كاتب الموضوع :
مجهولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
رمقته بنظره قاسية ثم حسرت المنشفة عن كتفها و أدارت له ظهرها و قد تمسكت بالمنشفة جيدا لم يضيع دييغو وقته و بسرعة عملت أصابعه برقة فوق جروحها ، شعرت بالدهون تداعب جروحها و تبردها ، يده قوية و لكنها لطيفة في لمساتها فوق جروحها وضع الشاش فوقها.
"إنتهيت ، ربما لن تجلسي تحت أشعة الشمس إلا لفترات قصيرة بعد اليوم".
رفع المنشفة من جديد فوق كتفيها و أدارها لينظر في عينيها كانت ملامحه قاسية.
"اللهجة التي طلبت مني فيها أن أترك غرفتك لا أريد أن أسمعها مرة ثانية ربما لا أتصرف بهدوء في المرة المقبلة".
تركها وحدها و خرج و هي تشعر بالغضب و لكن غضبها لم يكن وليد كرهها لزوجها بل من الإحساس الذي ولدته لمساته الرقيقة فوق كتفها المجروحة. و قفت على النافذة تتأمل المناظر الخلابة و بدأ غضبها يهدأ و تذكرت كيف أنهما كانا يتناحران بألسنتهما ، و بعد ذلك تناولا العشاء سويا كان دييغو رقيقا كأنه يواسيها و يحاول أن يعوض عليها ما فاتها تمشيا بعد العشاء قليلا و حين دخلت معه بوابة الهيكل شعرت أن كل غضبها قد مات.
كان دييغو يشرح لهاعن بقية الأثارات ، بدأ الظلام يخيم فوقهما ، و القمر يلون السماء بنوره البنفسجي تحيط به بقية النجوم بنورها الخفيف و تزيد المكان سحرا و شاعرية لأول مرة شعرت أن التنافر قد إختفى بينهما تماما.
"لقد أثرت فينا الهدنة لم نرم بعضنا و لا بحجر واحد منذ أكثر من ساعة و نصف".
ساعة و نصف هو أقصى ما يستطيعا من هدنة لأنه قبل إنتهاء الأمسية دارت معركة كلامية بينهما.
و منذ ذلك الوقت عاد دييغو يعاملها كسابق عهده ، لا يهتم لأمرها و لا يتكلم معها إلا عند الضرورة ، أو ليقول لها مساء الخير ، أكثر الأحيان تحضر إليه كارولين و يتصرف تجاهها هي بعدم إكتراث و برودة إذا إنفردت بكارولين تبدي نحوها الأخيرة كل خشونة و تحد عن عمد.
و أكثر المكالمات الهاتفية و هي كثيرة تأتي من أصوات مختلفة من النساء يسألن عن دييغو بغنج و دلال ، بدأ صبرها ينفذ ، تركت النافذة و نظرت إلى الفستان الموضوع فوق السرير ، إنه أجمل أثوابها ، لماذا أخرجته من خزانتها؟ هل يعقل أنها تفكر في أن تلفت نظر دييغو إليها ، سوف يخيب ظنها إذا و لن تشعر بالإطمئنان إليه و بدون وعي لمست ديانا كتفها المجروح الذي دواه لها و قد شفي تماما ، خلعت ثوبها و أعادته إلى الخزانة فهي لا تريد أن تلفت إنتباهه إليها ، تركت هذه الفكرة جانبا و عادت بذاكرتها إلى جلستهما الهادئة بعد الظهر في الحديقة ، لم يتكلما تقريبا و لكنها كانت تحس بوجوده قربها و شعورها اليوم يختلف عن المرات السابقة حين كانت تجلس منفردة بنفسها ، كانت تمني نفسها بتمضية السهرة برفقته ، فصحبته أفضل من بقائها وحيدة ، و لكنه خرج و لم يذكر إلى أين ، لبست بنطلونا و بلوزة و خرجت تتمشى ، لا يمكنها أن تبقى وحيدة في المنزل أكثر من ذلك ، ذهبت إلى الصرح حيث آثار الملاعب الأولمبية ، لاحظت أن المكان يغص بالجموع الغفيرة في هذه الأمسية مشت ضمن البساتين ، شعرت بالوحدة و هي ضمن جمع غفير ، تمشت على مهل و هي تشعر أن الجميع يراقبونها جلست فوق بقايا عامود و سرحت بأفكارها دييغو عاد يعاملها كسابق عهده من البرود و عدم الإكتراث ، اليوم و بعد أسبوع واحد من مشواره معها بقي بجانبها و رفع من معنوياتها ثم عاد في المساء و تركها للضجر.
