كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
و رغم ان شايد قادر على أن يرهب عملائها, إلا أن الشك تملكها في إمكان استمرار التعامل بينهما بعد خروجهما معا أول مرة.
قالت له كاذبة بنعومة بالغة:" أنا واثقة من تعدد مواهبك. ولكن. . . ".
فقاطعها من دون تردد:" دعينا نتحدث بشكل محدد, يا سيدة لونيغان. لديك مواصفات محددة في ذهنك للرجل الذي تريدين أن تستأجريه, كما أن لديك سببا معينا لاختيار ذلك النوع. و أظن أنك تريدين الاحتفاظ بذلك السبب لنفسك".
صحة تخمينة جمدتها:" كيف أمكنك أن تعرف ذلك؟".
-إحدى ميزاتي أنني بارع في قراءة أفكار الناس, أشعر بذلك غريزيا.
ونظر إليها بعنف:" هل تريدنني أن أخبرك عن الصورة التي كونتها عنك؟".
-كلا, رغم أنني أشك في أن تمنعك عدم موافقتي.
لعل هذا أكثر أجوبتها صدقا, و ادرك ذلك فابتسم:" هذا صحيح ساخبرك بما أراه".
نظر إلى شعرها الذي تطلب صبرها كله لإبقاء خصلاته الذهبية الحمراء بعيدة عن وجهها, وإلى وجهها الخالي من أي زينة ثم إلى ما بدا من جسمها من وراء المكتب قبل أن يقول:" الناس يعتبرونك صريحة وودودا".
-هذا لأنني كذلك.
فهز رأسه:" لست كذلك على الاطلاق. إنك تتركين شعرك مسترسلا لئلا ينتبه الناس إلى حاجتك للتحكم في نفسك, أو إلى مقدار الجهد الذي تبذليه لذلك".
-هذا لا يدعى تحكما في النفس بل انضباطا.
-أنت تحبين التحكم بما حولك بقدر ما أحب ذلك. إنك امرأة جميلة, جميلة حقا. لكنك حريصة على ألا تلفتي الانتباه إلى جمالك كيلا يرهب ذلك عملاءك و زملاءك في العمل لاسيما الرجال منهم.
-أنا لست مرهبة.
-أنت مرهبة بابتعادك, بذكائك الفطري و حتى بقدراتك و طاقتك. لكنك تستخدمين هذه الميزات عندما تتلهفين إلى إبقاء الناس بعيدين عنك.
-أنت مخطئ تماما.
تابع و كأنه لم يسمعها:" أنت أنيقة بعفوية".
-أنا متلهف لسماع سبب هذا.
التوت شفتاه بابتسامة جذابة:" لأنك أنيقة بالفطرة. أناقتك ليست مدروسة وهي جزء من طبيعتك".
علا وجنتيها احمرار خفيف فلعنت في سرها بياض بشرتها الناصع:" هل هذا كل شيء؟ هل انتهيت؟".
-ابدا. أنا لم أذكر من صفاتك سوى الظاهر منها.
وسكت فتصاعد توترها وسادت الظلمة من حولهما, وبدا الليل مخيفا. وأخفض صوته:" أنت يا سيدة لونيغان, كاتمة أسرار".
نظرت إليه بحذر:" أسرار؟ ما الذي تتكلم عنه؟".
-في هذا المكتب, جعلت الألوان بهيجة و مريحة. لكنني أراهن على غياب هذا في بيتك.
-أحقا؟
-أتصور أن غرفتك الخاصة مليئة بالألوان الجريئة المدهشة في تناغمها.
هزت كتفيها لا تريد التنازل و قالت:"هل انتهيت؟".
-لا. باستثناء القليل من الاصدقاء الحميمين, لا يسمح لأحد بالاقتراب منك اكثر مما ينبغي.
لقد تجاوز الحد, ووصل إلى أجزاء من حياتها ليس من شانه أن يمسها. قالت:" هذا يكفي".
إنما يبدو أن هذا لم يكن رأيه لأنه تابع و كأنه لم يسعمها:" لقد تألمت كثيرا ولا تريدين أن تتألمي مرة اخرى. ولهذا استأجرت عشيقا, فالموظف يمكن منعه من الاقتراب. إنه أكثر امانا".
كيف يمكنها أن تسكته؟ لم تشأ أن تسمع المزيد. ولم تجد, لإنهاء هذه المواجهة, سوى ان تطرده من مكتبها بعنف. واشتدت قبضتها على قلمها:" يبدو أن بعض الموظفين اكثر أمانا من غيرهم".
و سكتت لحظة ثم عادت تقول بلهجة ذات معنى:" انت مستخدما عندي , أليس كذلك؟ ومن غير المحتمل أن تصبح كذلك".
تجاهل إنذارها:" تدعين أنني لا أصلح لهذا العمل لأنني لا أشبه روبرت. لكن هذا كذب, فأنت تريدين عشيقا بعيدا كل البعد عنه".
انكسر القلم بين أصابعها فسال الحبر على الورق. شهقت بذعر و ارتدت إلى الخلف لئلا تلوث ملابسها.
لقد نجح شايد في جعلها تفقد أعصابها.
لم يحدث أمر كهذا قط من قبل. اخذت تلف بحذر الاوراق التالفة, متجنبة نظراته قبل أن تلقيها في سلة القمامة. هذه المهمة منحتها فرصة لاستعادة هدوئها, فعادت بانتباهها إلى شايد بعد أن تمالكت نفسها.
-اريدك أن تخرج الآن.
لم يتحرك بل قال:" بالرغم مما قلته منذ لحظات, إلا أن استئجار رجل مثل روبرت لن ينجح, و ساخبرك بالسبب. انت تخافين ان تقعي في غرام أي رجل يشبه زوجك الراحل فتتالمي مرة اخرى عند رحيله".
نجح هذه المرة في إثارة رد فعلها فوضعت راحتيها على مكتبها وهي تجاهد لتتمالك نفسها:" هذه ليست مشكلة ما دمت لا تشبه روبرت".
|