كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-ربما كانت لتنجح لو أنك لا تحاولين القيادة فهذه مهمتي أنا.
-آسفة, لكنني معتادة على أن اكون المسؤولة.
-هذا يجعلنا, نحن الاثنين, مسؤولين.
أبطأت تيس ثم توقفت عن الرقص:" لا بأس يا شايد, لقد رقصنا. والآن اشرح لي لماذا كان من الضروري أن تبرهن لي بهذه الرقصة أننا غير متلائمين كحالنا في كل ما جربناه من قبل؟".
أتلااها جاهلة حقا أم أنها تتغابى؟ سألها:" ألم تري إثنين يرقصان قط من قبل؟".
-رأيت بالتأكيد.
-ألا يمكنك أن تميزي بين اللذين رقصا معا من قبل و بين اللذين لم يرقصا؟ بين عاشقين و بين من تربطهما معرفة سطحية؟
مرت على وجهها سحابة سريعة:" نعم".
-بين العاشقين حميمية في حركاتهما, و يتجاوب جسداهما معا.
وشدها إليه مرة أخرى:" تعالي لنحاول مرة أخرى".
بدا عليها شيء من الإنهاك:" من الأفضل ألا أفعل".
-رقصة واحدة يا تيس. إذا لم نستطع القيام بهذا, فكيف نلعب دورنا بشكل مقنع؟.
فقالت من دون أن تنظر إليه:" سنحاول هذا لمرة فقط. و إذا لم تنجح, فسندع الأمر".
بدأ رقصة بالغة السهولة, لكنها لم تنجح هي أيضا.
-هل لك أن تسترخي؟
-أحاول ذلك.
-حاولي اكثر.
تململت مبتعدة عنه مرة أخرى فوضع يده على ظهرها ثم أعادها إليه:" ميلي نحوي, تيس. ايمكنك ان تشعري بدفعي الخفيف لك؟".
فقالت بحده:" أشعر بدفعك القوي لي".
لم يحتضن امرأة قط وقاومته بهذا الشكل. تنهد قائلا:" لا بأس, أعلم أنك لا تريدينني أن ألمسك. يا للحظ السيء يا حبيبتي ! لقد استخدمتني لمهمة و علينا أن نقوم بها بأي شكل كان. أقترح ان تغمضي عينيك و تتذكري الأسباب التي جعلتك تستخدميني. إذا كانت تلك الأسباب هامة, فستجدين طريقة لإنجاح هذا الأمر. والآن, كفي عن مقاومتي وافعلي ما أقوله لك أو تخلي هن مسألة الترقية اللعينة تلك".
جمدت مكانها مصعوقة لحظة, ثم تشنجت ذقنها. ضربته على كتفه بعنف ثم امرته وهي تصر على أسنانها:" أرقص".
-ها قد فهمت الآن.
و أخذ يدور بها بسهولة فيما تجاوبت معه.
هذه المرة لم تتعثر سوى مرة واحدة فيما تجنبت الدوس على أصابع قدميه و تجاوبت مع خطواته. وبعد ان قاما بجولة في أنحاء الغرفة, شد ذراعه حولها قبل أن تهرب ثم قال بإصرار:" مرة أخرى".
هذه المرة كان الامر سهلا, وتحول الارتباك السابق إلى مرونة طبيعية. وسره ان تتجاوب معه بشكل طبيعي للغاية. وعندما أنهيا الدورة الثانية, حاولت ان تنهي الرقص فمنعها قائلا:" رقصة أخرى".
توتر فمها لكنها لم تعترض. اختار خطوات اكثر تعقيدا بقليل من دون أن يؤثر ذلك فيها بل تقبلت التحدي بابتسامة ماكرة, و أخذت تجاريه حركة بحركة.
استرخت للحظة كما يفعل العشاق فيما سيطر الانسجام عليهما في عناقهما هذا. راح قلبها ينبض بانغام موسيقاهما الداخلية فاستجاب لذلك النداء الصامت بحركات بطيئة متمهلة.
ارتجفت و بدت في عينيها نظرات حالمة. ورفعت إليه وجهها و كأنها تنتظر منه أن يعانقها أكثر.
كل ما فيها كان ينطق باستعدادها لذلك. احمرار وجهها, و استجابتها له, و نظراتها إليه, هكذا ينبغي أن يكون عناقهما و هكذا ينبغي أن تتجاوب معه كلما لمسها.
و فجأة, انتهى كل هذا كما بدأ. تخلصت منه ثم نظرت إليه بذعر وهي تشبك ذراعيها على صدرها:" هل فقدت عقلك؟ ماذا تظن نفسك فاعلا؟".
-أراقصك.
-لم يكن ذلك رقصا, فقد لمستني.
-كان ذلك. . . كان. . .
وحملقت فيه و كأنه خرج لتوه من تحت أنقاض حطام:" ما كان ينبغي لهذا أن يحدث أبدا. كيف يمكنك أن تفعل هذا؟".
لقد نبذته الآن حقا. فقال:" يمكنني ذلك و أريده. . . و الآن, اعلمي يا حلوة أنه كان ينبغي لشخص ما أن يفعل هذا منذ وقت طويل. وبعد أن أصبحت أعلم ما ينبغي أن أفعله لأصل إليك, ساحرص على أن يتكرر هذا بشكل منتظم. هل فهمت؟".
^^^^^^^^^
|