كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
الجزء الثاني والثلاثون :
أتخاذ المواقف بتجريد الحقائق ... سهل
... فقط .. عند أنتحال دور البطوله ...
ولا تمارس أدوار البطوله دوما من منتحليها !
الأنتساب لا يعطي الأهليه بالأوليه ... والبطولات تتحقق أحيانا ... صدفه !
...............
التجول بفكر مثقل بين الردهات في تلك الممرات المتباهيه بلون أشراقة الصباح عادة روتينيه
أمارسها بأحترافيه عاليه ....
و الاحتراف هو إجادة عمل لساعات طوال بشكل متقن ليصبح في النهاية .. فطره ! ...
قبل شروق شمس صباحي بساعات طوال أثرت زوبعة بنفجال .. لما ؟! ..
مازلت في تساءل ...
هل يستحق الأمر مني كل هذا المجهود العاطفي الذي ألقيه على قلبي ...
يستحق الشفقة ...
قلبي الذي استهلك من استعماله بشكل يخالف فطرته .. يأمر لنبض با الكره مره و يأمر بالمخالفة
بعدها بثوان حتى ينبض مره و مرتان و آلاف ..بالحب لنفس الإنسان ...
وما هي التبريرات ؟ ...
للكره .. عقلي يجد آلاف المبررات ... وللحب لا يوجد منطق لأي مبررات !
هل تراهق مشاعري ؟
هل أعاني من عدم نضج عاطفي سببه عذرية قلبي ؟!
لو جربت الحب مرات .. و العشق مره أو مرتان
وهجرت ذاك .. وخانني اللعوب المزواج ..
ربما .. ربما كنت الآن أكثر فهما لهذا الاضطراب الذي يسري عبر الأحساس ليشل الاطراف
عند لقياه ...
عقلي يأمرني بالتوقف وعدم المثابره في أثر سراب تشكل على هيئة حامي الديار ..
هو ليس الحامي .. هو ليس الصدر الحاني ..
... بل ...
هو منبع آلامي .. وقبلة أوجاعي ...
يوسف .. ماذا تملك و لا يملك غيرك ..
ما هي مقومات الإغراء في شخصك المريض المتكبر ؟!
أحبك ... ولا ... تحبني ...
شكرا للجواب ......
أنا مجرد امتحان يشبه صفقة مال و عقار
تدفع مزهو با الشباب ليثابر بإصرار .. فقط .. لنشوة الفوز و الأفتخار ...
حقيقة ..أنا .. نيشان نصر من أحد البطولات ...
.................................
لم أغادر فراشي حتى مع بزوغ فجر يوم جديد ...
أنا هنا هربا من رؤية تلك التي زرعت الهاجس خوفا بعد أن طمست قصور نصري لأبات
بين الخرابات ...
هل أنا أختبار تريد النجاح به بامتياز .. هل فعلا .. فعلا تحبني .. و متى و كيف و لما إن كان
الجواب بالإيجاب ؟!
ألغت علي هذا السؤال فجأه !
سؤال بهذه الأهمية يحتاج جواب مصاغ با أحترافيه ...
لم تمهلني .. غرقت عيونها بخيبة الأمل !
غادرت غرفتي بهدوء خالف العاصفه التي غمرتنا قبل ساعة..
لما لم أجبها مباشرة ؟!
لا تنقصني الفصاحة .. لكن لم تخذلني أدوات التخاطب يوما كما خذلتني بحضرتها ...
كيف لي أن أصوغ الجواب لغويا وأنا قبلها بثوان كنت في قمة التعبير الجسدي ؟!
هل فشلت با التعبير أم هي من فشلت بقراءة التفاصيل ؟!
خيبت ظني و جعلتني غاضب حتى من نفسي ...
لما أهتم لها .. وأفكر بها .. لماذا أعتقد بتفردها عن كل تلك النساء اللاتي مررن على حياتي
مرور الكرام ...
جميله ؟ ... با الطبع جميلة لكن عرفت أجمل و ملكت الحسن متمثل في رقة و أنوثه تعرفها عين
ناظر متمرس ...
تحدي ؟ .. هل هي مجرد تحدي للنفس ؟
هل أحببت دور الفارس الذي يتفنن في ترويض فرس جامح ..
أم ..
أحببت دور العاشق الذي يعاني من صد جارح ...
ما الذي أحببته بك مضاوي ؟!
هل أحببت ...
كل الكلمات التي تلفظينها بشكل متفرد عن نطق كل المخلوقات ...
أم أحببت طريقتك المجنونة في تفسير الظواهر غير المفهومه ...
تتحدين برفع رأسك بطرق الممنوعه ... تتظاهرين بضعف و تديرين مركز قوه !
لماذا أحبك وكل متناقض يسكن ثنايا الخاطر ...
شخصك التناقض ..
تتهميني بالأحتيال وأنتي تخفين قلبي خلف ظهرك كا طفل يريد التمسك بلعبة لا يريدها لكن
يمانع رؤيتها بيد آخر ...
لماذا أحبك وأنا ساجد أطلب أن لا أحرم من رفقك و تعذيبك وكل التناقض !
مضاوي .. أنتي التي عليك أن تجاوبي على هذا التساؤل ..
كيف أصبحتي أنثى كل المواسم ... وجائزة جميع بطولاتي ؟!!
............................................................ ............
الخاله سلمى : مضاوي شعنده يوسف ما داوم اليوم ؟
مضاوي : مدري عنه .
الخاله سلمى بقلق : لا يكون يونس شي حنا اللحين جريب الظهر و ماقام لا يكون مريض .
مضاوي : يمكن نام متأخر عشان جذيه راحت عليه نومه .
الخاله سلمى : مو عاده له , أنا بروح أشوف شفيه .
مضاوي فزعه : لا تعبين نفسج أنا بروح أقومه .
.....
لا أتذكر إن كنت تركت أي أثر لي في غرفته الليله الفائته , سيكون من المحرج أن تتعثر الخاله
سلمى بأحد حاجياتي عند دخولها لإيقاظه ...
سأدخل بهدوء بينما هو نائم لإخفاء أي أثر لي عندها سأخرج وأخبرها بفشلي بإيقاظه ...
............
دخلت متسلله بهدوء لغرفتي التي تغرق با الظلام الذي وفرته تلك الستائر المنسابه على جدران
منفاي !
يبدو أنها في مهمة لطمس معالم جريمتها ...
ستتعبين مضاوي فكلها أصبحت جزء من المهملات ...
يوسف بصوت المستيقظ من سبات : أدورين على شي ؟
مضاوي مرتاعه : نسيت شي وباخذه وبطلع .
يوسف : أرفعي الستاير عشان أتشوفين .
.... رفع الستائر سيلفت الأنتباه لمظهري المبعثر ....
مضاوي : ماله داعي ما في شي مهم , على فكره ترى خالتي سلمى تسأل عنك لأنك تأخرت
و ماصحيت على وقتك خايفه أنك مريض .
... تجاهلني ونهض متوجها للحمام الموصول بالغرفه .. ووقفت منتظره صوت أغلاق الباب ...
لحظه ... ورفعت جميع الستائر وبدأت بالبحث بهمه ونشاط !
المكان نظيف و مرتب وكأن ما كان خيال هلوسات !
أعتقد و إن كنت غير قادره على الجزم أني نسيت شيئا ما ...
أين .. أين ... ؟
......
يوسف يظهر فجأه : كل شي تركتيه في الزباله و اللحين ممكن تطلعين عشان ببدل ملابسي .
........................
خرجت بباقة مشاعر ... غضب وألم وإحراج .. ووله !!!
لا يبدو في مزاج جيد على الأطلاق أعتقدت أن هذا المزاج يجب أن يكون حق حصري لي في
هذا الصباح لكن ها هو المحتال يقلب الأدوار ...
..........................................................
تجلس با المجلس الصغير الموصول بالمطبخ تبدو مستغرقه في التفكير الذي يبدو أنه يأخذها
لمساحات التوتر فحركة يديها التي تمسد السجاده التي تجلس عليها تنبأ بعدم أتزان !
...........
الخاله سلمى رفعت عينيها فجأه لترى يوسف أمامها : هلا و غلا تعال أقرب .
يوسف : مدري أقول صباح الأنوار وإلا مساء الخيرات .
الخاله سلمى : صبحك الله بالخير .. للحين حنا الصبح و لازم تريق .
يوسف : يكفي أتقهوى .
الخاله سلمى : لا لازم تريق هذي مضاوي بالمطبخ ثواني وتحط الريوق .
...... إذا قررت الاستمرار بتظاهر بعكس ما في الخاطر ...
الخاله سلمى تمد فنجان القهوه ليوسف : شفيك اليوم أبطيت في النوم عسى ما تونس شي ؟
يوسف : أنا ما فيني شي بس واحد من معارفي ما عنده ذوق سهرني معاه أمس .
الخاله سلمى : و شيبي منك ؟!
يوسف : للحين مدري شيبي أتصل فجأه وسكر فجأه .
الخاله سلمى : الحمد الله و الشكر مو صاحي يهجد الناس آخر الليول عبط .
يوسف مبتسم : عاد من ناحية العبط عنده خير ويزود ...
... يقصدني أنا الوقح .. أحمل له فطوره وهو يتسلى بإسماعي كل فكره كانت تجول برأسه
الأخرق وأنا بين يديه بالأمس .. أن لم أوقفه الآن سوف ينتهي الأمر بكشفي أمام خالتي سلمى
يوسف يمكن لم يلاحظ لكن أمه ذكيه جدا وستفهم بالأخير أن المعني هو أنا ...
........
مضاوي مقاطعه بأنزال الفطور أمامه : مفروض ما ترد على أي مكالمات تجيك آخر الليل
خاصه ان عندك دوام مبجر .
الخاله سلمى مؤيده : أي و الله مفروض ما ترد على أحد آخر الليل , الأتصالات و المسايير لها
وقتها .
يوسف يبتسم ببرائه : بس شسوي يمى ها الشخص بالذات له معزه غير ما أقدر ما أرد عليه.
.. أرجوك يوسف توقف .. توقف بسرعه .. ستفهم أمك صدقني ستفهم وستحرجني و تحرج
نفسك ....
الخاله سلمى بأهتمام : وصاحبك هذا من متى تعرفه ؟
يوسف : المشكله يا يمى أني للحين ما عرفته ها الشخص ماله مذهب مره يغليني بزود وفجأه
يقلب ولا كأنه يعرفني , ما له شبيه إلا جو الكويت يقعد الواحد بريبع وفجأه يطيره العج و الريح.
الخاله سلمى تلتفت فجأه لمضاوي : مضاوي ليتج تجيبين لي سجادتي بصلي الضحى ومتعاجزه
أروح غرفتي .
مضاوي بحرج : أن شاء الله .
........ تبا لك يوسف قد أكتشفت أمك كل تلميحاتك .... تبا لك ليت في مقدرتي أن أقص لك لسانك
حتى لا تنطق بأي آثام أخرى ...
الخاله سلمى : لو تغليها ما تحرجها قدامي و لا قدام غيري .
يوسف يطرق برأسه خجلا : معاج حق أنا آسف .
الخاله سلمى : أعتذر منها مو مني .
يوسف : ما يصير خاطرج إلا طيب لردت الحين راح أعتذر منها .
الخاله سلمى : ماراح ترد أكيد هي اللحين بغرفتها وأنا بروح لغرفتي أصلي ركعتين ...
...........................
صدقت أمي .. مضاوي لم تعد ووجدت نفسي أتوجه لنفس المكان الذي خمنت أمي توجهها إليه ..
وجدتها تتوسط فراشها و تغرق وجهها في وسادتها الوثيره ...
أستشعرت وجودي فقد تصلب جسدها لحظة اقترابي ونطقت بعدها بثواني ...
مضاوي : ما أقدر أحط عيني بعين خالتي ابد والسبة أنت أن شاء الله استانست اللحين .
يوسف : استانس ! .. شلون وأنتي موقده الشوق في صدري .
مضاوي تجلس فجأه : بس .. بسك كلام تراك ما تلعب إلا على نفسك .
يوسف بإمتعاض : وبعدين معاج لمتى بيستمر ها الوضع ؟
مضاوي : لين أعرف شنو محلي من الأعراب .
يوسف : اللحين أنا معاج ابيتج وتسأليني شنو محلج من الأعراب ؟!
مضاوي : بيتي وبيت أمك بعد وأنت هني عشانها .
يوسف : صحيح عشانها بس عشانج بعد .
مضاوي : عشاني ؟! .. لو صحيح تفكر فيني مو أجيلك غلا و ألقاك محتار وشلون ترده .
يوسف : أحيانا يا مضاوي أحتار شلون أنكون بنفس الموقف ونفسره بشكل مختلف ...
جيتيني غلا وأرتويتج شوق ..
مضاوي : ولما راحت السكره و جت الفكره ما عرفت وشلون تفسر ..
يوسف مقاطعا : شفسر و إلا أنتي شايفه المشاعر اللي ما توثق بمعلقه ما لها مصداقيه .
مضاوي : سألتك سؤال بسيط تحبني و ليش و ماعرفت تجاوب .
يوسف : ما مداني استغرب من ها السؤال إلا أنتي طايره من يديني .
مضاوي : خلاص هذا أنا موقعه ومو طايره , جاوبني تحبني و ليش ؟
يوسف معترفا : أي يا مضاوي أحبج .
مضاوي : ليش ؟
يوسف : الحب ما له عرف وأسباب , واللحين دورج .. تحبيني ؟
مضاوي : أحبك أحيان .
يوسف ممازحا : يا نصابه اللحين تخليني أعترف أني أحبج عشان تقولين أحبك أحيان .
مضاوي : يعني تبيني أجذب ؟
يوسف : لا لا تجذبين بس خلي أحبك وألغي أحيان .
مضاوي تتأمل عينيه : يا سيد كل الغلا أحيان أبغضك لا تذكرت أني ما املك إلا بعضك وأنا أبيك
كلك .
يوسف : أرتاحي يا مضاوي تراني لج كلج وبعض بعضي ياخذونه واجب مو طوع .
مضاوي : شنو اللي يجبرك ؟
يوسف : ما أقدر أكسر قلب تعلق فيني وسكني وسط الحشى والله عيب علي يا مضاوي عيب
كبير أكسر في اللي جبرني يوم كسرتيني .
مضاوي تحايل دموعها حتى لا تنهار : ما أتحمل أشاركك مع أحد ثاني نفسي ما تقبل .
يوسف : يمكن لأنج ما تحبيني هذي هي قبلت وجودج بحياتي وما خيرتني بس عشان ما
تفقدني .
مضاوي تريد تمزيق جرح : تقبل أنت أقسم قلبي وأخلي لك شريك ؟
يوسف ضجرا : مضاوي موقفي واضح أنا ماراح أطلقج أو أطلق ميساء وإذا فعلا كنتي تحبيني
حتى لو شوي ما تحطيني بموقف أختيار .
مضاوي بنبرة المتحدي : وإذا حطيتك في موقف أختيار منو راح تختار ؟
يوسف بصراحه : راح أحكم عقلي وأختار الوضع المريح .
...........
طلبت الصدق منه مرار و عندما أذعن رجوت سرا أن يهديني كذبه !
أسبابه الأولى رد جميل و شفقه لكن وضع مريح هو السبب الذي ختم به أعترافه ...
يمكن أن ينسى الجميل بعد سنوات و تتحول الشفقه إلى نقمه بثورة غضب أو أمتعاض
لكن الوضع المريح يصبح مع الوقت منيع بعد أن يستقر في دائرة الروتين الآمن ...
......
نعم ...
مع ميساء الوضع آمن هنالك وقت لتركيز با العمل وهناك وقت لتركيز بمتع الحياة ...
مع مضاوي الوضع أشبه بدخول متاهه لا تركيز و لا راحه بل تفكير دائم بكل منعطف غير آمن
و هنا يجب استغلال النضوج الفكري الذي تقدمه مختلف التجارب .. أليس مطلبنا ونحن صغار
أن نكبر حتى نتحكم بمصائرنا , لماذا إذا نكبر لنحتار بما كانت عقولنا الصغيره آن ذاك تراه
بمنتهى البياض أو السواد ! ...
..................................................
.
.
الصغار يعرفون ولاة أمورهم و الكبار يبحثون عن من يتولى أمورهم !
.
.
خرجت من عملي بعد أتصال غير معتاد من والدي يطلب مني ملاقاته في أحد المقاهي ...
من مكان العمل إلى مكان اللقاء عصفت بي الأفكار ... استحضرت كل القضايا التي يمكن أن
يريد والدي أن يناقشها معي حتى الجوري أختلقت لها موضوع يمكن مناقشته مع والدي إلا
الموضوع الذي هو اللب الحقيقي لهذا اللقاء ..
لكن كيف كان لي أن أتنبأ ؟!
..................
خالد : هي صاحبة الراي .
أبو خالد بسخريه : أجل الراي رايك أدري أن الشور بيدها بس أنت الواسطه اللي بيني وبينها
يعني مو معقوله بروح أكلمها من راسي لراسها .
خالد : فاهم عليك بس لو وحده من خواتي تكفل با الموضوع يكون أحسن هم قراب لها و ممكن
يأثرون عليها أما أنا الصراحه شوي مستصعبها .
أبو خالد : شلون يعني مستصعبها شايف علي شي لا يكون مو معجبك وما تبي تناسبني ؟!
تعليق ابي ساعد على تخفيف التوتر الغير مبرر الذي شعرت به عند طرحه الموضوع الغريب
و ها أنا لا أستطيع كبح ضحكاتي ...
أبو خالد : صج أنك جليل حيا و الشرها علي اللي عادك سند .
خالد ممازحا : منك السموحه يا أبو خالد و لا يهمك ان مارضت بنتنا بنزوجكيها غصب .
أبو خالد بغيض : وبعدين معاك ؟
خالد يقبل رأس أبيه معتذرا : أنا آسف.... بس فهمني شطاري بعد ها السنين ليش تبي ترد أمي
تراها مثل ما هي ما تغيرت يعني ممكن تردون تعيشون نفس الوضع اللي كنتم تعيشونه .
أبو خالد موضحا ما لا يخفى على خالد : يا خالد أمك كانت غيوره و كنت اعطيها أسباب للغيره
بس اللحين تغير كل شي و أنا ما عدت الأولي .. أنا يا خالد ما عمري بغضت أمك با العكس لها
معزه في قلبي غير عن كل خلاني بس غرتني الدنيا شباب و مال وكل شي بغيته ملكته تناسيت
أن ها الدنيا كل يومين بحال وهذا أنا فقدت الشباب و الاستقرار ومالي ماعاد يغطي لي عيوب
خالد معاتبا : و تبي ترد أمي بعد ما شبعت من الدنيا ؟
أبو خالد : لو شبعت من الدنيا ما فكرت في أمك .. أنا بردها لأني أبي أصحح غلطه غلطتها في
حق نفسي قبل ما أغلطها في حق أمك ...
خالد : يمكن ما ترضى ترد لك .
أبو خالد : روح لها أنت و الجوري وتوسطو لي ..
..........................
لم أماطل و عندما حل المساء أيقظت أميرتي الجوري وحملتها متوجها لسيارتي لكن مناير كانت
لنا با المرصاد يبدو أنها أخذت على عاتقها أن لا يخرج أي شخص من منزلنا من دون ترتيب
هندام و بعض الزاد ...
و صلنا لبيت العروس وكانت بالأستقبال ...
حملت الجوري وتجاهلت وجودي ..
ليس هذا العشم أمي .. لكن لنتقاضى عن الأمر لبعض الوقت ..
ما رأيك با العريس الخطير !!
......................
خالد بتعجب : وشدخل يوسف بالموضوع عشان أتشاورينه ؟
أم خالد : يوسف ولي أمري .
خالد بصدمه : يمه الله يهداج عندج انا و سلمان وتولين يوسف أمرج ؟!
أم خالد : أنا في بيت يوسف ولد أخوي أما أنت ولد أبوك وجاي توسط له عندي .
خالد : هو أبوي وأنتي أمي وكلكم تهموني ماله داعي نطولها وهي قصيره اذا موافقه من بكره
الملجه واللي وراه تنورين بيتنا .
أم خالد تنهض بغضب : إذا أبوك يبيني يجي هو وأنتم وأخوه ويخطبني من ولي أمري ووقتها
أفكر أوافق أو لا طبعا بعد ما آخذ شور ولي أمري ....
........................................
الجوري لم تتوقف عن البكاء إلى أن نامت يبدو أن غضب والدها أزعجها !
غاضب و لا يريد التحدث حتى معي .. غضبه غير مبرر هذا ما أخبرته به لأجد نفسي فجأه في
معسكر أمه !
............
مناير : أنزين معصب فهمنا وما تبي تكلمني بطوفها معدتك شكو ليش ما تبي تعشى ؟!
خالد بإنزعاج : مناير قلت لج بدال المره عشر خليني بروحي .
مناير : أنا لو مكانك اللحين جان مسويه حفله بدال جو العزى اللي خالقه لنفسك .
خالد : فرحت الصبح لما قال ابوي انه بيرد أمي بعد ما أقنعني بأسبابه بس أمي الله يهداها عكرت
مزاجي بطلبها الغريب .
مناير : با العكس طلب أمك مو غريب كل اللي أطلبتها يجي ابوك و يخطبها من بيت أهلها .
خالد : الوضع يختلف اللي خاطبها أبو عيالها وولدها جاي يتوسط بينهم يعني ما له داعي تعقدها
وبعدين سالفة ولي الأمر ما تدخل العقل وحده بعمرها مالكه أمرها وشورها من راسها ؟!
مناير تبتسم بصدق : شدخل العمر في الموضوع , الأصول أصول بعدين طالع الموضوع من
بعيد وحده تطلقت من زوجها أبو عيالها اللي كانت تموت فيه لخياناته المتكرره وبعد سنين لما
شبع من الدنيا وراح شبابه تذكرها و هي اللي ما نسته تبيه بس بنفس الوقت تعز عليها نفسها
وتبي تقدم سبب مقنع لرجوعها له , تبي تصنع مبررات وتحط لنفسها قيمه ما تبي يرددون
الناس المنطق السخيف " شايبها وردت عليه عشان تشيله و يشيلها على كبر" ..
و ياليت تشجع أبوك ينفذ اللي هي تبيه ويروح يخطبها بنفس الطريقه اللي أطلبتها .
خالد بعد صمت قصير : مو مشكله طلبها مقدور عليه بس الخوف أنها مسويه كل ها المسرحيه
أنتقام من أبوي تبي تحرجه قدامنا كلنا و آخر شي ما توافق .
مناير : عاد هني يجي عامل العمر و التجربه أمك لا يمكن تخاطر في علاقتها معاكم لأن
تدري أن أي أهانه لأبوكم بتاخذونها بشكل شخصي عشان جذيه أرقد و آمن جدة الجوري بتنور
البيت عن قريب .
خالد يتأمل مناير : مو خايفه من وجود أمي في البيت خاصه أن أختج ما كانت مرتاحه معاها ؟
مناير : أمك و مضاوي كانو مقابلين بعض أغلب الوقت بس في بيتنا الوضع بيختلف خاصه أن
أبوك بيكون له دور في حياتها يعني أنا بكون آخر همها .
خالد : توعديني أن ما يجي اليوم اللي تخيريني بين أمي و بينج .
مناير بصدق : وعد يا خالد كل ما ضقت منها بذكر نفسي أن لولاها ما كنت بحياتي .
خالد با بتسامه لئيمه : يو يا مناير حالتج صعبه لهدرجه تموتين فيني .
مناير تتظاهر با الحزن : شفت عاد مو أكسر الخاطر ؟
خالد : لا و الله أنا اللي أكسر الخاطر دايما تغلبيني .
..................................
تغلبني بتسامحها و قلبها الكبير و عقلها الذي يحمل من الحكمه الكثير دائما تذكرني أنها سند لي
وأن بوجودها دوما لي حظ في السعاده النقيه التي تأتي من غير منة و لا تفضل ...
أحبك أم الجوري ...
.................
.
.
.
فراش وثير في غرفه تلفها البروده وتسكن بظلام دامس هو كل أحتياجاتي لنوم هانئ إلا هذه
الليله !
أتقلب على شوك وأتعرق من البرد .. وتخنقني الظلمه !
لا أستطيع النوم مهما حاولت ...
توعدني با الهجر إن لم أتخذ موقف !
أهجر لا أبالي مازلنا على البر.. كان جوابي الغير مبالي ...
أنتي من على البر أما أنا أصبحت بمنتصف البحر .. أغرق وأنتي تتفرجين !
............................
مشاعل : ما تعرفين أطقين الباب ؟
منيره : حتى انتي أدرعمين علي وما أطقين الباب .
مشاعل : انزين شتبين هاجدتني بنص الليل ؟
منيره : شلون هاجدتج وأنتي عيونج مبققه با الكمبيوتر .
مشاعل : ما قدرت أنام قلت أقعد على النت اشوي .
منيره : حتى أنا مو قادره أنام .
مشاعل : أنتي للحين تفكرين بالموضوع , صج ما عندج سالفه .
منيره : شلون ما عندي سالفه ؟
مشاعل : يعني سالفة تو الناس بكمل دراستي و الخرابيط هذي ما لها داعي الرجال شاريج و
ماعنده مانع تكملين بعد العرس وقال لج مسألة العيال تتأجل لين تخرجين يعني ما عندج عذر
منيره : أشوفج واقفه بصفه .. غريبه ؟!
مشاعل : لو أعرف أنج ما تحبينه وما تبينه قلت لج خليه متعلق بالخطبه و بعد اتخرج أصدميه
وعطيه أكبر طاف و بجذيه يا خذ أحلى درس بس الواقع أنج تبينه و تموتين على الأرض اللي
يمشي عليها وكل اللي تسوينه من تطنيش وثقل مو متعب أحد غيرج .. فتوكلي على الله وتزوجيه
وأشبعو من بعض وريحونا من سالفتكم .
منيره : شفيج مشاعل متضايقه و شكلج مليتي مني وما عاد متحملتني .
مشاعل : صحيح أنا متضايقه بس مو منج على وجه الخصوص ...
منيره : شنو الي مضايقج ؟
مشاعل : ما أقدر أحدد لأن في كذا موضوع شاغلني .. أنتي و خطبتج موضوع من ها المواضيع
منيره : متضايقه أني بتزوج أو متضايقه أني بتزوج فواز .
مشاعل : السببين ...
منيره : فهمت ... بس أنتي بعد بتزوجين أن شاء الله وبتنسيني مع حبيب القلب يعني كلها مسألة
وقت و تروح ها الضيقه .
مشاعل بتهكم : ومنو حبيب قلبي المقرود آنسه منيره ؟
منيره : وهو في غيره سيد شباب الحاره .
مشاعل : وجع .. لا يكون تقصدين سويلم ولد جيرانا ؟
منيره ضاحكه : سويلم بعينج تراه شرطي ئد الدنيا ..
مشاعل : يا شين لبس الشرطه على عصاقيله ....
منيره : يا قو قلبج الولد كل يوم يترزز قدامج و ينظم المرور بشارعنا كله عشان تلقين مصفط
وبعد مو عاجبج .
مشاعل : ما قلت شي سالم رجال ونعم فيه بس الحياة معاه بتصير صعبه دوامه شفتات و المعاش
بيروح نصه أقساط و أنا الصراحه تعودت على حياة العز .
منيره : خلاص أجل أقبلي با الخطيب الثاني .
مشاعل : نعنبو دارج وانا قايله لا هو اللي ما يبيني و يحوس ويدور يبي يرفض بس مستحي من
يوسف .
منيره : يا بنت اكيد حركات مو معقوله واحد يشوف ها الزين مقدم له على طبق من ذهب
ويرفضه .
مشاعل : اولا انا واثقه من نفسي و المشكله مو فيني المشكله في شخصه .. واحد مثل سلمان
يخاف من المرأه القويه الواثقه من نفسها حتى لو يشوفها مثيره .
منيره : يا سلام لو بنقوس على ها المنطق أجل ليش كان متعلق في بنت عمه اللي اجتمع مع
زينها قوة شخصية .
مشاعل : هذا انتي جاوبتي على نفسج .. كان .. يعني لما قلبها في مخه شافها ما تصلح .
منيره : لا مو صحيح هو كان يبيبها على كلام جود و هي ما تبيه على كلام اختها ندى يعني
المسأله مو متعلقه في تحليلاتج ...
مشاعل : ما فهمت اللحين شنو تقصدين ...
منيره : أقصد يمكن يبي يفرد عضلاته ويتمنن شوي بعدين يجي يخطبج ..
مشاعل : إذا الموضوع جذيه خليه يفرد عضلاته قد ما يقدر بطوفها له لين يدخل القفص الذهبي .
منيره : هههههههه مسكين يا سلمان ... إلا تعالي لها الدرجه عاجبج عشان اطوفين له ؟
مشاعل : الصراحه اللي عجبني فارس بس مشكلته مو راعي زواج أما سلمان مواصفاته زوينه
يعني أحسن الموجود ...
منيره بقلق : لا مشاعل عن جد إذا مو عاجبج لا تقبلين فيه .
مشاعل : منيره مو كل البنات محظوظات نفسج يحبون وينحبون أنا وحده واقعيه ماراح أقعد
طول عمري أمني نفسي بشي في علم الغيب الدنيا فرص وأنا بستغل فرصتي ...
............................................
عقلي هو من صاغ تلك العبارات التي نطقت بها أمام منيره ..
لكن قلبي يريد فعلا أن يحب .. لكن من ؟ ..
و حتى أن خفق قلبي با الحب لأحد الرجال لن أضحي بقلبي له إلا بمقابل ...
ليس أي مقابل .... عقدا شرعيا يحتفل به جهرا أمام كل الملأ ... هذا هو المقابل الذي يرضي
غرور الأنثى التي تحمل عقلا أثقل من قلوب العذارى مجتمعه ...
.........................................................
لا يمكن الغش با الأوزان في مكيال الصدق ...
إن وضعت مشاعل التي لا أحمل لها إلا الأعجاب بكفه و أبنة عمي جواهر التي يهيم قلبي بها
حبا با الكفه الأخرى ...
سترجح كفة مشاعل لا محاله ...
ما عرفته عن جواهر شوه صورتها البريئه أمامي وجعل عقلي يذكرني دائما بسخافة قلبي الذي
مازال ينبض عند لقياها ...
ما عرفته و أعرفه عن مشاعل من خلال مكان العمل الذي يجمعنا أثبت لي بشكل قاطع أن
الجمال يصقل بعقل راشد ...
فارس ... حلم الكثيرات لم يحرك بها ساكن ...
لم تتزعزع سلوكياتها السليمه في حضرته ...
و لم تتغير تصرفاته الحكيمه لإرضائه ..
لم تتجاوب مع تلميح و لم تلين بعد تصريح ...
لم تتجول في الردهات تخبر كل الزميلات عن العاشق الولهان .. تجاهلته بشكل واضح ...
...........................
سلمان يتفحص بطاقة الدعوة الملقاة فوق الملفات : مشاعل ها البطاقه لج .
مشاعل : يو هذي البطاقه رميتها في الزباله ... أكيد عامل النظافه ردها ...
سلمان : هذي بطاقة دعوه من ..
مشاعل تقاطعه : عارفه من منو ...
سلمان : أي بس حنا في قسم العلاقات العامه و لازم نحضر أي مؤتمرات و لقائات عمل تصير
مفروض انج ما ترفضين أي دعوه وضروري على الأقل اذا ما حبيتي تحضرين تبلقين زملائج
مشاعل : إذا تبي البطاقه أخذها أنا ما أحب أحضر دعوات العشا خاصه لما تكون من واحد
عزوبي فاضي بيخته بحجة مقابلة عملاء أجانب !
سلمان بصدمه : بيخته ؟!
مشاعل : تصور ..
سلمان بغضب : صج قليل أدب و ما يستحي على وجهه بس هين أوريج فيه ...
مشاعل : يوسف صار عنده خبر و بيتصرف بنفسه ..
...........................
كلفتنا دعوة العشاء مناقصه نحن بحاجه إليها ...
..........
يوسف بتذمر: تزوجها و فكني منها ...
سلمان بأبتسامه : ليش ما تفنشها من وظيفتها و تفتك منها ؟
يوسف : وتروح تشتغل عند فارس ...
سلمان : لا مو معقوله تسويها اصلا راح تستسلم وتقعد في البيت لما ما حد يقبل فيها إلا بعد ما
تقدم تنازلات ...
يوسف : ردة فعل المغتاظ ما تنقاس .. أفضل حل برايي تزوجها و بلشها في عيال يشغلونها ....
سلمان : خل نتكلم بجد أنت شايفها تصلح لي ؟
يوسف : و الله يا سلمان أنا أشوف مشاعل ثقل و عقل أصلا لو علي أزوجها فواز يمكن يعقل
على أدينها .
سلمان : تدري يوسف أن موضوع الزواج يبي تفكير لأنه قرار مصيري ...
يوسف مقاطعا : فهمت عليك ما لك خاطر فيها , ما كو قدامي إلا عملية الفرز عل و عسى ألقى
واحد مناسب .
سلمان : يوسف ادري انك مو محتاج نصيحتي بس ترى مو حلوه بحقها انك تمشي و تخطب لها
لأن ممكن تنفهم غلط ..
يوسف يوقف سلمان بسرعه : لحظه .. لحظه انت فاهم غلط , أنا أولا اقصد با الفرز الخواطيب
اللي يجون يخطبونها و الصراحه مو عاجبيني و لا أنا شايفهم مناسبين لها و لا اقدر اتصور ان
واحد منهم يصير عديلي , بعدين يا سلمان انا ما كلمتك عنها إلا لأني ابيلك و ابيلها الخير بس
لا تصور أبدا أني امشي بين الناس واخطب لها ...
سلمان : أي بس يمكن هي مو فاهمه ها الشي ..
يوسف : با الأول كانت تفكر مثلك لدرجة أن زوجتي كلمتني با الموضوع تعاتبني على لسانها ...
..........
مضاوي : لا يكون أختي مسوده و جهك وتبي تزوجها عشان تغطي على فضيحتها ...
يوسف : انتي اللحين جايتني بنص الليل عشان تهاوشين ؟
مضاوي : رد علي ليش ما تحترمها و تحترمني , ليش تنزل مقامنا عند اللي يسوى و اللي ما
يسوى ؟
يوسف : اشرحي لي شلون قللت من احترامكم ؟
مضاوي : اللحين تروح تخطب لها ولد عمتك اللي يكون بنفس الوقت زميلها و ما أنت فاهم
شلون قللت احترامها و فوق جذيه تجي تجذب علي و تقول انه خطبها منك و تخلي شكلي سخيف
قدام أختي اللي عارفه كل شي .
يوسف يعدل وضعية جلوسه على سريره و يصارحها بهدوء : لما تصوغين الموقف بها الشكل
اوافقج أن شكلي طالع بايخ وانا اجذب عليج بعد ما خطبت ولد عمتي لأختج ..
بس الحقيقه تختلف ...
مضاوي : تختلف ؟
يوسف : مشاعل جوهره لا يمكن ارخصها لأحد و ما يستاهلها إلا سلمان ولد عمتي و عشان
أكون صريح أكثر بزواجهم أضمنج ..
مضاوي بأستفسار : تضمني ؟
يوسف : أي أضمنج يعني وين بتروحين لصارو كل خواتج ماخذين من نفس العايله يعني بدورين
و بترجعين لحضني ..
مضاوي : سبب سخيف و تافه وما يبرر تصرفاتك ..
يوسف : لما تحطيني بموقف سخيف بأتصرف بشكل أسخف ..
مضاوي : و شلون حطيتك بموقف سخيف ؟
يوسف : تطلعين من بيتي و أجي وراج و آخر شي منفي بغرفه يم غرفتج و الكل يدري خواتج و
اخوي وحتى عيال عمتي الصراحه شكلي جدا سخيف و أنتي السبب .
مضاوي : مو صحيح أنت السبب با اللي أنت فيه أنا ما غصبتك على شي با العكس انا طالبه
الطلاق و بريحك مني .
يوسف : ومن قال لج أني ابي ارتاح منج ؟ .. أنتي يا مضاوي عجيبه كل ما فيج متناقض ..
مضاوي : وين شايف ها التناقض ؟
يوسف : اللحين تجين بآخر الليل وأنتي كاشخه كشخه الطير العقل لغرفتي اللي نافيتني فيها
عشان تهاوشين على سالفه ممكن أناقشها الصبح و تقولين وين التناقض ؟
مضاوي بإضطراب : أنت فاهم غلط ...
يوسف يقترب منها : فهميني ..
......................................................
لا يوجد أغبياء .. بل .. يوجد متذاكون ....
نصيحه ... لا تتذاكى على محترف في مجال صنعته ...
عندها تصبح بطلا لفيلم صامت !
.
.
.
.
.
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم ...
|