هزت رأسها بعد أن نفذ صبرها ، و بخت نفسها على غبائها ، ففي مناسبتين بقي دييغو في المنزل لأنه يرغب في ذلك و لا يهمه أبدا أن يزيل عنها ضجرها أو يسليها ، ليتني لم أتزوجه قالت ذلك و كررت جملتها مرة ثانية للتأكيد ، وضعت يديها على وجهها لتمنع دموعها من أن تنزل ، و تمتمت قائلة: لن أبكي زفرت ديانا زفرة ألم و غذا بسيدة تتكلم معها بلغة لا تعرفها و لكنها فهمتها قالت ديانا تكلم السيدة بقربها:
"أنت بخير؟" لم تفهم المرأة لغتها أيضا ، مر بها زوجان شابان ، قالت الزوجة تخاطبها:
"هل أنت مريضة ، هل تريدين أية مساعدة؟".
"شكرا جزيلا ، إنني بخير" قالت ديانا بتهذيب حضر شاب وسيم و إنضم إلى الزوجين ، و سأل ما الخبر قالت الزوجة الشابة:
"أعتقد أنها مريضة و لكنها تؤكد أنها بصحة جيدة ، هل وجدت فتاة جر المياه التي كنت تبحث عنها؟" هز الشاب رأسه إيجابا بدون وعي ، كان مأخوذا بجمال ديانا قال:
"هل أنت متأكدة بأنك لست مريضة؟ وجهك شاحب"
كذبت ديانا:
"لدي صداع بسيط".
"ربما حرارة الجو ، الجو شديد الحرارة اليوم ، هل أنت في عطلة؟".
"لا أنا أسكن هنا".
"هنا؟ كم أنت محظوظة ، شقيقتي تعيش هنا أيضا".
نظرت ديانا إلى الزوجين الشابين ، كان الزوج يونانيا أسمر جميلا ذا شعر أسود و يبدو أكبر من الفتاة لا بد أن زوجها سألت المرأة ديانا بأدب:
"و أين تعيشين أنت؟".
"فوق التلة" ، أشارت بيدها إلى منزل زوجها ثم أكملت :
"هل أنتما في عطلة؟".
أنا فقط أزور شقيقتي و صهري مرتين في السنة".
كان شابا وسيما عليه إمارات التهذيب و قد ظهر على وجهه إعجابه الشديد بديانا ، سألها:
"هل تعيشين وحدك؟ يبدو أنك وحيدة".
"أنا وحدي هنا".
لم تكمل حديثها كأن أنفاسها قد إختفت سألها:
"هل كنت تمشين وحدك؟".
نظرت ديانا إلى الزوجة و رأتها تبتسم هل شقيقها شاب عابث؟ قالت ديانا:
"الجو لطيف في المساء ، أردت أن أمشي قليلا ، سأعود للمنزل الآن".
"لماذا تعودين؟ تعالي معنا إذا أردت" قال الشاب الوسيم ثم نظر إلى شقيقته و زوجها و قال:
"لن يضايقكما ذلك؟".
قالت المرأة: "لا أبدا تفضلي".
شعرت ديانا بحمرة الخجل تكسو وجهها و تمنت أن لا يعتقدها مرافقوها أنها فتاة عابثة.
"هل ستأتين برفقتنا ، قولي نعم ، شقيقتي و زوجها ما زالاعاشقين منذ سنوات ، أشعر كأنني أقف بينهما عزولا رقيبا".
قالت الزوجة تخاطب ديانا:
"لا ، لا تهتمي لما يقول ، هذا عذره دائما ليتعرف إلى الفتيات في مثل هذا الظرف ، لديه العديد من الصديقات أحذرك".
تكلم الزوج بعد ذلك برصانة و جدية قائلا:
"إذا رغبت في الإنضمام إلينا سنكون سعداء برفقتك ، لقد انتقلت زوجتي إلى هنا منذ ستة أشهر فقط و لا نعرف العديد من السكان و يسرنا أن نتعرف عليك".
قالت ديانا بلباقة: "شكرا ، يسرني أن أمشي معكم".
قال الشاب الوسيم و هو يمشي قربها: "حسنا".
وضعت ديانا يدها في جيبها ، رغبت بعض التغيير في حياتها إذ لن تؤذي بتصرفها أحد ، زوجها لا يهتم لو كان لديها نصف دزينة من الرفاق ، ديانا التقت غريغ في اليوم التالي و ذهبت برفقته في سيارة صهره و شقيقته إلى ، بدأوا في الصباح الباكر لأن الرحلة طويلة و المسافة حوالي المئة و ستين ميلا ذهابا و إيابا ، كان الصباح جميلا و الشمس مشرقة ، تعرف غريغ إلى منزلها في المساء الفائت و رتب معها أمر الرحلة ، قال غريغ يخاطب ديانا قبل أن يتركها:
"ستأتين معنا غدا ، لن تخذليني".
"أحب أن آتي معكم".
جلست ديانا بقربه دون أن تشعر بتأنيب الضمير لأن زوجها لا يهتم و هو زواج صوري و أكملوا رحلتهم الطويلة عبر الجبال و الوديان الجميلة الخلابة و بعد الغداء تجولوا و اشتروا بعض الهدايا للأصدقاء و عندما سأل غريغ بفضول:
"لمن تشترين؟" حاولت ديانا التملص من الإجابة ، عليها أن لا تتحدث عن حياتها الخاصة لأن الموضوع خطر ، في طريق العودة إقترح غريغ عليها العشاء في مكان على الطريق سألها غريغ:
"لماذا لا ننهي هذا اليوم سوية ، سنتأخر في العودة ، و أنا لا يهمني ذلك ، و أنت؟ هل تستطيعين التأخر؟".
"لا يهمني ، أستطيع العودة متى أردت" قالت حزينة "لا أحد ينتظرني حتى لو عدت صباحا".
قال بعد أن جلسوا في مقهى صغير:
"عليك بتناول المازات مع الشراب يا ديانا ، ثم طلب لهم الكأس الثانية من الشراب ، لا تتناولي الشراب بدون طعام ، إنه مضر للمعدة الخاوية".
"أنا لست جائعة" و أخذت تشارك مرافقيها في الشراب و هي مقتنعة بأنه لن يؤذيها ، وصلوا عند منتصف الليل إلى أولمبيا ، طلبت منه ديانا أن ينزلها قرب المنزل ، قال مازحا:
"الوقت متأخر علي أن أوصلك إلى بيتك ما الأمر ألا توافق والدتك على خروجك مع غريب؟".
"أنا لا أعيش مع والدتي ، يمكنك أن توصلني إلى البيت سأدلك على الطريق".
"مع من تعيشين إذن يا ديانا؟ هل تعيشين مع أقرباء؟".
"نعم" أجابته و هي تضحك ، لا يمكن لدييغو أن يكون قريبا لها.
"مع من؟" أصر على أن يعرف الحقيقة قالت:
"مع زوجي".
