كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
جرب ان يعانقها مرة اخرى, مع مزيد من الاحتراس هذه المرة. ورغم أنها استرخت بين ذراعيه بشكل ما, إلا أن هذا لم يكن استسلاما كليا.
احس بأنها تريد أن تبتعد. لماذا لا تطيع غريزتها وتخفف من حذرها؟ تراجع قليلا إلى الخلف ونظر إلى وجهها المرفوع اليه:" إنها البداية, كما أظن".
فقالت بجفاء:" إنها ليست ناجحة تماما".
لا, فقد استمرا في التعامل و كأنهما غريبان. كانا يناضلان غريزيا ليجدا ما يريحهما ولكن من دون نجاح. وقال:" لم يكن ذلك سيئا جدا لاسيما إذا أخذت بعين الاعتبار أننا لا نعرف بعضنا جيدا كما أنني أظنك من النساء اللاتي يفضلن أن يقمن علاقاتهن بالطريقة القديمة البطيئة".
هزت كتفيها:" وما الخطأ في ذلك؟".
-لا شيء, ما عدا أن ليس لدينا الوقت الكافي لعلاقة بطيئة قديمة الطراز.
جاهدت لتنحرر من قبضته:" ألم تفهم بعد؟ أنا لا أريد علاقة معك . لا أريد علاقة مع احد".
-نعم, فهمت ذلك. لكن السؤال هو. . . ما دمت لا تريدين علاقة, فلماذا تبحثين عن علاقة زائفة؟ ولماذا تريدين أن تتظاهري , لنيل الترقية, بأن لديك عشيقا؟
-هذا ليس من شأنك.
-بل هو كذلك ما دام مرتبطا بوظيفتي لديك.
و تاملها مقطبا جبينه, متلمسا طريقه بحذر. سيطيع غريزته إذا ابتدأت ملاحظاته بإزعاجها. . . فقد اعتاد ذلك:" أنت مستقلة بشكل كبير, امرأة مسؤولة عن مصيرها و تؤثر في بصدقها و صراحتها, ومع ذلك, أراك مرغمة على الخداع لكي تتقدمي في عملك. لماذا؟".
-كما قلت لك. . .
وخطرت في باله فكرة غير سارة:" هل يضغط عليك أحد زبائنك لإقامة علاقة لا ترغبين فيها؟".
ردت باقتناع تام جعله لا يشك في صدقها:" لا!".
ومع ذلك, كان قريبا من الحقيقة:" لكن لديك مشكلة مع أحد الزبائن, وهذه مشكلة ستحل إذا ما خرجنا بين الناس بصفة عاشقين. لماذا لا تخبريني عن نوع المشكلة؟ ربما يمكنني مساعدتك".
-لا أنوي أن اوضح أي شيء لك و ذلك لسبب بسيط وهو أنني لا. . .
وسكتت فجأة, فأكمل كلامها:" تثقين بي؟".
أومأت فجأه فقرر أن يتركها.
-هذا عدل. لا يمكن إرغام أحد على منح ثقته. هلا عدنا إلى الردهة؟
-هل أنت راحل؟
ى -لا تظهري كل هذا الأمل. لا, لن أرحل. أريد أن أجرب امرا آخر, و المطبخ لا يتسع لما في ذهني.
ربما من حسن حظه أن شيدو لم يختره للزواج من تيس, فهو لا يحسد ذلك الاحمق المسكين الذي سيجرها إلى الكنيسة. لعلها أثناء ذلك, سنرفس وتصرخ.
لم تجادله بل هزت كتفيها وتقدمته. وعندما أصبحا في غرفة الإستقبال استدارت إليه تواجهه بتردد:" والآن , ماذا؟".
-الآن سنرقص.
-نرقص؟ ما من موسيقى.
وحدقت إليه و كأنه فقد عقله.
-هذا أفضل. بهذه الطريقة يمكن أن يسمع جسدانا بعضهما بعضا.
فتنهدت :" لا بأس, فهمت الآن أنك واحد من اولئك الفتيان".
قطب حاجبيه بسرعة. ما الذي تتحدث عنه بحق الله؟
-ماذا تعنين بكلمة أولئك؟
لوحت بيدها:" أنت تعلم. أحد أولئك الشبان العصريين دوي الفلسفة الشاذة و الطقوس الغريبة التي يمارسونها وهم يرتدون ملابس مزخرفة مبهرجة ويتكلمون لغة غريبة, ويرقصون من دون موسيقىو ونسميهم مامبو جامبو".
لم ير طريقة مجدية لإنكار ذلك. لم يكن يحب الفشل. وضع يديه حول خصرها و شدها إليه. وعندما أطلقت شهقة عالية ذاهلة , كان سروره من دون حد. قال بلهجة مطاطة:" لقد فهمتني يا طفلتي. لا فائدة من الجدال مع الواقع. أتريدين أن تعدلي مزاجك؟ لدي رقصة الروك لذلك".
وشدها إليه:" كما أنهم لم يكتبوا كتابا في الفلسفة لم أطلع عليه و أجد قاعدة او اثنتين اضيفهما إلى مجموعتي الشخصية. أخلط بينها أحيانا لكنها على الأقل تغطي الاحتملات كلها".
تنفست مرات عدة بعمق قبل أن تقول:" دعني أخمن فأنا لست حكما على الميزات بدقة كما تحكم أنت".
سالها:" هل أبدو من نوع رجال المامبو جامبو؟".
فضحكت بتوتر:" أتعلم أن لون عينيك يشبه لون الدخان عندما تكون متكدرا؟".
تملكه الإحباط وهو يرى خطواتها تعاكس خطواته, بدلا من أن تتلاءم مع خطواته بسهولة غريزية. و أخذت تدوس أصابع رجليه باستمرار وبكل بشاشة و من دون اي اعتذار!
منتديات ليلاس
-على كل واحد منا أن يكون لديه إشارة إنذار. يسرني انتباهك غلى اشارتي بهذه السرعة, لكن سروري سيزداد لو تستجيبين لي قلبا.
داست على أصابع قدميه مرة أخرى قبل أن تحملق فيه بابتسامة جمعت بين العذوبة والبراءة و أثارت فيه يقظة حذرة:" لعلك لم تلاحظ, لكن يبدو أن هذه لم تنجح".
|