لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-09, 12:44 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

إنها متعبة و مجهدة فقط كما أنها حساسة للغاية. لم تستطع أن تكبح فكرة أن سنينا مرت منذ سمحت لرجل بالاقتراب منها فيما تصارعت رغبتها في الهرب من قربه مع رغبتها في الاستسلام لعناقه.
-أنا أعلم أنك غير مرتاحة, لكن إذا كنت لا تريدين أن يلاحظ الآخرون ذلك فأقترح عليك أن تسترخي و تركزي انتباهك على الفيلم و تتجاهليني.
تتجاهله؟ هل يمزح؟ و كيف يمكنها ذلك؟ لم تكن الأريكة واسعة بما يكفي بحيث شعرت بكل نفس يتنفسه وكل خفقة من قلبه و كل حركة من حركات عضلاته. بللت شفتيها الجافتين بطرف لسانها, وردت قائلة:" الفيلم. هذا صحيح".
-في حال لم تلاحظي, فإن الفيلم على شاشة التلفزيون أمامك.
التوت شفتاها بابتسامة عاجزة. الحمد الله لأنه لا يستطيع أن يرى وقالت:" شكرا".
مد يده وو تناول قبضة أخرى من البوشار ووضع بعضا منه بين شفتيها. اغمضت عينيها و قبلت تصرفه هذا. لم يطعمها رجل بيده قط من قبلو ورغم أنها جفلت من هذه الحميمية إلا أنها تقبلتها.
تعود أحدهما على الآخر شيء. . . اما هذا فشيء آخر. . .
فيلم واحد فقط هو كل ما عليها أن تلتزم به. ساعتان فقط ثم ترسله في طريقه. لكنها قاست أسوأ من ذلك بكثير.
في الواقع, جزء من المشكلة هو أن قربه منها لم يزعجها كما ينبغي أن يفعل. و إذ صممت على أن تتجاهله, ركزت اهتمامها على المسرحية الهزلية الشاعرية التي اختارها, و التي ستستغرق ساعة و تسع و خمسين دقيقة.
مد شايد يده نحوها مرة اخرى ثم سألها:" اتريدين فوطة؟".
حدقت إلى الشاشة وهي تجيب :" لا, شكرا".
-بوشار؟
-أنا باحسن حال.
وارتبكت قليلا لهذه الكذبة, ثم قالت:" هل أنت واثق من أننا لم نعتد على بعضنا البعض ما يمكن أن يقنع. . .".
-من دون شك. . .
ومد ذراعه يقربها منه أكثر:" كيف ترين هذا؟".
تنحنحت:" جيد".
جذبها إليه اكثر:" وهذا ؟ أحسن؟".
شعرت بحريق عند كل نقطة احتكاك بينهما. كيف يمكن لهذا أن يكون أحسن؟ و ترك هذا الاحتكاك بينهما تاثيره على حبالها الصوتية فحاولت النطق ثلاث مرات قبل أن تتمكن من أن تقول:" عظيم".
لن تتحرك مرة أخرى مهما فعل ومهما انزعجت. ستتحمل حتى أنها لن تهتز لشيء.
او هكذا ظنت حتى دقت الساعة الواحدة وبقي من الفيلم نصف ساعة. أراح ذقنه على شعرها ورفع ذراعه عن خصرها, ثم استقرت يده على خدها, فانحبست أنفاسها. عندئذ هبت عن الأريكة واستدارت تواجهه:" ماذا تظن نفسك فاعلا؟".
استوى في جلسته:" أشاهد الفيلم مع عشيقتي. ما الذي تفعلينه؟".
-نحن لسنا عاشقين. لسنا كذلك ولن نكون كذلك أبدا. كيف لك أن تفكر. . .
وسكتت فجأة ثم أغمضت عينيها.
-ليس لك أن تهتمي بما أفكر فيه بل بما سيفكر فيه كل إنسان. سيظنون أننا غريبان عن بعضنا البعض ولا يكاد الواحد منا يطيق الآخر. أرى ان تعودي إلى الأريكة ثم نجرب هذا الامر مرة أخرى.
أحدث صوته الهادئ فيها تاثيرا, فقالت:" لكنك ستلمسني إذا ما عدت".
-هذا صحيح. سافعل ذلك و سأستمر في ذلك حتى تتوقفي عن الإجفال مني.
تمنت لو تراه بشكل واضح, لكن الضوء الخافت جعل ذلك مستحيلا ما ذكرها بأول تعارفهما. كانت عيناه حينذاك حادتين غريبتين تنضحان فوة مدمرة.
-هل تفكر في لمسي بهذا الشكل غدا في الحفلة؟
-فقط إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
وربت على مكانها الخالي على الأريكة:" تعالي يا تيس و دعينا نشاهد بقية الفيلم".
-أظننا قمنا الليلة بما فيه الكفاية.
-لكننا لم ننجح؛ كل ما فعلناه هو أنك برهنت أننا ما زلنا بعيدين عن النجاح. أتريدين أن ينجح هذا الأمر أم لا؟ الخيار لك.
تبا له! لما هذا الألحاح؟ ولما هذه المشاحنة؟ يمكنهما ان يمثلا بما يكفي حتى تنتهي حفلة الغد. ألا يفهم؟ إنها لا تريد أن يغزو رجل بيتها. إنها لا تريده في مطبخها أو غرفة جلوسها أو مستلقيا على أريكتها. إنها تريد أن تستعيد عزلتها. نظرت إلى ساعة الحائط و كادت تتأوه. ما زال امامها ساعة و عشرون دقيقة. إنها الابدية! ثم عادت إلى الأريكة. . . في المرة القادمة سترتدي قميصا من القطن يسترها من رأسها حتى أصابع قدميها. ولا بد أنه قرأ افكارها إذ قال:" سيظل مظهرك عفوي الاناقة حتى ببنطلون الجينز".
و عادت إلى وضعها السابق. و لسبب ما, لم تشعر بأن ذراعه على خصرها مثلما شعرت من قبل.
-لعلك تريد أن تقول انيقة بشكل عفوي؟
قال وهو يزيح شعرها عن وجنتيها:" المسالة ليست في ما تلبسينه بل في كيف تلبسينه".

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 22-08-09, 12:47 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم تبعد وجهها عنه بل سمحت له بلمسها والاسوأ من ذلك أنها شعرت بلذة في ذلك.
أغمضت عينيها ولم تعد تتظاهر بأن الفيلم يستحوذ على اهتمامها. هل سبق و لمسها روبرت بهذا الشكل؟ لم تعد تتذكر. ووجدت أنه من المحزن الا تتذكر بدقة تفاصيل حياتها مع روبرت. عندما مات ظنت أن تلك التفاصيل ستبقى في ذاكرتها إلى الأبد. لكن الزمن خانها. . . خانهما معا.
وفي الساعة التالية استطاعت أن تتقبل وجود شايد بكل هدوء و اتزان. عندما لم يبق من الوقت سوى دقائق عدة سمعته يتنهد بهدوء.
ادارها لتواجهه. . . وشدها إليه برقة فائقة. أين ذهبت حركاتها الخرقاء السابقة؟ لقد بدت أكثر ارتياحا وهي تخطئ في خطوات الرقص منها الآن وهي تستقر بين ذراعيه و كأنها تنتمي إليهما. فقد بدا لها هذا صوابا إلى حد أفاقها.
أسندها إليه بحنان لم تعرفه منذ وقت طويل, جعلها تشعر ببهجة فائقة.
-تيس. . .
على أحدهما ان يبقى عاقلا, أن يظهر شيئا من الحكمة و ضبط النفس. وبما أن شايد لم يشأ أن يتعقل, فقد وقع العبء عليها وقالت:" لقد انتهى الفيلم, و بالتالي سهرتنا".
-لا يهمني الفيلم مثقال ذرة. ثم أمر واحد يهمني القيام به الآن.
ما كان عليها أن تسأله بل كان عليها أن تترك الأريكة, وانتهاء الفيلم عذر جيد لذلك. لكنها, وبدلا من ذلك , رفعت وجهها إليه:" ما الأمر الذي يهمك؟".
-هذا. . .
وأخذ وجهها بين كفيه يتاملها ثم شدها إليه يعانقها. كان هذا العناق أحسن بكثير من عناقهما في المطبخ وفقد سيطرته على نفسه في لهفته إليها. و كانت هي من اللهفة بحيث لم تتردد كما فعلت من قبل بل بادلته العناق.
و أخذ قلبه يخفق بإلحاح ما دفعه إلى ضمها بقوة أكبر فلم تقاومه.
هل تملك فكرة عن المشاعر التي يثيرها فيه قربها؟ بفترض فيه أن يتحكم بنفسه تحكما عاما. لكن عناق تيس دمر سنوات من الجهد و التدريب.
حاول أن يستدرك وتمتم:" أنت لست لي".
رفعت بصرها إليه وسألت:" ماذا؟".
-ما كان ينبغي أن نفعل هذا.
دفنت وجهها في كتفه وهي ترتجف. وبعد لحظة أدركت أنها تضحك:" الآن ادركت أنه ما كان لنا أن نفعل هذا؟ ظننت ان هذا هو الغرض من تدريبنا".
-يفترض بنا أن نعتاد على بعضنا البعض, وهذا كل ما في الأمر.
وتصاعد التوتر تحت حطام دفاعاتها المنهارة. وسواء ميزت هذه الدلائل أم لاو فقد كانت مستعدة لرجل. . . إنما ليس لأي رجل. . . له هو فقط.
أغمض شايد عينيه. تبا! و كادت تقتله سخرية القدر. لقد عمل طوال الليل لكي يثير فيها هذا النوع من التجاوب. والآن, بعد أن نجح في ذلك, لا يستطيع الإستفادة منه. . . لأنها ليست له. يا له من أحمق! لولم يكن مندفعا بهذا الشكل, لما وصلا إلى هذا الوضع. لكنه فعل ذلك, و تصحيح الخطأ يعود إليه.
-لم تعودي تجفلين الآن.
تظاهرت بالتفكير في الأمر:" هناك سبب لذلك".
-هل لأنك أصبحت تشعرين بالراحة معي؟
-لا أبدا.
-لكنك انجذبت إلي جسديا.
وكان الاثنان يعلمان أن هذه هي الحقيقة.
-هذا ما أخشاه.
و امسكت بمعصميه بينما تابعت تقول:" وما كان لي ان أنجذب لأنك مستخدم عندي و لست عشيقي".
-عشيقك المزيف فقط.
فأومأت:" لقد أثبت وجهة نظرك يا شايد, و أنجزت ما خططت له, ثمة فرصة ممتازة لئلا أجفل عندما تلمسني في المرة القادمة".
-عندما المسك في المرة القادمة قد لا استطيع أن أتركك.
اتسعت عيناها لكن صوتها بقي ثابتا:" ستضطر إلى ذلك لأن علاقتنا علاقة عمل ولا يمكن أن تتعدى ذلك".
أرغم نفسه على ترك الأريكة. لم يستطع ان يتذكر آخر مرة وجد فيها صعوبة في أن يترك امرأة .
كان شعرها الناري يحيط بوجهها بشكل فوضوي تعبيرا عن النار الملتهبة في الداخل. حتى أن عينيها كانتا عيني امرأة استسلمت لمشاعرها و نسيت الواقع المؤلم.
تمالكت نفسها ببطء, وعادت المرأة التي عرفها في البداية. سوت شكلها و شعرها. كان رائعا أن تتحول من امرأة محمومة المشاعر إلى أخرى متزنة للغاية, وذلك في لحظة واحدة, ما يعكس إرادة حديدية. وقفت وواجهته فأحس بأن الحواجز التي ترفعها من حولها أبحت أكثر ضعفا مما تريد أن تعترف و أنه قادر على أن يزيل تلك الحواجز بقليل من الجهد, لكنه لا يريدها بتلك الطريقة.
قال منبها:" سأغازلك مرة أخرى و أنت تدركين هذا, أليس كذلك؟".
-أهلا بك في فترة العمل و بصحبة الآخرين.
-وعندما نكون وحدنا؟
حدقت إلى عينيه من دون أن تطرف:" لن تكون هناك اي ضرورة للمسي , أليس كذلك؟".
-أظن أن ذلك يتوقف على مدى نجاحنا بين الناس.
لم يعد ثمة فائدة من مواصلة الضغط عليها فقد نجح في جعلها تتجاوب معه, فلماذا يمنحها عذرا للانغلاق على ذاتها؟
-متى تريدين أن آتي لأخذك غدا؟
-تبدأ الحفلة الخيرية في السابعة كما أنها ستتضمن عشاء.
-سآتي لآخذك في السادسة والربع.
فترددت ثم قالت:" الحفلة رسمية يا شايد. هل يشكل ذلك مشكلة لك؟".
-ليس بالنسبة إلي.
عليه أن يذهب. ومع ذلك عاد فوقف إلى جانبها ووضع ذراعه حول عنقها ورفع ذقنها بإبهامه:" تصبحين على خير, يا تيس. أعلم مدى صعوبة هذا الامر بالنسبة إليك. و شكرا لمحاولتك".
فعلت بالضبط ماهو خطأ. رفعت وجهها وتحدث عناقها عن كل ما أنكرته, وهمس بكلمات لم تكن لتجرؤ قط على النطق بها. أخبرته بأن تأثيره فيها لا يماثل تأثير أي رجل آخر من قبل. مهما كانت تجربتها صعبة إلا أنها لم تستطع مقاومة جاذبيته. أما هو فأخبرها أنها أجمل امرأة احتضنها. . . و أحلامهن, و أكثرهن جاذبية و تفردا.
و أنهت العناق وهي تتمتم بأسف:" الوداع, يا شايد".
لكنه لم يدعها تفلت بوداعها الذي تضمن نبذا نهائيا له, فقال:" حتى المرة التالية".
حملت كلماته معنى التنبيه, فمهما كلفه الأمر, سيأخذ تيس بين ذراعيه مرة أخرى. . . وقريبا جدا.

^^^^^^^^^^^^^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 22-08-09, 12:50 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تم الفصل الرابع

و الان مع الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 22-08-09, 12:53 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-لمسات تحيي الألم الماضي

ما إن سمعت تيس صوت بابها الخارجي يغلق خلف شايد حتى جلست على الأريكة ووضعت رأسها بين يديها. ما الذي فعلته؟ لقد سمحت لغريب بأن يتعامل معها بحميمية الحبيب. لم تتقبل عناقه وحسب, بل استمتعت به.
و خطر لها أنها إما استحالت عانسا محبطة وإما ان زمنا طويلا مضى منذ عرفت الرجال.
هذان الاحتمالان لمسا منها وترا حساسا. لقد مضى وقت طويل منذ لمسها رجل, تسع سنوات طويلة موحشة. حتى هذه الليلة لم تشعر قط بالحاجة إلى أي رجل بعد روبرت.
لم يجذبها رجل بنفس القوة التي جذبها بها زوجها الراحل. لكن شايد أثار فيها مشاعر ظنتها ماتت منذ زمن طويل وهذا ما أزعجها. . . كثيرا.
منتديات ليلاس
لم تشأ أن تتملكها هذه المشاعر نحو رجل مرة أخرى. إن فقدها لروبرت كان أسوأ ما حدث لها في حياتها. . . لم تتصور قط أنها ستشفى منه فخصصت طاقتها كلها ووقتها لعلمها. و الآن, وفيما هي توشك أن تكون أصغر نائب مدير في الشركة, لن تعرض هذا للخطر من أجل أي شخص أو أي شيء. وها هو شايد يهدد بتعريض ترقيتها للخطر و ذلك بإلهائها في مثل هذه اللحظة الحاسمة من حياتها المهنية. وفضلا عن هذا . . . ماذا لديه ليقدمه لها؟ بعض اللهو الذب لا معنى له, وهذا كل شيء.
وانتصبت في جلستها ببطء. لم يكن شايد يهمها كرجل, كما أخذت تحدث نفسها بحزم وقد زمت شفتيها بشدة. كلا. إنها غير مهتمة بشخصيته أو بماضيه او بالظروف التي جعلته الرجل الذي هو عليه الآن. اهتمامها به لم يأت من مثل هذا الينبوع النبيل بل من سبب ديوي مختلف تماما هو المشاعر الجسدية التي اثارها فيها.
حسنا, يمكن لهذه المشاعر ان تكبح او تطفأ, على الأقل أثناء مدة عملهما معا. والآن, وبعد أن اتخذت قرارها, ستذهب إلى سريرها, وفي الصباح ستعود إلى التحكم بنفسها مرة أخرى. وأوشكت أن تترك الأريكة ثم ترددت.
عادت فتكورت على ألاريكة من دون أن تفهم ما يحدث لها. ملأت رائحة شايد أنفها فأغمضت عينيها وهي ترتجف. يجب ان تذهب إلى سريرها وتحاول أن تبتعد ما أمكنها عن الصور التي اثارتها الساعات الماضية. لكنها, وبدلا من ذلك عادت فاندست اكثر بين الوسائد التي ما زالت تخزن دفء جسد شايد ثم عادت بالذاكرة الى كل دقيقة أمضتها بين ذراعيه. إذا كانت لا تستطيع أن تحصل على الرجل, فستحصل على الذكريات.
وبين آثاره الباقية, سمحت للنوم بأن يغزوها.
* * *
كان غبيا حقا!
سار شايد في شوارع ستيل, آملا أن تساعده هذه الرياضة على استعادت تحكمه في نفسه. ما الذي كان يفكر فيه؟ يمكنه ان يدعي أنه كان يجعلها تتآلف مع ناحيتها الأنثوية, ويذكرها كيف يفترض أن يتفاعل الرجل و المرأة. لكنها ليست له. . . يفترض به أن يثير فيها مشاعر الحب نحو من اختارته اللجنة, وها هو يحاول أن يمتلك السيدة لونيغان الحلوة.
وهذا يعني أنه يرغب فيها.
أيرغب فيها حقا؟
ورن جرس هاتفه, فأجاب:" شايد".
-أريد آخر المعلومات عن مشروع لونيغان.
عبس. هذا أفضل ما يتوج به نهاره, مخابرة من السيدة التنين:" كيف حالك في هذه الامسية الرائعة؟".
-هذا لا يهم.
ماهذا ؟ إنها مفاجأة. متى كانت الثرثرة في الامور الشخصية تطغى على اهتمامها بالعمل؟
-أعتقد أنني طلبت تقريرا عنها؟
تقرير عن تيس لونيغان؟ . . . إنها أحلى و أنعم امرأة عرفها في حياته. حميمية عناقها أنسته أي افكار أخرى. وتملكه الشك في أن ترضى مخدومته بوصف مشاعره في تقريره وقال:" تيس شبه ناضجة".
-اوضح كلامك.
-لعلها الآن جاهزة للرجل.
-اوضح.
ولم يكن هذا سؤالا بل امرا. و اختار أخوه شيدو هذه اللحظة ليتدخل في الحديث:" هذا لا يبدو شبيها بالمهمة التي اوكلناها إليك, يا أخي. ما الذي يدور في ذهنك؟".
أجفل شايد. ربما كان عليه أن يكون أكثر حذرا في كلامه:" في بداية تعارفنا, كان اهتمامها الوحيد هو بالعمل و ربما تغير هذا".
فاستلمت الرئيسة الكلام مرة أخرى:" كيف تغير؟".
فقال بتذمر وحقد:" يبدو أنها الآن أكثر استعدادا لعلاقة غرامية".
-وكيف عرفت؟
أتراها تمزح؟ فقال:" هيا, بإمكان الرجل أن يعرف".
تدخل شيدو قائلا:" لقد تحدثنا في هذا الموضوع من قبل, وهو أن تيس ليست لك".

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 22-08-09, 12:55 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شعر شايد بغضب متعذر تفسيره, فقال صارفا بأسنانه:" ليس عليك أن تكرر هذا القول. أن تخبر رجلا أنه لا يستطيع أن يحصل على شيء معين يزيده تصميما على الحصول عليه".
-إنس هذا, يا أخي. لا يمكنك أن تحصل على تيس لونيغان.
فزمجر شايد يقول:" أتريد آخر المعلومات؟ هذه هي المعلومات. اهتمام السيدة منصب على عملها وهي لا تحتاج الرجل إلا إذا كان سلما للارتقاء في عملها. اظن أنها ما زالت تحب زوجها الراحل وهي تعاني من إحباط جنسي لا يتلاءم مع الزواج. هل أنت سعيد؟".
فقال الأخ:" غدا مساء ستقدمها إلى الرجل الذي اخترناه لها. هل لديك سؤال؟".
-نعم لدي سؤال. . . و سؤال كبير. . . إنها لم تطلب من اللجنة أن تساعدها في العثور على زوج بل في العثور على زوجين لصديقتيها. . . فلماذا تتدخل في حياتها هي؟
-كان أخوها قد وضع اسمها على قائمتنا قبل أن تأتي هي إلى اللجنة. كان قدومها لأجل زوجين لإيما و رين مجرد مصادفة.
يالجهنم! سيشنق سيث! قال:" ولماذا يطلب شقيق تيس هذا لها؟".
فقال شيدو بنعومة:" ألا تظنها تستحق أن تكون سعيدة؟".
-تستحق؟ يبدو لي هذا عقاب لها.
-لأنك تعتبر الزواج عقابا, لا يعني أن كل شخص يوافقك الرأي. يبدو أن تيس هي أيضا لا توافقك الرأي و إلا لما طلبت منا العون لتزويج صديقتيها.
رغم رغبة شايد في الاحتجاج على هذا الاستنتاج المنطقي إلا أنه لم يستطعز ولكن, لماذا يقاوم ما لا مناص منه؟ لقد سبق و ذكره بأن اللجنة لم تخطئ قط كما أنه رآهم يعملون و رأى مدى حسن اختيارهم في الماضي. ومهما كان من اختاروه ليكون زوجا لتيس فهو حتما الأفضل لها.
وسأل أخاه رغما عنه:" لكن من هو ذلك الفارس, على أي حال؟".
ولما استلمت رئيسة شيدو دفة الحديث قالت:" إنها تعرف الرجل, و أنت أيضا. وهذا هو السبب في اختيارك لهذه المهمة. لقد أرسلنا إليك المعلومات الاولية عنه عبر الإنترنت. كل ما عليك أن تفعله هو أن تشجع العلاقة الغرامية بينهما".
-علي أن أعرفهما ببعضهما البعض ثم أدع الطبيعة تفعل فعلها؟
-هذا هو المفروض.
-هذا حسن. سأبدأ غدا. أي سؤال آخر؟
و جاء دور شيدو في انهاء الحديث:" شيء أخير. . . قم بعملك".
لم يعد هناك ما يقال فوضع شايد الهاتف في جيبه ثم أخذ يحملق في الشوارع الخالية. حسنا, سيقوم بعمله, كعادته دوما. لكنه لم يشعر قط من قبل يمثل هذه الكراهية لمشروع زواج بسيط. ربما إذا قابل هذا المرشح للزواج فسيغير رأيه. وربما سيقر بانهما متلائمان تماما. لكنه, ولسبب ما, شكك في هذا. عندما تذكر حركاتها وهي بين ذراعيه, ازدادت شكوكه. إنه مؤمن تماما بان اللجنة مخطئة.
و سيفعل كل ما بإمكانه ليثبت ذلك.
***
وصل شايد في السادسة و الربع. فتحت له تيس الباب فجاهد ليتمالك نفسه. بدت مذهلة بسترتها القصيرة المطرزة بالخرز اللامع التي أبرز لونها بياض بشرتها الناصع وحيوية شعرها و أضفى على لون عينيها ظلا أزرق. وقد رفعت شعرها إلى أعلى و انتعلت حذاء عالي الكعبين, كما لفت نفسها بجو بارد ناء جدير بأن يجعل اميرة الثلج نكرة.
سره أنها مالت إليه مسترخية بين ذراعيه ثم تأوهت. ولم تكن ردة فعلها هذه نتيجة توتر أعصابها بل عن وعي. . . إنه بالضبط ما تتمنى أن يلحظه زملاؤها في العمل. وكأنما أدركت تيس ذلك هي أيضا, فتراجعت خطوة إلى الخلف, رافعة الحواجز بينهما بسرعة بالغة.
تمتم يقول:" لن أخبر أحدا".
فرفعت حاجبها:" لم أفهم".
قال مازحا:" لن أخبر أحدا بأنك أنزلت دفاعاتك عندما لمستك فهذا سرنا الصغير".
تصارع على ملامحها الغيظ و التسلية, وبعد لحظة افتر فمها عن ضحكة:" يا لك من رجل صعب".
-هذا ما قيل لي.
حدقت إليه بإحباط لا تدري كيف تتصرف معه, ثم قالت:" لقد قررت, بعد خروجك الليلة الماضية, ألا أدعك تؤثر في مرة أخرى".
لم يستطع أن يقاوم رغبته في ملامسة عنقها الجميل مرة أخرى:" لا تأسفي لهذا. لقد صبرت ثلاثين ثانية كاملة".
فتلاشت ابتسامة التسلية عن شفتيها و هي تهمس:" بل خمسة. كانت خمس ثوان فقط".
يا لجهنم. . . إنهما في ورطة حقيقية وارتجفت ذقنه وقال:" إذا نحن لم نخرج الآن, فلن نخرج أبدا".
تناولت حقيبة يدها الصغيرة من على منضدة الردهة, و أشارت إلى الباب قائلة بلهجة رسمية:" هل نخرج؟ لا أريد أن نتاخر".
و شايد لا يريد ذلك أيضا. كان مستعجلا ليعثر على زوج المستقبل لتيس و ليدفعهما إلى انشاء علاقة غرامية. . . ومن ثم يخرج من حياتها, و تحصل هي على السعادة إلى نهاية العمر. سيكونان راضيين. هو سيذهب في طريقه, بينما تذهب هي في طريقها. تبعها إلى الخارج وهو عاجز عن أن يبعد نظراته عن حركاتها المغرية. سار بجانبها وهو يطوقها بذراعه. نعم. سيذهب في طريقه. . . في النهاية.
قاما بالرحلة إلى قلب المدينة صامتين. وعدا عن نظرة سريعة متأملة لم تعلق تيس كما التزم هو أيضا الصمت. فقد تملكه الشك في قدرته على الكذب عليها إذا ما سألته عن قدرته على تسوية اموره بالراتب الذي سيستلمه من وكالة الوظائف المؤقتة. فلسوء الحظ, ستطرح مزيدا من الأسئلة التي لا يريد الإجابة عليها. كيف يمكنه أن يشرح لها أنه يمضي معظم أيامه في ادارة الثروة التي كسبها من سوق الأسهم اثناء عدم انشغاله بعمل المحرض؟.
و لسبب ما, تملكه الشك في أن يمر هذا الأمر بسهولة.
وصلا إلى الحفلة الخيرية المقامة من أجل مرضى السرطان مبكرين فاغتنمت الفرصة لتقدمه إلى زملائها في العمل و إلى رئيسها آل بورتمان, وهو رجل بدين بشوش دو عينين ذكيتين داهيتين. وخشي شايد أن إقناع هذا الرجل بحميمية علاقتهما يتطلب الكثير. و بعد أن قاما بجولة, ابتدأ الرقص, فطوق شايد خصر تيس بذراعه وسار بها إلى الحلبة.
همس في ذهنها:" حان الوقت لنبدأ العرض".
تملكه الارتياح عندما لم تبتعد عنه بل تقبلت عناقا خفيفا. اشتد عناقه ولامست يده ظهرها برقة فاندست به و كأنه حبيبها حقا, على الأقل وهما في طريقهما إلى الرقص. وعندما رقصا خطوات عدة رفعت بصرها إليه وما إن التقت نظراتهما حتى تعثرت.
رد فعلها تجاه هذه الغلطة لم يكن جيدا فقد جمدت مكانها و بدا الحذر في عينيها:" لا أدري إن كنت أحسن هذه الرقصة".
قال مشجعا وهو يلتزم بالخطوات التمهيدية:" طبعا يمكنك ذلك".
همست له بذعر:" أرجوك يا شايد قلت لك إنني لا أريد أن أرقص معك مرة أخرى".
-أتذكر هذا كما أنني أنذرتك بأننا سنجرب هذا مرة واحدة.
-من فضلك, في هذه الحالة, أن نترك حلبة الرقص و إلا أفسدت كل شيء.

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لن تسامح, داي لوكلير, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية