لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-09, 04:48 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

4- من يوقظ الماضي ؟

لم تكن جولي ترغب بزيارة الغرف التي يتشارك راوول وانيتا فيها .
ولكنها لم تستطع الرفض دون إثارة الشكوك .
الغرف الرئيسية في القصر كانت قريبة من السلم .
وتبعت جولي انيتا إلى غرفة جلوس ضخمة زرقاء مذهبة ، فيها باب فوقه قنطرة
يقود إلى غرفة نوم يحتل سرير ضخم وسطها .
وأشارت انيتا إلى كرسيين ( ريجنسي) وقالت :
- أجلسي هنا .
ولكن جولي تحرك نحو النافذة ، وجلست على مقعد قربها ،
وحاولت انيتا الإعتراض ، إلا أن دخول إحدى الخادمات تحمل صينيه منعها ، فقالت تأمر الخادمة :
- ضعيها هناك..شكراً .
وأغلقت الخادمة الباب ، ومّدت انيتا يدها وصبت كوباً من الليمون ، ثم رفعت
الكوب وأعطته لجولي التي قالت :
- القليل منه فقط ، شكراً لك .
وأخذت الكوب من انيتا وأشارت إلى كرسي قريب :
- لماذا لا تجلسين هنا ؟ إنه منظر رائع .
- وهل تظنين هذا ؟ المكان هنا يتلف أعصابي .
- ولكن لماذا ؟ لا يبدو وكأنه مكان بدائي على كل الأحوال .
- أليس كذلك ؟ هل لديك فكرة عن سماكة جدرانه؟
- وهل الأمر مهم ؟
- إنه مهم لي .
وابتلعت انيتا الليموناضه دفعه واحدة ، ثم وقفت وتوجهت إلى غرفة نومها وعادت تحمل قدحاً صغيراً
فيه شراب أصفر ، وراقبتها جولي وهي تضع المشروب في كوب الليموناضة ، فقالت :
- لا تنظري إليّ هكذا ..لقد دفعني راوول إلى هذا ، وكنت سأجّن لو لم يكن بيدرو يحضر لي هذا المشروب .
بيدروا ألهذا كان الجو مكهرباً بوجود انيتا !
وعادت انيتا إلى مقعدها ، وارتشفت جرعة كبيرة من المشروب .
- على كل ..أنت لم تأتِ إلى هنا لمناقشة عادة المشروب عندي .
أليس كذلك ؟ أنا لست سكيرة ، أو أي شي كهذا ، هناك أوقات فقط..
ولم تكمل كلامها ، فهزت جولي رأسها وقالت :
- الساعة لا تزال الحادية عشر صباحاً يا أنيتا . أتظنين من الحكمة أن تخاطري بصحتك..
- صحتي! ومادخل صحتي بكل هذا ؟ أنا صحيحه بما فيه الكفاية .
إنه راوول ! إنه الملام . إنها غلطته التي أوصلتني إلى هذه الدرجة .
- اهدأي ! أنا لا أنتقدك يا انيتا . فقط لا أستطيع فهم أي شيء.
- وكيف بإمكانك أن تفهمي . فأنت لم يكن يهمك إذا كنت ميته أم حيه في السنوات الخمس الماضية!
- هذا ليس صحيحاً . انيتا أنت تعرفين جيداً ، كما أعرف أنا ، أن راوول . . كان من السهل علينا أن نفترق ،
فلم يكن بيننا شيء مشترك ، ويبدو أنك مقتنعه الآن كفاية .
- لقد كنت مقتنعة ...
- إذا ....ما الخطب ؟
- لا شيء ، وكل شيء ،أوه يا جولي ..ليس عندك فكره ..
- هل سيكون أسهل عليك أن تقولي كل شيء لو أنني قلت لك إن بيدرو أخبرني عن الطفل ؟
- وهل فعل هذا ؟ ماذا قال لك ؟
- قال إن الطفل مات .
- لم يمت ، كان ميتاً ، كان ميتاً قبل أن يخرجوه مني !
- أعلم .. ولكن .. سوف تحصلين على غيره .
- لا ..لن أحصل على غيره . راوول لا يريد . إنه يلومني على فقدان الطفل .
ويرفض أن يعيد النظر برفضة أن أحمل بطفل آخر !
- لا ! لا ، لا بد أنك مخطئة !
- لست مخطئة . لقد قال لي هذا ، أنت تعرفين كم أريد أن أحصل على طفل .
أتذكرين عندما كنا في المدرسة وكنت تتحدثين عن مهنة لك ؟
كل ما كنت أريده يومها أن أتزوج وأرزق بالأطفال .
- ولكن ، هل تحدثتي مع راوول بالأمر ؟ لا يمكن أن يكون يعاقبك على ماحدث .
فهذه الأمور تحدث دائماً . وقد تحدث لأي إنسان.
- أتظنين أنني لا أعرف هذا ؟ هل تعرفين الآن لماذا أنا تعيسة هنا ؟
أفهمت الآن لماذا كان عليّ التحدث إليك ؟
- هل ذكرت هذا الأمر لأحد آخر ؟
- من ؟
- حسناً ..طبيبك ؟
- دكتور سيزانو ؟ إنه طبيب راوول ..وليس طبيبي .
- ولكن في روما .. لا بد أن هناك طبيب في روما يمكن لك أن تستشيرية ؟
وهزت أنيتا رأسها :
- وماذا أستطيع أن أقوله له ؟ هل أقول إن زوجي يلومني لموت الطفل ؟
وإنه يرفض أن أحمل من جديد ؟ هل تستطعين أن توقلي هذا لغريب ؟
ورفعت جولي كتفيها بيأس :
- ولكنني لا أفهم ماذا تستطيعين فعله غير هذا ؟
- إلا تعرفين ؟
ومسحت انيتا أنفها بالمنديل وتقدمت من جولي بخجل .
وجلست على حافة كرسيها ، ومدت يدها لتمسك بإحدى يديها ،
ولم تستطع جولي أن تسحب يدها . وقالت أنيتا :
- لماذا تعتقدين بأنني طلبت قدومك إلى هنا يا جولي ؟
ليس لي أحد غيرك . لا أستطيع إخبار أمي ..
ستموت من الخجل . ووالدي ، قد يغضب قليلاً ، ولكنه لن يقف ضد راوول
في أي شيء . إنه يحترمه كثيراً .. و
- توقفي لحظة ! أظن أنني لا أفهم ما تقولينه يا أنيتا .
- بالطبع تفهمين . أنا دائماً أرتاح للحديث معك .
- نتحدث ؟ ألهذا جئت بي إلى هنا ؟
- بالطبع ، للتحدث معي ، ثم التحدث إلى راوول .
- لا !
- أنت الوحيدة التي يمكن أن يستمع إليها .
- لا ! أنيتا ، أنت لا تدركين ماذا تقولين .
- جولي ..جولي .
وأصبحت أنيتا الآن هادئة . وأخذت تشرح وجهة نظرها بشكل منطقي !
- لا تنزعجي . . أنا لا أطلب منك الكثير . أنت الوحيدة التي تعرف راوول جيداً ،
والوحيدة التي عندها فرصة في أن تقنعه . إلا تفهمين ؟
هذا أقل ما يمكنك فعله لي .
- الأقل ؟

- بالطبع ..كلانا يعرف إنه لولاك لما تزوجني راوول .
- أنا ..لا شأن لي بالموضوع .
- بل لك شأن فلولا تصميمك على أن تحصلي على مستقبل مهني لكنت الآن مكاني .
وتورد وجه جولي .
- لا شان لهذا بذاك.
- لا شأن له ؟ وماذا لو قلت لك إن راوول ليلة زفافنا ناداني بأسم جولي .
ووقفت جولي عن المقعد . غير قادرة على الأستقرار مكانها أمام إتهام أنيتا .
- لا زلت ، لا أفهم ماذا بإستطاعتي أن أفعل ؟
- تستطيعين التحدث إليه . أن تقنعيه .
