كاتب الموضوع :
مجهولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
.. xx الفصل الاول xx ..
انهمر المطر بشكل غزير فأخذت انابل ترتعش واقفلت ازرار معطفها جيدا وتابعت سيرها رغم تعبها الشديد
في هذه الطريق الجبليه ولم يخفف المطر من حماسها لمتابعه الهرب من منزل عمتها وكل ماتريده الوصول
الى لندن لكي تستعيد حريتها وتعيش حياتها كما تريدها هي
وكان حذاءها يغرز في الوحل لكنها لم تتخلى عن فكرتها وكانت قد ايقظتها عمتها في الفجر لانها تشعر
بصداع قوي ومان عادت عمتها الى غرفتها حتى حملت صره وصندوقا خشبيا وخرجت من المنزل على رؤوس
اصابعها ومان ابتعدت قليلا حتى اخذت تركض باتجاه الطريق الذي يصل بين الويك في غلوسستريش وبين
لندن وصرخت الفتاه بكل قوتها كل تصل الى القطار ولكن لسوء الحظ ضاع صراخها في الهواء فجلست
على احد الحجاره تبكي بأسى وقررت ان تتابع طريقها ولو اضطرت للسير كل المسافه على قدميها ولن تعود ابدا الى منزل عمتها
ويجب ان تهرب من هذه الحفله التي ستقام هذه الليله بالذات لاعلان خطوبتها على ابن عمتها مايل بولمور
حملت صرتها ونهضت وهي تضحك من موقف عمها وعائلته عندما سيكتشفون هربها على كل حال انهم يستحقون ذلك
انها يتيمه منذ صغرها وعاشت عند عمتها وزوجها اللذين كانا يعاملانها بقسوه ويحتفظان بحنانهما لولديهما
دريسلا ومايل وعندما بلغت الثامنه من عمرها اخبرتها زوجه عمها انها ستتزوج مايل قبل بلوغها سن الرشد
وبصغر سنها لم تعترض مع انها لاتستلطف مايل هذا الذي هو اخر صبي في سلالة بولمور ولكنها عندما اصبحت
في الرابعه عشرة بدات تفهم وتبدي اعتراضها على فكره الزواج هذه ولكن عمها وعمتها قالا لها بأنها يجب ان تكون مطيعه
امتنانا منها لمن قام بتربيتها وهدداها بقوه ولكنها قررت ان لاتكون ابجا زوجه مايل وكانت تكره مايل منذ طفولتها
لانه كان مؤذيا وشريرا وكان دائما يشدها بشعرها ويقول لها انها بشعه وكانت تتحمل اهاناته لها لانه ابن ابيه وامه المدلل
ومع مرور السنوات لم تتغير اطباع مايل وعادت تصرح لعمها عن عدم رغبتها بالزواج من ابنه ولكنه قال لها بان هذه هي
فرصتها الوحيده والا ستعيش في الفقر والعوز لان والديها لم يتركا لها اي ثروه
وتساءلت قبل هربها ايمكنها ان تعلن رفض الزواج اثناء الحفله وامام المدعوين ؟
وادركت ان الحل الوحيد هو الهرب الى لندن الى ان تبلغ سن الرشد ولن يعود لآلــ بولمور ايه سلطه عليها
ولكن الهرب لم يكن سهلا كما كانت تعتقد لقد وصلت الى اعلى التله وهي تشعر بالتعب والجوع ولم تكن تحمل
سوى حبة تفاح في جيبها فأكلتها بسرعه لتلتقط اغراضها ولكنها تفاجأت بعربه تتقدم ولم يعد بامكانها الاختباء وخافت ان يعرفها
احد ويعيدها الى منزل عمها وكان عمها رجلا معروفا في المنطقه وصاحب نفوذ
بينما تحاول انابل الهرب حتى وقع صندوقها وانفتح ووقع منها انابيب الدهان على الوحل فصرخت الفتاه
وكأنها فقدت احد كنزوها وانحنت في منتصف الطريق لكي تجمع اغراضها وكانت العربه التي تجرها الخيول
تسير بسرعه وتوقفت الجياد التي تجرها على بعد سنتيمرات قليله منها
-ماذا تفعلين هنا ؟
صرخ رجل من داخل العربه ولم تجيبه انابل مع انها لاحظت نظرات الخدم الغاضبين وتابعت جمع اغراضها ولحسن حظها
لم ينكسر منها شيء
-انت لم تقدمي لي اعتذارك مع انه بسببك كادت جيادي تصاب بجروح
قال الرجل بحده وكان يبدو متعجرفا
-لا وانالااريد ان اضطر لذلك وكان يجب علي ان انقد اغ****
-ومااهميه اغراضك البائسه هذه ؟وكيف تجرؤ فلاحه مثلك على مقارنتها بأشيائي الثمينه ؟
احست انابل بالاهاانه ونظرت الى الرجل غاضبه
-بالطبع فكنوز خادمه لايمكن مقارنتها بكنوز لورد ولكن ايها السيد هذه الكنوز لها اهميه كبيره بالنسبه للخادمه لانها كل ماتملكه
ومان انهت كلامها حتى فتح باب العربه ونزل الرجل على الارض فشعرت انابل بالخجل الشديد لقد عرفته انه اخر ضيف
استقبله عمها وتذكرت مدى جهود وحيل عمها وزوجته للفت انتباه الفيكونت رايدر على امل تزويجه من ابنتهما دريسلا
ولكن ضاعت جهودهما عبثا وغادر اللورد رايدر منزلهم وهو بمزاج سيء
والان هو هنا ينظر اليها بتعالي وهي مرتديه ثيابا عاديه فاحمر وجهها ورفعت خصله شعر عن جبينها
-يبدو لي انني اعرفك . . . الم التق بك عن آل بولمور ؟
اصيبت انابل بالذهول كيف رآها مع ان عمها لم يسمح لها بتناول العشاء معهم الذي اقامه على شرف الفيكونت ؟
ولكنها بدافع الفضول استرقت النظر لهذا الرجل المشهور من خلف الباب ولكن كيف رآها ؟
-انت تخلصت من آل بولمور
قال لها وهو يبتسم بسخريه
-انا لا الومك لانني انا نفسي لم استطع تحملهم كثيرا والسيد بولمور مدع وممل .....
غضبت انابل من كلامه رغم كرههها لعمها الذي عاملها بشكل سيء الا انها لاتحب ان يهينه رجل غريب
-انك قبلت دعوتهم الى مائدتهم ومن السيء ان يهين رجل نبيل اناسا استضافوه واكرموه
-لقد قبلت دعوتهم مرغما ولكن كيف تجرؤين على الكلام معي بهذه اللهجه ؟ يبدو انك نسيت اصلك
-بالفعل
وبدأت انابل تحس بالتعب الشديد
وعندمالاحظ الفيكونت حالتها تناول زجاجه من عربته وقدمها لها
-ماهذا ؟
-وماذا يهم
سألها بسخريه
-انا واثق انها ستريحك قليلا
-لا لااريد ولست بحاجه لشرب الكحول وخاصه وانني لم اضع شيئا في معدتي منذ الامس والكحول تضر بالمعده الخاوبه
-ماذا ؟ الم تتناولي طعاما منذ الامس ؟
-لقد اكلت تفاحه واحده هذا الصباح ....
-ياللنساء....
-لقد ايقظتني السيده بولمور في الصباح الباكر لانها كانت تعاني من الصداع في رأسها ...
-الصداع حقا ؟ انا اسف اذا كانت كل عائله بولمور تعاني من الصداع بسبب زيارتي لهم ولكن ماذا تعملين عندهم ؟ هل انت خادمه ؟
فضلت انابل الصمت والكذب ولكن الفيكونت هز كتفيه وامرها بالنهوض
-لا انا متعبه وافضل ان ارتاح هنا قليلا ....
ولكن غضب وامسك يدها واجبرها على النهوض ودفعها نحو عربته فشعرت بالخوف منه
فقد يقدم على خطفها لكي يستغل ضعفها فجمعت شجاعتها وابعدت يده عنها
-كوبر تعال وساعدني !
صرخ الفيكونت فخرج رجل من العربه وساعد الفيكونت في وضع انابل داخل العربه ثم جلس بقربها وامر كوبر باحضار منتديات ليلاس
اغراض انابل
-كيف تجرؤ على ذلك ؟
سألته والدموع تسيل على وجهها
-الخطف جريمه يعاقب عليها القانون
التفت الكونت نحوها واخذ يتأملها بصمت ولم تستطيع الفتاه تحمل نظرات عيونه الزرقاء الصافيه ولشده خوفها قررت
الهرب بأول فرصه وامسكت صرة ملابسها والصندوق الخشبي
|