟ ابتسامة؟ لا شيء يحتمل التأويل؟".
إلتفت غرايسن إلى تيس:" ما رأيك؟ هل كنت أرسل إشارات من دون وعي مني؟ أو أخلع ثيابي من دون إدراك؟ أو حتى نظرة ماكرة؟ أتذكر أنني كنت أبتسم في المناسبات. لكنني لا أتذكر أنني غمزت مرة إلا اذا اختلج جفني دون وعي مني".
فقالت وهي تلتفت إلى شايد تحملق فيه:" لا, يا سيد شو. أنت لم تفعل أيا من هذا. . . أو أي شيء غير مناسب أثناء لقاءاتنا النادرة".
لم يعبأ شايد بإخفاء خيبة أمله وهو يقول:" أواثقة أنت؟".
-تماما.
وعزفت الموسيقى مرة أخرى فمدت تيس يدها إلى غرايسن:" أشعر, فجأة, بحاجة ماسة إلى الرقص".
وتملكها الارتياح عندما فهم الإشارة:" إذا وعدتك بألا أمزج العمل مع اللهو, فهل تأتين معي؟".
-شكرا, يسرني هذا.
رمقت شايد بنظرة سخط من فوق كتف غرايسن فأدهشها أن تراه غير راض عن تصرفها. حركت شفتيها قائلة من دون صوت:" إنتبه إلى تصرفاتك, إنه أحد الرجال العنيدين".
وبعد دقيقة أو اثنتين من الرقص بصمت, اكتشفت أن الارتباك الذي شعرت به مع شايد حين رقصا معا لأول مرة لم تشعر به مع غرايسن, فقد تلاءمت خطواتهما تماما وانسجمت غريزيا. لم تجفل أو تتعثر ولو لمرة واحدة, كما لم تتسارع خفقات قلبها. ولعل هذا من حسن حظها لاسيما بعد الحديث الذي دار بين الرجلين.
-وماذا كان ذلك العرض؟
|