الحديقة مسترخية بفعل الحرارة الثقيلة المعتادة كل عام في شهر أغسطس( آب) , الأزهار تحتفظ بعطورها المختلفة في أنتظار هطول المطر الذي يطلق أريجها في كل مكان , وفي هذا الجو الجامد , لا صوت, سوى طنين نحلة ضخمة يدوي في رتابة وضجر ما لبث أن أنتهى بعد فترة قصيرة.
منتديات ليلاس
توقت فلورا مينارد لحظات عن تفصيص البازلاء الموضوعة في وعاء أزرق على ركبتيها وراحت تتأمل النحلة , الهدوء شامل , سقطت في مقعدها وأزاحت بيدها خصلة من شعرها كانت متهدلة على عينيها , السلام ! لكن من يرغب به؟ وتبين لها أن حياتها دائما تتبع مسيرة واحدة هادئة , حتى ولا حدث... أرتسمت على شفتيها أبتسامة صغيرة.
يا ترى , ماذا ستكون ردة فعل أبناء رعية والدها القسيس , لو عرفوا أن الفتاة الشابة التي يعتبرونها اليد اليمنى لوالدها , الفتاة الهادئة والمتواضعة , التي أصبحت أمرأة شابة مشرقة, الخالية من العقد, تحلم أن تعيش حياة أكثر أضطرابا , وأن تستطيع الخروج عبر حدود القرية الصغيرة النائمة في منطقة ساسكس , حيث أمضت كل سنوات طفولتها ومراهقتها , وتتعرف الى العالم الواسع من حولها؟
تحركت والدتها في المقعد المجاور لها , وفتحت عينيها الناعستين في كسل ,وسألت فلورا في ريبة قلقة:
" هل عاد والدك يا حبيبتي؟".
أبتسمت فلورا, فالعاطفة العميقة التي يظهرها ولداها تؤثر فيها دائما وترسخ فيها الأطمئنان , أنهما في سن ناضجة , لكن حبهما لها أقوى مما كان عليه في أيام الصبا , وما زال الأحمرار يداهم والدتها عندما يمدحها زوجها, وبدوره كان والدها يحب الأستماع من زوجته الى كلام المديح , أنه رجل رائع وسكان غيلينغهام محظوظون بقسيسهم الطيب, وكانت فلورا تعرف أن والديها زوجان لطيفان وبريئان , لا يريان الشر في أي مكان , حتى الذين يخطئون في حقهما يلقون منهما كل مساعدة مطلوبة , ولا يجدون أي أدانة من قبلهما لما يمكن أن يفعلوه , وربما لذلك كان الأشخاص المتصلبون يخرجون من الرعية وعلى شفاههم أبتسامة بعرفان الجميل وثقة مجددة لطبيعتهم الأنسانية.
ولذلك أيضا كانت فلورا تشعر أتجاه والديها بالقلق نفسه الذي تستوحيه من جمعية الكشاف التي ترأسها.
أجابت فلورا في لهجة حانية:
" يا أمي لا داعي للقلق , صحيح أن والدي تأخر قليلا , لكن لا تنسي , أن اليوم هو موعد زيارته للمستشفى , وتعرفين جيدا تعلقه الكبير بالمرضى , وخاصة الجدد , لن يتأخر أنا متأكدة من ذلك".
نهضت فلورا وأعطت والدتها الوعاء الأزرق الممتلىء بالبازلاء , ثم تمطمطت مطولا لتزيل الخدر الذي أصاب مفاصلها من جراء جلستها الطويلة.
ثم قالت:
" أنني أشعر بتحسن الآن , البطالة لا تناسبني يا أمي!".
رفعت جين مينارد عينيها نحو أبنتها الرائعة وأبتسمت لها , فقد أنعم عليها الخالق بأبنة بعد طول أنتظار وأصرار الأطباء أن لا أمل لها بالأنجاب , فقد سمياها فلورا( أي زهرة) لأنها كانت تتمتع بجمال الأزهار المتنوعة التي تنمو في هذه الحديقة الغنية , وبأعجاب أمومي , راحت جين تنظر الى أبنتها وتتأمل لون بشرتها الفاتح والخالي من أي عيوب , والناعم مثل ورق الزهر, وفمها الحساس المليء بلون الورد البري , وعينيها البنفسجيتين وشعرها الطويل الأشقر المتهدل على كتفيها النحيلتين كأمواج ثقيلة , لكن جسدها النحيل كان مليئا بالصحة والعافية , وفوق كل شيء . كان مالكوم وجين مينارد متأكدين أن فلورا فتاة جميلة أيضا في داخلها , كانت تمتلك طبيعة ناعمة وسخاء كبيرا , مما يجعل الجميع يحبونها بسرعة , لكن هذا لا يمنعها من أن تبدو أحيانا فتاة عصرية , مسؤولة ومستعدة لتحمل كل أعباء أبناء القرية وهمومهم.
رفعت فلورا حاجبها متسائلة , فأخفت والدتها الأبتسامة التي كانت على وشك أن ترتسم على شفتيها , ثم نهضت لتتوجه الى المنزل:
" سأتركك لتغيري ملابسك يا حبيبتي , سأعد طعام العشاء , وسيكون والدك قد عاد عندما يكون الطعام جاهزا".
هزت الفتاة رأسها علامة الأيجاب وشبكت ذراعها بذراع والدتها, ودخلتا معا الى المنزل.
وبعد ساعة , وصل القسيس مالكوم مينارد, فكان العشاء جاهزا وزوجته وأبنته في أنتظاره , لكن ما أن دخل المنزل حتى أدركتا أن هناك شيئا ما على غير ما يرام, كان على جبينه المالس عادة تجويف عميق, وحلت مكان لمعان عينيه المتألقتين رصانة عميقة , كان مالكوم مينارد يتمتع بقلب واسع على تحمل كل عذابات الناس الذين يحتاجون اليه, لكنه كان يعمل جاهدا وبأستمرار للمحافظة على روح التوازن بين عمله وراحته , كي لا يأتي اليوم الذي يسقط فيه تحت ثقل المسؤولية الضخمة المتراكمة عليه, ومع ذلك , هذه المرة يبدو مضطربا ... الى درجة أنه بدا عاجزا على أخفاء هذا التوتر.
سألته زوجته وهي تقترب منه:
" مالكوم , ماذا جرى , ماذا حدث؟".
تجنبت فلورا طرح أي سؤال عليه , وفي مثل هذه الظروف كانت تعرف أنها آخر أنسان يمكنه تحقيق السعادة المنشودة لعائلته أنهما يحبانها كثيرا وتعرف أنهما يتألمان لو عرفا أنهما لا يستمعان الى رأيها في مثل هذه الظروف الحرجة.
هز مالكوم رأسه , وبدلا من التوجه الى غرفة الطعام حيث العشاء في أنتظاره , توجه الى مكتبه وأنزلق في مقعده الجلدي , ولما لحقت به زوجته وفلورا وجلستا في مواجهته , وهما قلقتان , راح يقول وهو يمرر أصابعه في شعره الرمادي:
" أمضيت وقتا شاقا في المستشفى وخاصة في فترة ما بعد الغداء , والله يدري كم كان كبيرا عدد المرضى الذين زرتهم في المستشفى الملكي الجنوبي , ومعظمهم من العميان الذين فقدوا نظرهم ولا أمل لهم بالشفاء...".
ثم أضاف في صوت تخنقه الشدة قائلا:
" ذلك الرجل الشاب يعيش في وحدة , وأي وحدة! , لا يسمح لأحد بتقديم التشجيع والغذاء له , أنه يرفض كل عروض الصداقة , وحسب ما قال لي, أنه لا يثق بالجراحين ولا حتى بالكهنة!".
أنحنت نحوه زوجته وربتت على يده وقالت:
" أخبرنا كل شيء منذ ابداية , لا شك أنك سوف تشعر بتحسن بعد ذلك".
