كاتب الموضوع :
الهواجر
المنتدى :
الارشيف
تذكير بنهاية الفصل السابق + الفصل الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خيم الظلام على المكان وبقيت أنوار السفينة تكشف عن الركاب فوق
السطح وقد تحلق البعض حول الطاولات المتناثرة والبعض الآخر يقف
بالقرب من الحواجز ينظرون إلى ظلمة البحرلا يسمع إلا هدير محرك
العبارة وهمسات الركاب ونغمات رسائل الجوال .
في زاوية جلست سارة ممسكة بيد فهد الذي احمرت عيناه والعرق ينضح من
جبينه ، وقد أراح رأسه على الطاولة فشعر بشيء بارد يمسح جبينه فتح
عينيه ببطء على سارة ونظرات الحزن تطل منها قائلة :
فهد شكل الخافض مانفع أبروح أدور لك على دكتور انتظر هنا ودقايق
وانا راجعه . ثم وقفت
فهد وهو يمسك بيدها : لا تروحين مفعولها بيجي بعدين لا تستعجلين .
سارة : لا يافهد ..أحس بتعبك وش فايدة الرحلة وأنت ماتستمتع بها.
فهد : أنا ألحين مبسوط وأحس بجو غريب ومتعة ماقد مريت بها بس البرد
شوي زايد على السطح .
سارة : يالله قوم نروح الكبينة وترتاح وفي طريقنا نشتري شاهي يدفيك .
فهد وهو يدفع الكرسي للوقوف : لا تشيلين همي كلها ساعة وتختفي
الحرارة بإذن الله .
سارة : الله يخليك لي مارح انبسط إلا إذا شفتك تضحك .
****************
في مصلى السفينة الكائن في الدرجة الأولى جلس سعود وإبراهيم
يتجاذبان الحديث بعد انتهاء الصلاة مع مهندس مصري مقيم في جدة اسمه
مجدي يعمل منذ إحدى عشرة سنة في مجال الحاسوب
سعود : ماودكم نمر الكفتريا و نطلع فوق .
إبراهيم : إلا يكون أحسن وعلى الطريق ابآخذ فنيلتي الجو بارد.
مجدي وهو ينظر في ساعته : الساعة دلوأت تمنيه ونص أكيد العبارة
تحركت وحيبرد الجو أكتر .
وفي لحظة خروجهم رن جوال سعود فنظر للمتصل ( دلوع أبوه يتصل )رد
عليه وقال : هلا فيصل ، وش عندك ؟
فيصل : حبيبي أخوي الكبير عينك قويه ، هيجت البحر أعوذ بالله منها .
سعود وهو يتململ : اخلص وش تبي ؟منيب فاضي لك .
فيصل : لا تعصب وسع صدرك ، بس حبيت أقولك إنا رجعنا عشان الريح قوية
سرعتها سبعين ومرزوق وخليل قالوا ماتعودنا نبحر في مثل هالسرعة
وقلت ابلغ حبيبي كانه بيروح الصبح في العروس تراها جاهزة .
سعود : وش عقبه أنا في طريقي لمصر .
فيصل : زين لقيته حجزالخطوط كلها فل .
سعود : يسرها ربك ومعي إبراهيم ولد خالتي .( اخفى عليه انه على
السفينة حتى لا يصل الخبر لوالده )
فيصل : عاد وش فيك تقولها وأنت حمقان ، كن هموم الدنيا على راسك .
سعود والشريتطاير من عيونه : انت خليته فيني صبر ، بالله عليك هذي
سوايا تتحرك من غير ما تشاور أحد ياخوي أنا أكبر منك وما انظم خيط
بابرة الا مشارور الكبار وإنت سيدك بقيدك
.
فيصل : خلاص لا تحط لي محاضرة ، العذر والسموحة ونشوفك على خير .
سعود : انتبه للعنود أبوي مهوب فيه إن حصل خلها تروح لخالتي كانك
بتروح منا وإلا منا .
فيصل : ابشر جعل عيني ماتنحرم منك .
سعود : الله يهديك ويحفظك .
اقفل سعود الخط وانتابه شعورغريب وضيق في صدره فنظر إلى مجدي وقال
له : تشم ريحة شيء ؟!!
مجدي : لا مش شامم حاجة .
سعود : يمكن من الكفتريا خلينا نمرها نآخذ شاهي ونطلع فوق .
لحق بهم إبراهيم للسطح والقى بجسده على الكرسي البلاستيكي الذي اهتز
من ثقله وتناول كوبه قائلا : تدري ياسعود من شفت ؟
سعود وهو يستقيم في جلسته : من شفت ؟ لا تقول الأستاذ أحمد مدرس
الكيمياء في الثانوية .
قهقه إبراهيم بصوت عال حتى التفت إليه من حوله وعجز عن متابعة
الحديث هنا شاركه سعود ومجدي الضحك فقد عرف سعود أنه فعلا شاهد
الاستاذ أحمد
سعود : فيصل خلاص الناس تتفرج ، بس قل لي وين ومتى شفته ؟
إبراهيم : من دقايق في الدرج وسلمت عليه بس ماتذكرني لين قلت له
اسمي ،ثم حضني لين تكسرت ضلوعي .
سعود : بالله عليك ما سأل عني ؟
إبراهيم : أفا عليك مستحيل ينسى العقل المدبر في المدرسة .
سعود : ههههههههههههههه ، وش قال ؟ ماعلمته أني تغيرت وعقلت .
مجدي : الله أكبر وأنا العبيط جالس مع تلامزة مدرسة المشاغبين.
إبراهيم : هههههه لا كنا اول الحين رجاله ونعجبك ، الاستاذ أحمد تغير
وكبر وسمن ومع هذا عرفته ، وقلت له عرفتك يا استاذ بنظارتك .( هنا
جاء دور سعود بالضحك )
التفت إبراهيم على مجدي قائلا : من ثمان طعشر سنة وهي عليه
وقلنا له بنقط لك ورفض وزعل علينا واعتذرنا منه عقبها وتحللنا منه
يوم تخرجنا من الثانوية وشكله تذكر ذيك الأيام .
سعود وهو يمسح دموع الضحك : أيام حلوة ماتنسى وهبال بعض الطلاب
يتجاوز الحدود الواحد يستحي لو من ذكراه ، الحمد لله الزين بنحفظه
والشين نحاول ننساه .
مجدي : شوف ياسعود غالبية الطلاب المراهقين في كل مدارس العالم
بيصدر منهم زي الحركات دي واكتر كمان لكن لما تصدر من شباب في
البلد دي مهد الرسالة بنستكترها عليهم .
إبراهيم : أظن المراهقة ماتعرف بلد عن بلد وهبال الشباب يسوده
الشيطان والعياذ بالله والجو برد والجوع زايد .
سعود : هههههههههههه عليك طلعات .
مجدي : والله فكرتها من ضمن المحاضرة الي عمال يتفلسف فيها.
سعود : تبون أجيب شيء معين معي أبنزل لدورات المياه .
إبراهيم : لا خلنا ننزل مع بعض نتعشى في الكفتريا ثم نروح للكبينة
نريح .
نهض الجميع متوجهين للمطعم .
*******************
عادت سارة تكرر اسم فهد لينهض من نومه فبعد أن صلى غط في نوم عميق
منذ ساعتين وأنفاسه حارة دفعها شعور بالخروج للبحث عن دكتور لسفينة
سارت في الممرات مترددة واستقر رأيها على التوجه للكفتيريا للسؤال
هناك فمن المؤكد وجود موظفين سيرشدونها وعندما وصلت كان هناك لغط
وجدال وأصوات عالية استطاعت أن تميز أسباب تلك الفوضى فسألت
رجلا بالقرب منها : لو سمحت وين دكتور السفينة ؟
الرجل : والله معرفش هو فين اسألي الكونتر الي هناك .
سارة اتجهت وهي ترتعش مما سمعته من الحوار الدائر بين الرجال وصل
حد الجدال ورفع الأصوات ، كان الموظف لا يختلف عنها فالقلق باد على
محياه
سارة : لو سمحت وين القى الدكتور فيه ؟
الموظف : الدكتور مشغول وما اظنك حتلاقيه .
سارة : لازم القاه زوجي مريض ومحموم حرارته مرتفعة .
الموظف : عندي فيفادول عوزاه لما نلاقي الدكنور حنبعته للكبينة
بتاعتك بس زكريني فيها لو سمحتي .
سارة وهي تأخذ منه الخافض : الكبينة رقم ( ؟) وياليت تستعجل .
ثم ترددت قليلا وسألته : هو صدق فيه حريق في السفينة ؟!
الموظف : لا مفيش حاجة والا كان سمعتي جرس الانزار .
سارة وقد اطمأنت : شكرا ولا تنسى الدكتور الله يرضى عليك .
************************
سعود عند باب الكفتريا : ياناس تشمون إلي أشمه فيه ريحة حريق من
ساعة وأنا أشمها .
إبراهيم : مدري توني أشمها خلنا نروح نسأل .
مجدي : صحيح كلامك ياسعود أنا دلوقت شممها !!
توجه الجميع صوب رجل الأمن في الدرجة الأولى وسأل مجدي : السلام عليكم
، معلش إحنا شممين ريحة حريق هوه فيه حاقه .
رجل الأمن : لا مفيش حاقه يمكن ريحة المكينة .
سعود : كيف ريحة المكينة ؟ وانا الحين نشمه .
رجل الأمن : متخفش دي الريحة حتروح بعد شوية ، ارجعوا لكبائنكم ولو
فيه حاجه حيأولولكم وحتسمعوا صفارة الانزار.
إبراهيم : ياشيخ ببنتظر لين نسمع صفارة الانذار خلنا نروح للسطح
نشوف الخبر .
صعدوا للسطح وفي الدرج لقوا شباب مصريين وسعوديين
يسرعون في النزول للأسفل والبعض يقول : أنا شفت الدخان
من الشبابيك أكيد فيه شيء .
جمد سعود في مكانه وارتعدت فرائصه ثم قال : لهالدرجة يكذبون علينا
هذي حياة وممات ، إذا كان الدخان طلع من السفينة أكيد حريق كبير .
مجدي : أكيد بس ليه التكتم دا ؟!!
إبراهيم : الهلع أخطر من الحريق ، خلنا ننتظر تحت لين نشوف الخبر .
مجدي : لا مستحيل خلينا على السطح أنت عارف لو خرج الركاب حيتدافعوا
ونموت بالرجلين .
سعود : طيب ننزل ونآخذ شناطنا .
إبراهيم : أجل بسرعة هذولي مدري وش عندهم
|
16-08-09, 08:30 PM
جديد مواضيع قسم الارشيف
العرض العادي
