كاتب الموضوع :
مجهولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل التاسع
"لقد نصحني بتناول الطعام مع الشراب ، هل لك أن تناولني إبريق القهوة؟".
"تفضلي ، و أنصحك أن تبتعدي من الآن فصاعدا عن الشراب إنه لا يناسبك... هل ستخرجين اليوم؟".
"نعم سأخرج" قالت بعصبية.
"إنتبهي لا تخاطبيني بمثل تلك اللهجة ، كونك زوجتي لا يضمن لك الأمان في مخاطبتي بهذه الطريقة على العكس".
كانت عيناه تقدحان شررا و تمنت لو تصفعه بيدها ، أكمل قوله:
"أتمنى أن تكوني غيرت رأيك بشأن الخروج و أنصحك أن تعودي لفراشك لساعة أو أثنتين".
"شكرا لنصيحتك ، و لكنني سأخرج... أنا حرة في أن أفعل ما أريد".
"إذا قررت أن تبقي في الفراش فستبقين" قال.
"أنت لا يهمك إن خرجت أم بقيت".
"قلت إنك حرة في التصرف ، تفعلين ما تشائين شرط أن تكوني متسترة ، تناولك الشراب ليس عملا متسترا".
شعرت بالذل و هي تنظر إلى عينيه ، لو أنها لم تشرب ثم قالت:
"شربت كأسين فقط".
"هذا أكثر مما تحتملين ، لا أريد أن تحضر زوجتي إلى البيت بهذه الحالة ، إنتبهي في المستقبل".
"لماذا؟ ألم نتفق على أن يفعل كل منا ما يريد و هذا ما سأفعل".
"قلت ذلك إذا كنت متسترة بأفعالك ، لا أسمح لك أن تتحديني يا ديانا".
"و من طلب منك السماح؟".
"حسنا ، ستبقين اليوم في المنزل و لن تخرجي لأنني أنا أقول ذلك".
"لا أعتقد ذلك ، لدي موعد و سأحافظ على موعدي".
"سوف نرى".
"و كيف تقترح أن تبقيني؟".
"سأقفل على ثيابك ، هي ليست فكرة جديدة ، لقد نفذتها سابقا ، إنها طريقة بسيطة و لكن فعالة فأنا أحب الخطط البسيطة".
"هل تعتقد أنك تستطيع أن تبقيني في البيت؟".
"إذهبي إلى الفراش قبل أن أفقد السيطرة على أعصابي... إنك تصرين على إمتحان صبري ، ما الذي يجعلك تعتقدين أنك تستطيعين مقاومتي ، قلت بأنك ستبقين في الفراش و هذا ما ستفعلين ، إذهبي الآن قبل أن أحملك بنفسي".
"ستكون مهمتك صعبة".
"بدون شك و لكن هل تعتقدين أن قوتك تعادل قوتي؟".
"سأصعد إلى غرفتي" تمتمت بضعف و تركت الطاولة.
في اليوم التالي وصلتها رسالة من والدتها في إنكلترا ، بقي دييغو منتظرا بإهتمام أخبار الرسالة فقالت له:
"إنها من والدتي و هي تدعونا لزيارتها في إنكلترا".
"نحن نذهب إلى منزلكم و نمثل عليها دور العاشقين؟ زيارتنا ستزيد الأمر تعقيدا و ستعرف والدتك الحقيقة".
"سنحاول أن نمثل عليها لنشعرها بالإرتياح".
"بالحقيقة يا ديانا أنا لا أستطيع أن أراك الزوجة تامحبة المطيعة".
"هل كان عليك استعمال كلمة المطيعة؟".
"حسنا ، الزوجة المحبة ، لن نستطيع أن نتظاهر".
"نحاول ، و لن نبقى أكثر من أسبوع".
"أسبوع؟ نحن لا نكف عن الجدال يوما واحدا".
"أرجوك يا دييغو ، من أجل والدتي ، نستطيع أن نقنعها بسعادتنا لو جربنا".
"استعملي عقلك يا ديانا قليلا ، لو لاحظت والدتك كراهيتنا لبعضنا لازداد قلقها و حزنها عشرة أضعاف".
"أنت لم تعط هذا الموضوع تفكيرك الكامل ، من الممكن أن نخدعها ، و كما قلت لك نستطيع أن نجرب".
"ما الذي سأفعله؟ آخذك بين ذراعي و أقبلك أمامها؟ فكري أكثر بالموضوع... أنت تحبين والدتك كثيرا اليس كذلك يا ديانا؟".
"أنت تعرف ذلك جيدا".
"عودي و تناولي فطورك" وقفت مكانها و هزت رأسها نفيا ، طلب منها أن تعود لتناول الفطور الصباحي.
"أنا لست جائعة".
"لا أعرف لماذا أتحملك؟ إجلسي و تناولي فطورك".
و لدهشتها فعلت ديانا ما طلبه منها بدون معارضة.
"متى ترغبين في السفر لزيارة والدتك؟".
نظرت إليه بذهول كأنها لا تصدق ما تسمع.
"سنزورها؟ هل ستحاول أن تمثل عليها بأنك سعيد؟".
"سنحاول سوية أن نجعلها تصدق بأننا سعداء".
لم يضيعا الوقت بل سافرا على الفور و وصلا إنجلترا بعد يومين من القرار.
وصلا بيت والدتها عند العشاء ، استقبلتهما والدتها بحرارة و فرح كبير و قد بدت شاحبة و نحيلة عما رأتها ديانا آخر مرة ، و قد أرتسم تعبير غريب على وجه دييغو و هو يراقب لقائها مع والدتها حيث كانت تقبل والدتها بحرارة و حنان فقالت الوالدة:
"أرى الآن بنفسي سعادتكما و لا لزوم لأن أقلق ، كم تناسبك الحياة الزوجية يا ديانا ، أريدك أن تخبريني كل شيء عن منزلك الجديد و لكن ليس الآن كانت رحلتكما شاقة و طويلة... ربما تأخذين دييغو إلى الغرفة يا عزيزتي بينما أكمل تحضير العشاء... هل هناك أية مشكلة؟ يبدو عليك الشحوب".
"لا ، ليس هناك أي مشكلة".
عندما سارا إلى الغرفة التفتت إليه و قالت:
"لم أعتقد أننا سننام سوية ، ماذا سنفعل؟ جميع الغرف الأخرى مقفلة و هذا يعني أن الغبار يكسوها و الأسرة غير مفروشة و لا أستطيع أن أتسلل في ظلام الليل إلى غرفة ثانية ، ماذا سنفعل؟... هل لديك أي أقتراح؟".
"نعم ، و لكن اقتراحي لا يوافقنا ، سأبقيه لنفسي".
ذهبت لتحضر بعض الأغطية و الحرامات الصوفية قال دييغو مستفسرا:
"و ما نفع الحرامات بدون سرير أو فراش؟".
"سأصنع لك فراشا منها فوق الأرض".
"تنتظرين مني أن أنام على الأرض ، من الواضح أن آل وارنر لا يعرفون شيئا عن أصول الضيافة".
"عليك أن تقبل بالأمر الواقع ، إنها الضرورة التي تقضيها الظروف الحاضرة و لا شأن لها بأصول الضيافة".
"أي نوع من الرجال تعتقدينني؟ أنا لست مارك! لا يا ديانا ، إذا كان لا بد من النوم على الأرض فأنت التي ستنامين هناك".
"ستتركني أنام على الأرض؟ و أنت ستنام فوق السرير؟".
"طبعا" حمل حقيبته و وضعها فوق السرير.
كان دييغو منتبها في معاملة ديانا و مجاملتها خلال العشاء أخرج لها الكرسي و انحنى ليقبلها على خدها برقة أمام والدتها ، علت حمرة الخجل خديها ، كانت والدتها تراقب المشهد مسرورة ، سألها دييغو بلطف:
"هل أصب لك كأس ماء يا حبيبتي؟... أسرعي قليلا في طعامك فأنت بطيئة جدا يا عزيزتي".
"كنت أتمنى أن أراكما سوية ، إنها مفاجأة لي يا ديانا ، بدأت أقلق عليكما ، خصوصا و إني قد سمعت بعض الكلمات الغير سارة عن زواجكما ، لكن الآن لقد إطمئن بالي كثيرا".
و عندما إنتهوا من الطعام إعتذرت الأم و قامت ديانا بإيصالها إلى الغرفة و ذهبت بعد ذلك إلى غرفتها بينما كان دييغو ما يزال في الحمام.
