كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
تنبيه : إلى من أعجبه آخر جزء ورضى به نهاية .. شكري و أمتناني الصادق لكم لتفهمكم
ومؤازرتك الرائعة ...
و االآن ... رجاءا توقفوا عن القراءة ..
.
.
الجزء الأخير 2 :
.
.
.
تصدر العاطفة من منبع المنطق !
محير كيف للعقل أن يكون كتلة تناقض يصدر إشارة لحب أعمى و تنبيه منطق
مسببا انتكاسات وجع ...
.منتديات ليلاس
.
كيف وصلت حياتي لهذه النقطة .. كيف جعلت عاطفتي تخلق تعاستي !
ها هي تنام بسلام ليس له مقابل على جهتي .. أتقلب من أرق يسيطر على جميع حواسي
أصغي السمع لتنهداتها و يتلذذ البصر بتأملها ليهاجمني عطرها آسرا فتمتد يدي العاجزة للمس
خديها وتذوق حلاوتها مسببا لنفسي كل الأرق ! ..
أحمق هذه ببساطه صفة تليق بمراهق مشاعر على شاكلتي ..
أليس علي أن أغضب منها وأصرخ في وجهها لتستيقظ على كلمات المقت..
أكرهك أيتها الكاذبة المحتالة كيف خدعتي عواطفي التي أسرتها حصريا لكي ؟!
أليس علي أن أهزها بعنف حتى أسترخي !
أم يجب علي أن أسرق أنفاسها رفقا بموجة غضب !
منتديات ليلاس
كيف فعلت ذلك ؟ ... لما جاهدت في خلق كذبة ؟ ... لا أفهم ..
ذبح كبريائي برؤية موانع الحمل التي تخبئها بين طيات ملابسها الشتوية مضحك كيف يحث
بارد مشاعر البرد ليدفئ البرد ..
لم أعثر عليهم صدفه لكن دفعني شك نبع من داخلي سببه تناقض تصرفاتها التي جعلتني غير
قادر على قراءتها .. و تنقيب خلفها كان هو الحل لاستيعاب غرابتها !
..........................
أصبح الأرق ملازما له بجانبي .. أيفكر بناصر و أمه .. أيتمنى أن يكون نائم بأحضانهم بدل
استلقائه متململا على فراشي ..
الأمر يقلقني فحالة أرقه تفاقمت خلال الأيام الأخيرة التي مضت ..
و تصرفاته أصبحت توأما لتصرفاتي الباردة .. لا تكاد الكلمات التي يوجهها لي في اليوم
أن تتعدى أصابع كفي الأيمن الذي أشتاق لمداعبة يده !
لم تعد عيناه تبحث عن عيني المدعيتان دوما عدم المبالاة ..
كبر و كبرت لتصبح عاطفتي أكبر من حجم عاطفته المقسمة ..
و ها أنا أشعر أنني على مفترق طرق يهدد با ...الفراق ..
... و ها هو ينهض فجأة ! ...
و خطواته التي لا تكاد أن تسمع تختفي خلف جدران سجني ...
لأتبعه كا المجنونة لأفهم إن كان ينوي هجري .
لأجده يجلس في مكتبه ساهما با الفراغ كأن روحه ارتحلت لعوالم أبعد عن مجرتي ..
.............................
مضاوي : مو قادر تنام ؟
يوسف ينتبه فجأة : لا مو قادر أنام الظاهر كبرت و بيقل نومي على طول ... وأنتي مو قادرة
تنامين ؟
مضاوي : صحيت فجأة و ما قدرت أرد أنام .
يوسف : تفكرين بمشاعل ؟
مضاوي بنبرة حزن : دايما أفكر بمشاعل هذا مو شي جديد .
يوسف يفاجأها : ما تمنين أحيانا أن ما عندج خوات ؟
مضاوي بأستغراب : ليش ها السؤال الغريب ؟!
يوسف : لأن لما كنت صغير أمنيتي الوحيده كانت أن يكون لي أخو خاصة لما يستقوون عيال
الجيران علي لأني وحيد أبوي و أمي و كنت بعد أتمنى يكون لي أخو ألعب معاه لما أمي تمنعني
من الطلعة لبيت جيرانا اللي كانو عيالهم 8 ورى بعض .. بس لما كبر فواز و أضطريت أتعامل
مع مشاكله كانت تمر علي أحيان أتمنى أنه ما أنولد بس بلحظه شعوري يتغير لما أتخيل أني
وحيد بدون أخو .... شرايج مضاوي ..تعتقدين أن شعوري و أنا صغير با الوحده كان راح يكبر
معاي لما كبرت لو ما أنولد فواز ؟
مضاوي ليست مرتاحه لهذا الحوار الغريب : أنا مو فاهمه شنو اللي مخليك تفكر بها الموضوع
الغريب !
يوسف : ناصر هو اللي مخليني أفكر في ها الموضوع .. تعتقدين أني ظلمته لما قررت أن أمه ما
تجيبله أخوان على أمل أنتي اللي تجيبينهم .. طبعا هذا الأمل أنعدم لما عرفت انج تاخذين حبوب
المانع من وراي ...
مضاوي تهاجمه لتدافع عن نفسها : أتفتش وراي ؟!
يوسف يزجرها بغضب : جب و لا كلمه .. شين وقواة عين بدال ما تعتذرين أو تبررين تعلين
صوتج علي ! ... تدرين أنا الود ودي أقطج في الشارع بعد ما أطلقج بس حشمة لأمي و لأخوي
بحشمج ..
مضاوي بتردد : أنا...
يوسف الغاضب يسارع لإمساكها من شعرها المتناثر : قلت جب و لا كلمة ما أبي أسمع صوتج و
لا حتى أشوفج أنا أكرهج سامعتني أنا أكرهج و أكره نفسي اللي رضت بذل .. أنا مدري شلون
صبرت عليج منو اللي ممكن يصبر على وحده مثلج ..
مضاوي تحاول السيطره على وجعها وتنهر دموعها : ما أنت مضطر تحملني طلقني و أحشم
نفسك قبل ما تحشم أحد ثاني ..
يوسف ينقل يديه لكتفيها و يشد عليهما بقسوة: أموت يا مضاوي و لا أطلقج عشان تعيشين القهر
اللي عيشتيني فيه و أنا بنادي عقلي اللي طيرتيه و أرد كلي حق الأنسانه الوحيده اللي حسستني
بحبها على أن اللي سويته فيها ما ينغفر .. برد لميساء و أجيب منها أخوان و خوات لناصر
يترسون ها البيت اللي بتنوره أما أنتي مكانج الملحق اللي راح يذبل شبابج فيه و أنا راح أكون
أول الشامتين ...
مضاوي تعض على شفتيها في محاولة فاشله لسيطره على أرتعاشهما : شيل أيدينك عني أنت
قاعد تعورني ...
يوسف ينقل يديه القاسيتين إلى عضديها ليقول بصوت خافت تملئه المرارة : جذيه أحسن ؟
مضاوي تصرخ غاضبه : قلت لك شيل أيدينك عني ..
يوسف المجروح : ما راح أشيلهم لين تبرد حرتي ..
مضاوي اليائسة أمام قوته الجسدية المعززة بغضبة تنزل رأسها بخنوع لتنفجر باكيه بصوت
مخنوق .....
يوسف بنبرة كره : أبجي لين الصبح لأني بعلمج شنو عقوبة اللي يجذب علي و يستغفلني ...
..................
لم أعد أحتمل .. كفي عن البكاء و إلا أكملت عنك أيتها ال.. ال .. ال... محتار بما يمكن أن أنعتك
أي صفة قبيحة تليق بك يا ترى ؟! ..
أي كلمات جارحة ممكن أن تغتال روحك التي عذبتني ...
با المختصر ... أريد أن تغتال كلماتي كبريائك حتى أستعيد كبريائي بعد الانتقام ! ..
هيا مضاوي استعيدي قوتك و أتركي هذا البكاء المتعب !
................
يوسف يرخي يديه لتصبح بخفة الريشه ليحط بها بسكينة على كفيها : اللحين روحي لمي
أغراضج بسرعة و أنزلي الملحق و لا أبي أشوفج مره ثانية في ها البيت و اللي يبيج
يزورج في منفاج ...
مضاوي تسحب يديها لتهرب من حمم بركانه الذي أثارته هي بكذبتها التي استمرت لثلاث
سنوات !
.................
.
.
.
هل أنت سعيدة .. راضية .. أم أكتشفتي كم أنتي حمقاء و ضائعة ؟!
هيا كفي عن البكاء الذي أصبح رفيقك الدائم .. هذا الرفيق الذي لا يقدم أي حلول تجلب لك
السعادة لأنه ببساطه لا يريد أن يحرم ممارسة هوايته بجلب التعاسة ..
استجمعي قوتك و صفي ذهنك و أنبذي ما تفعلين الآن .. ليس الحل بتنفيذ أمره و لملمت حاجياتك
بيد مرتجفة يقع منها كل ما تمسك ...
ليس الحل بترك مكانك للأخرى لترتع من حنانه و حبه .. لا .. ليس الاستسلام للحزن الأبدي حلا
و أي حزن أكبر من أن أنفى بعيدا عنه و هو أمامي ..
.
.
لكن و إن صفيت ذهني بعد استجماع قوتي و إن كففت عن البكاء و فكرت بإيجابية ..
ما الفرق الذي سأحدثه ؟!
دائما حلولي فاشلة و دائما أفكر بمنطقي و ليس بمنطق الآخر الذي أريد امتلاكه ..
لكن هذا أنا مهما حاولت التغاضي و حتى ركوب الموجة و التظاهر بتقبل الواقع الحاضر و
الماضي ..
إلى من ألجأ يا ترى لأرى بعينيه حقيقة الواقع و أرضى به...
...........................
.
.
.
مرعب أن تتلقى اتصال من عزيز في منتصف الليل و المرعب أكثر أن تعرف أنه لا يمكنك
مسح دموعه عبر الهاتف ..
..........
مناير مذعورة : صاير عليكم شي ؟ .. خالتي سلمى فيها شي ؟
مضاوي مختنقة بدموعها : ما فينا إلا العافيه و أنا آسفه أني متصله عليج ها الحزه بس أنا
محتاجتج بموضوع ما يتأجل لصبح لأني أبي له حل اللحين ..
مناير بتوجس : خير تكلمي ؟
.
.
.
سردت لي با التفصيل ما حدث لتزرع فيني الغضب .. نعم أنا غاضبه منها و أقف في صف
يوسف هذه المرة ..
فكم من مره سألتها إن كانت تتناول حبوب المانع و أنكرت بشدة !
و كم من مره حاولت أن آخذها لطبيبتي النسائية و رفضت بشدة ..
كذبت علي أنا أختها و خبئت خيبتها ليخيب ظني بها با المقابل !
......
مضاوي : لا تزودينها علي يا مناير أدري أني غلطانة .. اللحين أبي حل لأن اللوم ما يفيد ..
مناير مذكره : أتذكر آخر مره عطيتج حل عكستيه و ما نفذتي منه شي إلا زدتي الطين بله ..
مضاوي بتأكيد : بس ها المره غير.. أي شي بتقولينه بنفذه ..
مناير محذره : و إذا ما نفذتيه يا مضاوي لا أنتي أختي و لا أنا أعرفج ..
مضاوي : لهدرجة أهون عليج ؟
مناير : لأنج ما تهونين علي كارهه أستسلامج لوضع شاذ متعبج و متعبنا معاج وإذا أنا تعبت
نفسي زيادة و نصحتج بنصيحه تنقذج و ما نفذتيها وقتها أفضل ما تكونين أختي لأن بنت أبوي
هي العاقل اللي تحفظ نفسها و بيتها و ترتاح و تخلي غيرها يرتاح .. أنا يا مضاوي الحين أم
مو بس أخت مو معقوله بتصيرون أخوان لعيالي و بفكر فيكم أربع و عشرين ساعة لأنكم مو
عارفين تحلون أموركم و لا أنتم راضين تنتصحون ... و اللحين بتنفذين اللي أقول عليه و إلا
مثل المره اللي فاتت ..
مضاوي تؤكد : وعد راح أسوي اللي تنصحيني فيه ..
مناير بنبرة تحذير : أكيد .. ترى عندج فرصه لتراجع عن طلب النصيحة ..
مضاوي : مناير أنصحيني طلبتج و لج وعد أنفذ النصيحة بحذافيرها ..
مناير : أجل أسمعي ..
........................
.
.
.
عندما خرجت من المنزل غاضبا كنت أنوي أتوجه لميساء و معاونتها على تجريد الشقة من كل
ممتلكاتها لأنها ستغادر إلى الأبد موقعها المظلم التي عرفت به كا زوجة سرية لتنتقل لنور كا
زوجة رسمية و أم لوحيدي أمام الكل ..
لكن و أنا في الطريق بدء غضبي على مضاوي يرتد علي فبت غاضبا من نفسي !
كيف أخلفت بوعدي لنفسي .. ألم أقرر تمالك أعصابي .. و التغاضي و إنكار ما رأيت و
التصرف كا المعتاد !
ألم احذر نفسي من توجيه ثورة الغضب بأتجاهها لمعرفتي بأنها لن تمتص غضبي بل سوف
تأخذه عكازا يساعدها على السير مبتعدة عن زواجنا الملعون ..
وهذا ما حصل .. لم تقع راكعة معتذرة مترجية مسامحتي بل وقفت بعناد تطلب الطلاق
ليزيد غضبي و أصبح أعنف لترد علي بعنف أكبر من خلال دموعها العصية ..
ما الذي قد أقدر على فعله الآن لترميم الصدع مع الاحتفاظ با فتات كبرياء ؟!
لو كنت أعرف بجدوى عودتي لها متأسفا و راجيا عفوها عن ثورة غضبي المؤذية لكنت في
طريقي للعودة ... لكن أنا على يقين أنها ستصدني و ستأخذ ما فعلت حجة لتصرف
بقسوة ..
لا أعرف إن كنت أستحق أم لا لكن أعرف أنها مذنبة و أنه كان علي معاقبتها ...
و أعود و أنكر على نفسي هذا الحق و أتمنى لو يعود بي الزمن لأتجاهل ذنبها ..
العيش بجانبها بأي شكل يستحق التضحية !.. و أي عدالة أقسى ....
و إن كذبت علي .. أين المشكلة ؟! .. لماذا لم أرى الأمر بإيجابية و أسميه فعل ينم عن ... حب !
لم ترد أن تجرحني بكرهها لما قد يكون سبب لارتباطنا الأبدي !
هذي هي كل المسألة ! ..
.. توقف ..
ها أنت تثبت ضعف روحك الأبية التي دربتها على التفاني بقمع مواطن الضعف
التي أصبحت مضاوي حاملة لراياتها !
.......................
.
.
.
.
أصبحت دائرة التنافس أكبر و ها أنا أنزل عن رأس القائمة مجددا !
................
مناير بنبرة شوق : تأخرت عليك حبيبي ..
خالد بنبرة باردة : ما راح تكون أول مره فلا تحاتين تعودت .
مناير : بس أنا ما أبيك تعود لأن هذي آخر مره أتأخر فيها عليك .
خالد : لا توعدين بشي أنتي مو قده .
مناير تحاول الالتفاف على امتعاضه : أفا عليك يا أبو عقاب من متى أنا ما أوفي بوعدي خاصه
لما يكون الوعد لحبيبي أبو عيالي .
خالد يفسر أمتعاضه : أنا مو عاجبني حالنا في شي تغير ... شي مو طبيعي بعلاقتنا .
مناير تهاجمه برقة : إذا قصدك أن حبك قل لي لأني صرت أم مشغولة بعيالك طول الوقت فأنا
آسفة لأن هذا الشي الوحيد اللي ما أقدر أغيره ... جبت العيال و صاروا حقيقة .
خالد ينفي بشده : أنتي تدرين مو هذا قصدي ... بس ..
مناير : بس شنو ؟! ..
خالد بخوف من تفاقم الموضوع : أنسي الموضوع و تعالي بحضني .
مناير : أقدر أنساه بس أنا متأكدة أنك بتشيله لي و بيجي يوم وتفجره بوجهي فخلينا نحل أمورنا
من اللحين عشان ترتاح و أرتاح أنا .
خالد شعر بحزنها فأراد أن يطمئنها بما يشعر: مناير أنا أعاتبج بس و إلا غلاج ما نقص و لا راح
ينقص بأذن الله .
مناير مذكره : لا توعد بشي ما أنت قده ...
خالد : أفا .. كله و ألا الوعد أنا قدها خاصة لما يكون لج يا بعد روحي .
مناير : مو هذا قصدي لا توعدني عشان بعدين ما تلتزم بوعدك تحت ضغط الواجب ..
خالد مقاطعا : أنا ..
مناير تقاطعه بدورها : لا تقاطعني و خلني أكمل ... خالد بيمر علينا أيام ما راح أنطيق بعض و
يمكن أنت راح تكره البيت أحيانا خاصة لما يكبرون عيالنا و تكبر مشاكلهم .. فلما أنا أشد أرخي
لي و أنت لما تشد برخي لك .. خلنا نحط الأعذار لبعض و نخلي عتابنا حب .. أنا يا خالد خايفة
يجي يوم و نفترق بعد ما ننسى اللي جمعنا ..
خالد بذعر صادق : لا يمكن .. مستحيل حتى أتخيل أن في يوم بنفترق و نعيش أغراب .
مناير : يا خالد هذي طبيعة البشر تتغير مشاعرهم بسرعة خاصة لما تتغير ظروفهم و الشاطر
منا اللي ما يربط مشاعره بأي ظروف ..
خالد يكمل : الشاطر منا اللي يحب بدون شروط ..
مناير تبتسم : أنت متى راح تبطل عادتك الغريبة ؟
خالد : أصلا قراءة التفكير عادة أنخلقت على ايدينج الحلوين .
مناير برقة : أنت للحين زعلان ؟
خالد بلؤم ساحر: لنفرض .. شلون بتراضيني ؟
مناير بنبرة حب : با اللي تامر فيه يا الغالي .
...............
أم و أخت وزوجة لطفل كبير هو أنا ! ...
ماذا عليها أن تفعل أكثر مما فعلت و مازالت تفعل أيها الجاحد .. لا تزيد أعبائها التي تحملها
بتفاني على كتفيها الصغيرتان .. أحتويها بحبك و أخبرها أنك تقدر اجتهادها بتوفير سكن آمن
ينبض حبا لك و لأبنائك ...
الحب الصادق النقي هو الذي يتجاوز عثرات الحياة اليومية و يتعاظم بمرور الزمن الذي يأخذنا
باتجاه عالم الكهولة ..
و أي عجوز رائعة ستكون .. هي ...
................
مناير تبتعد عن أحضانه : ضحكني معاك !
خالد : أتخيل شكلج و أنتي عجوز ..
مناير بغضب مصطنع : وما تخيلت نفسك و أنت شايب تحذف المواعين على الرايح و الجاي
عشانهم تأخروا عليك...
خالد ينفجر ضاحكا : عاد وقتها بتحمليني و إلا بتحبسيني بغرفتي و ما يدخل علي إلا السايق
بمواعين بلاستيكية للأكل ..
مناير بشاعرية : وقتها ببعدك عن الكل و أحبس نفسي معاك و أوكلك بنفسي .
خالد : يعني وعد ؟
مناير تغيظه : خلها لوقتها يمكن أغير رايي .
خالد : لا ما فيها تغيرين رايج من اللحين علميني عشان أدور لي عجوز تضفني .
مناير : يا جعل تعجز عظام العدو قول آمين ...
خالد يضحك مجددا : آمين .
مناير : خالد مو ملاحظ شي ؟
خالد بنبرة غزل : أنج صايره أحلى ؟
مناير بثقة : هذا أمر مفروغ منه .. بس أنا أقصد شي ثاني .
خالد : يله سجليها لي أول مره ما أقدر أقرا اللي في بالج .
مناير : ألمح لك و بتفهمها ... ما سوينا عرس و ما .... كمل .
خالد : قصدج ما رحنا بشهر عسل ؟
مناير : با الضبط ... و أنا مفكره إذا ما عندك مانع تاخذ إجازة و أنسافر أنا و أنت و بس .
خالد بفرح : من باجر أنا في إجازة .
مناير : بس المشكلة عيالنا منو اللي بيتكفل فيهم ؟
خالد : مضاوي خاصة أنها عليها دين كبير لأنها كل شوي ناطه لنا بمشاكلها .
مناير بضحكة : فكرة ... إذا ضبطت أمورها مع يوسف راح أبتزها و أخليها تكفل فيهم غصبا
عنها .
خالد : لا تحاتين بتضبط أمورهم تراهم ما يستغنون عن بعض حتى لو مثلوا العكس .
.......................................................
.
.
.
بزغت شمس هذا النهار الذي يهدد بنهاية قصتي .. و أي نهاية ستكون ؟
و ها أنا أستلقي على فراشي متظاهرة بنوم العميق بينما لم يزرني سلطان النوم منذ خروجه
غاضبا .
..........
نائمة بهدوء !
تصرف مقبول من بارد مشاعر !
نعم حققت ما تريد و كسرت ما بيننا لتجبر الفراق بقرار صدر من عاشق ذبح بتصرف غادر ..
.........
يوسف يجلس بجانب مضاوي لينظر إليها بشغف ....
مضاوي تفتح عينيها و تفاجأه : أخيرا رديت ..
يوسف مستغرب : كنتي تنطريني ؟ ...
مضاوي : أي بس غفيت من غير ما أحس ..
يوسف : أنا مو حمالي لأغراضج ... تقدرين تشيلينهم للملحق من دون مساعدة .
مضاوي بنبرة أستغراب : ومنو قالك أني بروح الملحق ؟!
يوسف بعفوية : يعني ما أنتي رايحه الملحق .
مضاوي : لا .
يوسف بعدم مبالاة مصطنعة : و السبب ؟
مضاوي : لأني متأكدة أن غضبك هو السبب الوحيد اللي خلاك تتصرف بقسوة وتقول كلام
يجرح و إلا يوسف اللي أعرفه يخاف علي حتى من نفسه و لا يمكن يأذيني ولو بكلمة ..
يوسف بألم : يوسف اللي تعرفينه ذبحتيه بيدينج و ما عاد موجود..
مضاوي : يوسف اللي أعرفه هذا هو قدامي ووده يحضني ..
يوسف يقف بذعر : مو أنا اللي تلعب علي وحده مثلج و تخليني مسخره قدام نفسي قبل الكل .
مضاوي بنبرة متباكي : أنا مقدره موقفك و عارفه أن معاك حق في كل شي و أنا راح أنفذ كل
اللي تامر عليه بطيب خاطر حتى لو أصريت ألم كل أغراضي و أريحك من شوفتي وأسجن
نفسي با الملحق بس با الأول قول أنك سامحتني .
يوسف مستغرب : تبيني أسامحج ؟!! ..
تدرين أنتي فعلا لئيمة تغلطين و تستمرين با الغط و آخر شي لما تنكشفين و تبطل كل حيلج
تحاولين تستغلين ضعفي قدامج عشان اسامحج و تستمرين بتعذيبج لي ..
خلاص يا مضاوي أنا نفذ صبري و ما عاد أنا متحمل حتى أنتقالج للملحق .. علاقتنا فشلت من
وقت بعيد بس أنا اللي كنت أكابر لين صار الكل تعيس لا أنا مرتاح و لا أنتي و لا ميساء و حتى
ناصر بيجي يوم و يكرهني.. و الظالم الوحيد هو أنا ..
عشان جذيه قررت أنفذ اللي دايما طلبتيه مني ودايما رفضته ... روحي يا مضاوي و أنتي ...
مضاوي تقفز بسرعه مرعوبة لتكمم فمه : لا .. يوسف إلا فراقك ما أطيقه راضيه حتى بربعك
خلاص فهمت أن لا يمكن تكون لي كلك و فهمت أن حرمانك مني كلي أكبر غلطه سويتها ..
يوسف يبعد يدها عن شفتيه : يعني كنتي تعاقبيني و أنا مدري ؟! .. حاكمتيني و اصدرتي حكمج
و نفذتيه بدون علمي .. اللحين فهمت سبب تناقضج .. قررتي تعطيني جزء منج و تحرميني من
كلج يا مضاوي .. مبروك نجحتي و خسرتيني كلي .
مضاوي تنفجر ببكاء مر جعل الكلمات تخرج بصعوبة : لا تخليني يوسف طلبتك ..
.................
.
.
.
تابعت تجريحي و تابعت الهروب !
لا أتعلم أبدا .. و ها أنا أكرر ردود أفعالي المتسرعة التي منذ ساعة كنت أنتقدها بشدة ..
و أعاود الخروج غاضبا منها ليرتد الغضب فجأة و يقف بوجهي مهددا !
تبا لها حتى الغضب يتعاطف معها !!!
و عقلي و عواطفي يصرخون بصوت واحد ... لا تتركها أيها الأحمق المتكبر !!!
........
.
.
.
الخالة سلمى : يوسف أصب لك حليب ؟
يوسف بعد أن أنتبه من سرحانه : أفضل أشرب قهوة بدال الحليب .
الخالة سلمى قلقة : يوسف شكلك تعبان تونس شي ؟
يوسف يلقي برأسه بحضن أمه : حاس بإرهاق الظاهر اليوم بآخذ إجازة .
الخاله سلمى تمسد شعره :زين ما تسوي أنت محتاج إجازة و فواز و خالد بيسدون محلك أهم شي
ترتاح يا أبو ناصر .
يوسف يستسلم لنوم الذي جلبته أمه بلمستها و صوتها الحنون الذي تردد به المعوذات في حاولة
منها لجلب الهدوء لنفس حبيبها يوسف ...
.
.
لم أرى سيارته عبر النافذة إذا ما زال في المنزل و كل ما علي هو أن أتتبع أثره حتى لا أفقده و
أخذل نفسي و أختي التي تتمنى لي السعادة بأحضان من أحب .. و من غير يوسف يمكن أن
أحب ؟!
من غير يوسف يمكنه أن يشعل فيني كل قناديل الأنوثة .. من غير يوسف يمكنه أن يرقى بي
لعوالم العاشقين بسهولة ..
أحبك .. إحساس استوطنني لينفي كل غربة خلقها تناقضك !
و ها أنا أتتبع أثرك في كل الأمكنة التي ينبعث منها عطرك ..و لا أجدك ليتملكني اليأس
فجأة .. و فجأة تنهض روحي مناضلة لتتابع البحث !
لأستشعر أنك لجأت إليها ...
من المؤكد أنك فعلت ... فمن غيرها يمكن أن تخفف عنك عذاباتك ..
من غيرها يمكن أن تحتضنك بدون شرط التفاني ... من غيرها ترضى بأن لا تكون على رأس
قائمة اهتماماتك !
فقط هي .. أمك .. و أمي !
.
.
.
مضاوي بهمس : صبحج الله يا الخير .
الخاله سلمى بنبرة خوف هامس : مضاوي شفي عيونج شكلج باجيه ؟
مضاوي تنظر ليوسف ثم إليها وتهمس : زعلته و زعلت من نفسي .
الخاله سلمى تشير لها بالاقتراب حتى تضع رأس يوسف بأحضانها و هكذا فعلت ..
.
.
غادرت خالتي سلمى و تركته بين أحضاني .. أي متعة أعيشها الآن كيف لرأسه الثقيل أن يكون
مصدر أحتفال !
كيف لأنفه المتعالي أن يبدو بريئا ..
رائحته العذبة تبدو أقوى و هو يحرك رأسه بين حين و آخر .. هل يحلم أحلام مزعجه ..
هل تتعلق أحلامه بي أنا ؟ ... أم أنه يحلم بحياة أخرى أكثر سعادة من دوني ؟ ...
أستيقظ حبيبي لأقنعك بمدى أسفي ...
أستيقظ حتى تسمع مني نذور الطاعة .. أستيقظ و ستجدني نادمة أستجدي منك التعاطف
أستيقظ .. فأنا إليك مشتاقة !منتديات ليلاس
.......
.
.
.
استيقظت ببطء على إحساس غريب أوقظته يدين صغيرتين بمنتهى النعومة ...
تلك اليدين بأصابع رفيعة تتغلغل بعمق بين منابت شعري .. وها هي تتوقف فجأة و تصبح
أنفاسها الدافئة أقرب لتفاجئني بموجة قبل !
لأستيقظ أخيرا على أحساس لم أعرف له مثيل قبل هذه اللحظة ..
أحساس جعل طبول العيد تدق بين الحنايا لترقص كل الخلايا ..
و أصبح كلي حالة ارتباك !
................
يوسف ينهض بتكاسل ليقابلها : و ين أمي ؟
مضاوي بخجل حقيقي : يمكن بصالة تلاعب يوسف الصغير .
يوسف بنبرة تحري : شنو تخططين له يا مضاوي ؟
مضاوي بثقة : أخطط أني أكون في حياتك للأبد .
يوسف : حتى لو طلعت اللحين و رديت بميساء عشان تعيش معانا ؟
مضاوي و علامات الذعر تطفو على محياها : مصمم أنك تجيبها قدامي عشان تعاقبني ؟
يوسف : أي مصمم و إذا مو عاجبج ما أنتي بمجبورة .. و طلاق بطلقج لو مصرة .
مضاوي بصوت مرتجف : طلبتك لا عاد تردد ها الكلمة ما أبي أسمعها ..
يوسف : أي كلمه !
مضاوي : الطلاق .
يوسف : و ميساء ؟
مضاوي : ما أقدر أتحمل وجودها قدامي .
يوسف بتهكم : و الحل ؟
مضاوي : يستمر الوضع على ما هو عليه أنا تنازلت عن شرطي أنك تكون لي بروحي و اللحين
دورك تنازل .
يوسف : بعد اللي سويتيه أثبتي أنج ما تستاهلين أتنازل لج عن شي شلون إذا كان ها الشي يرتبط
بزوجتي اللي تحبني وأم ولدي الوحيد ..
مضاوي تنهض للهروب متألمة : عن أذنك .
يوسف يوقفها بنبرة زاجرة : و أنا ما أذنت لج .. الهروب ما راح يغير شي قرري اللحين .
مضاوي بنبرة المقتول : سو اللي يريحك .
يوسف : اللحين بروح أكلم فواز عشان ينتقل هو و منيرة للملحق خلال ها الأسبوع وبعدها يجي
دورج بترتيب الوضع لميساء و لناصر ... في أي اعتراضات ؟
مضاوي تركب موجة التنازل : اللي تامر فيه بيصير .
....................
خرجت مهزومة و أنا خرجت منتصرا !
لكن أي مشاعر غبية أملك ها أنا أشعر بتعاسة كرد معاكس لفرحة الانتصار !
اعتقدت بترويضها أنني سوف انتشي فخرا لكن ها أنا أشعر با الذل لذلها !
و ها أنا أسير على طريق الحماقة الذي تعودته حتى و صلت إليها .. لأجدها تأن بموجة بكاء
مؤلم ...
........................
يوسف يقترب منها من دون أن تشعر : أفهم أنج غيرتي رايج ؟
مضاوي تنهظ بفزع : لا .. ما غيرت رايي .
يوسف : المناحة اللي مسويتها تقول أنج غيرتي رايج ..
مضاوي بغضب تقاطعه شهقاتها : أنت شنو مشكلتك إلا تبي تغلطني عشان أطلق .. ما أبي أتطلق
و راح أسوي كل اللي تبي بعد شنو تبي .. يعني مستكثر علي أتنفس دموعي .
يوسف بتعجب : تنفسين دموعج ؟!
مضاوي الباكية : لو ما بجيت كنت راح أموت تعرف شنو راح أموت .. أختنق و أموت .. على
أن الفكره بحد ذاتها مريحه و بتخلصني من ها العذاب .
يوسف بصدق : مستكثره نفسج علي ؟ ... تمنين تموتين عشان أموت ؟
مضاوي بتهكم باكي : لا تقول أني أهمك ترى مو كل المشاعر تنقال و أحساسي ينفي الي تقوله .
يوسف بنبرة عتاب : أحساسج ميت لو هو حي ما شكك في لحظه بحبي لج ...
مضاوي برجاء : بس يوسف خلاص أنا بلياك عقلي متشوش ما له داعي تقول كلام بيناضل في
راسي قدام المقارنات اللي يصورها الوضع اللي عايشينه ..قالوها يا يوسف ... أسمع كلامك
يعجبني أشوف تصرفاتك أستغرب !
يوسف : أقدر أقول نفس الشي لج .
مضاوي تقذف بنفسها لصدره : خلنا نبطل عتب لأن كلنا خسرانين .. أنا أحبك و ما عاد يهمني
لأي درجة تحبني .. كافي أني أعرف أن لي في قلبك مكان لو كان صغير و لا تحاول تبرر أو
تحاول تقنعني با العكس أرجوك .. بها الطريقة بس برتاح من الحيرة و ببطل مقارنة كلامك في
أفعالك ...
........................................
.
.
.
.
استقرت حياة أخواتي و بقيت أنا !
لم أشعر من قبل بإحساس اليتم ثقيلا و مجردا كما أشعر به اليوم .. مناير أختي الكبرى منشغلة
حتى أذنيها بأبنائها و تخطط لطفل الثالث أما مضاوي التي قبلت أخيرا بوجود شريكتها في منزلها
فتبدوا بعيدة بتفكيرها عن الكل و يمكنني التخمين أنها تحاول استجماع كل قوتها الذهنية حتى لا
تجن ! ... أما منيرة التي حاولت إخفاء سعادتها عني لانتقالها مع فواز و صغيرهما إلى الملحق
في محاولة لمراعاة مشاعري حاولت قدر المستطاع أن تعطيني من وقتها لكن با الطبع ليس بقدر
ما كانت تعطيني في السابق فكل شيء تغير و لست في صدد لومها فهذه الحياة بكل بساطة ...
أما خالتي سلمى فتقسم وقتها بيني و بين أبنائها و أحفادها الذين يسأثرون با النصيب الأكبر ..
لم أراها بهذه السعادة من قبل يبدوا أنها وجدت أخيرا منطقة مسالمة تعيش بها بسعادة و أنا فرحة
لها جدا فسعادتها تعني لي الكثير با الأخص عندما أفكر إن كانت هي و صلت أخيرا لبر الأمان
رغم كل ظروف و العقبات فا بتأكيد أنا سأسير على نفس الطريق لأصل لبر الأمان الذي منتديات ليلاس
عليه سأسعد ....
حياتي ليست تعيسة با المعنى الحرفي لكن لا يبدوا أي قدر من السعادة مهم بعد أن أنكسر قلبي ..
أرجوكم لا تقولوا أنكم لم تنتبهوا أني أحببت سلمان بصدق لدرجة خلق الأعذار لتصرفاته التي
خذلتني و كسرت قلبي اليافع ...
ما أبشع من كسر قلب فتاة يتيمة أرادت زوجا و أخا و صديقا يشاطرها حياتها بما فيها من
اهتمامات و أحلام لتفيق على صفعة مؤلمة منه أمام الكل تتمثل بتركها معلقة لشهور طوال من
دون تحديد مصير ثم ينهي كل شيء بعذر غبي .. " أنا غير مستعد .. يبدوا أني تسرعت و لا
أريد أن أظلمها بعد أن اكتشفت نقصا بموارد مشاعري " ...
لولا الحياء لذهبت له مترجيه .. " أنا سأكون مصدر كل المشاعر في زواجنا فلا تخف من
احتمالية هلاك زواجنا من نقص الموارد ... كل ما عليك هو أن تكون في حياتي " ...
لكن الحمد الله أني أملك الحياء الكافي الذي يمنعني من جعل نفسي أضحوكة !
....................
مناير : شلون الشغل معاج ؟
مشاعل : الحمد الله ما شي تمام ..
مناير بتشكيك : شلون و أنتي ما سويتي أي عرس من أربع شهور ؟!
مشاعل : بسم الله توني ما صار لي سنه من فتحت مشروع تنظيم الأعراس أنطري علي شوي
خلي الناس يشوفون شغلي و شوي شوي بصير بأذن الله معروفة في مجالي و قتها أنتي وخواتج
بتلزقون فيني ..
مناير : ياااااا ليت .. متى بس يجي هذاك الوقت ..
مشاعل : ليش أشم ريحة مو حلوة .. أي الظاهر هذي ريحة الأستهزاء بتعليقج ..
مناير : أفا عليج أنا أختج الكبيرة أستهزء فيج ..
مشاعل : مدري عنج .. كلامج كله تشكيك في شغلي أنتي شوي و تقولين لي تراج فشلتي ردي
ترجي يوسف خليه يردلج وظيفتج .
مناير : لا يا مشاعل لا تفهميني غلط أنا بس خايفة عليج خاصة أنج استثمرتي ورثج كله في
المشروع اللي للحين ما طلعتي منه أرباح ..
مشاعل : يا ها السالفة اللي ما راح أنخلص منها .. مناير الله يخليج أفهمي أنا صرت بالغة من
من زمان .. خلاص أقدر أدبر روحي .. لا تحاتيني .
مناير : زين خلي المشروع على صوب .. ليش مو راضية تفكرين با المعرس اللي جايبة خالد
مشاعل : الظاهر زوجج يبي يتخلص منا كلنا لدرجة أنها صار يحرج علي ..
مناير بأمتعاض : عيب تقولين جذيه على خالد .. تدرين أنه يحترمج و يعزج و يبي لج الأفضل
مشاعل : يا سلام يعني اللحين هو جايب لي معرس و ناسي أخته جود .
مناير : السالفه مو بها البساطه .... الرجال هذا يعرفه من سنين و يعرف أن لخالد أخت فلما قاله
أنا في خاطري العرس ما تنصحني بأحد وقتها خالد أستحى يعرض جود عليه لأنه يقول لو يبي
يخطب أختي جان قال أبي القرب منك بس لما بعدها ذكرج خالد له ..
مشاعل : مو مهمه توضيحاتج أنا رافضة ..
مناير : أي ليش عاد ؟ .. شنو ناوية تكونين العذراء بشعر الأبيض ..
مشاعل : ما أتذكر أني شكيت لج و لا أتذكر أني أزعجتج بمشاكلي .. أنا ماني فاهمه شنو مشكلتج
معاي ؟!!
مناير : يعني اللحين بتقلبين السالفة علي و أطلعيني غلطانة ؟!! .. الشرها مو عليج علي أنا اللي
أفكر في مصلحتج ..
مشاعل : مشكوووره يا أم عقاب ما قصرتي و الله يعطيج العافيه و يا ليت ثاني مره ما تفتحين
معاي أي موضوع بخصوص الزواج أنا عاجبتني حياتي مثل ما هي ..
مناير : إذا للحين متأمله بسلمان فنصيحة مني أنسيه لأن أمه أدور له عروس ..
مشاعل تصمت مصدومة لتعلق أخيرا : أنا لا أفكر في حماج و لا في غيره أعتقيني عاد ..
مناير تذر الملح على الجرح : مو قادرة حتى تنطقين أسمه لهدرجة مجروحة ؟
مشاعل تكتم عبرة وقفت في منتصف صدرها : شراح تستفيدين من كل اللي قلتيه فهميني من
متى صرتي عدوة ؟!
منتديات ليلاس
مناير تحضن مشاعل مواسية : معقولة مو عارفة أن مالج صديق إلا انا ..
مشاعل تبدأ با البكاء : أجل ليش قلتي كل ها الكلام ؟!
مناير : ليش بعد ؟ .. عشان تصحين من غيبوبتج و تستوعبين أن الكل عايش حياته إلا أنتي حتى
حماي بيعيش حياته و هذي أمه تنقى له من البنات .. تبين بعد أقولج نكتة .. شارط عليها ما
يتعدى عمر العروس 16 الظاهر يحسب البنات بها العمر مغمضين ويبي هو اللي يربيها !
مشاعل مشككة : معقول يفكر بها الطريقة ؟!!
مناير : سالفة بنت عمه شككته بكل شي و خلته قاسي حتى على نفسه .. الكل في البيت يقولون أنه
تغير و ما هو الأولي حتى فواز مستغرب منه .. المهم ما علينا منه خلينا فيج شرايج تعيدين
النظر......
مشاعل : مناير هذي آخر مره أقول لج ها الكلام ... إذا تحبوني و تبون راحتي لا تجيبون طاري
الزواج ..
مناير : بس ..
مشاعل مقاطعة : لا بس و لا شي .. عن أذنج .
.............................
اعرف ..
أبدو لكم حمقاء و ضعيفة مشاعر لكن لدي عذري .. أنا لست مؤهلة لأن أكون زوجة
و هذه ببساطه كل الحكاية .. من دنو الأخلاق أن أقبل أن أهب جسدي لرجل و أنا على يقين
مطلق بملكية قلبي لذلك الخائن !
.....................
.
.
.
حال سلمان الغريب هو حديث العائلة .. الكل قلق عليه و بالأخص أمي التي تعتقد بقوة بأن
الزواج هو أفضل حل لحالته ! ..
أما هو ففاجأ الكل بقبوله أقتراح أمي لكن مع أرفاقه لشرط في منتهى الغرابة !
...................
ندى : أنتي للحين ما فهمتي ..
جود : شنو أفهم ؟
ندى : أخوج ما يبي العرس و شرط ها الشرط عشان يعجز أمج و إلا في وقتنا هذا منو يرضى
يزوج بنته اللي عمرها 16 سنة لا و بعد من واحد أكبر منها بواجد ..
جود : معاج حق .. حتى أنا ما صدقت و قلت أكيد شرطه في إن ..
ندى : معقول يا جود أن بعد كل ها السنين سلمان للحينه مجروح ؟!
جود : ماكو تفسير ثاني لحالته الغريبة ..
ندى : ليته يوم خطب مشاعل أخذها أنا متأكدة معاها حياته بتكون غير .
جود : تعتقدين محد كلمه في ها السالفة .. الكل كلمه خالد و شوق تصوري حتى أبوي كلمه عن
الموضوع بس لا حياة لمن تنادي ..
ندى : هذي السالفة قديمة حنا نبيهم يكلمونه عنها اللحين يمكن يكون غير رايه ...
جود : ما أعتقد تفرق معاه لأن خالد الأسبوع اللي فات قاله أن بيروح مع رفيجه يخطبون مشاعل
وسأله إذا له خاطر فيها ..
ندى بفضول : و شنو كان جوابه ؟
جود : الله يوفقها .
ندى : الظاهر فعلا ما له خاطر فيها .. على كل حال هو الخسران و هي بأذن الله بتوفق مع
المعرس .. إلا تعالي شنو اسمه و منو عايلته و شنو يشتغل أبي التفاصيل ..
جود : ريحي نفسج من التفاصيل البنت رفضت .
ندى : لااااا ليش عاد ؟ ... لا يكون للحين عندها أمل فيه .
جود : أتمنى ما يكون هذا السبب لأنه بتنطر على الفاضي .
نغمة بوصول رسالة جديدة تصدر من هاتف ندى لتقرئها : يله أخليج اللحين ..
جود : بسم الله توج واصله و ين بتروحين ؟
ندى المستعجله : بعدين أقولج ..
.................................
أنا ذاهبة في مهمة سرية أمرني أبي بتنفيذها !
أبن أختي جواهر "فيصل" الذي يبلغ من العمر ثلاثة أعوام يرقد با المستشفى لأرتفاع حرارته
و أبي يكاد أن يجن منذ أن أخبرته أمي وها هو يأخذني لرؤية فيصل بحيث أن أقنع جواهر أن
ترافقني لحديقة المستشفى لترويح عن نفسها بينما الممرضة تبقى مع فيصل لربع ساعة ..
و الهدف طبعا أن يتمكن أبي من قضاء أطول مدة مع حفيدة العزيز من دون رؤية أبنته التي
يرفض مسامحتها ....
فيصل الذي بات ضيفنا المحبب الذي يأتي به جده لأبوه كل أسبوع هو روح أبي من غير مبالغة
كم من مرة وجدت أبي يجلس على الأرض يلاعبه و يسرد عليه القصص التي لا أعتقد أن عقل
فيصل الصغير يستوعبها ... من الممكن أن أبي رأى بفيصل الابن الذي لم ينجبه أو أنه رأى
انعكاس روح جواهر على ملامحه ! ...
........................
جواهر : تعتقدين أبوي شبع و إلا نقعد با الحديقة شوي بعد ؟
ندى متفاجأة : لهدرجة أنا مكشوفة ؟
جواهر : مكشوفة بس لأختج اللي تعرفج عدل .. وبعدين أنا كنت متوقعة أبوي يزور فيصل .
ندى مواسية أختها : بيجي اليوم اللي يسامحج فيه ...
جواهر : ومنو يضمن عمره يا ندى .. ليش كل ها القسوة أنا ماني فاهمة ؟! .. غلطت و ندمت
وعاقبني الكل .. متى الإفراج و إلا هو حكم مؤبد ؟!!
ندى تمسك يد أختها المرتجفة وتقول ممازحه : أنتي شدي حيلج و جيبي أخوان لفيصل وبتشوفين
أبوي قدام بيتج يبي أحفاده وقتها ابتزيه عشان يسامحج ..
جواهر : و أنتي حسبالج الحمال و الولادة شي سهل ؟!
فارس الذي يفاجأهم بوجوده : عارفين أنه مو شي سهل بس أحلفي أن فيصل ما يستاهل كل ها
التعب ...
جواهر: زين ذكرتنا ..
فارس بنبرة صادقة : و من يقوى على نسيانكم ... شلونج ندى ؟
ندى : بخير... أنت شلونك يا أبو فيصل ؟
فارس : بخير الله يسلمج يا خالتنا يلي بتخربينا بدلع ...
جواهر : أي على طاري الدلع مو كل مره يجي منكم فيصل تحملونه كيس شكبره مليان ألعاب
جذيه بيخرب علينا و لا بيملى عينه شي .
ندى : أنا بريئه .. أمي و أبوي هم المذنبين .
فارس متذكرا : على طاري عمي طبيت عليه عند فيصل و ...
..................
فارس يهم بتقبيل رأس أبو جواهر : يا هلا و مرحبا فيك يا عمي الله يعافي لنا فيصل اللي خلانا
نشوفك ..
أبو جواهر يحاول مواراة ارتباكه خلف ملامحه الجامده : شقالكم الدكتور .. متى بيطلعونه ؟
فارس : يومين با الكثير وهو طالع بأذن الله تدري يخافون على اللي بعمره من ارتفاع الحرارة
و الحمد الله أنزلت حرارته و صارت طبيعية بس بيخلونه يومين عشان يتأكدون أنه ما راح
ينتكس.
أبو جواهر مؤنبا : إلا بينتكس من أهمالك أنت و أمه و إلا حنا في عز الشتا و الولد لزارنا ما
عليه إلا بدلة وحده ..
فارس يكتم ضحكته : وحده و عليها جاكيت يا عمي ..
أبو جواهر : يوم بناتي صغار تلبسهم أمهم لبستين من غير النفنوف الشتوي و فوقه الجاكيت .
فارس لا يريد إغضاب عمه : تعرف يا عمي ما لنا خبرة مع الأطفال أمي الله يرحمها متوفية و
عمتي أم اخواني توفت قبل سنتين و أم جواهر مقاطعتها ... با المختصر ما لنا معاون و لا ناصح
أبو جواهر : وأحد طاردكم لا تتصلون و تسألون ؟!!
فارس : بس اللي فهمته يا عمي أن لا اتصالنا و لا وجودنا مرحب فيه ..
أبو جواهر : اتصالك بخصوص فيصل ما يضر و زيارتكم بروحكم طبعا لا بس مدام فيصل
معاكم أنا ما عندي مانع .
...............................
جواهر : أحلف أبوي قال جذيه ؟
فارس بعتب : جاهل أنا أجذب عليج في مسألة مثل هذي .
جواهر تنفجر باكية : يعني أبوي سامحني ؟
فارس : أخذيها خطوه خطوه و لا تطيرين با العجه أبوج فتح لنا المجال وحنا بنلزق له لين يطيح
اللي براسه ويرضى عليج و علي و أن بغيتي نصيحتي لازم نخطط من اللحين نجيب له أحفاد
يترسون البيت عشان نعجل في مسألة الصلح ...
جواهر : ملاحظ أنك صاير أستغلالي ..
فارس : ومو ملاحظه أن أنا الي جبت لج أحلى خبر ...
ندى : أحم أحم نحن هنا ... و تحضن جواهر فرحة : مو قلت لج بيسامحج. وهذي أنتي بتنورين
بيتنا ....
جواهر : ياااا يا ندى ما تصورين شكثر مشتاقة لكل شبر في بيتنا ...
............................
.
.
.
.
تستحق التعاطف فهي في مكان ليست مرغوبة فيه من أحد .. حتى أنا !
......................
ميساء : أنا أنسانه ماني جماد ما يحس .. حرام عليك جايبني لبيتك عشان تعاملني مثلي مثل
الطوفة و طبعا كله عشان خاطر حبيبة القلب ..
يوسف ببرود : و المطلوب ؟
ميساء : تغير ها الوضع .. محد طايقني هني كلهم يكرهوني .
يوسف : يعني شسوي تبيني أطردهم مثلا .
ميساء : لا طبعا .. اللي ابيه مكان يخصني .. البيت كبير وممكن تسوي لي شقة منفصلة .
يوسف : الأقتراح مرفوض .. غيره ؟
ميساء تتهالك على المقعد المقابل له : حرام عليك أنا شسويت عشان تعذبني جذيه ؟
يوسف : غيري النغمة يا ميساء أنا مو قاعد عندج عشان تنكدين علي .
ميساء : لا أنت قاعد عندي عشان تقهر حبيبتك .. على أني مو فاهمه شلون ممكن تحبها و بنفس
الوقت تقهرها بشريكة قدام عيونها ...
يوسف : هي تعرف أن في قلبي ما لها شريك و أني بكون وفي لها دايما ..
ميساء : في هذي بنختلف .. تفكير الرجل يختلف عن المرأة .. أنت ما تشوف بزوجه ثانية و ابن
خيانه لها بس هي تشوفك خاين ومجرد من صفة الوفاء و لا يمكن مهما سويت تسامحك ..
يوسف : لا تحاتين علاقتي فيها .. هي مسامحتني و تحبني عشان جذيه قبلت في وجودج .
ميساء بتهكم : مشكلتك تحسب أنك فاهم كل شي .. آخر مره شفتها قبل ما أنتقل هني قالت لي أنها
بترد لك مو لأنها سامحتك ... بترد نكايه فيني و أنها لا يمكن تترك الخير كله لي و لولدي ..
يوسف يحاول أن يستوعب : ومتى شفتيها ؟
......................
سردت عليه الحقيقة مع بعض الخيالات أو ما يطلق عليه البعض الكذبات .. و رأيته يشتعل
أمامي . أعرف أن ما أفعله مغامرة .. لكن حتى و إن كانت فرصي با الفوز ضئيلة فهي محتمله
بعد أن يتوجه لها غاضبا لتقع الحرب بينهم مجددا .. لأبقى أنا الوحيدة في حياته ..
تذكروا أنا الأولى أم ناصر أما هي الثانية التي تطفلت على حياتي و سرقت زوجي ..
....................
يوسف بغضب : هي ممكن أغفر لها بس أنتي لا يمكن أغفر لج .. شلون تروحين لها من وراي
ميساء تشعر بتهديد : الموضوع كله صدفة ومثل ما قلت لك لما شفتها واقع قدامي حبيت امد لها
أيدي عشان نعيش كلنا مرتاحين .
يوسف : جذابة .. ما في شي معاج صدفة أكيد خططتي لكل شي مثل ما خططتي تحملين من غير
رضاي .
ميساء تبتزه : إذا للحين مو قابل في وجود ناصر فأنا بريحك منه و مني ...
يوسف يقاطعها بصوت يرجف غضبا : جب و لا كلمة.. لعلمج أنا أعتبر ناصر هو الحسنة
الوحيدة لزواجنا ....
ميساء : قبل ما تعرف مضاوي كنت كلي حسنات و يمكن باجر تعرف على وحده تخلي لمضاوي
بعيونك عيوب و مساوئ ..
يوسف : تكرم مضاوي عنج و عن أمثلاج ... أنا اللي غلطت و ربطت أسمي مع وحده مثلج .
ميساء تشعر بطعنه : مثلي ؟؟!! .. و شفيني أنا عشان ما أشرف سعادة جنابك ..
يوسف : با المختصر أنتي وحده واطيه ملكتها بعقد زواج و ما تشرفيني ...
ميساء : لا يا يوسف لا تغلط فيني تراني أم ولدك و إلا نستك مضاوي ها الحقيقة .. أحلف أنك
شفت علي شي يخجل و يخليك تنعتني بها الصفة ..
يوسف : و هذا اللي دلج تفكيرج عليه تعتقدين الواطيه بس اللي تنازل عن جسدها و تخون زوجها
الواطيه يا ميساء اللي تجذب على زوجها و ما تطيعه و تسوي اللي براسها .. يكرمها زوجها و
تسمم حياته مع اللي يحبها من وراه . أنا فاهم غيرة الحريم بس اللي سويتيه ما ينغفر ..
ميساء تستفزه : ومضاوي بعد واطيه ؟
يوسف يطبق على شعرها : أحشمي نفسج ... و يا ويلج أن سبيتيها بكلمة مثلها محشوم عن كل
زلة .
ميساء و الدموع تنتشر على خديها بتبعثر : ما حشمها إلا حبك .. طلقني يا يوسف ..
...............................
.
.
.
.
يوسف : سؤال و رد غطاه .. أنتي قابلتي ميساء قبل ثلاث سنين قبل ما تردين لي ؟
مضاوي تعترف ببرود : أي نعم قابلتها في الجمعية النسائية .
يوسف : يعني مثل ما قالت رديتي طمع فيني و نكايه فيها .. أكيد لما شفتيها أعمتج غيرة الحريم
و خلتج تنازلين و تجيني بس عشان تاخذين مكانها في البيت و تعذبينها و تعذبيني معاج .
مضاوي تتأمله بعيون دامعة : ما راح أدافع عن نفسي و أخلي لحكم لأحساسك ....
يوسف يزمجر بغضب : أي أحساس اللي تبيني أتكل عليه .. أنا مات أحساسي على أيدينج .
مضاوي بوجع : يوسف الله يخليك لا تحرث في الماضي بتتعب و اتعب أنا معاك .. أرحمني أنا
حامل و تعبانه ومو طايقه حتى نفسي ...
يوسف بتهكم مجنون : لا يكون خايفة يطيح الجنين من الضغط النفسي .. خليه يطيح أنتي أصلا
ما تبينه و أنا بعد ما أبيه ..
مضاوي بتعب : بس خلاص أسكت ما أبي أسمع و لا كلمة ...
...................
تركني مستلقية على فراشي غارقة بدموعي بعد أن بث سمومه ...
ماذا دهاه ؟ ... كنت أعتقد أن علاقتنا أصبحت مستقره .. حتى أنني تقبلت وجود ميساء لأني
أخيرا أيقنت أنه يحبني و أنها لا تمثل أي تهديد لي ... بل أنني في أحيان كثيرة أشفق عليها عندما
أراها تستجدي عطف يوسف الذي وجه كل اهتمامه لي و بالأخص عندما علم بحملي .. لا
تتخيلون سعادته ...
لأول مره أراه يبتسم بهذه العذوبة .. فرحته كانت صادقه و اهتمامه بي أصدق .. أخذ إجازة
طويلة حتى يراعاني بالأسابيع الأولى من حملي و عندما عاود ممارسة عمله لم يكن هاتفي يكف
عن استقبال مكالماته المليئة با الغزل ... أخبرني وقتها أنه مازال غير مصدق أنه سيكون هنالك
طفل يجمعنا .. سنكون شخص واحد من خلاله إلى الأبد !
لكن ها هو الآن يلقى بكل ما حدثني به عرض الحائط ليتمنى عدم وجود هذا الكائن البريء الذي
من المفترض أن يحمل على كاهله مهمة جمعنا إلى الأبد !
...........
.
.
.
منيرة المرعوبة تتصل بيوسف : يوسف لحق علينا مضاوي تنزف ...
يوسف شل لسانه : .......
......................................
رؤيتها جالسة بألم و هي تحاول التماسك أمام الكل جعلتني أتمنى أن يكون الألم ملموسا و أقف
أمامه مقاتلا ... كنت لقتلته بعد تعذيبه و خلصتها من شروره... وحملتها بين ذراعيا لتستقر
آمنه بين أضلعي إلى الأبد ... لكن هذه مجرد أمنية تتحقق فقط في نهاية قصة سعيدة ..
أما الحقيقة فتقدم لي عذابات اللوم لتستقر حسرات في قلبي .. حتى دموع الرجل العصية لم
تداوي نفسي الجريحة ..
أيعقل أننا سنفقد هذا الطفل الذي ننتظره بشوق ..
أم سنكون محظوظين و يستقر ذاك الصغير بجانب قلبها لحين ولادته سالما ...
أتيت أم لم تأتي لم تعد أولوية .. المهم أن تضل أمك بجانبي !
تركتنا وهي تردد أنها بخير و أن ليس علينا القلق بشأنها ... " أدعوا لي " هذه كلماتها الأخيرة !
..................
.
.
.
.
.
تعلمت ...
من الحياة أن كل ألم مستطاع تحمله إلا ألم الفقد حيث ينفطر القلب و تتجمد الحواس
و تصبح الألوان كلها داكنة برائحة معدمة !
.
.
تعلمت ...
أن الفراق مرادف لنهايات التعيسة حيث المأساة تتجلى في لحظات الأخيرة لتتركنا متسائلين
منتديات ليلاس
هل هنالك فعلا نهاية سعيدة ؟
إن كان الجواب .. بلا ..
إذا ما حكاية تلك السخيفة .. سندريلا الفقيرة التي أنقذها الأمير بحبه من حياتها المقيتة لتنتهي ..
سعيدة !
.
.
.
مشاعل : و عليكم السلام ..
سلمان : شلونج ..عساج بخير ؟
مشاعل مازالت تحت تأثير المفاجأة : آمر أخوي نقدر نخدمك بشي ؟
سلمان بنبرة محايدة : في ناس أمدحوا لي مؤسستكم يقولون أن أسعاركم حلوة با النسبة للخدمات
اللي تقدمونها ..
مشاعل تمد له بكتالوج : هذا كتالوج بخدماتنا و الأسعار .
سلمان : بس هذي الأسعار أكيد عليها خصم خاص للعايلة و إلا خال عيال أختج ما يحسب من
العايلة ؟
مشاعل : أكيد بنخصم لك بحدود المسموح .. حنا حابين نكسبك زبون .
سلمان بأبتسامة عذبة : ماني مفكر أتزوج أكثر من مره .
مشاعل بجرأة : بما أني أشتغل في تنظيم الأعراس أقدر أقولك أن أحتمالية أستمرارية زواج
شخص بعمرك من وحده ما يتعدى عمرها 16 أممممم أحتمال ضعيف جدا ما اعتقد أن ممكن
يستاهل حتى نحط له نسبة مئوية .
سلمان : أقنعتيني و غيرت رايي ... بس عاد اللحين فشلة أرد لأهلي بدون موعد للعرس.
مشاعل : إذا هونت عن العروس و شله العرس بعد ؟
سلمان يفاجئها : العرس لج يا مشاعل .
مشاعل تقف ثم تعاود الجلوس بعد أن اكتشفت رجليها المطاطيتين فاجأه : أنت شقاعد تقول ؟!!
سلمان : اللي سمعتيه ..
مشاعل بغضب : و أنا رافضة .
سلمان : و غير ها الكلام ؟
مشاعل بإصرار : ما فيه غيره .
سلمان : أنزين .. خلينا ننسى الخطبة و نركز على عرسي .
مشاعل : أي عرس ؟!
سلمان : من البنت أم 16 سنة .
مشاعل : دور غيرنا حنا بطلنا و بنسكر المؤسسة .
سلمان : لا ما فيه داعي تسكرينها أنا راضي تشتغلين بعد زواجنا .
مشاعل : و بعدين معاك ؟
سلمان : ماني طالع من هني لين توافقين .
مشاعل بنبرة رسمية : لو سمحت سيد سلمان هذا مو مكان لنقاش في مثل ها المواضيع ..
أنا لي أهل متولين أمري ...
سلمان يهم بنهوض : خلاص بتصل على يوسف و نحدد الملجه اليوم .
مشاعل : شنو .. أنجنيت انت .. أنا
سلمان يدير ظهره راحلا : مع السلامة يا أم عقاب .
...............................
مشاعل : أم عقاب !!! ... قلوا الأسامي ...
منيرة ضاحكة : مو خلاص أنتي مو موافقة ليش مهتمة با لأسم .
مشاعل : و أنتي على طول وافقتيني لما قلت مو موافقة مو لازم تقنعيني تحاولين فيني تروحين
تنادين مناير تحن على راسي تسوين أي شي عشان أوافق .
منيرة : وضعج جذيه عاجبني لما أطلع أنا وفواز وإلا نسافر بتكونين أنتي دايما موجوده لحضانة
عيالنا الحلوين ...
مشاعل : يعل يتزوج عليج فواز أربع قولي آمين ..
منيرة مازالت تضحك : ما يصير بشرع بس يحله غيري ثلاث ..
مشاعل : تدرين الشرها علي اللي مقابلتج .. يله مع السلامة .
منيرة : تعالي هني بس .. ترى فواز واعدني بساعة شوبارد إذا قدرت أقنعج
عاد قولي أنج موافقة عشان أسلفج أياها ..
مشاعل : وشعنده سي السيد مهتم مو عاده له ..
منيرة : أهتمامه من أهتمام سلمان ... واللي فهمته أن الهدية من سلمان مو منه عشان يكسبوني
حمامة سلام ..
مشاعل بتلهف : صج عاد و لا غشمرة ..
منيرة : صج يا مشاعل وقايلي فواز من زمان أكلمج بس أنا رديت عليه بعدم موافقتج ...
مشاعل : أنا مو موافقة ؟! ... متى قلت لج ها الكلام ؟!
منيرة : الشهر اللي فات لما جيتج وقلت لج عندي معرس ..
مشاعل تكمل : وقلت لج أنقلعي برى ..
منيره : أيوه عليج نور ...
مشاعل بغضب : قولي آمين ...
منيرة بعادتها القديمة : عارفه شراح تقولين يتزوج علي فواز ثلاث ..
مشاعل : آمين ..
منيرة : حرام علييييج ...
...............................
هيا لا تبدءوا بتقريعي و تصفوني بذليلة التي ارتضت التنازل لرجل أهان أنوثتها من خلال
نبذها أمام الكل ...
أنا أحبه و لا أعتقد أنه يريد الزواج مني شفقة ... لابد أنه يحمل ولو القليل من المشاعر لي
حتى لو كانت ضئيلة أمام قوة مشاعري الجارفة ... معجب بي أو يعتقد أنه يمكن أن يحبني أو
بالمختصر أنا مشروع زوجة مثالية ! ...
لا يهم أنا أريد السعادة و أراها أمامي تطلبني و قررت أن لا أدير ظهري لها ...
أما كرامتي فسوف تشفى فأمامي العمر كله لجعل سلمان يتألم من عض أصابعه ندما !
هيا .. باركوا لي و تمنوا لي الخير كله ... أو .. لتصمتوا ...
................................
.
.
.
في يوم أبعد من اليوم المشؤوم بسنوات طوال انتزعت القسوة طفلين من أمهما و من
المحزن أن مشاهد ذبح الأمومة تتكرر ...
قبل سنين من الآن أفقت على عويل و صراخ ميساء التي كانت تتشبث بقدمي ناصر المحمول
على أكتاف أبيه تحاول بأستماتة نزعه و الفرار به ... أتركه لي .. دع لي ذكرى منك و لا
تحرمني منه ..تلك كانت كلماتها الموجعة في مشهد انكسار قل رؤيته !
أما زوجي و حبيبي القاسي لم يبالي ... " تريدين الطلاق فهو لكي أما ناصر لي أنا و لن أتركه
أبدا " ... لتنتحب تلك العجوز الضائعة أمام هذا المشهد الذي يذكرها بما أرادت نسيانه ...
" أتركه لها أرجوك أبني .. لا تصنع من نفسك مجرما بسلب حق أبنك من التمتع بعاطفة
الأمومة" .. ليرد بتهكم " أي عاطفة أمومة تعرفها هذه الأنانية " .. قف .. قف الآن و لا تكمل
أم جيدة أو أم رائعة .. الأم .. هي الأم يا يوسف و هذا يكفي عن كل شرح أيها القاسي ...
لست أبني إن مارست هذا الإجحاف في حق هذه الأنثى .. لم تستطيع أعطائها حبك إذا لا تتمادى
بسلب حب آخر من قلبها ... أتركها لتعيش و تابع أنت حياتك ..
" لن أترك أبني أبدا .. أفهميني أمي " ..
وبدء المشهد من جديد ووجدت نفسي أندفع بقوة لأنتزع ناصر من يديه و أصرخ به باكية أيها
الأناني كيف تريد نزع هذا الصغير من أحضان أمه أنسيت شعورك أيها المتغافل عندما أنتزعكم
أبوكم القاسي و حرمكم من هذه العجوز التي تتوسل إليك في حق ساطع !
أرجوك أثبت لي أنك تحبني و أترك ناصر لها ... لا تجعله ذريعة لاستمرار ما تنفي من
المشاعر!
الآن قرر أنا أم انتزاع ناصر من أمه !
منتديات ليلاس
......................
.
.
.
مضاوي : ها نصور شتبينا نسمي أختك ؟
ناصر الصغير : مدري .
يوسف : شسم البنت الحلوه اللي كانت معاك أيام الروضة ؟
ناصر بحياء : مريومه ..
مضاوي بضحكه صادقه : خلاص يا شيخ ناصر بنسميها مريومه مدام جدتك ماتبي نكرر أسمها
عبود : يمه مريومه بتنام بغرفتي أنا ونصور ؟
مضاوي : لا مريومه بنسوي لها غرفة ثانية عشان ما تزعجكم ..
عبود بينه و بين ناصر : أحسن فكه ...
يوسف يقرب ناصر إليه ليحضنه و يسأله : شفيك نصور مو مستانس صار لك أخت ؟
عبود مقاطعا : أكيد خايف تصير مو حلوه مثل دلول بنت عمي فواز ..
منيرة : هين يا عبود تراني سمعتك عاد بنشوفك باجر تفتر وراي تبيني أزوجك إياها وشوف
وقتها من بيزوجك ...
يوسف : ها ناصر ما جاوبتني ..
ناصر : إلا مستانس بس عبود راهني أن أمي مضاوي حامل في بنت و كسب الرهان ..
يوسف : وجع يا عبود شسوالف الرهانات و الخرابيط هذي .. تراها حرام و أدخل النار ..
عبود يتظاهر بالبراءة : مااااا كنت أدري ... خلاص يبه وعد ما أعودها ...
منيرة : الحمد الله كشفنا ولدكم قبل ما يجي يخطب طلع راعي خرابيط خلاص ما نبي إلا ناصر .
ناصر بصوت طفولي و بتفكير رجل : بس أنا باخذ سميت جدتي بنت عمي سلمان !
منيرة : عاد حنا اللي ميتين عليك يا نصور ..ما تشوف شر روح أخذ العوبه ..
الجدة سلمى تجر ناصر لأحضانها : فديته ناصر يتخير في الحريم و بنتكم خلها عندكم ..
عبود : وأنا جده ؟
الجدة سلمى : أنت عاد أخذ دلول ..
عبود بأستياء : لاااااااا حرام عليكم ما أبيها ..
فواز يغيضه : عاد عناد يا عبود بتزوجها غصب .
عبود يرمي نفسه بأحضان أبيه باكيا و الكل يضحك ...
ناصر يحضن عبود : لا تبجي عبود بتزوجها أنا وأفكك ..
يوسف يضحك بشدة : فديت السنافي تعال يا ا الغالي سلم علي قبل ما تمشي..
ناصر الصغير : مع السلامة ...
.........................
إلى هنا و أنا أشعر بسعادة ...
ماذا سوف يقدم الغد لنا ؟ ... غير مهم فأنا قررت منذ زمن بعيد أن أعيش اللحظة بكل تفاصيلها
و أن لا أندم أبدا على التنازل من أجل الراحة بين يدي تلك الرائعة التي تحلت بشجاعة ووقفت
أمامي بحب متحدية حتى ترفع عن عيني الغمامة و تطلب مني أن أتخلى عن قسوتي التي تسببت
بالمرارة لقلوب كل من أحبني ..
أنصعت لأمرها لأثبت حبي لها حتى تعرف مادامت بجانبي فيمكنني تقبل الخسارة !
و أثبتت الأيام أني ربحت في النهاية ...
فها هو ناصر سعيد بين أحضان أمه و أنا أسعد أنه أصبح رجلا صغيرا و كم تفاجأت بحسن
تربية ميساء له و قدرت لها ذلك كثيرا ...
أما حبيبتي مضاوي فأصبحت أما لأبنائي أخيرا و مؤازرتي ذات القوى الخارقة ...
فهي مازالت مثيرة و تتفنن في وضعي في حالة دائمة من الارتباك اللذيذ ..منتديات ليلاس
و دائما تتركني في تساؤل ...
.
.
أيعقل أن يعطيك شخصا حلا تعرفه و تجد نفسك في منتهى الامتنان ؟!
أيعقل أن تكره طعاما ويصبح شهدا مستساغ فقط لأنه صنع ناعمة الأنامل ؟!
أيعقل أن أشعر بعظيم الامتنان لكل شيء حتى الجماد لأنه يزين جيدها المحارب !
أيعقل أني أصبحت ممتن لغازية خلقت ...وطنا لغربتها... بين أضلعي !!
.
.
.
.
تذكرة ...
هل أمامكم فرصة لسعادة ؟ .. إذا اغتنموها ...
فشلت ... أنظروا لما بعدها .... واغتنموها ...
تريدون أن تعرفوا ما يميز السعادة ؟ ...
أنها تأتي بأشكال مختلفة و كل ما علينا هو أن نتعرف على تضاريسها و ... نغتنمها بكل بساطة
حديثي معقد أم أتكلم من غير منطق ...
إذا لأبسطها ليكون التبسط ... سعادة ..
إن أكثر ما يتفنن الإنسان بتعقيده .. هو الشعور بسعادة !!
و أكثر ما يجيد صناعته و تسويقه هو .. السعادة !!
لكن أثمن ما يترك إرثا لمن يحب .. هو ذكرى سعيدة ...
....................................................
.
.
.
انتهت بحمد الله ...
.
.
.
كم أنا سعيدة لانتهاء قصتي الأولى على الرغم من ارتباكي بنهاية و يمكن لأنه راجع لرغبتي
الكبيرة بعدم خذلان أي قارئ ...
لكن ما يجعلني راضية هو اعتقادي بأن كل قارئ منكم يحمل في قلبه ذكرى جميلة لشخصية
معينة أو مشهد لامس إحساسه أو قضية أثارت خياله مهما كانت النهاية ... وسأكون ممتنه إذا
ذكرتموها ..
هنالك أسماء لا يمكن لي تجاهلها عند الوداع فقد تواجدوا معي في أكثر الأحيان و جعلوني أشعر
بأن هنالك من ينتظرني ...
خائفة من ذكر البعض و نسيان الذاكرة الضعيفة للبعض الآخر لكن سأذكر من أنطبع في ذهني
مع الشكر من أعماق الروح على متابعتكم ومؤازرتكم و تشجيعكم لي من دون أستثناء..
على رأس القائمة أبله إرادة ...إرادة الحياة ..
زارا/ظبية الشرقية – نظرة تأمل– صايغة الرند- أنفاس قطر- بنت خالة أنفاس قطر- بنت
الكويت- أعماق اللولو – حبيبة وليد- طيف الأحباب – الزين- مشرفتنا كويت أنجل-
غرباء - كادية – نوف بنت نايف – أم الجمايل - I & U- الترف المغنج- NoOoFy – ميناف-
شبيهةالقمر- قلم له أثر- أشتكي بصمتي- عذاب الوصل- بريق الألماس- لو كان- the red best
نايفة- فتاة طيبة- Electron- نجمة بعيده- القنوعة- نجمة مساء-ألم الواقع الحزين- قلم سيبقى له
أثر - سرمين- ريمونة-لؤلؤة الأسلام- جوود- جود 1 – أحساسي يكفيني ..
من المؤكد أنني سهيت عن بعض الأسماء وقد أتذكرها فيما بعد فتقبلوا اعتذاري ...
و كل عام وأنتم بخير مقدما ....
و تركتكم بحفظ الرحمن ....
|