كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-إلى أي حد؟
لا سبيل إلى التخلص من هذا السؤال, فقال:" كنا شريكين في غرفة واحدة في الكلية".
بان عليها الغيظ البالغ, واشتدت قبضتها حتى ابيضت سلامياتها, وهي تقول:" لكنك لم تجد الأمر من الأهمية بحيث تذكره لي؟".
-فكرت في ذلك لكنني لم أجدها فكرة حسنة.
-لماذا لم تجدها كذلك؟
-لأنك كنت ستشطبين غرايسن من قائمتك.
-ما الذي تعنيه؟
-أعني أنك لو علمت أنني في وضع يمكنني من الضغط على غرايسن, لرفضت ان تحاولي استمالته. اما لماذا؟ فهي اختلاف في الرغبات, كما مع اديليد.
-إنه قراري أنا.
-أنت تمزحين, أليس كذلك؟ أنا أعرف ما هو القرار الذي كنت لتتخذيه. يا لجهنم, يا حبيبتي, لقد استخدمتني لمجرد احتمال أن تصادفي ديك سميث, فماذا تسمين هذا إذا لم يكن تضاربا في المصالح؟
نظر إليها باحباط, فقالت:" أنت محق. إنه تضارب في المصالح. كان من المفروض أن آخذ علما بذلك".
-لا بأس. إنك تعلمين الآن. فهل ستطلبين تبرعا من غرايسن أم لا؟
فهزت رأسها بثقة:"لا".
سألها رغم أنه كان يعرف الجواب سلفا:" لماذا لا؟".
-لأنه كان صديقك في الجامعة وهذا يحمله على أن يمنحني التبرع اكراما لك. ولن احصل على ترقيتي بهذه الطريقة.
-ترقيتك؟
وشعر بغضبه يرتفع إلى مستوى غضبها, فمال إلى الامام نحوها:" ماذا عن مصلحة جمعية الإيثار؟. أتظنينهم يهتمون بمصدر المال, وماذا إذا كان غرايسن قد كتب الشيك لأنه صديق قديم لخطيبك؟ أضمن لك أنهم لن يهتموا. المال بجهدي الخاص. لا يمكنني أن أقبل مساعدة خارجية".
-لماذا؟ لماذا؟ طريقة تحصيل هذا العطاء أهم من المال نفسه؟ ألا يمحو ما يجلبه هذا المال من خير أي اعتبار آخر.
فتحت فمها ثم عادت فأقفلته. لقد هبطت حماستها في الجدال. . . وتنهدت:" أظنني أبالغ أليس كذلك؟".
ى تلاشى غضبه ومال إلى الأمام وغطى يدها بيده:" ما الذي يحدث, يا تيس؟ لا أفهم شيئا".
-شايد. . .
وسكتت لا تستطيع الكلام, فقال:" أخبريني, يا حبيبتي. لماذا هذا الامر بالغ الاهمية بالنسبة إليك؟".
حاولت أن تجيب فاختنقت الكلمات في حلقها واغرورقت عيناها بالدموعز ولم يتردد هو في القول:" هل دفع الحساب؟".
وعندما أومأت وضع مزيدا من النقود ثو وقف قائلا:" فلنذهب".
أحاط كتفيها بذراعه وخرج معها من المطعم, ثم طلب المصعد. وسارا جنبا إلى جنب من قمة البرج إلى موقف السيارات ثم إلى سيارته.
أخرج هاتفه من جيبه ثم ألقاه إليها:" اتصلي بمكتبك و أخبريهم أنك ستغيبين بقية النهار".
وارتاح عندما أطاعته من دون جدل. وبعد اتصالها سألها:" إلى بيتي أم إلى بيتك؟".
فقالت:" أظنني بحاجة إلى التغيير حاليا".
فأومأ :" بيتي, إذن".
اتما الرحلة بصمت. بدت الهزيمة على وجهها فبذل جهده لكي يتابع طريقه بدلا من أن يتحول إلى موقف عام للسيارات ليسألها أن توضح له ما يجري.
بدا و كأن دهر مر عليه قبل أن يوقف السيارة و يطلب المصعد. وما إن دخلا الشقة, وصفق الباب خلفهما حتى أخذها بين ذراعيه. وبقيا لحظة طويلة صامتين.
واخيرا, قال:" لا أدري ما الذي حدث, سأبذل جهدي في مساعدتك. ولكن عليك أن تخبريني. ما سبب هذا كله؟".
^^^^^^^^
|