- لا أستطيع .!
- ولماذا لا تستطيعين ؟
- لن يستمع إليّ .
- ولكنه قد يستمع ، إذا قلت له كم أنا يائسة ، لن تفهمي كيف أمضي حياتي يا جولي .
أريد طفلاً ، طفل راوول ، بالتأكيد تستطيعين فهم هذا .
- لو أنك أنتظرت قليلاً .
- أنتظر ؟ لقد انتظرت طويلاً . لقد توفي الطفل منذ ثلاث سنوات ،
وانتظرت ، لن أستطيع الإنتظار أكثر .
ورفعت جولي عينيها إلى السقف .
لقد كانت تتوقع هذا ، كان يجب أن تعرف أن أنيتا لا يمكن أن تتصل بها بعد كل هذه السنوات
دون سبب وجيه . ولكن كيف كان يمكن أن تعرف دوافع أنيتا في الطلب منها أن تأتي إلى ( كاستللو دي فيلانو )
وتأوهت أنيتا فجأة بيأس :
- يا آلهي ..!
ولفت هذا أنتباه جولي بالرغم منها ، وتابعت أنيتا :
- أشعر بالغثيان !
وأسرعت عبر الغرفة إلى غرفة نومها ، قبل أن تستطيع جولي إدراكها كانت قد انهارت وهي تتأوه على الارض:
لا بد أن السبب هو ما شربته ، وأخذت أنيتا تتقيأ بعنف ، وانقلب الغضب عند جولي إلى شفقه على الفتاة
المنهارة على الأرض عند قدميها .
- سأدعو أحداً .
وتراجعت فجأة عندما فتح الباب ، ووقف راوول على عتبته .
ونظرت جولي إلى أنيتا مدركة أنها قد لا تحب أن يراها زوجها هكذا ..
- هل ..لي أن أكلمك ؟
وأملت أن يتراجع إلى الممر . ولكنه كان قد دخل ، ولاحظ ما يجري !
- هل طلبت مساعدة أحد ؟
ونظر نحو زوجته دون إكتراث ، وهزت جولي رأسها :
- لقد ..كنت على وشك طلب المساعدة ..إنها ..لا بد أن السبب شيء أكلته .
ولم يرد راوول ، وتوجه بكل بساطة إلى الجرس الذي لم تلاحظة جولي وجذبه بقوة .
ثم دخل الحمام وعاد يحمل منشفة بيده ، وركع قرب زوجته وأخذ يمسح جبينها من العرق ،
ثم بعد أن توقف التقيؤ ، ساعدها لتقف .
وصول إحدى الخادمات ، أعطى جولي الفرصة التي كانت تنتظرها ، ولعلمها أن أنيتا ليست في وضع يسمح لها
بملاحظة غيابها ، انسحبت من الغرفة . لقد كانت بحاجة لأن تكون لوحدها ،
وتفكر بما قالته لها أنيتا .
- جولي !
نداء راوول جعلها تقف جامدة . والتفتت عند رأس السلم لتجده يسير بإتجاهها ، وقال وهو ينظر إلى خلفه
من فوق كتفه :
- أريد التحدث إليك . ولكن ليس الآن . فأنا بحاجة لحمام ولتغيير ملابسي .
لافيني في المكتبة بعد ربع ساعة .
- أوه ..حقاً ..وهل هذا ضروري ؟ أشعر ..بصداع ..ألا يمكن الإنتظار إلى وقت لاحق ؟
- لا أعتقد هذا ، لم يكن رأسك يؤلمك كثيراً ليمنعك من التنزة .
مع بيدرو وتحت أشعة الشمس الحامية . ولم يكن كافياً ليمنعك من تشجيع أنيتا على الشرب عند الصباح .
- أنتظر لحظة .
ولكن راوول كان قد استدار وهو يقول :
- ربع ساعة ..أنتظري ربع ساعة ..وفي المكتبة سنيوريتا ، أي واحد من الخدم سيدلك عليها .
وجفت شفتا جولي ، هذا أول دليل على تعجرفه ، وفكرت أن لا تطيعه .
إنها ليست واحدة من موظفية ، وليست خادمة ، وليس له الحق في أن يعاملها هكذا لمجرد أنها أعادت صداقتها مع زوجته .
كان فراشها قد أعيد ترتيبه في غيابها ، وفتحت نوافذ الغرفة ...
وانتشرت برودة لذيذه في الجو . وتهالكت فوق السرير . وعادت إليها ذكرياتها مع تدفق المشاعر .
لقد كانت في الثامنة عشر عندما التقت براوول دي فيلانو .
ولسوء الحظ ، كما عرفت فيما بعد ، كان ذلك في منزل أنيتا .
ولم تكن جولي قد شاهدت أنيتا بعد أن تركتا المدرسة ، فأنيتا ذهبت إلى
مدرسة داخلية في سويسرا . وتوجهت جولي لتستلم وظيفتها كطابعة على الآله الكاتبة في مؤسسة
هيلد هايز لأدوات التجميل . وحل الميلاد ، عندما عرفت أنيتا أن صديقتها ستقضي فترة الأعياد في غرفتها ،
وأصرّت عليها أن تقيم معها ومع والديها . قائلة :
- سنقيم حفة في المنزل . وسيحضرها اثنان من زملاء ولدي وزوجيهما ،
وعمي وعمتي وابنتيهما ، وكونت إيطالي رائع ، تأمل والدتي أن أعجبه .
وترددت جولي يومها في قبول الدعوة . ولكن السيدة تاور نفسها ألحت عليها فقبلت .
ووصلت إلى منزل آل تاور لتجد نفسها غريبة هناك . فالجميع كان لهم أصدقاء
وأقارب يتحدثون معهم . وماعدا أنيتا ووالديها لم تكن جولي تعرف أحداً .
إلى أن تقدم منها راوول . الذي أشفق على وحدتها ، وجعل كل همه أن يتأكد من استمتاعها بوقتها .
وأغمضت جولي عينيها وهي مستلقيه فوق السرير .
وعادوتها الذكريات ، تذكرت ذلك الأسبوع السحري منذ اللحظة التي تعرفت فيها على راوول إلى الليلة التي عادت بها إلى لندن ،
عندما غازلها راوول ..
كان غريباً مثلها ، عائلته في إيطاليا . ماعدا والدته التي تزور أقارب لها في أمريكا .
بعض الأعمال أتت به إلى لندن وكان سعيداً لقبول دعوة آل تاور . وابتسم لها وهو يقول :
- العم العازب ليس له قيمة في الميلاد . أخوتي وأخواتي لديهم أطفال ، ولا يمكن الإعتماد
علي سوى بزيادة الهدايا .
وضحكت جولي :
- أعتقد أن هذا سيغير عندما تتزوج وتنجب أطفالاًُ .
- عندما أتزوج ! عندما أجد من تقبل بي . وحتى ذلك الوقت أنا مثل ..كيف تقولين هذا ؟
..الخروف الأسود في العائلة .
ونظرت إليه جولي بدهشة ، وفهي على يقين أن العديد من النساء في بلده سيقبلن به دون تردد .
- أتمنى أن تجد ما تبحث عنه . ولكن أعذرني الآن لقد وعدت أنيتا أن أساعدها في تحضير بعض
الأسطوانات للرقص ز فبعد العشاء سنرقص .
بعد العشاء مباشرة اختفى . وتوقعت أن يكون ذهب إلى كنيسة قريبة لحضور قداس منتصف الليل .
وبما أن أنيتا كانت تتوقع أن يرقص معها فقد تجهم وجهها وقالت لجولي :
- تصوري هذا ! ترك الحفلة ليذهب إلى الكنيسة ! والدتي غاضبة جداً.
تظن أن هذا يعتبر رفضاً لضيافتها .
- أعتقد أن الأيطاليون من الكاثوليك المؤمنين .
في الصباح التالي ، استيقظت جولي باكراً ، ونزلت لتجد خادمة منزل عائلة تاور تنظف غرفة الجلوس .
