السلام عليكم
حديثنا اليوم سوف يكون عن الكريمه المباركه صاحبه الهجرتين...
قالت عنها عائشه (ما رأيت امرأه احب الى ان اكون فى مسلاخها من سوده بنت زمعه)
هى.....اول الزوجات بعد وفاه خديجه رضى الله عنها .......
لكى نتكلم عنها وعن صفاتها نحتاج لسنين وسنين ولا ننتهى .......
ولكنى وانا اقرأ سيرتها العطره شدنى موقف جليل جدا وبصراحه احسست ان هذا الموقف يتكرر
فى بلادنا الان ولا اقصد الموقف بالتحديد ولكن الظروف ...التى قد توضع فيها بعض النساء
وكثيرا ما يسئن التصرف دون وجود حكمه او عقل .......فدعونا نتعلم من قدوه جليله لنا ماذا
فعلت فى احد المواقف الجليله............
المعروف ان بعد وفاه السيده خديجه رضى الله عنها ظل فتره النبى صلى الله عليه وسلم دون ان
يجرؤ احد من الصحابه ان يحدثه فى الزواج لانهم كانوا يعلمون قدر السيده خديجه الكبير ومكانها الجليل فى قلبه .......
الى ان استطاعت خوله بنت حكيم ان تعرض هذا الامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وكانت واسطه خير فى هذه الزيجه المباركه .....المعروف ان السيده سوده قد هاجرت للحبشه
وكانت مع رقيه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الهجره ولكنها عادت قبلها وتزوجت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ......
هنا يتجلى الموقف الجليل فبعد ان مرت الايام وطال الفراق فراق رقيه عن ابوها سيد الخلق وامها السيده خديجه رضى الله عنها ....تعود الى مكه مع زوجها سيدنا عثمان ابن عفان رضى الله عنه................
وتصل رقيه الى الدار الغاليه وتقع عينها على الدار الطاهره منبع الدعوه تلك الدار التى تربت فيها وشهدت احلى ايام عمرها ....وجميعنا يعلم لم يكون هناك جوال او بريد ...
وطبعا كل امرأه لها ان تتخيل عودتها لزياره منزل ابيها بعد طول غياب وبعد هجره صعبه
فما بالنا اذا كان الاب محمد صلى الله عليه وسلم والام خديجه رضى الله عنها........
كان شعور رقيه رضى الله عنها مزيجا من الشوق والحب والحزن والقلق والهدوء.
وطرقت اليد الطاهره الباب الطاهر للمنزل الطاهر...........
وانتشر الخبر ان جاءت رقيه وعثمان ...
واسرع الجميع للقاء الفريق الذى طالما اشتاقوا اليه وراحت ام كلثوم وفاطمه ومن كان هناك يستبقون اليها وتعانقت الاخوات وسالت العبرات واستيقظت الذكريات ....
تخيلوا معى ما هو شعور الاخوات الان؟
طبعا احس الجميع بغياب الام الحنون ........فأنفجرن باكيات على فراق السيده خديجه رضى الله
عنها.............
والان جاء دور السيده سودة رضى الله عنها ........
الى كل اخت مسلمه ....تخيلى انك كنتى مكانها فى هذا الموقف .............؟
كيف تتصرفين .........؟
امام البنات الباكيات على الام بعد طول غياب ......فهى الان الزوجه بعد امهم...
هل هربت السيده سودة من الموقف .......هل اسرعت الى النبى صلى الله عليه وسلم
واتخذت جانبه حتى يتصرف هو ويبعد عنها اى حرج .......؟
لا والله .....فهى كمثل باقى الصحابيات ...امرأه قويه ذات شخصيه تقدر على مواجهه المواقف
مؤمنه شجاعه .....(امراه على حق...)....
ليأتى العالم كله ليتعلم منا كيف تكون النساء ......
ولتأتى جماعات المرأه المزعومه وجمعيات الحقوق المحسوبه ...
لتصمت وليصمت الجميع عندما تتحدث وتتصرف سودة رضى الله عنها......
ما الصعب فى هذا عليها وهى مسلمه مؤمنه صادقه ..وفى بيت مؤمن صادق ...
وتلك الاخوات هن الصادقات المؤمنات الطاهرات الفاهمات .......
جاءت سوده بنت زمعه ثقيله فى خطواتها ..واثقه فى موقفها ...مقتنعه بنفسها
متأكده من حب خليلاتها بنات النبى الكريم ....
وراحت بكل ثقه ترحب هى الاخرى برقيه وعثمان واخذت تتحدث عن ذكرياتها معم فى الحبشه
وصنعت وزودت صداقتها مع السيده رقيه رضى الله عنها .....فأستطاعت بشخصيتها الحنونه
وكلامها الرقيق ونسيمها العطر ان تصب من جمال خلقها وحسن منبعها وبلسم لسانها على
الابناء لتكون الخليله التى شاركوها الاحزان واخذت بأيديهم الى الصبر ورسمت طريق لهن
للاحتساب عبر معبر الايمان ........
وبلغ الخبر النبى صلى الله عليه وسلم .....
فجاء فرحا متشوقا لابنته ....
واستطاعت المرأه الطاهره الذكيه الحكيمه ان تظلل على بيتها بالحنان والحب ...
وجلس الجميع الاب والبنات والزوجه الطاهره ....يتحدثن ويتشاركن السعاده والايمان ..
وبذلك قدرت وصنعت ونجحت .....وجعلتنى من هذا الموقف ........ اقول ..هؤلاء هن ..
(النساء على حق)...................
اسف على الاطاله ...
والى اللقاء مع شخصيه عظيمه جديد وموقف جليل اخر ...
تحياتى .........