أنتهت العملية الجراحية , وبعد دقائق قليلة , وصلت جنيفر كالأعصار الى غرفة الأنتظار لتقول لفلورا أنهم بصدد أيصال آلان الى غرفته, وأن سير فران يريد التحدث اليها , كانت فلورا فريسة أحاسيس داخلية حزينة , هل فشلت العملية؟ هل يريد سير فرانك منها أطلاع آلان بهدوء على هذا الخبر تاسيء؟
راحت تذرع أرض الغرفة بخطى واسعة, ينخر قلبها القلق , وكانت الدقائق تمر ولا يزال فرانك لم يظهر بعد, أستمرت العملية ساعات عديدة , وخلال هذا الوقت كانت تأمل في حدوث المعجزة , أما الآن فكل ما تريده هو رؤية آلان والتأكد أنه لا يتألم.
أنفتح الباب ودخل سير فرانك وعلى وجهه ملامح متعبة:
"آه, آنسة مينارد , أشكرك لأنتظارك ! أود أن أكلمك في شأن آلان".
أنتظر منها الجلوس , فقرأت على وجهه المتعب علامات القلق , يداها مشدودتان على تنورتها , تنتظر ما سيقوله.
وما لبث أن أعلن بحدة:
" تمت زراعة القرنية في العين اليمنى , وكنت أنوي في الأيام المقبلة أن أباشر العمل في العين اليسرى, لا شك كنت تعرفين, والآن يعرف ذلك أيضا, أن العملية ستتم على مرحلتين".
هزت فلورا رأسها دليل الأيجاب , ثم تابع سير فرانك كلامه:
" بعد أن أجريت العملية في العين اليمنى , فحصت اليسرى بدقة...".
ثم توقف عن الكلام لبعض الوقت, فأنقبضت فلورا وسألته:
" و...؟".
هوى في المقعد ثم قال:
" أخشى ألا يكون التشخيص مشجعا...".
" هل تريد القول أن ألآن لن يستعيد نظره ثانية؟".
تردد وراح يبحث عن الكلمات التي تخفف الصدمة عليها:
" العين اليسرى متلفة , لكني كنت متأكدا أنها ليست متضررة بشكل يتعذر معه معالجتها , أما اليوم , فقد أكتشفت أنها ملتهبة قليلا , وعليّ أولا القضاء على هذا الألتهاب قبل الأستمرار في المعالجة , هذا يعني تأخير المرحلة الثانية من العملية الجراحية لبعض الوقت, لهذا السبب طلبت أن أحدثك , يا أبنتي العزيزة , لقد حققت أعجوبة مع آلان , في الأسابيع الماضية , وأريد أن أتأكد أنك ستبقين هنا ما دام هو في حاجة أليك, وأن تكوني بجانبه عندما أخبره كل هذه التفاصيل , وما أنوي فعله".
منتديات ليلاس
كان صوت الجراح يخترق الضباب ويرن في أذنيها رنة حزن , وراحت تتصور حالها مكان آلان وتتساءل: هل من العدل أن يتحمل عذاب سبع عمليات جراحية, ليصل في النهاية الى نتيجة سلبية كهذه؟ ألم يكن من الأفضل لو ترك بدون أي أمل؟ بدلا من أن يفرض عليه هذا التوتر المستمر بين الأمل واليأس؟ شعرت بالغضب والأسف وراحت تهاجم سير فرانك:
" لماذا ترك كل هذا؟ لماذا تظل تقدم اليه الوعود , وأنت تعرف أن لا شيء يمكن فعله في هذا الصدد؟".
أجابها في هدوء:
" هناك شيء يمكن فعله دائما , يا أبنتي العزيزة, لولم نكن نتمتع بهذا اليقين نحن الأطباء لما أجرينا أية عملية جراحية على الأطلاق, خيبة الأمل هذه تؤسفني أنا أيضا , وأرجوك أن تصدقيني , أنها فقط خيبة أمل... وأرجوك أن تساعدي آلان على تصديق ذلك أيضا , بعد سنة أو ربما أقل يمكنني أن أنهي العملية بنجاح هذه المرة, لكني في حاجة أليك لتقنعي آلان بأن لا يستسلم لليأس , هل يمكنني الأتكال عليك؟".
" لن يصدقني , لا الآن ولا في أي يوم , أنا متأكدة تماما من ذلك".