كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
لعيونكم كلكم الجزء الجديد و منتظره تعليقاتكم بكل شوق ..
الجزء السادس و الثلاثون :
كيف أصبحت أعمى ؟!
وكل حروف الرفض و أحتجاجات النفس المقسمه على تلك الشفاة المكتنزه
تخبرك ... يا أعمى ...
كل لغة يجيدها ذلك الجسد المرتوي غرورا و كبرا بفتنة أشقت عاشق ...
تخبرك ... يا أعمى ...
لم تسكن و لن تسكن ذلك الخافق ...
سأعطيه لأي متهاون يملك جرأة المتنافس ... و سأرميه لأي محتال يغش في ميزان المشاعر
لكن ...
لن يكون لك أبدا أيها الساذج !
......................................................
حبست مشاعري خلف قضبان الرفض ليحبس جسدي لنفس الشخص !
تبدو الأحداث في مخيلتي كا سراب تختفي الصورة مع اقترابي من تخيلها
قبل ليلة من عقد قراني على جواهر وصلتني صوره من ذلك العقد الجائر الذي لا يصدق به
عادل يعمل تحت مظلة الشرع حامي ..
نعم ابنة عمي جواهر التي امتلكت كل شريان يحمل الحياة في جسدي أختارت آخر ...
مؤلم ذلك التمزق الذي فتق القلب وأحدث فجوه عميقة امتصت كل الهواء الذي يصل لرئتي
توقفت عن التنفس لثوان ليرجع النفس بزفرة غضب ..
شرفي و عرضي جرد بوضع آثم في ورقه مخطوطه بالمعصيه غير مقيده بشاهد و لا معترف
بها عند حاكم.
. ابنة عمي التي ترعرعت معها طفلا لأكبر وأكون لها عاشقا متيما مزقت كل شعور جميل
سكنني بقربها ليثور الوجع في مخاض الغضب و الغيرة ..
كيف هانت عليها نفسها الغالية علينا ... كيف هنا نحن أحبابها عليها ...
لماذا ..
هل يجوز السؤال عن المرفوض المحال ...
لا يوجد أسباب لمعصية الخالق ... ثم لا يوجد أسباب لمخالفة كل الأعراف ..
أي سبب يدعو لتمريغ العرض في الأوحال وأتباع الهوى في طرق البغي و الحرام ..
أي سبب يجعلها ترفض قلبي الذي يريدها أمام الله زوجه لتختار نزوة ..
أي سبب يجعلها تختار ذلك الدرب المتقطع بعابر سبيل أحمق ...
لما أبحث لها عن أسباب .. لا .. أرجوك لا تكون ساذجا أيها القلب النابض با الحماقه .. لا تبحث
لها عن أي تبريرات و هل ما رأيت و عرفت يمكن أن يدخل بأي معادلة منطقيه ؟؟
الحقيقة بسيطة ومجرده هي الخاسرة و أنت الرابح ! ..
.........................
كدنا أن نخسر الحبيب سلمان من أجل تلك الساقطة التي فضلت فاسق على أبن عمها الفاضل !
بدأ كل شيء في ذلك اليوم الذي تلقى سلمان ظرف سلم له باليد من المراسل بينما كنت أجلس
كعادتي الصباحية أرتشف القهوة في مكتبه ..
...................
فواز يستفسر عن ملامح الذهول و الصدمه على وجه سلمان : خير شفيك ؟
سلمان : ه .. هه .هذي ..
فواز يخطف الورقة من يد أبن عمته ليصدم : مصيبه...
سلمان يسترد الورقه بشكل عنيف : خلها ..
فواز المصدوم : سلمان وين رايح ؟!
.............
تحقق ما أردت ووصل سلمان ليختي يزبد غضبا .. عينيه تضمر شرا و عروق رقبته تنبض
كرها ...
هجم علي لكن هذه المرة كنت على استعداد فعاجلته بطلقة أردته متهالكا على ممتلكاتي ..
.......
أحسست بحرارة تستوطن صدري وانهيار لا أجد له تبريرا لجسدي لأقع أرضا بحالة شلل امتدت
ببطء من أطرافي إلى أن استقرت في ظلام حالك غيب بصري ...
لا أعلم كم مضى علي من الوقت وأنا أسكن هذه الغرفة الكئيبة لكن أتوقع أن عدة شهور مضت
منذ ما حدث !
.....................
فواز : سلمان تسمعني ؟
خالد يقطع أتصاله الهاتفي : شفيك فواز ؟
فواز : كأنه تحرك .
خالد : يمكن هذي الأنعكاسات الجسدية اللي تكلم عنها الدكتور .
فواز بخيبة أمل : يمكن .. سلمان ترى مصختها الناس ينامون يوم يومين مو شهور ..
......
كم أتمنى فواز أن أستيقظ لأسألك عن تلك الخائنة هل ووريت الثرى أم مازالت تمرحا أبتهاجا
بخطيئتها !
هل عرفت أني بكيت لفقدانها و أنني أفضل النوم الأبدي على رؤيتها ملك لغيري ..
هل عرفت أني أفضل عدم العودة للحياة مرة أخرى حتى لأصبح مجنونا يلاحق ظلها ..
فواز .. أرجوك أيها الصديق ألا سألت هذا الطبيب إن كان هنالك دواء يقدر على نزع روحها
من روحي .. وهل يقدر بعدها على لملمة روحي !
........................................
لا ... روح أختي جواهر لم تعد تنبض با الحياة طربا وبهجة ...
ها هي نصف مذبوحة تعاني وحدتها ...
أبي الذي أنهار بعد أن أكتشف فعلتها أختار أن يعاقبها بشكل مؤلم و بطيء قد يؤدي لمقتلها ..
ألقى بها أبي في سرداب المنزل و ثار على أمي التي استقرت خارج منزلنا بورقة طلاق أنهار
على أثرها عالمي الصغير الذي كنت أعيش به آمنه ..
لم تعاقب جواهر لوحدها بل كلنا عوقبنا بشكل أو بآخر ..
أبي لم يعد هو نفس الشخص الذي عرفناه من المهد .. أبي أصبح ذلك القاسي الذي ترتعد له كل
خلايا الجسد المعاني ...
لولا عمي أبو خالد لكنت الآن أقبع في المنزل من دون أكمال دراستي .. فالتوجه كل يوم للكليه
أصبح متنفسي الوحيد بعيدا عن كل الهموم التي أعرف يقينا أن بعض زميلاتي لا تخفاهن حقيقتها
أما صديقتي وأبنة عمي جود فضت أن تهجرتني بعد أن كبلتني بذنوب ...
..................
جود الغارقه في دموعها : كله منج و من أختج الله ياخذها وتموت ونفتك منها ...
ندى ومشاعر الفاجعه تستقر دموعا على خديها : حرام عليج لا تدعين علينا ...
جود : شلون ما تبيني أدعي عليكم وأنتم السبب فا اللي سلمان فيه .. سلمان بين الحياة و الموت و
السبة أختج و أنتي ...
ندى : وأنا و شسويت تدرين أني أعز سلمان و أني لو علي أكون مكانه ..
جود : ليتج أنت وأختج في مكانه ... فهميني ليش ما تكلمتي .. لا تقولين لنا على الأقل قولي
لأهلج خليهم يحلون السالفه بدال ما تمشون بالملجه لين صار اللي صار ...
ندى : بس يا جود بس حرام عليج الذبح في الميت حرام ...
جود : فعلا أنتي ميته با النسبه لي ...
....................
هكذا هجرت أبنة عمي ندى لأقطع كل حبال الحب و الموده التي جمعتنا ..
أعرف أنها ليست المذنبة لكن أعتقد بتسترها على الجريمة الشنعاء التي أرتكبتها أختها وهذا ما لا
اقدر على مسامحتها عليه .. ...
كانت الوحيدة التي على أطلاع على تفاصيل الجريمه لكن فضلت أن تقف متفرجة غير مبالية بما
قد يحدث لأبيها و أبي و أخوتي الذي منهم من قد يفارقنا قريبا !
أمتدت مقاطعتي لندى شهور طويلة خلالها أنبني أبي وطلب مني معاودة علاقتي بندى لكني
رفضت بشده و ساندتني أمي....
...................
أم خالد : لا تضغط عليها و خلها على راحتها .
بو خالد : يعني أنتي راضي لج أنها تقاطع بنت عمها اللي دايما معاها , البنت اللحين حسبة يتيمه
مفروض كلنا نلتف حوالينها ..
أم خالد : أنا اللحين ما أفكر إلا بحشاشة جوفي اللي مرقد في المستشفى بين الحياة و الموت
و آخر همي بنت أخوك ..
أبو خالد : مو شي جديد أنتي ما تفكرين إلا بنفسج وراحتها ..
أم خالد : وأنت ما تغير طبعك تفكر بمشاعر الكل إلا مشاعر و مصلحة أهل بيتك ...
....................................
نعم أنا الآن زوجته من جديد و نعم علاقتنا أثبتت أن ليس هنالك مجال لتحسنها حتى وإن دخلنا
بتركه ثقيله من سنوات التجربه و النضج فا تركة الجروح القديمه تنذر بالألتهاب والوجع ...
عدت للمنزل في نفس اليوم الذي دخل فيه حبيبي سلمان للمستشفى كنت أعد مفاجأه له وأخوته
برجوعي لأبيهم من دون مراسم أحتفاليه قد تحرجهم أمام أصدقائهم !
لكن أنهار فرحي المستقبلي بأتصال تلقاه خالد من فواز ...
....................
أبو خالد يتبع خالد : خالد وقف شفيك .. شصاير ...
خالد يحاول الهرب : ما فيني شي بس واحد من ربعي يبيني ضروري..
......
كا انطفاء القناديل بهبة ريح عاصفة أنتهى أحتفالنا العائلي الصغير قبل أن يبدأ...
غرق منزلنا في الحزن بعد أن تكشفت ملامح الحقيقة ...
ووجدت نفسي أصبح ممرضه مؤتمنه على كل روح تسكن هذا المنزل ...
أبو الجوري خالد كان كا روح تائهة وهو يحاول أن يعزي كل أحبابه ...
..............
مناير : خالد يا عمري تعال نام شوي ...
خالد المرهق : بحاول ارقد عقب ربع ساعه بس بنطر موعد حبة أمي ...
مناير : أنزين شرايك تروح تنام و أنا راح أعطيها حبوبها..
خالد : لا يا عمري أنتي اللي روحي نامي وارتاحي واضح انج تعبانه بعد ها الأسبوع الطويل..
مناير دامعه : خالد ليتني أقدر أشيل همك ..
خالد بحنان يحضنها : ومنو قالج أنج مو شايله معاي الهم هذا أنتي ما خليتي خواتي دقيقه
و تعابلين فيهم كأنهم الجوري ..
مناير بتعاطف : يا عمري الجود و شوق حالتهم تعور القلب ..
خالد يتقطع صوته ألما : ما ينلامون هذا الغالي سلمان ...
.....................
الغالي سلمان يلطخ دمه ثوب أبن الخال المنهار فواز الذي جلس بجسد منحني على تلك الكراسي
الباردة يضم رأسه بين كفيه بشده ويوسف يركع على ركبتيه أمامه مواسيا ...
ما هي إلا ثوان حتى أنتبهو لحضوري الغائب ...
...........
فواز الباكي يسرع لخالد : سلمان تصوب أبندق و ..
خالد بذهول يمسك كتف فواز : وين سلمان ؟
يوسف من وراء فواز : بغرفة العمليات يطلعون الطلقه بس تطمن الدكتور يقول أخطت القلب ..
خالد إلى الآن غير مستوعب : لا تجذب علي سلمان مات صح ..
يوسف : أذكر الله يا خالد و ادعي له و بأذن الله بيقوم بسلامه ...
خالد يلتفت على فواز : منو اللي رماه ؟! ..
فواز بحرج : خلنا الحين بسلمان و لطلع بسلامه أنتكلم في الموضوع ..
................
لم يتركني خالد حتى سردت له تفاصيل انكسار سلمان على يد أبنة عمه الخائنة ..
لولا يوسف لكان خالد في الطريق لتكرار المأساة التي على أثرها دخل العزيز سلمان لغياهب
الظلام ...
..................
يوسف ممسكا خالد بقوه : طلبتك على شان خاطر بنتك لا تضيع نفسك ووعد مني ما يطلع منها
الحقير سالم ...
خالد بغضب : الحقير نجس عرضنا وبقى يذبح سلمان لا يمكن أخليها له ..
يوسف في محاوله مستميتة لتثبيت خالد في محله : أذكر الله يا خالد وفكر بعقل يعني اللحين
وشراح يستفيدون أهلك لذبحته وأخذت فيه أعدام بتيتم الجوري و ترمل أمها و تخلي عمتي
وخواتك يعيشون بحسره عليك يمكن حتى الناس يتكلمون فيهم يحسبون الشر لحق خواتك ..
.................
حديث يوسف جعلني أستعيد توازني و أتماسك من جديد ...
هذا التوازن الذي جعلني قادر على مداواة أبي الذي أنهار من جديد في نوبة سكر ..
أما أمي فقد كانت في حال مشابه لحال أبي فقد ترددت على عيادة الطوارئ بعد إغماءات
عده ألمت بها نتيجة لأنخفاض السكر ...
جود الصغيره لم تتحمل كل ما يحدث وعادت نوباتها المفزعه من جديد لكن الحمد الله أستعادت
توازنها لتؤازر والدي ووالدتي و الصابره شوق ...
شوق التي تكبدت كل الوجع لتستقر ساكنه منزويه في غرفتها تصلي ليلا نهارا تطلب من الخالق
أن يعيد سلمان ليضيء عتمة ليالينا الكئيبه ...
..............................
خالد : شوق طلبتجج عشان أمي وأبوي قومي أكلي معانا ..
شوق بصوت مبحوح : خالد طلبتك لا تضغط علي أبي أقعد بروحي ..
خالد : مو زين لج قومي وتعوذي من الشيطان وأقعدي معانا ترى مو أنتي بس اللي تحبين سلمان
و حاسه بغيابه ترى كلنا تعبانين و نكابر عشان نآزر بعض ...
شوق تختزل الألم في عينيها الدامعتين : لا تقارني فيكم .. وضعي يختلف عنكم كلكم ... سلمان
عندي يسوى الدنيا وما فيها ولولا وجوده الله العام وشكانت حياتي يمكن حتى صرت مثل اللي ما
ينذكر طاريها بالخير ... سلمان مركاي و مسندي .. منو فيكم يمرني كل يوم و يسألني عن
أحوالي ..منو يحس فيني قبل ما أتكلم ويقول وسعي الخاطر ترى أضيق لا ضقتي ..
خالد يمسح دموعه بطرف شماغه : وتحسبينه ما يحس في ضيقتج اللحين و سعيها عليه ترى
روحه حيه و تحس بضيقة أحبابها ..
..............................
هل يعقل أحرم أتواجد با القرب منك إلى الأبد .. و أن لا أستشعر وجودك في محيطي المغلق
هل يعقل أن لا أرى وجهك الذي ينبض هدوءا بعد الآن ..
هل يعقل أن يغيب صوتك الدافئ في وداع أبدي لا تسمعه أي أذن حيه بعد الآن ..
كيف فجأة أحسست با الفراغ يغمر صدري ويبث الحزن متراكما في كل شرايني فقد من فكرة
فقدانك !
...................
منيرة : مشاعل مو ملاحظه انج مدخله نفسج بجو حزن كل ها الشهور ..
مشاعل بمحاولة تقليد نبرة صوت منيرة : لا مو ملاحظه يا آنسه منيره ..
منيره بنبرة أتهام : انزين إذا مو ملاحظه ترى الكل ملاحظ ..
مشاعل بخوف : منو اللي ملاحظ ؟
منيره : خواتج و خالتي سلمى ...
مشاعل : وطبعا هم اللي دازينج لي عشان تستفسرين ..
منيره بحرج : يعني تقدرين تقولين جذيه ..
مشاعل : اجل روحي و قولي لهم تعب سلمان متعبني ..
منيره بذهول : وجع .. عيب اللي قاعده تقولينه ...
مشاعل : أنا أقول اللي يدور في مخيلتكم ..
منيره : يا سلام يعني كلنا نتخيل الحال اللي أنتي فيه .
مشاعل بغضب : أي تخيلون أنا ما فيني إلا العافيه هذا أنا أداوم في شغلي و أرد أعاونكم في شغل
البيت وكافيه خيري و شري بعد شتبون ؟!
منيره : أنزين شوي شوي اكلتيني ...
.....................
.
.
.
احمل أخبار مخزيه عن العدل في هذا العالم المتواطئ ...
............
يوسف : ترى فارس طلع من السجن .
خالد يردد المعلومه بذهول : طلع من السجن ..
فواز : طبعا الواسطه أكبر من القانون ..
يوسف : هو لعبها صح و جاب سلمان ليخته وركبه كل الذنب ..
خالد : وطبعا ورقة العرفي مشوها ويمكن بعد أعتبروها صالحه .
يوسف : مثل ما قال فواز الواسطه اكبر من القانون ..
خالد : وحنا وين واسطاتنا ؟!
يوسف : واسطاتك خايفه من واسطاتهم وبعدين الولد طالع بتمثيليه ويقول أنا غلطان ما زوجها
لي ورحت تزوجتها من ورى أهلها و أستاهل اللي جاني !
خالد بقهر : بس هو ما خطبها و لا حتى تزوجها مثل خلق الله كتب له ورقه بخط أيده وقص
عليها ال... أستغفر الله .
يوسف : حنا ندري بس الناس ما تدري و مالهم إلا الظاهر ..
خالد : ورجال وشايل عيبه .. صح يا فواز ..
....................
صحيح !
للأسف هذه الحقيقة في مجتمعاتنا الرجل دائما ذئب بريء أغوته تلك الحمل الذيذه ..
كيف إذا له أن يقاوم غريزة فطر عليها ويتجاهل تلك التي تهب نفسها طواعيه ! ..
طواعية للموت أم طواعية لأحلام زينها ذاك الذئب ..
أعرف من المضحك أن يكون هذا تفكيري وأنا من كنت على شاكلة فارس !
لكن ما ذنب سلمان كيف أصبح ضحية وهو لم يكن جاني في أي زمان هل هذا عقاب لي أن أرى
أقرب أحبتي ملقى على سرير بارد تلفه الأسلاك من كل جانب في محاولة منها لإنعاشه !
عليك حمل كبير أيتها الأسلاك فا سلمان كسر من كل جانب وتحطم مركز الأجنحة في مركبه
ولم يعد قادر على مغادرة ذلك الظلام ..
اللعنة عليك جواهر كيف لم تستطيعي أن تفهمي أي حب يكنه لك هذا العاشق ..
سلمان نعمة البارئ لكل امرأة تريد العفاف فلما لم تعفي نفسك و أزهقتيها بين براثن طامع ...
...................................
لولا خوفي من عظم الخطيئه لأزهقت روحي مخلصه كل أرواح أحبابي من ألم وجودي ..
أعيد شريط الذكريات وأطويه وأعاود من جديد أسترجاعه .. ألوم نفسي تارة و أعزيها تارة
أخرى لأرجع و أرميها بحصى الملامة لأشفق عليها من شدة التأنيب ..
أكاد أجن وأنا أنتظر الموعد المجهول لسياف المكلف بإعدامي لست في قلق من قدومه بل أنا في
خوف عليه أن يتلطخ ثوبه بدم ذنوبي ...
..........................
أبو جواهر يقتحم خلوتها القسريه ويأمرها بصوت غليظ : قومي معاي ..
جواهر برجاء : يبه طلبتك لا تذبحني و تضيع نفسك ترى ندى محتاجه لك ..
أبو جواهر : لا أنتي مو خايفه علي و لا عمرج فكرتي فيني أنتي خايف تودعين دنياج يا ..
جواهرمقاطعه : والله خايفه عليك صدقني خايفه عليك وندمانه على غلطتي ..
أبو جواهر : الندم اللحين ما عاد يفيد .. بس فرصة التخلص منج وصلت لحد عندي بدون ما
أضر نفسي ...
جواهر بخوف : وين بتوديني ؟
أبو جواهر : اليوم بنملج لج على فارس و تروحين معاه ولا أبي أشوف وجهج بحياتي كلها ..
جواهر والرعب يسكن أوصالها : طلبتك يبى لا تسلمني له ..
أبو جواهر بغضب : و لا كلمه خلاص ما عاد لج راي .. للأسف عطيتج حرية الراي عشان
تعيشين رافعه راسج و أنتي وطيتيه بفعولج الرديه ما أقول إلا حسبي الله عليج ..
جواهر تقبل يدي والدها : طلبتك يا بوي سامحني ..
أبو جواهر : ماني مسامحج لو هو آخر يوم في عمرج ...
..................
قرار تزوجينا بعقد شرعي أمر ألح به أبي الذي أبتزني به مقابل أخراجي من السجن الذي قبعت
خلف قضبانه شهور عصيبة ..
أبي رفض حتى تعيين محامي لدفاع عني و أمر كل أهلي أن يقاطعوني وهكذا حدث إلا أن أتى
يوما في زيارة مفاجأة ...
.........
أبو فارس : تعرف حكم محاولة القتل كم سنه ..
فارس : ما أعرف و لا أبي اعرف لأني كنت أدافع عن نفسي ..
أبو فارس : ها الكلام تقوله لغيري مو لي أنا عارف أشلون تفكر ويكفي انك أرسلت ورقة
العرفي لسلمان عشان اعرف انك ما تفاجأت بوجوده قدامك و أكيد كنت مجهز بندقك ..
فارس : كان بيملج على زوجتي اليوم الثاني شكنت يعني تبيني أسوي ..
أبو فارس : اللي صار ما نقدر نغيره بس أكيد نقدر نصححه و إلا شرايك ؟
فارس : شلون نصححه ؟
أبو فارس : تعقد زواجك على جواهر بشكل رسمي و شرعي و لك مني أطلعك من ها السالفه
مثل الشعرة من العجين .
فارس : بس أنا خلاص ما أبيها ما جاني منها إلا عوار الراس اللي مثلها ماتصلح تكون زوجه ..
أبو فارس يمتحنه : يوم أنها ما تصلح تكون زوجه ليش كبرت السالفه جان خليتها تزوج ولد
عمها وطلعت من الصوره ..
فارس النافذه أعذاره : أنا..
أبو فارس : أنت من سالفة الموظفة اللي شكت عليك عند يوسف و أنت شايلها لسلمان ..
فارس : بس ..
أبو فارس : لا يكون تحسب أني صدقت أن رجلك أنكسرت من الزلقه كل أخبارك عندي بس
للأسف ما عرفت أنك فاج شقه للمسخره و هذي اللي راحت علي و عاقبت اللي يوصلون لي
معلومات مغلوطه بسب رشاويك ..
فارس : يبه سامحني و تأكد أن ها الشهور الطويلة في السجن خلتني أعيد حساباتي ..
أبو فارس : شلون تبيني أصدق و أنت رافض تصحح غلطك وتزوج جواهر ..
فارس الباحث عن أعذار : أصلا أهلها يمكن ما يرضون ..
أبو فارس : أهلها حليت مسألتهم الدور و الباقي عليك .. موافق أو لا ؟
.............................
عدت للمنزل أخيرا لكن للأسف ترافقني جواهر التي تغطي كل شبر فيها حتى أصبح من المحال
حتى رؤية عينيها ! ...
لا يوجد أي شكل من أشكال الاحتفال بخروجي أو زواجي الغريب .. الكل تجاهنا حتى أمي !
أما أبي فركز كل اهتمامه على جواهر ...
..........
أبو فارس : لو عندي بنت ما زوجتها لواحد مثل فارس بس أنتي اللي غلطتي في حق نفسج
وأهلج و اللحين مالج إلا الصبر و أنا و أهل البيت أهلج لضقتي منه علميني .
الجواهر بصوت مخنوق بدموع : ما تقصر يا عمي .
فارس يهم بالمغادره ليستوقفه والده بزجره : وين رايح ؟
فارس : بروح الغرفتي تعبان وبنام .
أبو فارس بنبرة أمر : أخذ زوجتك معاك ..
....................................
الندم شعور يغادر القلب ليستقر مؤرقا هذا العقل الذي يخل بتوازني ...
ونبدأ بفتح نافذه لشيطان بلو !
.................
منيره : أنا الغلطانه لو وافقت على الملجه من زمان جان اللحين أنا زوجته وأقدر أكلمه و أشوفه .
مشاعل : مالج إلا اللي مقسوم لج وكل أمرج من الله خيره ..
منيره : ونعم با الله أنا ما قلت شي بس عن جد مشتاقه له كم شهر مو شايفته و لا سامعه صوته
أخاف عقلي يزر ..
مشاعل : الحمد الله و الشكر الناس وين وأنتي وين ..
منيره : قصدج أنا وين وأنتي وين .
مشاعل بغضب : أي هذا قصدي عندج مانع ؟
منيره بنبرة متعاطفه : بيقوم با السلامه بأذن الله لا تعورين قلبج .
مشاعل تكابر : الله يسلمه لأهله وإلا أنا ما لي حاجه فيه .
منيره بمحاولة أمتصاص غضب أختها: لهدرجه كان مالي عليكم المكتب ؟
مشاعل تسرح لثواني لتعود متألمه : يزعجوني كل يوم با المكتب خطيبج السيد فواز يحب
يتقهوى معاه كل صبح أما هو ما يطيق القهوه على الريق و ..
منيره مقاطعه : و شنو يحب ؟
مشاعل تسترسل : حليب با الموز و أحيانا شاني ..
منيره : يو أثره مثل الأطفال في الروضه ..
مشاعل مبتسمه : قلبه مثل قلب الأطفال يحب الكل و الكل يحبه ..
منيره تبتسم : يو حالتج صعبه وبقوه .
مشاعل تنتبه من أفكارها : أنتي سألتيني وجاوبت مو تقعدين تحللين على كيفج ..
منيره : أنتي ليش ما تفتحين لي قلبج وتقولين لي الحقيقه ...
...................
لسبب بسيط أختي .. لأني لا أريد أن أجرح نفسي أمام الكل بمشاعر غير مقبول الأعتراف بها
كيف أحب و أن أعترف بهذا الحب الذي لا أعرف نهايته ...
كيف أحب شخصا باع نفسه من أجل حبيبة تخونه .. ماذا أفعل بقلب ممزق و كيف لي أن أعرف
كيفية ترميمه .. ولما أعاني أصلا من مراحل الألم في إعادة تأهيل قلب يحتضر !
عزيزتي .. لن أعطي الغير فرصة للإطلاع على مكنونات صدري حتى لا أجدها يوما سلعة
لتداول لمن ليس له عمل غير التسلي بأعراض الناس ..
حتى أنتي أختي قد تستعملينها ضدي بعد سنوات وترمينها في وجهي أمام أي خلاف حتى
تتهميني بعدم البصيرة ...
با المختصر لا أريد أن أجد نفسي مثال يضرب به لتنبيه من عيش قصة حب من طرف واحد !
.......................
.
.
.
تتسائلون ماذا يحدث في حياتي ...
شهران بالتحديد و يصل أبني لهذه الحياة و سبعة شهور مرت على الفراق ...
أزور أمي يوميا و لن أخجل من الاعتراف أن لهفتي لها دافعي الأكبر..
فأمي أخبرتني بأنها ستقوم على زيارتي يوميا وان ليس علي أن آتي لزيارتها مطلقا حتى لا
أزعج مضاوي لكني رجوتها أن لا تقطع عني فسحة الرجاء !
وامتثلت أمي لرجائي و ها أنا أتأهب لرؤيتها بأي لحظه لا تغادر عيوني الباب لعلها تدخل ولو
صدفه ...
.............
الخاله سلمى : يوسف صارلك ساعتين عندنا ما عندك أشغال ؟
يوسف : أفا يمى لهدرجة مليتي مني .
الخاله سلمى : أنت عارف قصدي لا تقعد تقلب كلامي .
يوسف بشوق : وينها ؟
الخاله سلمى : يوسف كم مره قلت لك لا تسألني عنها ..
يوسف : يعني مو معقوله ما أشوفها و لا أعرف شصاير معاها ؟
الخاله سلمى : هي ما تبيك تعرف عنها شي و مأمنتني ما أعلمك في أحوالها و علومها .
يوسف بنبرة رجاء : طلبتج يمى بس بعرف هي بخير مشتاقه لي و إلا نستني ؟
الخاله سلمى بنبرة تعاطف : ريحها و أرتاح يا يوسف ..
يوسف بإمتعاظ : ردينا على سالفة الطلاق ..
الخاله سلمى تفاجأه : إذا ما طلقت تراها بتخلعك ..
يوسف بصدمه : شلون تخلعني ؟
الخاله سلمى مسترسله ببراءه : مدري شلون بس المحاميه..
يوسف : المحاميه !
الخاله سلمى تشعر بذنب : الله يسامحك يا يوسف خليتني أنقض حلفي ..
يوسف يتجاهل لوم أمه ويستمر في تحقيقه : يعني هي وكلت محاميه ؟
الخاله سلمى تقف للمغادره : خلاص يا يوسف روح فمان الله ..
..................
خرجت من مجلس أمي لكن ليس لباب المنزل بل إليها حتى أعاقبها لفكرة نبذي بهذا الشكل ...
.
.
.
أكره كل شبر قطعتيه من أجل الوداع .. وأكره كل فكرة أنتجت للفراق ..
وأكره احتمالات الانتصار في حرب الطلاق ...
وأكره نفسي على احتمالها لهذا الفراق الذي لا يطاق ..
لا تحاولي الهروب و لا تحاولي حتى بذكاء أن تنسلي خفيه من يدي ..
أنا من ملكت أمرك و أنا من بيديه كل حبائل وصلك .. أنا سيدك وعبدك ..
هلمي حبيبتي و أستنشقي عطر المشتاق لأنفاسك !
............................................................ ..
.
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم ...
|