المنتدى :
الارشيف
أيام رمادية ومستقبل مظلم
من خلف قضبان الألم أنسج حكاية عمر قالوا انه ربيع وماكان إلا الذبول والخريف
وأحكي للزمن قصة شاب ضاع في متاهات الشقاء وانتهت به دروبه سجينا يبكي المستقبل الذي انطفأت شموسه ويقتات ماضيا بائسا لم يعرف فيه معنى الفرح ولم يذق فيه نكهة السعادة
أستجدي لحظة حلوة تعزيني وتحيل شفتي لانحناءة تدعى ابتسامة فلا أفلح
لم تخنني ذاكرتي أبدا ولكن مذ رأت عيناي هذا الوجود أبصرت البشاعة والقسوة أعاتب نفسي بل اسائلها مالذي جنيته ؟ لأنال القسوة وينال هو الدلال مالذي يميزه عني؟
أصرخ بذكائي استجمع ذكرياتي فلا أجد سببا
كنا صغارا لم تخلق فينا بعد صفاتنا ولكن هو من صنعنا
أخوان ولكن متناقظان
قالوا لي:متخلف ،بليد، قبيح
وقالوا له:ذكي،متفوق، جميل
يوقظه أبي بكلمات تقطر حنانا ويوقظني بركلات أليمة
وحين أخطئ كانت عصاه وكفيه تنتظران وجها ترسمان فيه بصماتهما الموجعة والأبدية
كنا صغارا لانعرف الحقد بل تشتعل في قلوبنا الغيرة ضربته ذات مساء وبعقلي الصغير عرفت أن عقابا عسيرا ينتظرني كان الظلام يزيد الصحراء وحشة وسكونا وانتفضت رعبا فهربت لحضن أمي نظر إلي بعيون تخلو من الرحمة وصمت ظننته سامحني ويالظنون في الصباح استيقظت بكف وعصا وحين هربت لحقتني زجاجة الدواء وسكنت رأسي!
أيفعلها أب!!
كبرت وشب جسمي على الألم ونما عقلي وهو يسمع
متخلف ،بليد ،قبيح
لم أنجح في دراستي ورسبت في حياتي
وكعصفور بلله المطر فلا عش يحويه بحثت عن مأوى آخر أكثر حنانا فقادتني خطاي لعش نسور!!
علموني شرب السجائر وصنع الخمر وأوهموني بالسرور ونسيان الماضي
جعلوا من يدي درعا يحميهم وقت الأزمات (والمضاربات) منحوني لقب البطل ونادوني يا(رجال) أنسوني المتخلف الذي صنعه أبي
بالمناسبة كان نقيضي مثلي يمارس ما أمارسه أنا ولكن الفرق بيننا أن خطأه مغفور ونزوة مراهقة ستزول
وكبرنا
وكبرت فينا ذات الصفات وبقيت نفس التربية
علمتني قسوته كيف أحن عليه وأرحم ضعفه وأقف احتراما لشعراته البيضاء
علمني حرمانه أن أعطيه بسخاء
علمتني تربيته كيف أقسو على الكثير وأرحمه هو
وعلمه دلاله القسوة والتمرد والصوت النشاز ومد اليد للجيب
الآن مرت 28 سنة من عمري ومازال بنفس قسوته وكلامه الجارح واذا حس بشئ من القوة أفرغها على جسدي
حتى في أحلامي لم تكن الصور إلا من واقعي الحزين
أهم بإيقاف نزف جروحي وإغلاق دفتري فأتلفت حولي فلا أجد أنيسا سواه
فأعاود النزف
ذات انهيار
دخلت في مضاربة عنيفة دفاعا عن أحد الأصدقاء واستطعت أن أوسعهم ضربا وإرهابا بطلقة مسدس دوت في الهواء
تفرقوا ولكن اجمعوا أمرهم على الذهاب للشرطة
وكان
أدخلت للحبس وسجنوا روحا قد خنقتها القسوة فما عادت تحس بالألم
ارحت الكل مني ووهبت نفسي الندم
وبين قضبان الألم نسجت حكايتي
هي ليست للتسلية ولكنها دعوة لصنع انسان بلا قسوة
قسوة،،،!
مجبر الآن أن أغلق قلمي فقد حان موعد الجلد،،!
هذه قصة قريبي دعواتكم له بان الله يهديه ويسخره لخدمة دينه ثم والديه ويفرج همه
اللهم امين
|