الجزء الرابع و العشرون :
بداية جديده و أعتزم أن تكون نظيفه ...
ها نحن في منزلنا الجديد الذي يساوي كل قصور الأرض ...
أحرار .. نعم .. نحن أحرار أخيرا ...
........
منيره : يااااا الحريه إحساس لا يمكن ينقاس ..
مشاعل : يا سلام صرتي تصوغين حكم .
منيره : وأزيدج من الشعر بيت بكتب معلقه عنوانها " أنا و مشاعل على درب الحريه "
ههههههه
مشاعل : ههههههه ياعمري يامنيره من زمان ماشفتج شاقه الضحكه , شوي شوي ترى بينفك
فكج من قو الأبتسامه .
منيره : ياختي خليني أضحك و أهيص أنا مسجونه توها طلعت من السجن بعد مابرؤوها .
مشاعل : كلووووووليش ... أجل خليني أوزع الشربات .
منيره : عاد تطنزين أو ماتطنزين مو مهم أهم شي أني فرحانه , يله قومي شغلي المسجل
برقص .
مشاعل : الحمد الله و الشكر بتفضحينا في جيرانا قبل مانتعرف عليهم .
منيره : يووو مشاعل شفيج مكتمه وماده البوز شبرين ؟!
مشاعل : أكيد بمد البوز وبكتئب الأسبوع الجاي بداومين وأنا بقعد بين أربع طوف .
منيره : مو قالج خالد أوظفج بشركه وعيتي , وهذا أنتي مو لاقيه شغل .
مشاعل : أنتي من صجج تبيني أشتغل في شركتهم نسيتي أن الشركه ليوسف اللي أختج
بتطلق منه و فواز اللي أفضحج بين الناس .
منيره : أولا خالد له نصيب بالشركه ويقدر يعينج وماراح أحد يعترض ثانيا يوسف ماطلق
مضاوي للحين , و لا بعد أبشرج ماراح يطلقها لأن ببساطه هي اللي اطلبت الطلاق واللي مثل
يوسف مايتحملون الرفض SOيوسف للحين يعتبر زوج أختنا وبما أنه المدير العام بيحطج الكل
على العين والراس , وأخير و الأهم أنتي محتاجه خبره و زباين إذا تبين تشتغلين في المستقبل
بروحج , هذي احسن فرصه لج بتنظمين مؤتمرات و تستقبلين وفود وتنظمين جداول الأعمال
كله بأسم شركه معروفه والكل بيعطيج وجه وممكن تثبتين نفسج ويصير لج اسم.
مشاعل : ولو كرامتي ماتسمح لي.
منيره : أجل صفقي راسج بطوف لأن ماعندج حل ثاني .
مشاعل : يووووو بس خلاص يامنيره مو تزودينها علي .
منيره : أسمعي يامشاعل إذا مستحيه تردين بكلامج قدام خالد أنا عندي الحل .
مشاعل بلهفه : شنو حلج ؟
منيره : أنا راح أكلم مناير وأقول لها انج بتشتغلين بشركه كلها شباب وطبعا مناير راح يزر
عقلها أسم الله عليها و بعدين خالد اللي يموت فيها بيجي يتوطى في بطنج ويقول غصبا عليج
تشتغلين معانا .
مشاعل : هههههه ماعليه خليه يتوطى في بطني اهم شي أشتغل , يله شنو ناطره روحي كلميها
اللحين .
منيره : أول شي شغلي المسجل ارقص رقصتين لتحميه .
مشاعل : ياااااربي على المذله ....
..............................................
... بعد أسبوع ...
عدت لمقاعد الدراسه من دون صديقات ...
ولا أعرف إن كنت سأجد من تقبل صداقتي , لأني لا اعرف إن كانت جود فضحتني أمام الكل ..
لكن من المنطقي أن تعطي سبب لصديقاتها عن سبب نبذي من دائرة الصداقه , ويجب أن يكون
سببا قويا لا يمكن لأحد أن يلومها بعده ...
....
لكن فجأه أتت لمحادثتي أحد معارفنا المشتركين لتخبرني أنها آسفه لمعرفة أن صداقتنا أنتهت هذا
الصيف و أنها ترى السبب سخيف ! ... المشكله أنني لست متأكده مما تعرف حتى تراه
سببا سخيفا ...
.....
منيره تحاول ان تعرف السبب : جود اللي علمتكم ؟
مريم : لا ندى بنت عمها قالت لنا , الصراحه ماعندكم سالفه أنتم شعليكم بسالفة الخلافات بين
أختج وأم جود.
....
إذا هذا هو السبب الذي خلقته جود لتبرر قطع علاقتنا ... شكرا لها لإعفائي من مهمة الدفاع عن
سمعتي أمام الغرباء , إذا جود أعطتني فرصه للعيش من جديد ! ...
....
مريم : منيره مهما صار روحي على الأقل باركي لها .
منيره : على شنو ؟
مريم : على خطبتها .
منيره : خطبتها ؟! , متى أنخطبت و لمنو ؟
مريم : غريبه ماقالت لج أختج الكبيره أن جود أنخطبت لولد خالها .
منيره بصدمه : ولد خالها ؟!! , تقصدين فواز ؟
مريم :أي الظاهر أسمه فواز.
....................................
أنتظر أن تباركو لي لا أن تستهجنو وترفعو حاجبكم إستنكارا ...
نعم انا الآن خطيبة فواز وسنتزوج الصيف القادم , حدث كل شيء بسرعه من دون تخطيط ..
بعد أخداث هذا الصيف ومحاولتي الأبتعاد عن فواز أدركت أني لا أقدر على فراقه , نعم لا اقدر
على ذلك , أكتشفت أن مشاعري ليست مشاعر أخويه تجاهه بل هي أعمق , مشاعر تجعلني
غيوره من كل أنثى تقترب منه , مشاعر تجعلني لئيمه و شريره و غير مسامحه حتى لصديقه
عزيزه علي , منيره خطر هدد حبي الذي لم يعرف به فواز , و الآن تحقق ماأردت هو معي
وليس معها ...
...................
تفاجأت بجود تتصل بي لئلاقيها في الحديقه و لا تتصورو كم فرحت فلقد كانت المره الأولى
التي تحدثني بها منذ مقاطعتها لي لشهور , أعتقدت أنها تريد أن تتحدث عما حصل خاصة بعد
رحيل امي والبنات من المنزل لكن ماقالته لي كان مفاجأه بجميع المقاييس ....
......
فواز : هلا وغلا بجودي , جذيه اهون عليج وماتكلميني كل هالمده .
جود : أهمك ؟
فواز : طبعا تهميني كم جودي عندي ؟
جود : هذا السؤال ماحد يقدر يجاوبه إلا أنت .
فواز : أوج ... قويه... لا ما أتذكر أني غازلت وحده اسمها جودي من قبل.
جود : فواز بسألك سؤال وأتمنى تكون صريح معاي .
فواز يهم بالجلوس : وهذي قعده وأسئلي اللي تبينه .
جود : تحب منيره ؟
فواز بنبرة المدافع : أكيد لا .
جود : تحبني ؟
فواز : أكيد أنتي بنت عمتي وغلاتج من غلاتها .
جود : هذا أغبى جواب ممكن واحد يجاوبه لوحده تموت في الأرض اللي يمشي عليها.
فواز يقف متفاجأ : انتي شتقولين ؟
جود بجرئه : أحبك تبيني أصرخ بعلو صوتي عشان تفهم وتستوعب.
فواز : جود قصري حسج .
جود : ليش أقصر حسي شنو العيب فإن الوحده تحب , أنا أحبك بس مو معناته أني برخص
نفسي بأسم الحب.
فواز : واللي تسوينه اللحين شنو اسمه ؟
جود : أسمه تصالح مع الذات , ما أبي أزعل على نفسي بعد كم سنه وأقول ليتني صارحتك
بااللي أحس فيه .
فواز : الكلام اللي تقولينه عيب.
جود : العيب اللي يلعب على بنات الناس بأسم الحب و يقول أنا شايل عيبي.
فواز : إذا هذا رايج فيني شلون تحبيني ؟
جود : الحب مو منطق يا فواز , الحب شعور صعب تفسيره .
فواز : وشنو ناطره مني بعد تصريحج بحبج لي ؟
جود : اولا لا تناديني بجودي , ثانيا حط حدود للكلام من بينا و أنا من باجر راده بيت أبوي
ووعد مني أني راح أحاول قد ما أقدر ما أتلاقى وياك.
فواز : كلامج متناقض شلون تحبيني وتبين تبعدين عني و تطلبين مني أبعد عنج؟!
جود : أحبك بس انت ماتحبني وماراح اخليك تلعب بمشاعري و لا راح اسمح لنفسي احبك أكثر.
فواز : جود انتي صدمتيني بكل اللي قلتيه .
جود : أدري بس لا تتوقع مني اني اعتذر هذا اللي احس فيه وماالي عذر أتعذر فيه .
........................
لو لم تكن جود لتصرفت بشكل مغاير لكن هي أبنة عمتي و أخت أعز أصدقائي لذلك كان علي
أن أتصرف بشهامه و أن تكون ردت فعلي غير مشابه لردت فعلي التقليديه أمام كل فتاة
صرحت بحبها لي , وهكذا تمت الخطبه ....
...............................
لم أخبر منيره و مشاعل باخطبة جود , فقط أخبرت خالتي سلمى التي لم تبدي أي أهتمام لهذه
الأخبار مما حيرني , ألهذه الدرجه تبدلت مشاعرها أتجاه أبنائها , أم أنها تحاول أن تنساهم كما
نسوها ؟! ...
آآآه الكثير من الأمور شغلت بالي في الأسبوع المنصرم , خالد جن من الموضوع لم يرد أن
تتزوج جود من فواز وبرر ذلك بما حدث بين أختي وفواز لكن الكل وقف معها حتى والدها ؟!!
وبالأخير أنصاع خالد لهم لأنه لم يرد أن يفقدهم ... وهكذا تمت الخطبه ...
...............
مشاعل : ليش ماقلتي لنا ؟
مناير : قلت للخاله سلمى ونسيت اقول لكم .
مشاعل : لا مانسيتي تقولين لنا بس حسبالج منيره بتزعل من الموضوع على أن مردها بتعرف.
مناير : فعلا كنت خايفه منيره تزعل من الموضوع .
مشاعل : لا تخافين منيره عادي عندها الموضوع ولا حطت السالفه في بالها با العكس مستانسه
أن فواز بيتزوج , هم وأنزاح .
..............
لا تصدقو مشاعل هي فقط تحاول طمأنة مناير لكن الواقع اني اصبحت فجأه تعيسه ...
نعم فاصديقتي التي احببتها من اعماق قلبي نبذتني من أجل شخص شوه سمعتي بعد أن نصبني
عدوته التي يجب التخلص منها , خذلتني .. فعلا خذلتني ...
وهو أستمتع باللعب بأعراض الناس وبعد أن شبع ذهب ليقطف الورده التي كان يحرسها من
النباتات السامه التي على شاكلتي ! ...
......................................
هاهي منيره تنزوي بعيدا عنا مره أخرى , يبدو أن خبر خطبة جود من فواز كان ضربه قويه
أصابتها في مقتل , كنت أعتقد أن جود تحتاج لبعض الوقت حتى تعاود علاقتها مع منيره لكن
حدث العكس تماما , الآن أصبح من المستحيل ن يكونا أصدقاء من جديد ...
منيره لا تملك صديقه ولم تملك صديقه من قبل دائما كانت تجد مشكله في تكوين الصداقات و أن
كونتها تجد صعوبه في الحفاظ عليها , للأسف فقدت الثقه بوجود صداقه حقيقية بسن مبكره ! ..
أما أنا فافقدت الثقه بكل شيء ...
أجلس في منزلنا الجديد معلقه و عاطله عن العمل حياة كئيبه حاولت من قبل تجنبها لكن
على الرغم مني أجد كل الظروف تدعوني لأعيشها .
أصبح كل من حولي يرهقني بنصائح و الأنتقادات و بالأخص مناير فقد أصبح الحديث معها
مخاض مرهق يتلف الجسد والعقل ...
....
مناير : أنجنيتي تبيني اخلي خالد يردج لوظيفتج ؟!
مضاوي : وشفيها مو زوج أختي و لازم يساعدني .
مناير : ويوسف ؟
مضاوي : إذا مو عاجبه خليه يطلق بدال ماهو معلقني .
مناير :اللي بتسوينه لا يمكن يلوي ذراعه ويخليه يطلق , الظاهر أنتي بتولعينها و بتحترقين فيها
مضاوي : احترقت و اللي صار صار اللحين خليني أخربها .
مناير : مضاوي انسي الموضوع ودوري في مكان ثاني و أن شاء الله بتلاقين الوظيفه اللي
تناسبج.
مضاوي : ماراح ادور وظيفه بأي مكان , الشركه موجوده وكل اللي عليج تطلبين من خالد
يردني لقسم المحاسبه .
مناير تدعي الأستسلام : انزين بكلم خالد بس إذا رفض ماراح ارد أكلمه .
مضاوي : صار.
...........................................
حدثتني مناير قبل أسبوع بموضوع وظيفة مشاعل, أخبرتني كم هي قلقه من أتصال منيره التي
أخبرتها بأن مشاعل ستعمل في مكان ستكون هي المرأه الوحيده فيه !
بأعتقادي أن مشاعل لم تجد عملا لكن هي مناوره من منيره لأقدم لأختها وظيفه جيده في الشركه
كم هي ذكيه تلك الفتاة الصغيره , لكن ماغفلت عنه اني أعمل في السوق وكنت سأعرف إن كان
هنالك شركه تسمى " ألاسكا بيزار " !!!
مضحك كيف أختلقت مثل هذا الأسم عندما فاجأتها بسؤالي عبر أتصال عاجل بها لأستفهم عن
هذه الوظيفه التي يقدمها شباب طموح لفتاة من غير خبره ...
على كل حال حصل ما أردت وهاهي مشاعل تعمل بشركه تحت عيني , لكن عادت مناير تكلمني
بموضوع آخر لكن هذه المره بخجل بدى من خلال نبرة صوتها و على ملامحها الآسره ..
.......
خالد : مناير يا حياتي دشي بالموضوع على طول انا زوجج و مومحتاجه تقدمين ديباجه لأي شي
تبين تطلبينه .
مناير : الطلب مو لي .
خالد : أجل لمنو ؟
مناير : لمضاوي .
خالد : بتكلمين بالقطاره كملي مضاوي شتامر عليه .
مناير : مايمر عليك عدو , مضاوي تبي ترد توظف بشركه بقسم المحاسبه .
خالد بعد صمت قصير : خلاص تجي باجر وتستلم وظيفتها .
مناير : انت عن جد تكلم ؟!!
خالد : اي عن جد أتكلم .
مناير : ويوسف ؟
خالد : فهمت انتي جايه تقولين لي وانتي اصلا مو راضيه بس تبين الرفض مني.
مناير : لو تبطل عادتك وما تقرأ كل شي في بالي.
خالد : آخ يامناير في شي واحد مو قادر أقراه .
مناير : خلنا في سالفة مضاوي .
خالد : أنزين خلينا في سالفة مضاوي , ليش انتي رافضه ؟ ترى زين من مضاوي ماراحت
تشتغل في مكان ثاني .
مناير : بس يوسف لما تزوجها شرط عليها تهد وظيفتها .
خالد : اللحين هم منفصلين وهي حره بحياتها .
مناير : بس للحين هو زوجها ومو حلوه تعصاه بشركته و قدام موظفينه .
خالد : خليها تكسر خشمه عشان يمشي بتواضع بين الناس.
مناير : خالد طلع مضاوي من خلافاتك مع يوسف .
خالد : مناير مو ملاحظه انج تحاولين تكونين وصيه على مضاوي تراها كبيره وتعرف
مصلحتها وين و الأكيد انها تعرف يوسف اكثر مني و منج .
مناير : ما اعتقد انها تعرف مصلحتها و لا تعرف منو هو يوسف .
خالد : وأنتي تعرفين منو هو يوسف ؟
مناير : أعرف أنه ولد خالك.
خالد : و القصد ؟
مناير : لكم نفس الطبع لو تصرفت مثل مضاوي ماكنت اليوم على ذمتك.
خالد : مافهمت .
مناير : انت ماتحب احد يعاندك ويحرجك خصوصا قدام الغير حتى لو كان على حق و يوسف
بعد له نفس الطبع .
خالد : يعني بتفهميني أنج عصاتي الي ماتعصاني .
مناير : انت شايف غير جذيه ؟
خالد : أنا شايف أنج بتعيشين باللي هي فيه و ما يهمج لا مشاعري و لا شنو أفكر فيه.
مناير : شنو مناسبة هالكلام اللي مو صحيح ؟!
خالد : مناسبته حبوب المانع اللي تاكلينهم يامدام .
......
لم أصدم بمعرفته فقد فعلت المستحيل حتى ينتبه لتلك الأقراص التي أتناولها , كم مره تظاهرت
بالأرتباك عند دخوله غرفتي وكم مره نسيت متعمده أقراص مانع الحمل في مكان ظاهر ..
لكن ماصدمني لماذا أنتظر كل هذا الوقت لمواجهتي ...
لماذا أستمر في التظاهر بجهله , لماذا أستمر بمناداتي بأم جوري الأسم الذي أختاره لأبنتنا التي
يتمنى أن تكون نسخه مني ...
.....
خالد : ليش ماتردين ؟ ... تكلمي فهميني لهدرجه شايفتني مو مناسب أني أكون أبو عيالج .
مناير : أدري أنك تعتقد أنك ماتهمني بس الحقيقه انك تهمني لدرجة أني مااقدر أقولك على
السبب .
خالد : ليش ؟
مناير : السبب بيضايقك و أنا ماابيك تضايق.
خالد يهب واقفا : بسج لعب بمشاعري تقولين ماتبين تضايقيني و تسوين كل شي يضايقني
أكره برودج معاي , أكره دور المثاليه اللي تلعبينه , أكره أن تكون حياتنا مبنيه على مصلحه
ما أبيج تحمليني لأن لج مصلحه عندي, ترى بسوي لج كل شي بطيب خاطر حتى لو عصيتيني
حتى لو قلتي لي انج تكرهيني , يامناير أنا أحبج و مالي منه عليج أفهمي عاد .
مناير : آسفه أنك تكن لي مشاعر أكبر من المشاعر اللي أكنها لك .
.......................
رمقني بنظرة المنذهل الذي ضاعت منه كل الكلمات لتجعله في موقف المخذول..
وتركني بعد أن قمت متعمده بإذلاله ..الآن بأعتقادي رددت صفعته لي تلك الليله , لكن لماذا
لا أشعر بنشوة النصر ؟!! ...
بل أشعر بألم أكبر من ألم تلك الليله ...
لماذا ؟!!
هل الدمعه التي لمعت بعينيه هي سبب تناقض مشاعري ...
أم رؤيتي لإنكسار روحه بعد تحطم قلبه تحت قبضة كلماتي ....
لماذا دموعي أنهمرت من دون أذني ...
لماذا قلبي يتألم كأنه ألقي بين كومة زجاج متكسر ...
ماذا فعلت ؟!!
..........................
سأكون مفاجاة الغد ...
زارتنا مناير مساءا بشكل مفاجأ حتى تخبرني بأن خالد وافق على إعادة تعينني في وظيفتي
السابقه في قسم المحاسبه وأن كل ماعلي فعله هو الحظور باكرا في الغد ...
لكن على الرغم من فرحتي أستطعت أن ألاحظ شرود مناير بينما كنا كلنا نتجمهر حول
الخاله سلمى حتى نسمع مغامراتها كفتاة صغيره في حي الفقراء ...
وعندما أستأذنت متحججه بنسيانها مكالمة عبير التي وعدتها بمحادثتها باالمساء تأكدت
بأن هنالك مايزعجها فأنا أعرف ان عبير الآن في شهر العسل و لايمكن ان تتصل بها
مناير في مثل هذا الوقت ...
تبعت مناير ووجدتها في غرفتي تحاول كتم شهقاتها وهي تبكي بمراره ..
.................
مضاوي بفزع : مناير شفيج عسى مو صاير شي ؟
مناير : مضاوي خليني بروحي الله يخليج.
مضاوي : لا ماراح اخليج لين اعرف شنو اللي مضايقج لهدرجه ؟
مناير : متضايقه من نفسي.
مضاوي : وليش مضايقه من نفسج !
مناير : مضاوي تكفين خليني بروحي مالي خلق اتكلم.
.....................
قطع حديثنا صوت مشاعل آتي من بعيد تطلب من مناير أن تتأكد من هاتفها النقال لأن خالد
أتصل يستفسر عن سبب عدم أستقبالها لمكالماته ...
.....................
مضاوي : الظاهر موبايلج على الصامت , يله ردي على خالد قبل مايتهمنا بأختطافج.
مناير : مالي خلق.
مضاوي : الظاهر زعلانه عليه .
مناير : لا زعلانه من نفسي و لا تسألين أكثر لأني مصدعه مالي خلق أتكلم .
مضاوي : أنزين ردي على زوجج وقولي له مالي خلق اكلمك على الأقل ريحي باله من
الوسواس .
....................
أرد على مكالمته وأنا متأكده أنه سوف يطلب مني البقاء في منزل أهلي و أن لا أقلق بخصوص
حاجياتي لأنه سوف يرسلها في أثري ...
لا لن أرد على ماكلمته بل سأعود للمنزل .
........................
مناير : حكيم انا طالعه اللحين .
حكيم : ماما انا يروح بيت .
مناير : خلاص رد .
حكيم : بابا خالد يقول رد بيت هو راح يجيب انتي .
........................
هل علقت با المصيده .... كم أنا غبيه سيتركني هنا إلى أن أطلب العفو ....
أن جلست لوحدي أكثر سأجن ...
................
مشاعل : مناير خالد بصاله ويقول بيطلع ينطرج بره لا طولين .
مناير : خالد هني ؟
مشاعل : اي شكله مستعجل لا طولين .
...........
لبست عبائتي بسرعه وأتجهت للباب بعد أن تعثرت عدة مرات ...
......
و في السياره ...
....
خالد : أولا هذي آخر مره تطلعين مع السايق بالليل بروحج , ثانيا ليش مارديتي على مكالماتي ؟
مناير : أفضل ما أجاوب.
خالد : إذا زعلانه مني ترى أنا آسف .
مناير مستغربه : و ليش أزعل منك ؟
خالد : مناير لا تتصرفين ابرود لما تكونين متضايقه مني افضل تعبرين بالكلام بالصراخ باللي
هي فيه أهم شي ماتختفين من البيت فجأه .
مناير : خالد انا مو زعلانه منك .
خالد : إذا مو زعلانه شلون تبررين زيارتج لأهلج بهالوقت ؟
مناير : أنت قلتها أهلي يعني مو أجناب أقدر ازورهم بأي وقت .
خالد : وأنا ؟
مناير " وأنت شنو ؟
خالد : عادتني من أهلج.
مناير : خالد شفيك ؟
خالد : زعلان من نفسي لأني زعلتج , بالنسبه لسالفة الحمل ترى مو مهمه إذا ماتبين تجيبين
عيال على راحتج أنتي تسوين عندي الدنيا ومافيها و سواء جبتي مني عيال او لا هذا مايغير
غلاتج.
...................
كفى ... أرجوك ...
هذه قسوه منك ...
لماذا تردد علي كل مايجعلني أبحر في الندم ...
أنا نادمه على وقاحتي .. أنا نادمه على معاملتي الجافه لك .. أنا نادمه .. نادمه حقا
.......
بدأت بالبكاء .. هذا كان كل ماقصدته من حواري معها .. أردتها أن تفهم مقدار ألمي , لم أكذب
عليها نعم احبها لدرجة عدم أكتراثي أن أكون أبا ...
أريدها أن تفهم و تستوعب أن بعض الكلمات حتى وأن غلفت بالحب يمكن أن تجرح ...
دائما رددت علي انها تهتم لأمري و لا تحب مضايقتي رددتها لدرجة وصلت لكره هذه الكلمات
وكم أود لو كنت أملك القدره على إلغائها من قاموس المعاني ...
لما أكره هذه الكلمات ؟ ... لأنها تصريح غير مباشر بإن كل ماتكنه لي هو حب أخوي من إنسان
لإنسان ... كلماتها تثبت إعتقادي بأن زواجنا بالنسبه لها زواج تقليدي يقوم على الطاعه والأمتثال
للأوامر و تنفيذ الواجبات كعلامة أمتنان لحقوق بديهيه ...
لا أريدها أن تكون زوجه أريدها صديقه و عشيقه بعقد زواج , هل هذا مطلب تعجيزي ؟!...
..................................
خالد بعد أن تركها تبكي طوال الطريق بدون أن يعلق : إذا ماراح توقفين بجي اللحين بيصدع
راسج و ماراح تقدرين تنامين .
منايرتلتفت لتراقب وجهه : ما سألتني ليش أبجي ؟
خالد : تبجين لأحساسج بندم مو لأنج تحبيني بس لأنج طيبه وماتحبين تجرحين احد خاصه لما
مايعطيج الشخص المقابل سبب قوي.
مناير : يعني كنت متعمد تخليني أبجي ؟
خالد : أي عشان كنت متضايق منج بس كل اللي قلته حقيقي أنا أحبج ومايهمني أكون أب على
كثر مايهمني انج تكونين معاي.
مناير : وإذا ماكنت أبي أستمر معاك ؟
خالد يعظ على شفتيه : أنا أعتقد انج متضايقه ويمكن أنا آخر واحد تبين تكونين معاه اللحين إذا
تبين أردج لبيت أهلج ترتاحين عندهم كم يوم أنا ماعندي مانع .
مناير : مو مفروض يكون هذا جوابك.
خالد : شنو المفروض يكون ؟
مناير : انك لا يمكن تتركني لأني روحك اللي تعيش فيها .
خالد يبتسم : يامغروره ... قلت لج من قبل مشكلتج تعرفين غلاتج .
...............................................
نصيحه لا تتفوهو بحماقات لا تعنونها فقط لمجرد الأستعراض , لأنكم مهما كنتم أذكياء لا يمكنكم
توقع ردة فعل المقابل , فأنا محظوظه ان خالد أنسان ذكي وعرف كيف يحتويني وإلا كنت الآن
أعض أصابع الندم ....
.
.
.
.
.
.
.................
إلى اللقاء في الجزء القادم .
...................................