كاتب الموضوع :
سيرين بوسيدون
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الثــالث عشـر
_ ادوارد حبيبي اخيراَ جئت ..
تحركت كلوديا قليلا للخلف لتفسح لهم المجال ولم تستطع ان تدير عينيها عنهم .. لقد كانت تلك اللحضه
كأنها سكين يغرز في قلبها .. كل شيء كان يصدم .. ولكن اكثر ما حطمها يداه ادوارد اللتان التفتا حول خصر كلارا
_ هيا توقفي الان ..
هذا ما قاله وهو يحاول ابعادها عنه ولكنه كان يحاول ابعادها بلطف .. انزلت بعد هذا رأسها وهي تحاول كتم صوتها كي لا
تخرج منها شهقه وتحاول كبت دموعها بصعوبه بالغه .. كان هذا المنظر هو اخر ما توقعت حدوثه امامها اليوم ..
يجب ان لا تهتم هذا ما كانت تقوله لنفسها بقوه وهي تأنب قلبها على تصرفاته الحمقاء .. لماذا عساه يتحطم ..
رجل يحتضن خطيبته هل هناك ما تعترض عليه انت .. ولكنها تعرف ان هناك الكثير مما تعترض عليه ..
ابتعدت كلارا الان عن ادوارد بعد ان سمعا صوتاً يأتي من خلفها – الا تتمتعين بقليل من الاحترام لضيوفك حتى الا ترين كم هذي الطفله خجله من تصرفاتك ..
رفعت رأسي لأر امامي امرأ يبدو عليها انها تعدت الخمسين ولكنها كانت تبدو كسيده من سيدات العصور والسنين الماضيه
تبدو انيقه جدا وفيها ملامح تشعرك بالراحه .. كانت تقصدني بالطفله الخجله
جيد انها ترجمت ما يحصل على وجهي بكلمة خجل ولكن نظرت ادوارد لي كانت اخر ما كنت اتمناه ..
بالطبع هو يعرف لماذا توترت هكذا وبدوت منزعجه جدا .. يالهي متى ينتهي هذا العذاب
لماذا احضرني الى هنا ..
_ اه كلوديا انتي هنا ..؟
كانت جملتها خاليه من الفرح .. هل يخيل الي ام انني ارى غضبا في عينيها .. مامعنى معاملتها هذي لي
انها غريبه اليوم .. لم اهتم كثيرا فبالبطع لدى كلارا مشكله ما لتجعلها منزعجه هكذا .. اجبرت نفسي على الابتسام
وتحيتهم .. نادتنا العجوز للجلوس انا وادوارد فذهبنا خلفها الى غرفه جميله تشعرك وكأنك في قصر احد ملوك روما القدماء ..
كل شيء فيها كان تاريخي لم يكن هناك قطعة اثاث واحده من عصرنا هذا .. كان المكان يبدو كأنه متحف ..
كنت انظر حولي بأبتسامه فقالت لي العجوز – هل اعجبتك ..؟
قلت بحماس متأثره بغرابت وجمال الغرفه – انها حقا مبهره ..
ابتسمة العجوز بغرور و استدارت لتتحدث مع ادوارد الذي جلس بأريحيه وقد خلع سترته .. يبدو انع معتاد على هذا المنزل
هذا ما فكرت به كلوديا وما ازعجها جداَ .. ولكنها تحركت لتجلس بعيداَ عنه وقريبه بعض الشيء من العجوز
_ لا تقل لي ان هذي الطفله هي الكاتبه التي جلبتها لي ..؟
نظرت لها مستغربه طريقتها التي تغيرت فجأ .. كنت منزعجه من تصرفات ادوارد هذا الصباح وجائتني
كلارا التي حطمت ما تبقى من مزاجي الجيد والان هذي العجوز تقول عني طفله .. قررت في تلك الحضه
ان لا اسكت ولن اترك ادوارد ليجيب عني – انا لست طفله ..
نظرت لي العجوز مستغربه وبعدها تحرك فمها مضهرا ابتسامه غريبه لم اعرف معناها
ان كانت راضيه ام انها تسخر مني ولكني لم اهتم .. لم اقلل من ادبي ولم ارفع صوتي قلتها فقط احتجاجا على سؤالها ..
قالت وهي تضحك – حسنا اذن .. لنغير السؤال .. هل هذي المرأة الناضجه هي التي ستعمل لدي ..؟
كانت تبدو كأنها تسخر من كلوديا فلم تتحمل كلوديا نفسها .. وقفت وقالت وهي تدير برأسها علامه على مزاجها
الذي قلبوه لها كلهم اليوم – لا داعي للسخريه ان كانت المواصفات المطلوبه ليست موجوده عندي تستطيعين قول الامر مباشرتاً ..
نظرت العجوز في بادء الامر بأستغراب وادوارد ايضا كان مستغربا منها ولكن بعدها ابتسمت وضحكت بصوت عالي
وهي تبدو سعيده حقا .. اشعر هذا كلوديا بالقهر لانها مازالت تسخر منها ولكن العجوز وقفت لتتحدث
_ انتي رائعه حقا ولكنك تملكين لسانا سليطا قليلا
نظرت لها كلوديا بخجل ولكن الانزعاج لا يزل موجود على ملامحها .. جاء ادوارد اتصال في هذا الوقت
فأعتذر للعجوز وخرج يتحدث خارجاً ..
بقيت الان كلوديا مقابل العجوز وحدهما .. كانتا كلتاهما واقفتان بينما العجوز تنظر لكلوديا ..
_ هل تريدين حقا ان تعملي معي ..؟
نظرت كلوديا لها مستغربه سؤالها الان .. للتو اعربت عن عدم رغبتها بكلوديا والان تسألها ان كانت
ترغب بالعمل .. اجابتها بقليل من اللؤم – ان لم اكن اريد لما اتيت ..
_ انا صعبه في العمل
_ صعبه ..؟
_ حسنا ربما دقيقه تكون عباره افضل ..
_ الدقه ليست مشكله ولكن ان لم تكن لديك ثقه بقدرتي على انتاج شيء جيد لا يوجد مشكله
_ لا تعتقدي انني سوف اجعلك تعملين عندي من اجل ادوارد .. سوف تعملين لمدة شهر تكونين فيها تحت التجربه
وبعدها سوف اقرر ان كنت سأخذك ام لا ..
_ شهر ..؟ هل تقصدين بدون راتب ..؟
ابتسمت العجوز وقالت – بالطبع سوف يكون لكِ راتب ولكن بهذا الشهر يكون لدي الحق بأن اطردك متى شأت .. بالبطع ان فعلتي شيء خاطئ ..
كانت كلمت اطردك قويه بعض الشيء ولكن هذي ليست مشكله .. يجب ان تعرف الراتب اولا .. ان كان يستحق هذا العناء
فلن ترفض ولكن ان كان ليس بالكثير فهي لن تقبل حتى ان كان هذا العمل من ادوارد ..
كان يتحدث على الهاتف مع احد موضفي الشركه .. يقف امام النافذه ينظر للخارج للحديقه امام المنزل ..
تلك الحديقه اللتي اصبحت بيضاء لا يدخل فيها لون اخر .. انتهى من مكالمته التي طلب فيها ان يعود لأمراَ ضروري
وتنهد قبل ان يمسك بعمود النافذه بقوه كي لا يقع .. لقد رمت كلارا نفسها عليه وهي تحتضنه فأستدار لها ليبعدها عنه
وهو يقول بأنزعاج – كم مره قلت لكِ ان تدعي تصرفات الاطفال عنكِ ..
قالت وهي تتصنع الزعل – كم انت لئيم
لم يعرها اهتمام بل تجاوزها ليقول – نادي كلوديا .. يجب ان اعود للشركه
قالت بأنزعاج اثار استغرابه – لماذا اناديها .. ثم لما يجب ان تذهب انت لم تجلس معي حتى
قال بنفاد صبر – ليس لدي الوقت الان هيا ناديها
_ استطيع انا ان اوصلها
بقيت نظرته قليلا عليها وهو مستغرب من تصرفاتها ولكن بعد لحضه هز رأسه وخرج بدون ان يقول
كلمه اخرى .. كانت كلارا مغتاضه منه جداً .. لم يعرها اي اهتمام بل لم يتحدث معها بشيئ ولم تحصل منه سوى
على اجابات على اسأله تافهه ..
سارت عائده الى غرفة جدتها وهي تهدء من اعصابها ..
في المطعم كان لدى روزا الان وقت الغداء .. لديها نصف ساعه استراحه كانت تريد ان تعود بها للبيت ولكن
فاجئها جورج عند خروجها من المطعم وهو ينتظرها بسيارته في الخارج ولكنها لم تستدر له بل اكملت طريقها
مما اضطره للخروج من السياره والحاق بها ..
_ توقفي عن هذي التصرفات ..
وقفت وهي تبعد يده عنها وقالت بهدوء – ارجوك جورج كفى .. الا تمل من المجيء كل يوم
_ تعالي معي
قال بدون ان يرد عليها فقالت بانزعاج – الى اين ..؟
_ الى الجحيم .. الى اي مكان المهم ان نتحدث ..
_ ليس لدي شيء لأقوله لك ..
_ انا لدي .. الكثير
_ لا اريد سماع شيء
_ تعالي ..
عرفت انه لن يكف عن هذا حتى تذهب معه .. قررت منزعجه الذهاب معه .. عندما سألها عن المكان الذي
تريد ان تذهب اليه قالت له ان يبقيا في السياره لانها لا تريد
ان تطيل الجلسه معه .. كان منزعج من طريقتها معه ولكنه عرف ان ما فعله يجبره على تحملها ..
طال صمتهم بدون ان ينطقو بشيء فقالت منزعجه وهي متوتره من وجوده بقربها – كان لديك الكثير لتقوله ..؟
قال وهو يدخن سيجارته بتوتر – لا اعرف كيف ابدء
لم تقل شيء اذ انها بالكاد كانت مسيطره على دموعها من الانفجار امامه ومن ابداء اتهاماتها العاطفيه ..
_ هل تكرهيني ..؟
كان يتمتم بينما تجمدت هي من سؤاله .. لم تستدر له بل لم تعرف ماذا تفعل ..
استطاعت ان تسأله بدون ان تجيب – كيف استطعت ان تعتذر لي .. .... بعد هذا الغياب
_ لم اكن اعرف ماذا افعل .. كان الامر صعبا علي انا ايضا روزا ..
استدارت له وهي تضع يدها امامه لتوقفه – كفى .. لا تحاول ان تفتح هذا الموضوع اصلا .. مالذي كان صعب عليك ايضا .
هل انت ايضا عانيت ..؟ انت ايضا تحطمت ..؟ انت ايضا اصابك الذل من جميع الناس ..؟ انت ايضا كانت نضرات
العالم لك قاتله ..؟ متهمه ..؟ انت ايضا هُجرت ..؟ هل حدث هذا لك ..؟
لم يعرف بما يجيبها بعد ان اخرجت من قلبها تلك الكلمات .. كانت ترتجف وكأن الذكريات تمر من امامها
وترعبها ..
_ روزا
بدت دموعها الان تسقط لم تعد تستطيع الحديث ..
_ لم ابتعد عنك بأرادتي .. تعرفين هذا
صرخ بقوه وهو يحاول جاهدا ان يجعلها تسمع منه تبرير واحد لحماقاته فردت عليه بحده
_ لم تبتعد بأرادتك ..؟
_ لقد كان ذاك السجن .. ليس هناك شيء يقف امامه
بدت تنظر له بعصبيه بالغه وهي تحاول ان تسيطر على نفسها كي لا تنهار كليا – السجن .. لا تجعلني اضحك ..
لما تبدو نبرتك وكأنك كنت مضلوماً .. انت قاتل جورج .. قــاااااااتـــل ..
صرخت بوجهه وبدت تبكي فلم يستطع ان يتركها بدون ان يضمها بقوه ويحاول تهدئتها .. شعر انها انهارت كليا
الان .. كانت تحاول ان تضهر قوتها امامه منذ ان عاد ولكنها الان لم تعد تستطيع ..
بدت تهدء بعد مرور زمن وهو يعتصرها بين ذراعيه بقوه.. خرج صوتها بصعوبه من بين دموعها وهي لا تقاومه
ولا تحاول ان تبتعد عنه .. – اكرهك ..
امسكها من كتفيها وابعدها عنه لينظر لها وهي تبكي .. لقد توقفت الان عن البكاء ولكن من جراء
ما ذرفت من دموع كان وجهها يبدو شاحبا جدا .. حركت كتفيها بعنف وبدت تمسع دموعها ..
هدءت من نفسها وعرفت ان ماقامت به سوف يجعله يصر على ما يفعله ولن يتوقف عن الضهور امامها
في كل مكان .. قررت ان تتحدث وتوقفه الان .. الان سوف تنهي الموضوع وللأبد ..
بدء هو الحديث مجددا – لقد كان ذلك منذ ثمانية عشر سنه ..
قطعت عليه حديثه وهي مصدومه – لا يمكن ان تقصد انه كان علي ان انسى واعذرك .. لا يمكنك ان تكون بهذي
الانانيه ..
نظرتها الان طعنته لم يستطع ان يقول شيء اخر .. عرف انه كان طوال حياته اناني ورغم عشقه لها
فهو دائما يفكر بأشياء تافهه قبل ان يفكر بها .. يعرف انه عندما خرج من السجن و سافر كي يبدأ حياة جديده لا يعرفه فيها
احد سوى على انه رجل اعمال كان اكبر انانيه قام بها في حياته .. في وقتها كان يعطي نفسه اعذارا وهو يحاول
الاقتناع بان هذا من اجلهم .. ولكن هو يعرف ان هذا كان حماقه منه .. المال لم يكن يوما مركز اهتمام روزا وكما يبدو
فأن ابنتها تشبهها في كل شيء .. كل شيء داخلي ..
_ انت اناني
قطعت عليه الان روزا حبل افكاره فأستدار لها ..
اكملت بهدوء – لقد كنت عمرك كله اناني .. منذ ان تعرفنا على بعضنا .. منذ ان حطمتني عندما كنت صغيره
لم تفكر كيف ساعيش بعد ان تخلت عائلتي عني ولكن كل ما كان يهمك هو ان تتزوج بي .. ان تحصل علي
ولم اعد متأكده ان كان دافعك في ذلك الوقت الحب ام شيء اخر .. كنت داخل عالم المخدرات والمهربين
والمجرمين وهذا كله لم يمنعك من تعليق فتاة عرفته بأنها حمقاء واستمرارك في جعلها لا تستطيع العيش بدونك ..
اقحمتني في عالم لم اتخيل نفسي سأسمع عنه في حياتي .. جعلتني اعمل اكثر الاعمال ذله ومهانه فقط لكي لا تشعر
ابنتي بالنقص .. بعد كل هذا تخرج من السجن لتختفي لأربع سنوات كي تأمن حياتك .. يجب ان تعرف ان هذا فقط ما اذكره
خلال هذي السنوات .. تعود بعد كل هذا لتقول اسف .. وكأنك تسخر مني ..
قال بعد صمتٍ دام دقائق طويله احست به روزا بحقد نحو هذا الرجل الجالس بقربها بعد ان تذكرت كل المآسي التي قدمها
لها .. ومع جميع تلك المآسي كان حبه لم يفارقها ليزيد من عذابها .. ولكن هذا يجب ان يتوقف الان
يجب ان تعترف لنفسها ان كل ما حدث سابقا كان اخطاء يجب اصلاحها الان ..
سأل بتخوف وهو يشعل سيجاره جديده – هل تعرف كلوديا بهذا ..؟
قالت وهي تحاول ان تبدو ساخره – اهنئك .. هل بدأت تشعر بالخوف على مشاعر الطفله اللتي لم تسأل عنها طوال حياتك
_ لا تعذبيني اكثر
قال وهو يصرخ بوجهها فلم تقل شيء .. هي تعرف انه رغم كل ما يفعله فهو يحبها ..
انه شخص لا يستطيع ان يكون سوى هكذا .. يريد كل شيء ولكن هو ليس مستعد عن التنازل لأصغر الامور اهميه
في حياته .. وهذا ما لا يمكن لأحد ان يتحمله مهما كان حجم الحب الذي يحمله له ..
قالت بعد هذا وهي تفتح باب السياره – تعرف فقط بانك كنت في السجن .. هذا ما لم استطع اخفائه عنها ..
لم استطع ان اقول لها ان والدك كان مهرب مخدرات ومجرم
_ تعرفين انني تركت تهريب المخدرات بعد ان تعرف عليك
صرخ بوجهها فصرخت هي وهي ما تزل ممسكه بباب السياره – واعرف ايضا انك لم تترك شلة المجرمين تلك حتى بعد
تركك للتهريب .. اعرف ايضا انك قتلت احدهم فقط لانه هددك بان يبلغ عنك ..
لم يعد يستطيع ان يهاجمها .. لم تعد تلك الفتاة التي يذكرها بل اصبحت عنيده .. اصبحت امرأه ناضجه
تعرف كيف تدافع عن حقها .. نظر لها بأبتسامه معذبه وقال – لقد كبرتي .... صغيرتي
شعرت الان انها عادت ثمانيه عشر سنه للخلف .. انها نظرته تلك التي كانت تعشقها في السابق ..
عندما يناديها بصغيرتي .. لم تعد تستطيع تحمل هذا ..
_ ارجوك جورج .. اترك انانيتك ولو لمره واحده وفكر في غيرك .. دعني .. اتركنا انا وكلوديا وابتعد عنا ..
عرفت انها الان حطمته كليا ولكن لم يكن امامها الا هذا .. خرجت من السياره ولم يحاول ايقافها او ان يقول لها شيء ..
لم تستدر .. عادت لها تلك الليله التي تركها فيها وذهب .. لم تعرف هل يجب ان تكون الان قد
انتقمت لهجرها ام ان العذاب هذا هو نفسه الذي قاسته في ذلك اليوم ..
عادت للمطعم وعرفت انها تأخرت كثيرا ..
شعرت كلوديا بان مزاج كلارا متغير .. انها تبدو منزعجه وتحاول ان تضهر مرحه بدون جدوى ..
لقد اتفقت مع جدت كلارا على راتب جيد جدا واوقات العمل ايضا .. افهمتها انها ليست ثابته ولكن في الوقت الحاضر
ما افقتها عليه سيسير .. وان تغير شيء ستعلمها قبل فتره .. كانت خائفه جدا من العوده للمنزل ومقابلة
والدتها بعد ان اتفقت مع العجوز على كل شيء ..
ولكنها كانت تحاول ان تترك تلك اللحضه لوقتها .. ذهبت السيده ماريا جدة كلارا فكما قالت حان وقت راحتها ..
بقيت كلوديا وكلارا في الغرفه وكان الصمت هو سيد المكان ..
لم يكن لدى كلوديا ما تقوله .. شعرت ان الجو مشحون قليلا .. وقفت بعد هذا كلارا محاوله الحديث بمرح
_ ما رأيك ان نخرج .. نذهب لمكان لنأكل اشعر بالجوع ماذا عنكِ ..
ابتسمت كلوديا – كما تشائين ..
تنهدت – الا يعجبك الامر ..؟
قالت بحزن فقالت كلوديا بسرعه – بالطبع يعجبني .. انا ايضا اشعر بالجوع لنخرج ..
انتظرت كلوديا في الرده بينما ذهبت كلارا لتغير ملابسها ..
خرجت بعد هذا بعد ان ارتدت معطفها اذ انها شعرت بالحر .. كان الجو في الخارج جميل جدا
ويشعر بالراحه .. بالاخص منظر الثلج الذي يصفي القلب تماما .. سمعت كلارا عندما فتحت الباب فأستدارت لها
ابتسمت كلارا لها وسارت امامها نحو السياره .. شعرت كلوديا ان هذي المره الوضع بينها وبين كلارا
غريب فهي لم تخجل يوما منها هكذا ولم ترتبك عند تعاملها معها ولكن كلارا تبدو اليوم طفله.. انها منزعجه من شيء
ولكن لا تريد ان يرى احد ذلك .. فكرت انه ربما حدث بينها وبين ادوارد مشكله .. ازاحتهم عن فكرها وركبت سيارت كلارا
اللتي ابهرتها .. لونها احمر قاني وكأنها خرجت للتو من الصيانه ..
اشعلت اغنيه عندما حركت السياره ففهمت كلوديا انها لا تريد ان تتحدث ..
سألت بخوف – هل يعرف ادوارد انني لن اذهب معه ..
يبدو ان هذا السؤال كان ما حطم كل شيء .. امتدت يد كلارا لتطفئ الاغنيه وقالت بتمتمه ..
_ نعم .. لقد قلت له انني سوف اوصلك ..
حاولت كلوديا ان تبتسم .. شعرت الان ان اسم ادوارد يسبب لها مزاج سيء .. هم بالتأكيد متشاجران ..
ولكن حصل ما لم تتوقع حدوثه كلوديا .. لم تكن مستعده لهذا ابدا ..
_ هل تحملين شيء تجاه ادوارد ..؟
سألت كلارا بينما تمثل دور اللامباليه وكأنها تسأل كلوديا عن اللون المفضل لديها .. بينما شعرت كلوديا
بصوتها يرتجف وهي تحاول ان تجعل نفسها طبيعي ..
يبدو ان المسأله سوف تكون صعبه ان كانتها كلتيهما متوترتين .. قررت كلوديا ان تحسم الامر الان
لن تعذب كلارا اكثر ولن تعذب نفسها .. سوف تكذب وتُخرج نفسها من هذي المسأله نهائيا ..
_ ربما لان امي مشغوله جدا في العمل وليس لدي احد فأدوارد يساعدني كثيرا في هذي الايام ...
انا اسفه ان كان هذا يزعجك لم اعرف هذا ..
_ هل يساعدك فقط لهذا
كانت كلوديا تشعر بالشفقه عليها .. هل ستبقى هكذا دائما .. غير واثقه من مشاعر ادوارد
انها حقا فتاة مسكينه ..
_ نعم لهذا فقط .. ربما امي او السيده كاميليا اصلا من طلب منه هذا ..
ولكن ليس هناك شيء .. لا تفسدي مزاجك لشيء لا يستحق فبوجود فتاة جميله مثلك معه
لا اعتقد ان ادوارد سوف يفكر بسواك ..
ابتسمت لها كلوديا مطمئنه وهي تشعر بانها تريد ان تبكي على حالها .. يبدو ان السنين هذي جعلتها
تكبر كثيرا حتى اصبحت تبدو عجوز تعطي نصائح للشابات وتطمئنهن بينما هي ليست قادره على حسم
مشاعرها التي تسبب لها كل هذي المشاكل والعذاب في حياتها ..
_ لقد ازعجته اليوم .. اريد ان اذهب لأعتذر منه
قالت هذا بصوت منخفض وصوتها بدى مختلف .. يبدو ان كلام كلوديا كان مقنعا جدا ..
_ اريد ان اعود للمنزل ..
قالت كلوديا هذا وهي تشعر انها اصبحت مزعجه لهذي العاشقه اللتي تريد ان تذهب لحبيبها ..
لو كانت هي كلوديا القديمه لكانت حاولت بشتى الطرق منع لقائهم ولكنها الان تريد ان تتعذب
وان تنهار ولكن في النهايه هي تريد ان تنسى .. متى تصل الى النهايه وتنساه ..
متى يخرج من حياتها وتصبح حره ..
حاولت كلارا ان تتأسف وتعدل رايها كي يذهبون اولا للغداء وبعدها هي تذهب للقاء ادوارد
ولكن هذا لم يكن مجدي ..
_ ارجوك ليس الامر هكذا .. ولكن لدي ما يجب ان اخبر امي عنه ..
_ اه ان كان الامر هكذا اذن لا بأس ..
اعادتها لمنزلها ..
_ ارجوك سامحيني لما قلته سابقا .. لقد كنت حمقاء ولكني كنت اغار
ابتسمت كلوديا لبرائت هذي الفتاة التي شعرت بانها تشبهها بصراحتها ..
_ لا عليك .. قولي لي ما تشائين .. لن اغضب منكِ ..
ابتسمت كلارا لها وحركت السياره ..
عادت كلوديا للمنزل وهي تبتسم بسخريه لأحداث اليوم التي بدت لها كوميديه جدا ..
لو ان ادوارد يسمع تلك الحماقات التي تفوهت بها للتو ..
ربما سيموت من الضحك .. هزت رأسها – ليس هناك شيء اخر افكر به سواك ..
قالت بصوت خفيض جدا لنفسها وهي تسير بأتجاه المنزل ..
فتحت الباب وخلعت معطفها وهي مكتئبه جدا .. لقد حصلت على مكان عمل جيد
معاملت ادوارد لها اصبحت جيده ووالدتها تعمل ويملكون منزل .. لماذا اذن هذا الاكتئاب كله ..
سوف تتفاهم مع والدتها هي متأكده من هذا ولكنها تعرف ما يجعل قلبها مقبوض هكذا ..
انه ادوارد الذي بدأ يضهر لها في كل مكان .. الذي تشعر به الان اكثر من اي وقت مضى
هي تشعر بتطور مشاعرها تجاهه بسرعه لا تصدق .. باتت لا تشعر كما كانت سابقا والالم الان مختلف ..
الامر الان اصعب بكثير مما كان عليه .. لا تذكر انها تذكرت ايفان في هذان اليومان كثيرا ..
بينما ادوارد لا تتذكر ان كانت قد نسيته للحضه ام لا .. رمت نفسها على السرير وهي تنظر لسقف الغرفه ..
_ هل سياتي يوم انساك فيه ..
رن هاتفها فأفزعها .. وقفت بسرعه وتحركت للصاله كي تحضره ..
رأت الرقم فشعرت بالاحراج .. كان ايفان المتصل كانت يدها في طريقها للضغط على الزر عندما فتحت والدتها
الباب .. لم تستطع ان تجيب الان .. اقفلت الهاتف كله واستدارت لتنظر لوالدتها ..
كانت روزا تبدو منزعجه جدا وحزينه فلم تعرف هل الوقت مناسب لعرض موضوعها ..
رمت روزا بنفسها على الاريكه ورما حقيبتها عنها لترتاح قليلا ..
نظرت بعد هذا لكلوديا التي كانت تنتظر منها اي شيء تقوله ..
_ ماذا ..؟
سألت وكأن الصباح لم يحدث بينهم شيء فجلست بقربها وتحدثت بهدوء
_ هل يمكن ان اتحدث ..؟
_ ان كان عن موضوع العمل .. لا
_ امي .. لماذا تفعلين هذا .. انها الاجازه ما المشكله ان جربت ان اعمل
استدارت لتنظر لها – هل ينقصك شيء ؟؟
_ اشعر باني عبء عليك ..
_ ماذا ..؟
صدم هذا روزا – ماهذي التفاهات ..
_ انه عمل لدى جدة كلارا .. كاتبه على الحاسوب
استدارت لتنظر لها كي تستوعب ما قالته ..
شعرت بالراحه بعد ان سمعت ان العمل لدى جدة كلارا خطيبة ادوارد ..
لم تعرف ما تقول ولكن ربما كان هذا سيجعل كلوديا تشعر بالتعب وتكف
عن الحاحها المتواصل عن العمل الجزئي
فقالت – افعلي ما تشائين ..
وسارت نحو الغرفه فصرخت كلوديا بفرح – حقا .. هل انتي موافقه ..؟
لم تجبها بل دخلت للحمام فتركتها كلوديا كي تهدئ ..
مرت الايام بهدوء .. كانت تمر على كلوديا بهدوء .. لقد كان ادوارد يأتي في بعض الاحيان عند انتهاء
عملها ليرى خطيبته ويأخذها معه للمنزل قبل ان يعود للشركه .. يبدو ان لديه في هذا الوقت
استراحه لذى هو ياتي ليرى كلارا .. عندما تشعر ان ادوارد يتعامل مع كلارا بعاطفيه
او يفعل شيء يبدي حبه لها تكرهه كلارا وتكرهه هذا المنزل الذي يلتقيان فيه .. تشعر بألم
شديد يجعلها تتمنى ان يختفي ادوارد عن الارض فقط كي لا تراه كلارا .. لقد اصبحت غيرتها من كلارا
لا تطاق وتتعبها جداً .. تمثيلها بأنها غير مباليه به اصبح يثقل عليها جداً ..
عندما كان يعيدها للبيت لم يكونا يتحدثان كثيرا .. كلمتان تكونان احيانا تحيه عند الدخول والوداع فقط ..
كانت تريد ان تطلب منه ان يكف عن توصيلها ولكنها لا تريد ان تكشف له كم يؤذيها رؤيته مع كلارا
وكم يجرحها بحضوره للقائها ..
بعد ان يوصلها اصبحت لديها عاده ان تبكي قبل مجيء والدتها .. الامر اشعرها بالراحه ..
والدها لم يعد يرسل لها منذ فتره .. هل تعب منها لانها لم تجبه .. لقد اشتاقت لرسائله التي تشعرها بان
هناك من يهتم بأمرها غير والدتها .. كانت رسائله تبعث بعض الفرح في نفسها ..
هي لم تشعر بيوم ببغض لوالدها بل كانت دائما تفكر لو كان معها كيف سيكون تعامله ..
وبعد ان عاد احست ببعض الفرح لو لا ان تصرفه مع والدتها ضهر لما كان لديها مشكله معه ..
اتصلت بأيفان بعد مده من بدأها العمل .. شعرت انها وقحه بتركه كل هذي المده وهو الذي
يحاول الاتصال بها يوميا وارسال الرسائل لها ليخبرها بانها تستطيع ان تجيب كما تشاء ولكن لا تقطعه ..
تشجعت واتصلت به .. لم يرن الهاتف سوى مره فأجاب بسرعه – كلوديا ..
كان صوته دافئ جدا كما عهدته عندما يتحدث معها ولكنها لم تستطع ان تتصور ان يكون ايفان هو شريكها المستقبلي ..
حتى ان كان ذلك بعد مده لانها مازالت صغيره الان ولكن كلما فكرت به كان ادوارد يحطم كل شيء ليقتحم مخيلتها
عنوه .. فيجبرها على ترك ايفان لتفكر به فقط ..
_ نعم .. انا اسفه ايفـ..
لم يتركها تكمل بل قال بهدوء – لا تعتذري .. قلت لك لديك الوقت لتفكري ولكني لم اقل ان تقطعي علاقتك بي حتى تصلي لجواب
_ انا اسفه .. لم اعرف ما اقول ولا اعرف الان ايضا ..
_ لا داعي لان تعرفي .. لقد قلت لك انني لست مستعجل ولكن لا تجعليني اشتاق لك هكذا ..
لا تريد هذا .. لا تستطيع ان تسمع هذا الكلام منه فهي تشعر بانه ليس في مكانه .. هي لا تشعر بشيء عندما يقول
هذا لها .. كم هي حقيره .. لم تستطع ان تقول له هذا ولم تستطع ان ترفضه الان ..
ربما لانها تحتاج ان يكون معها الان او ربما لانه اشعرها بانه يحتاجها فعلا ولم يشعرها احد من قبل بهذا ..
فهم انها خجلت فقال لها – هل نستطيع ان نخرج اليوم ..؟
_ لا اعتقد ذلك .. لدي عمل
_ عمل ..؟ اليس لديك الان عطله ..؟
_ بلا .. ولكني اعمل
_ تعملين ..؟ اين ومتى بدئتي .. لما لم تخبريني
_ حسنا اعمل لدى جدة كلارا .. هل تعرفها ..؟
_ ااه السيده ماريا .. بالبطع اعرفها .. لقد مثلت في السابق عمل من تأليفها .. هل تعملين لديها ككاتبه ..؟
_ نعم .. كيف عرفت
_ اعرف انها كانت تبحث منذ مده عن فتاة تعمل لديها .. كيف هو العمل ..؟
_ جيد .. ليس صعب ولكنه متعب اذ ان الجلسه طوال اليوم وراء الحاسوب تحطيم للضهر
ضحك – بالطبع هو كذلك .. متى يوم اجازتك ..
عرفت انه سوف يطلب منها الخروج وهي لن تستطيع سوى ان توافق .. ليس لديها سبب للرفض
_ يوم السبت
_ واليوم الاربعاء .. هل يناسبك اذن ..
ابتسمت لأنه تحدث وعرف انها خمنت ما يريد فقالت – نعم يناسبني ..
_ الى اين تريدين ان تذهبي ..؟
فكرت قليلا .. كانت تريد ان تقول له كما تشاء ولكن خطر ببالها فكره فقالت بسرعه – فلم
_ ماذا ..؟
قالت بسرعه – اقصد السينما .. اريد ان ارى فلم في السينما
_ لقد مللت الافلام .. اليس لديك مكان افضل
قالت بعناد – لا
ضحك عليها وقال – كما تشائين .. لانها اول مره تطلبين مني شيء لا استطيع سوى ان اوافق
تحدثا بعد هذا قليلا قبل ان تعتذر له بأنها يجب ان تذهب لتكمل عملها .. كان وقت استراحة السيده ماريا
وهي كانت تقف امام الشرفه تتحدث مع ايفان .. سمعت صوتا من خلفها فاستدارت بسرعه
_ مع من ستذهبين لليسنما ..؟
كانت كلارا .. لم تعرف ما تقول احرجها السؤال ولكنها قررت ان لا شيء بينها وبين ايفان حتى الان
اذن فخروجهم مع بعض بريئ للغايه .. – ايفان ..
_ ايفان ..؟ يبدو ان هذا الرجل معجب بك جدا ..
_ لماذا تقولين هذا ..؟
_ لقد سمعت انكم بدأتم مؤخرا بالخروج مع بعض اليس كذلك ..؟
ازعج هذا كلوديا فقالت بسرعه – خرجنا مع بعض ولكن ليس هناك شيء بيننا .. اننا اصدقاء فقط
_ هل تريدين ان تخفي عني .. انا صديقتك هل تضنين انني سوف انشر هذا
_ ان كنت على علاقه خاصه بأيفان لما كان سيمنعني الاعلام عن قولها
_ اذن فهي الشائعات فقط ..
ابتسمت لها كلوديا .. لقد عادت كلارا لأنزعاجها السابق من كلوديا .. كانت كلوديا
تشعر بهذا مع محاولت كلارا اخفائه الدائم .. لم تعرف السبب ولكن لم يكن لديها مزاج لتدخل
خلاف مع كلارا تعرف انها ستخسره ان طال ..
استأذنت منها بعد هذا لتعود للسيده ماريا التي نادتها ..
عندما دخلت الغرفه اخذت مقعدها المعتاد وانتظرت ان تملي عليها الكاتبه كي تكتب ..
كانت متحمسه الان لانها تريد ان تعرف ماذا سيحدث للبطل بعد ان ترك العصابه وقرر ان يعيش حياة
جيده من اجل من يحب .. لقد كانت تشعر بالتشويق من هذي القصه رغم طولها و التعب اللذي تشعر به وهي تكتبها
وتنتظر ان تتحرك الاحداث .. قالت السيده ماريا انها من مؤلفاتها اللتي ستصبح فلما سينمائيا ربما لذا
يجب ان يكون كل شيء فيها دقيق وكل حركه مفصله تماما ..
بدأت السيده ماريا بسرد الروايه – احضروه لرئيس العصايه وهو محمول من قبل اربع اشخاص اقوياء يرتدون ملابس سوداء
وكانو مسلحين بانواع كثيره من الاسلحه .. هناك كدمات واضحه على جسده ووجهه ويبدو انه تعرض لعذاب من قبل
هاؤلاء الرجال قبل ان يحضروه .. رفع بعد هذا زعيم العصابه مسدس ليطلق منه رصاصه اخترقت جسده الذي قد مزقوه
بسكاكينهم الحاده ..
توقفت كلوديا هنا عن الكتابه والتفتت للسيده ماريا مصدومه – هل سيموت برايان
كانت ملامحها توحي بالخوف عليه فأبتسمت العجوز لها وقالت – ان كنتي ستتأثرين هكذا فلن تكون مهمتك سهله معي
اخجل هذا الكلام كلوديا فقالت – لن اتوقف هكذا بعد الان .. انا اسفه .. ولكن هل سيموت ..؟
_ سنرى .. تابعي بصمت
قالت هذا فعرفت كلوديا انها تريد ان تكمل .. يبدو ان مخيلتها اليوم تجود بالكثير ..
اكملت وطال هذا الجزء هذي المره .. يبدو ان السيده ماريا اليوم لديها مزاج جيده للكتابه ولكن كلوديا بدأت تشعر بالتعب
عندما نظرت للساعه وجدت ان الوقت تأخر وسينتهي عملها بعد ساعه .. اذن ليس هناك استراحه ..
حركت عضلاتها قليلا واكملت الكتابه ..
كلارا كانت تقف امام النافذه تنظر للخارج .. الجو كان هادء ولقد بدأ الضلام في هذي الايام يأتي مبكرا
جدا لذى اصبحت السماء الان مضلمه .. كانت انوار حديقتهم تنير الثلج فتجعل من المنظر رائع .. لمحت سياره
ادوارد تدخل من البوابه الكبيره .. جرت نحو الباب وارتدت معطفها مسرعه وخرجت بسرعه كي تستقبله ..
عندما خرجت كان هو قد اصبح في الحديقه .. اقتربت منه لترحب به وهي مبتسمه – لقد اشتقت لك
_ الم اكن هنا بالأمس ..
قال هذا ببرود وكأنه لا يريد منها ان تشتاق له فقالت – حتى ان غبت عني ثواني فسأموت من الشوق ..
همست له يائسه – ادوارد انا احبك .. الا تستطيع ان تشعر بهذا
قال بهدوء وهو يسير نحو المنزل – اعرف هذا .. ولكن هل استطيع ان ادخل لان الجو بارد
لفت يدها على كتفه والتسقت به .. بعد ان دخلو للمنزل خلع ادوارد معطفه و دخل ليجلس في غرفة الضيوف ..
جلست بقربه وقالت – ادوارد اريد ان اخرج معك
استدار لها وقال – معي ..؟ الى اين
_ الى اي مكان .. نحن لم نخرج منذ وقت طويل ..
_ لدي عمل ولا استطي..
لم يكمل جملته كانت كلارا قد انتفضت وهبت واقفه من مكانها امامه لتصرخ
_ لماذا تأتي لها كل يوم اذن ان كنت مشغولا .. لماذا هي فقط تترك عملك لأجلها
لماذا تفعل هذا ادوارد ..؟
نظر لها وقال بدون مبالاه – ماهذا الحمق ..
_ انه ليس حمق
صرخت بوجهه فقال بسرعه – توقفي عن الصراخ في وجهي كلارا ..
_ لماذا تفعل هذا
جلست امامه على الارض وبدت تبكي فجلس على ركبته امامها وامسكها من كتفيها
_ ما بك ..؟
_ انت لا تشعر بي .. انك لا تراني ادوارد .. لماذا
_ ماهذي التفاهات الان .. انتي عاطفيه اكثر من اللازم
_ لماذا هي فقط من تهمك .. انا ايضا جميله .. انا احبك ادوارد وهي لا تحبك .. انها تحب ايفان فلما
كانت ستكمل لولا صوته الذي بدى قد حطم كل شيء حولها – توقفي
خفف نبرته الان بعد ان شعر بها ترتعش – توقفي .. كل هذي تفاهات .. ولكن ان كنتِ تريدين ان ننفصل فليس
لدي مشكله بهذا .. اعتقد انك تعرفين هذا
نظرت له بخوف عندما سمعت ما قاله وقالت بسرعه – لا .. لا ادوارد انا لا استطيع العيش بدونك ارجوك
_ اذن لماذا قمتي بهذي الدراما كلها ..
_ لأنني احبك .. واريد منك ان تشعر بي .. قليلا سيفي بالغرض ارجوك
قال بعد ان رفع وجهها لتنظر له وهو يمسح دموعها – تعرفين ان هذا مستحيل ..
كان يتحدث بهدوء وكأنه لا يشعر بما يقول .. وكأنه لا يشعر بالسكين اللتي غرزها بقلبها ببطئ
بأعترافه القاسي هذا .. لم تعد تقوى على الحراك وهي تنظر له ..
فُتح باب الغرفه بهدوء ودخلت كلوديا بابتسامه مشرقه ونادت – كلارا ..
اختفت ابتسامتها تلقائيا
رأت منظرهم امامها .. كان ادوارد يضع يده على وجهها ولاكن ملامح كلارا مخفيه عنها لانها
كانت تعطيها ضهرها .. لم تعرف انها تبكي ولم تهتم لتعرف المزيد .
كان هذا يكفي ليحطمها .. نظرت لادوارد الذي لم يبعد عينيه عنها فيما صرخت وهي تحاول السيطره على يدها
اللتي تمسك المقبض – انا اسفه لم اعرف انك هنا ..
قالت هذا بسرعه وفي نفس واحد لتصفق بعد هذا الباب وتستند عليه كي لا تقع .. بدت دموعها تتساقط عنوه من عينيها
ومحاولاتها في منعها من النزول لم تفلح فتوجهت بسرعه نحو الباب لترتدي معطفها وحذائها وتخرج ..
لقد انتهى وقت عملها ولا حاجه بان تقول لكلارا وداعاَ .. خرجت بسرعه بعد هذا وبدأت تركض حتى خرجت من بوابه المنزل ...
بدت الان تخفف سرعتها بعد ان احست بتنفسها يصبح صعبا من جراء البروده اللتي لفحت وجهها ..
توقفت قليلا وهي تتنفس واكملت السير .. قلبها ما زال يخفق بقوه شديده .. احست بحزن والم لم يمر عليها من قبل عند
رؤيتها لهم معا .. ان هذي الغيره التي تشعر بها ليست في محلها .. فكرت انه كان خطئها كليا عندما وافقت ان تعمل في
منزل كلارا .. عرفت انها لن تستطيع ان تستمر بهذا .. لن تستطيع ان تبقى في المكان الذي تلتقي فيه بادوارد يوميا ..
ادوارد وحبيبته .. عنما عاد المشهد لها شعرت ان ارتجافها اصبح يمنعها من السير جيدا .. جلست على احدى الكراسي الموضوعه في طرف الشارع لترتاح قليلا .. عندما نظرت للأمام عرفت انها لم تسر في طريقها الصحيح ..
لقد كانت مشوشه جدا .. بعد ان عاد تنفسها ليصبح طبيعيا وكفت عن الارتعاش وقفت لتكمل طريقها فرن هاتفها ..
اخذته واجابت وهي تشعر بوهن شديد في جسدها .. لم تنظر لأسم المتصل فردت بفتور – نعم
_ كلوديا اين انتي ..؟
كان هذا صوته .. لماذا يتصل ادوارد الان .. الا يكفيه انها تركته وحده مع حبيبته لماذا يتصل بها اذن ..
لم تجبه فعاد ليصرخ عليها – اين انتي ايتها الحمقاء .. تكلمي
_ لا شأن لك ..
لم تعرف لما قالت هذا ولكنها شعرت بانها تريد ان تجرحه .. ليست هذي الكلمه قويه ولكن مهما يكن
هي تريد ان تؤذي ادوارد .. تريد منه يشعر بالألم بان يشعر بما تشعر به هي بسببه ..
_ كلوديا توقفي عن الحماقات انتي لا تعرفين طريق العوده سيرا على الاقدام .. هيا تكلمي الى اين ذهبتي
عرفت من كلماته انه تبعها ولكنه لم يجدها في الطريق الصحيح .. قالت بعد هذا
_ دعني وشأني .. لا اريد ان اراك .. اتركني
قال قبل ان يغلق الهاتف – كما تشائين
تنفست بعد هذا واكملت طريقها .. هل من الجيد ان تصرخ بوجهه هكذا ..
انه الان يعرف تماما ما فعله بها .. يعرف ان الغيره تكاد تقتلها من تلك الفتاة ..
_ لقد كانت ردة فعلك مبالغ فيها .. هل تعرفين هذا كلوديا كنتي حمقاء بكل المقاييس .. الم تريهم مع بعض
من قبل .. الم تحتضنه من قبل .. لماذا فعلتي هذا ..؟
كانت تحدث نفسها بهدوء فردت بعد هذا بحده – لانني لم اعد اتحمل ان اراه معها .. لانه اصبح قريبا مني جدا
وبت اشعر انه ليس من حقها .. لانني بت احبه اكثر من ذي قبل بمئه مره .. لانه تغير
وكنت اشعر ..
بدات تبكي بعد هذا وهي تحدث نفسها – بماذا كنتي تشعرين .. بأنه تغير وسيتركها ليأتي لك .. هل ستكونين سعيده
بتحطيم تلك الفتاة ..
لم تعد تعرف بماذا تفكر وكيف تفكر .. لم تعد تعرف كيف اصبحت شخصيتها .. هل هي حقيره الى هذي الدرجه
هل كانت تريد ان تخطف ادوارد من فتاته .. هل يمكن ان تفكر بشيء حقير كهذا ..
اخرجت هاتفها بسرعه وهي تريد ان تبعد هذي الافكار عنها .. لم يخطر ببالها سوى والدها .. لم تعرف
لماذا جاء فجأ ليدخل عقلها .. بدون تفكير اخرجت رقمه واتصلت به ..
لم تكن تعرف ماذا ستقول له ولكنها تريد ان تتحدث مع شخص بعيد عنها .. شخص لا تعرفه جيدا ولكن
يكون مهتم بها .. هي متأكده ان والدها مهتم بها ..
رد عليها بصوت بدى كأنه غير مصدق – كلوديا .. هل هذي انتي
قالت بهمس – نعم ..
رد عليها – لا تستطيعين تصور صدمتي عندما رأيت اسمك .. لا اكاد اصدق انك اتصلتي
_ اريد ان اراك ابي ..
قالت هذا وبدأ صوتها يرتجف فخاف جورج عليها وصرخ بسرعه – ماذا هناك عزيزتي .. تكلمي
_ ابي ارجوك تعال خذني من هنا ..
_ حسنا اين انتي .. ساتي حالا
لم تعرف ما تقول له فهي لا تعرف اين هي اصلا .. – لا اعرف اين انا
صدمت هذي الكلمه الان جورج .. بدى الرعب يتسرب لقلبه وهو يفكر بما قد حصل لأبنته
احست كلوديا ان صمت والدها هو خوفه عليها .. لقد تحدثت وكأن مكوره حصل لها انها حقا حمقاء
قالت له بسرعه – ليس هناك شيء ابي .. لست تائهه ولكني
_ ماذا هناك كلوديا .. تحدثي سأفقد صوابي
رأت اسم الشارع الذي تقف فيه بسرعه فقالت له – ابي اسم هذا الشارع هو ....
احس الان بهدوء قليلا وقال لها بسرعه – حسنا لقد عرفته .. انتضريني بمكانك لا تتحركي
كان الجو بارد جدا والليل كان يشعرها بالخوف ..
عادت لتجلس على الكرسي وهي تشاهد المارين امامها .. جيد ان الوقت هو وقت انتهاء دوامات معضم الناس
لذا فلم تكن وحدها في ذلك الشارع .. وصلت سياره جورج بعد فتره لينزل منها كالمجنون يبحث عن ابنته
عندما رأته كلوديا نادته وجرت نحو ليحتضنها ..
ابعدها عنه قليلا لينظر لها .. – ما بكِ .. لقد ارعبتني
_ انا اسفه
قالت هذا وهي تشعر بالحرج منه .. كانت تشعر انه قريب منها ولكن مع هذا لا تستطيع
ان تتعامل معه وكأنهم من عائله واحده ..
_ لا عليك صغيرتي .. المهم انك بخير ..
بمجرد النظر لوجهها عرف انها كانت تبكي وان هناك مشكله حدثت في حياتها ..
امسك بيدها وسارا معا ليركبا السياره .. جلست بهدوء ولم تقل شيء ..
لم يسألها هو ايضا عن شيء .. عندما اصبحا في وسط المدينه قالت له – البيت ليس من هذا الاتجاه
قال وهو يبتسم لها – اعرف .. لا اريد ان اخذك للمنزل
_ الى اين اذن ..؟
_ سنذهب الى مكان تحبينه كثيرا ..
فكرت قليلا وقالت له – يجب ان اخبر امي اولا
عندما قالت امي ابتسم وقال لها .. – هذا مؤكد
اتصلت بروزا ويبدو انها كانت عائده للمنزل في ذلك الوقت – اهلا حبيبتي انا في الطريق سأصل قريبا ..