"زوجك؟ لا يمكن أن تكوني متزوجة".
"نعم أنا متزوجة ، كان علي أن أخبرك".
"و لكنك لا تلبسين خاتم زواج".
"لا يمكنك أن تكوني متزوجة منذ الآن ، كم مضى من الوقت على زواجك؟".
"ثلاثة أشهر".
"فقط؟". و ترافقيني هذا اليوم؟ هذا جنون... منذ ثلاثة أشهر ألن يغضب زوجك؟ هل هو مسافر؟ هل يعمل خارج المدينة؟".
"على مهلك يا غريغ لقد وصلنا البيت".
"هل زوجك يعمل خارج المدينة؟".
"لا ، إنه هنا و لكنه لا يهمه إذا خرجت مع صديق لي ، لا تصعق نحن نعيش على الطريقة الحديثة ، أنا و زوجي متفاهمان هو لديه صديقاته و أنا لدي أصدقائي ، لن يمانع زوجي من حضورك للمنزل للعشاء معنا متى أردت" صمت غريغ كان يفكر ، لم يجد كلمات ليقولها ، بقيت ديانا صامته ، ثم قطع غريغ الصمت قائلا:
"يجب أن أعترف الآن إني شعرت بشيء غريب معك لقد أمضينا اليوم بطوله سوية ، و كنا سعداء برفقة بعضنا ، و لكنك لم تخبريني أي شيء عن نفسك".
"و أنت أيضا لم تخبرني أي شيء".
"تعرفت إلى شقيقتي و صهري و عرفت إني أعيش مع والدتي ، لماذا أخفيت خاتم زواجك؟".
"ظننت أنك لا ترحب بمرافقتي لو علمت أني متزوجة".
"هذا صحيح ، ربما أكون عابثا و لكني أبتعد دائما عن المرأة المتزوجة".
"و لكننا أمضينا يوما جميلا بالرغم من ذلك لو لم أترك خاتم زواجي في البيت لافتقدنا كلانا متعة هذا اليوم".
"هل تقولين الحقيقة؟ زوجك لا يمانع في إختلاطك برجال آخرين؟ أي نوع من الرجال هو؟".
"أنا لا أذهب مع رجال هذه أول مرة أخرج فيها مع رجل آخر ، لقد قبلت الخروج معك من ضجري".
"ضجرت بعد ثلاثة أشهر من الزواج! ديانا أشعر و كأنني وقعت في فخ".
"لا ، لا شيء من هذا القبيل ، يصعب علي التفسير أنك رجل غريب و سوف لن اراك ثانية".
"و لكني أريد أن اراك مرة ثانية يا ديانا بالرغم من كل ذلك أنا أعرف الضجر أيضا ، حين أتعرف على فتاة يتبدد ضجري أنا صادق عندما قلت أن شقيقتي و زوجها يحبان بعضهما كثيرا و أنا بينهما كالعزول ، الآن نحن أربعة حين نخرج ، أرجوك يا ديانا لا تقولي أنك لن تريني ثانية إذا كان زوجك كما تقولين لا يهمه ، يا إلهي! ديانا أنا لا أصدقك ، أنت جميلة و فاتنة و لطيفة سأجن من الغيرة لو كنت زوجتي أنا لا أحتمل ذلك! أي نوع من الرجال هو زوجك؟ هل هو غير كفء..." احمر وجهه خجلا ثم إعتذر "لا أستطيع أن أقول ذلك لأنه من الواضح أنك تحملين له بعض المحبة".
"هل تسألني إن كنت أحبه؟".
"لا يمكنك ، و إلا لما خرجت بصحبتي ، هناك بعض الغموض ، اليس كذلك؟ هل اكتشفت أن زواجك غلطة؟ هل أنت غير سعيدة؟".
"قلت لك أنه يصعب شرح هذا الأمر يا غريغ... لا يمكنني أن أتكلم عن هذا الموضوع عليك أن تنساه كليا ، عنيت ما قلت بشأن دعوتك للعشاء عندي في المنزل سأخرج معك حين تكون هنا في عطلة و إذا كان الوضع لا يعجبك نودع بعضنا الآن".
"لا ، لا أستطيع".
"حسنا يا غريغ ، ما هو موقفك؟".
"كم أعصابك باردة ، لا أعرف بماذا أجيبك... سنخرج سوية طوال فترة بقائي و هي ثلاثة أسابيع ، و لكنني أقبل دعوتك للعشاء ، أنا فضولي و أريد أن أتعرف إلى زوجك الغريب الأطوار".
اتفقا على أن يتقابلا في التاسعة و النصف من صباح اليوم التالي ، لف ذراعه حولها و قرب وجهه من وجهها ثم تراجع قليلا.
"أنت تعرفين يا ديانا أن خروجك معي وقاحة و جراءة و لكني خائف من تقبيلك ، أتساءل إذا كنت ستصفعين وجهي لو فعلت؟".
"عليك أن تنتظر إلى الغد لتكتشف ذلك".
عندما دخلت البيت كان دييغو يجلس في غرفة الجلوس لم يلتفت إليها حين دخلت ، وجهها أحمر و نفسها مقطوع ، تجاهله لدخولها جعل غضبها يشتد ، جلست على كرسي أمام الأريكة و قالت:
"ألا تريد أن تعرف أين كنت؟".
"لا أعتقد".
"عملت بنصيحتك و وجدت لنفسي صديقا".
"هذا سيجعل الحياة أكثر راحة لك ، هل أنت مريضة؟".
"لا ، أنا بصحة جيدة ، سأخرج معه غدا و سنمضي اليوم بالخارج".
"حسنا ، التغيير ينفعك" ، وضع يده على فمه و هو يتثائب "سأذهب لأنام... نامي جيدا هل أطلب من مريم أن توقظك باكرا أم تستيقظين لوحدك؟".
"طلبت منه أن يزورني في البيت ، و سيحضر للعشاء غدا".
"أهلا و سهلا ، سأجلب معي كارولين ، لا إنتظري لقد عملت معها ترتيبات أخرى ، في كل حال أسأليه أن يحضر في ليلة أخرى و أخبريني قبل الوقت المحدد".
بدأ يتفحصها بتمعن و كأنه ينتظر أن يحدث لها شيء ما ، كان دييغو ينظر و يضحك بإنتصاره عليها ، ثم سألها بغضب:
"أين خاتم زواجك؟".
"خلعته هو لا يعني لي أي شيء".
"نعم ، إنه لا يعني أي شيء" ردد خلفها.
بقيت ديانا وحيدة و الدموع ملأت مقلتيها و هي تسمعه يغلق باب غرفة نومه استيقظت في اليوم التالي و شعرت برأسها سينفجر ، لم تعتقد أن كأسين من الشراب سيتعبانها بهذا الشكل الفظيع ، لا تستطيع الذهاب إلى موعدها مع غريغ كيف ستخبره ذلك؟ عندما نزلت إلى غرفة الطعام كان دييغو قد إنتهى من الفطور و لكنه ما زال يجلس إلى الطاولة يقرأ رسالة ، نظر إليها ببرود و قال:
"صباح الخير" ثم أكمل قراءة رسالته ، بعد قليل عاد ينظر إليها بتفحص و سألها:
"هل رأسك ثقيل؟".
"نعم ، لقد شربت البارحة".
"كم كأسا شربت؟".
"اثنين فقط".
"لا تكوني سخيفة ، كم كأسا؟".
"قلت لك اثنين ، و لكني لم أتناول أي طعام مع الشراب".
"كيف تفعلين ذلك؟ كيف تركك صديقك العابث أن تفعلي ذلك؟". http://www.liilas.com/vb3
|