غيرت ملابسها بسرعة و اندست في الفراش الذي جهزته على الأرض و عندما عاد دييغو إلى الغرفة قال:
"أتمنى لك الراحة هناك".
لكن دييغو التفت إليها بعد لحظة عندما همت بإطفاء الأنوار.
"هل هناك أية مشكلة" سألها دييغو.
"كلا أريد أن أطفئ الأنوار فقط".
"كلا دعيها ألم تريني أطالع؟".
لم تجبه ، رفعت الأغطية فوق رأسها محاولة أن تستعد للنوم ، كانت الأرض قاسية و بقيت الليل بطوله تتقلب من جنب إلى جنب و قد جافاها النوم كليا.
استيقظ دييغو في اليوم التالي ، كانت قد سبقته و أغتسلت و أرتدت ثيابها و جلست تتأمل ، سألها و هو يراقب حركة يديها و نرفزتها الظاهرة:
"لقد استيقظت باكرا ، لم تستطيعي النوم؟".
"سنتناوب النوم فوق السرير ، أنا سأنام الليلة فوق السرير" قالت بعصبية.
"لم أقل إنني سأتنازل عن السرير" قال ببرود.
"هذا منزلي ، لا يلزم أن أسألك".
"بل عليك أن تسألي ، و تسألي بلطف أيضا... حتى لو سألت بأدب لست متأكدا من أنني سأسمح لك بذلك".
"لن أسألك يا دييغو ، سأحضر باكرا و أنام قبلك في السرير ، أنا لن أنام على الأرض أسبوعا".
"ستنامين في السرير؟ حاولي... لو سألت كنت سأفكر بطلبك بجدية و لكن كما هو الوضع الآن يمكنك أن تنامي في السرير على الرحب و السعة و بكل سرور لأني أنا أيضا سأنام فيه لن أنام على الأرض أبدا".
بعد وصولهما إلى إنكلترا بثلاثة أيام أقترح دييغو أن يزور و إياها منزل أحد أصدقائه ، هي لا تهتم لزيارة أصدقائه كي لا تبقى ضمن إطار التمثيل و المجاملات أجابته:
"ليس لدي الرغبة في ذلك".
"كيف تنوي أن تقضي هذا النهار".
"لم أقرر بعد ، ربما أزور صديقاتي".
"صديقات أم أصدقاء؟".
"هذا من شأني".
"نتقابل على العشاء مساء".
قضت ذلك النهارفي زيارة صديقاتها و آثار الدير ، و شاطئ البحر و جلست تتأمل موج البحر و هي تتلاطم على الصخور و هي تفكر بزواجها و طريقة عيشها ، مالت الشمس للمغيب و قامت ديانا لتغادر المكان ، كانت تقطع الطريق عندما التقت مارك ، لقد نسي كليا الطريقة التي أفترقا بها أو الأسباب ، حياها بحماس و أمسك يديها و هو يكلمها.
"ديانا ، هل هذه أنت؟ كيف حضرت إلى هنا؟ ماذا تفعلين؟ هل أنت في زيارة؟ لماذا أنت وحدك؟".
التفت حوله ثم صمت قليلا.
"هل تركته و عدت لبيت والدتك؟" أفلتت يديها من قبضته و ابتسمت له.
"لا يا مارك ، لم أترك دييغو ، و نحن هنا في زيارة لأمي ، سنبقى ليوم أو اثنين" نظر حوله مرة ثانية و قال:
"و لكنك وحدك".
"دييغو يزور أصدقائه و أنا أزور صديقاتي ، أفترقنا هذا اليوم ، و سأعود الآن للبيت ، لقد وعدت بالعودة قبل العشاء".
"تعالي معي يا ديانا لنتناول الشاي ، تحتاجين إلى فنجان من الشاي ، أنت ترتجفين من البرد".
"نعم أشعر بالبرد".
"إذن تأتين معي؟" جلسا في مقهى صغير ، أحست ديانا بدفء نظرات مارك الذي أخبرها بمشاكله مع زوجته كان يشبع غرورها بأنها مرغوبة بعكس دييغو الذي يشعرها بأنها غير مرغوبة من أحد ، و أضاف بأن زواجه قد إنتهى و هما يجريان معاملات الطلاق كما قال مارك لديانا.
"لم يكن هناك فرصة لنا بالتفاهم ، اليس كذلك؟ و لكنني أقدمت على الزواج لأنك اغضبتيني إلى حد كبير ، و كنت أنوي أن أرسل لك رسالة أشرح لك فيها كل شيء".
شردت ديانا و هي تفكر ، يا إلهي ، لقد سببنا الكثير من الآلام و المآسي بسبب حماقتنا أردت أن تعلمني درسا و لكن كرامتي المجروحة لم تتقبل ذلك ، كم تمنت أن تسمع مثل هذا الكلام منه عندما كانت تشعر بالتعاسة ، حلمت أحيانا بأن زواج مارك لن يستمر و أنه سيتذكر حبه لها ، و لكن إعترافه جاء متأخرا ، و مهما حصل الآن فلن يمكنها أن تحيا مع مارك ، الآن فاقت من شرودها على صوته و هو يقول لها:
"عزيزتي ديانا ، إن كان زواجك ليس على ما يرام أوقفي زواجك بطريقة ما و عودي إلي الآن قبل أن تتورطي بأطفال ، و دعينا نعود سوية ، كما كان مكتوبا لنا دائما".
"لكن يا مارك...".
"لا ، لا تقولي أي شيء ، فقط فكري بالموضوع جيدا ، و بهدوء ، و لا تقولي لي رأيك الآن مهما كان".
"قولي نعم يا ديانا ، زوجك لن يمانع ، مرة واحدة فقط".
كان أحد أفراد الشلة يخاطبها بعد أن انضموا إليهم تباعا و هي سارحة كعادتها ثم سألت واحدا منهم:
"ماذا؟".
"استفيقي ، أنت تحلمين في النهار ، سنذهب إلى العشاء في المطعم ، الشلة كلها تريدك ، نعيد ذكريات الماضي" قال مارك.
"لا استطيع ، وعدت أن أعود قبل العشاء ، سيخيب أمل والدتي".
"ظننت إنك وعدت زوجك للعشاء" قال مارك.
"نعم يا مارك وعدته و لن استطيع مرافقتكم".
"تعالي إنها مرة واحدة و سنخرج فيها معك نمرح و نستعيد ذكرياتنا" ألح أحد أعضاء الشلة.
"لا أعرف إن الأمر صعب جدا" كانت تفكر بوالدتها ماذا ستقول لو بقيت على العشاء مع اصحابها بدون دييغو.
"لا شيء صعب عليك ، سأصحبك للبيت الآن ثم أمر عليك بعد أن تبدلي ثيابك" قال مارك ، لكن ديانا ظلت مصرة على الرفض و الشلة كلها تقنعها أحست أنها مرغوبة و هو إحساس مثير لم تعرفه منذ تزوجت.
"لا أعدكم و لكنني سأرى ردة الفعل عند والدتي ، إذا كانت لا توافق فلن أحضر".
"حسنا ألن يمانع زوجك؟" قال مارك.
"لا ، لن يمانع أبدا" أوصلها مارك إلى البيت و وعد بأن يمر عليها في المساء.
"لن أعدك بشيء و لكن سأحاول جهدي مع والدتي إذا فشلت سأتصل بك هاتفيا معتذرة".
كلمت والدتها بأمر العشاء مع أصدقائها القدامى و لدهشتها لم ترى أي مشكلة أو خطأ في تصرفاتها ، أنها أمسية واحدة ستمضيها مع أصحابها القدامى.
"أنت لم تريهم منذ فترة طويلة ، سيكون ذلك مسليا لك و دييغو لن يرغب بمرافقتك لأنه لا يعرف أحدا منهم و طباعه تختلف عن طباعهم ، إذهبي يا عزيزتي و تمتعي بوقتك فرصة أن تجتمعي بهم مرة قبل سفرك".
لبست فستانا مثيرا مفتوح عند العنق و قصير جدا ، إرتدته بسرعة و هي خائفة أن يحضر زوجها و يراها على هذا الشكل قبل أن تغادر حضر مارك قبل دييغو ، وضعت ديانا حول عنقها فراء ثمين و ركبت السيارة قربه و انطلقت مسرعة بهما.
خلال العشاء أقترح أحد أفراد الشلة أن يكملوا السهرة في منزل مارك حيث تقام حفلة كبرى ، تحمس الجميع لهذه الفكرة ، قامت ديانا لتتصل بوالدتها لتخبرها أنها ستتأخر في الحفلة و لن تعود إلا في الساعات الأولى من الصباح ، قالت والدتها:
"لا بأس يا عزيزتي ، كنت دائما تسهرين في السابق معهم و تتأخرين ، أنا أفهم ، و لكن ما رأي دييغو في الأمر؟ هل يمانع؟".
"لا أظنه يمانع إنه لطيف و لن يرضى أن يزعجني أو يمنعني من التمتع بسهرتي مع أصحابي ، لن يهتم حتى لو بقيت الليل بطوله خارج البيت".
"حسنا سنراك وقت الفطور غدا صباحا؟".
"نعم أعتقد ذلك ، أين دييغو؟".
"نسيت أن أخبرك لقد حضر جوني لرؤيتكما و سينام هنا الليلة ، و هو يلعب البليارد مع دييغو فوق ، تناولنا عشاءنا باكرا و هما يمضيان الوقت باللعب".
"أوه... " تنهدت ديانا فرحة من حظه أن زوجها بعيدا عن التلفون.
"عمت مساء ، إنتبهي لنفسك يا أمي".
"و أنت يا عزيزتي إنتبهي لنفسك".
خلال السهرة وجدت ديانا أن الحفلة لا تروقها ، لم تكن كما إنتظرت ، طلبت من مارك أن يوصلها إلى المنزل لأنها غيرت رأيها و لن تذهب إلى منزله لتكمل الحفلة هناك مع الشلة.
"تعودين للمنزل في هذا الوقت المبكر؟ يا إلهي ، ماذا حصل لك يا ديانا كي تتخلفي عن حضور مثل هذه الحفلة؟".
كان أغلب أصحابها في حلبة الرقص ، الجو خانق و سحب الدخان تزيد المكان تلوثا ، بدأت تدرك أنها قد ملت تلك الأجواء ، و أصبحت في عالم جديد مختلف عن عالمها السابق.
"يجب أن أعود إلى البيت يا مارك ، إنني متعبة و لا استطيع أن أكمل السهرة معكم في منزلك".
بدأ مارك يتأفف بطريقة وقحة ، حاول إرغامها و لكنها رفضت ماذا كانت تحب فيه؟ بدات تتفحص شكله الشاحب و ذقنه الطرية ، كيف كانت ستمضي العمر برفقته؟ فجأة تذكرت دييغو و أحست بالإمتنان لشخصيته المميزة التي جعلتها ترى شخصية مارك بنظرة جديدة.
"خذني إلى البيت فورا يا مارك... لقد أكتفيت ، لم أعد أحتمل المزيد".
"حسنا ، يا إلهي ماذا يريد هذا الرجل؟".
كان مارك يتلمس يتلمس فكه الذي كاد ينخلع من وجهه بعد أن سدد دييغو له لكمة قوية ، التفتت ديانا و التقت عيني زوجها السوداوين و الشرر يتطاير منهما ، كان دييغو يقف وسط المرقص قربها ، تذكرت أنها لو لم تكن واقفة هناك لكان تقدم و جرها ، خافت و تقدمت منه ، نسيت ما حل بمارك و نسيت كذلك بقية الشلة.
"هل هناك شيء؟ هل والدتي بخير؟ هل حدث مكروه؟".
"لا ، اجلبي سترتك بسرعة" رد دييغو.
"لكن والدتي...".
"هي تنام في فراشها ، اجلبي سترتك".
كان بركانا من الغضب لماذا؟ حتما ليس لأنها ترقص مع مارك.
"لماذا حضرت؟".
"هل تحضرين سترتك أو نذهب بدونها؟".
وقفت ديانا تتحداه بعد أن تأكدت أن لا مكروه قد حصل... لماذا اقتحم السهرة؟ لماذا أراد أن يظهر استبدادي معها أمام رفاقها ، لن تتحمله لقد حضر حتما لإهانتها أمام أصحابها و شلتها.
"لن أذهب الآن ، سنذهب من هنا للسهرة في منزل مارك و لا أعرف متى أعود للبيت".
بدأت الشلة تهتم للمشهد ، بعض رفاقها تجمعوا حولها كذلك حضر بعض الخدم و معهم شخص ضخم الجثة ينتظرون أن يطرد دييغو خارج الفندق إذا اقتضى الأمر.
"هل ستحضرين أم أجرك جرا إلى الخارج؟". http://www.liilas.com/vb3
|