_ انا لست في المنزل امي
_ لستي في المنزل .. هل ما زلتي في العمل
_ اه .. لا .. انا
_ ماذا ..؟ مابك حبيبتي هل هناك شيء ..؟
لم تعرف ماذا تقول .. قررت ان تكذب عليها لانها لم تكن مستعده لزعل والدتها عليها
ولكن كلمة جورج حطمت كل شيء قال لها – تكلمي ..
ويبدو ان روزا سمعت صوته فقالت لكلوديا بسرعه – من معك ..؟
لم تقل كلوديا شيء فقالت لها – انه جورج اليس كذلك ..
_ نعم امي
قالت تهمس وكأنها شعرت بالذنب قبل ان تقول والدتها شيء
صدمتها ردت فعل والدتها التي لن تتوقعها – حسنا
_ امي
_ استمتعي بوقتك معه اذن ..
قالت هذا واغلقت .. كانت كلمتها حاده جدا وتخلو من المشاعر .. لم يكن فيها اي دليل
على انها تريد من كلوديا ان تستمتع بوقتها مع والدها ..
_ سترضى عندما تعودين لها ..
قال والدها فاستدارت له لتقول – ان الحق معها ان غضبت مني
ابتسم – اعتقد هذا .. يبدو ان قدرها هو ان تنجب فتاة تشبه ابيها في تصرفاتها
قالت له وهي تنظر له بانزعاج – ماذا تقصد
_ اقصد انكِ تقومين باشياء لا تفكرين بها وتندمين بعدها ..
_ هل حدث هذا لك
قال بمراره – كثيرا
بعد فترة صمت دامت قالت له – الى اين سنذهب
_ سنصل بعد قليل .. انتظري
عندما استدارت لترى الشارع عرفت الى اين هم ذاهبون
_ سنذهب للملاهي ..؟
قالت بفرح فقال لها – احسنتِ صغيرتي
_ ولكن كيف عرفت انني احبها
_ انا اعرف كل شيء عنك ..
_ هل انت ساحر ابي
قالت هذا وهي تتصنع الخوف منه فضحك عليها لتنظر له بسعاده
وهي تفكر ان والدها رائع حقا .. تتمنى الان لو كانت والدتها معهم ليصبحو عائله كامله من كل الجهات
ولكن هذا كما اوضحت روزا للجميع مستحيل تماما ..
وصلو اخيرا للملاهي .. كانت تشعر انها تخون والدتها الان ولكنها كانت تشعر بالسعاده لاهتمام
ابيها بها .. مشاعرها متخبطه اليوم كليا فحاولت ان تنسى كل شيء لتحصل على اكبر قدر من المتعه ..
بعد ان لعبو كثيرا وكانت لا تقبل ان تركب اي آله الى ان يركب والدها معها
فلم يستطط ان يرفض .. تمتعت كثيرا معه .. جلسو بعد هذا ليرتاحو .. كان الجو بارد جدا ولكنها لم تشعر
ابدا بهذا . كان الدفء اللذي تشعر به من ابيها يكفيها لتدفء وتكون سعيده ..
احضر لها وجبه سريعه .. كانت تشعر بالجوع الشديد لذا بدأت تاكل بسرعه وهي تتجدث مع ججورج ..
قال لها فجأ – اذن ماذا يحدث معك صغيرتي
رفعت رأسها بسرعه تنظر له لتفهم ما يقصده حتى تذكرت الحاله اللتي كانت بها عندما اتصلت به ..
وضعت الفطيره من يدها وبدت تشعر بالالم من ذكر ادوارد .. لم تعرف ماذا تقول له
هي لن تخبره بقصة حبها الفاشله والمثيره للشفقه بتاتا .. قالت وهي تشعر انها تريد رايه بالموضوع
_ لقد تقدم احدهم لخطبتي
نظر لها مستغربا وكأنه غير مصدق وقال بعدها .. – الستي في الثامنه عشر الان
_ سأكمل التاسعه عشر الشهر المقبل .. هل تقصد اني ما زلت صغيره
_ نعم ..
تنهد بعد هذا وقال – انتي ما زلتي صغيره جدا كلوديا
قالت بدون شعور – هل تخاف ان يحدث لي ما حدث لوالدتي
نظر لها مستغربا كلامها وقال بالم – لا اعتقد انك ستقعين بنفس اختيار والدتك ..
شعرت انها كانت قاسيه .. – انا اسفه
_ لا عليك .. دعيكي الان مني وروزا .. قولي من هو الذي تقدم لخطبتك
_ الامر اولا ليس وكأني سأتزوج الان .. حتى ان حصلت موافقه فلن يحدث شيء الان ..
_ هذا جيد ..
لم تقل شيء فقال لها – اليس مسموح لأبيك ان يعرف من هو المحضوض الذي سيحصل على ابنته
قالت وهي تنظر له تنتظر ردة فعله – انه ايفان ستيف
_ ايفان ستيف ..
فكر قليلا وهو يردد اسمه وقال بعدها – هل هو ذاك الشاب الذي كان يقف معك في الحفل ..؟
هزت رأسها له فقال – اليس هو ذاك الممثل ..؟
_ نعم هو
عرفت ان والدها لا يعرفه شخصيه ويبدو انه لا يعرفه حتى كونه ممثل .. كان يسألها وهو غير متأكد
فقال بعد هذا – هل تحبينه
احرجها سؤاله فلم تعرف ما تقول .. ولكنها قالت لنفسها بسرعه لا .. لقد عرفت انها لا تكن لايفان اي
مشاعر حب .. هذا ما هي متأكده منه .. لم تعد تريد ان تتحدث مع والدها عن الموضوع
هي لا تريد ان تتذكره لانه يجعلها تفكر بأدوارد فورا ..
_ دعنا من هذا ابي .. هل نعود
_ هل مملتي مني
_ لا .. الامر ان امي ..
لم تكمل فابتسم لها – حسنا هيا بنا ..
اعادها للمنزل وسار معها حتى يصلون للباب .. وقفت امام الباب لتشكره على هذا اليوم فرد
عليها – هل ستستمرين معي هكذا
استغربة فقال – انا ابوك كلوديا .. ارجو ان تفهمي هذا ..
ابتسم بعد هذا وودعا ليذهب .. فكرت انه يقصد بالطبع انها تتصرف معه احيان برسميه
وكأنه يقوم بشيء غريب عندما يهتم بها وليس كأنه ابوها ..
تنهدت وفتحت الباب لتدخل .. بعد ان علقت معطفها دخلت لترى والدتها تتابع التلفاز ..
امسكت رأسها من الخلف و قبلتها عليه .. – هل انتي غاضبه مني
استدارت لها وهي تبتسم – لا لست غاضبه ..
كانت تجبر نفسها على الابتسام كي لا تبين حزنها لكلوديا .. لم تكن تريد ان
تعكر مزاجها بعد ان رأتها سعيده هكذا بعد عودتها من ابيها ..
شعرت بالحزن فهي تشعر ان هذا انتصار لجورج عندما يكسب محبة كلوديا ..
كانت تريد ان تبعده عن ابنتها ولكنها تعرف انه ليس لها الحق بهذا ان لم تكن كلوديا تريد ..
_ لقد كنت اليوم عند كاميليا .. جون يسأل عنك وهو حزين لانك لم تذهبي لرؤيته
قالت والدتها هذا فشعرت كلوديا انها اخلفت بوعدها له عندما قالت له انها ستزوره مجددا ..
_ لقد نسيت كليا .. انا حقا محرجه منه انني لم اتصل به حتى
_ يجب اذن ان تفعلي .. كانت كاميليا سعيده جدا لانه بدى في التقرب منك
نظرت لوالدتها قليلا وقالت بعد هذا – لماذا اولاد السيده كاميليا هكذا ..؟
استغربت سؤالها روزا – ماذا تقصدين هكذا ..؟
_ امم ... اقصد والدتهم طيبه جدا والسيد مايكل ايضا .. لماذا هم باردين و لا يقتربون من احد بسهوله
نظرت لها رزا وقالت بعد هذا – كاميليا كانت صغيره عندما تزوجت .. لم تكن تعي المسؤليه بعد لذا عند انجابها لأدوارد
لم تكن معه كأم .. كانت حياتها بالنسبه لها اهم منه .. هو كان بين يدين الخدم وكل شيء يحتاجه متوفر له سوى امه اللتي
كانت ترافق مايكل الى كل مكان يذهب اليه .. اعتقد انها عاشت حياة رائعه ولكنها فقدت اجمل شيء وهو العلاقه بينها وبين اولادها .. عندما كبر ادوارد واصبح يحتاج لوالدته ووالدته لم يجدهم بقربه .. كان الخدم هم دائما من يلبون طلباته
لذى لم يستطع ان يكون سوى هكذا .. لم يحصل على الحنان بحياته ومهما اهتمو به الخدم فهم يفعلون هذا
لانه عملهم وليس لانهم يحبون ادوارد .. ربما السيد رالف هو الوحيد اللذي كان اب لأادوارد .. لذا هو الوحيد
اللذي يحصل على التعامل الجيد منه .. او بالاحرى الشخص الوحيد الذي يعتبره ادوارد من عائلته ..
لقد رمى نفسه في الدراسه وحاول ان يجعل من نفسه الافضل دوما كي يلتفتون ابويه له ولكنهم كانو دائما ينشغلون
عنه .. لم يكن الامر وكأنهم لا يحبونه ولكن مايكل كان يريد تثبيت قدمه في ذلك الوقت في عالم التجاره لذا
كان مشغول طواله الوقت اما كاميليا فكانت فتاة مختلفه تماما عن الان .. كانت تحب الحفلات والاصدقاء
تسافر دوما ولم تكن تأخذ ادوارد معها كي لا يتعبها .. كانت مطمئنه انه مع الخدم ولكنها لم تفكر يوما ان هذا
سيجعل ادوارد ينساها كليا ..
كانت الان تشعر بالحزن الشديد على ادوارد .. هل يعقل ان يكون بروده هذا كله بسبب والدته ..
السيده كاميليا اللتي تبدو اطيب انسانه في الدنيا .. في التفكير بالامر فهي لم تره ادوارد يوما يتحدث مع والدته او والده
وكانهم عائله .. كان يتحدث معهم دائما بالامور الضروريه فقط ..
عندما خلدت ذلك اليوم للنوم كان تفكيرها كله حول ادوارد .. لقد قربته هذي القصه لها اكثر
وباتت تشعر به اكثر من ذي قبل .. يجب ان تفكر في لقائها بكلارا غدا بدل ان تفكر بادوارد ..
نامت وصورة ادوارد هي الوحيده التي تحتل مخيلتها ..
ذهبت للعمل في اليوم التالي وهي محرجه لا تعرف كيف ستتصرف امام كلارا ولكن ما حدث صدمها
اذ ان كلارا لم تتحدث بالامر بتاتا وكأن ليس هناك شيء حدث .. لم تفهم
كلوديا ان كانت تتصنع عدم معرفتها بشيء ام ان ادوارد خرج بشكل طبيعي ..
اراحها هذا جدا .. في غرفة السيده وبعد انتهاء العمل قالت لها السيده ماريا – انتي متبعه ..؟
_ اه لا .. ابدا سيدتي
_ تستطيعين ان تأخذي غدا اجازه .. انا ايضا اريد ان ارتاح قليلا ..
_ انا بخير سيده ماريا حقا ..
_ حتى ان قلتي هذا .. انا لا احب المخاطره
عرفت ان السيده تخاف ان تخربط كلوديا بالقصه ..
شكرتها بعد هذا وفرحت ان لديها يومان اجازه الان .. عندما خرجت كانت كلارا تنتظرها في الخارج
_ هل انتهيتي ..؟
سألتها فردت عليها كلوديا – نعم لقد انتهينا .
يبدو ان مزاج كلارا اليوم جيد .. لقد عادت لسابق عهدها ..
_ هل تريدين ان تشربي شيئا معي ..؟
_ انا اسفه حقا ولكن مستعجله ..
لم يكن لديها شيء ولكنها لا تريد البقاء اكثر خوفا ان يأتي ادوارد .. لم تكن
تريد ان تلتقي به مجددا لذى اعتذرت بشده ..
خرجت بعد هذا لتنتظر الباص لتعود به للبيت .. عندما وصلت للبيت ودخلت سمعت اصواتا
فعرفت ان لديهم ضيوف ..
دخلت فوجدت كاميليا وجون مع والدتها .. عندما رأت جون فرحت كثيرا وسارت بسرعه نحو تريد ان تحتضنه
ولكنه ابعدها عنه وهو غاضب ..
_ انتي كاذبه
_ ااه .. انا اسفه حقا .. الا تعرف انني اعمل
_ هذا لا يغير كونك كاذبه
قالت وهي تتصنع الحزن – هذا صحيح .. هل اخرج اذن
تحركت لتخرج فوقف بسرعه – لا .. اعتذري وسوف اقبل
ضحكت عليه وفعلت ما طلبه منها .. القت بعد هذا التحيه على السيده كاميليا
جلست معهم بعد ان غيرت ملابسها وكانت احاديثهم لا تنتهي .. لقد كان لدى الجميع
اخبار عن هذي الاجازه ..
قامت بعد هذا كلوديا لتجهز العشا فرافها جون ..
قامو هي وجون بصنع الطعام ..
دخلن بعد هذا كاميليا وروزا للمطبخ فقالت روزا – اعتقد اننا سوف نتسمم اليوم
ضحكت كاميليا عليها لتقول كلوديا – هناك مطعم بالقرب منا .. يمكنكم ان تطلبو منه فليس لديكم شيء هنا
_ هل هذي ضيافتك كلوديا .. هذا محبط حقا
ضحكت بعد هذا على السيده كاميليا وجلسو حول المائده للبدأ في الاكل ..
شعرت ان جون تغير جدا .. يبدو ان والدته تريد تعويض كل شيء لم يحصل عليه ادوارد ..
فكرت الان ان كل الاشياء في حياتها يجب ان يكون لأدوارد دور فيها لتذكره بذكرها ..
بعد ان انتهو من الطعام قالت السيده كاميليا – هل ستحضرون الاربعاء اذن ..؟ هل تستطيعين اخذ اجازه
كانت تتحدث مع والدتي فنظرت لهم مستغربه
قال امي بعد هذا – اعتقد ذلك .. لست متأكده ولكني سأخبرك غدا بعد ان اسأل
_ سيكون هذا رائع .. يجب ان تحصلي على هذي الاجازه ..
_ ماذا هناك ..؟
قال جون لها فرحا- سوف نذهب الاسبوع المقبل للتزلج على الجبال .. سيكون ذلك رائعا
قالت كاميليا بعد هذا – سوف نذهب للجبال .. لدينا كوخ هناك .. سنقضي وقتا ممتعا
هل يقصدون انها ستذهب مع والدتها معهم ..
قالت روزا لها – هذا سيكون مسليا جدا كلوديا .. يجب ان تجربي التزلج هناك انه رائع
قالت بسرعه – كنت اتمنى ولكن لدي عمل
قالت كاميليا بسرعه – الا تعملين لدى السيده ماريا جدة كلارا .. هي ايضا سوف تأتي لذا ليس هناك مشكله
_ ستذهب ..؟ لماذا
ضحكت كاميليا عليها وقالت – رغم انها كبيره في السن جدا ولكنها تعشق التزلج
قالت متفاجأ – هل تستطيع
اضحك هذا جون ايضا الذي قال – سوف ترين بأم عينك انها ستسبق الجميع
ضحكو جميعا .. غير ان كلوديا كانت خائفا جدا .. هل يعقل ان يذهب ادوارد .. ابعدت هذي الفكره كليا
فهذا مستحيل .. ادوارد لن يذهب لأجازه ليقضي وقته مع اهله ابدا ..
ربما فكرة الاجازه ليست جيدا خصوصا ان كان ادوارد ليس فيها .. ربما ستذهب كلارا ولكن هذا ليس سيئا
ابتسمت لجون وبدأ يحكي لها عن الجبال تلك والكوخ الذي يملكونه .. كان حديثه لطيفا جدا
واستمتعت به جدا .. بينما الصوره التي بناها لها عن تلك الجبال حمستها جدا للذهاب الى هناك ..
|