كاتب الموضوع :
مجهولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
9- صرنا عائله
حدقت اليسا الى خارج نافذة غرفتها . لم تحما اضواء اليوم الجديد اية امال جديده لها فى موقفها العصيب. وبعد ما استيقظت فى حوالى العاشره تقريبا وتاكدت من ان زكارى قد غادر المنزل نزلت الى الطابق السفلى وارتشفت قهوتها فى شرود وحاولت التفكير فى حل منطقى لموقفها لكن قلبها العنيد رفض الاذعان للمنطق وبدا ان حلا واحدا فقط هو الممكن .تنهدت اليسا فى اسى استدارت عن نافذه غرفتها وخطت نحو الدولاب واخرجت حقائب السفر الكبيرة الخاصه بها لم يعد فى مقدورها البقاء بعد ذلك فى هذا المنزل . ما عادت تقدر على البقاء مع زكارى فى منزل واحد سمعت صوت سيارة تتوقف امام المنزل ثم سمعت صوت انصفلق ابوابها وانغلاق الباب الامامى للمنزل لم تتذكر ان اليوم يوم عطله مدرسيه الا بعدما وجدت كريستين تفتح الباب فى حده وتقف امامها بعيون فرحه
"هيه لقد قضيت وقتا رائعا هل كانت الحفله ممتعه؟"
توقف الصوت الفرح وتباطات خطواتها عندما رات الحقائب الموضوعه على السرير .سالتها كريستين فى ارتياب:
"الى اين ستذهبين؟"
ردت اليسا فى هدوء:"سنذهب فى رحله قصيرة ماذا فعلت انت ومارى ان الليله الماضيه؟"
اجابتها فى شرود:"لاشىء تقريبا"
تابعت:"الى اين ستذهبين؟"
اجابتها اليسا وهى تحاول الابتسام:"ربما نذهب لزيارة ابن خالنا مايكل"
رات كريستين الكرسى المحطم وبعدها لاحظت الحائط الذى تهشم جزء من بياضه بسبب اصطدام الكرسى به
سالتها فى دهشه:"مالذى حدث للكرسى؟وللحائط؟"
ترددت اليسا لحظات قبل ان تجيبها بتوتر:"انكسر"
"ومن كسره؟هل كسرتيه انت؟"
"لا لم افعل" "اذا من الذى فعلها؟زاك؟"
"اجل"
اجابتها اليسا وصفقت باب درج التسريحه اعنف مما كانت تنوى . سالتها كريس فى تردد:
"هل سنعود الى هنا مرة ثانيه بعد ان تنتهى هذه الرحله التى سنذهب فيها؟"
ثم اضافت باكيه:"لن نعود الى هنا ابدا"
ردت اليسا بصوت متحشرج"كريس عز...عزيزتى... الامر يصعب شرحه"
لكن الطفله لم تنتظر شرحا وانطلقت خارجه من الغرفه تبكى استدارت اليسا تستانف حزم امتعتها وهى تحاول طرد نظرات اختها اللائمه لها عن مخيلتها اسقطت الثياب التى فى يديها على الارض واندفعت خارجه من الغرفه واتجهت الى السلم وعند اسفل السلم رات كريس تصرخ وتركل زكارى فى غضب :"انا اكرهك اكرهك"
صرخت كريس فيه وسط بكائها :"لقد كسرت كرسى اليسا انا اكرهك"
نادتها اليسا فى حده:"كريس كفى عن هذا فورا" واسرعت تنزل السلم
حدق فيها زكارى بغضب وهو يسالها:"مالذى قلتيه لهذه الطفله؟"
اجابته كريس وسط بكائها:"انك كسرت الكرسى واننا الان يجب ان نغادر ولن نعود الى هنا ابدا"
ثم استدارت الى اليسا واضافت ووجهها يتلوى من الالم:
"انا اعرف لن نعود الى هنا ابدا"
اجابها زكارى فى حسم وقد امسكت نظرته باليسا فى عنف:"لن تغادروا يا كريس"
حاولت كريس الاعتراض فقاطعها قائلا:
"لايهمنى ما قالته اختك فانتم لن تغادروا المنزل والان اذهبى الى غرفتك لاننى اريد الكلام مع اختك وحدنا"
تطلعت كريس فى تردد الى اختها التى اومات لها بان تطيع زكارى
"لندخل الى غرفة مكتبى"
قال لها زكارى بلهجه امرة وهو يكتم غضبه فى قوة وعزيمه . كان يحاول الكلام فى هدوء رغم الغضب المتطاير شرره فى عينيه. ردت اليسا فى برود:
"ليس هناك ما يمكن ان نتكلم فيه"
اجابها فى صرامه:"اما ان نقف فى الصاله ونناقش هراءك او نذهب الى غرفة مكتبى ونناقشه على انفراد فاختارى ماشئت"
كان انذارا واضحا ووافقت على مضض . دخلا المكتب واغلقا الباب خلفهما .اشعل سيجارة وعرض عليها فرفضت
اخيرا سالها:"لماذا ستغادرين؟"
"سؤال سخيف" "لكننى اريد ان اعرف"
"لاننى لن ابقى دقيقه واحده فى هذا المنزل"
صمتت لحظه ليكتسب كلامها التثير الذى تريده . تابعت:"معك"
اجابها فى هدوء وصرامه:"لكننى لن ادعك تغادرين"
ردت فى مرارة:"هل انت قلق بشان المال؟حسنا لاتقلق انه ملكك من اول يوم هكذا كان الاتفاق الاتذكر؟"
اجابها فى هدوء"كنت اعرف انك ستثيرين هذه المساله ذات يوم"
وخطا ناحيه المكتب ثم فتح درج فاخرج ورقه رفعها فى وجهها اضاف:
"هذا هو الشيك الذى كتبته لى تامليه اليس هذا توقيعك؟انظرى الى التاريخ؟"
تناولته منه واخذت تحدق فيه فى ذهول وضعته على المكتب ثم تمتمت فى دهشه:
"لست افهم شيئا"
تناول الشيك ومزقه امامها علقت فى برود:
"لن يغير هذا من الوضع شيئا ساغادر المكان"
تقدم خطوه نحوها قائلا:
"ليله امس اخبرت رينيه اننى لا اريد ان اراها بعد الان وكنت اريد الامتناع عن رؤيتها منذ فتره طويله هذا اذا كنت قد اردت رؤيتها اصلا فى اى وقت"
ردت اليسا فى حده:"يا لغبائك تحرق كل مراكبك ولا تترك طريقا للرجوع"
امسك كتفيها وهزها فى عنف:"هل نسيت السبب الذى تزوجتنى من اجله؟ لقد تزوجتنى لكى تكون لك حصانه كريستين لازال امامك اكثر من ثمانية اشهر حتى ينتهى العام"
شهقت اليسا واجابته مصدومه:
"لن تفعل ذلك بى اعلى انك لا تهتم بكريس كثيرا ولكن ايا كان مايحدث بيينا فينبغى الا يؤثر على كريس يمكنك ان تخبر مدام مارجريت"
اطلقها وهو يجيبها ساخرا"حقا؟"
ثم خطا نحو الهاتف ورفع السماعه وطلب رقم السويتش قائلا للموظف :
"صلنى من فضلك بمنزل روى دنتون فى اوكلاند بكاليفورنيا ... لا ... لااعرف رقمهم"
حدقت فيه اليسا غير مصدقه كان يحدق فيها بنظرات ساخره وقد وقف جامدا كالحجر فى مكانه .
التوت شفتاه فى مكر وهو يراها تعدو نحوه وتنتزع السماعه منه وتصفقها فى عنف مكانها . سالته فى صراخ:
"كيف يمكن ان تكون بكل هذه القسوة؟كيف يمكن ان تفعل ذلك؟"
رد فى هدوء وقد زالت السخريه من نبراته"لن ادعك تغادرين يا اليسا"
لم تعد تكذب عزمه على ذلك . سالته بصوت مكتوم اقرب الى الهمس:
"لماذا ؟ لماذا؟"
خطا نحوها ووضع وجهها بين راحتيه اجابها فى رقه:
"لاننى اكبر مغفل على وجه الارض لاننى محتاج اليك لاننى ليلة امس احسست بدفئك ورايت برودك يتلاشى انت امراتى يا اليسا وساجعلك ملكى مرة اخرى"
ناشدته فى همس:
"ارجوك لا تهنى اكثر من ذلك اما كفاك ان جعلتنى احبك؟ايجب كذلك ان تفقدنى كبريائى واحترامى لنفسى؟"
ربت على راسها فى حنان قائلا:
"انت تحبيننى ولا اريد ان افقدك كبريائك يا حبيبتى"
التمعت الدهشه والذهول فى عينيها فتابع:
"يازوجتى الجميله كنت اريدك الى جوارى ليلة امس حقا هذا فعلا ماشعرت به ..لكننى انما اردتك لاننى احبك نعم يا اليسا ..اننى محتاج اليك لاننى احبك"
غمغمت فى بكاء:"ارجوك يازكارى لا تلعب بى ..ارجوك لماذا تزوجتنى؟"
رد باسما:"لم اكن انوى الزواج منك تلك الليله فى الكازينو ماشيتك حتى ارى الى اى مدى ستذهبين للحصول على حضانه اختك"ثم اضاف فى رقه:
"لابد ان تتذكرى موقفك القاسى مع بول لكن فى الصباح التالى عندما رايتك نائمه احسست كم انت ضعيفه وقلت لنفسىاننى ساتزوج هذه الفتاه ..لا ادرى.ربما بدات احبك ..دون ان ادرى ذلك الصباح"
ضمها فى قوه فلم تقاوم
"هل سنغادر؟"
سالتها كريس فجاه فى تردد بعد ما اقتحمت خلوتهما.اجابتها اليسا فى لطف:
"لا يا كريس"
ندخل زكارى قائلا فى ابتسام:
"ربما نغادر لبضعة ايام ..شهر عسل متاخر"
ثم التفت الى كريس واضاف:"تعالى هنا يا بندقه"
وضمها فصار عناقا ثلاثيا بينهم جميعا اضاف ضاحكا:
"الان صرنا عائله"
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
|