كاتب الموضوع :
الهواجر
المنتدى :
الارشيف
وصل سعود في تمام الساعة التاسعة والنصف أمام منزل خالته أم إبراهيم
الذي أطلق صفيرا عاليا حينما شاهد البورش الصفراء : أب أب أب تستاهل يا أبو عبدالعزيز ماشاء الله مبروكة عليك .
سعود : الله يبارك فيك ، بس مهوب هذا الموضوع إلي أبيك فيه .
إبراهيم : خير يالحبيب عسى ماشر ؟
سعود وهو يطلب منه الصعود معه في السيارة : قل للسواق يدخل سيارتك وتعال معي .
إبراهيم وهو يضغط على الرقم : وش السالفة ؟
انطلق سعود بسيارته قاصدا المطار وقال : لازم أكون اليوم في مصر وحضرة فيصل مآخذ اليخت وايا عيال عمي .
إبراهيم : سهلة عندك الطيارة .
سعود : تعرف مصر وزحمتها ودي بسيارتي وبالمرة نزهة .
إبراهيم : بس .. ولا أهون منها فيه رحلات بالعبارات حملها وأنت فيها وطب في سفاجة .
انحرف سعود عن الطريق وغير وجهته ، تنبه إبراهيم لحركته : هيه وين يابو الشباب ؟!!
سعود :لميناء ظباء.
إبراهيم : وأنا ؟ ناوي تذبني في الشارع .
ضرب سعود على المقود : أوووووووووه نسيتك آسف فيصل ماخلى فيني عقل .
فكر سعود وقال : إبراهيم إلا ليش ماتخاويني نغامر ونجرب شيء جديد وبالمرة توسع صدري .
إبراهيم وهويقلد صوت سعود :إلا ليش ما تخاويني ، وين جوازي في غرفتي وملابسي ماجهزتها .
سعود وهو يضرب على جبينه متذكرا أمرا : أخخخخخخخخ جوازي مثلك وماأخذت إلا إلي علي ، أبكلم العنود تجهز الشنطة والجواز وترسلها لبيتكم يلحقنا بها السواق مع أغراضك وش رأيك ؟
إبراهيم : توكل على الله .
]في صالة ميناء ظباء وجد تذكرة على الدرجة الأولى ولكنها بعد العصر على عبارة سلام وحاول في الإدارة الحصول على تذكرة أخرى لإبراهيم
فقيل له أنه في الانتظار ، قال سعود : خلينا نتمشى لين يجي وقت الرحلة .
أخذا يسيران باتجاه البحر ...
تنهدت سارة بضجر وهي تلعق الآيس كريم : كان المفروض تبدأ الرحلة ، مليت من الانتظار .
شعور بالبهجة انتابها بعد سماعها صوت المكبر يعلن عن موعد الرحلة
وأخذ الجميع في الصعود إلى العبارة ، التفتت تنظر نحو الجموع التي هبت نحو العبارة وهمست لفهد : شيء مهول كل هالجموع على ظهر العبارة ؟!!
تبسم متابعا بصرها : العبارة تشيل تحت تريلات ومحملة بعد عفش .
سارة : سبحان الله ولو أذب إبرة طاحت في قاع البحروهالعالم بتضفهم.
فهد : ذكرتيني أقول أذكار المساء ، يالله ردديها معي .
صعد سعود وإبراهيم إلى سطح السفينة كل منهما يحمل حقيبته على ظهره هذا فقط ما استطاعا حمله ، سعود كان يلبس القميص القطني الأبيض بأكمام مرفوعة ظهرت معها ساعته رولكس ويحمل في يده فنيلة رمادي من أفخم الماركات ، هذا ما اعتاد عليه حتى أنه يظن الجميع يلبس من نفس المحلات ، جال بصره متعجبا من هؤلاء الناس ومستمتعا بالنظر إليهم فقد لفت نظره الركاب المصريين وكأنه في الغردقة ، إبراهيم لا يختلف عنه فقد بهرته الجموع حتى أنه نسي سعود كما نساه وحين أمسك بيده سعود تنبه لذلك قائلا : ياخوي عشت جو غريب وين كنا عايشين .
ضحك سعود على مشاعر الرضى التي ظهرت على وجه إبراهيم وقال : ياولد خالتي عايشين في بوتقة ماندري عن أحد ،( أشر بيده نحوقرص الشمس يغطيه السحاب وشعاعه ينحل بلون الذهب ) لا يفوتك المغيب وأنت على العبارة .
إبراهيم : كم الساعة ألحين ؟
سعود ينظر في ساعته : خمس وثمان وثلاثين دقيقة ، نروح للكبينة نحط شناطنا ونطلع فوق .
في الدرجة الأولى كبينة رقم (؟) جلست سارة على حافة السرير وخلعت نعليها وعباءتها ثم توضأت لصلاة المغرب وبعد أن خرجت من الحمام وجدت فهد مسالقيا على السرير تلفعت بالعباءة وقالت : فهد وش فيك دخل المغرب ؟!!
قال بصوت واهن : الله يسهل لا تنسين بنجمعها مع العشاء ونقصرها .
عادت مرة أخرى تجلس بالقرب منه وامسكت بيده فشهقت : فهد حرارتك مرتفعة ؟
فهد : يمكن من المكيف في الفندق .
سارة وهي تتلمس جبينه : أبروح أدور الدكتورة وآخذ خافض .
فهد يمسك بيدها : لا بتخف بس انتظري نصلي ثم نطلع مع بعض .
|