كاتب الموضوع :
سيرين بوسيدون
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجـزء العشـــ 20 ــريـن ..
بهـدوء .. احس معه انها تحاول متعمده ان لا يسمعهـا – انا حـامل ...
بدى صوت تلك الكلمه التي بالكاد انتقلت عبر الهاتف يتردد في الممر الذي كان يجلس فيه ..
صاعقـه وقعت عليه .. لم يعرف معهـا ماذا يقـول .. ولكن استطـاع بعد معاناة مع لسانـه ان يخرج كلمه بصعـوبه ..
_ مـاذا قلتـي ..
تشجعـت الأن بعد ان اعتـرفت .. – هنـاك طفل في داخلـي ..
اغمضت عينيها ودفعت رأسها للخلف .. كانت تنتظر منـه شيء ..
اي شيء .. حتى ان كان صراخ ولكنه لم يقل شيء ..
للحضـات احست انه لم يصدقهـا .. بعد هذا احست بـه غير مهتـم .. ولكن قال اخيراُ ..
_ لـن تفعليهـا ..
ماذا يقصـد ..؟ الم يصـدق ..؟ ان تقـوم طفلته بفعل شيء كبيـر كهذا .. واخفائه عنه ..
لم تجب عليه .. لم تكن تملـك جواباً .. كل ما تملكـه هو امنيـه ان يقـول لهـا ~ مبـروك ~ وينهـي الامـر ..
فقـد اصبـح خوفهـــا من فقدانـه ان جاء هذا الطفــل كبيــر جـداً ..
ولكنه لم يكـن كبير لدرجه تجعلهــا تتخلـى عن طفلهـــا معـه .. ~
اغمـض آمون بعد هذا عينيه وقال لها وكأنه مخدر .. – سأرتـاح قليلا .. وداعاً ..
ثـم اغلق الهـاتف وكأن شيءً لم يـكن .. اصاب لامار الذهـول .. هل هو غاضب ..؟ بدى لها وكأنه لم يستوعب الامر ..
امسكت الهاتف قليلا وهي تنظر له .. لم تجرؤ ان تتصل به مجددا .. وضعت هاتـف كلوديا على الطاوله وتوجهت لغرفتهـا ..
رمت بجسدهـا النحيـل على السـرير وحاولت مجبره نفسهـا على النـوم رغم الافكـار التي تقتحم رأسها وتخيفهـا مما سيحـدث ..
سقـط الهـاتف الذي كان يمسكـه بيـده ليُحدث ضجه في ذالك الممر الخالي من اي صـوت ..
جعلته الضجـه يتحـرك مفزوعا حتى فهـم ايـن هـو .. كـان هذا آمون .. الذي ما ان اغلق الهاتف بعد
حديثه مع زوجتـه غط في نـوم جعله ينسـى ما حوله ..
هز رأسه بمحاوله للأستيقاض ووقف بعدهـا ليتوجه نحو غرفـة ادوارد .. فتح الباب بهـدوء شديد
فدخل للغرفه التي كانت تغط في ضلام كامـل .. ادوارد كـان مازال نائم ...
يهـذي بكلام غير مفهـوم في بعض الاوقـات فالحمـى ما تزل مرابطه لـه .. اقترب آمون منه فحـرك احدى الكراسي القريبـه
من سريره مما ادى الى سقـوط الكرسـي واصـدار ضجه مزعجـه جعلت ادوارد يغمض عينيه بقـوه منزعجا ..
وقف آمون بعد هذا امام الفنافذه وجاء حديث لامار فجأ وكأنه نسي تماما ما حدثـ ..
عقـد حاجبيه وهـو يحاول ان يتذكر ما قالتـه .. لقد كان النـوم يغالبه في ذلك الوقـت ولم يكمل الحديث معهـا ..
لاكنها قالت شيء عـن الحمـل .. نظر الى الامام نحو البنايات العاليه التي كانت تضيئ في هذا الضلام . _ لقد قالت
انهـا حامل .. هذا صحيح ..
بدى يستـوعب الان الوضـع .. ولكن هل يعقل ان يكـون الامر كذلك ..؟ هل يجرء ان يصـدق ام انهـا كانت
تختبره فقـط ..؟
قال بعد هذا – انهـا مجنونه ..
اخـرج هاتفـه وكان يريد ان يتصـل بهـا عندما جاء صوت ادوارد – كلاكمـا مجانـين ..
استـدار له آمون بسـرعه .. نظر له قليلا وهو يحاول ان يركز كي يعرف ان كان ادوارد تحت تأثير الحمى ام انه
استيقض حقا ..
_ ما بـك ..؟ لم تنظر هكذا ..؟
_ احاول ان ارى ان كنت ما تزل تهـذي ..
_ اهـذي ..؟
قالها مستغرب فرد آمون عليه .. – لقد احضرت الماضي كله في هذه السـاعات التي نمت بهـا ..
كان امون يتحدث بسخريه فلم يقل ادوارد شيء .. مما جعل امون يكمل ..
_ لقد كنت تنادي كلارا ..
حرك ادوارد عينيه الفضيتان لينظر نحـو آمون منزعج فرد عليه الاخر – الم تنس بعـد ..؟
_ لما يجـب ان انسـى ..؟
قال بهـدوء فرد عليه آمون – كي تعطي فرصـه لكاميليا ..
ضحك ساخرا مما جعله يتألم قليلا – هل تريد كاميليا ان تتنافس مع امرأة ميته ..؟
_ انك لا تنسـى ..
لم يجب ادوارد فقال آمون .. – كيف تشعـر الأن ..؟
_ بطريقه ما .. بخيـر ..
بدا وكأنه منزعج من الحديث مع ان الحديث لم يتضمن شيء مزعـج ..
لم يقـل امون بعد هذا شيء وضل ينظر من خلال النافذه .. خرج صوت ادوارد وكان منفعلا منزعـج ..
_ اين كلوديـا ..؟
_ لم تأتي ..
بدى ان الجـواب ازعجه اكثر من ذي قبـل .. قال بعدهـا – لقد كان معي بعض الأوراق في الغابه ..
_ لم يكن في حوزت كلوديا شيء ..
صمت ادوارد وهو يفكـر فقال آمون – هل هي اوراق مشروع المنتجع ..؟
لم يجب عليه فعاد آمون ليقـول – اعرف انك لست بصحه تسمح لك بهذا الحديث ولكن فكر بوالدتـ..
لم يكمل حديثه حين انفعل ادوارد – اللعنه عليكم .. فليذهب المشروع للجحيـم الن تكفو عن الثرثره في هذا الموضوع ..
_ هل هذا لأنك بدأت تشعر بانك على خطأ ..؟
قال امون يستفزه .. رد عليه ادوارد – هل تريد ان اقتلـك ..؟
_ هل تستطيع وانت في هذا الوضـع ..
رد عليه ساخرا فجلس ادوارد – هل تريد ان تُجرب ..؟
ضحك امون الان وعاد ليقف امام النافذه – رغم هذا .. فذاك المشروع لن يجلب لك سوى الاحتقار من الجميع ..
_ وكأن هناك من يهمنـي ..
قال امون وهو يبدو منزعج بقـوه – اللعنه عليك .. لقد فقدت صوابك تماما ..
اعاد ادوارد رأسه للوساده واغمـض عينيه بهـدوء .. خرج امون من عنده بعد ان فهم ان عقلية ادوارد لن تتغير مهما
حاولو اللعب على اوتار مشاعـره التي لا تتحـرك ..
..
لقد كانت تلك الليله مزعجـه جدا لكلوديا .. لم تنم سوى لحضات متقطعه تستيقض مفزوعه كل مره بعد رؤيتها لحلم
ينغص عليهـا نومهـا .. كم شعرت بالسعـاده عندما اشرقت الشمـس معلنـه يومها الجديد والاخير في هذه البقعـه التي
لم تعد تتحملهـا .. عندما استيقضت لم يكن هناك احد قد استيقـض غير السيده كاميليا .. وجدتها كلوديا تجلس في الطابق السفلي ..
كانت تجلس في غرفة الجلوس لوحدهـا وبدت وكأنها لم تنم ابدا ..
_ هل اقوم بصنـع القهـوه لكِ ..؟
سألتها كلوديا بهدوء فأبتسمت لها وقالت – نعم .. شكرا حبيبتي ..
توجهت كلوديا للمطبخ بعد ان اخذت هاتفها من على الطاوله .. فتحته وابتسمت بمراره عندمـا وجدت ان اليوم هو اول
يوم من السنـه الجديده .. يبـدو ان هذه السنه ستكـون مغزعـه ان كان اول يوم فيهـا هكذا ..
لم يحتفل احد ولم يكمل احد السهـره بالامس اصلا ..
قامت بصنع القهوه ولكنها زادت العدد .. ربمـا سيستيقض احدهـم الان .. سكبت كوبين
وحملتهمـا للغرفه .. اخذت كاميليا احدهمـا وجلست كلوديا على الاريكه المجاوره لها وهي ترتشـم من كوبهـا
الساخـن .. لقد دفء قلبهـا قليلا .. لم يتصـل امون .. اذن ادوارد لابد انه بخيـر ..
فكرت قليلا انه حتى ان حدث لأدوارد شيء فأمون سينتظر حتى ذهاب كاميليا بنفسهـا .. لن يخيفهـا عليه
اكثـر ..
لقـد كانت كلوديا تريد ان تقول شيء لتخفف عن المراة الجالسه امامهـا .. بدت كاميليا وكأنا اصبحت عجوز فجا ..
لم تضع اي مساحيق تجميليه على وجهها وكانت هناك دوائر سوداء حول عينيهـا ..
يبـدو ان الليله الماضيه لم تكن هي الوحيده التي سهـرت بهـا ..
_ سأقوم بايقاض مايكل ..
قالت هذا ووقفت وكأنها لم تعد تتحمل الصبـر ..
بعد لحضات كان كل من في المنزل مستيقض .. وقد ارتدو جميعـا ملابسهـم وتجهزو للذهـاب ..
_ هل ستأتين للمشفـى ..؟
سألت لامار روزا وهي ترتدي معطفهـا .. فأجابت روزا والتي كانت كلوديا تتابعهـا بشغف ..
_ بالطبـع ..
لم تعـرف هل تفرح ام تحزن .. ولكن ما تأكدت منـه انها يجـب ان تطمئن على ادوارد قبل حدوث اي شيء اخـر ..
هكذا ركـب الجميع في سيارة السيد مايكل .. تركو امتعتهم هنـاك .. فكما قال لهم السيد مايكل ..
سيقوم احد الخـدم بأحضارهـا خلفهـم ..
لم يتحـدث احد في السياره .. كان الوقت فجراً و هنـأك كئابه في الجو وكأنه يتقصد ان يزيد همهم هماً ..
اكتفـى الجميـع بالنظر من خلال النوافـذ والانشغال في افكارهـم الخاصه ..
بعـد طريق طويل دام عدة ساعـات جعل كل من كلوديا وكاميليا تشعـران انه لن ينتهـي وصلو للمشفـى ..
عندمـا اوقف السياره هرعت كاميليا منهـا بسرعه فناداهـا مايكل – كاميليا .. توقفي لحضه ..
توقفت وهي تنظر له بعد ان غالبتهـا دموعهـا .. استطاعت ان تنتظر قليلا حتى خرجو جميعا من السياره وتحركو نحو المشفـى ..
بعد ان استفسـرو عن غرفة ادوارد وعرفـو انهـا في الطابق الثالث من المشفـى توجه الجميـع الى هنـاك ..
آمون كان يجلس في المقاعد امام الغـرفه وهو يسند رأسه على الحائط ويغط في نـوم عميـق ..
بدى مرهقا للغـايه .. انقبض قلب لامار وهي تراه هكذا .. تحركت ووقفت امامه توقضه بهـدوء – آمون ...
فتح عينيه بهدوء وبدا يفركهمـا محاولا الاستيقاض .. وجد وجهها مقابله فضل ينظر له لوهله وكأنه في حلم حتى شعر بالجميـع حوله ..
وقف بسـرعه وتوجهه للسيده كاميليا التي حطمته عندمـا رئا حالها ..
_ تفضلـي كاميليا .. انـه هنـا ..
لم تعرف كلوديا لما لم تتحرك ولكن هذا ما قام به الجميـع .. فقد كاميليا والسيد مايكل هم من دخل في بادء الامر ليروه ..
ودخل آمون معهم وهو يشرح حالت ادوارد التي سمع الجميع انهـا استقرت بعض الشيء ..
جلست لامار وروزا بينما ضل جـون واقف وهـو ينظر للغرفـه .. اقتربت كلوديا لتقف بقربه وهمست له – لما لا تدخل ..؟
استدار لينظر لها وقال – ليس من شأنك ..
ابتسمت له – ليس سيء ان تخاف على اخـوك .. بل هو شيء رائع ..
نظر لها منزعج وابتعد عنهـا .. ضلت الابتسامه على وجهها وهي ترى انزعـاج جـون من المشاعر التي تجعله
قلق على ادوارد والتي كما يبدو لا يتقبلهـا كليا .. كمـا هو الحال مع اخوه المتجـر ..
بعد ان طـال مكوثهـم في الداخل خـرج امون وقال لروزا – تفضلـو .. لقد استيقـض ..
دخلت لامار التي كان امون يتحاشى النضر لهـا لسبب ما وبعدها روزا ثـم تحركت كلوديا بصعوبـه وجـون دخل في الاخير ..
كان ادوارد مستيقض وقد جلس على السرير بينما اسند ضهره على الوساده التي وضعها خلفه وكاميليا تجلس بقربه ..
لقد كان يبدو متوتر بعض الشيء وكأنه لا يعـرف كيف يتعامل مع امـه .. بدت قلقله عليه للغايه ولكنه لم يبدي اي اهتمـام ..
والده كـام يبدو قد ارتـاح الان ..مايكل يقف بقرب النافذه وهو ينظر لولده وعلى شفتيه شبه ابتسامه صغيره تبدي سعادته
بأن ادوارد بخيـر .. قالت امي فور دخولها – كيف حالك الان ادوارد ..
قال بتهذيب كما هي عادته بحديثه مع روزا – بخير سديتي .. شكـراً ..
اقتربت لامار منـه - لقد اخفتنـا عليك جدا .. جيد انك بخيـر ..
ابتسم لها واستدار لينظر لجـون الذي كان ينظر لأدوارد وكأنه لا يعرف ماذا يقـول .. يبدو ان ادوارد شعر
بتوتر اخيه الصغير فساعده – وانت .. الن تقول شيء ..؟
ابتسم جـون عندما وجد هذا التفاعل من ادوارد والذي نادرا ما يحدث – لا يوجد شيء اقوله .. فأنت لم تمـت ..
عندمـا قال جـون هذا استدار ادوارد لينظـر لكلوديا التي كانت منشغله بالنظر لأنفعالاته تجاه الجميـع ..
جيد انه لم يكن هنـاك احد منتبه لهـم فقد وقفت امي بقرب السيده كاميليا ولامار ذهبت لتقف قرب امون الذي لم يتحدث معها
بأي شكل ..
نظر ادوارد لي وكأنه انتبه لوجـودي للتـو .. ضل يحـدق بي طويلا بينما حاولت ان الهي نفسـي بشيء اخر كي لا انظر له
وافضح قلقي عليـه .. – اعطنـي ماء ..
قال وهو ينظر لكلوديـا فكـان يجب عليهـا ان تقوم بأحضار الماء له .. لم ينتبه احد على توترها ولكنهـا كرهت تصرفات
ادوارد ومحاولته الدائمه في احراجهـا .. ملئت له كوب من الماء وتقدمت من السرير كي تعطيه له ..
امسكـه وهو ينظر لعينيهـا .. كانت تريد ان تنظر له بأنزعـاج ولكنه لم يساعدهـا .. فقد كانت نظرتـه طبيعيه لم تكن تحمل اي
شيء شخصـي .. سواء خير او شـر ..
اعطته الكأس وعادت لتقف بعيده عنه وهي تشعر بالانزعـاج .. كان الجميع يتحدث معه ويحاول ان لا يخوض في
سبب جرحه او كيف حدث الموضـوع .. لم تفهم كلوديا لما يتجنبـون ذلك .. لقد ضنت ان اول سؤال سيكـون كيف حدث الامر ..
اقتربـت لامار من أمون وقالت له وهي تهمس في اذنـه – هل لنـا ان نتحـدث قليلا ..؟
_ دعينـي قليلا .. عندمـا نذهب للفندق سنتحدث بقدر ما تشائين ولكن الان لا ..
هل هـو غاضب .. انه ليس غاضب بل هـو يكاد ينفجـر ..
حسنا ربما الافضل هو ان تنتظر حتى يكونا وحدهمـا .. مرت على هذا الحال ما يقارب النصـف ساعه
حتى اعتـذر لهـم آمون .. – اعتقـد اني سأنسحب الان لأرتـاح قليلا .. ان احتجت شيء اخبرنـي ..
وجه الكلام الاخير لأدوارد الذي نظر له وقال – شكرا لك .. سأقوم بذلك ..
شكرته السيده كاميليا وكذلك فعل مايكل .. اقتربت لامار من كلوديا التي قالت لها – ما بـه ..؟
_ سنـرى ذلك .. سأذهب معه اذن .. اراكِ فيما بعد عزيزتـي ..
ابتمست لها كلوديا وشعـرت ان لامار خائفه من شيء ما .. بعد هذا ذهب امون ولامار ..
دخل الطبيب .. قام ببعض الفحوصات والسؤالات السريعه لأدوارد فسأله ادوارد – متى استطيع الخروج ..؟
_ ربمـا غدا .. يجب ان تبقـى اليوم على الاقل سيد ادوارد .. سنقـوم بأشعه كامله لساقك لنرى كيف اصبحت الاصابـه ..
_ دكتـور .. غدا يجب ان اخـرج .. لا يمكن ان ابقى اكثر ..
انه مستعجل بالطبـع .. فأدوارد لن يتحمل الجلوس هكذا بدون القيام بأعماله الكثيره ..
ابتسم الطبيب بهـدوء وهز رأسه .. خرج بعد هذا فلحقه بـه السيد مايكل ولحق بهم جـون ..
فالسيد مايكل يريد ان يتأكد من ان ليس هنـاك ضرر عليه ..
لقد اكتفت كلوديا الان .. اطمئنت عليه وتريد الخـروج من هنـا .. انه يلتفت لهـا بين الحين والاخر بدون مبالاة
وكأنه يرى فقط ما تفعـل .. نظرت كلوديا لوالدتها التي كانت تقف بقرب كاميليا وكانتا تتحدثـان بشيء لم تستطع سماعه ..
استدارت بعد هذا روزا لكلـوديا وقالت – اذن هل نذهـب نحـن ..؟
لم تفهم كلوديا هل هـو سؤال ام انها تخبرهـا فحسب ولكنها قالت – نعـم ..
كانت تشعر بعينيه الفضيتين عليهـا ولكنها لم تنظر لـه .. استدارت ووقفت امام الباب – سأنتظرك في الخارج ..
قالت هذا وفتحت الباب وخرجـت .. وقفت تنتظر في الممر .. جيد انه لم يحـدث شيء .. لم تقم باي خطوه حمقاء ..
كانت صامده واستطاعت ان تضهر عدم مبالاتهـا بشكل رائـع .. ابتسمت لنفسهـا بألم ..
~ هل هـو انتصـاري الأول على نفسـي ..؟
هذا ما فكرت به قبل ان تنتبه لوالدتهـا التي خرجت من الغرفـه وهي تلقي عليهـم التحيه ..
سارت بقرب ابنتهـا ولم تتحدثا كثيراً .. استقلتا القطـار وتوجهتا للمنـزل ..
قالت روزا فور وصولهـم – يجـب ان اذهـب الان للعمـل ..
نظرت لها كلوديا مستغربـه – للعـمل ..؟ لقد وصلتي للتـو امي .. ارتاحي ..
_ لستُ متعبه عزيزتي .. ربمـا ساتأخر قليلا ..
_ تتأخريـن ايضـا ..
ابتسمت روزا لأبنتهـا وقبلتهـا – ما زلت شابه .. لم اهـرم بعـد ..
ابتسمت كلوديا بدورها وقبلت والدتهـا – ولكنك لا تحصلين على ما يكفـي تغطية تعبـك ..
_لا تفكـري في هذا ..
دخلت روزا بعد هذا للغرفـه وغيرت ملابسهـا وخرجت مسرعه ..
كلوديا كانت منزعجـه .. بدأت تشعر ان هذا العمل لا يقوم بشيء سوى اهلاك والدتهـا ..
الراتب ليس بشيء يذكـر وهـم يطلبون والدتهـا دائما .. احيانا تتأخر حتى الليل ..
ورغـم خوف كلوديا الكبير في بقائها وحيده في البيت الا انهـا تحاول اشغال نفسهـا باي شيء حتى عودت والدتها ..
وعندمـا تعود تذهب للسرير فورا كي لا تشعر والدتها انهـا كانت مستيقضه طوال الليل ..
كانت الان تشعر بالتعب جراء الطريق الطويل الذي قطعوه والوقوف في المشفى كل ذلك الوقت ..
توجهت نحو غرفتهـا ورمت نفسها على السرير ونامت بعمـق شديد ..
كانت تستيقض بين ساعات متقطعـه .. ولكنها كانت تعود للنـوم مجددا .. التعـب كان يغالبهـا في كل لحضـه
ويمنعهـا من النهوض من على السـرير ..
بدأ رنين هاتفها بالعلـو ورغم محاولتهـا لعـدم سماعه الا انهـا لم تستطع ان تتحمله اكثـر ..
وقفت بتكاسل وسارت نحـو معطفهـا واخرجت الهاتف منه بعصبيه بعد ان استعصى عليها قليلا ..
ردت بـدون ان تنظر للمتصـل حتـى ..
كـان صوتها ثقيلا تعبا – نعـم ..؟
هل هي غاضبـه .. هذا ما فكر به ايفـان قبل ان يقـول – مرحبا ..
جلست على الاريكه وحاولت ان تفهم من يتحدث .. قالت بهدوء – ايفان ..؟
_ نعـم .. هل انتي نائمه ... ام غاضبه ..؟
_ ليس لدي مـزاج للضحـك ..
قال لها – ولكنك رغـم هذا تبتسمـين ..
وجدت انهـا كانت حقا تبتسـم .. – حسنا ايها الساحر .. ماذا هنـاك ..؟
_ لا شيء غريب .. اردت فقط ان اقول .. كل عام وانتي بخير ..
_ هم ؟ بشأن ..؟
_ حقا ..؟
_ ماذا حقا ..؟ اسمع ايفان لم استيقض كليا بعد .. ماذا هناك ..
_ اليس اليوم عيد ميلادك التاسـع عشـر ..؟ ام هل انا مخطئ ..؟
جعلها هذا تفتح عينيها وتجلس بثبـات .. بدأت تتذكر .. بالطبـع .. اليوم هو اليوم الاول في السنه ..
هذا هو يوم عيد ميلادهـا .. لقد نسيته كليا .. عاد ليقـول – اذن انا مخطئ ...؟
ابتسمت – لا .. لست مخطئ .. انه كذلك ..
_ يبدو اذن انك نسيته كليا ..
_ هذا صحيح .. لقد غاب عن بالي تماما ..
وقفت بعد هذا لتنظر من النافذه .. لقد قاربت الساعه الخامسه ولكن مع ان الوقت ما زال مبكر الى
ان الشمس بدأت بالمغيـب ..
_ شكرا لك ..
قالت هذا فرد عليها - الن تحتفلـي اذن ..؟
_ لا ..
وكأنها مبرمجه .. ضحك عليها فقالت – ما بك ..
_ لم اكن قد انهيت السؤال بعد..
_ حسنا .. اوفر عليك قول كلمات لا حاجه لها
_ الن اراكِ اذن ..؟
لم تعـرف ماذا تقول .. – لقد تأخر الوقت ..
_ هل انتي واثقه ..؟
قالت بسرعه – امي لم تعد بعد ولا استطيع الخروج ..
_ لكن هناك ما اريد الحديث بشانه معـكِ ..
_ الا يتأجل ..؟
_ لقد اجلته كثيرا ..
_ تحـدث اذن ..
قالت هذا وهي تشعر بان هناك شيء سيء سيحدث ..
_ لا يمكن على الهاتف .. يجب ان اراكِ ..
_ ماذا هناك .. بدأت تخيفني ..
_ لماذا تخافين .. اريد ان اقول لكِ شيء فقط ..
بدأت تشعر بصداع حاد .. لم تأكل شيء منذ الصباح وكل ما قامت به هو النـوم ..
انـ اليوم هو الأسوء ..
امسكت رأسها ولم تعرف ماذا تقول له .. قالت – هل يناسبك غدا ..؟
قال بهـدوء – لا .. الاسبـوع هذا كله لا استطيع .. سأسافر ولن اعود حتى بداية الاسبـوع القادم ..
_ حقا ..؟ الى اين ..؟
_ يجب ان اعـود لفرنسـا .. لدي بعض الاعمـال هناك ..
_ ااه .. هذا رائع ..
_ ما هـو الرائع ..؟
احست انه منزعج من شيء فقالت – الذهاب لفرنسـا .. اليس رائعا ..
_ هل تاتين معـي ..؟
_ لقد تحدثنا سابقا بالامر .. وقلت لك ان هذا مستحيـل ..
_ اللعنه عليك من فتاة .. مالذي تريدينه اذن .. لا تقبلين بالارتباط .. والخروج معي ممنوع
.. الى ماذا تحاولين ان توصليني ..
لم تفهم لماذا هو غاضب هكذا .. لقد انقلب فجأ .. رغم انه بدى منزعج منذ البدايه ولكن ما سبب صراخه عليها الان ..
صرخت بوجهه بحده – اولا لا تقل لي اللعنه عليك .. ثـم لماذا تصرخ ولماذا انت غاضب بالاسـاس ..؟
_ كلوديا فكري قليلا ..؟
لم تقل شيء .. او بالاحرى هي لم تفهم شيء مما قاله ..
وهو بدا انه ندم على ما قاله .. اذ انه قال بسـرعه – سنتحدث عندما اعود .. وداعا الان ..
واغلق الهاتف قبل ان تجيب حتى .. رمـت الهاتف على الاريكه بقربها وصرخت – وكأني استحمل جنونك انت الاخر ..
توجهت نحو المطبخ واخذت دواء مسكـن لوجع الرأس .. يجب ان تأكل شيء ..
فكرت قليلا وهي تنظر لمحتويات الثلاجه ولكن شي منها لم يعجبها ..
اغلقت الباب وخرجت من المطبـخ .. جلست في الصاله واخذت هاتفها لتتصل بوالدتها وتطلب منها
ان تحضر لها شيء لتاكله من الخارج ..
عندما فتحت الهاتف كانت هناك رسائل كثيره .. تهاني من اصدقائها بعيد ميلادهـا .. لم تسمعها عندما
وصلت .. ابتسمت وهي تقرأها جميعا .. كل شخص كتب لها شيء جميل .. احدهم كتب لها ذكرى عن اول لقاء
حدث بينهم وكم هو سعيد بتعرفه عليهـا .. وكتبت لها ساره رساله طويله تصف لها مشاعرها تجاهها ..
كانت تبتسم بين الحين والاخر حتى انهت قرائت الرسائل جميعا ..
احست بان هناك شيء ناقـص .. هناك شخص مهـم لم يرسل لهـا .. كانت هذه كارثه ولكن ربمـا هو لا يعرف
عيد ميلادهـا .. لن يكون خطا اذن .. كان هذا هو والدهـا الذي حاولت ان تتصل به اكثر من مره ولكن هاتفه كان
دائما خارج الخدمه .. تذكرت بعد هذا السيده ماريا .. جدة كلارا ..
هل مازالت هنا ام انها سافرت مع حفيدتها ..؟ فكرت انها بكلا الحالتين لن تعود لتعمـل لديها ..
ولكن كيف ستقـول ذلك .. هل هذا عذر لتتصل بأدوارد وتطلب منه ان يعتذر من حفيدت خطيبته عن اكمالها العمل عنده ..
اطلقت ضحكه مزعجه على نفسها – انتي مثيره للشفقه ايتها الحمقاء ..
فكرت انها لن تتصل في ذلك الرجل ابدا .. لا مزيد من الانكسارات .. هذا ما قررته بعد خروجها من ذلك المنزل القابع
في اعالي الجبال وسط الشجره الكبيره تلـك .. كان هناك شخص اخر يمكن ان تطلب منه نفس الطلب ..
اتصـلت على آمون .. رن الهاتف كثيرا حتى كادت تغلقه عندمـا اجاب – مرحبا كلوديا ..
_ مرحبا امون .. كيف حالك ..
صمت قليلا وقال – بخير .. وانتـي ..؟
_ انا ايضا بخير .. كيف هي لامار ..؟
_ بخيـر ..
قالها بأقتضاب شديد .. ولكنها لم تهتم كثيرا لطريقته .. اكملت ما ارادت قوله – اريد ان اطلب منك خدمه ..
_ ماذا هناك ..؟
_ السيده ماريا .. لم اعد استطيع اكمال العمل لديهـا .. هل يمكنك ان تخبرهـا بالامر ..؟
_ لما لا تفعليـن انتي ذلك ..؟
_ لا اريد ..
اصر عليها – سيكـون الامر لائق اكثر لو قمتي انتي به ..
_ لقد قلت لا اريد .. الا يمكنك ..؟
اخذ نفسا عميقا – بلا استطيع .. كما تشائين ..
سالت عندما انتهت المساله – هل لديك مشكله ..؟
بدى انه يتحدث بسخريه – ساصبـح ابا ..
انصدمت كلوديا وقالت بدون وعـي – هل اخبرتـك ..؟
_ ماذا ..؟ اخبرتني بماذا ..؟
لم تعرف ماذا تفعل الان .. هل حطمت كل شيء..؟ اذا لم تكن قد اخبرته بمسالت الحمل فماذا يقصد
بأنه سيصبح ابـ ..؟ لم تجرء على قول المزيد فقال لها – كيف عرفتي انتـي ..؟
_ اذن فقد اخبرتك .. لقد ارعبتني ..
_ كلوديا من اين تعرفيـن ..؟
_ لامار قالت لي ..
_ متـى ..؟
_ حسنا لم اتعرف عليها سوى في الرحله .. بالبطع هناك .. هل تريد الوقت بالتحديد ..
_ هل تحاولين ان تكوني ضريفه ..
للحضات دام صمت بينهم حتى فجرته كلوديا بضحكه عاليه .. – اسفـه ..
قالت بعدها .. فقال لها – لا عليك .. اشعر بالسعاده عندما تضحكـين ..
_ اين لامار اذن ..؟
_ انها في الفندق ..
_ وانـت ..؟
_ انا في الخـارج ..
_ هل تشاجرتمـا ..
_ لا ..
_ اذن
_ ماذا ..؟
_ ماذا حدث ..؟
_ لم يحدث شيء ..
_ اذن فقد تركت الغرفه وخرجت ..
_ هل هذا ذكاء ..
ابتسمت – انت على خطئ ..
_ كلوديا .. كفاكِ ثرثره ..
_ تريد اسكاتي لانك تعرف بانك مخطئ ..
_ انكِ لا تفهمين شيء ..
_ لقد قالت لامار لي بعض الاشياء ..
قالت بعد صمت طويل احس معه امون انها اغلقت الهاتف – عن صحة الطفل ..
_ ساتركك الان .. لدي بعض الاعمــال ..
_ آمون .. انتظر ..
ولكنه لم ينتظر .. بل اغلق الهاتف فورا .. يبـدو انهما لم يتحدثا ولم يتوصلا لشيء بعـد ..
ربمـا ستكـون المساله صعبه عليه في بادء الامر ولكنها متأكده ان آمون ليس بذلك الشخص الذي يطلب من زوجته
اجهاض طفلهـا او انه سيتركها من اجل ما قامت به .. هو منزعـج بعض الشيء لانها قامت بكل شيء دون اعلامه ..
هذا ما تمنته كلوديا على الاقـل ..
اتصلت بوالدتها في ذلك اليوم وطلبت منها ان تحضر لها شيء لتأكله ..
وهكذا اكملت يومها بالجلوس امام التلفاز ..
..
كـان هناك كومة اوراق امـامه وبدى يتصفحهـا بهدوء وهو يقرء بأهتمـام .. فُتح عليه الباب فدخل عليه آمون ..
نظر ادوارد له بهدوء بطرف عينه وعاد ليتابع عملـه بعد هذا ..
جلس آمون على الاريكه المقابله لسرير ادوارد .. قال بعد هدوء دام دقائق طويله ..
_ الا تمل من العمـل ..؟
رفع ادوارد وجهه ونظر قليلا لأمون وقال بعدها – هل كنت تشـرب ..؟
امسك امون رأسه – اشعر بصداع حاد .. لماذا تسأل ..؟
_ ليس لسبب معين .. لم تتسكع منذ زمـن ..
ضحك عليه وقال – لقد ضننت انني كبرت ..
_ هل حدث شيء ..؟
_ هل انت مهتـم ..؟
_ تريد ان تبتعد عن الموضوع اذن ..؟
عقد امون حاجبيه وهو ينظر لأدوارد الذي وضع الاوراق على الطاوله ورمى القلم فوقهم ..
_ ربمـا ستحصل على طفل سليم .. اليست المخاطره شيء مطلوب في الحياة .. هذا ما كنت دوما تقوم به ..
_ لا تقل لي انت ان لامار اخبرتك ايضا ..
_ لا .. لم تفعل .. سمعت حديثا لها مع كلوديا ..
لم يقل شيء وكان يبدو غاضب فقال له ادوارد ساخرا – هل مشكلتك هي انها لم تخبرك في المقام الأول ..
_ هل تفهم ماذا يعني ان يكـون الطفل ..
لم يكمل .. فهم ادوارد ما يقصده فقال له – وماذا ان لم يكن ..؟
_ هل ترى انها مسأله قابله للمخاطره ..؟
_ لستُ في الصوره .. انه من الصعب ان افهم الوضع ولكن لامار لها كل الحق في ان تصبح اما ..
رفع وجهه لأدوارد وقال وكأنه منزعج من ادوارد اكثر من اي شيء – منذ متى تتفهم هذه المشاعر ..
_ حسنا .. ربما ان سألت رأي فسأقول ان انجاب الاطفال وتكوين عائله هو الشيء الذي لا يعنيني بشيء .. ولكن
لامار مختلفه .. عنا جميعا .. تعرف شغفها بالاطفال ..
_ لستُ معارض لفكرة الاطفال .. ولكن هناك اشياء لا يمكن ان نتخطاها ..
بدى انه انفعل كثيرا اذ انه وقف وبدا يسير فقال ادوارد – ان كنت تريد مواسات فلن تجدها لدي .. وان كنت تريد رأي يساعدك
فهو ايضا غير موجود لدي .. مسألتك خارج اختصاصي ..
نظر له امون وقال – انك حقا فاقد للأحساس .. لقد جئت للشخص الخطأ ..
_ كان يجب ان تعرف هذا قبل ان تاتي لأزعاجي ..
_ اللعنه عليك من صديق ..
ضحك ادوارد بينمـا رمقه امون بأنزعـاج .. قال بعدها .. – طلبت مني كلوديا ان اتصل بالسيده ماريا فهل تستطيع ان تفعل هذا ...؟
نظر له باهتمـام – وماذا تريد منهـا ..؟
_ تريد ان تعتذر عن اكمـال العمل ..
ابتسم ادوارد ساخرا – تلك المسكيــنه ..
_ هي مسكينه حقا منذ ان قابلتك .. هل ستفعل ..
_ لما لا تفعل هي ..؟ هل تخاف ..؟
_ ربمـا .. لا اعرف لقد طلبت مني ولكني لستُ في مزاج يسمح ..
_ حسنا .. سافعـل ..
_ ساذهـب الان ..
هز ادوارد رأسه عندما خـرج آمون واغلق الباب خلفـه .. اسند راسه على الوساده واغمض عينيه ..
لقد كان منزعـج .. غاضـب .. ثائـر .. لماذا هذا كلـه .. هل هذه الغرفه المضلمه البارده الخاليه من احـد هي السبـب ..؟
لم تسبب هذه الاجـواء من قبل له اي فـرق .. ان هذا مزعـج ..
اعاد الوساده لوضعها وحاول ان ينـام ..
..
في الصبـاح استفاقت كلوديا على صـوت والدتهـا التي كانت تقـف امامهـا تنتظر منهـا ان تفتح عينيهـا ..
عندما فتحت عينيها نظرت لوالدتهـا التي كانت تبتسم لهـا ..
_ لقد نسيت ان الامس كان ذكرى لأجمل يوم في حياتي .. انا اسفه صغيرتـي ..
ابتسمت لوالدتها بعد هذا وجلست وهي تفرك عينيهـا .. – حتى انا نسيته ..
قالت مبتسمه وهي تتثائب .. فأخرجت من خلف ضهـرهـا علبـه صغيره حمـراء اللون ..
جعلت كلوديا تقفـز فرحه من السريـر وهي تضحـك .. – ماهــذا ..؟
سألت بينما ابتعدت روزا خطوتين للخـلف – ما رأيك انتـي ..؟
_ هيا امي اعطني .. اليست هديه لي
ضحكت روزا – ما زلتـي طفله .. لن تحصلي عليها ..
_ امي .. لقد اصبـحت الان في التاسعـه عشـر .. هيا اعطني ..
_ اولا توجهي للحمام .. بعد ان تقومي بتنضيف اسنانك ووجهك وترتيب نفسك تعالي للمطبخ وهناك ستحصلين عليها ..
جلست وهي تتصنع الزعـل .. – حسنا ..
خرجت روزا وتوجهت كلوديا للحمام وهي فرحه جدا ..
عندما دخلت المطبخ كانت امها قد جهزت الافطـال .. قبلت رأسه والدها وبعدها قبلتها على خدهـا ..
_ شكـرا امـي ..
جلست امامهـا فقدمت روزا لها الهديـه .. اخذتها كلوديا وعلى شفتيهـا ابتسامه مشرقـه ..
فتحتهـا بفوضويه ورمت الورق الذي كانت قد غُلفت الهديه به فكان هناك عُلبه صغيره سوداء جميله جدا ..
فتحتهـا وروزا تتابع ملامح صغيرتها التي بدت طفوليه وهي تترقـب ما يوجد بداخل العلبه ..
فتحت العلبـه فضهـر لهـا قرطـان خطفـا انفاسهـا من شدة روعتهمـا ..
ضلت تنظر لهم قليلا وهي تتمعـن بشده .. قرطان يشكلان قلوب صغيره جوهريه باللون الاحمر القانـي ..
كانت منثوره بشكل جميل ..
_ رائـعه ..
قالت كلوديا وهي ما زالت تنظر وعلى وجهها ابتسأمــه .. وقفت بعد هذا وحضنت والدتها بقوه ..
_ شكرا امي .. انكي الاروع .. انا اعشقك امي ارجوكِ سامحيني ان كنت قد المتك ..
حضنتها روزا وهي تضحك على فتاتها – كم انتي حمقاء .. تعرفين انني لا استطيع ان اغضب منك .. فأنتي تعرفين ان
مامن شيء مهم لي غيرك ..
بدت دموع كلوديا تتساقط فأبعدتهـا روزا قليلا – ماذا الان .. لما الـدموع ..؟
_ لاني سعيده جدا ..
كان ذلك شيء احتاجته كلوديا منذ زمـن .. احساسهـا بأنها مهمه في حياة احـد ..
_ حسنا هيا .. يجب ان تأكلي بسرعـه ..
_ لماذا ..؟
_ لاني سأذهب للعمـل ..
_ اليوم ايضـا ..؟
_ ليس اليوم فقط .. كلوديا العمل هو شيء نقوم به كل يوم ..
ابتسمت كلوديا – ولكن ..
_ كفى .. اسمعـي .. اليوم لن تبقي وحدك في المنزل .. لقد قالت كاميليا ان كنتي تستطيعين ان تذهبي لهـم ..
فجـون يقول انه عوضا عن بقائك وحيد لما لا تذهبين لهـم حتى اعـود من العمـل ..؟
قالت بسـرعه – لكني لا اخـاف امي ..
ضحكت عليها امهـا .. – لم يقل احد انك تخافين .. ولكن اليس هذا افضل من بقائك وحيدا .. خصوصا ان الان
انتي في اجازه ..
لم تعـرف ماذا تقتول فسالت روزا مستغربه .. – هل هناك شيء ..؟
_ اااه .. لا لا ابدا .. ربما هذا جيد .. فأنا لم اره ميا منذ زمـن .. حسنا سأذهب ..
_ حسنا اذن .. كوني حذره عندمـا تذهبين ..
_ حــااااااضر ماما ..
ابتسمت لها روزا واكملتا الافطـار .. |||
دخل آمون للفنـدق وهو يشعـر بالارهـاق الشديد .. عندمـا اصبـح امام غرفتـه فتحها بعنـف ودخل وهو يمسك برأسه
من شدة الصداع الذي يقاسيه .. صفق الباب خلفه ودخل وهو ينوي ان يرمي بنفسه على السرير وينـام طويلا ..
كان هذا ما نواه ولكن لامار كانت تجلس امام السرير وهي تحتضن احدى الوسائد المتبقيه بعد ان رميت جميع محتويات الغرفه
وتبعثرت ارضا .. عندمـا رئاها ضل يدير بعينه في ارجاء الغرفه التي بدا انهـا حطمتهـا كليا بالأمـس .. لقد خربت ترتيب السرير بالكامل ..
بينمـا الكراسي الموجوده كانت مرميه ارضا ومحتويات الطاوله ايضـا .. ابتسم رغما عنه لتصرفاتهـا الطفوليه ..
اقترب ليجلس على ركبتيه امامهـا ورفع اصابعه ليمسح اثار الدموع التي باتت سوداء جراء مساحيق التجميل
التي لم تمسحهـا .. – تريديـن طفلا .. الا يجب ان تكبـري قليلا اذن ..
قال هذا ساخرا وهو يشعـر بتناقضات تحدث فيه تجعله مشوش .. فتحت عينيهـا جراء لمسته وحين رأته امامها شهقـت ..
_ عدت اخيرا ..
عندما قالتها بتلك الطريقه الياسه المحطمه لم يستطع سوى ان يبتعد عنهـا كي لا يضعـف ..
اخذ احـدى الوسائد المرميه ارضا ورماها على السرير حيث اراح جسده .. اغمض عينيه ورفع يده ليضعها خلف رأسه ..
وقفت هي بدورها بسرعه وجلست بقربـه – لا يمكنك ان تنـام ..
لم يتحرك بل قال لهـا فقط – لم انـم منذ الأمـس ..
_ ومن قال لك هذا .. انا لم اعد اتحمل ان تجعلني اعيش على اعصابي هكذا ..
لم يجبهـا فصرخت – توقف عن هذا .. يجب ان تقول شيء .. لا يمكنـك ان تبقـى هكذا فقط ..
يدها كانت موضوعه على صدره فرماها بسرعه ورفع رأسه من على الوساده وامسك بها من كتفيها بقوه وهو غاضب ..
_ اقول شيء ..؟ مثل ..؟
بدت تبكـي – امون انك تؤلمنـي ..
_ حقا .. وانتي .. ماذا تفعليـن ..؟
اخافهـا جدا .. بدت تنكمش وهي تحاول ان تجعله يتركها فقد آلمهـا جدا ولكنه لم يتحرك فقال ما ندمت عليه قبل ان تنهيه ..
_ ان كان الامر مرفوض الى هذه الدرجه لك .. فلننفصل ..
هناك شيء يشبه الصدمه على ملامحه .. ربمـا جمـود هو الكلمه الاقرب هو لم يحرك شيء من ملامحه ولا جسده ..
حتى افلت يديه وتركهـا .. صرخت بسـرعه وهي تحاول ان ترتب كلماتهـأ – ليس .. لا .. هذا ليس هو ما قصدته ..
_ انتي لا تعـرفين ماذا تريديـن .. انكِ مشتته لامار ..
قالت من بين دموعها .. - انت من فعل هذا بـي ..
_ ربمـا ..
قال بألم واكمل – ولكن هذا اصبح صعب جدا .. العيـش معك صعب للغايه ..
_ الم تعد تتحملنـي ..
امسك وجهها وقال – يجب ان تفكـري .. ماذا تريدين انتـي ..
ردت بدون تردد قبل ان يكمل حتى – انت .. اريـدك .. انت ..
_ والطفـل ..؟
بصـوت هامـس – هو ايضـا ..
_ هل تضحيـن بـه من اجلـي .. ؟
بدأت تهز رأسها بقوه – لا .. لا لا استطيـع ان اقتلـه ..
احـس بنفسـه مجـرم بعد ما قالتـه .. لم يستطع ان يقول شيء اخر ..
_ دعينـي انـام .. ربمـا سأقوم بقتله ان لم احصل على بعض الراحه ..
لم تفهـم هل كان يمزح او انه غاضب .. نظرت له مستغربه ووقفت بسرعـه ..
عرف ان ما قاله لم يعجبهـا بتاتا .. ولكنه الان يحتاج للنـوم اكثر من اي شيء اخر ..
سيجـد حل لما يحـدث عندمـا يستيقـض .. وهكذا نـام واراح جسـده المنهـك جراء تسكعه طوال الليل ..
تحركت بتكاسـل واخذت منشفه وبعض الملابـس من حقيبتهـا ودخلت الحمام ..
كـانت تريد ان تنسـاه .. نظراته .. كلامه ..
تريد ان تنسى تصرفاته المجنـونه منذ ان عرف انهـا حامل .. لقد انقلب حاله كليا ..
اصبـح شديد القسـاوه .. مابـه ..؟
هذا ما كانت تفكر به لامار وهي تحت الماء .. ~
رن جـرس البـاب فجـرت كلوديا لتفتحه وهي تحاول ارتداء قميصهـا ..
وقفت امام الباب واحكمت ازراره وفتـحت الباب بعدهـا .. كانت السيده كاميليا الواقفه امام الباب ..
نظرت لها مستغربه حضورهـا في بادء الامر ثم ابتسمت – اهلا ..
_ اهلا بك عزيزتي .. هل انتهيتـي ..؟
_ انتهيــت ...؟
دخلت خطوتين واغلقت الباب خلفهـا .. – اقصد ملابسك .. الن تأتي معـي ..؟
_ ااه .. لم تقل لي امي انك من ستأتي لأخذي .. ضننت اني سأذهب وحدي ..
_ نعم هذا صحيح .. ولكني كنت في الخارج لذا قررت ان آتي لأخذك ..
_ شكرا لك سديتي .. سأجهز بغضون دقائق ..
_ حسنا عزيزتي .. سأنتضرك ..
حاولت ان تجد ملابسها بسـرعه .. لم تعرف لماذا ولكنها كانت محرجه لان السيده كاميليا بنفسهـا اتت لتحضرهـا ..
تمنـت ان ادوارد لم يعـد بعـد للمنـزل وكانت تريد اكثر ان يبقى في المشفـى الى الغـد حتى لا تراه ..
خرجت بعد ان غيرت ملابسهـا وخرجت بعد هذا مع السيده كاميليا نحو السياره التي كانت تنتظرهم في اخر الشارع ..
بعـد ان تحركت السياره قليلا قالت السيده كاميليا – سنذهب اولا لأحضار ادوارد من المشفـى .. هل يناسبك ..؟
ان ما قالته صدمه حقيقيه .. هل يمكن ان يكون حضها في الارض لهذه الدرجـه .. ولكن ماذا تقصد بهل يناسبـك ..؟
ان كان لا يناسبها الن يذهبـو ..؟ لم تفهم ولكنها حاولت ان تبتسم – بالطبـع لا ..
هذا ما استطاعت ان تقوله .. تحدثتا في بعض الامـور الخارجه عن مناطق تفكيرهما كليا .. كانتا تريدان
ان تلهيا نفسيهمـا قبل ان يصلـا باي شي ..
عندمـا اصبحـو امام المشفـى ضلت كاميليا قليلا وكانت كلوديا قد قررت انها لن تنزل بل ستنتظر في السياره حتى
وصولهم .. عندما قالت السيده – هل يمكنـك ان تذهبي لتحضريـه ..؟
_ انـا ...؟؟
كانت علامات الاستفهام واضحه على ملامحهـا .. لماذا هي .. ولماذا اصلا يجب على احد ان يحضره ..
اليس ادوارد كبير بما يكفي ليحضر لوحده .. ام هل يجب ان يساعده احد في حمل الامتعـه ..؟
_ اسفه عزيزتـي ولكن .. اشعـر انه ينزعـج حين اكـون معه .. هل يمكنك ان تقومي بهذا من اجلي ..
كانت مجـروحه .. والدته كانت مجروحه حقا .. ولكنها تحاول بكل قوتهـا ان لا يشعر احد بهذا ..
فهي لا تستطيع ان تلوم ادوارد ابدا .. ولكن هذا قاسي جدا ..
كم شعرت كلوديا بالشفقه عليهـا . كم هو قاسيٍ ادوارد .. انه حقا متحجـر القلب ..
كيف يستطيع ان يفعل هذا بهذه الانسـانه التي تعشقـه .. انها تتحمل كل شيء من اجله ..
فقط لكي لا ينزعـج هـو .. كيف يمكن هذا .. كيف يستطيع احد ان يكـون فاقد الاحسـاس هكذا ..؟
ابتسمـت لكاميليا وقالت لها – بالطبـع استطيـع ..
كانت تشعر بالاحراج لانها تشعر بالشفقه نحو هذه السيده .. ولكن لو كان الامر يعود لها
لكانت قالت فليأتي لوحده .. او ليبقـى هنا الى الابـد لوحده ان كان هذا ما يريده ..
كم هـو لعيـن .. هذا ما فكرت به وهي تنزل من السياره متوجه لجناحه ..
عندمـا اصبحـت امام غرفتـه اخذت نفسا عميقا وقبل ان تحرك يدها لتفتـح الباب فُتح الباب ففُزعت قليلا
حتى رأت كلارا تخـرج من غرفتـه وهي تقـول – سنتحـدث في الأمر لاحقا ..
ولكن ادوارد لم يقـل شيء .. وقفت كلوديا كالتمثـال لا تستطيع الحركـه .. نظرت لها كلارا وكأنها لا تعرف هذه الشخصيه ..
رغم هذا كانت في نظرتهـا علامات الاحتقـار التي لم تستطع كلوديا تحملها ..
كل شيء يحـدث وكأنه لتحطيمهـا فقـط .. كم تبقـى من قوة احتمالهـا ..
لم تقل كلارا شيء .. بعد تلك النظرات تحركت حتى اختفت عن عيني كلوديا التي مازالت
تحت تأثير الصدمـه بقـوه ..
_ ما الذي اتى بـك ..؟
عندما كلمها فقط استطاعت ان تعـود للواقـع .. استدارت لتنظر له وعقدت حاجبيها قليلا ..
ربمـا كانت تنتظر منه تفسيـر لما شاهدت للتـو .. ولكنه استمر بالصمت والنظر لها حتى حركت رأسها ..
دخلت بعد هذا وحاولت ان تتذكر لما هـي هُنـا ..
_ ااه .. نعـم ... ولدتـك .. اقصد لقد جائت لتأخذك للمنـزل ..
_ وانتـي ..؟
عندما شعرت بانه عاد لطبيعته الاستفزازيه التي يحاول معها احراجها قالت وهي منزعجه ..
_ بمـا ان ابنها شقي للغايه فهي طلبت منـي مساعدتها ..
ابتسم بسخريه ووقف وهو يتحرك بصعوبه .. ساقه كما عرفت مازالت تؤلمه ومازال لا يستطيع السير
عليها كما في السابـق .. لم تتحـرك حتى اصبـح امامهـا ..
_ الم تجـد غيرك اذن للمسـاعده ..؟
نظرت له بتحـد .. – تستطيـع سؤالهـا عندما تراها ..
قال لها وكأنه سئم - كفاكِ .. لا احب ان تصبحي بارده هكذا ..
تراجعت خطوتيـن للخلف عندما تقدم منهأ وقالت – انهـا تنتظر ..
لقد وترهـا مجددا .. لو انها لم ترى كلارا هنـا لفكـرت انه حقا بدى ينظر لهـا بطريقه مختلفه ..
ولكن لا .. هـو كما قال آمون .. يبعـد عنه الملل فقط .. يستعملهـا للتسليه ..
قال لها فأستدارت لتنظر حيث اشار ..
_ قومي بترتيبها حتى اغير ملابسي ..
هزت راسها وابتعدت عنه .. توجه للحمام بينما ذهبت هي لترتب اغراضه المتناثره حول حقيبته الصغيره ..
رتبت المناشف .. استغربت وجودهم رغم ان في المشفى الكثير منهـا ..
هي لا تفهم هذه العائله ..
بعد ان انتهت من ترتيب الاخراض اغلقت الحقيبه و وضعتها قرب الباب .. لقد تأخر ..
يبـدو ان ساقه تؤلمه لهذا فتغير ملابسه صعب بعض الشيء ..
وقفت امام النافذه وهي تنظر .. هل عادا اذن .. بهذه السرعـه ..؟ لم يكن الامر يستحق ان يغضبا
من بعض اصلا ان كانا سيعودان هكذا بسرعـه ..
شعرت انهـا ستنفجر من القهـر .. من الغبطه .. رفعت اصابعها وبدت بالطرق بتوتر على الزجاج .. سمعت الباب
يُفتح وخرج منـه .. بدت تتنفس بهدوء وهي تحاول ترتيب كلامهـا ..
استدارت له وقالت وهي تحاول ان تكون جاده – اسمع .. عندما ترا امك توقف عن التصرف معها بطفوليه ..
كان مازال يغلق ازرار قميصه .. نظر لها مستغرب طريقتها فأكملت هي – الا تخجل من نفسـك ..؟ بحق الله مالذي فعلته امك
لتستحق منك كل هذه المعامله الجافه .. هل تعاقبهـا على عدم اهتمامهـا بك عندما كُنت طفلا .. هل تضن انك بهذه الطريقه
تثأر لنفسك ..
تنفست بعد هذه الانفعالات التي باغتت بها نفسهـا قبل ان تباغته .. صمتت وهي تنظر له بعصبيه
بينما ضل يحدق هو بهـا .. رفع يديه بعد هذا وصفـق لهـا ..
_ كان خطابا جميلا ..
بعد ان سخـر منهـا لم تستطع السيطره .. لقد كانت تتكلم بأحساس عالي .. كانت تريد منه تجاوبا مختلف ..
هي تريد مساعده كاميليا ولكن لا .. لا يمكـن ان يكون بهذا الجمـود ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وتحركت بسرعه نحو الباب وهي تحاول السيطره على جسدها الذي بدى يرتعش من شدة
بروده .. ولكنه امسك بيدها وسحبهـا بقوه ليضمها .. كان يمسك بها بيد وبيده الاخرى يمسك بالحائط ..
حاولت دفعه ولكنه احتضنها بقوه .. – لا تغضبي .. هيا ... لن اقوم بالسخريه من حديثك مجددا ..
لم تعرف كيف تتجاوب مع الوضـع .. كانت مشوشه للغايه فماكان منها الى ان ضلت ساكنه بين يده حتى احس
ان هذا طال .. افلتهـا فأبتعدت عنه بدون ان تقول شيء .. توقفت قليلا حتى تسمح له بالخروج قبلهـا
وهي لا تستطيع النظر له .. كان يريد ان يحمل الحقيبه عندما قالت بهمس – سأحملها عنك ..
توقف قليلا للتفكيـر وقرر بعدهـا ان هذا سيسهل عليه عملية السير ..
خرج وتركها تحمل الحقيبه وتلحـق بـه .. التقو بالطبيـب عند الباب ..
_ لقد قالو لي انـك ستخرج .. فحاولت ان اُسـرع لاودعـك قبل هذا ..
_ شكـرا لك ..
هذا ما قاله ادوارد .. فقال الطبيب – هل انت متأكد انك لست بحاجه لعكاز ..؟
_ بالطبـع .. انه مؤلم ولكن ليس لدرجه احتاج معها لعكاز ..
_ هذا صحيح .. ولكن سيكون من السهل عليك ان لا ترهقها بالعكاز ..
_ لا تقلق سأكون بخير ..
_ اتمنى هذا .. يجب ان تنتبه .. لا يجب ان تسير عليها كثيرا في البدايه ..
اسبوع على الاقل ..
هز ادوارد رأسه موافقا كلام الطبيب وبعدها القيا التحيه وتحرك ادوارد فتبعته كلوديا بصمت ..
وقف امام المصعد ينتظر وصوله .. عندما وصل دخلت هي قبله فدخل بعدهـا ..
قال لهـا عندما وقفت في الزاويه المقابله له – ما بكِ ..؟
نظرت له مستغربه .. يسألها وكأنه لم يقم بشيء .. هل كان ما فعله شيء طبيعي ..؟
بالنسبه لها اعاد ذاك التقارب بينهـم كل شي حاولت نسيانه ..
اعاد ادوارد ليحتل مكانه الذي حاولت ازاحته عنه في قلبهـا .. لقد فجـر مشاعرهـا
مجددا بدون ان يشعـر بدوره بشيء .. انه يحطمها من جهه ويقـوم بأعادة علاقته مع كلارا من جهه
اخـرى .. لماذا ..؟
_ لا شيء ..
قالت هذا وادارت وجهها عنه ..
رد عليها – هل انتي غاضبـه لان كلارا كانت هنـا ..؟
هل همـا حبيبـان ..؟ لماذا يسأل هذا ..؟ ما شأنها هي بكلارا ولماذا ستكون غاضبه ..؟
بالطبع هي منزعجه ولكن لماذا يسألها ..
_ لماذا عساي اغضـب ..؟
ضل يحدق بها مبتسما بسخريه بدون ان يقـول شيء ..
قالت بدون ان تفكر بما تقوله .. لقد ارادت ان تثبت له فقط انهـا لم تعد تهتم به – ربمـا سأنزعج لو كان ايفان مكانك ..
فتح عينيه وبدت عدستاه الفضيتان تلمعان وهو ينظـر لها ..
ولكن كان الوقت هذا هو افضل وقت لكي يُفتح باب المصعـد .. هربت من عينيه قبل ان تسمع اجابته
وتحركت بسـرعه لتقف قرب السيـاره تنتظر وصوله ..
يتبـــع ..~
|