فعرضت عليها المساعدة ، وبعد تردد من الخادمة قبلت . وما إن بدأت بإستخدام المكنسة
الكهربائية لتنظيف السجاد حتى نزل راوول . فأوقفت المكنسة فوراً وقالت :
- إذا كنت تريد الإفطار فقد أتيت إلى الغرفة الخاطئة .
- لست جائعاً . أفضل مراقبتك وأنت تعملين ..لا تدعيني أؤخرك عن عملك .
- أظن أن من الأفضل أن تذهب إلى غرفة الطعام لترى إذا كان أحد من الموجودين قد أستيقظ ، وقد تجد أنيتا هناك .
كانت تبحث عنك الليلة الماضية .
وكان ردّ رافايل أن مدّ يده إلى خصرها وجذبها إليه ، وأبقاها قريبة منه فأحتجت قائلة :
- كونت ..

ولكن إحتجاجها تلاشى وقد شدّها إليه أكثر . لم يعانقها أي رجل من قبل كما عانقها راوول يومها ،
ولا سمحت لرجل من قبل أن يلمسها بهذه الطريقة ، وفقالت :
- لا ! ..لا أريد ..أظن أن من الأفضل أن تذهب .
وحدّق بها راوول متفحصاً :
- ما الأمر ؟ هل هناك شخص آخر في حياتك ؟ أعذريني ...ليلة أمس ظننت أنط غير مرتبطة .
- أنا غير مرتبطة ، ولم أوقفك لهذا السبب ، ولكنني لا أحب هذا .
- وما هو هذا ؟
- أنت عرف . أعرف أنه عيد الميلاد ولا بد أنك تظن بأنني محتشمة أكثر من اللازم ..
ولكن الأمر أنني لا أريد أن تلمسني .
- ولكن هذا ليس الأنطباع الذي عرفته بالأمس .
- لا ..ولكن ، ربما الأفضل أن تتقدم نحو أنيتا . ووالدتها ستكون مسرورة من تقدمك منها .
- أنيتا ؟ وما دخل أنيتا بيننا ؟
- أعتقد أنك تعرف . والآن أرجوك أن تعذرني . لقد وعدت الخادمة أن أكنس لها الردهة أيضاً .
وتركته . وقد عرف منها تماماً لماذا دعته عائلة تاور إلى منزلهم .
بعد العشاء تلك الليلة . بدأ الجميع بالرقص ، كي لا تلتقي براوول فضلت جولي دخول المطبخ
لمساعدة الخادمة . وأقبل أبن عم أنيتا إلى هناك.
- إذا ، أنت تختبئين هنا ..هيا . تعالي أرقصي معي يا جولي .
لا يمكن لك البقاء هنا طوال السهرة .
-أرجع إلى الحفلة ، سأنضم إليك بعد قليل . أريد إنهاء غسل الأكواب .
- أنسي الأكواب الآن .
وحاول أن يتقدم منها فقالت :
- أرجوك .
وأبتعدت إلى الناحية الأخرى من الطاولة لتجعلها بينهما وتابعت :
- هل تريدني أن أصيح طلباً للمساعدة ؟
- وممن ؟ لن يسمعك أحد ، كلهم مشغولون في الحفلة .
ونظرت جولي من حولها بيأس ، باحثة عن شيء تدافع به عن نفسها .
ولم تجد سوى زجاجات فارغة . وكانت تخاف من إستخدام الأشياء الخطرة .
وأخذت تتطلع بخوف حولها ، ثم أطلقت صرخة ذعر عندما أمسك بشعرها .
- قلت لك تعالي إلى هنا .
وقاومته جولي بشراسة ، ثم سمعت صوتاً يقول بلهجة آمرة هادئة :
- أتركها يا تاور .
وأوقف هذا الأمر الشاب في منتصف معركته . وأستدارت عيناه بقلق ليعرف من المتكلم وقال بوقاحة :
- أذهب من هنا .
ولكن عندما عاود مهاجمته لجولي . امتدت يد قوية بلكمة على وجهه رمته إلى الخلف .
- أذهب من هنا . أم تريد أن تكمل هذا النقاش في الخارج ؟
وجذب الشاب نفسه مبتعداً . وقال راوول وهو يمرر يده على وجهه :
- لا داعي للعدائية يا رجل . أنت تعرف كيف تجري هذه الـأمور في لحظة يتهالكن عليك .
وفي اللحظة التالية يصرخن .
- راوول لا تفعل !
صرخة جولي كانت بسبب مشاهدتها لقبضة راوول ترتقع لتضرب وجه الشاب .
الذي أغتنم الفرصة وهرب بإتجاة الباب قائلاً :
- ليكن حظك معها أفضل من حظي .
وحركّت جولي رأسها بهستيرية فسارع راوول ليقول :
- هل أنت بخير ؟
فهزت رأسها ، وعاودت عملها على المغسلة وهي ترتجف قائلة :
- أين أنيتا ؟ يبدو أنكما كنتما تقضيان وقتاً ممتعاً .
- أما أنت فلا .. هل يفعون لك أجرك على هذا ، أم أنك تحاولين الهرب مني ؟
- أوه .. كونت دي فيلانو ؟
- لقد كان أسمي راوول منذ لحظات .
- لا أستطيع دعوتك بهذا الأسم .
- ولماذا لا ؟ إنه أسمي . تعالي أريد أن أرقص معك . وأعدك أن لا أفعل شيئاً لا ترغبين به .
لا يمكنك حرماني من رقصة واحد ة.
فتنهدت جولي :
- ولكن أنيتا .
- أنيتا ترقص الآن ..فهل ستأتين معي ؟
ولم تستطع الرفض . مع أنها كانت تعلم بأنها ستندم عند الصباح .
ولكن الآن . يكفيها أن تشعر به وهو يجذبها بين ذراعيه .
وللصدفة ، كانت حلبة الرقص مليئة ، وبعد دقيقة لم تعد تستطيع أن تبتعد كثيراً عنه .
وبتنهيدة يأس صغيرة ، سمحت لجسدها أن يلتصق بجسده ، وأحست بأنفاسة على شعرها ، وعلى أذنها ، ووجهها
ومع ذلك أبعدت نفسها عنه .
- حسناً ، لا بأس ، أنا أسف . لن أفعل هذا ثانية .
وعندما انتهت الرقصة ، تهربت جولي من المكان . غير مهتمه بما قد يظن بها آل تاور .
وصعدت إلى غرفتها لتغسل وجهها ، وخلعت ملابسها ، ونامت .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 04:50 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


في الصباح ، استيقظت قبل طلوع الضوء . وأرتدت ثياباً دافئة ثم خرجت من المنزل .
كان هناك حديقة قريبة . فتوجهت إليها ، ولاحظت أن الكثيرين يتنزهون مع كلابهم .
وتمنت لو أن عائلة تاور لديها كلب . فبدون رفقه كانت تشعر بالوحدة .
ولكنها كانت سعيدة لأن لا أحد يلاحظ أضطرابها .
ووقفت عند بحيرة صغير ، حيث مجموعة من البط كانت تنقر الثلج على سطحها بحثاً عن الطعام .
واستندت إلى شجرة لتراقبها .
- هل أستطيع الأنضمام إليك ؟
السؤال كان موجهها بصوت منخفض جذاب . فأرسل الرعدة في جسدها .
والتفتت لتنظر إلى الرجل الذي كان يخاطبها ، وتسارعت نبضات قلبها عند رؤيته :
- راوول !
وتحرك مقترباً منها :
- لقد سمعتك تغادرين غرفتك.
- وهل كنت مستيقظاً ؟
- لم أنم ..هل نمت أنت ؟
- أجل ..بالطبع ، لقد نمت .
- إذا لماذا هذا الدوائر السوداء حول عينيك ؟ أظن أننا نضيع وقتنا سدى يا جولي .
منتديات ليلاس
كان يجب أن نكون معاً .
- لا ! أعني ..أتمنة لو تتوقف عن قول مثل هذا لي .
لم يكن يجب أن تتبعني . عليّ أن أعود إلى لندن . وأنيتا لن تتحمل أن تستغفلها .
- لتذهب أنيتا إلى الجحيم ! أنا لست مهتماً بها . لم أهتم بها أبداً .
وأنت تغضبيني كثيراً عندما تستمرين في رميها أمام عينيّ !

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 04:54 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

5 - جرح في الذاكرة

كان الهدوء يعم الغرفة في القصر ، وانقلبت جولي على ظهرها في السرير ... ماذا تفعل ؟ وانقبض قلبها ، لقد كانت تستعيد كل هذه اللحظات من الماضي، ولكن هذه اللحظات لن تفيد الحاضر ، ولن تقدم الاجابات عن سبب تعاسة انيتا، كل ما تفعله ان تثير ذكريات غير مريحة ابدا. وتبعث شعورا مؤلما بان الماضي لم يمت ، بل كان نائما...
وتذكرت كم كانت متكدرة لغضبه.. إذ قالت له:
_ انا اسفة، ولكن حتى ولو ماتقوله صحيحا ، فلا يحق لك ان تفترض...
_ إنه ليس افتراضا .. أنت تريدينني ياجولي ، كما اريدك تماما
_لا...
_ ماذا تعنين بلا؟هل تخيفك قلة صبري؟
_لا...أعني... أجل.راوول اريد العودة.
_ بعد قليل ....
وتجاهل احتجاجها وتقدم منها ، ورفع وجهها لينظر إلى عينيها.
فقالت:
_راوول
وتنفس بعمق وحاول اسكاتها:
_جولي!
وقطعت معانقته لها اية محاولة الاحتجاج ، وبعد قليل تركها،ومن خلال تورد وجهها الجميل عرف الجواب الذي كان يسعى اليه ، فاخذ يدها بيده:
_ تعالي.. سنسير معا.
وخلال فترة الصباح سارا في الحديقة ، يتبادلان الحديث حول خصوصيتهما الحميمة.. اخبرته عن انفصال ابويها ، عن ايامها في المدرسة ، عن الايام التي فيها لا والدها ولا والدتها لرؤيتها .وتصميمها العميق على النجاح في حياتها ، وتكلم راوول بخشونة عن خيبة اهل امه لان اكبر ابن في العائلة لم يتزوج بعد،واخبرها عن شقيقه الاصغر واخواته الثلاثة ، وكلهم متزوجون وعندهم عائلاتهم ، وعن منزله في ايطاليا ، حيث اسس الجد الاكبر لاسلافه مزرعة عنب ومعصرة .وتحدث عن بلده بفخر وعاطفة ، واصفا تلالها المليئة بالاشجار ، وربيعها البارد المثلج . والحقول الغنية المكسوة بالاعشاب حيث ترعى قطعان الماشية ، وعن الجبال والسواقي والانهار التي تجري بسلام تحت شمس ايطاليا الدافئة.
وفكرت جولي ،انها كان يجب ان تفهم من البداية ان علاقتها قد قدر لها بالفشل ، فعلى الرغم من حب راوول لانكلترا ، إلا انه كان متعلقا بجذوره الاجتماعية ، وهذا النوع من الالتزامات التي يتمتع بها شقيقه وشقيقاته تجدها جولي مخالفة تماما لمبادئها. ولكنها يومها قالت لنفسها إن الأمر لن يهم ، فما بينهما هو مجرد علاقة عابرة ، ومتى عاد الى وطنه فسينسى كل شيء عنها.
ومضى اليوم بسرعة. راوول ، على عكس جولي لم يكن عنده اي حرج في اظهار مشاعره امام آل ناور ، وكان قد استأجر سيارة لاستخدامها خلال اقامتها في انكلترا ، فأخذ جولي في نزهة لتناول الشاي في فندق على الشاطىء يبعد خمسين ميلا . وتصرف معها دون خطأ ، وفي طريق عودتهما اوقف السيارة إلى جانب الطريق والتفت إليها:
_متى سأراك ثانية ؟ الافضل ان تعطيني عنوانك كي اعرف أين اجدك
_ تستطيع التصال بي في مكان عملي فليس لدي هاتف حيث اعيش . وصاحبة المنزل لاتحب ان يتصل احد عبر هاتفها.
وأعطته رقم الهاتف، فقال :
_ ولكن عنوانك . اريد ان اعرف اين تعيشين، وليس مكان عملك .
_ لن يعجبك المكان .
_ دعيني احكم بنفسي ، هل ستخبريني ام احصل عليه من المكتب؟
فأعطته العنوان قائلة:
_ اذا اتيت بسيارتك فلا تلومني اذا سرقت!
ونظرت اليه بعينين مليئتين بالحيوية:
اريد ان اراك ثانية ، هل تاخذني غدا مساء، بعد العمل؟
خلال الاسابيع التالية، مرت جولي بإرق مشاعر عاطفية عرفتها في حياتها ، وللمرة الاولى في حياتها تخلت عن متابعة دراستها لتكون مع راوول. بعدها تلقت دعوة من والدته لمرافقته الى وطنه.
فقد كانت ترغب في لقاء الفتاة التي احبها ابنها، ولكن جولي عرفت بان ما تريده حقا هو معرفة ما اذا كانت مناسبة اذا كانت مناسبة لتكون زوجة له.
حتى ذلك الوقت ، كانت مسالة الزواج بعيدة عن البحث ،على الاقل من جانبها ، ولكنها فجاة
اصبحت محور الدرس ، ووجدت جولي انها نفسها انها ليست مستعدة لهذه الفكرة بعد، تماما كما عندما قابلت راوول قبل ستة اسابيع ، وكان عليها ان تقول له انها لا تتقبلها الان.
المشكلة ان جولي لم تكن متاكدة بعد انها تحب راوول ، على الاقل ليس بالطريقة التي يقول التي يقول انه يحبها فيها. فقد كانت ذكرى ما حدث لوالدتها. وذكرى ما مر بها خلال اقامتها في المدرسة جعلها تتعلق بحريتها . على كل . . ماذا تعرف عن راوول؟ ماذا تعرف عن حياته؟ وهل ستكون سعيدة حقا بالتخلي عن مستقبلها العملي من اجل الامان المشكوك فيه للزواج؟
وذات مرةكانت جولي على موعد للقاء راوول وقت الغذاء . ولكنها تلقت رسالة منه في الدقيقة الاخيرة يقول فيها انه على موعد عمل ، طالبا منها ان تنتظره في غرفته في الفندق. ولكن جولي كانت مضطرة للعودة الى المكتب لتعمل مكان فتاة اخرى غائبة، فتركت له رسالة في الفندق بانها ستلتقيه فيما بعد.
وكانت الساعة تقارب السادسة عندما عادت من عملها الى فندقه . وكان راوول بانتظارها في غرفته، وفتح لها الباب:
_ لقد تاخرت!
_اعلم، وانا اسفة، لقد اعطاني المدير بعض الرسائل لاطبعها قبل انتهاء الدوام بقليل. ثم لقد اخرني المطر. . .
_ لم يكن بامكانك تركهذه الرسائل كما اعتقد.
_ لا . . كيف يمكنني تركها؟ هذا عملي.
- وعملك مهم لك ، أليس طذلك؟
- طبعا.
- وكم هو مهم؟
- لست أفهمك. . .
- لقد سألتك كم هو مهم عملك؟هل هو أهم منا؟ أهم من علاقتنا ؟ أهم مني؟
- راوول
- اريد ان اعرف يا جولي. . علي أن اعرف. قولي لي ان ما سمعته ليس الحقيقة . قولي لي ما تبنينه من مشاريع لنفسك ليس اهم ما في حياتك..
- لست افهم . . ماذا سمعت؟ وممن؟ لقد كنت اعتقد انك ستتناول الغذاء مع بعض رجال الاعمال... هل كانت هذه كذبة؟
- لا . . لم تكن كذبة ، رجل الاعمال الذي تعذبت معه كان روجر تاور.
- أوه . . والد أتينا.
- و كانت معه أنيتا أيضا.
ونظرت جولي الى يديها وكانتا ترتجفان:
- وماذا قالا لك؟
- لم يقل روجر شيئا .وماذا تتوقعين منه ان يقول؟ ولكن. . .
بعد انتهى الغذاء ، شاهد رجل اعمال يعرفه في المطعم وأراد التحدث معه ، وبقيت أنا مع انيتا.
- وهمذا اخذت تسليك.
وهل كانت تكذب؟ لو قلت لي ان كلامها ليس صحيحا، فساصدقك انت طبعا.
- ولكنك ستشك ، اليس كذلك؟ ولن تستطيع صرف النظر عما قالته دون توجيه الاتهام لي!
- انت تعرفين لماذا لا استطيع صرف النظر عما قالته ، منذ اسبوعين حتى الان ، وانا اقنعك بالذهاب معي الى ايطاليا ، للقاء عائلتي ، ولكنك لم توافقي ، بل انت تراوغين وتختلقيت الاعذار ، مما يزيد يقيني بانك لن تفعلي.
- لا استطيع ان اخذ عطلة . . .
- ولماذا لا؟ وماذا يهمك لو طردوك اذا كنت ستتزوجيني؟
- اتزوجك؟
وابتلعت جولي ريقها بصعوبة ، فقال راوول بخشونة:
- بالطبع . . انت تعرفين بان هذه الخطوة التالية ، يالهي ، الا يمكنك التفكير؟ بعد كل ما بيننا ، هل ساكتفي باقل من الزواج؟
وهزت جولي راسها:
- ولكن . . الزواج. . .
وتقدم نحوها وامسك بذراعها بقوة آلمتها وتابع:
- جولي . . قولي لي إن مخاوفي ليس لها اساس ، لقد كدت اجن بعد ظهر هذا اليوم لعدم معرفتي ما اذا كانت تكذب ام لا . لقد قالت انك اخبرتيها بانك لا تنوين الزواج ، وان الجميع يعرف هذا ما عداي.
قولي ان هذا غير صحيح وساصدقك ! قولي انها تحاول اذيتك. جولي بحق كل القديسين ، قولي شيئا لتخرجيني من بؤسي!
وترددت في ان تجيبه طويلا ، وترددها هذا جعل راوول يحس ان كلام انيتا لم يكن دون اساس ، فصاح وهو يبتعد عنها:
- لقد كانت على حق. ياالهي . . لقد كانت على حق. ي!وانا، الغبي المسكين ، كنت احاول ان اجد الاعذار لك!
- لا. . .
وتقدمت منه محاولة عناقه ، ولكنه امسك بيدها وابعدها عنه:
- ماذا تعنين بقولك لا؟ هل ستتزوجيني؟وهل ستقبيليني بالرغم من كل شيء؟
وحركت جولي راسها من الجانب الى اخر:
- راوول. . يجب ان تعطيني وقتا. . .
- وقت؟وقت؟ وكم تحتاجين لتختاري بين حياتك وحياتي؟
- راوول . . الامر ليس هكذا. . .
- وكيف هو؟ اخبريني! الست ثريا بما فيه الكفاية؟ هل هذا هو الامر ؟ لو كنت مليونيرا هل كنت تنظرين الي بتفضيل اكثر؟
- هذا ليس عدلا ياراوول! انت لا تحاول ان تفهمني. . .
- اجعليني افهم.
- راوول . . لقد افترق والداي وانا فتاة صغيرة. والدي اراد حريته، ولم يكن يهتم بما يحدث لنا. وكان على والدتي ان توفر وتقتصد كي نستطيع ان نعيش.
- وان يكن. . مادخل هذا بنا؟
- انت لاتسهل الامور علي. . .
- ولماذا افعل؟
واحنت جولي راسها:
- انت لا تستطيع تصور ماجرى . . . ان تكون دون مال. . .
- ولكنك ذهبت الى مدرسة جيدة.
لان ابن عم والدتي اشفق علي ، واقسمت عندها أ، لا. . . أن لا يفعل اي رجل بي مثل ما فعل والدي بامي. . .
-وهل تظنين انني قد افعل هذا؟
وامسك بكتفيها وادارها لتنظر اليه.
- انا . . لست ادري. .
- ياربي. . .
راوول . . لقد كان والداي يحبان بعضهما عندما تزوجا، يحبان ، بعضهما عندما تزوجا ، يحبان بعضهما حقا، لقد قالت لي امي هذا ، وتركت المدرسة لتتزوجه.
- جولي . . هذا كان من عشر ين سنة . .
- وهل تغير شيء؟ المرأة لا زالت ضعيفة ياراوول . الزواج يجعلها معرضة لكل المشاكل ، الاطفال يجعلونها هكذا ايضا .
أحتاج إلى وقت . . .
- لا!
- لا؟
- بل اعتقد انك تفهمين . . ولن يكون هناك اي وقت ، لقد استمعت لما قلتيه ، واقول لك ، لن انتظر اكثر من هذا. انا آسف لما حدث لوالدتك ، ولكنني لا افهم مادخل هذا بنا .
- راوول ، انا مثل امي . . الا ترى هذا؟ولدي فرصة لمستقبل في عملي . . .
- كطابعة على الالة الكاتبة؟
- كبداية . . نعم . ولكنني لا انوي ان ابقى هكذا طوال حياتي. الدروس التي اتلقاها في الكلية . .
- اوه . . احتفظي لنفسك بهذه التفاصيل ! اتظنين انني اقبل بان اسمع شيئا عن عملك؟ انت غبية ، ولقد جعلتيني ابدو غبيا ايضا. واستطيع قتلك لاجل هذا؟
و شعرت جولي بالخوف من تهديده ، بل لسبب اعمق ، ربما لاحساسها بانها مخطئة. فقالت متوسلة:
- راوول . . ارجوك . لا تكن قاسيا هكذا . انا احبك ، فعلا! ولكن انت تطلب مني الكثير. . . وخلال وقت قصير. . .
- ربما ليس هذا كافيا. . ربما تفضلين ان نتعاشر دون زواج . . هل هذه هي طبيعة العلاقة التي تفكرين بها؟
- اننا مع بعضنا، وهذا ما يهم.
- ربما لك.اي نوع من النساء انت؟
- ماذا تعني. . ياراوول؟
- لقد فلت بنفسك، انك تحبينني ، وهذا شيء استطيع فهمه
- راوول. . لا تنظر الي هكذا! انا احاول ان افكر بالامر بطريقة متحضرة.
- وكذلك انا. وما هو اكثر تحضرا من ان نفترق كما تقابلنا؟كأحباب!
- راوول. . يجب ان نتكلم اكثرعن هذا الموضوع. . .
- ليس هناك وقت للكلام .لقد تكلمنا بما فيه الكفاية.
وتقدم منها ممسكا بها والقاها فوق السرير،وتابع:
- لقد عذبتني بما فيه الكفاية، وسافعل شيئا تتذكرينني نه طوال حياتك .
- وهل تريدني ان اكرهك طوال حياتي؟
- الكراهية افضل مما تفعلينه بي، على الاقل الكراهية عاطفة نارية!
- اتركني ياراوول. . . أرجوك!
وعلم راوول بانها ادركت تصميمه فضحك عاليا:
- انت مذهولة !غاضبة! ولكنني لا اخاف الغضب. . .
- راوول لاجل الله!
وكأنه مل من لعبته، فتراجع عنها.
- لماذا يبدو عليك الاضطراب هكذا؟اليس هذا ما ترغبين به؟
- راوول. . . لا يمكن ان تكون جادا.
- ولكنني جاد. . فلماذا لا احصل عليك؟ هل تستطعين التفكير بطريقة افضل من هذه لتدمير الذكريات التي بيننا؟ ساعاملك كساقطة انانية،كما انت عليه بالفعل!
وتاوهت جولي ، وقالت متوسلة:
- راوول . . لا تفعل هذا . . .
ولكن ، حتى وهو في ذروة غضبه ، لم يستطع انكار حقيقة مشاعره ، فتوقف عنفه، وانتهى الامر بسرعة ، ولكنه لم يتراجع عنها . بل دفن راسه في شعرها ، مغمضا عينيه.
وتحركت جولي ، زفتح راوول عينيه ، ولم تكن تعرف ماذا تتوقع ان ترى في عينيه ، وبحركة اشمئزاز، ابتعد عن السرير. وسار نحو الحمام . والتفت اليها من فوق كتفه:
- اذهبي. . أخرجي من هنا! عندما اخرج من الحمام ، لا اريد ان اراك !
وهي تفكر ، ادركت جولي ان الدعوة التي تلقتها، بعد فترة وجيزة ، لحضور زفافه مع انيتا ، هي التي آلمتها اكثر من اي شيء اخر.ربما ،لو ان راوول سافر الى بلده، وتزوج فتاة ايطالية لكان ممكنا ان تبعده عن تفكيرها ، مع ان الامر كان مستحيلا ، ولكن ان يلجا الى انيتا ، ان يتزوج انيتا، وهي تعلم انه لم يكن ينوي ابد ان يفعل هذا ، فقد شعرت بعذاب االيم، وهذا ما كان بقصده دون شك ، ولكن ما ازعجها اكثر ، هو مبلغ الالم الذي احست به، مدى ما عانته بسبب عمله هذا.
ذهابها الى الكنيسة لحضور الزفاف كان القصد منه اعادة الطعنة له . وقتل اي عاطفة قد تكون بقيت في داخلها نحوه ،ونجح هذا الامر ، وتزوج راوول . . ولن تستطيع فعل شيء حول هذا الامر الان. وتركت الكنيسة بصمت، قبل وقت طويل من توقيع العروسين على العقد. وانتهى الامر ، واصبحت حرة . ولو ان هذه الحرية كانت فارغة ، الا ان الزمن كفيل بملء هذا الفراغ.
وهذا ما حدث. فعملها ونجاحها، كانا كفيلين بارضائها، ولا فائدة الان من ترك المشاعر الدفينة تدمر انجازاتها حصلت عليها بالعرق والتعب.
لقد انتهى الماضي بالنسبة لها. . . . ولقد طردت كل الاشباح. . ولم تعد تطاردها، وعليها ان تتعلم كيف تواجه راوول دون اية عاطفة، او ، فان عليها ان ترحل قبل فوات الاوان. . . .
نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 04:55 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

6- قانون لا يرحم

القرع المتواصل على الباب اعاد جولي الى حاضرها . لابد ان احدا يفتش عنها , ربما راوول ليس مستعدا لأنتظارها كي يتحدث اليها حسب ما تريده هي .
- من الطارق ؟
وشعرت بالراحة عندما سمعت صوتا نسائيا يرد :
- انا ايما سنيوريتا.. انا اسفة الطعام جاهز .
- أي طعام ؟
ونظرت الى ساعتها لتجد انها تجاوزت الواحدة ! لقد مضى وقت طويل على موعدها مع راوول .
- آه ... الغداء ؟
- سي سنيوريتا الغداء .. هل ستأتين ؟
- آه .. اجل.. 5 دقائق فقط .
- 5 دقائق .
بعد 5 دقائق توجهت جولي الى السلم , كانت تسير واثقة من نفسها الآن , وتوقفت فجأة عندما وصلت الى الردهة . فقد ظهر راوول من غرفة على يمين السلم والتقت نظراتهما بنفور مشترك وقالت له :
- لم اكن ادري ان الوقت قد فات .
- ولكن فات, تأخرت كثيرا . هل نذهب لتناول الغداء ؟ زوجتي تنتظرنا . ستجدين انيتا ذات شهية مفتوحه وخاصة بالنسبة لشخص اعصابه محطمه .
وكانت انيتا تنتظر جالسه عند الطاولة , فقالت :
- ها انت هنا اذا ياجولي . اين ذهبت ؟ لقد كنا نتبادل حديثا حميما وما ان شعرت بالغثيان حتى ... .
- لقد شعرت بالصداع فذهبت الى غرفتي ونسيت الوقت .
وجلست جولي على المقعد الذي قدمه لها راوول فالتفتت انيتا اليه قائلة :
- هكذا اذا ... لقد ظننت انكما مع بعض .
ورد عليها راوول :
-ارى انك تحسنت كثيرا , وكالعاده تبحثين عمن تلومينه على ضعفك .
- راوول !
-صرخة انيتا المحتجه ادخلت الشفقة الى نفس جولي فأخذت تنظر الى طبقها ولم تعد تشعر بشهية للأكل . وعلى الرغم من كلام راوول القاسي ,
تناولت انيتا طعامها بشهية ومن وقت لأخر كانت جولي تركز نظرها على راوول وتسرع لأبعاد نظرها عنه عندما يلتفت .
وكأنه كان يعرف تماما بماذا تفكر , ومع انه لم يقل شيئا فقد كانت نظراته تظهر انه يعرف . ما من احد كان يبدو مريضا جدا منذ ساعات يمكن له ان يستعيد نشاطه سريعا هكذا .
كانت جولي مقتنعه ان انيتا لم تختلق مرضها ولكنها كانت تدرك ان شيئا حيويا ينقص تصرفاتها .
منتديات ليلاس
وحاولت انيتا ان تحافظ على الجو المريح .. فقالت :
- يجب ان نحاول جعل زيارتك لنا مسلية يا جولي . ليس هناك الكثير مما نعمله هنا . ولكننا على مسافة قريبة من فلورنسا وسينا والساحل هناك جميل جدا , اذا كان لا يزعجك وجود الناس .
- اوه ..حقا .. لا لزوم لتسليتي , فأنا سعيده بعد القيام بشيء ,فأنت تعلمين ان حياتي كلها عمل في لندن , ومن الجيد ان ارتاح .
وقال راوول معلقا :
- يجب ان لا تنسي يا انيتا ان جولي تسافر كثيرا بسبب عملها . على كل .. نحن محظوظين لأنها وجدت وقتا لزيارتنا . ولايجب ان نتدخل في حريتها .
فابتسمت انيتا بسخرية :
- انا واثقة بأنك عرضت عليها ان تريها بلدك فلن ترفض يا راوول . اعرف انكما لم تفترقا كأصدقا , ولكن هل لنا ان ننسى الماضي ؟
واجابها راوول متوترا :
- وماذا تقترحين , يا انيتا ؟ ان اتخلى عن عملي في هذا الوقت الاكثر اهمية في كل السنة ؟
فقالت جولي :
- اوه .. ارجوك ...
ولكن انيتا لم تدعها تكمل :
- ولماذا لا ؟ جوليو نيوكولاس قادر تماما على رعاية كرومك الثمينه لبضعة ايام .
- وهكذا لا استطيع مرافقتكما في رحلة حول توسكانيا ؟ لا اظن هذا يا انيتا فأنا لست دليلا سياحيا . وانا اكيد انكما ستجدان بيدرو مسليا لكما اكثر .
- ولكنني لا اريد بيدرو .
فهز راوول كتفيه :
- ولكن هذا ليس ما اعرفه .
ووضعت انيتا الشوكة من يدها .
- وماذا يفترض بهذا القول ان يعني ؟
- أي شيء تستطيعين استنتاجه يا انيتا .
واطبقت قبضتا انيتا بغضب :
- ايها ... القذر !
- لست انا القذر يا انيتا .
- كيف.. كيف تجرؤ ؟
وكادت جولي تموت من الاحراج وحاولت ان تقف:
- اذا عذرتماني ...
ولكن راوول قاطعها :
- انا من سأطلب ان تعذراني سنيوريتا . انا تعب قليلا سأراكما عند العشاء .
وترك ذهاب راوول فراغا غير مريح , لم يبدو على انيتا انها مستعجله لملئه . وبدت مستغرقة في افكارها . ولكن بعد ان سحبت طبقا مليئا بالفريزر الايطالي الشهي نحوها قالت شارحه :
- راوول يغار كثيرا . انه لايهتم بي ولكم انا وحيده , ولكنني اذا حاولت ان اتصادق مع احد ...
- مثل بيدرو كازولي.
فهزت انيتا رأسها :
- لقد قابلتي بيدرو , وتعرفين كم هو ... فاتن , وكان لطيفا جدا ... معي ..
- لطيف ؟
- اجل لطيف. اعتقد انني لاولا بيدرو لجننت .!
- ولكن هل هذا امر حكيم ؟ اعني معاداة راوول ؟ اذا كان لا يوافق على صداقتك ...
- كنت اعلم انك ستقفين في صفة .. انت لم تحاولي ان تفمهي.
- ولكنني احاول يا انيتا . مع انني لست افهم كيف يمكن ان يساعدك وجودي هنا .
- لن يسعدني بشيء اذا رفضت تقديم المساعده . هل فكرتي بما طلبته منك ؟ هل رأيت كم من الصعب عليّ الكلام مع راوول الا تستطيعين على الاقل ان تحاولي ؟

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 04:57 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ووقفت جولي عن الكرسي ووضعت بيديها المرتجفتين في جيب بنطلونها . كانت تعرف ان هذا سيأتي , وما زالت غير قادرة على اجابتها , كيف ستتمكن من التحدث الى راوول ؟ كيف تعرض عليه قضية انيتا ؟ كيف تستطيع ان تطلب منه أي طلب . وهو يبدو بكل وضوح انه لم ينسى الماضي ولا سامحها به ؟ قالت :
- انيتا....
- اعلم ماذا ستقولين , ولن اقبل به , راوول سيصغي اليك .. ارجوك يا جولي , لا تتخلي عني ! انت الوحيده التي اثق بها .
وشعرت جولي بالراحة عندما ابلغتها انها ستذهب لترتاح بعد الغداء فهذا سيعطيها الفرصة لكي تستجمع افكارها .
وبعد ان صعدت انيتا الى غرفتها خرجت جولي الى الحديقة . كان السكون يعم القصر حتى الطيور بدت صامته في ظل سكون الجو .
وكان ازيز الحشرات هو الصوت الوحيد الذي استطاعت ملاحظته . وعبر النهر من تحتها , كانت الماشية ترعى بكسل , حتى السيارات القليلة التي كانت تمر على الطريق بدت وكأنها تسير ببطء .
عند المساء بدأت تحضر نفسها للعشاء على مضض و فذكرى ما حدث بين راوول وانيتا على مائدة الغداء كان لا يزال يشغل تفكيرها .
وارتدت بنطلونا حريريا ارز جمال ساقيها و وارتدت فوقه قميصا دون اكمام له حزام ذهبي يظهر رشاقة خصرها . وكان الطقس حارا حتى انها كرهت ان تترك شعرها منسدلا على ظهرها و كما انها ملت من ربطه وراء رأسها فعقصته في رباط حريري الى خلف اذنها .
وكانت الساعه بعد الـ8 عندما بدأت تنزل السلم وتسارعت دقات قلبها عندما رأت النور ينبعث من المكتبة , وتوقفت عند بابها ,ونظرت الى الداخل .
جدران مليئة بالكتب كانت تشكل خلفية طاولة سنديان امامها مقعدان عاليا الظهر , ولكن الغرفة بدت خالية وكانت على وشك ان تبتعد عندما استدار احد المقاعد على محوره ونهض راوول واخذت عيناه الباردتنا تنظران اليها .
- هل استطع ان اقدم لك شرابا ؟
ودخلت جولي الى الغرفة رغما عنها .
- كامباري ارجوك .. شكرا لك .. اين انيتا ؟ الم تنزل بعد ؟
- لن تنضم الينا .. هل تربين ان اضيف الصودا؟
- قليلا منه فقط . هل هي بخير ؟ لا يمكن ان تكون مرضت ثانية ؟
- ليس حسب علمي . اسف اذا كانت رفقتي تضجرك و سوف اتأكد من تجنب كل ما قد يزعجك .
وتناولت جولي الكرب منه , ولكنها لم تتذوقه وقالت:
- انا آسفة .. علي انا ان اعتذر . لم اكن اظن ان وجودي هنا سيسبب الازعاج هكذا .
- ألم تكوني تعرفين ؟ ولكنني واثق بأنك كنت تعرفين تماما هذا . واتمنى منك ان تغادري بأسرع وقت ممكن .
والتقطت جولي انفاسها :
- اهذا ما كنت تريد قوله لي هذا الصباح ؟
- بين اشياء اخرى فأنت قد اعتدت عدم الاستماع الى ما اشعر به لذا أنا مضطره لأن اقول لك بأصرح كلمات ممكنه .
شعرت جولي بالغضب انها تحاول ان تختلق الاعذار لوجودها هنا لرجل يظهر لها بأنه لم يكن يريدها ان تأتي . وعلى الاقل على راوول ان يحترم صدقها . ام انه اصبح معتادا جدا على الكذب ولا يستطيع ان يميز الحقيقة عندما يسمعها ؟ فقالت له بذهول :
- اعتقد انك قلت ما فيه الكفاية . فانا لا احب ان اكون هنا مثل عدم حبك لأن ترفقني . واستطيع التفكير بعشرات الاشياء التي يمكن ان افعلها في هذا الوقت !
- مع شخص آخر ؟
قاطعها ساخرا , حتى انها فقدت اعصابها .
- اجل .. اذا كان يهمك ان تعرف . فأنا معتادة ان يعاملني الجميع على قدم المساواة معهم وليس بدرجة ادنى , يمكنك ان تمارس هذا مع انيتا , ولكنك لن تنجح فيه معي ! ولا عجب بأن تلجأ انيتا اليّ متوسلة للمساعده والدعم , يا آلهي .. انت شخص متسلط , اتعرف هذا ؟ تقف هكذا تملي قوانينك , وتتوقع من الجميع ان ينحنوا لطاعتك !
واصبحت ملامح وجه راوول مخيفة وخشيت بأن يقوم بعمل جسدي عنيف ضدها وتقدم نحوها ثم وكأن قوة داخلية قد لجمته ابتعد عنها .
ووصلت الخادمة لتعلن ان العشاء حاضر فتوجها الى غرفة الطعام , وجلست لوحدها مع راوول الى المائدة وتمنت لو انها كانت تعرف ان انيتا لن تكون معهما .
ولكن يبدو انها لم تكن تخشى ان تترك زوجها مع صديقتها لوحدهما وهكذا تركت الامر لجولي كي تختار ما ستقوله له .
كانت جولي تعلم بأن ليس عندها حظ كبير في التوصل الى تفاهم مع راوول هذا المساء فقد دمرت بنجاح اية فرصة , ونظرت اليه متعجبه كيف يمكن لأنيتا ان تتوقع منها النجاح معه .
منتديات ليلاس
بعد انتهائهما من تناول الوجبة الرئيسية قدم لها طبق من الفاكهة واخر يحتوي على مختلف انواع الجبن . وقرر راوول ان يكسر الصمت المتوتر بينهما فقال :
- هذا الجبن يصنع في مكان ليس ببعيد عن هنا , والجبن هو جزء مهم من الوجبات الايطالية, اضافة الى الحساء والمعكرونه وبالطبع هذا برفقة الشراب الجيد والحديث الجيد .
ونظرت اليه جولي نظرة ارتياب .
- انت تمزح بالطبع .
- الا تجيدن الشراب لذيذا , انه من مزارعنا انا احبه دائما .
- لم اكن اتحدث عن الشراب وانت تعرف هذا ... ماذا يفترض بي ان اقول ؟ هل اقول انني اسفة ؟ انني كنت فظة معك ؟ هذا صحيح , وانا اعرف هذا ... ولكنك جعلتني ....
- غاضبة ؟
- لا بل محبطة , فأنت لا تصغي الى المنطق . انت تقدم رأيك الخاص حول الوضع , وترفض التزحزح عن رأيك .
- اذا ... ستعقد هدنة بيننا ... هه ؟ يمكنك الاحتفاظ باسرارك وساحتفظ بأسراري , ولكن , الآن , لننسى خلافاتنا , ونتحدث في الامور غير الشخصية التي يتحدث بها شخصان لم يريا بعضهما منذ زمن طويل .
- وهل يمكننا ان نفعل هذا ؟
- نستطيع ان نحاول . تعالي ... سنتناول القهوة في المكتبة . كي تتمكن مارغو من تنظيف الطاولة .
وجلست جولي على المقعد المريح في المكتبة شاعرة بأن التوتر ما زال سائدا . هذه الهدنة تبدو هشة , ولا يمكن لها ان تنسى كم ان غضب راوول عنيف . ولكنها كانت تأمل بان تبعد تفكيره عن خلافاتهما , لهذه الليلة على الاقل, وغدا , ستفكر بطريقة للحديث معه .
عندما استلقت في فراشها , بعد ذلك بوقت طويل اخذت تفكر لماذا اصبحت اقواله لا تقنعها كثيرا . وتنهدت . ربما ليس من الطبيعي ان تتساءل عن قناعاتها هنا . وقد اضطرت الى ان تكون برفقة رجل لم يشكل ابدا تهديدا لما تؤمن به . ولم يكن من فائدة الآن ان تتأسف على قدومها الى هنا .
فقد كانت انيتا يائسة وتهدد بالانتحار فكيف تستطيع تجاهل رجائها ؟ ولم تكن تعرف ما وصل اليه زواجها من راوول . واخذت تسوي الوساده تحت رأسها بيدها وتتحضر للنوم , غدا ستجد طريقة لتلبية مطالب انيتا .
ولكن هذا لم يحدث .
فعندما اتى الغد دافئ ومشمس مليئ بالامل وصلتها دعوة من راوول لزيارة المعصرة والكروم . وانهى دعوته التي اوصلتها ايما : هذا اذا كنت ترغبين , وخمنت جولي بانه يتوقع منها الرفض.
في الطابق الارضي جذبتها رائحة القهوة الى غرفة الطعام ولكن يبدو انها ستتناول الافطار لوحدها ووجدت مارغو تضع آخر اللماسات على المائدة :
- آه ..بونجورنو سنيوريتا .. الكونت يقول انك يجب ان تأكلي شيئا قبل ان تذهبي .. هل ترغبين بشيء اخر ؟
بوجود طبق مليء بالخبز المحمص وقطع من الزبدة على طبق الى جانب المربيات التيذاقت منها في اليوم السابق لم تستطع التفكير بأنها قد ترغب بشيء اخر .
- هذا عظيم يا مارغو .. شكرا لك .
وقالت لها مارغو وقد بدا الارتياح على وجهها .
- حسنا جدا ...
وفكرت جولي .. كيف يمكن لأنيتا ان تنفر من هؤلاء الناس الطيبين .
- اين الكونت دي فيلانو ..؟ ألن ينضم اليّ ؟
- الكونت تناول افطاره منذ ساعه سنيوريتا ... وداعا ...
وتمتعت جولي بوقتها فهذه المرة الاولى منذ اليوم السابق التي تستطيع فيها ان تتناول الطعام بسلام دون التوتر الموجود دائما لدى مضيفيها , ولم تخدع نفسها بأن اليوم قد يكون مختلفا .
كانت تتناول ثاني فنجان قهوة . عندما وصل راوول ولكنه هذه المرة لم يحيها بعداوته العادية , وقال لها متسائلا :
- هل تركبين الخيل ؟
- قليلا .
- اذا , اذا كنت جاهزة ؟
واختار راوول لها فرسا تدعى ليزا . وكانت جميلة جدا لونها كستنائي , طويلة الساقين ولكن سهلة الانقياد كما اكد لها . وقفز راوول على صهوة جواده الاسود , وامسك سائس مسن لجام الفرس بينما كانت جولي تمتطيها , وقال لها راوول :
- استرخي .. انت تمسكين اللجام وكأنك خايفة يفلت من يدك . لقد قلت لك ان ليزا لا تشكل خطرا عليك .. انها مسنة .. كيف تقولون انتم الانكليز ..؟ لقد تعلمت كل الحيل , اليس كذلك ؟
- لست واثقة اذا كان هذا سيعجبني ام لا .
- هل ترغبين ان تركبي على ديايلو ..؟
- اذا كان ديايلو يعني ما افكر به ... لا..!
ونظرت من حولها بثقة اكبر وسألته :
- كم تبعد المعصرة ؟ هل تذهب الى هناك على ظهر الجواد دائما ؟
- احيانا اذهب , واحيانا لا , تعالي سنذهب من هنا .. سأريك الارض التي قاتل اسلافي وماتوا لاسترجاعها . ع ذ و و و ب
ومرت فترة الصباح بسرعة . لقد مضت سنوات لم تركب فيها جولي الخيل. ومع انها كانت تعتقد بأنها ستشعر بتصلب في جسدها في اليوم التالي , الا انها سريعا ما تخلت عن شعور التوتر ,
وبعد وقت قليل كانت تشجع ليزا لتجري وتظهر الانزعاج عندما ترفض الفرس المطيعة الانصياع لرغبتها .
في الغابة تحت القصر , كان الهواء لا يزال حارا ومنعشا . ولكن عند سفوح الجبال كانت الشمس ترسل اشعتها فوق العشب فتجعله لا معا .
وقادهما طريق عبر الغابة الى جلول من الكرمة مثقلة بالعناقيد المليئة بالعصير .. فدادين واسعه من الغرسات المنتجه للعناقيد تنشر غطاء فوق الارض المنحدرة
يرعاها حفنة من العمال يسهرون على سلامة النباتات وخلوها من الحشرات والامراض , قبل ان يأتي وقت جمع المحصول وقال لها راوول :
- الا تعلمين ان ثاني اكسيد الكربون في الهواء هو الذي يؤثر على الاوراق وفي النهاية يوفر السكر في العناقيد ؟
وكانا قد اوقفا جواديهما . ونزلا عنهما سائرين بين الممرات في الكرم , واشار الى براعم ظاهرة على ساق الكرمة :
- انظري من المهم ان لا يسمح للعناقيد بأن تمتص الكثير من السكر قبل ان تنضج , ولكي ينجح الموسم يجب ان تفحص بشكل مستمر مستوى السكر في الثمرة , وهذه الايام ,شكرا لله هناك وسائل حديثة لتحقيق النتائج المطلوبة . ولم تكن الامور سهلة هكذا من قبل.
- اعتقد انكم لم تعودوا تعصرون العنب بالطرق البدائية دوسا بالاقدام .
وكا فأها راوول على كلامها بابتسامة جذابة .
- للأسف لا.. ولكن اذا كنت هنا وقت الحصاد فقد اتمكن من ...
واشاحت جولي بنظرها عن المشاعر الني لايمكن انكارها والتي برزت في عينيه السوداوين . هذه اللحظات كانت مشحونة بالخطر .
ولكي تتخلص من تسارع نبضاتها , تقدمت الى اقرب مكان ظليل مبني من الخشب , وكان فارغا وغيه بعض الصناديق الفارغة , بقيت من حصاد السنة الماضية .
- يجب ان نعود الآن .
صوت راوول من ورائها جعلها تستدير مجفلة:
- ما تعنينه اننا لا يجب ان نعود ...
وتجاوزته خارجه الى الشمس الساطعه هذه المرة لم تستطع ان تبعث الدفء فيها .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, ليليان كيد, أنسي أنك امرأة, دار الفراشة, روايات, روايات أحلام, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t116686.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-02-16 02:57 PM


الساعة الآن 01:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية