لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-09, 05:13 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Creep

 

-عذراء الجزيرة

ثلاثة أيام...بعد ثلاثة أيام و يصبحان زوجا و زوجة...و هذا ما لم تفكر فيه منذ شهر. لكن كيم كانت حية قبل شهر من الأن.
كانت مشغولة جدا في الأسبوعين الأخيرين، حتى أن حادثة تحطم الطائرة تراجعت إلى زوايا تفكيرها...لكنها الأن عادت بعنف... مما جعلها تحس بالضعف و الأرتجاف..منتديات ليلاس

سألها باتريك و هما في غرفة الجلوس، بعد أن لاحظ شحوبها:
- ما الأمر سابينا؟ هل غيرت رأيك بشأن الزواج؟
-لا...لكنني تذكرت كيم فلولا موتها...
-لا تفكري بهذه الطريقة. انك دون ريب تعبة...فاستريحي الأن... و سنتحدث فيما بعد... كنت أريد الخروج معك للعشاء... لكن...
- أوه... كنت سأحب فكرتك... لكن يجب أن أستلقي حتى أستعد بعدها للخروج.
فرد باتريك بعومة:
-ستقضي أمي بضعة أيام عند إبنتها...و لقد أعلمت الخدم بأمر زواجنا...ظننت هذا أفضل.
-صح...خاصة بعد إنتقالي إلى غرفتك.
-لكنك لن تتنتقلي.
- باتريك...
-سنتحدث عن هذا فيما بعد...
بعد أن أمضت قليلا من الوقت مع فيليب، تمكنت سابينا من الاغفاء في غرفتها مدة ساعتين، مع أن قول باتريك أنها لن تشاركه الغرفة أزعجها. لقد ظنت أنهما سويا الأمر قبل عودتها إلى أمريكا...حسنا،مهما قد إنخد قرار في غيابها، فلن تقبل به لأنها لن ترضى بزواج غير مثمر، فهي تريد لفيليب أخوة و أخوات... و غلبها النوم و هذه الفكرة في ذهنها، فعلت شفتيها إبتسامة و كأنها تتصور نفسها تحمل طفل باتريك بين ذراعيها.
ذلك المساء، إرتدت ملابسها بعناية،فشاهدت الاعجاب يقفز من عيني باتريك عندما إنضمت إليه في غرفة الجلوس ثانية. تقدم نحوها و أمسك بيدها.
-تبدين رائعة الجمال! لدي شيء لك.
-لي أنا؟
فابتسم لردها المتحمس:
-أجل.
دس يده في جيب سترته فأخرج علبة صغيرة ليكشف عن خاتم ذهبي أنيق تتوسطه ماسة رائعة ضمن دائرة من الزمرد.
-خاتم الخطوبة...ذا أعجبك...و إذا لم يعجبك...
-طبعا يعجبني...أنت إخترته، بالطبع سأحبه، إنه جميل! ضعه في إصبعي.
كان واسعا قليلا لكن لا إلى درجة السقوط من إصبعها.
-سأرسله ليصغر و ذلك أثناء شهر العسل.
-أوه...ليس الأمر مهما!
-أتريدين خسارته؟
-حسنا... لكنه سيبقى في يدي إلى أن تضع لي خاتم الزواج مكانه. و أريده من الذهب فقط.
ضحك و هو يفتح باب السيارة لها:
-عندما لا تفقدين أعصابك تبدين مرتبكة. ل
-كنني لا أخطب كل يوم سيد كيندل!
- صدقي أو لا...و أنا كذلك.
قاد سيارته ببراعته المعهودة. فتابعت أسئلتها:
-ألم تخطب من قبل؟
-لا و ما
-تزوجت؟
-لا
-لم أكن أعرف...فتملكني الفضول.
-حسنا لا تكوني فضولية، فأنا لم أخطب، أو أتزوج، و لم أنخرط في علاقة جدية فترة طويلة.
-و لا أنا
-صحيح؟
نظرت إليه بحدة فتساؤله لم يرقها.
-لن أجادلك الليلة ليس بعد خطوبتنا مباشرة.
-و لماذا قد ترغبين في مناقشتي؟
-لأنني أظنك أهنتني.
-أنا؟
- أجل أهنتني...لكنك سترى يا باتريك...أنك مخطئ في ظنك بي...مخطئ!
فتنهد عميقا:
-هل أنا مخطئ؟ أشك في هذا. لكن كما قلت، فلنبتعد عن الجدال الليلة. و أرجو أن يعجبك المطعم الذي إخترته.
-أنا واثقة أنه سيعجبني!
-لا تغضبي مني سابينا، إن أمامك هو خمسة و ثلاثين عاما من الشكوك و السخرية.
فلمعت عيناها تحديا:
-و أمامك ستة و عشرون سنة من الاستقلال و الصدق و الشرف، ستتعامل معها!
فلمس خدها بنعومة:
-سأنجح!
-و كذلك أنا!
كان المطعم مزدحما، لكن سرعان ما قادهما خادم إلى أفضل طاولة في المكان... طاولة منعزلة في إحدى زوايا المطعم... كان طراز المطعم قديما كأنه نزل ريفي لكن الخدمة كانت حميمية و ودودة و الاضاءة خافتة.
بعد جلوسهما قالت:
-يعجبني المكان.
- هذا ما رجوته. لم التوتر؟
-لأنني حساسة. و لا أقصد فقد أعصابي...
-ماذا فعلت بي سابينا بيرنت؟ لم أشارك قط بمثل هذا الحديث.
-لكنك لم تكن على وشك الزواج من قبل... قلت اليوم أنني لن أشاركك غرفتك.
فهز رأسه:
-بل قلت إنك لن تتنتقلي إلى غرفتي في هذا المنزل...لقد فكرت في الانتقال إلى منزل خاص بنا.
-منزل خاص؟ هل تعني أن تشتريه لنا؟
-طبعا.
- لنا نحن الثلاثة فقط؟ نحن و مدبرة منزل و خادمة أو إثنين. لا أظنك ستعترضين على وجود من يطبخ و ينظف بينما أنت تعتنين بفيليب؟
-لا...لكن أمك؟
- لم تعجبها الفكرة.
-لماذا إذن...
- أنا لا أتزوج لأرضي أمي!
كشف بهذا عن الضغوطات الشديدة التي تعرض لها خلال أسبوع غيابها ليعدل عن الزواج منها...
-أذكر تماما المشاكل التي قلت أنها واجهتك... و شراء منزل خاص بنا سيحل مشكلتين منها. أولاها ألا تواجهي أمي كثيرا و ثانيها ألا تعيشي معها في منزل واحد. لقد إخترت أن نبقى جميعا في إنكلترا، فهذا أقل ما أقدمه لك...لكن ثمة مشكلة لا أقدر على حلها.
إنه يعني انهما لا يحبان بعضهما بعضا! بلى...نها تحبه! و ستفعل المستحيل ليحبها.
-أخبرني المزيد عن شراء المنزل.
- أعجبتك الفكرة؟
-بل أحببتها! لكن على ألا يكون بعيدا عن أمك...حتى تستطيع زيارة فيليب عندما ترغب.
-يا لنبل اخلاقك!
- إنها جدته.
تناولا وجبة ممتعة. وكان قد مضى وقت طويل منذ أن تمتعت بوجبة كهذه بل ربما لم تتمتع قط بمثلها، لأنها لم تكن واقعة في الحب من قبل.
ما إن عادا إلى المنزل حتى سألها:
-أتتناولين شيئا يساعدك على النوم؟
كان المنزل صامتا فقد آوى كل الخدم إلى مخادعهم... و يبدو أن لا وجود لليزا كيندل الليلة لتنتظر وصولهما...و هذا ما جعلها سعيدة...
لحقت به إلى غرفة الجلوس حيث تركت النار مشتعلة حتى عودتهما، فأمسيات أيلول بدأت تبرد.
-أمضيت أمسية سعيدة يا باتريك.
-و أنا كذلك.
بدا و كأنه أجبر على الاعتراف فأردف:
-علينا أن نسهر في الخارج دائما بعد الزواج... و لا أظنك ستعترضين على ترك فيليب في عهدة مدبرة المنزل، في بعض الأمسيات؟
-أبدا... فعندها سأكون زوجتك، لا أم فيليب فقط. هل سنتبناه إبنا لنا باتريك؟
-هذا ما أفكر فيه.
-أظن أنه عندما يكبر و نخبره الحقيقة عن والديه سيقر أننا فعلنا المستحيل لنحتفظ به دون أن يكون عبئا علينا، خاصة بعد أن يصبح له أخوة و أخوات.
رد بصوت منخفض:
-أخوة و أخوات!
-أجل...لطالما حلمت بعائلة... أنا و كيم...
بدا الحزن على وجهها و هي صامتة، فالتفت ذراعه حول كتفيها:
-لا بأس عليك...فأنا كذلك ما زلت أشعر بألم فقدهما.
فدفنت رأسها في صدره.
-أسفة... لم أشأ إفساد أمسيتنا.
-لم تفسديها...أنت إمرأة مهبة دافئة تهتمين بالناس، و اظن أن فكرة العائلة رائعة. على كل الأحوال، لي فيها حتى الأن أفضل قسم.
-أتظن هذا؟
-بل أكيد.
ضمها بحنان و تمتم هامسا:
-ليس في البيت غيرنا سابينا.
فتصلبت... و عاد إليها إتزانها فتأثير السهرة و العواطف زالا تماما... تحركت مبتعدة عنه و هي تضحك:
-لسنا وحدنا تماما...فهناك الخدم...
-إنهم في جناحهم الخاص.
-لكننا سنتزوج بعد ثلاثة أيام. باتريك...و أنا تعبة الليلة.
فالتوى فمه ساخرا و إبتعد عنها:
-لقد إستخدمت هذا العذر من قبل. ماذا سيحدث فيما بعد؟ هل ستتذرعين بالصداع؟
-أظنك تهينني...
-صدقيني... لقد سبق و قلت لك لن تستطيعي السيطرة علي عن طريق الجاذبية الجسدية التي أحس بها نحوك.
-لكنني لست...
أمرها بخشونة:
-إذهبي إلى النوم سابينا. قلت إنك تعبة...فاذهبي.
-باتريك!
- إذهبي!
- وهل سنذهب غدا للتفتيش عن منزل؟
-إذا أردت هذا.
-أريده... باتريك؟
لم يلتفت:
-نعم.
فتنهدت:
-ليتني أستطيع التفسير لك... لكنك ستفهم سبب ترددي فيما بعد.
-أنا أفهمه....كلما أبقيت الرجل منتظرا جسدك رغب فيك أكثر... هذا هو منطق النساء!




 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 13-08-09, 05:15 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Wavey

 

كان إختيار المنزل سهلا جدا في الصباح التالي... فلباتريك ذوق ممتاز، و لهما أيضا ذوق مشترك فاختيار المنزل ذو الستة غرف الملكي الطراز، كان إختيارا مشتركا.
أحبت سابينا المنزل لأنه أقرب إلى الريف من منزل العائلة. فيه إسطبل و عدة جياد... و الجياد أحبتها منذ الطفولة...أما الحديقة فكانت كبيرة ستحب الاعتناء بها بنفسها، بمساعدة فيليب عندما يكبر... و فيها بركة سباحة عائلية صغيرة خلف المنزل.
قالت باثارة و هما عائدان إلى المنزل بعد توقيع المعاملات القانونية للشراء:
-سأعلم فيليب السباحة.
كان منذ الصباح باردا تجاهها... لكن مع تقدم النهار بدأ يتغير و ها هو يرمقها مبتسما الان:
-لا يمكنه التركيز بعد. أعطه فرصة مع كل هذه النشاطات التي تنوين القيام بها...الركوب... العناية بالحديقة...و بفيليب، تعليمه السباحة... خيف ستجدين الوقت لمزاولة مهنتك.
-سأنتظر حتى ذهابه إلى المدرسة.
-لكن الجمهور عندها سينساك.
-ربما سيكون لدي أطفال أخرون أهتم بهم.
- لا أدفعك إلى العمل. لكنني لا أحب أن أكون ثاني إهتماماتك و لا تعجبني كثيرا فكرة خروج زوجتي للعمل. لو كانت ظروفنا عادية لمنعتك عن العمل... لكنك تتزوجينني بسبب فيليب...بسبب إحساسك بالمسؤولية نحوه.
فردت متحدية:
-و لأنني أريدك كذلك.
أرجو أن تسامحيني إن شككت فيه...فلا برهان لدي مؤخرا. معظم النساء يجدن العلاقة الجسدية مثيرة للاهتمام إلى أن يضعن الخاتم في أصبعهن ثم لا يعدو أن يصبح ذلك لهن مثل عقد الصفقات.
-أنت شديد السخرية.
-تعلمت أن أكون ساخرا و الرجال يتعلمون مع الوقت.
عادت ليزا كيندل إلى المنزل صباح يوم الزفاف... مدعية بتعال أنه بعد إصرار باتريك على هذا الزواج السخيف لم يعد أمامها إلا تقديم دعمها المعنوي. فما كان من سابينا إلا إبتسمت لأن باتريك لا يحتاج إلى دعم أحد، خاصة دعم أمه!
دخلت روزي فريستون غرفة سابينا و هي ترتدي ثوب زفافها:
-بيض أ اللون؟
فنظرت سابينا إليها غاضبة من سخريتها و ردت بكبرياء:
-يحق لبعض النساء إرتداء الابيض.
-أعلم...كان لي الحق.
-و أنا كذلك.
- أشك في هذا. و يجب أن أقول إنني دهشة من غباء باتريك. كنت أظنه دوما عاقلا. و لماذا تريدين السكن في منزل وحدك؟ هذا المنزل كبيرا يكفي عشر عائلات!
نظرت إليها سابينا بعينين خضراوين قاسيتين:
-أنا و باتريك... لن نرتكب غلطة تشارلز و كيم... و لماذا لا تنتقلين و زوجك إليه؟
-لأن أمي ستأكله حيا.
فالتوى فم سابينا ساخرة:
-أشك في أن يكون لها التأثير نفسه... لكنني أستغني عن تعليقاتها اليومية الشريرة.
-هل تحبان بعضكما؟
-هذا ليس من شأنك اللعين!
-لقد شاهدته ينظر إليك... و هذا يفسر جنونه.
-و لكن باتريك لا يعتقده جنونا.
- و لا أظنك أنت كذلك تعتقدينه...فرأسمالك في عملك جسدك و جمالك، وهو لن يدوم طويلا... لكن الزواج من رجل ثري يعني أنك لن تخسري أبدا، فان إستمر الزواج ستعيشين عيشة فاخرة...و إذا فشل تحصلين على تسوية مالية دخمة... أنت ذكية ككيم...بل ربما أدهى.
راحت يد سابينا تتحرك من تلقاء نفسها، تطير ببطء في دائرة حتى تصطدم بوجه روزي فريستون التي شهقت و إرتفعت يدها إلى موضع الصفعة الأحمر ثم حدقت فيها مذهولة و قد أطلت الكراهية من عينيها و إلتوى فمها بعنف، و رمت بالكلمات:
- ستندمين على هذا سابينا!
إضطربت سابينا لفقدانها أعصابها، لكنها رفضت أن تترك روزي فريستون تلاحظ هذا. فردت بهدوء:
-لا أظن هذا!
لن تسمح بأن تهان كيم في زفافها هي!
هبطت يد روزي عن وجهها إلى جنبها... فقالت بغضب:
-لكنك ستندمين... و هذا ما سأتأكد منه!
إرتدت على عقبيها و خرجت عاصفة من الغرفة.
لم تعد سابينا قادرة على السيطرة على إرتجافها. فجلست على حافة السرير...تتنفس بعمق... لولا حبها البائس لباتريك لدفعتها كراهية عائلته إلى الهرب بعيدا...مع فيليب أو بدونه...خاصة بعد أن جعلت من روزي فريستون أكثر من عدوة اليوم...و هذا يعني أن عليها مراقبتها عن كثب.
لكن لم يكن من دليل على عدائية تلك المرأة أثناء ذهابهم إلى مكان عقد الزواج. بل الواقع أن تصرفها السعيد كان بديا أكثر من كراهيتها التي أظهرتها...و هذا ما يدعو للقلق.
لم يكن هناك ضيوف كثيرون أثناء عقد القران...لكن في حفلة الاستقبال التي جرت في المنزل فيما بعد، كان اكأمر مختلفا... فقد إعتبرت ليزا كيندل أن من واجبها دعوة أقارب و أصدقاء العائلة إلى حفلة زفاف إبنهى الأكبر، حتى و إن كانت ترفض العروس.
كان العروسان ينويان قضاء الليلة الأولى في لندن، على أن يستقلا الطائرة إلى أمريكا في اليوم التالي...ليقضيا ليلة عند أهلها قبل السفر إلى الكاراييبي حيث سيقضيان شهر العسل في جزيرة باباروست ثلاثة أسابيع... و لم تكن سابينا تطيق الانتظار حتى يصبحا حدهماو.
و كأنه أحس بما تفكر فيه فسألها:
-ماذا جرى مع روزي؟ لقد خرجت من غرفتك و كأنها قد ضربت.
فاعترفت سابينا ببساطة:
-أنا ضربتها. أهانتني فضربتها.
-ألا تعرفين أن على الزوجات ترك أزواجهن يدافعون عنهن؟
لم يظهر إكتراثا أو إهتماما لأنها ضربت أخته... فابتسمت إرتياحا:
-لم تكن زوجي وقتذاك.
-لكنني زوجك الأن...فإن تعرضت إلى إهانات أخرى... أخبريني و سأتعامل أنا معها بطريقتي الخاصة.
لم يكن لديها شك في هذا... لكن... بما أنها دائما مستقلة تجد من الغريب التفكير في أن هناك من تعتمد عليه، كمن يساعدها على خوض معاركها. لكن الامر الأن ذو إتجاهين، فعيها كذلك أن تساعده في كل شيء.
كانت حتى حان وقت مغادرتها بعد الثامنة، تحس بصداع رهيب، فقد إلتقت بالعديد من أقاربه، و تبادلت التعليقات الاذعة مع ليزا كيندل في أحاديث عديدة مزدوجة الحد، حتى باتت لا تستطيع التفكير السوي. و طوال الوقت كانت تحس بنظرات روزي فريستون نحوها، و كأنها تعرف شيئا لا تعرفه سابينا، لكنها غير مستعدة بعد لافشاءه...ما زاد الامر سوآ وداع فيليب و التفكير في الابتعاد عنه ثلاثة أسابيع.
لكنها لم تذكر صداعها أمام باتريك. متذكرة بوضوح سخريته من إختراعها الصداع بعد الزواج للتهرب منه، لكنه سألها و هي ملقية رأسها لتريحه علا مؤخرة مقعد السيارة:
-تعبة؟
- قليلا.
فأمسك بيدها:
-نتناول الطعام في جناحنا إذا أحببت.
الطعام!... يا إلهي... التفكير بالطعام جعلها تصاب بالغثيان... لكنها إضطرت للرد بضعف:
-أنا... عظيم.
ثم أغمت عينيها لتريح ألم الرأس مدعية النوم...و لم تدر متى تحول الادعاء إلى حقيقة. لكنها فجأة أحست بباتريك يهزها بلطف ليوقظها، و يقول بلطف:
-وصلنا الفندق. هل أنت أحسن حالا؟ أذهب الصداع؟
فجلست سابينا، متسعة العينين:
- أكنت تعلم؟
-كنت شاحبة، و كان الضوء يزعج عينيك فعلمت بصداعك. لا تخافي مني سابينا.
-لست خائفة... لكنني لم أرغب في المزيد من الاتهامات و لقد زال الصداع الأن...
فلمس ذقنها بنعومة:
-تلك الليلة كنت أعاني من ذلك المرض الرجولي المشترك. خيبة الأمل. و إذا كان رأسك يؤلمك حقا فالخير لك أن تنامي باكرا... وحدك!
جعلتها رقته، و تفكيره السليم، بعد توتر اليوم، تبكي. فقالت مختنقة:
-لقد زال الصداع حقا باتريك.
- ألا تفضلين النوم باكرا وحدك؟
فابتسمت:
-ليس لدي إعتراض على النوم باكرا... لكن على النوم وحدي لدي ألف إعتراض.







 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 13-08-09, 05:16 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Creep

 

خرج من السيارة ضاحكا فتقدم منه بواب الفندق يفتح باب سابينا.
-سنبحث هذا بعد العشاء.
كان لباتريك القدرة و العظمة للحصول على أفضل الخدمات أينما ذهب. فبعد خمس دقائق من دخوله الفندق، كانا و حقائبهما في الطابق الأعلى في جناح العرائس الفخم.
كان العشاء مرحا و خفيفا... لكن سابينا لم تكن تحس بما كانت تأكل. فقد كانت تتمتع بصحبة باتريك أكثر من تمتعها بالطعام.
عندما شبعا جلسا في غرفة الجلوس الملحقة بغرفة نومهما فقل بخبث:
-و الأن ماذا عن النوم المبكر.
-مبكر؟ إنها الحادية عشرة.
- إنها ساعة مبكرة في لندن.
-علي أن استحم!
-طبعا... و أنا سأستخدم الحمام الأخر.
تريثت في الحمام ثم لما خرجت رشت جسدها بالعطر... لكن الغلالة البيضاء الرقيقة لم تخف شيئا من حنايا جسدها.
ظنت بعد دخولها غرفة النوم أن باتريك ما يزال في الحمام، لكنها بعد قليل، و في الاضاءة الخافتة، لاحظت حركة قرب النافذة. فدنت منه لتتأمل آلاف الأنوار المتلألئة في الجزء الظاهر لهما من المدينة.
إلتفت إليها مان شعر بوجودها، فعلقت أنفاسه في حلقه لمرآها الخلاب و نظرت سابينا إليه بعينين خضراوين لا تعرفان الخوف...لكنها بللت شفتيها بطرف لسانها...فتمة ما عليها قوله قبل الزواج.
-هل لاحظت أنني إرتديت الأبيض اليوم يا باتريك؟
فهز رأسه، و ضاقت عيناه:
- أجل لاحظت هذا.
-أنا... إرتديته لسبب محدد.
-ما هو؟
سارعت لتتكلم قبل أن تفقد شجاعتها. فسخريته تجعل كلامها صعبا.
- عندما كنت و كيم صغيرتين... كنا نتحدث كثيرا عن زواجنا. و قطعنا وعدا... وعدا حافظنا عليه.
أحست به يتوتر:
-نعم؟
-باتريك... أريدك أن تعلم أن عروسك... عذراء
فضاقت عيناه و إشتدت يداه على ذراعيها حتى آلمتها:
-عذراء؟
- نعم... و العذارى نادرات في أمريكا كما تعلم!
-لا تمزحي سابينا... فالأمر جدي. فهل تقولين الحقيقة؟
-فسخرت منه بمرارة:
-ممثلة عابثة لا أخلاق لها؟ لكنني أخشى أنك مخطئ فأنا أقول الحقيقة.
فتركها... ثم سحب نفسا عميقا أعقبه بزفير مرتفع الصوت... ثم راح ينظر إليها و كأنه لم يرها من قبل.
- ألذلك منعتني عنك في السابق؟ أ
-جل... أصدمك إعترافي؟
كانت مشاعره تجاه الأمر واضحة.
إنها صدمة...فلمن كان يزاول مهنة كمهنتي و لمن كان في مثمل عمري يعتبر الأمر مهما! لقد إعتبرت جسدي دائما مهما. مع أنه من اليسير إقامة علاقة مع أي إنسان في هذا الزمان... لكنني طوال حياتي لم أحب الأمور السهلة... فما رأيك؟
نظرت إليه متحدية تتنتظر ردة فعله، ثم قال بصوت أجش:
-أنت تعرفين رأيي... أنت إمرأة مميزة... سابينا كيندل! بدأت من الآن أتساءل ماذا إكتسبت من زواجي منك... عذراء! و أنت من قلت إنك تزوجتني لرغبتك في! أ
-نت تجعلني أبدو و كأنني دون حياء سيد كيندل!
-إن كنت تريدين رأيي... فسأقوله لك في الصباح... يالهي سابينا. أنت بريئة ساذجة!....
-لا... أبدا... لست ساذجة إلى هذا الحد.
-شكرا لله... لا أريد لأي شيء أن يفسد ليلتنا... أقصد ليلتك الأولى.
و حملها بين ذراعيه بسهولة، فلفت ذراعيها حول عنقه و تقدم ليضعها على السرير المزدوج.







 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 13-08-09, 05:18 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-مازلت أريدك

إستيقظت سابينا في الصباح التالي تشعر بسعادة لم تعرفها من قبل...كلاهما إستيقظ في الوقت ذاته كما يبدو...و كأنهما أصبحا بعد الليلة الأولى شخص واحد، يحسان بالمشاعر نفسها و الحب نفسه، لقد شكت كثيرا في حبه.
-علام تتنتسمين؟
سألها باتريك بكسل و هو مستلق إلى جانبها، فاستدارت و هي بين ذراعيه:
- كنت أفكر فيك.
فابتسم:
-تعجبني الفكرة... أفكار مثيرة...
فضحكت:
-قطعا!
-أتحبين تنفيذ ما تفكرين فيه.
-كنت أفكر أنني سأتغلب عليك و... و ... ماذا تفعل؟
كانت يداه قد أطبقتا على خصرها بشدة، فأجاب:
-أضع كلماتك موضع تنفيذ.
لولا الطعام الذي أحضره الساقي لتم التنفيذ... لكن الخادم لم يلاحظ الابتسامتين السخيفتين على وجهيهما...
فدخل بعد أن فتح له باتريك و وضع الطعام على طاولة غرفة الطعام. و حياهما قبل أن يخرج.
إنفجرت سابينا بعد أن خرج ضاحكة على منظر باتريك و هو يحاول جاهدا الظهور بمظهره الطبيعي أمام الخادم. قطب باتريك وجهه و هو يسمع ضحكها:
-ليتني لم أستأجر جناح العرائس هذا!... إنه يوحي بكل ما وضوح ما كنا نفعله طوال الليل.
-أما كنا سنفعل الشئء نفسه في أي جناح أخر؟
- بلطبع... لكن...
-أوه... باتريك... لا يهمني ما يقوله الناس جميعا؟
نهضت من فراشها فاستدارت حول الطاولة لتلف ذراعيها حول عنقه، و تضع رأسها فوق رأسه.
-سيقال الكثير إذا إستمريت تتجولين حولي هكذا طوال اليوم.
-أنت من تضع الشعلة داخلي!
فوقف فجأة يمسك بيدها و يجرها إلى غرفة النوم :
-باتريك... أنا جائعة.
-و أنا جائع... قد نتناول الطعام فيما بعد.
في النهاية ما عادا اهتمان بالىفطار بل طلبا الغداء مبكرا. فقدمه لهما الساقي نفسه، رافعا حاجبيه قليلا عندما وجد الفطور باردا... في هذه المرة ضحك باتريك على نظرته... فسألته سابينا و هي تتمطى:
-أكل آشهر العسل هكذا؟ لكنني لا أهتم بأي شهر عسل آخر فأنا أجد شهر عسلنا جميلا جدا، و أنا سعيدة بزواجي منك باتريك.
فضحك:
-و أنا كذلك... و الآن تناولي غداءك، فأمامنا طائرة علينا اللحاق بها في الموعد تماما.
لم يخفف شيء حتى السفر الطويل من سعادتها إذ كانت تجد نبعا لا ينضب من المواضيع تتحدث بها مع باتريك.... مع أن الأوقات التي أمضياها صامتين كانت ممتعة كذلك. كانت تحس أنها مربوطة إليه بخيوط خفية... و أنها تحبه أكثر من الأول، مع أنها تعلم أنه قد لا يبادلها الحب، إلا أنه يتمتع بعلاقتهما بقدر ما تتمتع هي بها.
إستأجرا سيارة حالما وصلا إلى لوس أنجلوس، فقد باعت سيارتها قبل أن تسافر. و سألها و هما يتجهان إلى منزل والديها:
-هل ستفتقدينها؟
لوس أنجلوس؟ أسكن فيها منذ سنتين. بالطبع سأفتقدها. لكنني الآن أملك شيئا أفضل. تمنىأ هذا.
فالتفتت إليه ساخرة:
-لقد إمتلكتني الآن روحا و جسدا، و تأخر الوقت كثيرا على الشك... فلنتوقف في أي نزل تريده على الطريق لأبدد لك بالبرهان القاطع شكوكك كلها.
-أظنني سأثريت على مضض حتى المساء.
-إن الليل في لندن قد حل.
-أيتها الخبيثة!
- حسنا إذا كنت تفضل الانتظار.
-لا أرغب دي الانتظار... لكنني سأنتظر...خاصة و أنا أعلم مقدار شوقك إلي!
فابتسمت معترفة في سرها بما قاله... و قالت:
-والدي ينامان باكرا.
-أيعني هذا أننا سنتمكن من النوم باكرا أيضا؟
-يعني أن هذا أفضل.
فضحك:
-ربما كان علينا تأخير هذه الزيارة إلى ما بعد شهر العسل، فعندها كنت ستراوغين و تتهربين مني.
لم تجادله في هذا، فهذا أمر سيتكفل الزمن و أفعالها بإيضاحه ثم أن ثلاثة أسابيع لا يمكن أن تكون كافية للبدء بالهرب منه.
رحب بها أهلها بحرارة بينما رحبا بباتريك مع شيء من التحفظ، فهما لم يقابلاه سوى مرة واحدة قبل حادثة الطائرة. لكن باتريك كان في أوج سحره، و سعادتها بهذا الزواج لا يمكن الشك فيه. و ما إن حان وقت النوم حتى كان والدها قد تخلى عن تحفظه نحوه.
قال لها باتريك و هو يتحضر للنوم:
-يبدو أن فيليب يهمه كثيرا.
-أجل.
-عندما يصبح أقوى عودا سنحضره ليراه جداه.
-قالت أمي إنه لن يمر زمن طويل قبل أن يتعافى والدي و يصبح قادرا على السفر.
-ربما يزوراننا عندما سنعمده.
- ربما....باتريك؟
-هه؟
-كم إمرأة مرت في حياتك؟ ه
-ل هذا سؤال يطرح على عريس جديد؟
-سؤال صريح يتطلب رداصريحا.
-لن أبحث مثل هذه انأمور في شهر عسلي!
-أوه...عرفت...أنتم الانكيز تعنون بالتحفظ عدم التكلم عن مثل هذه الامور.
-كان هناك بعض النساء. مع أنني تعلمت أن أكون أكثر تحفظا في السنوات الأخيرة.
-لكن عائلتك لا تظن هذا.
-اللعنة على عائلتي! أنت لست متزوجة منها.
-أشكر الله على هذا!
-لم أسافر كل هذه المسافة لكي أناقش أمر عائلتي... ألا يمكنك التفكير بشيء أكثر إثارة.
إستأجر باتريك فيلا على الجزيرة و كانا لا يريان أحدا إلا الفتاة التي كانت تأتي كل صباح للتنظيف فكل شيء فيها حتى الشاطئ كان ملكهما و موضع حبهما...أمضيا الوقت في إسترخاء على الشاطئ و في تحضير و تناول وجبات لذيذة... و كانت مداعبة واحدة تشعل نارا تدوم ساعات و ساعات.
كان باتريك يضحك كثيرا... ضحك من كل قلبه خلال الأسابيع الثلاثة التي أمضياها وحدهما... بل أنه لم يعد يشبه في شيء ذلك الرجل المتجهم الذي أتى إلى لوس أنجلوس يريد رؤيتها في شقتها للمرة الأولى... و تمنت من كل قلبها أن لا يعود إلى ما كان.
لكن كلما كانا يقتربان من إنكلترا في الصباح التالي كان يعود إلى إنعزاله و توتره، رغم مزاحها معه. و حين بدأت رحلة العودة إلى منزل أهله لإحضار فيليب بات من الستحيل التصديق بأن الرجل الجالس قربها هو ذاك الذي كان متمددا معها على رمال الشاطئ يوم أمس، أو هو الذي ركض وراءها فوق الرمال الذهبية إلى الفيلا.
بدت باربادوس بعيدة بعد الزمن الآن... و بدأت تحس بالبؤس للتغيير الذي أصاب زوجها عندما وصلا إلى منزل العائلة.
-لن نبقى هنا باتريك، أليس كذلك؟
لسان حماتها اللاذع لن تستطيع تحمل وقعه عليها خاصة بعد الوقت العصيب الذي مرت به بسبب تبدل باتريك منذ لحظة وصولهما... فنظر إلى ساعته و هما يتجهان إلى المنزل:
-الساعة الآن الحادية عشرة و النصف، و لقد حان وقت الغداء تقريبا.
-لكن…
-لا يمكننا حمل فيليب و الهرب هكذا. لا تكوني طفلة سابينا!

 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 13-08-09, 05:20 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saleee المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Creep

 

تصاعد الدم إلى وجنتيها... فلقد خسرت خلال هذه الأسابيع كل دروع وقايتها من الصدمات و إعتادت على كلمات الاعجاب و التشجيع منه بدلا من هذا التحفظ. لكن قناع التكبر عاد إلى مكانه ما إن شاهدت ليزا كيندل ترحب بابنها بحرارة قبل أن تلتفت إليها بالتفاتة باردة. و تأبطت ذراع إبنها تتجه معه إلى غرفة الجلوس، بينما راحت سابينا تجرجر أذيال الخيبة وراءهما:
-هل أمضيت عطلة سعيدة حبيبي؟
- الكاريبي مكان مرضي.
فنظرت إليه سابينا بحدة... مرضي؟ شهر عسلهما... مرضي؟ لكنها عادت إلى البرودة عندما أحست بنظرة ليزا كيندل المنتصرة:
-لو عذرتماني...سأذهب لرؤية فيليب.
لم تنتظر الرد بل أسرعت للخروج و لم تتوقف حتى أصبحت داخل غرفة فيليب.
كانت برودة باتريك بعد حرارة شهر العسل، تقطعها كسكين حادة فلم تصدق البرودة بعد ذاك التقارب الذي كان بينهما حين كانت نظرة أو إبتسامة كافية لمعرفة ما يريد أحدهما من الاخر... لقد هبط الان درع حديدي بارد حول مشاعره ظهر فيه ذلك الغريب الذي عرفته من قبل. لكن مهما كان الذي يزعجه، ستعرفه في أسرع وقت ممكن.
لكن كان لباتريك خطة أخرى حول البقاء معا في المنزل.
-سأوصلك و فيليب إلى منزلنا ثم أتجه إلى المكتب بضع ساعات بعد الظهر.
نظرت إليه باستغراب... تلاحظ جيدا تظاهر أمه بعدم الاهتمام بالحديث.
-و هل أنت مضطر؟
فرد بحدة:
-ما كنت ذهبت لولا اضطراري. غبت عن المكت ثلاثة أسابيع و المؤسسة لا تدير نفسها بنفسها.
أجفلتها قساوة كلامه و كأنه ندم على الأسابيع التي قضاها معها... أو كأنه إعتبر أن ذلك كان هذرا لوقته، كيف له أن يكلمها بهذه الطريقة أمام أمه؟
قالت ليزا كيندل بكل رضى و سعادة:
-يبدو أن شهر العسل إنتهى!
فنظر باتريك بسرعة إلى سابينا:
-هذا ما يبدو.
قالت الأم:
-على فكرة... لقد عرفت الصحافة بقصة زوجك... فالصحافة دائما متطفلة.
-نعرف هذا... هل فيليب جاهز الان سابينا؟ أظن أن علينا الذهاب.
فقالت أمه:
-لكن قهوتك...
قاطعها باقتضاب:
- لا أريد قهوة. و أنت سابينا؟
- لا... شكرا. سأذهب لاحضار فيليب... فالسيدة بريد قالت أنه سيكون جاهزا بعد الغداء مباشرة.
قالت السيدة بريد بصوت متهدج و هي تعطي الطفل إلى سابينا:
-سأشتاق إليه.
-فدعتها سابينا بحرارة:
-لك الحرية في زيارته متى شئت فأنت علا الرحب و السعة.
- شكرا لك... سأحب هذا.
إنتظرت سابينا مع ليزا كيندل في غرفة الجلوس بينما باتريك و الخادم يعبئان أغراض فيليب في السيارة... و كان الصمت بين المرأتين متوترا... على الأقل من جهة سابينا، فليزا بدت واثقة من نفسها كالعادة... و لماذا لا تشعر بالثقة و إبنها قال لتوه إن شهر العسل كان "مرضيا"!
سمعت ليزا كيندل تقول لها بسخرية:
- إذن لقد فشلت في الاحتفاظ على إهتمام ولدي بك بعد شهر العسل! كنت أعرف هذا... فأنت ككيم تماما.
فصاحت بها سابينا:
-اتركي كيم خارج الموضوع!
قالت المرأة بكل ترفع:
-بكل سرور! و سأتركك أنت خارج أي موضوع عندما يدرك باتريك جسامة الخطأ الذي إرتكبه بزواجه منك... يبدو أنه ندم على تهوره!
إهتز الطفل بسبب إرتفاع وتيرة صوت جدته... فتوقفت سابينا عن هذه المناقشة ووقفت لتغادر المنزل و رأسها شامخ. أسرع باتريك لمساعدتها و إيصالها إلى المقعد الخلفي من السيارة. فقالت متوترة بصوت حاد:
-ربما تستطيع العودة لتشكر والدتك على الغداء... لقد نسيت.
نظر إليها متفرسا قبل أن يستدير نحو المنزل ليعود منه برفقة أمه التي قالت:
- هل لي أن أحتضن فيليب لبعض دقائق... أرجوك؟
أعطتها سابينا الطفل. فلاحظت أن أساريرها المجهمة إنفرجت حتى الابتسام. ربما هناك أمل في هذه المرأة... فقالت لها:
-تعالي لرؤيته متى شئت.
نظرت إليها العينان الباردتان... و ردت ليزا بعجرفة:
-هذا ما أنويه... إنه حفيدي.
فرد عليها باتريك بصوت منخفض:
-و المنزل منزل سابينا.
أخذ الطفل من أمه و أعاده إلى سابينا التي ابتسمت له شاكرة دفاعه عنها... لكن المتعجرفة ردت:
-و منزل إبني كذلك!
-لكن سابينا ستمضي فيه وقتا أكثر.
أثناء العودة قالت له:
-شكرا لك.
-ههذ هي الحقيقة. ليتكما تتفاهمان...
لكنها قاطعته:
-باتريك... هل تعتقد حقا أن شهر عسلك كان مرضيا؟ أ
-عتقد أنني قلت إن الجزيرة مرضية. ولم أذكر شهر عسلنا كما لا يعقل أن أخبر أمي أننا نغادر غرفة النوم.
حتى قوله هذا بدا إهانة، فقالت بحدة:
-و لماذا لا؟ فهذا ما يفعله معظم العرسان في شهر العسل!
فنظر إليها مشمئزا:
-ربما أنا لا أحب التباهي.
*****
جعلها فيليب مشغولة طوال الوقت إذ راح يستكشف ما حوله و يركز قليلا على مداعبتها. ثم غط بالنوم بعد أن غنت له بعذوبة.
عندما نزلت إلى الطابق الأرضي قالت لها الخادمة المتوستة العمر التي إستخدمها باتريك مدبرة المنزل:
-إتصل السيد كيندل منذ دقائق سيدتي. و عندما قلت له أنك مع الطفل، طلب عدم إزعاجك.
-هل ترك رسالة؟
-قال إنه سيتأخر في لندن، و طلب منك عدم ترقبه على العشاء.
إبتسمت السيدة كليفس بعد أن بلغتها الرسالة فقالت سابينا:
-شكرا لك. لا تحضري عشاء، فسأتناول شيئا فيما بعد إذا جعت.
حارت من برودة باتريك و من رغبته في الابتعاد عنها، فأن يقضي بعد الظهر في العمل أمر تتقبله، لكن أن يمضي الأمسيةكذلك فلا!
عندما أطعمت فيليب في العاشرة و النصف لم يكن قد عاد بعد إلى المنزل فما كان منها إلا أن وضعت الطفل في مهده ثم قررت الخلود إلى النوم... فقد لا يعود باتريك الليلة أبدا!
كيف له أن يفعل هذا بها في أول أمسية لهما في منزلهما بالغضب و الأسى و الألم... و عندما سمعت صوت سيارة باتريك تدخل الطريق الخاصة للمنزل كانت قد وصلت إلى نقطة الغليان. لن تسمح له بمعاملتها هكذا...!
كانت تقف في منتصف الغرفة عندما سمعت وقع أقدامه خارج الباب... كان ثوبها الحريري الشفاف يتعلق بكتفيها الزهريتين فقماشه الرقيق كشف أكثر مما غطى من جسدها... إذا كان باتريك يظنها من الزوجات اللواتي يتكورن في الفراش مدعيات النوم...بدلا من المواجهة فهو مخطئ!
توقف باتريك مجفلا عندما شاهدها تقف بكبرياء أمامه، فقال:
-سابينا!
ثم إستعاد جأشه بسرعة، و أقفل الباب وراءه، و تقدم و هو ينزعربطة عنقه:
-ظننتك نائمة.
-صحيح؟ لم أعتقد أن وقتك سمح لك بالتفكير بي ءو ربما لم تشأ التفكير.
- سابينا...
حدجته بعينيها الخضراوين و قالت ترد عليه بالحدة ذاتها:
-إذا كنت تريد إيقاف علاقتنا الزوجية باتريك، فقل هذا بصراحة. و إذا كنت قد فشلت بإسعادك فقل هذا أيضا... فلست بحاجة للبقاء خارج منزلك لتتجنبني.فأنا...أوه...
صرخت شاهقة بعد أن جذبها بين ذراعيه، قائلا بشراسة و هو يهزها:
-أوقف علاقتنا الزوجية! كيف لك أن تتحدثي عن أحاسيسنا المشتركة بهذه الطريقة؟
-أنت من تريدها هكذا!
-أنا أريدك أنت...يا إلهي! أنت تمنحيني سعادة لا توصف بالكلمات...أنا لم أتجنك. على الأقل ليس
بارادتي. بل كنت أمهلك وقتا... لإنهاء شهر العسل إذا أردت. لكن يبدو أنك لا تريدين...أليس كذلك؟
-أبدا...! أريدك كثيرا!
و دفنت وجهها في صدره. فاعترف بوحشية:
-و أنا أريدك.
و أطبق عليها، ليظهر لها أنه ما يزال يحبها و يريدها... و كانت معه لحظة بلحظة تستجيب له!ش









 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, carole mortimer, بوابة الدموع, دار الفراشة, lifelong affair, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, كارول مورتيمر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية