كاتب الموضوع :
سيرين بوسيدون
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
ما تبقــى من الجــزء ..
19
حرك الطبيب يـده ليضعهـا على عُنق ادوارد .. لم تفهم ماذا كان يحـاول ان يفعل .. آمون اقترب منهـا وامسك بها وهو
يريد اخراجهـا ولكنها سحبت يدهـا منه بـدون ان تلتفت له .. لم تتحرك .. عيناها كانت فقـط موجهه لأدوارد وهي مليئه
بالدمـــوع .. كانت تنتظـر منه ان يفتـح عينيه .. لأنه ان قرر عـدم فتحهمـا فهذا يعني انه قرر قتلهــا ..
عاد الطبيب بعد هذا ليتحرك بسرعـه نحو ساق ادوارد ويفك الوشـاح الذي كانت قد لفته حوله .. لقد دُمر الوشاح
بالكامل جراء الدماء التي انغمست فيه ..
امون ترك كلوديا وتحرك نحو الطبيب كيفن – هل اصابته خطيره ..؟
سأل فقال له الطبيب وهو منغمس في عمله – نعم .. والاخطر انه فقد دما كثيرا مما ادى الى اصابته بالحمى .. خصوصا ان
الجو لم يساعده ابدا ..
_ هل يجب ان يُنقل للمشفــى .؟
_ بالطبع .. بالطبـع .. ولكن ليس الان .. يجب ان نقوم بتضميد الجرح بطريقه ما لألا يفقد دما اكثر ..
كانت عيناها تتابعهم وهم يقومون بتحريك جسده وساقه كي يقومو بتنضيفها وبعمل اللازم ..
بالطبـع هو مازال في هذه الحياة .. ماكـانو ليقـومو بهذا كله لو كان قد فارقهـا ..
ضلت هي تتابعهـم بينما دموعهـا تأبى ان تتوقف حتى جلس الطبيب ارضا و قد اعلن انتهائه من تضميد الجرح ..
_ لن يكـون هذا كافيا .. لقد اصيب بحمى والجرح يجب ان يُخاط ..
قال الطبيب كيفـن فألتفت له آمون – سيكـون الطريق طويل . هل من الجيد اخذه الان ..؟
_ نعم .. يجب ان لا يبيت على هذا الحال .. الجرح اعمـق مما توقعت ..
التفت بعد هذا كيفن لآمون وقال – سأذهب لأحضر السياره .. انتضرني وحاول ان تُنزله بهدوء كي لا يعاوده النزيف ..
_ حسنا ..
قال آمون بهدوء عندمـا خرج كيفن .. وقفت كلوديا وبدت تسير بهدوء نحو السرير .. ابتعد امون قليلا ليقوم
بتنظيف يديه من الدماء .. جلست امام السرير على ركبتيهـا وبدأت تمسح على جبهت ادوارد .. كان ساخناً جدا ..
وبدى انه يتألم كثيرا .. لقد كان الامر في البدايه يبـدو صغيرا .. لم تتوقـع ان يحدث هذا كله ..
تحول الامر ليصبـح خطراً حقيقيا عليه .. رفع يده ليلمس وجهها .. فتحت عينيها وهي تنظر له عندمـا شعرت به
يعـود قليلا للواقـع .. بدأ يتمتم بأشياء لم تفهم منهـا شيء .. قال الكثير وكأنه يتحدث مع احد ..
حتى جائت تلك الكلمه التي اقتحمت اذنهـا وجعلتهـا تجمد .. قال وهـو يترك وجهها – لا تذهبي مجددا ..
الى هذا الحد كان حديثا جميلا .. حتى نطـق بالأسـم .. حتى قال لمـن هذا الكلام موجه – كـلارا ..
اخرج الاسـم وهي تتابع شفتيه بهدوء .. لقد رأت الاسـم قبل ان تسمعـه .. لم يكن يمكـن ان تخطئ فهـي
فهـمت من حركة شفاهه ماذا يقـول قبل ان ينطـق بالأســم حتـى .. وقعـت يدهـا بسـرعه مـع دموعهـا ..
للحضـه احسـت ان قلبهـا يعتصـر الما .. ليس على حاله .. بل على نفسهـا .. على ماقـام به بدـون ان يكون واعيا حتى ..
احست بحركة آمون خلفهـا فأستدارت بسرعـه .. قالت وهي لا تعرف ماذا تحاول ان تُخفـي ..
_ ربمـا وصل الطبيـب الأن ..
_ نعم .. هذا صحيح ..
اقترب منهـا وامسك بها ليساعدهـا على الوقـوف – يجـب ان تعـودي ..
لم تجبه فعـاد ليقـول – لقد اخبرتـ والدتك بالأمر .. كانت قلقه عليك فكان يجب ان اطمئنهـا ..
نظرت له .. عندمـا احست ان دموعهـا بدت تصبح غزيره رفعت يدها ومسحتها بعصبيـه .. – امي .. فقـط ..؟
_ نعـم .. امكِ ..
بعد قليل قال لهـا – سيكـون بخيـر ..
_ نعـم .. سيكـون بخير .. ....... انـا .. سأعـود الان ..
فكـرت ان هذا هـو الحل الانسـب .. فأدوارد الان ليس بحاجتهـا بتاتا .. لم يكن ابدا في حاجتهـا فلماذا هي مصدومه الأن ..
_ هل تساعديني قليلا ..
نظرت له مستغربـه فقـال – هل تحضريـن معطفـه ..؟
احضرت المعطف الامـرمي ارضا واقتربت عندمـا حاول امون ان يُجلس ادوارد ..
بدا يستعيد وعيه قليلا ولكنـه لم يتحدث معهـم .. كان يكفيه الم ساقه و الحمـى التي اذهبت بكل مقاومته ..
اوقفه آمون وساعدته كلوديا من الجانب الأخر .. كان يضع حملا ثقيلا على امون بينمـا اكتفت كلوديا بجعله يتوازن قليلا ..
عندمـا فتحت الباب كان من الصعب جعل ادوارد يتحرك بسهوله على السلالم .. وصلو اخيرا للأرض بدون ان يوقعـوه ..
الطبيب كيفـن كان قد اوصل السياره امام الغابه .. فتح الباب الخلفي و اجلس ادوارد هنـاك .. رمـى ادوارد بجسده بقوه وتمدد
وهو يمسـك قدمـه بقوه .. اغلقـت الباب بسـرعه وتحركت قليلا كي تترك لهـم المجـال للخـروج .. سارت السياره مبتعـده
ولقـد كان الوقت الان ليلا .. شعرت بالخـوف قليلا وسارت بسـرعه نحـو المنـزل .. عندمـا وصلت كان الوضـع هو انهـا
لا تملـك مفتاحاً فكـان يجب عليهـا ان تنتظر في الخـارج .. احست بالبـرد وكان مـزاجهـا سيئ جـدا ..
وفـوق هذا كله قلقهـا على ادوارد لم يتـرك لها مجالا لترتـاح .. جلسـت امام البـاب ..
رأسهـا سينفـجر .. ان كـان متعلق بتلك الفتاة الى هذه الدرجـه لما تركهـا اذن .. لماذا يفعـل هذا معهـا ..؟
لقد احست لوهله عندمـا كانا معا هنـاك انه مختـلف .. كان يتحـدث معهـا بنبـره مختلفـه ..
هل تجرء ان تقـول انهـا شعـرت بـه اقـرب .. هزت رأسهـا وهي منزعـجه من نفسهـا – لقد قالهـا .. ماذا تنتظريـن اكثـر ..
اغلقـت وجهها بيديها وهي تشعر بأنه قام بخيانتهـا .. الألم الذي شعـرت به الأن كان كبيراً جدا .. لم تعد تتحمل
التفكير اكثر .. اخرجت هاتفهـا .. كان هنـاك اتصالات من والدتهـا ..
قامت بالاتصال بها .. اجابت بعد لحضـات – اين انتـي حبيبتـي ..؟
_ انا هنـأ امـي .. انا انتظر امام المنـزل ..
_ لماذا .. لم لا تأتين الى هنـا .. للحفـل ..؟
_ لا اريـد .. سأنتـظر هنا حتى تعودون ..
فكـرت روزا قليلا بحال ابنتهـا .. لقد شعرت بأنها تتألم كثيرا .. – حسنا عزيزتـي .. لن نتأخر ..
_ نعـم امـي .. لا تقلقي انا بخـير ..
عندما انتهت اغلقت روزا الهـاتف وتوجهت للمكـان الذي تقف فيه كاميليا مع مجموعه من الاشخـاص ..
امسكـت بها وابعدتهـا عنهـم قليلا .. – هل استطيع ان احصل على المفتـاح .. كلوديا تنتظر امام المنـزل سأذهب لأراها ..
_ تنتـظر .؟ لماذا ...؟ لماذا لم تأتي ..؟
_ حسنا .. سأذهب لأرى .. انا اسفه لهذا ولكن ..
_ لا داعي للأعتار .. هل آتي معـك ..؟
_ لا .. لا داعي .. سأرى مابهـا ..
ابتسمت كاميليا بهـدوء لصديقتهـا .. لم تفهـم ماذا يحـدث مع كلوديا ولم تكن قلقه فلم يخطر ببالها شيء ..
عندمـا توجهت للخـروج من القاعـه لحقت لامار بهـا ..
_ روزا ...
نادتهـا فوقفت روزا .. – ماذا هنـاك ..؟
_ الى اين ستذهبيـن ..؟
_ كلوديـا .. انهـا في البيت وسأذهب لهـا ..
_ كلوديا ..؟ ماذا تفعـل هنـأك ..؟
_ لا شيء .. هي لا تحب هذه الحفلات فذهبـت ..
نظرت لامار وهي غير مقتنعـه بما قالتـه .. – سأتي معـك اذن ..
_ لا داعـي لهذا حبيبتـي ..
_ لم اعـد اريد الاستمرار هنـا .. لقد ذهب آمون لمكـان ما ولا اعرف اين هـو .. اشعر بالانزعـاج .
ابتسمت روزا – حسنا اذن .. تعـالي ..
سارتـا معا .. اعتذرت روزا لبعض الناس لأضطرارهـا للأنصراف ..
عندمـا وصلو رأت روزا فتاتهـا من بعيد وهي تجلس وتغلق وجهها بيديهـا .. بدت مكسوره ..
وقفت امامهـا وكانت لامار تشعـر بأن هناك شيء قد حدث .. قالت روزا بهدوء – كلوديـا ..
رفعت كلوديا وجهها لوالدتهـا .. – لقـد جئتـي اذن ..
كانت تحاول ان تبتسـم .. لم تسألا شيء .. فتحت روزا البـاب ودخلت كلوديا بعدهـم ..
عندما دخلت وانارتـا الاضـواء صرخت لامار – ما بـــــك ....؟
نظرت لها كلوديا مستغربه عندمـا رأتها تنظر لبقـع الدم الموجوده على ثوبهـا ..
_ لا شيء .. اهـدئي ..
نظرت لوالدتهـا التي كانت تنظر لها بطريقه غريبـه .. قالت بعدهـا .. – اين ادوارد اذن ..؟
_ لقد اخذوه للمشفـى ..
_ ادوارد .. مابه .. ماذا هنـاك قولا ..
دخلت كلوديا قبلهـم وقالت – سأذهب لأستحمـ ..
لم تقل روزا شيء ولم تطلب تفسيراً من ابنتهـا ..
جلست روزا ولامار في غرفة الجلـوس وبدأت لامار – هل ذهب آمون اذن ليأخذ ادوارد ..؟
_ نعـم .. يبـدو انه جُرح في الغـابه .. اعتـقد انه بخير الان ..
كانت تنظر للبـاب حيث خرجت كلوديا فقالت لامار – هل هـي بخيـر ..؟
_ لا اعـرف ..
بدت روزا قلقه جدا على صغيرتهـا .. فكرت لامار ان كانت تعرف شيء عن مشاعـر كلوديا نحـو ادوارد ..
_ ساذهب لأغير ملابـسي ..
قالت لامار وذهبت لغرفتهـا .. اخرجت هاتفهـا بعد ان غيرت ملابسهـا .. اتصل على آمون ..
_ نعـم لامار ..؟
_ اين اصبحـت الأن ..؟
_ هل عرفتـي ..؟ كيف هي كلوديا ..؟
لم تكن قد اجابتـه بعد .. ردت عليه – لا اعرف .. ربمـا بخير .. قليلا ..
_ سنصل بعد ساعتـين تقريبا .. هل عرفـت كاميليا ..؟
_ لا .. ليس بعد .. مازالو في الحفـل .. نحن عدنـا فقط لأن كلوديا كانت تنتظر امام المنـزل .. كيف ادوارد الان ..
_ لا اعرف .. يبـدو بخير بطريقه ما .. ارجـو ان لا تحدث صعوبـات ..
_ ارجـو هذا ايضـا .. ماذا حدث الا تعـرف ..؟
_ لا .. يبـدو انه جُرح بزجاج او شيء من هذا ولكن لا اعرف ماذا حدث بالضبـط ..
_ اتصـل بـي عندمـا تصلـون ..
_ حسنا ..
_ تصبـح على خير حبيبي ..
ابتسـم بهـدوء – لتكـوني بخير ..
اغلقت الهاتـف .. انتبهت بعدهـا ان السنـه الجديده ستبدء بعد ثلاث ساعـات ..
ابتسمـت .. – انهـا السنه الثانيـه التي لا تبدئهـا معـي ..
قالت بعد هذا وهي تضع يدهـا على بطنهـا – بـل معنـا ..
خرجت بعد هذا .. عندمـا وصلت لغرفة الجـلوس لم يكـن هنـاك احد ..
يبـدو ان روزا لحقت بأبنتهـا ..
جلست امام الموقد وهي تنتظـر وهاتفهـا بقربهـا ..
خرجـت كلوديا وهي تجفف شعرهـا بالمنشفـه .. فرأت والدتهـا تجلس امامهـا على السريـر ..
حاولت ان تبتسـم وهي تستدير لتجلس على سريرهـا .. لم تقل روزا شيء وهي لم يكن لها مزاج لتقـول شيء ايضا ..
رعت شعرهـا للأعلى بدون ان تقوم بتمشيطـه حتى .. \
اخرجت هاتفهـا بعد هذا وضلت تحدق به ..
_ هل اصابتـه خطيره ..؟
رفعت وجهها لوالدتها – ااه .. نعـم .. اصابته خطيره ..
نظرت لها روزا مستغربه .. بدت وكأنها لا تفهم ماذا تقـول .. وقفت روزا وجلست بقرب ابنتهـا .. احتضنتهـا بعد هذا ..
_ لقد كانت ساقه ممزقه .. كان ذلك مخيف ..
بدت كلوديا تتحدث بهـدوء فحاولت روزا تهدئتها – سيكون بخير حبيبتي .. اهدئي لن يحدث شيء .. ادوارد قوي بما فيه الكفايه ليتحمل جرح كذلك ..
لفت كلوديا ذراعيها بقوه حول والدتها واحتضنتها بقــوه ..
بعد فتره عندمـا نزلتا للطابق السفلي حيث لامار تجلـس كان الجميع ما يـزال في الحفـل ..
عاد الجميع بعد هذا .. لم يكملو الحفل حتى النهـايه .. عندما دخلو مايكل وكاميليا وجـون غرفة الجلـوس كان الجميع صامت ..
_ الـم يعـد ادوارد بعـد ..؟
سألت كاميليا وكأنها تشعـر بشيء .. احست روزا بأنها تنتظر شيء سيء ..
قالت كلوديا – انـه في المشفـى .. لقد جُرح في ساقـه ..
انتبهت بعد هذا لنفسهـا .. روزا كانت مستغربه من كلام كلوديا المباشر .. ولامار ايضا استغربت طريقتهـا في اخبار كاميليا
الموضوع ..
_ جرح ..؟ مستشفـى ..؟ ماذا هنـاك ..؟
نظرت كاميليا لروزا التي اقتربت منهـا – لا شيء عزيزتي .. لقد جرح بقطعة زجاج واخذه امون وكيفن للمشفى .. ليس هناك شيء خطير ..
اخرج مايكل هاتفه بسـرعه واتصـل بأمـون ..
جلست كاميليا على الاريكه وهي تشعر بأنقباض في قلبهـا .. جـون ضل صامتا وهو ينظر للجميـع ..
_ نعم امون .. انه انا مايكل .. ماذا هناك اين ادوارد ..؟
_ اه .. مايكل .. اهلا .. لا تقلق نحن الان في المشفـى .. لقد ادخلوه للتو للغرفه .. ليس هنـاك شيء خطير..
سحبت كاميليا الهاتف بسرعـه من يد زوجهـا – امون مابه ... ارجوك قل ماذا حدث لأدوارد ..؟
_ ارجوكِ كاميليا .. ليس هناك شيء .. انه جُرح بسيط لا يكاد يوثر عليه .. سيقومون بتنظيفه وسيكـون بخير ..
_ سأتي اذن لأراه ..
_ كاميليا .. لا تتهوري .. الطريق زلق جدا .. لم يتبقى شيء على الصباح ..
لم تعـرف ماذا تقول .. اعطت الهاتف بعد هذا لزوجهـا .. – حسنـا امون .. اخبرنـا ان حدث شيء ..
_ حسنا مايكل ..
_ سنكـون هنـاك غدا ..
_ حسنا .. ولكن لا تستعجل ..
_ اذن وداعا ..
اغلق الهـاتف ونظر لكاميليا التي بدت وكأنها منهاره ..
اقترب ليجلس بقربهـا .. كانت كلوديا تتابعهـم بهـدوء وكأنها منومـه ..
_ لا يوجد هناك خطر عليه .. سنذهب غدا صباحا .. هيا يجب ان ترتـاحي قليلا ..
امسك بهـا وبدت في تلك اللحضه وكأنها كبرت سنين كثيرا ..
وقفت وسارت معه بـدون ان تقـول شيء .. كانت روزا تنظر لهـم .. استدارت بعد هذا لكلوديا التي
كانت تحتضن الوسـاده وهي تنظر للنـار المشتعله بالمـوقد .. لم تستدر لهـم .. لم تكن تستـوعب ما يقولونه
ولم تكن في عالمهـم في تلك اللحضـه ,.. كانت روزا تريد ان تقـول شيء عندمـا غيرت رأيها ..
تحركت نحو الباب وقبل ان تخرج استدارت – سأخلد للنـوم كلوديا .. الافضل ان لا تتأخري لاننا سنذهب غدا صباحا ايضا ..
كانت روزا مشوشه .. لم تعرف كيف تتصـرف مع كلوديا وكانت قلقه جداً عليهـا .. توجهت بعد هذا نحـو الطابق الثاني تاركه
صغيرتهـا مهمومه بمفردهـا .. روزا تعرف انها لن تحصل من كلوديا على اي اعترافـات ..
ربما من الافضل ان تتركهـا لوحدهـا .. فهـي تعرف ان كلوديا لن تلجأ لأحد غيرهـا ان احتاج الأمـر ..
بعد ان دام الهدوء للحضات احس جـون انهـا سنين طويله جلس بقرب كلوديا التي كانت تحدق بالنيران المشتعله
في الموقـد ..
_ كيف حـدث الأمـر ..؟
سأل فلم تجبـه .. استدارت بعدهـا لتنظر له بعد ان شعرت انه تكلم معهـا .. ضلت تنظر له صامته وهي تنتظر ان يُعيد
ماقاله .. – هل كنتـي معـه ..؟
هزت رأسها ايجابا فقال – كيف حدث الأمر ..؟
عندمـا صمتت اكمل – متـى حدث وايـن ..؟
عقدت حاجبيهـا معلنه ان اسألته صعبه جدا .. لم تكن تستطيع ان تتحدث الان .. لا تريد ان تتحدث مع احـد ..
_ لقـد وجدته بالغابه وهـو مصـاب ..
قالت هذا ووقفت لتجلس على الارض امام المـوقـد .. عرف جـون ان هنـاك شيء حدث لها ازعجهـا ..
وعرف ايضا انهـا لن تتحدث .. نظر للامـار التي ابتسمـت له تطمئنه .. ابتسم بدوره لها وخرج من الغرفـه ..
كانت كلوديا تضم ساقيها لصدرهـا وهي تنظر للمـوقد .. احست بالدمـوع وهي تتجمع في عينيهـا عندمـا تذكرت
كلامـه .. لقد قـام بضمهـا .. لقد طلب منهـا ان لا تتـركـه .. لم يكن غائب عن الوعـي في ذلك الحيـن ..
لماذا اذن .. لماذا يتحـول كُل شيء نحـو كلارا فجـأ .. بدت دموعها تتساقط ولم تمسحهـا .. حاولت ان لا يخرج صوتهـا ..
لم تبكـي .. لقد كانت دموعها تتساقط ولكن لم يخرج منهـا اي صـوت .. الألم كان يُذيـب قلبهـا الصغير بهدوء
وكأن قلبهـا اصبـح فوق هذا الموقـد امامهـــا ..
احست بعد هذا بيد لامار على كتفيهـا وهي تجلس بقربهـا .. جائتها ذكـرى تلك الجلسـه هنـا ..
عندمـا كان ادوارد معهـا .. عندمـا امسك يدهـا وتحـدث معهـا .. تذكرته عندمـا كان لهـا ..
في ذلك الوقــت كانت واثقـه من انـ كلارا ليس لديهـا مكان في قلـب ادوارد .. بدى الامر مريح في حينهـا حتى
وان كانت كلوديـا خارج اللعبـه ايضـا ..
_ لا تعـذبي نفسـك ..
انكمشـت اكثر عندمـا لمستهـا لامـار .. قالت بهـدوء – لم يكن لطيفا معي ابـدا ..
اكملت بهمـس .. – لماذا لا استطيـع ان انسـاه .. لما ..
_ لأنكـِ لا تريديـن ..
اجابتها بهدوء فنظرت لها كلوديا مستغربـه .. – انا اريـد .. حقا انا لا اريد التفكير به مجددا ..
_ هل حدث شيء جديد .. ؟
لقـد غيرت لامار الموضـوع .. ولكن كلوديا ليست مستعده لتفكـر بما حدث مع نفسهـا .. فلن يحـدث مع لامار ابدا ..
رن هاتفهـا .. رفعـته بسرعـه وهي تشعـر ان الاتصـال من ادوارد .. عندمـا رأت اسم المتصل خاب املهـا ..
انهـا مثيره للشفقـه .. منذ لحضات تريد ان تنسـاه والأن كيف اصبـح وضعهـا عندمـا رن الهاتف ..
قالت لامار – ايفـان ..؟
نظرت لها كلوديا .. لم تفهم هل تسأل ..لقد رأت الاسم فهو ايفـان اذن .. لم تكن تريد ان تجيب في بادء الامـر وهذا ما فكرت به
لامار .. ولكنهـا اجابت بعد هذا وهي لا تعرف ان كـان ما تفكـر به هي افكـار شيطانيه ام انه الصـواب ..
_ مرحبـا ايفان ..
حاولت ان يكـون صوتهـا طبيعي بقدر الامكـان ولكن يبـدو ان ايفـان شعر يأن هناك شيء خاطء ..
فقال لها - مرحبا بك .. مابه صوتـك ..؟
بدت تسعل قليلا – لا شيء .. بعض الزكـام ..
_ هل ايقضتـك ..؟
_ لا .. لم انـم بعـد ..
_ هذا ما خمنتـه .. لقد اردت ان اهنئك بالسنـه الجديده ..
نظرت للسـاعه امامهـا عندمـا قال هذا .. انهـا تشير الى الثانيه عشر ليلا .. كم هو دقيق ..
ابتسمت رغما عنهـا – في الوقت تماما ..
_ اتمنـى ان تكـون سنه جميله لك .. ولـي ..
_ يجب ان اتمنـى لك انـا ..
_ يكفينـي ان تكـوني معـي ..
نظرت للامـار التي كانت تتابع حديثهـم .. وقفت بعد هذا وابتعدت عنها لتقف بقرب النافذه ..
لم تعـرف ماذا تجيب .. فضلت صامته حتـى قال – هل ستعـودين غـداً ..؟
_ نعـم ..
لقد كانت تشعر بتشوش كبير في مشاعرهـا .. انها لا تريد ان تتحدث مع احـد ..
ولكن ان اغلقت الهـاتف فلن تفكر بشيء سواه .. لن ترى امامهـا سوى ادوارد .. يجب ان تجبر نفسهـا
وهذا لا يجب ان يكون صعب .. ايفـان بـات قريبا منهـا جدا ..
_ هل استطيع ان أراكِ اذن ..؟
_ ان كنت تـريد .
لا تعرف كيف خرجت تلك الكلمات .. ولكنهـا لم تندم عليهـا .. انهـا خطوه جيده ..
يجب ان تبتعـد عن ادوارد من الان فصاعدا .. وايفـان سيساعدهـا كثيرا ..
_ هل تقولينهـا بأقتناع ..
قال لها بخُبث فردت – الن تسـافر بعـد ..؟
ضحك – ماذا تقـصدين ..؟
_ لا شيء .. فقط ان سفرتـك طالت ومكوثك لدينـا ايضا ..
_ ايتهـا .. لو كنت فقط هنـاك
ضحكت عندمـا قال لها هذا .. نظرت لها لامار مستغربه .. كيف استطاع ان يقلب مزاجهـا هكذا ..؟
_ متـى ستصليـن اذن ..؟
_ لا اعـرف .. سنخرج صباحا .. ولكن لستُ متأكده ان كنت سأراك ..
_ لم يعـد ينفع .. سأراكِ حتى ان لم تشائي ..
_ وكيف سيكـون هذا ..
_ سأزورك في منزلـك ..
_ لن تفعـل هذا ..
_ اريد ان اتحـدث معـك .. حديث جـاد ..
قال هذا فجأ فصمتت .. سيعـاود ذاك الحديث مجددا .. هي متأكده ..
ولكن ماذا ستقـول هذه المـره .. هي تـريد ان ترفض ولكن .. هل سيتركهـا ..؟
_ الا يمكنك ان تأجلـه ..؟
سألت وهي تحاول ان تبدو ضريفه فقال وكأنه انزعـج – لا .. ولا اعتقد اني اطلب الكثير ..
_ نعـم ..
سمعـت صوت امرأه يقتـرب من ايفـان ليناديه بطريقه مزعجه .. – ايفـان .. مع من تتحدث كل هذا الوقت ..؟
ابعد الهاتف قليلا ولكنهـا استطاعت ان تسمـع ماقاله للمراه – سأتي حالا ..
عندمـا عاد ليتحدث معهـا سألت بعفويـه – من هذه ..؟
_ انـا في حفل الأن ..
_ ااه ..
قالت فسألها – هـل انزعجتـي ..؟
ردت بسرعـه – لا .. لا ابدا ..
_ اكيـد ..؟
_ نعـم .. بالطبع اكيد .. لماذا انزعـج ..
_ لأنكِ تغـاريـن مثـلا ..؟
احست بالخجـل .. لم تشعـر بهذا بتاتا .. ولكن بالطـبع اي شخص مكـان ايفـان بوسامته وجاذبيته سيشعر ان
اي فتاة يحادثهـا بهذه الطريقه ستغـار ان كان مع فتاة اخـرى .. ابتسمـت ..
_ انا لا اغـار ..
_ لماذا ..؟
_ لا يوجـد سبب لأغار من اجلـه ..
_ الـن تستائـي ان كنت مع فتاة اخـرى ..؟
لم تعـرف بما تجيبـه .. ان قالت انهـا لن تستاء فهذا سيكون قاسيا بعض الشيء ..
امـا ان قالت انهـا ستستاء فسيكـون الأمر قد حُسـم بالنسبـه له ..
فكرت قليلا .. هل ستستـاء هي حقا ان خرج ايفـان مع فتاة اخـرى .. الن تشعر ببعض الانزعـاج ..؟
هـو الان بالطبـع مع احـدى الفتيات الجميلات .. فهو لن يذهب لحفل بـدون مرافقـة حسنـاء له كما هو الحال
مع جميع الممثليـن .. – لا اعـرف ..
هذا انسب جـواب .. رد عليهـا – انـا لن اتحمـل ان تخرجـي مع رجل اخر ..
احست بالانزعـاج فقالت – انا لستُ صديقتك ..
_ بل انتي لـي ..
لمـاذا يتصـرف فجأ هكذا ..
انتـي لي .. انهـا كلمـات ادوارد .. لقـد قالها ادوارد لهـا .. احست بالغضب لأنه قال كلمات حبيبهـا ..
انهـا كلمات خاصه بهـا .. لا تسمـح له بالتفوه بهـا ..
لم تشعر بنفسهـا الا بعـد ان صرخـت بوجهه – لستــُ كذلك ..
كانت لامار تنظـر لهـا مستغربـه بعد كل كلمـه تنطقهـا .. لم تستـوعب شيء من تصرفـات كلوديا ..
قال ايفـان – ما بكــِ ..؟
كان سؤاله هادئ جدا ..فأجابت – لا شيء .. ادوراد سأغلق الان .. وداعاً ..
لم تعـد تريد اكمـال الحديث معـه .. اغلقـت الهـاتف امام ذهـول لامار .. لقد انهـت المكالمه بصاعقه لم تنتبه لها ..
نظرت للامار – ماذا هنـاك ..؟
_ هل تهربيـن من ادوارد هكـذا ..؟
انزلت رأسها محرجـه .. – لم اهـرب ..
_ هل تستغليــن حُب ايفـان لكِ ..؟
_ هل ابـدو حقيره هكذا ..؟
سألت كلوديا وهي تحاول المحاربه ضد دموعهـا .. احست لامار انهـا قست عليها كثيرا ..
_ لا .. اسفـه حبيبتـي .. ولكنك ترميـن نفسك في جحيم اخر ..
_ انا لم اقل له شيء ..
_ لهذا السبب هو مجنـون بك ..
_ هـم ..؟
سالت مستغربه من لامار فقالت لها – لم تقم فتاة من قبل بأخذ فرصه للتفكير بطلبات ايفـان ..
_ تعرفيـن كل شيء ..؟
_ اعرف انه طلبك للخطوبـه ..
_ هل سيتركنـي ان قبلت اذن ..؟
_ لا .. لم اقصد هذا .. ولكن ان تهربي من ادوارد برمي نفسك مع ايفان هذا شي غبي ..
_ لم افعل حتى الان سوى الاشيـاء الغبيه .. ربمـا ما ترونه غبي سيكـون فرصتـي الاخيره ..
_ هل تعتقـدين انك ببدء علاقه جديده ستنسيـن ..؟
_ ربمـا اسـافر معـه .. ولن اراه مجددا ..
_ هل ستحبيـن ايفـان اذن ..؟
نظرت لهـا كلوديا .. لم تفكـر بهذا .. لم يخطر ببالهـا شيء حول ايفـان .. ماذا سيحدث له ..
فقط ما تريده ان تبتعـد عن ادوارد .. ان تنسـى ادوارد .. هل يعنـي هذا انهـا اصبحـت متحجره كأدوارد ..
هل قامت بأستغلال ايفـان حقا ..؟
_ اريد الخـروج من هذا العـالم ..
قالت هذا للامار وهي تشعـر بالقـرف من نفسهـا .. لم تعد تستطيع اكمـال شيء ..
نسيـان ادوارد مستحيل .. علاقه مع ايفـان لن تنتهـي سوى بكارثـه وتحطيم كل شيء ..
العـوده مع والدتهـا .. وعيـش حياتهـا كما كانت هي الحـل ..
_ ساترك كل شيء ..
_ كلوديا عزيزتـي ..
_ هذا افضل حل .. لم اعد اطيق هذا ..
ضمتهـا لامار فبدت كلوديا تبكـي .. – ربمـا سيكـون افضل حل .. لا اعرف ماذا حدث ولكن انتي بريئه جدا
لتدخلي عالم ايفـان ..
احست كلوديا بالسخريه .. عالم ايفـان .. كم هذا تافه .. لم تفكر بهذا بتاتا ..
لو كان الامر بيدهـا لدخلت عالم ايفـان بكل مافيه من مصائب ولما دخلت عالم ادوارد الذي جعل منها
بائسه هكذا ..
رن هاتفهـا مجددا .. ابتعدت عن لامار قليلا وتوجهت نحو الهاتـف ..
كـان المتصل الان آمون .. شعرت بفرحه – الـو ..
_ مرحبا صغيرتـي ..
بعد صمت قليل قال – ما زلتـي تبكيـن اذن ..
مسحت دموعهـا وكأنه يراها – لا .. حقا لا ..
قالت بعد هذا بأحراج – كيف هو ..؟
_ انه بخير .. لقد قُلت لك ان اصابه كهذه لن تأثر بهذا التنـين ..
_ هل هو بخير حقا ..؟
_ نعم .. لقد قامو بخياطة الجـرح .. هناك حمى ولكن سيكـون بخير ..
_ هل استيقـض ..؟
_ نعـم .. قليلا ولكنه عاد للنـوم ..
لم تعـرف ماذا تقـول بعد .. هل تقول له انها لم تطمئن عليه بعـد ..
هي لن ترتـاح حتـى تراه ..
_ اذهبـي للنـوم .. كفاكِ ما جرى اليـوم ..
ابتسمت – هذا صحيـح .. سأذهب للنـوم اذن ..
_ اتمنـى لكِ سنـه جديده مليئـه بالسعـاده ..
قال لهـا فردت عليه – انك الافضـل دائما امون ..
ابتسم وفعلت لامار ايضـا .. احست كلوديا ان امون حقا هو الافضل من بين جميع
من تعرفت عليهـم هنـا ..
قالت له بعد هذا .. – سأذهب للنـوم .. لامار تريد ان تتكلم معـك ..
اعطت الهاتف للامار قبل ان تسمع اجابته .. وخرجت بعدهـا ..
_ مرحبا ..
قال امون فردت عليه لامار بهدوء – مرحبا ..
_ ماذا هنـاك ..؟
سألها .. لم تجب فعاد يقول – ما بكِ ..؟
_ لا شيء ..
_ اذن هل اشتقتـي لي ..؟
ابتسمت – انا دائمة الاشتيـاق لك ..
_ اُحبُـــكِ ..
لم يعرف لماذا قالهـا .. احس انها تحتاجهـا .. ولكن الاهم من هذا هو انه بـدء يشعـر بهـا تبتعـد عنه
في الأاونـه الاخيـره .. لم يعـرف ان تفكيرهـا المنفـرد وعـدم سؤاله واخباره عن كُل شيء يحدث معهـا
سيصيبـه بالجنـون هكذا .. لقد كان دائما يريد منهـا ان تستقل قليلا .. ان تعتمد على نفسهـا بـدون ان تأخذ رأيه في كل
شيء .. كان يريد منهـا ان تبتعـد قليلا وان تعاود النظـر لما وصلت اليه حياتها .. ولكن عندمـا بدى الامر بالحـدوث
احس بانه ليس قادر على هـذا .. فهـو لا يستطيـع ان يتخيل لامار غير انهـا طفلتـه التي عاشت حياتهـا كلهـا وهي لا ترى
في العالم باسره سواه .. ان تبتعد فجأ هكذا وتبدأ بأخفاء امور عنه هذا ما لم يتحمله ..
بينمـا هي احست وكأنها مراهقـه قام حبيبهـا للتـو بالأعتـراف لها بحبـه .. احست بنبضات قلبهـا تتزايد
وبدمهـا يتفجر في عروقهـا .. لم تعـرف ماذا تقول له .. هو لم يتحـدث ..
كان في انتظارها ان تجيب بشيء .. عندمـا صمتت طويلا قال – اليس لديك جواب ..؟
_ هل تحتاج لجواب ..؟
صمت واعاد رأسه ليريحه على الاريكـه .. – نعـم .. احتـاج ..
استغربت وقـالت له – لم تحتج في يوم لجواب منـي ..
_ لم تصتعصي عليك يوما كلمـات الحُــب ...
_ لم تشعرنـي يوما انهـا مهمه ..
_ حقــا ..؟
_ ما بــك ..؟
سالته عندمـا احست بأنزعـاجه .. فقال لها – ما بكِ انتـي ..؟ هل مللتـنــي ..؟
_ لماذا تقول هذا ..؟
_ لقـد تغيرتـي ..
انزعجت منـه وقالت – اليـس هذا ما تريده .. اليس هذا ما تركتنـي من اجله ..؟
_ لامار ..
قال اسمهـا ولكنـها لم تسمـح له بالأكمـال – لقـد اتعبتنـي جدا امون .. الى ماذا تريد ان تصـل ..
_ اليكـِ ..
_ لقد كنت دائما امامـك ..
_ اريد ان يستمـر الامر للأبـد ..
_ انـا وانـت فقـط ..؟
لم يفهـم ماذا تقصـد .. – ماذا تعنـيـن ..؟
_ انت تفهـم ..
صمت قليلا - هل هـو الطفـل ..؟
_ اجل ..
_ انـا متعب جدا .. لستُ في مزاج لأتخاصم معك عن هذا ..
_ لا داعـي لأن تفعـل ..
لم يقل لهـا شيء .. انه يعـرف حبهـا الشديد للأطفـال وامنيتهـا في ان تصبح اماً .. لكنه لا يريد منهـا
ان تتعذب .. ورغم حبه الشديد للأطفال ورغبته في اكمـال عائلتهـم الى ان تخيل انهم ربمـا يحضرون للعالم
طفل معـاق يتعذب ويعيش في هذه الحياة التي تصعب على البشـر السليميـن عيشها يتـوقف عن التفكيـر بالأمر ويمنعهـا
هي ايضـا عنـه ..
بهـدوء .. احس معه انها تحاول متعمده ان لا يسمعهـا – انا حـامل ...
بدى صوت تلك الكلمه التي بالكاد انتقلت عبر الهاتف يتردد في الممر الذي كان يجلس فيه ..
صاعقـه وقعت عليه .. لم يعرف معهـا ماذا يقـول .. ولكن استطـاع بعد معاناة مع لسانـه ان يخرج كلمه بعصـوبه ..
_ مـاذا قلتـي ..
تشجعـت الأن بعد ان اعتـرفت .. – هنـاك طفل في داخلـي ..
اغمضت عينيها ودفعت رأسها للخلف .. كانت تنتظر منـه شيء ..
اي شيء .. حتى ان كان صراخ ولكنه لم يقل شيء ..
للحضـات احست انه لم يصدقهـا .. بعد هذا احست بـه غير مهتـم .. ولكن قال اخيراُ ..
_ لـن تفعليهـا ..
ماذا يقصـد ..؟ الم يصـدق ..؟ ان تقـوم طفلته بفعل شيء كبيـر كهذا .. واخفائه عنه ..
لم تجب عليه .. لم تكن تملـك جواباً .. كل ما تملكـه هو امنيـه ان يقـول لهـا ~ مبـروك ~ وينهـي الامـر ..
فقـد اصبـح خوفهـــا من فقدانـه ان جائ هذا الطفــل كبيــر جـداً ..
ولكنه لم يكـن كبير لدرجه تجعلهــا تتخلـى عن طفلهـــا معـه .. ~
يتبــع .. ~
|