كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-أنت معتوهة, يا تيس. كيف يمكن امرأة بذكائك أن تدعو إلى منزلها رجلا غريبا تماما.
-هذا ما حصل. ارسل فقط رجلك إلى بيتي قبل الثامنة هل فهمت؟
-سيكون هناك.
-سؤال آخر و أتركك. ماذا فعلت اللجنة بطلبي؟
-أنت لست زبونتنا الوحيدة, يا تيس. سنبدأ بإيما و رين بأسرع ما يمكننا, كما أراهن على أنك ستعلمين بنجاحنا قبل أن نعلم نحن. ألن تتصلا بك عندما نوفق بزوجين مناسبين لهما؟
-هذا رائع, أليس كذلك؟
-إننا ماهرون في ما نقوم به.
-هذا هو المفروض. إيما و رين تستحقان السعادة.
-لن تكونا سعيدتين و حسب بل نضمن دوام سعادتهما طوال الحياة. و الآن, حاولي أن تكوني صبورة, يا تيس.
فقالت مدعابة:" سأكون صبورة إذا أرسلت الرجل الذي أريد. أريد رجلا ضخما و مخيفا".
-ما من مشكلة فلدي مرشح ممتاز سارسله لك الليلة. هذا وعد.
وبعد أن شعرت بالرضى لأنها حمت نفسها قدر إمكانها, امضت الساعات الست التالية في عد الدقائق حتى حلول الموعد وسار الوقت ببطء. وزاد الامر سوء قلة العمل هذا النهار و ذكرياتها عن لقائها الاول بشايد. ما زالت رائحته في المكتب, تهمس لها بصوت نجح في تشتيت ذهنها. و في الساعة الخامسة هربت من الشركة, لكن سرعان ما اكتشفت أن الانتظار في بيتها أسوأ. و بعد أن اطمأنت إلى أن البيت مرتب, لم تجد ما تركز اهتمامها عليه سوى ثيابها.
تعمدت أن تختار بنطلون جينز و كنزة من دون أكمام ثم مشطت شعرها, و نظرت إلى صورتها في المرآة بشيء من التمرد. فليحاول أن يقول إنها عفوية الاناقة الآن!
وفي الثامنة إلا ربعا, دق جرس الباب ففتحته لتجد شخصا أشبه بفرس بحر ضخم يملأ فتحة الباب طولا و عرضا.
-ارسلني سيث.
ومد يدا كالمخلب يسلمها بطاقة كتب عليها أخوها بخط يده:" هذا بيل. حذار! قدمي له طعاما و ابقي أصابعك بعيدة عن فمه. تعاملي معه بحذر و بساطة".
رباهو لم يكن هذا ما في ذهنها تماماز و نظرت إلى حاميها بتردد قبل أن تتراجع خطوة:" أدخل. . . يا . . . بيل. اتريد شيئا تشربه؟".
هز رأسه:" لا".
ثم شبك ذراعيه على صدره و سأل:" هذا الرجل الذي يفترض أن أحميك منه, هل يهددك أو ما شابه؟".
فسارعت تطمئنه:" لا, لا. أنا لا أعرفه جيدا ففضلت أن يكون هناك شخص آخر حتى أطمئن".
-اتريدينني أن ألكمه إذا ما اخافك. . .؟
-لا!
من أين أتى أخوها بهذا الرجل؟. مسكين شايد. إذا لم تفعل شيئا لتحميه, فستخسر مستخدما محتملا و أي امل في الترقية. ثمة قواعد اساسية عليها أن تنبهه إليها:" ليكن مظهرك مخيفا وحسب يا بيل! لا أريد ضربا أو عنفا أو احتكاكا جسديا من أي نوع. هل فهمت؟".
بدت على وجهه علامات عدم الرضى:" نعم. . . لا بأس. . . ".
-لآ أظن أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا. لدينا بعض الأمور لنتحدث عنها. و عندما تنتهي , تخرجان معا.
ربما لا ينبغي استعمال الرقة مع هذا الرجل و الجمل الطويلة, فعادت تشرح له:" ابق هنا حتى يأتي فتخرجان معا. هل فهمت؟".
هز كتفيه بضيق ما قد يعني:" نعم يا سيدتي" كما يمكن ان يعني:" أنا لا آخذ اوامر من أي كان, و سأتصرف كما يحلو لي".
لو أن جرس الباب لم يرن لكررت تعليماتها بكلمات سهلة يستوعبها. لكن, و بدلا من ذلك ألقت عليه نظرة تحذير, و أسرعت نحو الباب.
كان شايد واقفا عنده.
-تفضل بالدخول.
دعته إلى الدخول ببرودة و لهجة رسمية ثم تنحت جانبا لتسمح له بالمرور.
تقدم بيل ببطء بينما كان شايد يغلق الباب خلفه, ثم نظر إلى تيس رافعا حاجبه:" هل هو صديق لك؟".
-لقد عرفته لتوي.
التفت شايد إليه قائلا:" كيف الحال يا بيل؟".
فقال بيل بابتسامة ملأت وجهه:" مرحبا. . . شايد. ماذا تفعل هنا؟".
-لدي موعد مع السيدة لونيغان.
-موعد؟
وعبس محاولا أن يفكر, مجاهدا في استيعاب ما يجري. . . ثم التفت إلى تيس وقد علا وجهه مزيج من التحدي و الإهانة؟
-هل هذا هو الرجل الذي يفترض بي أن ألكمه من أجلك؟.
فأجفلت بحذر:"لا! هذا ليس ما . . .".
شبك شايد ذراعيه على صدره و هز رأسه بلوم ساخر:" هذه ليست بداية تبشر بالخير لعلاقتنا, يا سيدة لونيغان".
فقالت تحاول الاحتجاج:" أنا لم أطلب منه أن. . .".
فقاطعها بيل:" آسف يا سيدة لونيغان, لا يمكنني ان أتحدى شايد. أولا لأنني سأقع في متاعب مع الكل".
فانتبهت:" الكل؟ من هو الكل".
-أخوكو اخوه, و كذلك. . . .
ونظر بخوف إلى شايد و تابع:" أعني . . . أعني . . . الكل ".
|