كاتب الموضوع :
saleee
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان إختيار المنزل سهلا جدا في الصباح التالي... فلباتريك ذوق ممتاز، و لهما أيضا ذوق مشترك فاختيار المنزل ذو الستة غرف الملكي الطراز، كان إختيارا مشتركا.
أحبت سابينا المنزل لأنه أقرب إلى الريف من منزل العائلة. فيه إسطبل و عدة جياد... و الجياد أحبتها منذ الطفولة...أما الحديقة فكانت كبيرة ستحب الاعتناء بها بنفسها، بمساعدة فيليب عندما يكبر... و فيها بركة سباحة عائلية صغيرة خلف المنزل.
قالت باثارة و هما عائدان إلى المنزل بعد توقيع المعاملات القانونية للشراء:
-سأعلم فيليب السباحة.
كان منذ الصباح باردا تجاهها... لكن مع تقدم النهار بدأ يتغير و ها هو يرمقها مبتسما الان:
-لا يمكنه التركيز بعد. أعطه فرصة مع كل هذه النشاطات التي تنوين القيام بها...الركوب... العناية بالحديقة...و بفيليب، تعليمه السباحة... خيف ستجدين الوقت لمزاولة مهنتك.
-سأنتظر حتى ذهابه إلى المدرسة.
-لكن الجمهور عندها سينساك.
-ربما سيكون لدي أطفال أخرون أهتم بهم.
- لا أدفعك إلى العمل. لكنني لا أحب أن أكون ثاني إهتماماتك و لا تعجبني كثيرا فكرة خروج زوجتي للعمل. لو كانت ظروفنا عادية لمنعتك عن العمل... لكنك تتزوجينني بسبب فيليب...بسبب إحساسك بالمسؤولية نحوه.
فردت متحدية:
-و لأنني أريدك كذلك.
أرجو أن تسامحيني إن شككت فيه...فلا برهان لدي مؤخرا. معظم النساء يجدن العلاقة الجسدية مثيرة للاهتمام إلى أن يضعن الخاتم في أصبعهن ثم لا يعدو أن يصبح ذلك لهن مثل عقد الصفقات.
-أنت شديد السخرية.
-تعلمت أن أكون ساخرا و الرجال يتعلمون مع الوقت.
عادت ليزا كيندل إلى المنزل صباح يوم الزفاف... مدعية بتعال أنه بعد إصرار باتريك على هذا الزواج السخيف لم يعد أمامها إلا تقديم دعمها المعنوي. فما كان من سابينا إلا إبتسمت لأن باتريك لا يحتاج إلى دعم أحد، خاصة دعم أمه!
دخلت روزي فريستون غرفة سابينا و هي ترتدي ثوب زفافها:
-بيض أ اللون؟
فنظرت سابينا إليها غاضبة من سخريتها و ردت بكبرياء:
-يحق لبعض النساء إرتداء الابيض.
-أعلم...كان لي الحق.
-و أنا كذلك.
- أشك في هذا. و يجب أن أقول إنني دهشة من غباء باتريك. كنت أظنه دوما عاقلا. و لماذا تريدين السكن في منزل وحدك؟ هذا المنزل كبيرا يكفي عشر عائلات!
نظرت إليها سابينا بعينين خضراوين قاسيتين:
-أنا و باتريك... لن نرتكب غلطة تشارلز و كيم... و لماذا لا تنتقلين و زوجك إليه؟
-لأن أمي ستأكله حيا.
فالتوى فم سابينا ساخرة:
-أشك في أن يكون لها التأثير نفسه... لكنني أستغني عن تعليقاتها اليومية الشريرة.
-هل تحبان بعضكما؟
-هذا ليس من شأنك اللعين!
-لقد شاهدته ينظر إليك... و هذا يفسر جنونه.
-و لكن باتريك لا يعتقده جنونا.
- و لا أظنك أنت كذلك تعتقدينه...فرأسمالك في عملك جسدك و جمالك، وهو لن يدوم طويلا... لكن الزواج من رجل ثري يعني أنك لن تخسري أبدا، فان إستمر الزواج ستعيشين عيشة فاخرة...و إذا فشل تحصلين على تسوية مالية دخمة... أنت ذكية ككيم...بل ربما أدهى.
راحت يد سابينا تتحرك من تلقاء نفسها، تطير ببطء في دائرة حتى تصطدم بوجه روزي فريستون التي شهقت و إرتفعت يدها إلى موضع الصفعة الأحمر ثم حدقت فيها مذهولة و قد أطلت الكراهية من عينيها و إلتوى فمها بعنف، و رمت بالكلمات:
- ستندمين على هذا سابينا!
إضطربت سابينا لفقدانها أعصابها، لكنها رفضت أن تترك روزي فريستون تلاحظ هذا. فردت بهدوء:
-لا أظن هذا!
لن تسمح بأن تهان كيم في زفافها هي!
هبطت يد روزي عن وجهها إلى جنبها... فقالت بغضب:
-لكنك ستندمين... و هذا ما سأتأكد منه!
إرتدت على عقبيها و خرجت عاصفة من الغرفة.
لم تعد سابينا قادرة على السيطرة على إرتجافها. فجلست على حافة السرير...تتنفس بعمق... لولا حبها البائس لباتريك لدفعتها كراهية عائلته إلى الهرب بعيدا...مع فيليب أو بدونه...خاصة بعد أن جعلت من روزي فريستون أكثر من عدوة اليوم...و هذا يعني أن عليها مراقبتها عن كثب.
لكن لم يكن من دليل على عدائية تلك المرأة أثناء ذهابهم إلى مكان عقد الزواج. بل الواقع أن تصرفها السعيد كان بديا أكثر من كراهيتها التي أظهرتها...و هذا ما يدعو للقلق.
لم يكن هناك ضيوف كثيرون أثناء عقد القران...لكن في حفلة الاستقبال التي جرت في المنزل فيما بعد، كان اكأمر مختلفا... فقد إعتبرت ليزا كيندل أن من واجبها دعوة أقارب و أصدقاء العائلة إلى حفلة زفاف إبنهى الأكبر، حتى و إن كانت ترفض العروس.
كان العروسان ينويان قضاء الليلة الأولى في لندن، على أن يستقلا الطائرة إلى أمريكا في اليوم التالي...ليقضيا ليلة عند أهلها قبل السفر إلى الكاراييبي حيث سيقضيان شهر العسل في جزيرة باباروست ثلاثة أسابيع... و لم تكن سابينا تطيق الانتظار حتى يصبحا حدهماو.
و كأنه أحس بما تفكر فيه فسألها:
-ماذا جرى مع روزي؟ لقد خرجت من غرفتك و كأنها قد ضربت.
فاعترفت سابينا ببساطة:
-أنا ضربتها. أهانتني فضربتها.
-ألا تعرفين أن على الزوجات ترك أزواجهن يدافعون عنهن؟
لم يظهر إكتراثا أو إهتماما لأنها ضربت أخته... فابتسمت إرتياحا:
-لم تكن زوجي وقتذاك.
-لكنني زوجك الأن...فإن تعرضت إلى إهانات أخرى... أخبريني و سأتعامل أنا معها بطريقتي الخاصة.
لم يكن لديها شك في هذا... لكن... بما أنها دائما مستقلة تجد من الغريب التفكير في أن هناك من تعتمد عليه، كمن يساعدها على خوض معاركها. لكن الامر الأن ذو إتجاهين، فعيها كذلك أن تساعده في كل شيء.
كانت حتى حان وقت مغادرتها بعد الثامنة، تحس بصداع رهيب، فقد إلتقت بالعديد من أقاربه، و تبادلت التعليقات الاذعة مع ليزا كيندل في أحاديث عديدة مزدوجة الحد، حتى باتت لا تستطيع التفكير السوي. و طوال الوقت كانت تحس بنظرات روزي فريستون نحوها، و كأنها تعرف شيئا لا تعرفه سابينا، لكنها غير مستعدة بعد لافشاءه...ما زاد الامر سوآ وداع فيليب و التفكير في الابتعاد عنه ثلاثة أسابيع.
لكنها لم تذكر صداعها أمام باتريك. متذكرة بوضوح سخريته من إختراعها الصداع بعد الزواج للتهرب منه، لكنه سألها و هي ملقية رأسها لتريحه علا مؤخرة مقعد السيارة:
-تعبة؟
- قليلا.
فأمسك بيدها:
-نتناول الطعام في جناحنا إذا أحببت.
الطعام!... يا إلهي... التفكير بالطعام جعلها تصاب بالغثيان... لكنها إضطرت للرد بضعف:
-أنا... عظيم.
ثم أغمت عينيها لتريح ألم الرأس مدعية النوم...و لم تدر متى تحول الادعاء إلى حقيقة. لكنها فجأة أحست بباتريك يهزها بلطف ليوقظها، و يقول بلطف:
-وصلنا الفندق. هل أنت أحسن حالا؟ أذهب الصداع؟
فجلست سابينا، متسعة العينين:
- أكنت تعلم؟
-كنت شاحبة، و كان الضوء يزعج عينيك فعلمت بصداعك. لا تخافي مني سابينا.
-لست خائفة... لكنني لم أرغب في المزيد من الاتهامات و لقد زال الصداع الأن...
فلمس ذقنها بنعومة:
-تلك الليلة كنت أعاني من ذلك المرض الرجولي المشترك. خيبة الأمل. و إذا كان رأسك يؤلمك حقا فالخير لك أن تنامي باكرا... وحدك!
جعلتها رقته، و تفكيره السليم، بعد توتر اليوم، تبكي. فقالت مختنقة:
-لقد زال الصداع حقا باتريك.
- ألا تفضلين النوم باكرا وحدك؟
فابتسمت:
-ليس لدي إعتراض على النوم باكرا... لكن على النوم وحدي لدي ألف إعتراض.
|