لكنه أجاب بحدة ونبرة عميقة:
" ليس المهم ما أشعر به أنا, يا جين , يجب أن أجد طريقة لأساعد هذا الشاب!".
لزمت زوجته الصمت , وبعد تنهد عميق سمع نصيحتها وقال:
" عندما وصلت الى المستشفى , كانت تنتظرني رسالة من السير فرانك هاملين, جراح العيون الشهير , ربما تتذكرين أنني أخبرتك من قبل, فهو يرسل معظم مرضاه الى المستشفى الملكي الجنوبي وطلب مني سير فرانك في رسالته أن أراه قبل أستئناف زيارتي العادية, وهذا ما فعلت بالضبط".
أنحنت فلورا حتى يتسنى لها الأصغاء بوضوح أكثر , لأن والدها يتكلم بصوت خفيض.
" طلب مني سير فرانك مساعدته في شأن مريض دخل المستشفى أخيرا, وهو شاب فرنسي , بينه وبين عائلة سير فرانك علاقة قديمة العهد, والقصة التي أخبرني أياها تعتبر مأساة حقيقية, منذ سنتين فقد هذا الشاب نظره بواسطة مادة الأسيد , وحتى الآن كان الأطباء الفرنسيون يعدونه بأن هناك أملا لشفائه لكنه أمل ضئيل , وبعد أن أجريت له ست عمليات من دون أي نتيجة تذكر , أستنجدت عائلته بالسير فرانك الذي طلب على الفور نقله الى أنكلترا بالمستشفى الملكي الجنوبي, بعد الحادث كان المريض يثق بأطبائه ثقة عمياء , ولم يتذمر أبدا من الآلام التي كان يلاقيها , لأنه كان متأكدا بعد كل عملية , أنه سوف يستعيد نظره , لكن شيئا فشيئا , كان تفاؤله يخف الى أن حلت مكانه المرارة , وأخيرا , بعد العملية الجراحية السادسة, رأى آماله تضمحل وأقسم ألا يدع أحدا يجري له عملية جراحية أخرى بعد الآن".
الحديقة مسترخية بفعل الحرارة الثقيلة المعتادة كل عام في شهر أغسطس( آب) , الأزهار تحتفظ بعطورها المختلفة في أنتظار هطول المطر الذي يطلق أريجها في كل مكان , وفي هذا الجو الجامد , لا صوت, سوى طنين نحلة ضخمة يدوي في رتابة وضجر ما لبث أن أنتهى بعد فترة قصيرة.
توقت فلورا مينارد لحظات عن تفصيص البازلاء الموضوعة في وعاء أزرق على ركبتيها وراحت تتأمل النحلة , الهدوء شامل , سقطت في مقعدها وأزاحت بيدها خصلة من شعرها كانت متهدلة على عينيها , السلام ! لكن من يرغب به؟ وتبين لها أن حياتها دائما تتبع مسيرة واحدة هادئة , حتى ولا حدث... أرتسمت على شفتيها أبتسامة صغيرة.
يا ترى , ماذا ستكون ردة فعل أبناء رعية والدها القسيس , لو عرفوا أن الفتاة الشابة التي يعتبرونها اليد اليمنى لوالدها , الفتاة الهادئة والمتواضعة , التي أصبحت أمرأة شابة مشرقة, الخالية من العقد, تحلم أن تعيش حياة أكثر أضطرابا , وأن تستطيع الخروج عبر حدود القرية الصغيرة النائمة في منطقة ساسكس , حيث أمضت كل سنوات طفولتها ومراهقتها , وتتعرف الى العالم الواسع من حولها؟
تحركت والدتها في المقعد المجاور لها , وفتحت عينيها الناعستين في كسل ,وسألت فلورا في ريبة قلقة:
" هل عاد والدك يا حبيبتي؟".
أبتسمت فلورا, فالعاطفة العميقة التي يظهرها ولداها تؤثر فيها دائما وترسخ فيها الأطمئنان , أنهما في سن ناضجة , لكن حبهما لها أقوى مما كان عليه في أيام الصبا , وما زال الأحمرار يداهم والدتها عندما يمدحها زوجها, وبدوره كان والدها يحب الأستماع من زوجته الى كلام المديح , أنه رجل رائع وسكان غيلينغهام محظوظون بقسيسهم الطيب, وكانت فلورا تعرف أن والديها زوجان لطيفان وبريئان , لا يريان الشر في أي مكان , حتى الذين يخطئون في حقهما يلقون منهما كل مساعدة مطلوبة , ولا يجدون أي أدانة من قبلهما لما يمكن أن يفعلوه , وربما لذلك كان الأشخاص المتصلبون يخرجون من الرعية وعلى شفاههم أبتسامة بعرفان الجميل وثقة مجددة لطبيعتهم الأنسانية.
ولذلك أيضا كانت فلورا تشعر أتجاه والديها بالقلق نفسه الذي تستوحيه من جمعية الكشاف التي ترأسها.
أجابت فلورا في لهجة حانية:
" يا أمي لا داعي للقلق , صحيح أن والدي تأخر قليلا , لكن لا تنسي , أن اليوم هو موعد زيارته للمستشفى , وتعرفين جيدا تعلقه الكبير بالمرضى , وخاصة الجدد , لن يتأخر أنا متأكدة من ذلك".
نهضت فلورا وأعطت والدتها الوعاء الأزرق الممتلىء بالبازلاء , ثم تمطمطت مطولا لتزيل الخدر الذي أصاب مفاصلها من جراء جلستها الطويلة.
ثم قالت:
" أنني أشعر بتحسن الآن , البطالة لا تناسبني يا أمي!".
رفعت جين مينارد عينيها نحو أبنتها الرائعة وأبتسمت لها , فقد أنعم عليها الخالق بأبنة بعد طول أنتظار وأصرار الأطباء أن لا أمل لها بالأنجاب , فقد سمياها فلورا( أي زهرة) لأنها كانت تتمتع بجمال الأزهار المتنوعة التي تنمو في هذه الحديقة الغنية , وبأعجاب أمومي , راحت جين تنظر الى أبنتها وتتأمل لون بشرتها الفاتح والخالي من أي عيوب , والناعم مثل ورق الزهر, وفمها الحساس المليء بلون الورد البري , وعينيها البنفسجيتين وشعرها الطويل الأشقر المتهدل على كتفيها النحيلتين كأمواج ثقيلة , لكن جسدها النحيل كان مليئا بالصحة والعافية , وفوق كل شيء . كان مالكوم وجين مينارد متأكدين أن فلورا فتاة جميلة أيضا في داخلها , كانت تمتلك طبيعة ناعمة وسخاء كبيرا , مما يجعل الجميع يحبونها بسرعة , لكن هذا لا يمنعها من أن تبدو أحيانا فتاة عصرية , مسؤولة ومستعدة لتحمل كل أعباء أبناء القرية وهمومهم.
رفعت فلورا حاجبها متسائلة , فأخفت والدتها الأبتسامة التي كانت على وشك أن ترتسم على شفتيها , ثم نهضت لتتوجه الى المنزل:
" سأتركك لتغيري ملابسك يا حبيبتي , سأعد طعام العشاء , وسيكون والدك قد عاد عندما يكون الطعام جاهزا".
هزت الفتاة رأسها علامة الأيجاب وشبكت ذراعها بذراع والدتها, ودخلتا معا الى المنزل.
وبعد ساعة , وصل القسيس مالكوم مينارد, فكان العشاء جاهزا وزوجته وأبنته في أنتظاره , لكن ما أن دخل المنزل حتى أدركتا أن هناك شيئا ما على غير ما يرام, كان على جبينه المالس عادة تجويف عميق, وحلت مكان لمعان عينيه المتألقتين رصانة عميقة , كان مالكوم مينارد يتمتع بقلب واسع على تحمل كل عذابات الناس الذين يحتاجون اليه, لكنه كان يعمل جاهدا وبأستمرار للمحافظة على روح التوازن بين عمله وراحته , كي لا يأتي اليوم الذي يسقط فيه تحت ثقل المسؤولية الضخمة المتراكمة عليه, ومع ذلك , هذه المرة يبدو مضطربا ... الى درجة أنه بدا عاجزا على أخفاء هذا التوتر.
سألته زوجته وهي تقترب منه:
" مالكوم , ماذا جرى , ماذا حدث؟".
تجنبت فلورا طرح أي سؤال عليه , وفي مثل هذه الظروف كانت تعرف أنها آخر أنسان يمكنه تحقيق السعادة المنشودة لعائلته أنهما يحبانها كثيرا وتعرف أنهما يتألمان لو عرفا أنهما لا يستمعان الى رأيها في مثل هذه الظروف الحرجة.
هز مالكوم رأسه , وبدلا من التوجه الى غرفة الطعام حيث العشاء في أنتظاره , توجه الى مكتبه وأنزلق في مقعده الجلدي , ولما لحقت به زوجته وفلورا وجلستا في مواجهته , وهما قلقتان , راح يقول وهو يمرر أصابعه في شعره الرمادي:
" أمضيت وقتا شاقا في المستشفى وخاصة في فترة ما بعد الغداء , والله يدري كم كان كبيرا عدد المرضى الذين زرتهم في المستشفى الملكي الجنوبي , ومعظمهم من العميان الذين فقدوا نظرهم ولا أمل لهم بالشفاء...".
ثم أضاف في صوت تخنقه الشدة قائلا:
" ذلك الرجل الشاب يعيش في وحدة , وأي وحدة! , لا يسمح لأحد بتقديم التشجيع والغذاء له , أنه يرفض كل عروض الصداقة , وحسب ما قال لي, أنه لا يثق بالجراحين ولا حتى بالكهنة!".
أنحنت نحوه زوجته وربتت على يده وقالت:
" أخبرنا كل شيء منذ ابداية , لا شك أنك سوف تشعر بتحسن بعد ذلك".
لكنه أجاب بحدة ونبرة عميقة:
" ليس المهم ما أشعر به أنا, يا جين , يجب أن أجد طريقة لأساعد هذا الشاب!".
لزمت زوجته الصمت , وبعد تنهد عميق سمع نصيحتها وقال:
" عندما وصلت الى المستشفى , كانت تنتظرني رسالة من السير فرانك هاملين, جراح العيون الشهير , ربما تتذكرين أنني أخبرتك من قبل, فهو يرسل معظم مرضاه الى المستشفى الملكي الجنوبي وطلب مني سير فرانك في رسالته أن أراه قبل أستئناف زيارتي العادية, وهذا ما فعلت بالضبط".
أنحنت فلورا حتى يتسنى لها الأصغاء بوضوح أكثر , لأن والدها يتكلم بصوت خفيض.
" طلب مني سير فرانك مساعدته في شأن مريض دخل المستشفى أخيرا, وهو شاب فرنسي , بينه وبين عائلة سير فرانك علاقة قديمة العهد, والقصة التي أخبرني أياها تعتبر مأساة حقيقية, منذ سنتين فقد هذا الشاب نظره بواسطة مادة الأسيد , وحتى الآن كان الأطباء الفرنسيون يعدونه بأن هناك أملا لشفائه لكنه أمل ضئيل , وبعد أن أجريت له ست عمليات من دون أي نتيجة تذكر , أستنجدت عائلته بالسير فرانك الذي طلب على الفور نقله الى أنكلترا بالمستشفى الملكي الجنوبي, بعد الحادث كان المريض يثق بأطبائه ثقة عمياء , ولم يتذمر أبدا من الآلام التي كان يلاقيها , لأنه كان متأكدا بعد كل عملية , أنه سوف يستعيد نظره , لكن شيئا فشيئا , كان تفاؤله يخف الى أن حلت مكانه المرارة , وأخيرا , بعد العملية الجراحية السادسة, رأى آماله تضمحل وأقسم ألا يدع أحدا يجري له عملية جراحية أخرى بعد الآن".