كاتب الموضوع :
اسيرة القرية
المنتدى :
الارشيف
تتمة (قراءة ممتعة)
((الفصل الثاني ))
في (الديرة) أخيرا وبعد مضي اربع سنوات على فراقها نعود مرة أخرى ..
مازالت المنازل على حالها وأن بنيت بجانب بعضها منازل جديدة على الطراز الحديث .. وها هو منزل عمـي بشكلة المتواضع والمدرسة التي تبعد عنة كيلو فقط هذة هي حظيرة الغنم وهذا هو منزلنا يـــاة ياللذكريـات لقد أغلق وهجر منذ ذلك الحيــن ...
توقف عمي عند منزلة فنزلت من ((الجيب)) وساعدت جدتي على النزول كان الاطفال يتحلقون حولنا ويحدقون بنـا وكأننا مخلوقات فضائية آتية من المريخ ..
أخذت جدتي تسلم على كل طفل وتدخل بيدة (فراحه) كما هو الاسم الشائع هنا او (شرط) الذي هو عبارة عن مأكولات تقسم على الاطفال عند السلام عليهم دفعت جدتي رأسها ترمق ابنها الواقف بجانبها بانتظار انتهائها من السلام فقالت بذهول: ماشاء الله كل هؤلاء أبنائك لا أذكران لك كل هذا الكم من الأولاد ..
اصّفر وجه عمي واحّمر فما لبث أن قال بسرعة وارتباك : لايا أمي ليس لي من هؤلاء الا نوف وسلطان الباقي ابناء القرية وأنا التي اتسائل عن سر تلهفها للسلام عليهم ...
وقّدم نوف الصغيرة ذات الخمس سنوات والظفيرتان تتدليان على كتفيها وملامح وبراءة الطفولة ترتسم على وجهها لتقبّلها ومن ثم سلطان ذا الثمان سنوات وشقاوة الاطفال واضحة على وجهه وقد حّلق رأسة (صفر) فبدت صلعتة تلمع في ضوء أشعة الشمس ..
قدمنا عمي الى منزلة وفتح الباب وهو يقول بصوت مرتفع حياكم الله البيت بيتكم .. ومالبث أن أخذ ينادي زوجتة وأولادة للسلام وكان عمي بصراحة مثالا للشخصية المسيطرة القوية والتي يرتجف أولادة وزوجتة أمامها لم تكن هذة خصلة جميلة فيه .. فأنا لا أتخيل أبي مطلقا بهذة الشخصية فكيف كلّمة واعبر له عن مشاعري وهو بهذا التسلط والقسوة ...
على كل حال التسلط والقوة ليس شعارا حسناً وكذلك الخضوع والضعف كما في عمي الاخر المقاد كالشاة لزوجتة ..
تقدمت زوجت عمي(حصة) للسلام علينا وهي تهلي وترحب بنا ومن ثم تقدمت بناتها الكبرى (منيرة) ذات القامة النحيلة والشعر الطويل وقد بدت فرحه بقدومنا ...
سبحان الله لشد ماتغيرت يامنيرة
هذة هي أقرب البنات اليّ والتي أحس انها تختلف عن اخواتها صحيح انها لا توافقني في كثير من آرائي ، لاني لا انسجم معها كثيرا ..
من ثم تقدمت جميلة والتي كان لها من اسمها أكبر نصيب حيفاء الجسم مليحة التقاطيع جذابة العينان ..
ومن ثم توجهت بنا زوجة عمي الى غرفة الضيوف وبعد ان جلسنا وقدموا القهوة لنا أخذت حصة تسألني عن أحوالي وقالت : نسيتينا يابدور الظاهر انك لم تصدقي ان تذهبي للرياض حتى نسيتيكل مايتعلق بالدبرة قلت / ابدا ياخالة انتم في القلب كيف انساكم
قالت: أتمنى ذلك حقا
لم تقولي لي في أي صف دراسي تدرسين ؟
قلت: في ثالث ثانوي
قالت :آه أعانك الله النتائج في الصحف ونحن مقطوعون عن العالم لكن لابأس هناك الصحف على بعد ستين كيلوامتر ..
التفت جدتي الى عمي وقالت بضيق : اين ابنائك ام انهم مازالو يغطون في النوم
وكان النوم بعد الفجر عند جدتي يعد عكة رجولة وانحطاط في الأخلاق
وكان عمي يعلم ذلك عنها لذلك قال بأستياء : أعوذ بالله ليس أبنائي الذين ينامون بعد الفجر بدر في المزرعة وماجد عند الغنم
قالت :
ومااخبار بدر هل التحق بالجامعه هذة السنة ؟
لا لافض ..
ولمــــاذا ؟؟
يقول بعد جهد جهيد تخرجت من الثانوي فكيف بالجامعة هذا ان قبلت بي اصلا ..
وماذا اشتغل هذة السنة ؟؟
أعمال حدادة الحقيقة انه نجح فيها بجدارة
جميل وماجد في أي سنة يدرس ؟
في الأول الثانوي
سمعنا نحنحة عند الباب فرفعنا رؤسنا فأذا ببدر يلقي السلام وهو يخلع حذائة عند الباب ويتقدم مسرعا الى جدتي مبالغا في الترحيب بها ..
لم تزل العبائة عليّ لم أخلعها بعد تحسبا للظروف لذلك أسدلت الخمار على وجهي ..
لما انتهى بدر من السلام على جدتي التفت الى جهتي فلما رأى الخمار قد أسدل على وجهي التفت ناحية أمة وقال بهمس : من هذة وأين بدور ؟؟ لا اراها أتراها ذهبت مع ابيها
همست امة بحنق قائلة : هذة بدور يا أحمق .
التفت ناحيتي مرة أخرى وقال وقد مد يــدة بحمااس منقطع النظير قائلاَ : اهلا بدور منذ مدة لم نرك كيف حالك ؟؟ه
همست بحرج وانا أتهيأ للنهوض : أهلا آسفة انا أستأذن وخرجت وانا المحة يرجع يدة في ارتباك ممزوجا بذهول لاني لم امد يدي لة للسلام علية
تناهي اليّ صوت عمي الغاضب وهو يقول :
|