كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
6- غابة الأشواق
صباح اليوم التالي اصر دايف على ان يرى كريس لوحده جلست قرب النافذة تراقب الشارع حيث ذهب الرجلان لم تكن تعرف كيف سيحصل دايف على هذا المبلغ الكبير انه يوم أحد و المصارف مغلقة و لم تجرؤ على سؤاله أخيرا شعرت بارتياح عند رؤية شبح دايف يظهر في نهاية الشارع المزدحم ، عندما دايف الى الغرفة كانت كيم تضع ملابسها في حقيبتها رفعت عينيها نحوه بحماس ثم حولتهما في الحال لم تكن تجرؤ على سراله قال : انه الآن على متن الباخرة التي تذهب الى داكار هل تناولت الافطار ؟
- انني انتظرك .
- هذا لطف منك بعد الفطور نتوجه للشاطئ و اذا اخذنا معنا الطعام البارد بامكاننا قضاء النهار باكمله و العودة الى هنا للعشاء قبل ان نعود .
تناولا الفطور في جو متوتر لم يقم دايف باي جهد لتخفيف حدة الانزعاج التي تلوح بينهما مثل سحابة حقيقية توجها نحو الشاطئ الذي توقفا عنده ليلة امس كانت هناك مجموعات من الناس من جنسيات مختلفة نزل دايف للسباحة بينما فضلت البقاء على الشاطئ و راحت تتأمله و تراقب الرؤوس التي تلفتت صوبه انه يلفت انتباه النساء دون ان يقوم باي جهد ، بدا مسترخيا عندما عاد من سباحته و تمدد قربها : كان عليك ان تغطسي و تسبحي قليلا ان الماء رائع هل تجيدين السباحة ؟
اجابت كيم بانها تعرف السباحة لكنها لا تسبح كما يجب ادركت كم يجهلان عن بعضهما البعض سالته بعد برهه : هل ما زلت عند وعدك بان تؤمن لي سيارة عندما نعود الى المنجم .
اجابها دون ان يفتح عينيه : نعم اذكر بعض التمارين ضرورية لك من اجل المستقبل .
- المستقبل .
- عندما آخذ اجازتي قررت ان اسافر لبعض المدن قبل العودة لانكلترا ، يمكننا ان نذهب للاجوس .
بقيت كيم مسمرة جامدة ناسية ان في يديها رمالا تنسل من يديها : هل تريدني ان ارافقك ؟
- طبعا ماذا تريدين ان افعل غير ذلك ؟
- يمكنك ان اسافر وحدي .
فتح عينيه الرماديتين ليتفحص وجه كيم : اهذا ما تفضلينه ؟
هل هذا فعلا ما ترغبه ؟ كانت كيم عاجزة عن ان تجد جوابا على سؤاله من جهة ستحصل على الحرية و من جهة أخرى المدة الطويلة التي تقضيها مع رجل لا يشعر تجاهها الا بالرغبه ستنتهي بالضعف و الاحتقار .
سألته : هل امامي اي خيار ؟
رات ظل ابتسامة على شفتيه : لا ليس لديك اي خيار الى الآن .عندما..
و التفت دايف نحو صوت يقول : آه الآن اعرف سبب اختفائك يا دايف .
التفتت كيم و شاهدت رجلا ينظر اليهما بعينيه الزرقاويين باعجاب صريح : اني افهم انك تريد ان تحافظ عليها لنفسك فقط لكن بما اني هنا فاني اطلب ان تقدمني لها .
انتصب دايف و على وجهه تعبير غريب لا يتميز به غيره : كيم اقدم لك رالف تات رالف هذه زوجتي .
فوجئ الرجل حتى الذهول لكنه تمالك نفسه سريعا : أخيرا جاء من يحجزك .
، يمكنني ان اقول لك انك ستجدين نفسك مكروهه في بعض الاماكن ماذا فعلت لتظفري به ؟
قاطعه دايف : دعنا منك يا رالف هل انت وحدك ؟
- كلا ان البقية هناك ان كارين معنا ياللصدفة كانت تتحدث عنك امس .
همس دايف غير مبال : صحيح .
- نعم اسمع لماذا لا تتناولان طعام الغداء معنا انت تعرف ما تحضره بياتريس كلما جئنا هنا .
دايف لم يرد فقالت كيم بصوت متردد : احضرنا معنا غداؤنا .
- عظيم هذا احسن سناكل سويا .
التفت رالف الى دايف في فضول مفاجئ : ما بالك يا عزيزي انني متأكد ان كيم ستكون مسرورة للتعرف على اصدقائك .
وقف دايف أخيرا و لم ينظر لكيم : اتفقنا قل لهم اننا آتيان بعد ان نوضب اغراضنا .
بعد ذهاب رالف سالت كيم : من هؤلاء الناس ؟
- رالف يعمل في تجارة الخشب وبرفقته زوجته و هناك زوجان آخران يرافقانهما دائما هيا بنا .
كانت المجموعة تنتظرهما تحت ظلال النخيل ولدي اقترابهما راحت الوجوه تعبر بانفعالات مختلفة و انجذبت كيم للحال الى امرأة صغيرة بالسن ذات جمال اسمر جذاب ترتدي مايوه أصفرا كانت تنظر لكيم من راسها الى قدميهانظرة حائرة .
قالت موجهه كلامها الى دايف : كاننا منذ دهر لم نرك .
اجابها بارتياح : فعلا من زمان كيف حالك ؟
- جيد جدا .
- هل تعرفني الى زوجتك ؟
- لا أحب الرسميات ، وضع يده على كيم وجذبها نحوه : هذه كارين و المرأة التي تحمل السلة هي بياتريس ثم هنا فيدا و نوريس الآن اذهبي اجلسي مع الفتيات انهن غير مؤذيات .
انفجرت بياتريس من الضحك و بدا ذلك لا يناسبها وهي ذات شعر ابيض : اننا في شوق لك يا دايف هل تعرف ذلك انك الرجل الوحيد الذي يعرف كيف يحول الشتيمة الى مديح ؟
ثم التفتت لكيم وقالت : لا بد انك تجدين صعوبة في فهم هذا الصبي .
تدخلت كارين في الحديث : ربما تجده كيم سهلا في تفهمه يبدو عليها انها قادرة على ذلك هل صحيح ما اقوله ؟
كان السؤال موجها مباشرة الى كيم رات كيم ان جوابها سيسمعه دايف و اجابت : اني اتعلم ان أفهمه .
يالت بياتريس دايف : كيف تعارفتما ؟ كنت اعتقد انك محجوز في المنجم ؟
اجابها دايف : صحيح كنت محجوز هناك ان كيم تعمل بالشركة .
قاطعهما رالف : لم اكن اعرف ان الشركة توظف النساء بالمنجم .
قاطعتهما بياتريس : تعيشين بالمنجم يا الهي ماذا يفعل الحب للنساء ؟
شعرت كيم بنظرات دايف الساخرة و قامت بجهد كبير حتى لا يعتريها الخجل لن يصدقوها اذا اخبرتهم الحقيقة ،اذا كان دايف قد ابتهج مع اصدقائه فن كيم لم تكن كذلك ، كانت كارين تجلس بجانبها تحدثها بحماس مع الناس و بدا واضحا ان بينها و دايف قصة حب قديمة حاولت كيم عدم التفكير متعجبة من لامبالاة كارين تجاه دايف .
بعد الساعة الثالثة اقترح احد الحاضرين السباحة نهضت كيم على الفور سعيدة لانها ستتخلص من هذا الوضع المزعج ، غطست في الماء و سبحت نحو الصخرة الكبيرة الواقعة الى يمين الشاطئ كانت الصخرة ابعد مما كانت تتصور شعرت بعضلات قدميها تتشنج و يديها تثقلان تركت نفسها تعوم لبرهه لتستعيد انفاسها ما العمل ؟و قبل ان تصل الى حل اقترب دايف اليها طالبا منها الاسترخاء و التمسك بذراعيها حول كتفيه بدا الوقت طويلا قبل ان يصلا الى الشاطئ حملها دايف الى الشاطئ ثم نظر اليها وهو يلهث بفضب : ماذا كنت تفعلين هناك ؟ لقد قلت انك لا تتسبحين حيدا لماذا ذهبت بعيدا ؟ انك تستحقين ..
سكت فجأه عندما شاهد بقية المجموعة تصل فسالت نوريس : ماذا جرى هل اصابها تقلص ؟
اجابت كيم و اسنانها تصطك : ذهبت بعيدا اكثر مما يجب هذا كل شيء اني بصحة جيدة الآن .
قالت بياتريس : انك صفراء كالموت ، من الافضل ان تأتي مع كيم للمنزل يادايف حتى تستعيد عافيتها بعد الصدمة .
احتجت كيم لكن دايف قال : يجب ان ترتاحي انك بحاجة الى ان تتمددي و من ثم نستطيع العودة للمنجم شكرا يا بياتريس اننا نقبل دعوتك .
قالت بياترس : لماذا لا تجلب امتعتكما من الفندق بينما تستريح كيم و تتناولان طعام العشاء معنا ومن ثم تعودان للمنجم .
كادت كيم تصرخ لا تدعن وحدي مع هؤلاء الناس لكن دايف وافق على العرض ، توجه الجميع لسياراتهم غي السيارة همست كيم : افضل ان اذهب معك و اتناول العشاء في الفندق اني بحالة جيدة .
- لن اصدق ذلك الا متى استرجعت لون بشرتك و في كل حال سبق و ان قبلت الدعوة ..لماذا تتصرفين هكذا ؟ كنت اعتقد انك تفضلين ان يكون لك اصدقاء .
- لم اقل ذلك .
- اسمعيني اعجبك ام لا سنتناول العشاء عند آل تات ما عليك الا ان ترتاحي ..لا اعرف لماذا لم يعجبوك....
قاطعته دون ان تفكر بما تقوله : لست اعني آل تات انما ...آه...كارين ستكون هناك على ما أظن .
غمز دايف بعينه : وما دخلها بالموضوع؟
مضت برهه قبل ان تجيب كيم : انها معجبة بك .
ابتسم دايف : ماذت يعنى ذلك ؟ هل تغارين ؟
- لا اغار لكن لا احب ان يعاملني الآخرون كانني غير موجودة ربما في الماضي كانت لها حقوق عليك .
- لا تذهبي في تخيلاتك بعيدا ليس ثمة امرأة يمكن ان يكون لها حقوق تجاهي و لا حتى انت اذا كانت كارين تعاملك كما قلت فهذا خطأك ماذا تريدين مني ان افعل ؟
صرخت فيه غاضبة : لاشيء اني متأكدة من ان هذا الوضع يسعدك لقد حاولت اقامة علاقة عاطفية مع كل امرأةاعجبتك من دون ان تشكل هذه العلاقة خطرا على حياتك الخاصة من اي جانب كان و لاغرابة في انك ترغب في تمديد علاقتنا انها لا شك رائعة لرجل مثلك .
نصحها بصوت خفيض : اعتقد انه افضل لك ان تسكتي ما قلته حتى ال’ن يكفي .
سكتت كيم على مضض واعية لتشنج يدي دايف على المقود جف حلقها و اختنق صدرها لا شك ان دايف اقام علاقة مع كارين ، وصلا لمنزا آل تات داخل المنزل كان الجو منعشا كانت ترتدي مئزرا فوق مايوه السباحة نظرت للمرآه كان وجهها شاحبا و بدأت تشعر بصداع خفيف عندما انتهت من ارتداء ملابسها دخل دايف حاملا فنجان من الشاي و حبة مسكن : تناوليهما و تمددي ساذهب لجلب اغراضنا .
- لا اريد مسكنا ساتمدد قليلا و استحم .
وضع بكفها الدواء و قال : انك بحاجة للمسكن نامي الآن .
اخذت كيم الدواء و شربت قليلا من الشاي ثم تمددت و ادارت وجهها للجهة الثانية ثم سمعته يغادر .
استيقظت بالسابعة مساء وجدت فستانها الازرق موضوع على الكنبة و حقيبتها مفتوحة استحمت و ارتدت فستانها سرحت شعرها و عقدته حول رقبتها وو ضعت الزينة على وجهها ثم خرجت من الغرفة لتلتحق بالآخرين كان دايف أول من راته واقفا و معه كارين تتابط دراعه و تحدثه بصوت منخفض وهي تبتسم كان دايف فرحا مسترخيا ، قالت بياتريس عندما شاهدتها: ها انت هل تشعرين بتحسن ؟
- نعم شكرا لقد استغرقت بالنوم .
- نعم قال دايف انك لم تشعري به و هو يبدل ملابسه لذلك فقد اتفقنا ان تمضيا الليلة هنا سيقدم رالف لك الشراب .
سالها رالف : ماذا تحبين ان تشربي ؟
شعرت انه يراقبها فهي تشعر بنظراته لكنها لم تلتفت له : عصير الليمون الأخضر .
بعد قليل كان الكاس في يدها قال رالف هيا اشربي .
تناولت شرابها فندمت على اختيارها فورا جلس دايف على مسند مقعدها ومد ذراعه على ظهر المقعد شعرت كيم بالحاجة لقربه لا جدوى من انكار تاثيره عليها،كانت كارين جالسة بمواجهتها شعرت كيم بخجلها فتركت راسها يسقط للوراء و يستريح علىذراع دايف و ادارت وجهها بحيث لمس خدها كم قميصه و هو دون مبالاة وضع يده على كتفها بحركة امتلاكية ، لم يعد يهمها ان تصور امور عديدة فهي زوجته ايا كانت الظروف حان لكارين ان تفهم ذلك .
بالصدفة جلس دايف الى مائدة الطعام بين كيم و كارين لاحظت كيم ان كارين مرتاحة للحديث مع دايف اكثر منها لاشيء يزعج كارين بدات كيم تحسدهاعلى ذلك .
عاد الجميع لغرفة الجلوس لحق رالف بها و جلس على مسند مقعدها كما فعل دايف : هل تعرفين يا كيم انك تحيرينني في الظاهر تبدين هادئة و فجأه تتصرفينبمزاجية كطلب شراب ثم تكتشفين فجأه انه لا يعجبك ماذا يجري ؟
- لا شيء اني اسفة لاني لم اشرب العصير ها انا اشرب القهوة الآن .
لا اريدك ان تشربي العصير مااريد ان اعرفه كيف جئت الى هذه البلاد ؟
- سبق لدايف ان اجاب .
- انه يكذب ليس هناك شركة مناجم توظف النساء هنا ان ذلك يؤدي لمشاكل كبيرة .
- اؤكد لك انياعمل في قسم المحاسبة .
ابتسم وهو يهز رأسه : الامر يختلف لانك زوجة دايف اما الباقي فلا اصدق منه شيئا انك لا تضعين خاتم الزواج .
- لا ..نحن..لم يكن لدينا الوقت ..
شعرت انه تمادى كثيرا لكنها قررت ان تقول له بعض الحقيقة : الحقيقةانني جئت لالتحق بخطيبي و اكتشفت انه يعيش مع امرأة أخرى و لذلك تزوجت دايف .
قال باستغراب : هكذا اذن لم تضيعي وقتك انك فتاة غريبة يا كيم هل تعتقدين ان بامكانك الحفاظ عليه ؟
التفتت كيم جانبا : اني زوجته .
- في هذا البلد هذا لايؤمن حماية كافية من الافضل ان تصحبيه لانكلترا بسرعة هناك يمكنك ان تدافعي عن حقوقك .
- سوف اتغلب على المشاكل في حينها هل بامكاني الحصول على مزيد من القهوه .
كانت كارين جالسة قرب دايف على الاريكه تتكلم معه واضعة يدها على ركبته وتساءلت كيم اذا كانت كارين تعرف ان دايف سيغادر سيراليون الى انكلترا ، كان دايف هوالذي وضع حدا للسهره معتذرا ، و في غرفته خلع سترته و فك ازرار قميصه : رالف و انت كنتما تبدوان بانسجام تام ماذا كان يخطط ؟
- كان يثرثر فقط .
- عم كان يتحدث .
فكت شعرها و نفضته : عننا .
كان دايف يراقبها من خلال المرآه : ماذا قلت له؟
- الحقيقة ؟ رالف ليس بابله لقد شعر ان زواجنا ليس حقيقيا .
كانت ابتسامة دايف العريضة مفاجئه : صحيح ؟؟ و ماذا يشكو زواجنا ؟
علق سحاب فستانها فحاولت سحبه بقوة و هي تقول : ربما هو موضوع تسلية لك لكني لا ارى موجبا لكي يعتبرني اي انسان مثل مومس .
- توقفي عن شد السحاب بهذه القوة و الا مزقت الفستان .
- لاباس تشتري فستان آخر غدا .
تقدم دايف ليساعدها فشعرت كيم باصابعه تمتد حول عنقها فانتفضت كما يحصل دوما عندما يلمسها : دايف ..قلت انك لن تذهب لانكلترا مباشرة بعدان تغادر المنجم ...
- و قلت انك ستأتين معي ساصطحبك لانكلترا متى اشاء اذن فلاجدوى من اضاعة الوقت و تقديم اقتراحات اخرى .
كانت تراه في المرآه و اقفا وراءها طويلا متينا و ملامحه مشدودة ، هل هو زوج ام عشيق ام حبيب ؟ انه لغز ..فقد قال ( لاتحاولي ان تطلبي مني ان ادعك ترحلين ) ستطيعه اذن ، و من الآن و صاعدا ستعيش يومها دون التفكير في المستقبل ، فان دايف يريدها الآن و يرغب فيها و هذا هو المهم .
|