كاتب الموضوع :
سيرين بوسيدون
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الثامنـــ..
– كلوديا ..
ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
_ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
_ حاضر
خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
_ هيا ادخلي ..
امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
_ الى اللقاء ..
قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
_ اين كنتي ..؟
عندما فتحت سارة الباب لي كنت ما ازال افكر بما قاله ادوارد قبل قليل .. كنت مشدوهه جدا حتى اني لم
انتبه لأي من تساؤلات سارة لي .. ولم اجبها على اي شيء حتى صرخت بوجهي – كلوديا ..!
_ اه ..؟
عدت الى ما انا فيه ونظرت لها بحرج قبل ان اخلع حذائي وادخل الى غرفة الضيوف .. كانت زوجة ماثيو
هناك مع صديقه لها .. القيت عليهم التحيه واستأذنتهم بالذهاب لتغير ملابسي .. لحقت ساره بي ..
عندما دخلتا الغرفه رمت كلوديا بنفسها على السرير وهي تتنهد بعمق بينما اغلقن ساره الباب واقتربت من صديقتها ..
_ استبدلي ملابسك على الاقل ..
قالت ساره بأنزعاج فنظرت كلوديا لها بأستغراب .. – ما بك سارة ..؟
قالت بلا مبالاة – لا شيء ..
رمت كلوديا الوساده عليها – تحدثي ماذا هناك ..؟ لما انتي منزعجه ..؟
نظرت لها قليلا قبل ان تصرخ غاضبه – الا تخجلين من نفسك..؟ كنت قلقه جدا عليك بينما انتي لا تجيبين على مكالماتي
ولم تأبهي حتى بارسال رساله لتطمئنيني .. مابك كلوديا ..؟
_ انا اسفه ..
قالت كلوديا بخجل .. لقد كان لدى ساره الحق في كل ما قالته .. كان يجب ان ترد على الهاتف على الاقل بعد ان رأت مكالماتها ..
_ انا اسفه حقا .. لقد نسيت هاتفي على الوضع الصامت ..
كانت تحني رأسها وهي تتكلم فصدمها رد ساره – بالطبع سوف تنسين كل شيء ما دمتي مع ذلك الادوارد ..!
_ لما تتحدثين بهذي الطريقه ساره ..؟
سألتها وهي مستغربه فأنتبهت ساره لنفسها وصمتت بسرعه .. جلست بعد هذا بقربها .. – لقد كنت قلقه حقا ..
_ ولكن لماذا ..؟
_ اعرف انك لا تفكرين عندما تكونين معه . لا اعرف ولكني لم ارتح لمجيئه لأخذك ..
_ لقد دعاني للخروج معه هذا المساء .. للعشاء ..
قالت هذا بهمس .. لم تعرف ان كان الامر جيد ام سيء .. ولكن ماا تعرفه انها لن تستطيع رفض طلبه مهما حدث ..
_ ماذا ..؟ هل انتي حمقاء كليا ..؟ ماذا تفعلين بحق السماء ..؟ هل نسيتي خطيبته
_ اسمعي اسمعي .. الامر هو انه يريد ان يحدثني بشيء اخر .. ليس كما تضنين
_ شيء اخر ..؟ ماذا تقصدين ..؟
_ لم تسأليني الى اين اخذني ..
_ هذا صحيح ..
نظرت لها قليلا فوجدت ان ملامحها تغيرت عند هذي النقطه – ماذا الان كلوديا ..؟
_ نعم ماذا الان .. جمله جيدا .. يبدو ان هذي السنه بالنسبه لي سنة المفاجئات
_ ماذا تقصدين ..؟
_ لقد ذهبنا لشقة احدهم .. احد الرجال .. واللذي قال ..
_ نعم ..؟
كانت ساره تنصت بتمعن وكأنها تنتظر كارثه ..
_ قال انه ... أبــ .. ـي
_ ماذا .؟
بدت ساره غير مصدقه تماما .. – ماذا تقولين ..؟
_ لا اعرف .. هذا ما فهمته
_ كلوديا تحدثي بجديه .. اليس ابوك .. ميت ..؟
نطقت ساره الكلمه بخوف وتردد .. لم تعرف ماذا تفعل ولكن اليست هذي الحقيقه اللتي يعرفها الجميع ..
_ هذا ما اعرفه .. ولم اعد افهم شيء ..
_ هل انتي متأكده انه قال لك .. انه والدك ..؟
_ الوضع لا يسمح بسماع شيء اخر ..
_ اعتقد ان الامر معقد .. الا يجب ان تتصلي بأمك كي تفهمي منها ..
لم تكمل ساره جملتها حتى صرخت كلوديا بوجهها – لن اكلمها ابدا ... ان لم تسأل هي عني هذي المده كلها لن افعل انا ايضا ..
_ كلوديا في الاخير انتي المخطئه في المسأله .. يجب ان تعترفي ..
_ اليس على الامهات ان يسألو عن ابنائهم مهما حدث ..؟ اليس هذا هو الشيئ الطبيعي في الحياة ..؟
_ كلوديا .. لا تكوني حمقاء .. يجب عليك ان تتحدثي مع امك ..
_ هل بدأ مكوثي يزعجك ..؟ انـا اسفـه ولكن ..
وقفت ساره بسرعه وهي غاضبه جدا .. – ان كان هذا ما فهمته من حديثي اعتقد انك لم تستعيدي عقلك بعد
فكري مليا بما تقومين بفعله .. وان كان على اقامتك هنا .. تعرفين انها تجعلني سعيده جدا ..
خرجت بسرعه من الغرفه وصفقت الباب خلفها بقوه .. احست كلوديا بالحزن لما قامت به
لقد كانت هذي المره غبيه جدا لقولها مثل هذا الكلام لساره .. ولكن مع هذا لا يمكنها ان تبدأ الحديث
مع امها ما دامت لم تسأل عنها حتى .. هي لا تعرف حتى ان كانت لدى امها اي فكره اين تكون الان ..
رمت بنفسها على السرير واغمضت عينيها وهي تبكي .. ماذا الان .. او بالاحرى ماذا بعد ..؟
من يمكن ان يكون ذاك الرجل اللذي قال انه ابوها ..؟ كيف تقول لها امها ان ابوها مات منذ ان كانت طفله ..
من الكاذب بينهم .. هل يعقل ان يكون ابوها حقا ..؟ اين كان اذن كل هذي المده ..؟ لما لم يسأل عنهم ابداً ..؟
تكاد تجن من شدت التفكير بالامر .. والان فوق كل ما يحدث لها ادوارد يطلب منها الخروج معه للعشاء ..
لماذا ..؟ ماذا يريد ..؟ وعن ماذا يريد ان يحدثها ..؟ هل ستكون كلارا هناك ..؟هل يمكن ان يحدث هذا ويجلبها معه ..؟
سوف تكون الضربه القاضيه بالنسبه لكلوديا .
هي لن تهتم هذا ما فكرت به .. قررت انها لن تهتم له ابدا .. سوف ترى ماذا سيقول فقط . يجب ان تضغ حدا لحماقتها
يجب ان تفكر بنفسها اكثر .. لا يجب ان تعود لحب ادوارد بعد الان .. ماهذا الجحيم يا ألهي .. كل هذا حدث
بعد تركهم لمنزلهم وانتقالهم للقصر ذاك .. كم تتمنى ان تستيقض فتجد ان كل شيء يعود الى حاله .. تتمنى ان تعود
امها كما كانت .. ولكن لحضه .. كما كانت .. امها كانت على علاقه بذاك الدانيال بالطبع قبل انتقالهم للعيش في القصر ..
هذا شيء اكيد . هل تفعل الصواب برفضها لزواج امها .. هل يعقل ان تتسبب هي بتعاست امها ..؟
ولكن هل يعقل ان تحب امها احد في هذي الدنيا اكثر منها .. لماذا ...؟
كانت هناك مئات الاسأله والمواضيع اللتي لا تفهمها .. بدت تشعر بالحيره والعجز .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء ..
تنهدت و غطت بعد هذا في نوم عميق لم تستيقض منه سوى على رنين هاتفها .. نهضت وهي تتثائب وتشعر بالتعب ..
اجابت على الهاتف دون ان تنظر للرقم حتى .. – الو ..
كان صوتها متعب وكان واضح انها لم تستيقض كليا بعد ..
_ هل انتي نائمه ..؟
سأل الصوت ببرود .. فجمدت بمكانها .. – ااه .. لا .. اقصد نعم .... لا لا قليلا فقط ..
_ ماهو القليل فقط ..؟
نظرت للساعه فوجدتها الثامنه .. يبدو انه دقيق جدا بمواعيده .. – انا اسفه ادوارد .. سوف انزل حالا ..
لم يقل شيء .. بل اغلق الهاتف .. كم هو كريهه .. لم يقل حتى وداعا ..
ماهذا الرجل .. يا الهي .. اعطني القوه كي لا افعل شيء احمق اندم عليه لاحقا ..
خرجت وهي مسرعه .. حتى انها لم تبدل ملابسها .. التقت بساره عند الردهه فلم تقل ساره شيء ..
_ سوف اخرج الان .. لن اتأخر ..
قالت كلوديا وهي تتقدم منها بخجل ..
_ افعلي ما تشائين ..
_ سنتحدث عندما اعود .. ارجوك لا تغضبي ..
_ لا تقومي باي شيء احمق ..
_ حاضر ماما ..
قالت هذا وهي تضحك على ساره اللتي تتصنع الغضب من كلوديا .. اخذت معطفها معها وخرجت بسرعه ..
كانت سيارة ادوارد تنتظرها في الخارج .. وكان الجو بارد جدا .. نظرت للمقعد بجانب ادوارد فوجدت انه فارغ ..
احست بالراحه فهو على الاقل لم يجلب كلارا معه .. عندما تقدمت لتدخل السياره رأت انه هناك احد يجلس في المقعد الخلفي ..
تقدمت لترى من وتفاجأت برؤيتها رالف يجلس هناك .. شعرت بالفرح لرؤيته ففتحدت الباب بسرعه ودخلت لتجلس بقربه ..
_ سيد رالف .. كيف حالك ..؟
قالتها بفرح وهي تبتسم له بسعاده غامره .. امسك هو بيديها و قال لها مؤنبا – لقد اتيت لاني ايقنت انك لن تأتي لزيارتي مهما انتظرت ..
احست بالحرج الشديد منه .. لقد كان على حق .. هو خرج من المستشفى في اليوم اللذي تركت المنزل .. ولكن لم يكن لديها الوقت لتزوره ..
وهي نسيت امره كليا في كل هذي المشاكل اللتي تعيشها .. – انا اسفه .. اسفــــه حقا سيد رالف .. ولكني ..
_ هلا توقفتي عن مناداتي بسيد .. قولي رالف فقط ..
ابتسمت له – اعتقد انها افضل .. كيف اصبحت ..؟
_ بعد رؤيت ابتسامتك الرائعه افضل بكثير ..
نظرت له بفرح وهي سعيده برؤيته على خير ما يرام .. – اني سعيده جدا انك لم تصب بأذى ..
_ كيف حالك انتي صغيرتي ..؟
لقد كان ادوارد قد سار بالسياره منذ ان ركبت هي بها .. هذا جيد .. جيد ان رالف اتى معه .. لن يكون عليها ان تكون معه لوحدهما
وهذا سوف يجعل الجلسه مريحه اكثر ..
عادت لرالف بعد ان افلت يدها .. وقال لها بقلق – ما بكِ صغيرتي .. هل هناك شيء ..
_ اه .. لا لا شيء ابدا ..
_ لستي بخير .. هل هذا لانكِ عرفتي ان امك سوف تتزوج ..؟
ظلت تنظر له مطولا قبل ان تبتسم بحزن – حسنا .. نوعا ما ..
_ ولكن عزيزتي .. الامر هو ان ..
لم يكمل جملته حتى ارتمت في حضنه وهي تبكي بشده .. لم تكن تريد ان تفعل هذا .. ليس امام ادوارد على الاقل .
ولكن عندما سألها رالف عن حالها تذكرت كل شيء حدث لها .. كانت تريد بشده ان تبكي في حضن احد .. شخص تشعر انه
يهتم لأمرها حقا .. شخص يستطيع ان يتفهم ما تشعر به .. لم يقل شيء .. لف يديه حولها و بدى يمسح على شعرها – هل انتي طفله ..
الم تقولي انك كبرتي .. الكبار لا يبكون كلوديا .. يجب ان تواجههي مشاكلك وليس الهرب منها ..
رفعت رأسها ومسحت دموعها بخجل – انا اسفه ..
قالت بهمس وهي تشعر بالخجل .. وقعت عينيها على المرأة امام ادوارد فلاحضت انه ينظر لها .. احرجها هذا اكثر ..
_ صغيرتي لا يجب ان تفعلي هذا .. يجب ان تكوني اكثر تعقلا ولا تتصرفي كالاطفال ..
_ لم اتصرف كالاطفال .. لم افعل شيء ..
_ اليس تركك للمنزل تصرف طفولي ..؟
_ هل كان يجب ان اقبل بتركها لي هكذا فقط .. هي لم تعد تريد ان اكون معها لهذا ..
_ كلوديا توقفي عن قول هذي الحماقات عزيزتي .. الامور ليست هكذا وانتي تعرفين هذا ..
انزلت رأسها .. لم تعرف ما تقول له .. بينما اكمل هو
_ امك واجهت الكثير من المشاكل والمآسي وهي تحاول تأمين لك حياة رائعا .. حياة لا تحتاجين لاي احد فيها ..
لقد تعبت جدا .. انتي كنتي ترينها فقط عندما تكون معك .. تحاول جعلك لا تشعرين باي نقص .. عندما جاء الوقت لترتاح وتشعر
انها انجبت فتاة ستريحها .. عندما وجدت الرجل اللذي احست معه انها سترتاح اكثر .. جأتي انتي وقلبتي كل شيء ..
هل تعتقدين ان روزا تريد تركك حقا ..؟ بعد كل ما فعلت من اجلك هذا يكون جوابك ..؟
_ انا ابنتها .. ما فعلته ليس دين يجب علي ارجاعه لها ..
صدمت هذي الكلمات رالف كما صدمتها هي .. لم تشعر عندما خرجت منها .. ماهذا اللذي تقوله بحق الجحيم
نظرت لأدوارد فوجدته ينظر لها بطريقه غريبه .. كان ينظر لها وكأنه يراها للمره الاولى .. انزلت رأسها
وهي تحاول السيطره على ارتعاشها .. – ليس هذا .. لم يكن هذا ما اردت قوله
_ اذن ماذا ..؟
سألها رالف وهو ينظر لها بتدقيق .. – ماللذي تريدين قوله اكثر مما قلتيه .. ماذا حدث لكِ .. تغيرتي كثيرا في هذا الاسبوع
_ انا اسفه .. لم اعد اعرف ما اقول .. اسفه حقا
بدأت تتأسف وهي تحاول كبت دموعها .. كانت تشعر بالكراهيه لنفسها بعد ما قالته .. هل يعقل ان تكون بهذا الجحود ..؟
بعد كل ما فعلته امها لها .. احست انها حقيره .. بدأت تمسح دموعها وهي تشهق ..
_ لقد وصلنا ..
رفعت رأسها بعد ان قال رالف ذلك .. لقد وصلو لمطعم .. مطعم فخم جداً .. فتحو الابواب ونزل رالف وادوارد قبلها .. بينما ضلت هي تنظر للمطعم .. كان جميل جدا ويبدو من المطاعم الغاليه .. نزلت ولحقت بهم بسرعه .. لقد تغير مزاجها الان بقوه .. بدت تشعر بالانزعاج من الوضع .. لقد كان الجو مشحون جدا .. حتى انهم لم يتحدثو بمسأله والدها اللتي ذهبت مع ذكر مشكلة زواج روزا ..
عندما دخلت للمطعم كان شيء رائع من الداخل .. يبدو راقيا جدا .. الناس اللذين كانو فيه كلهم من الطبقات الراقيه
والناس الاغنياء .. احست بنضراتهم المستغربه لها .. لقد كانت تبدو في المكان الغلط تماما مع ملابسها الغريبه .. لا تنتمي لهذا الجو
ابدا .. كانت ترتدي بنطالا اسود ومعطف اسود .. ترفع شعرها للأعلى بأهمال .. وبعد الحوار والبكاء اللذي حدث في السياره يجب ان يكون وجهها قد اصبح شاحب جدا .. لم تأبه لنظراتهم وسارت خلف ادوارد ورالف بهدوء .. عبرو كل الطاولات ولم يجلسو على احداها .. اشتغربت الى اين هم ذاهبين .. وصلو لمكان فيه طاولات معزوله .. يبدو انه للعائلات او شيء كذا .. فتحو احد الابواب ودخلو ..
دخلت هي بعدهم وهي تشعر بالراحه لانهم سيكونون معزولين عن الناس .. ولكن كل شيء اختفى عندما دخلت .. كانت امها تجلس بأنتضارهم في الداخل .. بدت صدمتها كبيره .. لم ترا امها منذ وقت طويل .. لم تعتد على ان تبتعد عنها كل هذي المده .. كانت مشتاقه لها جدا .. ولكن وبدون شعود تحركت للخلف بسرعه عندما وقفت روزا وتقدمت منها .. صدم هذا روزا فوقت ولم تتقدم اكثر ..
لم تعرف ما تقول وما تفعل .. انزلت رأسها للأسفل لانها شعرت بالحزن لما قامت به .. لقد كانت امها تبدو متعبه جدا ..
خرج رالف واقترب ادوارد منها ليهمس بأذنها .. – لا تقولي لها عن جورج ..
كان قلبها يدق بسرعه عندما اقترب منها ولكن بعد ان قال جورج رفعت رأسها له باستغراب .. – ماذا ..؟
لم تعرف ماذا كان يقصد بجورج .. لقد كان عقلها قد توقف عن التفكير في هذي اللحضه ..
نظر لها ادوارد بحده وقال – والدك .. لا تقولي لها اي شيء عنه ..
وخرج بعد هذا .. استغربت ما قاله .. لما لا تقول لأمها شيء .. اليس من المفروض ان تسألها عن هذا الموضوع ..
رفعت رأسها لترى ان امها لم تتحرك بعد .. كانت تنتظر منها اي حركه .. – لما لم تسألي عني كل هذي المده ..
سألت كلوديا بحزن وهي لا تجرؤ على النظر لوالدتها ..
_ كنت انتظر ان تعودي لصوابك ..
_ هل تضننيني مجنونه ..؟
سألت وهي تتقدم لتجلس على اخر مقعد .. ابعد مقعد عن امها ..
_ هل ستعوديـن للصراخ ..
_ لا ..
قالت هذا وهي تحاول ان تفكر باي شيء تقوله ..
_ لقد وجدت شقه صغيره .. سوف ننتقل لها بعد اسبوع .. هل يناسبك هذا ..؟
رفعت كلوديا رأسها بسرعه .. لم تفهم .. هل تقصد امها انها لن تتزوج .. _ ماذا ..؟
سألت بهمس .. – الن تتزوجي ..؟
_ لن افعل شيء يجعلني اخسرك .. انتي اهم شيء بالنسبه لي في الحياة ..
لم تعرف ما تقول .. كل شيء كانت تريد ان تقوله ذهب .. كل العصبيه وكل ما كانت تشعر به ..
هي ايضا شعرت في هذا الاسبوع ان اهم شيء لديها هو امها .. ان كانو سينتقلون من هذا العالم اللذي اٌقحمو فيه
ويعودون الى حياتهم الطبيعيه .. هذا هو الشيء اللذي تريده حقا .. ولكن هل هذا ما تريده روزا حقا .. هل هذا ما يجعل والدتها
سعيده ..؟ هل ستعود مجددا للعمل والتعب .. لم تعرف ما تقول .. لن تطلب منها ان تتزوج دانيال ابدا .. هي تعرف ان هذا لا يمكن
ان يحدث .. لا تريد لأمها ان تتزوج .. ولكن .. ماذا سيحدث ان عرفت ان زوجها مازال على قيد الحياة .. هل تعرف هذا
ام انها هي ايضا تضنه ميت ..؟ لن تستطيع ان تفعل ما طلبه ادوارد منها .. الموضوع كبير جدا حتى تخبأه .
بدأت بتوتر وهي تتكلم بهدوء .. وكأنها لا تريد التفكير باللذي ستتحمله امها من اجلها عندما يعودون لحياتهم السابقه ..
_ متى مات ابي ..؟
كان السؤال مفاجأ جدا .. رفعت عينيها لتنظر لأمها اللتي بدت مصدومه جدا من السؤال ..
ضلت تنظر لكلوديا وهي لا تعرف ما تقول .. .. هل جاء الوقت اللذي يجب ان تعرف كلوديا
فيه كل شيء .. لماذا تسأل الان عن جورج .. ماذا حدث ..؟
_ لما تسألين .. الأن ..؟
سألت روزا بخوف .. لم تعد تستطيع التفكير بعد ان جاء اسم جورج .. بدت تشعر بالاشتياق له .. لو كان هو الان هنا
لما حدث لها كل هذا .. هزت رأسها وهي تحاول ازالت هذي الافكار .. جورج ليس بالرجل اللذي تستطيع ان تعتمد عليه ..
_ فقط .. للأ شيء ..
لم تعرف ما تقول .. هل تعترف انها التقت رجل قال انه والدها .. ولكن يجب ان تعرف اولا هل ابوها ميت حقا
ام انها ايضا كذبه عاشت فيها كل هذي المده ..
_ لقد مات عندما ... عندما كنتي ..
لم يكن في رأسها شيء لتقوله .. او انها لم تتذكر ما كانت قد قالته في الماضي عن جورج .. لذى قالت بغموض
_ عندما كنتي صغيره ..
_ هل مات ابي حقا امي ..؟
سألت كلوديا السؤال عندما احست ان امها كانت متوتره .. يجب ان يكون هناك شيء .. لماذا عساها ترتبك ان كان
لا يوجد شيء مخفي ..
_ لماذا هذي الاساله الان كلوديا .. ماللذي ذكرك بأبوك ..؟
_ هو .
خرجت الكلمه بسرعه قبل ان تفكر بها .. مهما حاولت ان تتفهم صدمت امها ولكنها لم تضن ان تكون بهذي القوه ..
وقفت بسرعه وهي تنظر لكلوديا بخوف – ماذا تقصدين ..
صرخت عندما لم تتحدث كلوديا – تكلمي كلوديا ماللذي تقصدينه بهذا ..؟
_ امي مابك ..؟ انه فقط .. انـنـي ...
_ ماذا .. قولي ماذا هناك ..؟
_ لقد التقيت رجل يقول انه ابي .
قالت هذا بسرعه وهي تحاول ان تبعد كل شي .. لم تعرف سبب غضب امها عليها هكذا ..
ولكن هذا كله زال عندما سمعت روزا هذا .. سقطت على الكرسي وهي تبدو محطمه .. ماذا حدث لها ..
صرخت كلوديا وهي تنتقل بسرعه لتجلس بجوار امها – ماذا هناك امي .. مابك ارجوك ..؟
رفعت روزا عينيها لأبنتها .. كانت مصدومه للغايه .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء .. – اين التقيتي به ..؟
_ امي اهدئي ارجوك .. لنخرج من هنا ..
لم تعرف مايجب عليها فعله .. ولكن روزا لم تكن تسمع شيء .. كانت تتكلم وتسأل بأرتعاش ..
_ اين التقيتي بهذا الرجل .. متى وكيف قال لك هذا .. تكلمي هيا ..
_ لقد اخذني ادوارد لأراه ..
عندما اعترفت بهذا وقفت امها بسرعه وسحبتها معها خارج المطعم .. كان ادوارد ورالف ينتظرونهم بالسياره
تغير الجو واصبح بارد جدا .. بدأت تمطر بغزاره .. افلتت روزا يد ابنتها في الخارج وركضت نحو السياره .. لم تركب بل
ضربت على باب ادوارد كي يفتحه .. خرجو كليهم من السياره وهم مستغربين من موقف امي .. انا لم اتحرك بعد هذا .. كنت اشاهد
ما يحدث من بعيد .. كانت امي تبدو كالمجنونه لم اعرف مابها ولما تتصرف هكذا .. لم اسمعهم عندما تحدثت مع ادوارد
ولاكني عرفت انها قالت له ما قلته انا .. لانه نظر لي بعصبيه اخافتني جدا ..
اقتربت منهم بهدوء وانا احاول تهدئت نفسي ..
كانت كلوديا تنظر لأمها بخوف .. هل سيحدث شيء لروزا الان .. تبدو في حاله سيئه جدا ..
امسكت بأدوارد من كتفيه وكانت تهزه بقوه وهي تصرخ .. كلوديا لم ترى من قبل امها هكذا ابدا ..كانت تبدو كالمجنونه ..
اقتربت منها واحتضنتها بقوه – امي ارجوك كفى .. اهدئي ارجوك ..
بدت كلوديا بالبكاء وهي تشعر بارتعاش امها .. هدأت روزا في احضان ابنتها .. لقد تبللو كليا .. امسكت رالف بروزا وادخلها
للسياره .. بينما ضلت كلوديا واقفه تنظر لما فعلت .. ماذا كان سيحدث ان ضلت صامته كما طلب منها ادوارد ..
_ هل انتي راضــيه الان .. هل حصلتي على الاجابه اللتي تريدينها ..؟
سأل ادوارد هذا بغضب شديد .. لقد القى اللوم كله عليها .. لماذا ..؟
ولكن ان فكرت ههي قليلا فهي سبب كل هذا .. كان يجب ان تعرف متى تتحث ومتى لا .. كان يجب على الاقل ان
تفكر لما طلب منها ادوارد عدم الكلام .. ركبت السياره بقرب امها وعادت لأحتضانها .. كانت امها تنظر من زجاج السياره وهي
نصف نائمه .. تبدو شاردت الذهن تماما .. همست كلوديا بأذنها ..
_ ما بك امي ..؟
رفعت عينيها لها واغمضتهم بعد هذا .. يبدو انها لم تعد تريد الحديث .. سارو في طريق طويل عرفت انه متجه نحو
القصر .. لم تكن تريد العوده للقصر الان .. ولكنها لن تستطيع ترك امها هكذا ..
وصلو للقصر فنزلت كلوديا وهي تمسك بأمها اللتي توجهت الى الملحق بسرعه .. ماذا حدث .. الن تفهم الموضوع على الاقل .؟
كانت كلوديا تنظر لهم بأستغراب .. الا تريد روزا ان تسأل شيء عن جورج ..؟ لم تلحق بأمها بل ضلت واقفه تحت المطر وهي تنظر
للأمام بدون تصوب نضرها لشيء .. – الن تدخلي ..؟
جائها صوت ادوارد فأستدارت ببطئ لتجد انه يقف في باب القصر يمسك الباب في انتضار دخولها ..
ضلت تنظر له قليلا قبل ان تتقدم لتدخل القصر .. فكرت عندما وصلت بقربه – اريد الذهاب لأرى امي ..
_ دعيها الان .. يجب ان تبقى قليلا وحدها ..
نظرت له بتعب شديد .. ان كان هذا رأي ادوارد فهو الصح .. دخلت امامه وتوقفت امام غرفة الضيوف .. لم تعرف هل تدخل ام
ماذا تفعل .. امسك ادوارد بذراعها وقادها معه لتجلس على احدى الارائك .. لم يكن في الغرفه احد رفعت نظرها له وهي تحاول
منع دموعها من النزول .. – ماذا حدث ..؟
_ انا من يجب عليه ان يسأل .. ماللذي قمتي بفعله ..؟
_ لم افعل شيء .. لقد قلت لها فقط ...
لم تستمر .. كان يجلس بقربها وهو يتحدث معها .. كان يبدو منزعج من تصرفها ولكنه لم يصرخ عليها ..
قطع عليهم حديثهم دخول كلارا اللتي بدت مستغربه من وجود كلوديا في بادء الامر .. وبعدها ركضت نحوها لتركع امامها
وهي تمسك بيديها .. كانت تنظر لي بلطف شديد وهي تحاول ان تفهم ما بي .. اعتقد ان حالتي بدت سيئه جدا ..
مع كل ما تفعله ومع كل طيبة هذي الفتاة الى انني لم استطع ان احبها .. – كيف انتي الان كلوديا ..؟
كان سؤالها يضهر مدى اهتمامها .. نظرت لها بابتسامه متكلفه جدا – الى حدا ما .. بخير ..
دخلت بعد هذا السيده كاميليا فوقفت لألقي عليها التحيه .. ولاكنها احتضنتني بسرعه وهي تبدو سعيده جدا بعودتي
_ لقد كان البيت مضلم مذ ان تركتينا .. كيف اصبحتي الان صغيرتي ..
_ انا بخير .. شكرا ..
قلت ذلك وانا اشعر بالتعب .. جلست بقربي بينما وقفت ادوارد .. تكلم بهدوء وهو يعطينها ضهره ..
_ اعتقد ان الرجل اللذي التقيتيه هو ابوك ..
رفعت نظري له بسرعه .. لم استوعب جيدا ما قاله ..- ها ..؟
نظرت للسيده كاميليا ويبدو انها هي الاخرى لم تصدم جدا بالخبر .. هل تعرف شيء ..؟
_ اسمعي كلوديا .. لا اعرف هل من الجيد ان اخبرك انا بالموضوع ام روزا ولكن ما استطيع ان اقوله لك الان
ان الرجل اللذي التقينا هو جورج .. وهو والدك ..
ابتلعت ريقها بصعوبه .. لم تعرف ماذا تسأل الان .. لماذا ابوها ليس ميت .. او لماذا قالو لها انه مات ..
نظرت للسيده كاميليا وسألتها – اليس ابي ميت .؟ الا تعرفون هذا ..؟
استدار ادوارد لينظر لها .. لقد بدت كالاطفال وهي تسأل .. لم تعرف كاميليا ما يجب عليها ان تقول
ففضلت ترك الموضوع لأبنها اللذي قال – هذي قصه طويله .. اعتقد ان الافضل ان نتركها لروزا كي تقولها لكِ ..
_ ان كنت تعرفها قلها انت .. افهموني ماذا يحدث ..؟
نظرت كلوديا لكلارا وهي تحاول ان تجعل الفتاة تقول اي شيء ان كانت تعرف .. هزت كلارا رأسها
بأسف وهي تعلن عدم معرفتها بشيئ ..
_ انتي متعبه جدا عزيزتي .. اذهبي للنوم وغدا سوف نتحدث بكل شيء ..
قالت السيده كاميليا بهدوء وقلق هذا .. لقد كانت كلوديا تشعر بالتعب الشديد .. والنعاس كان يدغدغ عيناها بقوه ..
لذا لم تصر على معرفت المزيد .. النوم سوف يريحها اكثر .. لم تعد لديها الطاقه الكافيه لمعرفت مفاجأت اكثر اليوم ..
القت عليهم التحيه وخرجت .. عندما وصلت للباب الخارجي للقصر كان آمون يقف هناك .. نظر لها بأبتسامه مشرقه
.. – لقد عدتي اخيرا .. كان المنزل هادئ جدا في غيابك ..
ابتسمت له – الم يكن مريح ..
قالت هذا وهي تقف امامه .. لقد اشتاقت حقا لهذا القصر وللناس اللذين فيه ..
لم تعرف هذا الا عندما عادت له ..
_ لا لم يكن مريح ابدا .. لم يكن هناك من يصرخ ويتسبب بالمشاكل .. هذا مزعج
اضحكها ما قاله فأبتسم هو بدوره لها - تكونين اجمل بكثير عندما تضحكين .. لا تتجهمي بعد الان
_ حــاضر سيــدي ..
القت عليه التحيه العسكريه وهي تضحك .. بعدها قالت له – سوف اذهب للنوم الان ..
_ اراكي غدا اذن .. لا اعتقد انك ستذهبين للمدرسه ..؟
_ نعم .. لا اعتقد انا ايضا
قالت هذا بهدوؤ وخرجت من الباب .. كان الجو ما زال يمطر بغزاره .. امسكها واخرج المضله الموضوعه على الباب .. فتحها واوصلها لباب الملحق .. _ شكراً ..
_ احلام سعيده .. نامي جيدا ..
_ شكرا لك ...
قالت هذا ودخلت للمنزل .. خلعت معطفها المبلل كليا .. ذهبت للغرفه .. لقد كانت كما تركتها .. اخذت منشفه ودخلت
لتأخذ حماما سريعا قبل ان تتجهه نحو سريرها .. لم تسمع صوتا لأمها لذا عرفت انها نائمه ..
لم تستطع كلوديا في ذلك اليوم النوم في سريرها فنهضت ليلا واتجهت نحو غرفت امها ..
كانت روزا تغط في النوم في ذلك الوقت .. تحركت ودخلت في السرير لتنام مع والدتها .. اندست في حضنها
ونامت نوما عميقا جدا .. احست في ذالك الوقت بالراحه والامان التام في حضن امها ..
في صباح ذلك اليوم عندما استيقضت كلوديا كانت روزا قد استيقضت قبلها .. ولكنها لم تنهض من على السرير بل ضلت
عليه تحتضن كلوديا .. _ صباح الخير ماما ..
هذا ما قالته كلوديا لأمها عندما انتظرت منها اي شيء ولكن روزا كانت في عالم اخر ..
نظرة لأبنتها وبدت تتحدث وكأنها تتحدث مع نفسها – لقد بدأ كل شيء عندما جاء لحينا .. كان رائعا أنذاك ..
كانت كلوديا تنظر لأمها بأستغراب وهي لا تفهم شيء مما تقوله .. ولكن مع اكمال روزا لحديثها بدأت كلوديا تفهم ..
لقد كانت امها تتحدث عن جورج .. واللذي هو والد كلوديا .. استمعت لوالدتا بدقه وهي تروي قصتها ..
بدت الام وكأنها لا تشعر بوجود كلوديا ..
_ احبتته منذ البدايه .. كان مختلف عن كل من في المدرسه .. وكل الفتيات كن مهتمات به .. ولكنه
ابدى اهتمامه بي منذ اللحضه الاولى .. ربما هذا ما جعلني اسير معه كيفما يشاء .. كنا صغار انذاك ..
لم اكن قد تجاوزت السابعه عشر بينما هو كان في الرابعه والعشرين تقريبا .. بعد تعارفنا بأسبوعين فقط
طلب مني الزواج ..
توقفت روزا قليلا عن الحديث عند هذا الحد بينما كانت كلوديا تستمع وهي لا تكاد تصدق ما تقوله امها ..
بدت القصه لها وكأنها فيلم سنمائي .. ولكن ليس هناك وقت لشرودها فقد عادت روزا للحديث الان ..
_ بالطبع لم يوافق اهلي على هذا .. ولكن لانني كنت حمقاء الى حد لا يتخيله احد.. وافقت على ان نتزوج
بدون موافقت اهلي .. لا اعرف كيف استطاع هو ان يقنع من قام بتزويجنا أنذاك وكيف استطاع ان يقنعني
ان اهلي سوافقون يما ما على زواجنا ..لقد حدث كل شيء بسرعه .. جورج .. لقد كان غامضا جدا ..
لم اشعر يوما انني افهمه .. كانت تصرفاته كلها غريبه .. عشت معه بعد ان تركت اهلي مده لا تتجاوز الست
اشهر .. وبعدها اختفى .. تركت المدرسه في ذلك الوقت .. كان جورج صديق دانيال المقرب .. لذا عندما غاب
واختفى ذهبت لأسأله عن جورج .. هو بالطبع لم يعرف بزواجي منه الى في ذلك الوقت .. اعتقد انه كان حزين جدا
.. لقد كان دانيال واقعا بحبي منذ ان عرفته .. ولم اشعر يوم انه كف عن شعوره تجاهي .. بينما انا لم اشعر في يوم
من الايام بأي احساس تجاه احد غير جورج .. لم يعرفه هو ايضا اين اختفى زوجي .. انتقلت للعيش في منزل كاميليا ودانيال في ذلك الوقت .. لقد رفض اهلي عودتي لهم بعد ان عرفو بزواجي .. وفي ذلك الوقت اكتشفت انني حامل ..
حامل بأجمل طفله في هذي الدنيا .. بأروع هديه حملتها لي الاقدار .. عاد جورج بعد غياب دام اسبوعان ..
ولكنه لم يعد لي .. لم يعد ليفسر لي سبب غيابه .. ولا لنعود لمنزلنا الصغير ونتتظر حضور مولودنا .. بل عاد ليعتذر
عن ماذا .. لم اعرف في ذلك الوقت .. قال لي فقط انه اسف .. وان كل ما حدث لم يكن بيديه .. قال هذا واستدار ليذهب ..
ناديته .. صرخت ووقعت ارضا وانا لا استوعب شيئ مما يقوله .. في ذلك اليوم كانت السماء تمطر بشده ..
وكأنها تريد ان تخفي دموعي عنه .. عندما صرخت خلفه وقلت له انني حامل توقف قليلا
ولكنه لمم يفعل شيء اكثر من هذا .. توقف قليلا فقط .. ربما كانتت لحضات لا تتعدى الثواني .. قبل ان يواصل سيره
ويبتعد كليا .. يخرج من عالمي .. العالم اللذي اقحمني فيه ..
امسكت كلوديا بيد امها عندما شعرت بها ترتعش .. كانت دموعها تهطل ولكن كان بكائها من دون صوت ..
_ والدك لم يمت .. جورج لم يمت .. كنت اعرف هذا منذ البدايه .. ولكنه مات في قلبي .. لهذا لم يكن هناك داع لذكر وجوده ..
_ اين كان اذن ..؟
سألت كلوديا بتوتر .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
_ لقد كان في السجن ..
بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
_ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
_ لماذا هو في السجن ..؟
يتبع في الغد ...
^^
[/color][/FONT][/SIZE]
|