لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-09, 05:21 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Creep

 

-الشك المرير

تلك الليلة لم تتكرر ثانية. فما عاد يتأخر في العودة إلى بيته و ما عاد يظهر شيئا من البرود.
فيليب بلغ الآن الشهر الثالث، فقد مضى شهران على زواج خالته وعمه، و هو يحس بجو السعادة يحيط به.
كانوا عائلة طبيعية... ولم تظلل الظروف المأساوية التي جمعتهما معا علاقتهما. كما لم تجد غضاضة في دعوة ليزا كيندل لتناول الشاي بعد الظهر. كان باتريك يأخذ الطفل لرؤية جدته مرة في الأسبوع، خلال ستة أسابيع، لكنه لم يحاول طوال هذه المدة دعوتها إلى زيارتهما لأنه شعر بأن سابينا ممتعضة من لقائهما الأخير لكن سابينا اليوم تحس بسعادة عارمة لأنها دعت حماتها لاحتساء الشاي بعد الظهر. صدمت ليزا كيندل عندما تلقت الدعوة الرسمية عبر الهاتف. لكنها قبلتها... على كل الأحوال إنها والدة باتريك. و لن تدع الكراهية تدوم إلى الأبد.
وصلت حماتها عند الرابعة و النصف بالضبط بعد الظهر، تقود سيارة العائلة بنفسها، و أحست سابينا بالراحة لرؤيتها و قد غيرت مظهرها للمناسبة مرتدية بذلة زرقاء حريرية جذابة. لكن سابينا كانت قد تعلمت أن إرتداء الأثواب الفاخرة المكلفة أمر لا يجدي بوجود الأطفال... و يبدو أن ليزا نسيت حتى الآن كيف يكون الأمر مع الأطفال!
قالت ليزا بعد أن تفحصت غرفة الاستقبال بعيني ناقد...
-لديك منزل جذاب...لا شك أنك إستعنت بمساعدة خبير في الديكور.
فابتسمت سابينا لأن المرأة تحاول إنقاص أهمية ما فعلته بنفسها:
-لا... فقبل أن أكون ممثلة... درست فن الديكور الداخلي.
فقالت حماتها بترفع و إزدراء:
-دراستك كانت مفيدة.
-أجل... هل تريدين أن أحمل فيليب إليك الآن؟
-حسنا لهذا جئت!
فرفعت سابينا حاجبيها هازئة، و قالت قبل أن تتوجه لإحضاره:
-ظننتك جئت لاحتساء الشاي.
تمكن من حسن الحظ فيليب من تخفيف حرج و إرتباك المرأتين اللتين راحتا تراقبانه و هو على الأرض يحرك يديه و قدميه في محاولة للزحف، ثم يحمر وجهه غضبا عندما يعجز عن التحرك.
قالت سابينا ضاحكة و هي ترفعه عن الأرض:
-التمرين مفيد له، يقوي عضلاته... هذا ما قالته المرشدة الصحية التي تزورنا.
دغدغت الطفل في رقبته بأنفها ليطلق سريعا ضحكات الفرح... فقالت ليزا:
-لا شك أبدا في صحة فيليب. لكنني أتساءل متى ستتعبين من تمثيل هذا الدور.
-دور؟
-دور الزوجة و الأم الشغوف. قد تكونين ممثلة بارعة، لكن إلى أي مدى تظنين نفسك قادرة على متابعة التمثيل؟
أخذت سابينا نفسا عميقا و قالت بحزم:
-سيدة كيندل... لقد دعوتك اليوم لاحتساء الشاي و رؤية فيليب...لكن الدعوة لاتشمل الإهانة!
-كنت أسأل فقط...
فوقفت سابينا غاضبة.
-إنه سؤال سخيف لا أهمية له عندي! أنا لا أمثل دور زوجة باتريك و أم فيليب... فأنا فعلا زوجة و أم و قد ظننتك نسيت أحكامك المسبقة و قبلتني على هذا الأساس.
-لقد تحملتك فقط لأن ولدي هو من إختار تدمير حياته بزواجه منك... و لأنك شريكته في الوصاية على حفيدي الوحيد. و إلا لما منحتك فرصة البقاء هنا يوما واحدا! كنت أعلم أن نفوذك هو الذي منع إبني من ضعوتي إلى منزله، و أعلم كذلك أنك أنت من تمنعني من رؤية حفيدي متى شئت.
-لكن باتريك يحمله إليك كل أسبوع.
فصاحت المرأة بصوت حاد:
- نصف ساعة لا تغني عن جوع أبدا.
سمعتا صوتا رقيقا يقول:
-إنه وقت طويل كما أعتقد.
إلتفتت المرأتان إتجاه الصوت، فإذا باتريك يقف بالباب المفتوح. فمدت أمه يديها بتوسل و إدعاء:
-باتريك حبيبي....
فرد ببرود و هو يدنو من سابينا:
-أمي...
و رفع يده على كتفي زوجته متملكا، يجذبها إليه لأنه شعر بها ترتجف. فقالت سابينا متحدية:
-والدتك كانت على وشك الذهاب!
فهز رأسه متجهما.
- هذا مافهمته. فشهقت أمه للإهانة:
-باتريك أنت لا تعني ماتقول! أنا...
قاطعها بخشونة:
-و سابينا زوجتي... و لن أسمح لك أو لأي شخص أخر أن يهينها...و بلغي روزي قولي هذا.
فقطبت ليزا:
- روزي؟
أنتما متشابهتان يا أمي...لكنك هذه المرة تماديت كثيرا... لقد أهنت زوجتي أمامي... مع أن سابينا كانت تحاول حمايتك و حماية إبنتك من أن أعرف طبيعتكما الخبيثة المنتقمة...أوه... بلى! لقد فعلت هذا! لكن بعد سماعي لك الآن... و سماع أكاذيبك التي تؤمنين بها... أظنك مخطئة... فلم أكن أنا المخطئ في زواجي من سابينا يا أمي... و لا شأن لها في عدم دعوتك إلى بيتي لأنني أنا من لم أرغب في زيارتك.
شهقت أمه من جديد:
-أنت؟ لا أستطيع الأصديق! باتريك...
قاطعها:
- بلى صدقي... و صدقي ما سأقوله الآن كذلك يا أمي... زواجي لن سابينا ناجح تماما... تماما. و أخر شيء كنت أرغب فيه أن تأتي أنت إلى هنا... لكنك جئت... و الآن... أنا أثني على طلب سابينا ذهابك حالا من هنا. و لا أريد أن رؤيتك مجددا قبل أن تشعري بأنك قادرة على الإعتذار من زوجتي على الإهانات التي وجهتها الآن و في الماضي!
لم يلاحظ شهقة الذشة التي صدرت من سابينا أمام صراخ أمه الفوري:
- لن أعتذر أبدا!
فاستدار يقرع الجرس لمدبرة المنزل و هو يقول:
- إذن... لا شيء يقال بيننا بعد. آه... سيدة كليفس...والدتي ستغادر المنزل حالا.
- باتريك....
- وداعا يا أمي!
نظرت بقلة صبر إلى مدبرة المنزل التي تنتظر أن ترافقها إلى الباب... ثم قالت لابنها:
- ستندم على هذا.
- لا أظن!
و سارعت الأم تغادر الغرفة... فارتجفت سابينا بعد أن بدأت ردة الفعل بالاستقرار في نفسها... فليس هناك أقبح مما رأته. فقال لها باتريك بلطف:
-أعطني فيليب.
أعطته الطفل، ثم دفنت وجهها بين يديها، و بكت:
-يا إلهي! لماذا تكرهني إلى هذا الحد؟
فهز كتفيه:
- إنها لا تطيق رؤية الناس سعداء.
- أتعني أنها ترى أن ما من إمرأة مناسبة لأولادها؟
فضحك:
-و هذا أيضا... إسمعي... لا أعرف سبب كرهها لك... لكنها ستعتذر لك.
- لقد سمعتها ... قالت أندا!
-ستفعل... و إذا لم تفعل فستخسر... هل يمكن أن تتركي فيليب مع السيدة كليفس ساعة أو ساعتين؟ لنتنزه قليلا عل أعصابك تهدأ.
عندها فقط علمت أن باتريك بدأ يهبها نفسه مقابل ما ثبه إياه دون أن يحس بهذا... كان دائما يمنحها السعادة كما تمنحه، لكن الأمر مختلف الآن، إنه يقدم لها الآن بعضا من ذاته كاشفا بذلك عن أشياء داخلية و ها هما يزدادان تقاربا و ألفة.
حافظ باتريك على كلمته خلال الأسبوعين التاليين فلم يسمعا أو يشاهدا أمه. و هذا ما لم يزعجه لكنه أقلقها. فتمة مشاكل كثيرة في عائلته و هي لا تحب أن تكون سببا في المزيد منها. أخيرا أتت روزي فريستون لرؤيتها... و لم تكن سابينا قد إسيت بعد لقائهما الأخير. أما روزي فبدت و كأنها لا تذكر ما حدث، لكن سابينا تعرف المرأة جيدا و تعرف أنها لم تنس. جلس الثلاثة في غرفة الاستقبال، و النار تشتعل في أمسية من أمسيات كانون الأول... فسألته روزي:
-ألا تظن أنك عاقبت أمك ما يكفي؟
فرفع حاجبيه لدى سماعه الوصف:
- عاقبتها؟ أنا لم أعاقبها!
فتنهدت شقيقته بنفاذ صبر:
- إذن لماذا تصر على الابتعاد عنها و منعها من رؤية فيليب؟
- أنا لست مصرا على شيء... إذا أرادت رؤيته فما عليها سوى الاعتذار من أمه.
فلمعت عينا روزي بلغضب و قالت بحدة:
- لكن سابينا ليست أمه!
فقال بصوت عميق خافت محذر:
-روزي! أكره ان أطلب منك الرحيل أيضا.
لمست سابينا صدره متوسلة و هي تجلس قربه على الأريكة:
- باتريك أرجوك!
فصاحت بها روزي بلؤم:
- لا أحتاجك للدفاع عني!
لاحظت سابينا أن عينيه ضاقتا بشكل خطير، فالتفتت إليها مبتسمة و قالت بنعومة:
- أنا واثقة أنك لست بحاجة لي. على الرحب و السءة بأمك متى شاءت...
قاطعها باتريك بخشونة:
- ليس قبل أن تعتذر.
- باتريك...
- أعني ما أقول سابينا... كان تشارلز ضعيفا جدا فلم يحسن الدفاع عن زوجته ضد عائلته... لكنني لست كذلك.
فصاحت روزي:
- تشارلز كان ضعيفا جدا لإيقاف أشياء كثيرة!
فأجفلت سابينا تنظر إلى المرأة بريبة... هل ستبحث أمر أبوة فيليب أمام أخيها؟ لكنه وقف بعصبية شرسة:
- حسنا... لكنني لست ضعيفا. لذا عودي إلى المنزل و أخبري أمك أن هذه ألواسطة المتوسلة لم تنجح. فما أريده هو إعتذار لسابينا. و سأحصل على الإعتذار.
بقي غضبه مسيطرا عليه ما تبقى من اليوم... لكن ما أن أصبحا في الفراش حتى تحول إلى لطف و حب... و عاد الزوج الشتاق الذي تعرفه.
لم تظهر الدهشة على سابينافي الصباح التالي عندما أعلمتها مدبرة المنزل أن حماتها قد وصلت:
-أدخليها!
تحرك باتريك نحو المدفأة ليضع قدمه على الحاجز الحديدي و إبتسامة تساهل على جهه من مرأى وجه سابينا المتوتر.
- إسترخي... لن تؤذيك.
- لكنها ستحاول
لم تكن ليزا كيندل إمرأة يسهل عليها الإعتذار فقد دخلت الغرفة شامخة الرأس، عيناها تلمعان و كأنها تستعد لمعركة. فقال باتريك:
- صباح الخير أمي...
فهزت رأسها ببرود و صوتها يزداد قساوة و خشونة:
-باتريك... سابينا!
بدا أن الصمت إمتد طويلا بعد هذه التحية المقتضبة. إذ لم يرغب باتريك في وصل هذه الهوة... أما سابينا فلم تجرؤ على التدخل. فهي تعلم أنه مصمم على سماع إعتذار أمه.
أخيرا إستدارت العينان الزرقاوان الباردتان إلى سابينا. و بدت الكلمات تخرج بقوة من ليزا كيندل:
-أعتقد أنني مدينة لك باعتذار... لاعتراضك على شيء قلته لك....
فصحح لها باتريك كلامها بقساوة:
-بل أنا من إعترض.
فظهر الاحراج أكثر على أمه:
- حسن جدا... أنا أسفة سابينا إذا كان ما قلته بدا فظا.
فصاح باتريك ثانية:
- لم يكن "يبدو" أمي... بل كان فظا... وسمعته بنفسي... أتذكرين؟
بعد ثوان قليلة لاحظت سابينا أن شفة العجوز السفلى ترتجف دون إرادة منها. و علمت أن ليزا كيندل لا تسيطر على نفسها كما تظهر. فسارعت تقاطعهما:
- هذا يكفي... إنه إعتذار مناسب.
إذ لم تطق أن تذل هذه المرأة... فباتريك رجل ظالم قاس. و أكملت:
- هل تودين رؤية فيليب؟ لا شك في أنه مستيقظ الآن.
- شكرا لك.
وضعت ليزا الطفل بين ذراعيها فاستلقى بينهما يثرثر...
-لقد نما كثيرا خلال أسبوعين.
- أجل... سيدة كيندل...
- بل ليزا...
ضحكت عندما طالعتها دهشة سابينا:
- أوه...لا تقلقي... لن أنقلب فجأة من ساحرة إلى جنية طيبة. لكنني ذكية حتى أعرف أن باتريك قد إختار ما يجب أن يختاره كل إنسان في يوم من الأيام، بين عائلته و بين زوجته. لم يبد تشارلز قادرا على هذا الاختيار... و ربما كان غلطتي. لكن باتريك يشبهني أكثر من الآخرين... و لقد قرر... أن لك و لفيليب الأولوية في حياته... فأما أن أقبل أو أخسركم جميعا... و سأقبل.
رضيت بقول المرأة لكنها رأت أن الأولوية في حياة باتريك هي للطفل... فهو لا يحبها و قد لا يحبها أبدا.
وصل أبواها لقضاء الميلاد معهما و بقيا حتى حان موعد تعميد فيليب في شهر كانون الثاني... و كان والدها قد غدا أقوى بكثير... و ما عاد يحتاج إلا أن يرى فيليب الصغير
كانت المناسبة أول إحتفال رسمي تكون فيه سابينا مضيفة لباتريك. و أرادت أن يكون كل شيء كامل و أرادته أن يكون فخورا بزوجته... و ساعدتها ليزا كثيرا في ترتيب الاحتفال... إذ كانت المرأة محقة... فهما لم تصبحا صديقتين فجأة، بل كانتا تتحملان بعضهما بعضا... و كانت تساعدها.
كانت مراسم الكنيسة مختصرة و جميلة و هادئة فلم يبك فيليب عندما وضعت المياه على رأسه.
ضحكت أم سابينا بعد أن غادرا إلى المنزل.
-لقد ذكرني فيليب بك كثيرا ف تلك اللحظات.
غدا والداها و باتريك صديقين خلال أسابيع إقامتهما هنا... فكبحت سابينا إبتسامة و هي ترى حاجبي زوجها ترتفعان. فقد كان يتحمل الكثير من المزاح منهما... فتحفظه الانكليزي كان مبعث تسلية لهما. ثم قال:
- لا بد أنه تساءل ماذا يجري في هذه الدنيا... لن يعرف حتى أننا سنعمده ثانية بماء الورد هنا خلال الحفلة.
- صحيح؟
-أجل إنها هدية والدك... سأذهب لأحضر كل شيء.
تأملت سابينا الغرفة بعيني المضيفة الناقدة. تريد أن تتأكد أن كل شيء في موضعه المناسب و أن الجميع يحصل على ما يريده من طعام و شراب و تسلية و صحبة.
إلتقت عيناها بعينين زرقاوين متألقتين... عيني روزيفريستون، التي وقفت غير بعيدة عنها، يلتوي فمها بسخرية.
لم تشعر سابينا قط بالراحة مع هذه المرأة، و كانت اليوم ترى أن عند هذه المرأة شيئا ما ستقوله في الوقت المناسب يكون ضربة موجعة. إنه شعور سخيف... رتصرفات المرأة كانت دائما مرضية. و اليوم الذي أمضياه معا وقت الميلاد كان ممتعا. و مع ذلك... فذلك القلق ملح...
إبتسمت لها روزي الآن. و قد غادرت كل الكراهية أساريرها. مما جعل سابينا تتساءل عما إذا كانت تتخيل في تلك النظرات.
- هاك كأسك ياحبيبتي!
إلتفتت سابينا لتتقبل لكأس من زوجها و إبتسمت له بحرارة، ناسية وجود روزي كله. فالأنخاب إرتفعت لسعادة فيليب. ثم أخدت الأيدي تتناقل الطفل ليبدي المدعوون إعجابهم به...
وقفت روزي فجأة قرب سابينا و هي ترتشف كأسها:
- أمك على حق... لفيليب مواصفات كيم نفسها. و لا أقصد الاهانة... لا سمح الله لأن باتريك قد يطردني!
أحست سابينا بعودة القلق إليها لكنها ردت بلطف:
- لا أحسبك تقصدين الإهانة.
نظرت روزي خارج الغرفة القريبة منهما و أكملت:
- يتوقعون سقوط الثلج اليوم... و يبدو أنهم سيصدقون هذه امرة!
تقدمت سابينا لتقف قربها و ردت بلطف:
- أجل.
إلتفتت إليها العينان الباردتان:
-سيعود أبواك إلى أمريكا قريبا؟
فأحست سابينا بالحزن:
- بعد يومين.
- يبدو أنك ستفتقدينهما.
- طبعا.
- لكن باتريك... و أمي سيبقيان.
- أجل.
قطبت سابينا، فروزي لم تتحدث إليها منذ زفافها، وكلاهما تعرف كيف كان ذلك الحديث.
تابعت روزي بمرح:
- أمي أصبحت رائعة معك... على كل الأحوال... أنت تحتفظين بحفيدها.
-روزي...لا أظن...
فقاطعتها بخبث:
- ألا تظنين أن الوقت مناسب لمناقشة موضوع كهذا...سابينا...هل أنت سعيدة مع أخي؟
إنتقلت نظرات سابينا لا شعوريا إلى زوجها و الحب يضيء عينيها تراقبه و هو يضفي سحره علا أهلها، فرفع رأسه إليها و كأنه أحس بنظراتها. فابتسم لها إبتسامة حارة قبل أن يخطف فيليب إهتمامه. سمعت روزي تجيب عن السؤال:
- بالطبع أنت سعيدة، هو مع فيليب يبدو أنه على أكمل حال أليسا كذلك؟ كأنهما أب و إبنه. روزي... لكن ربما يعود السبب إلى أنهما فعلا أب و إبنه.
أحست سابينا بجفاف في فمها... ولتصق لسانها في حنكها... لكنها واثقة أنها لم تسمع ما قالته المرأة جيدا. فما تقوله جنونا!
سمعت روزي تقول بسخرية:
- أتريدين سماع الكلمات مرة أخرى... لن أزعج نفسي في إعادتها... أنظري إليهما...أنظري!
أشاحت بوجهها إلى البعيد لكن المرأة أمرتها بشراسة.
- أنظري! لهما الشعر المتموج ذاته و لون العينين نفسه و الفك المرتفع نفسه بل لهما التكبر ذاته.
سابينا لم تكن تلاحظ هذا التشابه كله، أما الآن فقد لاحظته إذ أصبح واضحا كل الوضوح لها بعد أن أشارت إليه هذه المرأة الشريرة الحاقدة!
باستثناء الشعر الناعم الأحمر المسرسل، كان فيليب إنعكاسا لصورة باتريك... .منتديات ليلاس

لكن أن يكون إبنه؟
لا...! لا يمكن أن تصدق هذا!
و لن تصدقه!













 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 13-08-09, 05:22 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-لن أقع في الفخ

- يجب أن تصدقي سابينا... فهذه هي الحقيقة!
أجفلتها كلمات روزي التي قطعت عليها أفكارها.
-لا...!
أصبحت بيضاء تكاد تخالط الزرقة وجهها، فجحظت عيناها... وءظهر الثوب الأسود بشرتها أكثر شفافية. لكن سرعان ما أصبح باتريك قربها.
- سابينا! حبيبتي... ما الأمر؟
فأجابته روزي بكل وقاحة:
- إنها لاتشعر بأنها بخير... فالمكان حار جدا هنا بسبب النار كل هئلاء الناس. سأرافقها إلى غرفتها لتستريح.
لف ذراعه على كتفي سابينا:
- سأرافقها بنفسي.
لكنها أجفلت مذعورة من بين يديه:
- لا!... أنا...لا!...
تحركت مبتعدة عنه، تنظر إليه و كأنها لم تر هذا الجه من قبل.
فقالت روزي بنعومة:
- سأوصلها بنفسي فلديك ضيوف باتريك. لا يمكنكما تركهم معا.
بدا باتريك مترددا إذ راح ينقل نظره من شقيقته إلى زوجته حائرا، فحثته روزي:
-غراهام و شيلا سيغادران الآن.
فنظر إلى المدعوين و منهم إلى سابينا:
- أنا مضطر لتركك... هل ستكونين على ما يرام؟ سأكون عندك حالما يرحل الجميع.
- سأكون بخير...
كان عليها الابتعاد عنه قبل أن تجعل من نفسها أضحوكة و تسأله مباشرة ما إذا كان ما قالته روزي صحيح... فاستدارت و هي تقول:
-سأصعد إلى غرفتي لأستلقي قليلا.
لم تدرك أن روزي لحقت بها حتى وصلت إلى غرفتها فتوقفت عند الباب، و إلتفتت إليها، و التصميم في وجهها:
- أفضل الوحدة.
-ألا تريدين معرفة ما تبقى من علاقة باتريك بكيم؟
-لا أصدقك...
- و لماذا إذن أجفلت مبتعدة عنه منذ لحظات؟
دفعت الباب بشولة و تبعت سابينا المذهولة نحو سريرها فجلست عليه بعنف تضيف:
- لقد قلت لك إن هناك رجلا آخر سابينا... ألم تفكري قط بباتريك؟ إنه مناسب... و كيم جميلة جدا.
كان صوتها ناعما ساخرا كفحيح الأفعى، فتأوهت سابينا:
- لا...!
أغمضت عينيها لتمنع الكابوس من الاستمرار، لكن المرأة إستمرت بالفحيح...
- بلى! و إلا لاذا تظنين أنه مصمم على إبقاء فيليب في إنكلترا؟ لماذا تظنينه تزوجك؟... أنت جميلة ، أعترف لك بهذا... بل أنت تشبهين كيم... ربما في الظلام... لا يمكن...
فوقفت سابينا بشراسة، و قبضتا يديها مشدودتان.
- توقفي عن هذا! توقفي! لا أريد سماع المزيد!
-حسنا... هذا مؤسف جدا... كنت سسأخبرك بكل شيء. أترين... كيم كانت غير سعيدة هنا... و كان باتريك لطيفا معها دائما...لذا كان من المتوقع أن ترتد إليه عندما بدأ تشرلز يسأم منها.
لمعت عينا سابينا كزمردتين خضراوين:
- هذا كذب! باتريك لا يفعل شيئا كهذا بشقيقه!
فالتوى فم روزي بازدراء:
- عندما يكون هناك جنس لا يتردد الرجل أبدا... فكري... سابينا فكري!
لن تفكر فهي تعلم أن قولها كذب و إفتراء... لكن الشك أخذ يستبد بها... لقد رفض باتريك أن يغادر فيليب إنكلترا... و كانت ذريعته صغر سن فيليب لكن ذريعة الأبوة أقوى!
أحست بالسقم و هي تتصور باتريك كان يطارحها الغرام ظانا أنها كيم! خلال تلك الأوقات ما كانا يتبادلان الكثير من الكلام... ربما لوتكلمت، لأدرك أنها ليست كيم و عندها يفقد رغبته فيها. أوه... هذا جنون... و مع ذلك قد يكون صحيحا!
إتفقا على الصدق و الصراحة... لكن في هذا الموضوع لن تستطيع التحدث إليه... فهي تخشى الرد! فقد يتحطم زواجها إذا علمت أنها بديل لشقيقتها.
كانت تستلقي في الفراش شاحبة الوجه جافة الدموع عندما دخل باتريك... فنظرت إليه بعينين منخفضتين و هو يجلس قربها على السرير... قائلا بنعومة:
- ذهب الجميع... هل يؤلمك رأسك؟
- يؤلمني رأسي؟
-أنت مستلقية هنا في الظلام.
إنها لم تلاحظ حتى أن الدنيا أظلمت! فمال فوقها ليضيء المصباح الخافت قرب السرير.
- غادر الجميع باكرا بسبب الثلج... إنه يهطل بكثافة الآن... و الحفلة فقدت بهجتها دون المضيفة... طبعا.
أشاحت بوجهها عنه و قالت بجفاء:
- أسفة.
-هاي... إنني أمازحك... قلق عليك الجميع، بما فيهم أنا...
- إنه صداع... تعب الميلاد و التعميد.
- أهذا كل شيء سابينا؟... ألم تكن روزي تغرز خنجرها المسموم ثانية... أهذا هو الأمر؟
- روزي؟
- لقد إختلف حالك فجأة بعد أن تكلمت معك.
-ألم الرأس يهاجم المرء فجأة...
لم يقتنع فقال بعد لحظات:
- هل أنت بخير حتى تري أبويك؟ إنهما قلقان.
- لا أريد رؤيتهما. أود الإغفاء قليلا... هل تعتذر منهما؟
- طبعا... هل تريدين رؤية فيليب قبل النوم؟
-يجب أن أضعه في فراشه...
- أمك ستضعه كما إني قادر على ذلك مرة واحدة... أتظنين أن العناية به هي سبب الصداع؟ إذ كنت تستيقظين فيلليل لأجله.
بعد حديثها مع روزي فريستون لم تعد واثقة ما إذا كان هذا القلق عليها لمصلحة إبنه أم لا... إنها تسمح لكلامها المسموم أن يسيطر على تصرفاتها غصبا عنها... و لم تتمكن من إيقاف ما قالته:
- كل الأمهات يفعلن ذلك... ولست من مادة قابلة للانكسار بسرعة باتريك.
دهش لانفجارها الكلامي هذا... فأطباعها عادة بعيدة عن الجدال و الخصام... لكنه قال بلطف:
- أعلم هذا حبيبتي. لكنني لم أرغب في أن تجهدي نفسك به حتى المرض.
-رأسي يؤلمني باتريك... و لست مريضة!
-حسنا سابينا... سأحضر فيليب لتريه قبل أن ينام...
رفضت العشاء... و إستحمت ثم دخلت الفراش، تحاول يائسة أن تغفو قبل وصول باتريك... لكنها كانت صاحية عندما دخل بهدوء إلى الفراش قربها، و أحسط به يلتصق بها و يغطي نفسه. ثم لمس كتفها بهدوء:
-سابينا؟
أغمضت عينيها بشدة، و الإحساس بالشوق يغمرها للمسته... فردد بصوت أكثر حدة:
- سابينا؟ هل تحسين بالبرد حبيبتي؟
البرد؟ إنها تحس بالصقيع... فمشاعرها كلها مخدرة!
-قليلا!
فضمها بين ذراعيه بحيث أصبح وجهها فيصدره:
- دعيني أدفئك.
فدفعته عنها:
- ليس الليلة. ما زال الصداع يؤلم رأسي...و...و أنا...
- لا بأس سابينا لن أضايقك... سأضمك فقط الليلة...
حتى هذا لن تطيقه!
- أنا دافئة الآن... باتريك. سأنام في الجهة المقابلة من السرير. ربما سأصاب بالرشح.
تركها ببطء و تردد:
- ربما... أواثقة أنك لست متكدرة من شيء ما؟
- بالطبع لا...لن يروق مزاجي لطلباتك كل ليلة باتريك!
فاستلقى على ظهره:
- لا... أظننا بدأنا نصل إلى لب الموضوع... أليس كذلك سابينا؟ و سأقبل بهذا لأنك لست على ما يرام. و لكن هذا لم يمنعك عني من قبل. فأنت اليلة لا تسمحين لي حتى باحتضانك... وتقولين إنك لا تشعرين بالرغبة. أأنت مريضة... أم مزاجك عكر؟
- إنه مزاجي!
-هذا ما ظننته... عمت مساءا!
أدار ظهره إليها... فاستلقت بائسة على الجانب الآخر من الفراش، و سرعان ما غط في النوم. لكنها لم تطق الابتعاد عنه، فاستدارت ثانية حتى أصبحت متكورة خلف ظهره، ذراعها حول خصره و رأسها مستريح على ظهره... فأطلقت تنهيدة إرتياح و سعادة ثم غفت بارتياح.
كانت وحدها في صباح اليوم التالي المبكر عندما إستيقظت، فأسرعت إلى غرفة فيليب فوجدتها فارغة كذلك. ثم وجدته مع باتريك في غرفة الطعام... طغت عليها حمرة الحرج عندما نظرت إلى زوجها... فنظر إليها ببرودة... ينهي قهوته قبل أن يقف:
- كيف تشعرين هذا الصباح؟
- أفضل حالا...شكرا لك.
- لقد أطعمت فيليب... كنت نائمة عندما إستيقظت و لم أشأ أن أزعجك.
- شكرا لك... سأغسله الآن.
- تناولي فطورك أولا!
فردت بجفاء و إختصار:
- لا أريد
- أنت لم تتناولي العشاء ليلة أمس... قد تمرضين...
إصطبغ وجهها بالأحمر من الغضب هذه المرة. إذ لم تستطع أن تصدق أن تقارب الذي بنته خلال ثلاثة أشهر قد يتدمر بسبب جدال بسيط يتعلق بعدم السماح له باحتضانها بالأمس. أهذا زواجهما... مجرد صلات زوجية؟ فقالت متوترة:
-قلت لست جائعة... عن إذنك.
حملت الطفل و إبتعدت عنه، فأوقفها صوته:
- سابينا؟
- نعم؟
- هوني عليك اليوم، و إضبطي أعصابك... هه؟
تلاشى غضبها بسرعة كم ثار... و إمتلأت بالحيرة... فهي تحب هذا الرجل رغم ما قالته روزي.
- أنا... أنا...حاضر!
إتجهت بسرعة إلى التفل. تنوي أن تشغل نفسها لئلا تفكر.
أمضت اليوم الأخير من عطلة والديها معهما بمرح. فهما سيسافران في اليوم التالي ظهرا... وسيصعب عليها فراقهما، و عليهما الافتراق عن حفيدهما.
قال لها خلال الأمسية بعد أن وضعت فيليب في فراشه.
- سنأخذ فيليب معنا إلى أمريكا في الصيف.
دهشت سابينا لهذه المعلومات. فهو لم يذكرما لها من قبل.
- إنها مفاجأة لكم جميعا... لقد فكرت في قضاء إجازة هناك في تموز.
نظرت إليه مبتسمة:
- سيكون هذا رائعا.
- هذا ما ظننته... شرط أن يستقبلنا فيل و سارة طوال المدة.
لقد أصبح و والديها أصدقاز بشكل غريب... و كان رد والدها إذ قال بحرارة:
- لك أن تبقى شهران يا ولدي. فأنا و سارة سنسر بكما.
- لا أستطيع التعطيل أكثر من شهر واحد... لكن في المرة القادمة قد نبقى وقتا اطول.
المرة القادمة! لقد ذكرها هذا أن زواجها به أمر دائم... و أنه زواج طبيعي تم باختيارها، و بارادتها! فقالت الأم:
- أهلا بكما متى شئتما... لقد أمضينا معكم وقتا رائعا هنا. و ستسرنا صحبتكم. عندما والت لنا سابينا إنها ستتزوج من شقيق تشارلز... حسنا... نحن...
فأكمل باتريك:
- قلقتما... و هذا أمر طبيعي. أستطيع تفهمه... لعلكما بعد أن رأيتنا إقتنعتما أننا تزوجنا لأننا نريد بعضنا... و رأيتما أيضا أني لست ممن يضرب زوجته.
تألقت عينا الوالد و هو يمازح سابينا بقصد إزعاجها:
- عندما كانت صغيرة... كانت تستحق أكثر من الضرب... فقد كان لها طبع شرير!
فنظر باتريك ضاحكا:
- حقا؟
بدا والدها راضيا عن كشف سيرة طفولتها... و كان عليها أن نعاني من مهانة كشف كل مساوئ طفولتها... و كانت ضحكات باتريك خلال العشاء تتصاعد... و بدا في مطلق الأحوال أنهما عائلة سعيدة. و ما من أحد منهما يحس بما يعتمر نفس سابينا... قد تتمكن من التظاهر ليوم... أو لأسبوع،لكن كيف قتتمكن من التظاهر ما تبقى من عمرها...؟
في غرفتهما... تقدم باتريك ليقف وراءها و هي تقف أمام المرأة تسرح شعرها إستعدادا للنوم... و لم تعد تستطيع فعل شيء سوى التحديق في إنعكاس صورته في المرأة:
-كيف تشعرين الليلة؟
-أنا...
صمتت لدى تصاعد صيحة صغيرة حادة من غرفة الطفل:
-فيليب!... إنه متكدر طوال اليوم.. سأذهب إليه!
لحق بها باتريك إلى غرفة الطفل الملحقة بغرفتيهما ليقف بالباب و سابينا تحمله... ثم سأل:
- مم يعاني يا ترى؟
- لقد طعم و لعله محرور.
-و هل هذا أمر طبيعي؟
- طبعا! إنه لا يشكو من شيء أخر. لماذا لا تعود إلى غرفة النوم. سيكون بخير معي... عد إلى فراشك!
-لكنه مريض...
- إنه محرور قليلا... أخبرتني الممرضة أنه قد يتعرض إلى هذا.
- حسنا... سأعود إلى الفراش... ما دمت واثقة من كل شيء!
أقفل الباب المشترك بعنف مفاجئ.
بقيت مع فيليب أكثر مما هو ضروري... مع أن فيليب سكن بعد دقائق من هدهدتها له لكنها أمهلت باتريك بعض الوقت لينام.
فجأة إنفتح باب الغرفة بعنف و وقف باتريك ليقول بخشونة:
- تعالي إلى الفراش سابينا... لن ألمسك!
- باتريك!
أمرها بمرارة قبل أن يستدير ليعود إلى الغرفة المظلمة:
- عودي إلى الفراش ... سابينا؟
فوقفت تدثر الطفل جيدا قبل أن تدخل غرفة النوم حيث كان زوجها مستلقيا على جنبه في الجهة المقابلة من السرير و ظهره إليها.
لم تر زوجها حتى الصباح فقد تناول الأربعة فطورهم معا. لم يذهب باتريك إلى العمل كي يتمكن من إيصال أبويها إلى الطار. و كانت هذه مبادرة لبقة، علمت سابينا أن والديها سيقدرانها له... و هذا يعني أنه سيكون معها ما تبقى من اليوم.
دخلت أمها غرفة الطفل لتساعدها في إلباس فيليب ثيابه للذهاب معهم... و قالت باكية:
- إنه يشبه كيم.
لكن... كل ما كانت تشاهده سابينا فيه شبهه لباتريك. حملت أمها الطفل بعد أن إنتهى من إرتداء الملابس.
- لقد تمتعنا حقا بالإقامة معكما. لقد جعلنا باتريك نحس أننا على الرحب و السعة هنا... و كم سرتنا سعادتكما معا. و يجب أن أقول أني و والدك أحسسنا بالقلق عندما قررتما الزواج. كنا نتساءل عما إذا كان الزاوج لمصلحة فيليب فقط... إذ سيكون كارثة.
- صحيح!
-لكن الجميع يعرف الآن أنكما سعيدان، فنحن مسروران لك سابينا.
جلست سابينا في مؤخرة السيارة مع أمها و فيليب. و جلس والدها قرب باتريك... لكنها تجنبت لمسته عندما حاول مساعدتها في النزول من السيارة قرب المطار. فلمعت عيناه غضبا قبل أن يستدير ليساعد والدها بإنزال الحقائب.
ما إن دخل والداها قسم الجمارك، حتى أجهشت باكية، و قبلت الراحة التي وفرتها لها ذراع باتريك حول كتفيها... إذ أحست فجأة أنها وحيدة... مهجورة، و كأن سفر والديها تركها في فراغ.
قال لها باتريك أثناء العودة:
- أتودين ترك فيليب برعاية مدبرة المنزل... لنخرج معا الليلة؟
-لا... لن أتركه الآن فهو ليس على ما يرام بعد.
- ظننتك منزعجة قليلا بعد سفر والديك... و فيليب بخير اليوم.
-حسنا... صحيح... سأمهله يوما بعد لأتأكد.
- ألا تريدين الانفراد بي.. لماذا... أوه... لا... بأس... ربما فهمت السبب.
- فهمت ماذا؟
فرد متجهما
-ليس الأمر مهما.
للمرة الأولى منذ زواجهما يمضي باتريك الأمسية كلها في مكتبته يعمل. كانت تعلم أن لا عمل يضطره إلى ملازمة مكتبه لكنه يحاول تجنبها، بل أنه لم يحاول ءن يلمسها و هما في الفراش جنبا إلى جنب. و لم ينكلم أي منهما، و لكنه كذلك لم ينم. و حاولت سابينا كبح دموعها. فلو بكت لطلب تفسيرا... لكن الدموع أبت البقاء وراء السد. فهبطت بصمت على خيها لتبلل وسادتها.
-هذا كله سخيف لعين!
أجفلها إنفجاره الفجائيو جذبها إليه:
-لن أستطيع... سابينا أنت تبكين؟ حبيبتي ما الأمر؟ ماذا دهاك؟ ءخبريني ما الأمر لنحل المشكلة.
فهزت رأسها، و راحت تجهش بالبكاء منتحبة. فجذبها إليه فتعلقت به دون خجل:
- سابينا تكلمي... قولي ماذا فعلت لك؟
- لا شيء... لم تفعل أي شيئ.
- لماذا البكاء إذن؟ لقد تصرفت معك بشكل سيء في اليومين الأخيرين... لك مطلق الحق في الرفض، لكنني لا أستطيع الإستغناء عنك. أحتاج إليك طوال الوقت يا حبيبتي.
لم تعد تطيق أكثر... هل يتصورها كيم بين ذراعيه يا ترى؟ دفعته و دفنت وجهها بعيدا عنه.
- لا!
كانت صرختها صرخة حيوان جريح! و كان باتريك يتنفس بصعوبة و هو ينظر إليها:
- لا؟
هزت رأسها بصمت، و إنهمرت دموعها مجددا و هي تنظر إليه. ثم قالت بصوت مرتجف:
-باتريك... أظن من الأفضل أن أعود إلى أمريكا؟
فضاقت عيناه:
- هل إشتقت إلى موطنك؟ هل جعلتك زيارة أهلك تدركين إنك إشتقت إلى وطنك؟
- لا... فأنا أحب العيش في إنكلترا... لكن أظن أن علي الإبتعاد.
- لماذا؟ أظن...أنا... لن أستطيع... لن أستطيع...
- لن تستطيعي أن تحبيني أ هذا هو الأمر؟ إذن أنت لا تريدينني قربك؟
أبعد غطاء السرير، و بدأ يرتدي ملابسه... فأحست بالألم للإزدراء الذي بدا في صوته:
-باتريك...أنا...
- أتريدين هذا؟
- لا.
- يا إلهي! أنت أبرع مما ظننت في التمثيل... لقد مثلت دور المحبة المطيعة... الراغبة...
- لكنني كنت محبة راغبة.
- لكن كلمة كنت هي فعل ماضي. حسنا... أنا لم أقع في فخك بعد كما تظنين. صحيح أريدك... و أريدك الآن أيضا لو رغبت... لكنني لن "أطلب" منك بعد الآن... لن تجعليني "أتوسل" للحصول على جسدك! فصاحت و هو يفتح الباب: باتريك... إلى أين؟ سأخرج... لا أطيق البقاء قربك... فأنت عكس ما ظننت. لقد راقبت رجلا شريفا تسيطر عليه شهوته و تتلاعب به من أجل جسد إمرأة... و لن أقع في مثل هذا الفخ.
-باتريك...
- توقيتك خاطئ سابينا. ربما بعد عدة أشهر أخرى... ربما! كنت ستتلاعبين بي لأقع في الفخ... لكن ليس الآن.
فقفزت واقفة:
-باتريك لا تغادرني هكذا! فلنتحدث أولا... سأشرح لك...
- لن أهتم بما ستشرحين... لا أحتاج إلى الشرح.
- لكن لا يمكنك الخروج!
- و لماذا لا... الساعة لم تبلغ الحادية عشرة... و أعرف نساء مستعدات لاستقبالي الليلة في فراشهن... تصبحين على خير سابينا....

 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 13-08-09, 05:24 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Ciao

 

- بدأ الجد

لقد ذهب باتريك إلى إمرأة أخرى و هي من دفعته إليها...
لكن بالتأكيد لن يذهب؟ فذلك خيانة لكل ما تشاركا به... لكن ألم تخن هي برفضها وعد الحب الذي قطعته له، و الإتفاق الذي إتفقته معه؟ لو ذهب إلى إمرأة أخرى الليلة فالذنب ذنبها!
عرفت الآن أنها غبية... عرفت هذا لحظة خطا خارج باب الغرفة. لم يكن قط على علاقة مع كيم فهو أشرف من أن يفعل هذا. ربما وجدها جذابة، أو رغب فيها لأنها تشبه شيقتها. لكنه ما كان ليعاشر زوجة أخيه... و فيليب ليس إبنه..منتديات ليلاس

كان يجب أن تعرف أن هذا كذب و إفتراء مذ أن تفوهت به روزي فريستون فهي تعرف زوجها معرفة جيدة تجعلها تؤمن به و ها هو الآن قد ذهب إلى إمرأة أخرى، مقتنعا أنها لم تعد ترغب فيه. و أن كل ما أظهرته من حب لم يكن سوى لتوقعه في فخ جسدها.كما حدث لصديقه الذي يعرف قصته.
لم يعد إلى المنزل في الصباح... فألبست فيليب ثيابه... و قصدت بالسيارة منزل حماتها. إذ لن تسألها عبر الهاتف ما إذا كان باتريك قد أمضى ليلته هناك!
بعد نصف ساعة، لم تذكر ليزا باتريك و لما ذكرته سابينا أمامها لم تتلق منها سوى ردا عاديا... إذن هو لم يمض ليلته هنا!
- أتمانعين في الإعتناء بفيليب لفترة... سأتسوق قليلا... فهو ما زال محرورا.
فابتسمت ليزا:
- أنت تعلمين أنني أحب هذا. اتركيه عندي متى شئت.
قادت سابينا سيارتها إلى منزل روزي، و الغضب يغلي في داخلها إلى درجة الإحتراق... ما كان يجب أن تستمع إلى سم هذه المرأة... لكن هذا لا يعذر روزي لتقول ما قالته و ستضع بنفسها چدا لهذا الحقد المنتقم إلى الأبد.
بدت الدهشة على روزي عندما دخلت سابينا غرفة الاستقبال. فوقفت ببطء و قالت بلؤم:
-هل جئت لتودعيني؟
فردت سابينا نظراتها الئيمة بمثلها:
- لا!
- لا؟... إذن ليس لديك كرامة كما ظننت.
- تعنين أنني أعقل مما ظننت... لا أدري كيف أصغيت إليك، و لا أفهم ما ترغبين في تحقيقه... لكنني جئت لأقول لك في وجهك إنك كذابة... شريرة... لئيمة... كاذبة حقودة!
لم يظهر علا المرأة الأخرى تأثرا يذكر، بل أجابت:
-أهذا ما قاله لك باتريك؟
- باتريك لم يذكر شيئا. لأنني لم أزعجه بأكاذيبك.
- إذن من الأفضل أن تفعلي.
- لماذا؟ حتى يحتقرني لأنني إستمعت إليك؟
فاحمر وجه روزي:
- إذا كانت هذه الحقيقة...
- تعرفين جيدا أنها ليست الحقيقة. باتريك رجل قاس، لكنه شريف... لا يمكن أن يكون قد لمس كيم.
-ألم يلمسها؟
- لا! سأقول لك هذا مرة واهدة روزي... و من الخير لك أن تصغي إلي... لا أريد أن تتكرر مثل هذه الأكاذيب القذرة على مسمع أحد، و إذا فعلت فستندمين!
فسخرت روزي:
- أتهددينني؟
- صدقي ما تريدينه! لكنني أتمنى من كل قلبي ألا يكوني قد دمرت زواجي من باتريك...
- و بما تهددينني؟
فقالت سابينا بصوت منخفض لكن خطير:
- أعتقد أن زوجك و طفلتيك يحبونك... فكري في ما سيفكرون لو علموا أنك حقود معقدة.
فضحكت روزي بحدة:
-اخرجي من هنا! اخرجي!
ردت سابينا بهدوء:
- سأخرج... لكن فكري في إنذاري... لا أفهم سبب رغبتك في تدمير حياة الأخرين و سعادتهم... لكن مرارة مثل مرارتك يجب كبحها و إلا ستدمر حياتك. فكري روزي... و حافظي على ثروتك،على زوجك و طفلتيك الجميلتين.
لم ترد روزي... لكن سابينا علمت من شحوب وجهها أن ما قالته بلغ هدفه... و كل ما تأمله أن ينجح! فكراهية أمها كانت بسيطة غير معقدة... لكن مشاعر روزي عميقة مدمرة... و قد تحتاج إلى مساعدة طبيب نفسي!
لكن تشويه أمر أكاذيب روزي لم يساعدها على إيجاد مكان باتريك. و إعتقادها بأنه قضى ليلته مع إمرأة أخرى أخذ يتحول إلى يقين شيئا فشيئا.
توقفت في محلات فاشترت بعض الأغراض لفيليب ثم عادت إلى منزل حماتها و هي متأكدة من أن ما حدث بينها و بين روزي لن يشاع بين الناس. إعتذرت من حماتها قبل أن تحمل يليب راجعة إلى المنزل. إستمرت في القيام بعملها الروتيني اليومي، تعتني بفيليب و تعطي تعليمات إلى مدبرة المنزل بشأن الطعام الذي سيعد خلال الأسبوع برمته.
لكنها كانت دون وعي تتساءل ما إذا كانت ستتناول هذا الطعام.
إستلقت تستريح حين كان فيليب يأخذ قيلولته بعد الظهر. و لم تستيقظ إلا عصرا فوجدت أنها ليست وحدها في غرفة النوم! فقد إستطاعت في عتمة الغرفة المسدلة الستائر أن ترى طيفا... إنه باتريك!
ناضلت كي تبعد عنها شبح النعاس فسألت بصوت أجش:
- لقد عدت؟
فتحرك في الكرسي:
-أجل... فهذا منزلي... أتحبين أن أطلب من السيدة كليفس بعض الشاي؟
جف لسانها لا بسبب العطش! بل لأنه عاد إلى منزله... لا تستطيع التصديق أنه هنا. و مع أنه ما زال بعيدا عنها، إلا أنه لم يعد غاضبا... و قالت:
-لا... شكرا لك... باتريك... علينا أن نتحدث...
- أقبل على أن يتم الآن فورا.
إذا كانت تعبة من قلة نوم الليل فتعبه يبدو أضعافا مضاعفة.
- أين الطفل؟ (سألته)
- إنه مع السيدة كليفس.
دنا منها وجلس على طرف السرير:
-غضبي يسول إلى نفسي أن أخنقك!
-أعلم... و أنا. أسفة.. لا عذر لما فعلته.
- لا عذر؟...
- لا عذر؟
- لا...لا أستطيع تفسير سبب تصرفي... فكل ما أيدك أن تعرفه أنني تجاوزت ذلك التوتر الآن... و إذا سامحتني... فأنا... أنا أرغب في... أن أعود... زوجتك المطيعة ثانية.
ضاقت عيناه فأصبحتا كنقطتي جليد:
- لماذا لن تفسري؟ ألا أستحق التفسير؟
- يا إلهي بلى... لكنني لا أستطيع.
- لماذا؟
-لا أستطيع!
فلمعت عيناه بشكل خطير:
- أيثا البلهاء الحمقاء! كيف لك أن تحميها بعد أن سببت لنا هذا الضرر كله.
إتسعت عينا سابينا و هي ترى تعابير وجهه الشرسة.
-ما...ماذا تعني؟
فتنهد و قال بصراحة:
- زارتني روزي... و قصت علي كل ما أخبرتك به... كل شيء...
نهض عن السرير ليذرع الغرفة، فأنزلت ساقيها إلى الأرض لتجلس و تنظر إليه:
- روزي زارتك؟ كيف عرفت مكانك؟
- ليس هذا صعبا... فأنا عادة في مكتبي عند الساعة الثانية كل يوم أربعاء.
-مكتبك... لم أفكر في التفتيش عنك فيه.
- و لماذا تفتشين عني؟ كنت تريدين السفر، أتذكرين؟
- إسمع... أظن أن شقيقتك مريضة.
- عرفت هذا الأن. و قد عرفت هي كذلك...أشكر الله.
- عرفت؟
فتنهد:
- أجل... فهي لم تشأ زيارتي لمزيد من المتاعب سابينا بل لتحاول تصحيح غلطة خطيرة... مهما كان الذي قلته لها هذا الصباح، فقد أثر فيها و ردها إلى رشدها... و ستسعى إلى المعالجة النفسية.
-لكن لماذا هي هكذا؟
- ليست وحدها المسؤولة عما غي عليه... كلنا نلام. منذ سنء و نصف خسرت طفلا... كانت تعمل كعادتها دون ءن تستريح و لم تعرف بحملها إلا بعد فوات الأوان فكان أن خسرت صبيا بعد ثلاثة أشهر من الحمل.
ملأت الدموع عيني سابينا و هي تتصور العذاب الذي مرت به المسكينة. ولم يلاحظ باتريك دموعها إلى أن قالت:
- مسكينة روزي!
- أجل... و أظنها عندما ماتت كيم، و أصبحتؤنت أما لفيليب كرهتك لأن كيم كانت حاملا لك.
- و هل ستكون على م يرام؟
- أجل بالمعالجة النفسية و ببعض العطف من عائلتها... و الآن نأتي على ذكر الكذبة التي إختلقتها عني و عن كيم.
- كنت غبية... عرفت هذا عندما تركت المنزل بالأمس! كم زوجة أخيك!
-لكنها لم تكن سعييدة.
- ليس إلى هذا الحد، رغم المعاملة التي عاملتها إياها أمك.
- كان الأمر واضحا بالنسبة لي! لقد كان تشارلز إبن أمي المدلل و تعتبر أن ما من إمرأة تصلح أن تكون له لذلك لم تنظر إلى حبهما العميق.
- إذن لم يكن حملها بفيليب وسيلة للحفاظ على زواجها.
- هذا شيء أخر إستنتجه أعضاء عائلتي الفاتنة. لكن ماذا أحسست نحوه عندما ظننتني أباه؟
- أحببته كالعادة.
- و أنا...؟ ماذا كان شعورك نحوي؟
الصدق... عليها أن تعطيه الصدق.
- لقد كرهت التفكير في علاقتك بكيم و كرهتك لأنني إعتقدتك تعتبرني بديلا عنها.
-يا إلهي؟ أوصل بك التفكير إلى هذا الحد؟
- أجل... و لقد مزقتني هذه الأفكار... أعلم أنك لا تحبني... و لكنني أعتقد أن ما بيننا هو لي... و ليس... أوه ما أشد غبائي!
-و ماذا بيننا سابينا؟ مجرد علاقة زوجية جيدة؟
- نعم علاقة زوجية... و حبي لك، أحبك باتريك... حتى قبل أن أتزوجك... أحببتكمنذ اليوم الأول.
بدا للحظات أنه يرفض النظر إليها... كان غارقا في تفكير عميق. ثم تنهد عميقا:
- صراحتك أذهلتني دائما... فهذا شيء لم أعتده من إمرأة.
-لكنني لم أستخدم جسدي لإبتزك... أما المرأة الأخرى...
- إنها أمي... لقد راقبتها تسيطر و تتحكم بأبي منذ أن بدأت أفهم الحياة... يا إلهي ما هي هذه العائلة التي تزوجت منها أنت و كيم! فأمي... كانت تستخدم جسدها لتسيطر على زوجها. و شقيقتي متقوقعة في خوف داخلي و شقيقي لم يكبر يوما، و... المسخ خال من العواطف... أقصد به ذاتي.
-باتريك!
إذن تستنتج مما قاله أن لا إمرأة أخرى في حياته، و أن الصديق الذي تكلم عنه هو أبوه!
- أوه... هذه هي الحقيقة سابينا...أمي أنجبت أولادها تدريجيا... على دفعات كل أربع سنوات، و كان أبي يعبد الأرض التي تسير فوقها، فاستغلته لتسيطر عليه!
-ربما كانت تحبه باتريك، لقد أمضت زمنا و هي أرملة...
- عشرين سنة. أنت على حق... لقد أحبته، بطريقتها لكنه حب لدمر. لا أريده لنفسي... عندما تزوجنا و منحتني نفسك كاملة طاهرة، عرفت أنك تحبينني. و خفت من ذلك الحب، و ما قد يفعله بي.
- باتريك!
فاستدار إليها مبتسما:
- أنت لم تسمعي بعد لماذا كرهتك. جعلتني معرفتي بك و بمشاعرك أختبر مشاعري نحوك، و لم يعجبني ما إكتشفت. أظن أن الأمر بدأ يوم جئت إلى إنكلترا. يومذاك أبديت قلقا لأنك رأيتي مدى تعبي! و طلبت مني الراحة. و كان الجميع يؤمن أنني قادر على الاستمرار إلى الأبد دون توقف. و كانوا يعتقدون أنني غير متأثر بما حدث لشقيقي و زوجته. أنت وحدك شاهدت تأثري... قبل أن يسافرا حدث شجار في العائلة... كيم كانت تزداد تعاسة، و هو لا يملك الإرادة على التحرر من تحكم العائلة به... فتدخلت و كلفته بإدارة فرع الشركة في أمريكا، لذا سارفا لكن إلا غير رجعة. و عندما إكتشفت أمي أمر سفرهما غضبت غضبا شديدا...
- لكنني واثقة أنهما كانا سعيدين بالسفر.
- أنا واثق كذلك. و مع ذلك لم أستطع التغلب على الشعور بالذنب. ربما لو لم أمره بإدارة فرع الشركة في أمريكا لما سافرا... و لكانا الآن على قيد الحياة. ثم عدت هنا. و لم أستطع منع رغبتي فيك. و قلت لنفسي إنها مجرد رغبة. لكن بدل أن أقيم علاقة معك، طلبتل للزواج دون أن أدري السبب. أردتك و لم أكن مضطرا حتى للاعتراف. ثم بعد زواجنا لم أجد سببا كذلك للاعتراف بأي نوع من الالتزام العاطفي. لكن عندما إنقلبت ضدي منذ ثلاثة أيام... لم أعرف ماذا أفعل. لم أفهم... و لم أستطع التوقف عن الرغبة فيك... ففضلت الخروج من المنزل.
-و أين ذهبت؟
أمضيت ليلتي في مكتبي على الأريكة التي أمضيت ليلتي فيها عندما عدنا من شهر العسل. كنت خائفا من فقدك!
فوقفت سابينا تركض نحوه، و تلف ذراعيها حول عنقه، و تضغط رأسها على صدره.
- لن تفقدني... لست بحاجة لقول شيء... لست بحاجة إلى كلمات... بإمكانيئن أقول عنا معا... أحبك باتريك... أحبك كثيرا.
أطبقت ذراعاه حولها:
- لكنك تستحقين الكلمات.
- لا أحتاجها بل أحتاجك أنت.
- و أنا كذلك... فبدونك أظنني قد أموت!
في الفراش تفوه باتريك أكثر من مرة بالكلمة التي طالما تاقت إليها منه و قد رددها إلى أن غرقا في الحب.
بعد ساعتين قالت له:
- باتريك. لدي شيء أعترفبه إليك.
- إعترفي!
- عندما قالت روزي... ما قالته... كنت في ظروف مميزة... لذا صدقتها.
- ظروف خاصة؟
- هه! كنت في الأونة الأخيرة... حساسة و متوترة... و...
-متوترة...؟
- حسنا هناك سبب لهذا! فلدي شيء كنت سأذكره أمام الجميع في حفلة عمادة فيليب... لكن روزي أفسدته بكذبها. شيء كنت ستشارك الجميع به.
- لكنني شاركت الجميع بالكاتو الذي حضرته.
- باتريك كن جادا!
- حسنا... لكنني سأقول لك مرة أخرى إنني أحببتك أولا.
- لا تتوقف عن هذا... إسمعني باتريك. أنا... أنا...
- حسنا إنطقي يا إمرأة، فلدي ثلاثة ليال من الحرمان أرسي التعويض عنها.
- حسنا إفعل هذا الآن، فبعد بضعة أشهر سأصبح سمينة فتعز عندها عن الاقتراب مني!
فغر بارتيك فاه و أخذ ينقل نظره من وجهها إلى معدتها التي ما زالت ملساء... فضحكت:
- لا تظهر معالمه بعد. لكن بعد شهر أو شهرين حينها ستكون إبنتك قد بدأت تركلني كلاعب كرة.
-إسمها كرة القدم... ندعوها كرة القدم.
فزفرت بغضب:
- أهذا كل ما عندك لتقوله بشأن طفلتك؟
- و كيف تعرفين أنها ستكون طفلة؟
فنظرت إليه متعالية:
- لأنني قررت هذا. فصبي أخر يرجح كفة الرجال في عائلة كيندل فنصبح ثلاثة ذكور و إمرأة واحدة. و هذا غير عادل.
-لكنك قادرة على مواجهة جيش كامل منا... بحبك و إخلاصك.
-كيف تشعر حقا بشأن الطفل؟
- بدأت أحبه. كما أحبك... و أحب العالم كله.
- أعلم... لكن ستضطر لكبح جماح حبك.
- أيتها الخليعة.
- أيها المجنون الخليع...
- لا أنا مجنون الحب... أحبك كثيرا سابينا... و لا أردي إلا الإعتناء بك و بأولادنا... ثم أن فيليب سيحتج إلى أكثر من شقيقة واحدة ليفسدها دلالا.
- سيكون له ذلك بكل تأكيد...
و توقفا عن المزاح ليبدأ الجد!
***










 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 13-08-09, 05:25 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Talking

 

تمت بحمد الله






 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 07:49 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الله يعطيكي الف عافية حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, carole mortimer, بوابة الدموع, دار الفراشة, lifelong affair, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, كارول مورتيمر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية