لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-09, 02:29 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-لم يبق شيء بيننا ليقال.
-هذا غير صحيح. هناك الكثير ليقال.
-طلبت منك الخروج. أخرج من فضلك.
لو أن صوتها لم يتهدج عند ىخر كلمة, لاستمر في الجدال. لكنه أذعن لرغبتها:" حسنا, سأخرج. ولكن اعلمي أن غرايسن لم يكن هو من اختارته الجمعية. كان ستارا له فقط".
اتسعت عياناها:" إذن من. . . ؟ أنت؟ هل ظنوا أنك تمثل امير الأحلام؟".
-اتريدين ان تقولي إنني لست كذلك؟
فتحت فمها لتجيب ثم عادت فسكتت وهي تحدق إلى قدميها الحافيتين فقال:ط أنا مسرور لاعترافك بهذا القدر".
فرفعت رأسها:" انا لم أعترف بشيء".
جاهد ليبقى هادئا ويحافظ على المنطق و التعقل لكن تيس جعلت ذلك شبه مستحيل. كان شعرها ملتهبا حول وجهها مشابها لغضبها, بينما أظهرت عيناها ألما لا نهاية له, ألم لا امل في تخفيفه. كل ما يتعلق بها شتت أفكاره, مظهرا فرقا شاسعا بين غضبها و عجزها.
بدا وجهها شاحبا للغاية رغم الاحمرار الذي غزا وجنتيها, حتى انقباض يديها الذي يظهر عنادا تعارض مع الطريقة التي خبأتهما بها داخل كمي القميص. تلهف إلى أن يحتضنها, يطمئنها, ويستعمل كافة الوسائل المتاحة لكي يشرح لها سبب تضليله لها. لكن الأمور لن تجري بينهما بهذا الشكل. المنطق, عليه أن يلتزم بالمنطق و التعقل, حتى لو لم يستطع الحفاظ على هدوئه:" لماذا تتقبلين فكرة أن تذهبي إلى الجمعية لطلب تزويج, ولا تتقبلين من شخص يحبك و يتمنى لك الخير و السعادة؟".
فقالت:" صديقتاي رين و إيما طلبتا مني ذلك. لكنني لم أطلب من أي شخص أن يجد لي زوجا".
-كان هذا حديث مراهقات تركن المدرسة للتو, كما قلت بنفسك. وقد مر على ذلك عشر سنوات. هل سألتهما رأيهما مؤخرا؟
رأى من ملامحها أنه أصاب الهدف وقالت رغما عنها:" لا. لم أفعل".
-لأنك خفت أن تمنعاك من ذلك أليس كذلك؟
لم تستطع أن تنكر فتابع يقول:" فكري في ذلك, يا حبيبتي. كيف يختلف مسعى الجمعية هذا عما طلبته لهما؟ لو لم تسمعي كلامي في الهاتف لما عرفت أبدا أن الجمعية اهتمت بك, تماما كما لن تعرف صديقتاك قط أننا بحثنا لهما عن حب".
-لكني عرفت ذلك.
-هذا صحيح. لكن هل ما فعلته الجمعية فظيع إلى هذا الحد؟ لقد جعلوني ادفع غرايسن شو نحوك. أما ما حدث بعد ذلك فهو عائد لك.
-لم يحدث شيء!
-هناك سبب لذلك.
و أوشك أن يأخذها بين ذراعيه لكنه منع نفسه في آخر لحظة فهي لن ترحب بحركته هذه وهي في هذا المزاج, كما أنه لا يريد أن يفرض نفسه عليها:" ألم تفهمي؟ لطالما كان الخيار لك, يا تيس. ويبدو أنك رفضت غرايسن شو".
-واخترتك أنت, وهذا هو غرضهم الحقيقي. ألم ينجحوا بشكل عظيم؟
وابتعدت عنه وهي تردف:" أخبر جمعيتك أنني رفضت مشروعهم. أخبرهم أيضا ألا يلقوا مزيدا من أمراء الأحلام في طريقي".
-انت تقترفين غلطة.
زمت شفتيها بعناد:" أنا حرة بأخطائي".
-تبا يا تيس! هل ستتخلين عن شيء استغرق منك العثور عليه كل تلك السنوات؟ هل ستسمحين للخوف بأن ينتصر؟
التفتت إليه وقد تصاعد غضبها:" هذا ليس خوفا, بل هو غضب".
-ولك كل الحق في أن تغضبي. ولكن لا تدعي الغضب يفقدك شيئا منفردا لا مثيل له. وعدتك بألا أتركك وسأفي بوعدي دوما. سأكون موجودا من أجلك يا تيس.
-كما وعدتني بأن تمسك بي إذا أنا سقطت.
وخلعت خاتم خطبته من إصبعها وناولته إياه قائلة:" أما ما لم أتوقعه فهو أن تكون أنت من يدفعني إلى السقوط".
-وأنا أيضا من سيوقف سقوطك.
شعر بتوترها يزداد فأدرك أنها لن تستطيع الاحتمال أكثر. . . وبقاؤه لن يحسن الوضع, ومن المؤكد أنه لن يخفف عن تيس. أمر واحد سيخفف عنها وقد اذعن لهذا الحل غير المستساغ فوضع الخاتم في جيبه وهو يقول:"لا بأس, يا حبيبتي, سأخرج حاليا فقط. كل ما حدث الآن هو انتهاء لإدعاء. في المرة التالية التي تلبسين فيها خاتمي, وستلبسينه مرة أخرى سيكون ذلك لأسباب حقيقية".
لم يحاول لمسها. غادر المنزل مغلقا الباب خلفه ثم وقف بصمت أمام الباب ينتظر, وبعد لحظة سمع صوت المزلاج يقفل الباب.
ولم يفته مغزى هذا.
سار شايد بسيارته على غير هدى في الشوارع المعتمة, و هدير سيارته يخفف عنه. كان عليه أن يخبرها. كان عليه أن يخبرها بالحقيقة في اللحظة التي توقف فيها عن العمل كمحرض.
لماذا لم يفعل إذن؟
توقف عند الإشارة الضوئية الحمراء و أخذ يحدق أمامه بعينين لا تبصران.
لم يخبرها الحقيقة لسبب بسيط وهو أنه كان خائفا. و أرغمته سخرية القدر على الابتسام إذا يبدو أن بينهما قاسما مشتركا وهو سوء الحظ. بقيت هي بعيدة عن الرجال خوفا من خسارة حبها مرة أخرى, وبقي هو على صمته خوفا من أن تهجره حالما تعلم أنه يعمل لحساب الجمعية.

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 27-08-09, 02:31 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

عاد الضوء الأخضر, فأقلع بالسيارة. وشعر بانقباض في معدته وهو يواجه الحقيقة التي أراد أن ينكرها بكل خلية من كيانه. ثمة احتمال كبير في ألا يتمكن من إصلاح ما حدث بينهما, وذلك لسبب بسيط مشؤوم فهو لم يخبرها انه يعمل محرضا في تلك الجمعية, كما لم يطلعها على شخصيته الحقيقية. وتمتم بصوت خافت بأن هذا ما سيقتله في النهاية.
لعلها ستسامحه على الخيانة الأولى, لكنها لن تسامحه أبدا على الثانية. ولم يجد أمامه سوى خيار واحد. . . خيار يمكن أن يساعدها حتى و إن لم ينفع.
وداس على الفرامل فجأة, فلتذهب علاقتهما إلى الجهنم إذا افسدها تماما, وقد حان الوقت ليهتم بما فيه خيرها أولا. إذا لم يكن لديهما أي امل, فليحرص على الأقل على أن تنال الترقية التي تسعى إليها.
وعندما استقر رأيه على ذلك, توجه بسيارته نحو بيته فيما راح صوت رتيب أثار ضيقه يدندن في عقله:" لا. . . أمل. . . لا أمل. . .لا".
ورد بحدة:" بل ما زال هناك امل".

***

-ادخلي يا تيس. . .تفضلي بالجلوس.
حياها آل بورتمان بابتسامة عريضة, فجلست على حافة الكرسي أمام مكتب رئيسها وهي تكبح شعورا بالتوجس:"شكرا لاستدعائي لمقابلتك لأنني أريد ان أتحدث إليك, مجددا, في بعض الأمور".
اتكأ إلى الخلف و مد لها يده مصافحا:" لا بأس. لكنني اريد أولا أن أهنئك على الترقية فقد اصبحت رسميا نائبة الرئيس".
صافحته وهي تغالب ذعرها:" هل أفهم من لك أنك تلقيت تبرعا من أحد أولئك الأغنياء العنيدين؟".
ومن دون ان يتكلم, فتح ملفا أمامه و أخرج شيكا ناولها إياه:"انظري بنفسك".
رأت شيكا من غرايسن فشحب وجهها:" هذا مبلغ كريم حقا".
-هذا هو رأينا.
-ولكن ثمة شيء عليك أن تعرفه. . .
فأخرج شيكا آخر من ملف آخر ووضعه بجانب الشيك الاول:" أنا لم أفرغ من الكلام بعد. هذا شيك آخر من السيد سميث, وهو أسخى من شيك غرايسن شو".
آه, لا. . . هذه مصيبة. لا تستطيع ان تدع رئيسها يعتقد أنها كسبت المال بطريقة غير مشروعة, لاسيما و أن هذا غير صحيح:" يا سيد بورتمان. . . أظن عليك أن تعلم أن ثمة تضارب في المصالح بالنسبة إلى هذه العطاءات. . . فإذا بنيت ترقيتي على هذين الشيكين. . . ".
ابستم:" نحن على علم بتضارب المصالح. فقد شرح لنا السيد سميث الوضع ولم نجد أي مشكلة في الامر".
أخذت نفسا عميقا:" لكنني اجد ذلك".
فاومأ:" لقد نبهني السيد سميث غلى أنك ستقولين هذا".
-إذن. . .
-كنت لأتعاطف معك لولا وجود أمر آخر بسيط.
-وما هو؟
أخرج الشيك الأخير من الملف:" هذا".
كان صاحب هذا الشيك هو والت مور وكان المبلغ أكبر من المبالغ الأخرى.
-لا أصدق هذا, لقد جاء أخيرا.
-جاء أخيرا بسببك, يا تيس, و بسبب الحديث الذي دار بينكما عن روبرت. ربما أراد صاحبا الشيكين الاولين أن يسراك لكن عطاء السيد مور هو نتيجة جهدك و عملك, لأنه يشعر أن الهدف عادل و نقوده أنفقت في مكانها المناسب.
مالت إلى الخلف في كرسيها:" إنه جهدي إذن".
فقهقه بصوت خافت:" نعم, يا تيس. . . إنه جهدك".
بللت شفتيها ثم سألت:" و . . . السيد سميث؟".
-أظنك عثرت على رجل غير عادي. أتمنى لكما كل الخير.
لمعت الدموع في عينيها, وهو تصرف لا يليق بنائبة الرئيس بالضبط, لكنها لم تستطع منع نفسها. وقالت:" قد يكون هذا سابقا لأوانه".
-أرجو ألا يكون كذلك, يا تيس. . .
وقطب جبينه وهو يجمع الشيكات:" هل تعجبت لإصراري عليك كي تحصلي على تبرعات من رجل صعب قبل الحصول على الترقية؟".
-لا.
وتذكرت شيئا كان شايد قد قاله:" هل فعلت هذا بسبب روبرت؟ هل استخدمتني في الأساس لكي أستغل اسمه في العمل؟ للحصول على تبرعات؟ هل هذا هو سبب تفضيلك لي على من هي أكثر كفاءة مني؟".
جاء سؤالها أكثر جفاء مما كانت تنوي, ما صدم بورتمان:" كلا, ابدا. و إذا كان لموت زوجك تأثير في الامر فهو أنه جعلني متحمسا لتوظيفك. اردت موظفا يمكنه ان يتفهم مدى جادتنا الماسة إلى المال لينقل ذلك بأسلوب مهني يستدعي العطف. كنت الشخص الملائم جدا لهذه الوظيفة".

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 27-08-09, 02:32 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-آسفة. لا أفهم. إذا لم تكن هذه محاولة لجعلي أستغل روبرت لسحب التبرعات من الأشخاص الصعبين, فلماذا. . .؟
تحرك بضيق:" الامر يتعلق فعلا بروبرت وعلي أن أعترف بأن هذا يبعدني قليلا عن اخلاقيات المهنة".
فقالت برقة وبشيء من الدعابة:" يبعدك أنت عن أخلاقيات المهنة, يا سيد بورتمان؟".
فابتسم بعطف:"ألا تظنين أن الوقت قد حان لكي تناديني باسمي آل؟ طلبت منك أن تقنعي رجلا عنيدا لنني أدركت أنها الطريقة الوحيدة التي تجعلك تنسين ماضيك, كنت أعلم أن بإمكانك على الأقل ان تحولي رجلا واحدا عن عناده من بين الرجال الثلاثة الذين اخترتهم لك غذا ما اخبرتهم عن روبرت, وهذا ما لم تفعليه قط من قبل مع اي من الزبائن او المتبرعين".
-وإذا ما مهدت لهم السبيل بالحديث عن روبرت. . . ؟
-هذا يعتي أنك وضعت أخيرا الماضي حيث ينتمي. كما أنه يعني أن بإمكانك الحكم على الوقت الملائم للحديث عن الظروف التي احاطت بموت زوجك مع أتاس بحاجة إلى عطفك, أناس مثل والت مور. هذه هي المرأة التي أريدها في منصب نائبتي.
-بمعنى آخر, علي ان أتوقف عن أن أعوض عن فقدي لروبرت بتحقيق أحلامه, لأبدأ بتحقيق أحلامي, و أن علي ان أتوقف عن الابتعاد عن الرجال خوفا من أن أفقدهم.
-المعذرة, يا تيس. لم يكن لائقا مني أن اورطك في هذا من دون أي تفسير. اللوم يقع على عاتق رجل عجوز يقف جانبا, مراقبا طوال تلك السنوات وقد قرر اخيرا ان يعمل, بدلا من المراقبة. أرجو أن تسامحيني.
-ما من شيء يستدعي المسامحة. هل لديك مانعو يا سيد بورتمان. . . أعني آل. . . إذا أخذت بقية النهار عطلة؟
طرحت سؤالها بابتسامة متألقة فسألها ببراءة وهو ينظر إلى يدها:"هل أنت ذاهبة لاستعادة خاتم الخطبة؟ لاحظت انك أضعته".
فلمست مكان الخاتم الخالي من إصبعها:" لا تقلق. أظنني اتذكر أين وضعته".
***
فتح شايد الباب عند أول نقرة ليجد تيس واقفة على عتبة بابه. لم يجرؤ على التصرف لئلا يراها تحولت إلى حلم آخر. وأخيرا قالت:" مرحبا يا شايد".
-بل ديك سميث. إنه اسمي الحقيقي.
لا بأس, إنها طريقة ليخبرها, لكن لعلها ليست الفضلى.
تلقت الخبر برباطة جأش غريبة:" لماذا تدعو نفسك شايد إذن؟".
-اسماؤنا أسماء مركبة. وما ينطبق علي ينطبق على أفراد أسرتي.
-شيدو, شايد, سبيريت. وهل أديليد أمك؟ إنها امرأة في حوالي الستين من عمرها كما أظن.
-إنها تحبنا في الحقيقة. لكنها . . .
-متفردة. نعم, أظننا انفقنا على ذلك. هل تظن أن بإمكاننا أن نتحدث في الداخل؟
أفسح لها الطريق وهو يتمتم معتذرا.
دقائف قليلة ويلتف حبل المشنقة حول عنقه. كل ما عليها أن تفعله هو ضرب الكرسي من تحته.
سألها:" هل أحضر لك شرابا؟ قهوة, صودا, شاي, زرنيخ؟".
وارتاج حين رآها تبتسم وسمعها تقول:" لا, شكرا. مررت عليك لأنني فكرت في أنه قد يسرك أن تعرف آخر تطورات العمل".
أحس بالخناق يشتد على عنقه. نعم, إنها تتحضر لركل الكرسي. إنه يسمع صوت الكرسي تتدحرج و الحبل يشتد حول عنقه.
تضايق من ربطة عنقه, وقال:" أصغي إلي يا تيس, أنت لا تعلمين كم كنت أشعر بالإحباط لأني أعلم ان بإمكاني أن أضمن ترقيتك بشيك, من دون أن أتمكن من منحك إياه".
-هذا غريب. لأنني أظنك فعلت هذا.
-فعلت ذلك بعد ان أنهيت أنت علاقتنا, فكان تبرعي لجمعية الإيثار مناسبا و صريحا.
-لم يكن من يفترض بي ان أعلم أن ديك سميث و شايد الغامض هما شخص واحد. علمت أني كنت لأرفض الترقية إذا اكتشفت ذلك, أليس كذلك؟
فتنحنح:" خطرت هذه الفكرة في بالي فعلا. لقد حصلت على تلك الترقية بطريقة نزيهة, يا تيس. لو جئت إلي ممثلة جمعية الإيثار لكسبتني في صفك في اللحظة التي استمعت فيها إلى حديثك عن جمعيتك وعن الناس الذين ساعدتهم. قلت لك من قبل يا حبيبتي, إن لك قلبا, و إن الناس تشعر بذلكو تستجيب له. لا أراك رفضت الترقية, أليس كذلك؟".
ونظر إليها بقلق, فأجابت:" أوشكت على ذلك".
-وما الذي منعك؟
-شيك من والت مور.
-شيك من . . .
وأطلق صيحة فوز و أمسك بها و أخذ يدور بها في أرض الغرفة:" لقد فعلتها إذن. كسبت ذلك الشرير العنيد في صفك".
-ليس شريرا عنيدا, بل هو رجل وحيد حزين يفتقد زوجته.
-سارشحه قديسا إذا كان هذا يعني حصولك على الترقية.
وأوقفها على قدميها:" هذا يستحق احتفالا, فما رأيك؟".
-ليس الآن, فأنا لم أحضر لأخبرك عن وظيفتي فقط. ثمة سبب آخر.
-وما هو ذلك السبب؟
-جئت لأطلب منك العون.
العون؟ اتراها تمزح؟ وقال بابتسامة عريضة:"تبا, يا حلوتي أنا أعيش من أجل ذلك. كيف يمكن لي أن أساعدك؟ إنني ماهر في ذلك عادة, رغم أن الوضع الحالي لا يوحي بذلك".
اخذت نفسا عميقا وشبكت أصابع يديها ببعضها بشدة حتى ابيضت سلاميات أصابعهاز عبس, فهذا التصرف لا ينبئ بالخير. فقال:" حدثيني, يا حبيبتي. ماذا حدث لك؟".
-لقد فقد خطيبي, ففكرت في أنك قد تساعدني في العثور عليه.
استيعاب هذه الكلمات تتطلب منه لحظة أغمض بعدها عينيه, ثم قال:" لم تفقديه. لم تفقديه. إنك لم تعرفي من يكون فقط".
-بل كنت أعلم.
أثار ذلك انتباهه فسألها:" هل كنت تعلمين أنني ديك سميث؟ متى وكيف؟".
-اكتشفت ذلك ليلة الحفلة الخيرية, بل في الصباح التالي. في الواقع, في الصباح الباكر.
-انتظري لحظة! كدت تجنين حين اكتشفت أنني محرض. لكن عندما اكتشفت انني ديك سميث, تساهلت؟
-ثمة أمور يمكن قبولها بشكل أسهل من أمور أخرى.
لم يستطع المقاومة أكثر فاخذها بين ذراعيه وارتاح حين رآها ترحب بذلك, بل و تذوب بين ذراعيه. سألها:" لماذا؟".
أخذت تلامس عقدة ربطة عنقه بأصابع مرتجفة:" لأنني أحببت ديك سميث, لكنني خائفة من المحرض".
لم يفهم:" إنه عملي. أن أساعد على الجمع بين شخصين متلائمين. ما المخيف في ذلك؟".
-خفت لأنني أردت ما كانت الجمعية تسعى لتقديمه لي. أردت ذلك أكثر مما تتصور, و مع ذلك لم أشأ أن أغامر بالوقوع في حب رجل آخر مرة أخرى. . . و باحتمال أن أخسر ذلك الرجل المميز. ولهذا قررت أن أمنح هذا لرين و إيما بدلا مني. إذا لم استطع ان احصل على حب بنهاية سعبدة. فقد يكون بإمكانهما هذا, هل تفهم؟
ونظرت إليه و هي تغالب دموعها:" قلت إن عملك هو أن تساعد على الجمع بين شخصين متلائمين. و أنت من يلائمني".
فقال وهو يلامس خدها:" لا, يا حبيبتي. هذا دورك في حياتي. عندما قابلتك لأول مرة كان في نيتي ان أضع غرايسن في طريقك لأرى ما تفعلين".
-وإذا لم أفعل شيئا؟ إذا بقيت سائرة في طريقي؟
=كنت سادفع به نحوك بشكل اقوى حتى أقتنع بانكما غير متلائمين. لكن شيئا ما حدث قبل ان أتمكن من ذلك.
-ما الذي حدث؟
تخلل شعرها باصابعه:" وقعت في غرامك. أو ربما, في تلك المرحلة, كان شعوري نحوك مجرد رغبة. لا ادري. كل ما بإمكاني أن اخبرك به هو انني بدأت أهتم بك. اهتممت بك كإنسانة. اهتممت بما يحدث لك في عملك. كان اهتمامي ينصب على كل ما يتعلق بك".
-وأنا أيضا وقعت في غرامك.
-وهذا الغرام اخافك؟
-نعم.
-والآن؟
تنهدت:" يمكنني أن أستمر في الخوف, أو أتشبث بما أريد بيدي الإثنتين".
فابتسم بحنان:" هل تتشبثين بي أم أن مخيلتي تصور لي ذلك؟".
-إنها ليست مخيلتك. أنا أحبك كشايد, و أحبك كديك سميث. حتى أنني أحبك كمحرض.
-ماذا لو قررت ان أساعد الجمعية مرة أخرى.
-ليس لدي اعتراض ما دمت تحرص على الجمع بين المتلائمين.
عندئذ, عانقها عناق العهد النهائي بينهما. وقد أكدت هذا العهد بكل خلية في جسدها و خفقة من قلبها. مد يده إلى جيبه و اخرج خاتم خطوبة جدته, فقد احتفظ به في جيبه منذ افتراقهما, ليعيد إليه الامل.
أمسك بإصبعها و ألبسها الخاتم. لبسته هذه المرة لغرض حقيقي, لغرض وحيد. . .
وهو الحب.



^^^^^^^^^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 27-08-09, 02:33 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الخاتمة
سكب شيدو العصير في كأسين ثم حملهما إلى الأريكة:" تهاني يا عزيزتي, لقد نجحت مرة أخرى".
-أفضل أن تدعوني السيدة الرئيسة, إذا لم يكن لديك مانع.
قبلها على خدها ثم قال وهو يناولها كأسها:" شخصيا, أفضل ان أناديك امي".
فقالت أديليد ضاحكة:" أتظن أن علينا ان نخبر أخاك الحقيقة".
-بعد أن يعودا من شهر العسل.
-او ربما علينا أن ننتظر حتى يطلب استعادة و ظيفته معنا. إن عبثه بالاستثمارات سيسبب له الضجر بعد فترة.
فقال ببشاشة:" يبدو لي ذلك أشبه بجهنم".
-لدينا صديقتا تيس علينا أن نجد لهما زوجين. علينا الا ننساهما. أنا واثقة من أن اخاك سيرغب في مساعدتهما.
-ولو ليسعد عروسه. و الآن, من هي التالية في القائمة؟ رين ام أيما؟
-إيما بكل تأكيد. لا يمكننا أن نترك غرايسن ينتظر إلى الأبد. والآن هل يمكننا أن نبدأ؟ لقد ساعدنا بشكل ممتاز في دفعه ديك نحو تيس.
رفع شيدو كأسه:" أنت على صواب تماما. والآن, إلى ايما و غرايسن".
فقالت وهي تقرع كأسها بكاسه:" اثنان من أشد زبائننا عنادا".
عبس:" عنادا؟ لا تخبريني بأن جمع هذين معا يمكن أن يكون أسوأ من جمع شايد و تيس".
فابتسمت الأم بغموض:" أسوأ بكثير, يا عزيزي. ولكن لدي فكرة: إنني أرى في مستقبلهما عرسا عاصفا".

منتديات ليلاس
^^^^^^^^^^^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 27-08-09, 02:34 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تــــــــــــــــمــــــــــــت


أتمنى لكم قراءة ممتعة ^_________________^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لن تسامح, داي لوكلير, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية