كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-لا. لا نريد ذلك.
ضحك بصوت خافت لهذه الكذبة الوقحة:" أظن أن هذا لا يترك لنا سوى الرقص البسيط الساذج".
نظرت إليه من تحت أهدابها:" هذا صحيح لكن ثمة مشكلة صغيرة أمامنا".
-وما هي؟
-ما من شيء بسيط أو ساذج, أو قديم الطراز في طريقتك في الرقص.
فقال بابتسامة عريضة:" هذا ما أرجوه".
شدها إليه و أخذ يدور بها في الحلبة, مستمتعا بالحركات الجريئة. تملكه شعور لا يوصف, شعور بالدفء و الحياة و الرضى. اما هي فبدت أكثر من راضية, ما تسبب بمشكلة واضحة.
يمكنه أن يخترع كل أعذار العالم ليعيد إليها اهتمامها بالرجال. لكن الحقيقة البسيطة تكمن في أنه يريدها. . .
هذه المرأة لم تخلق له.
جاءت هذه الكلمات من مكان ما, خرجت من التزامه بموعده لأخيه. إنه, في مكان ما في هذه الحفلة, سيعثر على الرجل الذي اختارته اللجنة لتيس. الرجل الكامل الذي سيمنح المرأة التي بين ذراعيه السعادة حتى نهاية حياتها. عندئذ, ستبدأ مهمته الحقيقية. سيتوجب عليه أن يجد طرقا ليدفعهما إلى إقامة علاقة عاطفية, يغض النظر عما تريده هي, أو هو.
وتوترت شفتاه فاشتدت قبضة تيس على كتفه:" ماذا حدث يا شايد؟".
سار بها ليقف في آخر باحة الرقص:" عفوا؟".
-يبدو و كأن أفكارك بعيدة آلاف الاميال.
عليه أن يتركها الآن ما داما قد توقفا عن الرقص لكن ذراعيه اشتدتا حولها, متجاهلا أي رادع عقلاني:" كنت تائها في أفكاري".
مالت بين ذراعيه وقالت:" أفهم من ملامحك أنها أفكار غير سارة. أتريد أن تشركني في أي منها؟".
-إنه إلتزام أفضل أن أتجنبه.
فأومأت بتفهم كامل:" أعرف الكثير عن الالتزامات لاسيما غير السارة منها. هل يتعلق الأمر بهذه الوظيفة؟".
وقبل أن يجيب, اقترب منهما آل بورتمان وقال بابتسامة عريضة:" المعذرة لمقاطعتي لكما. إننا على وشك التوجه إلى مائدة العشاء. بعدئذ, سأقدمك يا تيس إلى رجل عنيد"!
فأجابت:" أنا متشوقة إلى ذلك".
شيء ما في لهجتها أنبأ بأنها تكذب. و نظرا لرغبتها في الحصول على الترقية, لم يستطع إلا أن يعجب لنفورها هذا. و عندما اتجها إلى غرفة الطعام سألها بهدوء:" هل من خطب ما؟".
-أظنني أعرف من اختاره آل لي.
-إذا؟
-إذا كان ظني في مكانه, فلن أحصل على هذه الترقية.
-لماذا؟
-فلنقل فقط أن ثمة تعقيدات شخصية تتداخل مع طلب التبرع.
-تعقيدات شخصية, كما في. . . العلاقات العاطفية؟
-أنت ماهر جدا.
-هذا صحيح.
كما أنه ماهر في القراءة ما بين السطور. لعل هذا الرجل العنيد سيتبرع بعطاء سخي لجمعيتهم الخيرية على أن يحصل على عطاء سخي مماثل من ناحية تيس فاختارت أن تستخدم رجلا يلعب دور العشيق لكي تمنعه من عرض حبه عليها.
جاهد شايد ليبقي صوته متزنا لكنه لم ينجح, فقد ازداد خشونة وهو يقول:" و الآن, كيف يمكنني أن أساعدك؟".
لم يقل لها إنه يرغب في أن يضرب ذلك اللعين, فقد تحاول أن تقنعه بألا يفعل.
نظرت إليه وتمتمت تقول:" إبق بجانبي".
-هل هذا الرجل هو من استخدمتني بسببه؟
-نعم.
-و يفترض أن أظهر ارتباطنا عاطفيا ليرفع يده اللعينة عنك عندما تقتربين منه طالبة التبرع. أليس كذلك؟
لم تنظر إليه, لكن ما ارتسم على ملامحها أعطاه الجواب الشافي. عندما ينفرد بها سيسألها عن اسم ذلك الرجل و كيف عبر عن اهتمامه بها بالضبط. وصمم شايد على أن يقتفي أثر ذلك الرجل ليشرح له أنه من الأفضل له ألا يقترب منها مرة أخرى إلا إذا أراد أن يخسر عددا من أسنانه.
وهز رأسه باشمئزاز. يمكنه أيضا أن يسدد إلى وجهه بضع لكمات. وخطر له احتمال آخر, وهو أن هذا الرجل هو نفسه الذي اختارته اللجنة. وارتمت على وجهه ابتسامة عريضة. آه, نعم. . . و اعجبته الفكرة.
لسوء الحظ, صحة هذا التخمين هي واحد في المليون فشايد يعرف الرجل المختار لتيس. لكن غرايسن شو ليس من اولئك الرجال الذين يتصرفون بحقارة, لكن. . . لعل غراي تحول منذ آخر مرة التقيا فيها, أي منذ أسبوع, إلى رجل أحمق!
إذا ثبت أن هذه الفكرة الحمقاء صحيحة. فيسره جدا أن يكلم غراي قبل أن يضع نهاية لأول قرار خاطئ تتخذه اللجنة. كما قد يفرك أنف شيدو لغلطته هذه, وذلك بشكل أخوي ودود. . . ثم . . . و نظر إلى المرأة التي بجانبه.
وتصبح تيس له.
^^^^^^^^^^^^
|