02-08-09, 02:53 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو راقي |
|
البيانات |
التسجيل: |
Sep 2006 |
العضوية: |
11622 |
المشاركات: |
1,113 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
13 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
كتب المسرح والدراسات المسرحية
برتولت بريشت , عرس البرجوازي الصغير , نص مكتوب
عرس البرجوازي الصغير برتولت بريشت ـــ ت.د.نبيل الحفار
الشخصيات
( أبو العروس: يعقوب
(أم العريس
(العروس: ماريا
(أخت العروس: إينا
(العريس
(صديق العريس: ميلدنر
(المرأة: ايمي
(الرجل: زوجها
(الشاب: هانس
(صالون بيت، مطلي بالأبيض، في وسطه طاولة كبيرة مستطيلة، ومن السقف يتدلى فوق الطاولة مصباح ورقي أحمر اللون. هناك ثمانية كراسٍ خشبية بسيطة بمساند للذراعين. يميناً على الجدار كنبة ـ شيزلون ـ ويساراً خزانة، وبينهما باب إلى المطبخ. إلى الخلف يساراً يوجد طربيزة ومقعدان وهي ركن التدخين. باب على الجدار الأيسر، نافذة على الجدار الأيمن الطاولة والخزانة والكراسي بلون الخشب الطبيعي وغير ملمعة. الوقت مساء. المصباح الأحمر مضيء. ضيوف العرس يجلسون إلى الطاولة ويأكلون).
الأم: (وهي تضع الطعام على الطاولة) أكبر سمكة في السوق.
(همهمة ترحيب)
الأب: هذا يذكرني بقصة.
الأم: كل الآن يا رجل! وإلا فلن تلحق منها لقمة.
الأب: دعيني أرو القصة أولاً! عمك رحمه الله، الذي حضر حفل عمادي، لكن هذه قصة أخرى، على أية حال، كنا نأكل السمك، جميعاً، وفجأة تشردق بحسكة، والحسك ملعون. فانتبهوا يا جماعة، الرجل تشردق كما قلت وأخذ يطوح بذراعيه وساقيه.
الأم: يعقوب، خذ قطعة الذنب.
الأب: يطوّح، ويزْرق مثل الشبوط. وصفق بطريقة كأس نبيذ، فأرعبنا جميعاً. واحد منا، لا أذكر خبطه على ظهره، مرات، خبطه هنا وهناك، حتى بصق الحسكة، فوق الطاولة كلها. الضيوف طبعاً ما عاد بإمكانهم متابعة الأكل، نحن فرحنا بذلك، لأننا أكلنا وحدنا في الخارج كل ما تبقى. لا تنسوا يا جماعة أن حفل التعميد كله كان من أجلي. وكما قلت لكم، بصق على الطاولة كلها، وعندما تم إنقاذه، وعاد المحظوظ إلينا، قال بصوت عميق وسعيد؛ طبقة صوته كانت باص طبعاً وكان عضواً في جوقة المنشدين، وبمناسبة الجوقة هناك قصة رائعة، لكن، على كل حال، ما قاله عمك هو:
الأم: كيف وجدتم طعم السمك يا جماعة؟ ألن يقول أحد رأيه؟!
الأب: رائع، ما قاله عمك هو:
الأم: لكنك لم تضع قطعة منه في فمك بعد!
الأب: صح، الآن سأكل، ما قاله عمك هو:
الأم: يعقوب، خذ قطعة أخرى!
العريس: ماما، دعي عمي يكمل حديثه!
الأب: شكراً. كنا عند أكبر سمكة، صح، ما قاله عمك كان: يا جماعة، كنت على وشك أن أسلم الروح. والأكل كله لم يعد له أي طعم..
(الجميع يضحكون)
العريس: قصة رائعة.
الشاب: أسلوبه رائع.
الأخت: أما أنا فلن أذوق السمك بعد الآن.
العريس: طبعاً، لأن الإوز لا يأكل السمك أبداً. لأنه نباتي.
المرأة: ألم تنته من غطاء اللمبة بعد؟
العروس: إينا، لا حاجة لاستعمال السكين عندما تأكلين السمك.
الرجل: أغطية اللمبات عادة لا ذوق فيها، أما هذه فأجدها جميلة.
الأخت: أجدها هكذا أكثر رومانسية.
المرأة: ممكن لكنها لا تعطي الإحساس الملائم.
الصديق: بل تعطي النور الملائم لأكبر سمكة.
الشاب: (للأخت) وأنتِ، ما رأيك؟ أيعجبك الجو الرومانسي؟
الأخت: طبعاً، طبعاً خاصة الجو المحيط بالشاعر هانبه. بروفيله حلو جداً.
الأب: مات بالتهاب في النخاع الشوكي.
الشاب: مرض رهيب.
الأب: أحد أخوة عم العجوز فيبر أصيب بالمرض نفسه. حديثه عنه كان رهيباً، لدرجة تجعلك لا تنام طوال الليل، مثلاً، كان يقول:
العروس: ولكن هذا غير مناسب يا بابا!
الأب: ما هو؟
العروس: التهاب النخاع الشوكي!
الأم: يعقوب، هل أحببتها؟
المرأة: وخاصة اليوم، بهذه الليلة يجب أن يستطيع البعض أن ينام!
الصديق: (للعريس) في صحتك، يا صديقي العتيق!
العريس: في صحتكم جميعاً!
(الجميع يرفعون كؤوسهم ويطرقونها بالتبادل)
الأخت: (للشاب بصوت خافت) موضوع مناسب لرفع الأنخاب!
الشاب: أتجدين الموضوع غير مناسب؟ (يتابعان الحديث بهمس).
المرأة: رائحة المكان حلوة جداً.
الصديق: بل ساحرة.
الأم: العريس تبرع بنصف زجاجة كولونيا.
الشاب: (موجهاً كلامه للأخت) رائحتها رائعة.
المرأة: أصحيح أنكم صنعتم جميع قطع الأثاث بأنفسكم؟ الخزانة أيضاً؟
العروس: كلها. زوجي صممها ورسمها واشترى الخشب ونشره وجهزه كله، ثم صمغه ولصقه كله، وكلها جميلة كما ترين، أليس كذلك؟
الصديق: بل رائعة ولكن ما يدهشني، كيف وجدت الوقت لكل هذا العمل!
العريس: مساء، وظهراً، أحياناً عند الظهر، لكن معظم الوقت كان صباحاً.
العروس: كان يستيقظ يومياً في الخامسة، ويعمل ويعمل!
الأب: إنجاز عظيم، كنت دائماً أقول إني سأقدم لكم الأثاث. لكنه لم يقبل. تماماً مثل يوهانس زيغموللر الذي كان يريد..
العروس: فيما بعد سنريكم بقية الأثاث.
المرأة: وهل هو متين يا ترى!؟
العروس: أمتن منك ومنا جميعاً! فنحن نعرف مما صنع، حتى الغراء صنعه بنفسه.
العريس: لأن البضاعة الرديئة التي يبيعونها في المحلات غير مضمونة أبداً.
الرجل: الفكرة جيدة، فعندها يتربى الإنسان مع هذه الأشياء. ويعتني بها أكثر.
كنت أتمنى (ملتفتاً لزوجته) لو أنكِ صنعتِ أشياءنا بنفسك.
المرأة: بنفسي أنا طبعاً، وليس بنفسك أنت! هكذا هو!
الرجل: لم يكن هذا قصدي. وأنت تعرفين هذا!
الأب: قصة يوهانس زيغموللر كانت مسلية جداً.
العروس: لكني فعلاً لم أجد في أي من قصصك ما يسلي.
الأخت: ماريا، لا تكوني فظة!
العريس: أنا أجد حديث عمي رائعاً.
الصديق: بل مدهشاً، (للأب) وخاصة قفلات قصصه.
العروس: لكنها طويلة جداً.
العريس: كلام فارغ.
الصديق: بل موجزة، بسيطة، وذات مغزى.
المرأة: ولدينا من الوقت ما يكفي.
الأم: (تدخل) والآن جاء دور الحلويات.
الأب: أستطيع أن أرويها باختصار شديد، بكلمات قليلة، ربما بست أو سبع جمل، لا أكثر..
الصديق: ما هذه الرائحة الإلهية!
الأم: هذا كاتو مع كريمة.
الصديق: ما عاد بوسعي الانتظار.
الأم: يعقوب، خذ هذه القطعة، ولكن لا تكثر من الكريمة، فليس لدينا ما يكفي منها. تفضلوا وتمتعوا يا جماعة!
الأخت: أنا أحب الكريمة جداً جداً.
الشاب: صحيح
الأخت: طبعاً على الإنسان أن يملأ فمه منها، وعندها يشعر وكأنه بلا أسنان..
العريس: عمي، أتريد المزيد من الكريمة؟
الأب: اصبر قليلاً! يوهانس زيغموللر كان يقول مثلاً:
العروس: الكريمة جيدة. (للأم) عليك أن تطلعيني على الوصفة.
العريس: في حياتها لن تصل إلى مستواك في الطبخ (لأمه).
الأم: فيها على الأقل ثلاث بيضات!
العروس: ومع كل الأشياء الأخرى يجب أن تصبح جيدة.
الأخت: يجب عليك أن تكثري، وإلا فلن تحصلي على شيء.
المرأة: وخاصة من البيض.
الصديق: (يضحك ساخراً فيتشردق) البيض، هذا، هيهيهي، جيد جداً... البيض جيد جداً، رائع، وإلا، هيهيهي، لن تحصلي على شيء، هيهيهي فعلاً رائع.. هيهيهي. (بما أن أحداً لا يشاركه الضحك، يتوقف بسرعة ويأكل بسرعة أكبر).
العريس: (يخبط له بكفه على ظهره) ما الأمر، ماذا جرى لك؟
الأخت: ما الأمر، البيض فعلاً جيد.
الصديق: (يبدأ من جديد) جيد جداً! رائع! أنا لست ضد البيض إطلاقاً.
الأب: آه من البيض، ذات مرة أعطتني أمكِ رحمها الله بيضة، زوادة رحلة. سألتها: هل هي قاسية؟ أجابتني: قاسية كالحجر، حسناً، أنا صدقتها، ووضعت... البيضة مع الأغراض، ولم أكد...
العروس: بابا، الكريمة، من فضلك!
الأب: تفضلي! لم أكد..
المرأة: (بغنج) هل صنعتم السريرين أيضاً بأنفسكم؟
العريس: طبعاً، ومن خشب الجوز.
العروس: يبدوان جميلين جداً.
الأخت: ولكني أجدهما عريضين قليلاً.
المرأة: هذا نتيجة شغل اليد...
الرجل: لكنك لم تريهما بعد..
الأب: كان عندي لكما سريران في غاية الجودة. حصلت عليهما، أباً عن جد.، ولهما قيمة تراثية. وواسعان جداً أيضاً.
الصديق: صحيح، في الماضي كان يقدر الإنسان ما لديه.
الشاب: في الماضي كان الناس مختلفين أيضاً.
الأب: لكن نوعاً من الناس أسرتهم، كان يقول فريتس فورست الذي كان طريفاً جداً. مثلاً، ذات مرة دخل إلى الكنيسة عندما كان الكاهن.
الأم: (داخلة) والآن جاء دور المعجنات، ماريا، عليك أن تساعديني في حمل النبيذ.
العريس: يعني، جاء، دور الشطف.
الأب: عندك، هناك حكاية عن سيفون التواليت، لا بد أن أحكيها لكم. عندما أدخلوا هذا النوع من التواليت...
العريس: اشرب أولاً بعض النبيذ يا عمي، فهو يرطب اللسان!
(يصبون النبيذ)
الصديق: حتى لونه رائع! وهذه الرغوة المدهشة!
الأم: (للشاب والأخت) يا أولاد، بماذا تتحدثان أحدكما مع الآخر طوال الوقت؟
الأخت: (مرعوبة) نحن! أبداً! فقط كان يقول..
الرجل: (للشاب) ما بك؟ لماذا تدوس على قدمي باستمرار منذ ثلاث دقائق؟ ألا ترى أني لست منفاخاً (يقلد بيديه حركة منفاخ الكور).
الشاب: عفواً، كنت أظن..
الرجل: هه، تظن، لا بأس في أن يظن الإنسان، ولكن ليس بقدميه طبعاً.
الأم: يعقوب، ناولني كأسك!
المرأة: ألا تفضل أن تشرب بدلاً من أن تتباهى بحكمتك؟ وأي حكمة! على كل حال إسرافك في الشراب لا حدود له.
(صمت)
الصديق: (للأب) كنت تريد الحديث عن الأثاث الموروث أليس كذلك؟ لكنك قوطعت!
الأب: طبعاً، عن السريرين! شكراً! لك، جزيل الشكر. أكثر من عضو من عائلتنا مات في هذين السريرين يا ماريا!
العريس: لكننا الآن نود أن نرفع نخب الأحياء يا عمي، في صحتكم!
الجميع: في صحتكم.
الرجل: (ناهضاً) يا أصدقائي الأعزاء.
المرأة: إذا كنت تنوي أن تلقي خطبة، فأغلق فمك!
الرجل: (يجلس)
الصديق: لماذا لا تتكلم يا رجل؟ كانت مجرد مزحة من زوجتك العزيزة، أليس كذلك؟
المرأة: إنه لا يستوعب المزاح.
الرجل: للمرة الثانية أنسى ما أريد قوله. (يشرب)
الشاب: (ناهضاً)
المرأة: ش!
الأم: يعقوب، سكر صدريتك، عيب!
(في هذه اللحظة تسمع من الخارج أصوات نواقيس الكنيسة).
الأخت: (للصديق) النواقيس يا سيد ميلدنر! لا بد لك الآن من أن تلقي كلمة!
الصديق: أنصتوا! يا لها من أصوات رائعة! كلها خشوع!
الأخت: (للعريس الذي يأكل) ش!
العروس: دعيه يبلع على الأقل!
الشاب: (يقف منتصباً) عندما يدخل شاب وشابة عش الزوجية، العروس الطاهرة والعريس الذي أنضجته أعاصير الحياة، عندها يقال: إن الملائكة في السماء تغني عندما تستعيد العروس الشابة (ملتفتاً إلى العروس) في ذاكرتها أيام طفولتها السعيدة، قد ينتابها حزن خفيف، لأنها الآن ستخرج إلى الحياة العدائية (العروس تتشنج) ولكن طبعاً إلى جانب الرجل المجرب، الذي أسس الآن بيت الزوجية، بيديه، وهي حالتنا سنأخذ المعنى حرفياً.
الشاب: أثثه، لكي يعيش فيه مع من اختارها قلبه في السراء والضراء، لهذا دعونا الآن نشرب نخب هذين الطاهرين، هذين الإنسانين، اللذين اليوم ولأول مرة سيصبحان أحدهما للآخر (المرأة تضحك) ومن بعدها إلى الأبد، وفي الوقت نفسه دعونا نغني على شرفهما أغنية فرانتس ليست (لا بد أن يكون رائعاً) (يبدأ بالغناء، وبما أن أحداً لا يشاركه في الأغنية يجلس بسرعة) (صمت).
الصديق: (بصوت منخفض) خطبة غير معروفة. لكن الإلقاء كان جيداً؟
الأخت: بل فريداً كنت رائعاً، وكأنك تقرأ من كتاب.
الرجل: من الصفحة 85 من كتاب الأعراس! حفظك للمقطع عن ظهر قلب كان جيداً.
المرأة: ألا تستحي؟
الرجل: أنا؟
المرأة: نعم، أنت!
الصديق: النبيذ رائع.
(يتوقف قرع النواقيس. الجميع يسترخون)
الأب: صحيح، كنت سأتحدث عن السريرين.
العروس: دعك من هذا! القصة معروفة.
الأب: تعرفين كيف مات شقيق جدك أوغوست؟
العروس: نعم، طبعاً.
العريس: كيف مات أوغوست شقيق جدك؟
الأب: أنا أحتج. حكاية البيضات لم تدعوني أحكيها لكم، وكذلك حكاية السيفون، علماً بأنها جميلة، وبعدها حكاية فورست، أما حكاية يوهانس، زيغموللر فلن أذكرها، لأنها فعلاً طويلة قليلاً، لكن ليس أكثر من عشر دقائق، كحد أقصى، ما رأيكم قد أحكيها لكم فيما بعد... إذن...
الأم: يعقوب، إملأ الكؤوس يا رجل!
الأب: خالي أوغوست مات بمرض الاستسقاء.
الرجل: في صحتكم.
الأب: في صحتك.. بالاستسقاء، بدأ من قدمه، فعلياً من أصابع قدمه، لكنه انتشر بعدها حتى ركبته، بسرعة أكبر من انجاب طفل، وفجأة أصبح كل شيء فيه أسود. بطنه كان أيضاً منتفخاً، ورغم الفصد المستمر..
الرجل: في صحتك.
الأب: في صحتك، في صحتك!... رغم الفصد المستمر، لم يعد هناك من جدوى. وفوق كل هذا جاءت قضية قلبه، فعجلت بكل شيء، كان مستلقياً إذن في السرير الذي أردت تقديمه لكما، كان يئن مثل الفيل وشكله كان أيضاً مثل الفيل، أقصد ساقيه. شقيقته، جدتكم، قالت له في لحظاته الأخيرة، عند الفجر كان ذلك، ولون الغرفة أصبح رمادياً، أظن أن الستائر ما زالت هناك حتى الآن، قالت له: أوغوست، هل نطلب لك الكاهن؟ لم ينطق بحرف، بل نظر إلى السقف، كما كان يفعل طوال سبعة أسابيع، فطوال هذه المدة لم يكن قادراً على الاستلقاء على جنبه. ثم قال: الشيء الأساسي هو القدم. وعاد إلى التأوه والأنين. لكن أمي لم تتركه وشأنه، فهي كانت ترى أن الأمر يتعلق بالروح، ولهذا، بعد تقريباً نصف ساعة. قالت له أوغوست: ألا تريد أن نطلب الكاهن؟ لكن خالي لم يعرها أي انتباه. وأبي الذي كان يقف إلى جانبها قال لها: دعيه. إنه يتألم. أبي كان رقيقاً جداً. لكنها لم تأبه له، بسبب الروح طبعاً، ولكنهم كانوا عنيدين، فعاودت سؤالها: أوغوست، من أجل خلاص روحك الخالدة. وعندها، كما حكى لي أبي فيما بعد، سحب خالي نظره من السقف والتفت نحو اليسار حيث كانا واقفين، فبدا وكأنه مصاب بالحَوَل، ثم قال شيئاً لا أستطيع ذكره هنا، قال عبارة بذيئة، مثله تماماً. فعلاً لا أستطيع.. على كل حال، القصة وما فيها.. لا بد أن أذكرها، إلا لن تفهموا شيئاً. قال: تلحسوا... والباقي تعرفونه، عندما قال ذلك، وبصعوبة كما تتصورون، مات هذا مؤكد، السرير ما زال هناك، جاهزاً في السقيفة، ما زال بإمكانكما إحضاره. (يشرب)
(صمت)
الأخت: لم يعد بي رغبة في الشراب.
الصديق: يا آنسة، لا يجوز للإنسان أن يأخذ كل هذه الأمور على محمل الجد. هيا اشربي، بصحتك! إنها مجرد قصة جميلة جداً.
العروس: (بهمس للعريس) أما كان بوسعه أن يوفر علينا نشر هذا الغسيل القذر!
العريس: دعيه لشأنه، ألا ترين أنه مبسوط!
الشاب: الإضاءة هنا أجدها رائعة.
الأم: يعقوب، لا تقطع الكعك.
الأب: ألن نلقي نظرة على أثاثكم؟
العروس: بوسعكم ذلك.
الصديق: المهم أن المقاعد واسعة، الواحد منها يتسع لشخصين معاً.
المرأة: لكن أرجلها نحيلة نوعاً ما.
الشاب: أرجل نحيلة ـ تعبير أصيل.
المرأة: ومن أين استقيت علمك هذا؟
الأم: يعقوب، لماذا لا تأكل المعجنات بيديك؟
المرأة: (تنهض وتتجول) هذه هي الكنبة. عرضها معقول، ولكن هذا النوع من التنجيد هنا في الأعلى أجده غير عملي، على كل حال، بما أنها صناعة ذاتية.
العروس: (تنهض) الخزانة جميلة، أليس كذلك؟ خاصة التطعيم! لا أدري الآخرون لا يمتلكون الحس المناسب بهذه الأشياء. يدفعون قطعة نقود، ويحصلون لقاءها على قطعة أثاث، كيف أقول، تماماً كقطعة أثاث، بلا روح ولا أي شيء آخر، وفقد ليحصلوا على قطعة أثاث. أما نحن فنمتلك أشياءنا الخاصة بنا، والمعجونة بعرقنا وحبنا، لأنها مصنوعة بأيدينا.
الرجل: يا امرأة، ابتعدي من هنا، واجلسي!
المرأة: ماذا تعني؟ أود أن أراها من داخلها.
الرجل: لا يجوز أن يفحص الإنسان خزائن الآخرين من داخلها.
المرأة: قلت إني أود، لا أكثر. لكنك دائماً الأفضل علماً بكل شيء، إذن بلا في الحقيقة، من الخارج. لا تبدو الخزانة باهرة جداً، وهذا التطعيم بطل من زمن بعيد. الناس الآن يفضلون ألواح الزجاج والستائر الملونة ـ لكن من الداخل قد تكون الخزانة جيدة، وهذا ما أردت أن أتأكد منه.
الرجل: طبعاً، والآن تعالي واجلسي!
المرأة: ما هذه اللهجة الآمرة؟ يبدو أنك أسرفت في الشراب ثانية. سأمزج لك النبيذ بالماء. إنه ثقيل وأنت لا تتحمله.
العريس: تفضلي إذا أردت رؤيتها من الداخل. إن اهتمامك يسعدني. ها هو المفتاح. ماريا، افتحي الخزانة!
العروس: (وهي تحاول) لست أدري الآن إذا كان هذا هو المفتاح الصحيح! إنه لا يدور في القفل.
العريس: هاتي المفتاح، ما زال أمامك الكثير لتتعلميه. هذا القفل أنا ركبته بنفسي. (يحاول) اللعنة! ما هذا! يلعن..! (بغضب) لجهنم!
العروس: أرأيت، حتى أنت لا تستطيع فتحه!
العريس: ربما كان هناك استعصاء في القفل. إني لا أفهم.
المرأة: ربما لا يوجد في داخلها الكثير. وعندها الأمر لا يستحق. لا شك أن فتح قفل هذه الخزانة أمر مرهق. وهذا من مساوئها.
الرجل: (بتهديد) اجلسي هنا! ما عدت قادراً على تحمل المزيد من حديثك.
الأخت: بما أننا واقفون. ألا تريدون أن نرقص قليلاً؟
الشاب: طبعاً نريد. لنسحب الطاولة جانباً!
العريس: جميل أن نرقص. لكم من الذي سيعزف؟
الصديق: أنا أعزف على الغيتار، إنه موجود في الدهليز. (يحضره)
(الجميع ينهضون.. الأب والرجل يتوجهان نحو اليسار ويجلسان هناك، يدخنان. العريس والشاب يرفعان الطاولة ويسحبانها نحو اليمين).
الشاب: ضعها هنا وحاذر عندما تنزلها.
العريس: لا ضرورة لذلك. يجب أن تتحمل الخشونة، (ينزلها بقسوة فتميل إحدى أرجلها). هكذا، والآن هيّا إلى الرقص!
الشاب: أترى، لقد انخلعت الرجل! كان عليك أن تنزلها برقة!
العروس: ما الذي انخلع!
العريس: لا شيء، بسيطة! والآن لنرقص!
العروس: أما كان بمقدورك أن تنتبه أكثر!
المرأة: كان عليك أن تفكر بالعرق المعجونة به، ولكن ربما كان من الأفضل استخدام غراء جيد.
العريس: يا لحدة لسانك! أتسمحين لي بهذه الرقصة؟
المرأة: ألا تريد أن تكون الرقصة الأولى مع زوجتك؟
العريس: طبعاً. ماريا، تعالي!
العروس: لا، أرغب أن أرقص مع السيد هانس.
الأخت: ومع من سأرقص أنا؟
العروس: (للرجل) ألن ترقص؟
الرجل: لا، وإلا فإن زوجتي ستحتج.
الأخت: ومع ذلك يجب أن ترقص، وإلا سأبقي متفرجة!
الرجل: لكن هذا لا يليق، إن كنت لا أريد. (يقف ويمد لها ذراعه)
الصديق: (جالساً على الكنبة ومعه الغيتار) سأعزف مقطوعة فالس. (يبدأ بالعزف)
(يبدأ الرقص: العريس مع المرأة، والعروس مع الشاب، والأخت مع الرجل).
المرأة: أسرع، أسرع! مثل الدويخة.
(يرقصون بسرعة ثم يتوقفون)
المرأة: رقصة فخمة. ورقصك لا بأس به! (تجلس على الكنبة بصخب. الكنبة تصدر صوت كسر. المرأة والصديق يقفزان)
الصديق: لقد انكسر.
المرأة: إذا انكسر فيها شيء فسأكون أنا المذنبة.
العريس: ولكن لا بأس، أنا سأصلحها.
المرأة: لا شك أنك تحسن صناعة الموبيليا. وهذا هو المهم.
العروس: هل كانت سرعة الرقصة أكثر مما تتحملين حتى سقطت على الكنبة. بهذه الطريقة؟
المرأة: نعم، زوجك يلتف برشاقة ممتازة.
الأخت: (للرجل) ألم يعجبك الرقص؟
الرجل: اليوم أعجبني، نعم.
المرأة: يجب أن تنتبه أكثر لقلبك المريض.
الرجل: أتخافين؟
المرأة: أنا التي ستتحمل النتائج، دائماً.
العريس: لنجلس قليلاً.
العروس: (للصديق) عزفك رائع.
الصديق: عندما يراقبك الإنسان وأنت ترقصين!
العريس: كفى، بلا ثرثرة! لنجلس! (للشاب) هل أعجبك الرقص؟
الشاب: جداً، لكن ألن نرقص مرة ثانية؟
العريس: لا.
الأب: هل هناك مزيد من النبيذ! لتلطيف الدردشة.
العريس: لنعد الطاولة إلى منتصف الغرفة. (يقوم بذلك مع الشاب) ولكن انتبه هذه المرة! (الأم تحضر نبيذاً. يجلسون بعد سحب الكراسي إلى الوراء).
المرأة: غن لنا شيئاً، أنا أحب سماع الغناء.
الصديق: أنا لا أجيد الغناء.
العريس: هذا ليس ضرورياً. يكفي أن تغني لنتسلى.
المرأة: زوجي أيضاً يغني، ويعزف على الغيتار.
الشاب: حقاً! اعزف إذن!
المرأة: ها هو الغيتار.
الرجل: لكني نسيت كل شيء.
الأخت: اعزف يا رجل!
الرجل: وإن لم أستطع أن أكمل..
المرأة: أنت دائماً تفعل ذلك.
الأخت: مقطوعة واحدة فقط.
الرجل: ربما ما زلت أحفظ واحدة.
المرأة: في الماضي كان دائماً يعزف. ولكن منذ زواجنا تخلى عن العزف. إنه يضجرني بكثرة ما يتخلى عن الأمور الحميمة. في السابق كان يحفظ الأغاني، ثم نسي معظمها، وبالتدريج تراجعت قدرته على عزفها، فأصبح غالباً ما يتوقف ولا يستطيع أن يكمل، وكأنه يتآكل من الداخل، وفي الختام لم يعد يحفظ سوى أغنية واحدة (لزوجها) بإمكانك أن تغنيها الآن!
الرجل: نعم، سأغنيها. (يعزف بعض الأكورات ثم يبدأ منتعشاً)
الشبح في ليبينو، اسمعوا!
كان له الكثير من..
(ينسى فيعيد) كان له الكثير من.. لا أدري.. حتى هذه الأغنية نسيتها.. كانت آخر أغنية.
المرأة: إنه التآكل.
العريس: حسناً، لا بأس، أنا لا أحسن الغناء، مطلقاً.
الشاب: دعونا إذن نرقص قليلاً!
الصديق: نعم، دعونا نرقص! وأنا أريد أن أرقص الآن. (للرجل) بإمكانك طبعاً أن تعزف مقطوعة فالس، أليس كذلك؟ A-dur واللحن الرئيسي رجاء سيدة ماريا، الآن دوري أنا!
المرأة: أما أنا فلن أرقص.
العريس: لنتفرج إذن.
الأب: ماريا ترقص بشكل رائع.
(العروس والصديق يرقصان)
الرجل: (يعزف على الغيتار) A-dur بهذا الشكل.
الصديق: (مستثاراً) رقصك رائع. لنسرع أكثر.
العريس: إياكما أن تسقطا!
المرأة: (للعريس) أنا لا يجوز أن أرقص هكذا.
الأخت: هل تجيدين هذه الرقصة.
المرأة: هذا يعتمد على الرجل.
الصديق: (يتوقف) قلبي يخفق بشدة، إليك زوجتك، إنها ترقص برفعة. هل أستطيع أن أشرب شيئاً؟
الأب: دعونا نجلس حول المائدة. تبادل الحديث بهذا الشكل غير ممكن.
العريس: طبعاً، إلى المائدة! (للعروس بصوت خافت) أم تريدين متابعة الرقص؟
العروس: إذن لنغير ترتيب جلوسنا. (للصديق) إجلس أنت هنا! (للمرأة) ألا ترغبين بالجلوس هناك. (المرأة تجلس بجانب العريس) بابا، إجلس في أعلى الطاولة.
العريس: (وهو يفتح سدادات زجاجات النبيذ) لنشرب الآن! في صحة الجو المريح.
الشاب: في بيت الزوجية على الأثاث المريح.
الصديق: المصنع ذاتياً.
الأب: صحة. عندما كانت تنورتك حتى ركبتك يا ماريا، قدمنا لك ذات مرة كأس نبيذ. جدك كان مسروراً بذلك. كان يود أن يراك وأنت ترقصين، لكنكِ غفوتِ ونمتِ.
المرأة: (لماريا) إذن اليوم لا تشربي النبيذ! ألست من رأيي؟
الرجل: لم يسبق لي أبداً أن رأيت من يرقص بهذه الجودة.
الصديق: الآن أشعر أن مزاجي رائق. حتى الآن كان الجو هنا جافاً نوعاً ما. لكنه بصورة عامة رائع. (ينهض) ما هذا؟ (ينظر إلى الكرسي) يبدو أني علقت.
العروس: هل أصابك مكروه؟
الصديق: إنها نسرة خشب.
العريس: لا بأس.
الصديق: على الكرسي. لكن هذا كان أفضل بنطال عندي.
العريس: ولبسته خصيصاً على شرفي؟
الصديق: طبعاً، والآن أنا سأغني.
العريس: لست ملزماً إن لم ترغب بذلك.
الصديق: (يتناول الغيتار) بكل سرور.
العريس: أقصد إن كان مزاجك معكراً.
الصديق: مزاجي ليس معكراً.
العريس: أعني بسبب البنطال.
الصديق: الرقص عدل مزاجي.
الأب: العدالة الربانية موجودة. هذا ما كان يقوله فورست أيضاً!
الصديق: (يغني أنشودة العفاف)
أنشودة العفاف
آه، كادا أن يذوبا أحدهما في الآخر.
وشعوره كان يقول له: إنها لي.
الظلمة تجعل اللهيب يتأجج.
وشعورها كان يقول لها: إننا وحدنا
قبّلها على جبهتها
لأنها طبعاً لم تكن *****.
ولا تريد أن تكون إحداهن
آه، ياللعب الأيدي الجميل!
آه، لم يسبق لقلبها أن خفق هكذا!
كلاهما كان يبتهل
أن يجد هو الشجاعة.
ثم قبلت جبينه
لأنها طبعاً لم تكن *****
إنما فقط لم تدر كيف..
ولكي لا يدشن عفافها
ذهب ذات يوم إلى *****
فعلمته أحزان
ومباهج الطبيعة
شرب من جسدها كأس النسيان
رغم أنه لم يكن حينئذ ناسكاً
وعندها فقط قطع على نفسه عهداً.
ولكي تطفئ لهيبها الذي أشعله عن غير عمد
تعلقت بشاب متين البنيان
لا يراعي تأنيب الضمير
(فضربها ومددها على الدرج)
على كل حال قبضته كانت سعادة
وهي طبعاً لم تكن راهبة
والآن فقط هاجت الشهوة.
أما هو فقد امتدح عقله
إذ كان حكيماً آنذاك
عندما قبلها فقط على جبهتها
في أيار السابق الطيب الذكر.
وهو كمنافق، وهي ك*****
يعترفان بأن العفة على الجبين
ليست سوى كلام فارغ.
المرأة: (تضحك)
العريس: أعرف هذه الأنشودة. إنها من أفضل أغانيك. (للمرأة) هل أعجبتك؟
سأذهب لأحضر مزيداً من النبيذ.
الصديق: نعم، إنها جيدة وخاصة العبرة! (للعريس) هل أعجبتك؟
العروس: أظم أني لم أفهمها.
المرأة: لست أنت المقصودة؟
الأب: (قلقاً) أين ذهبت إينا؟
العروس: وما أدراني..
العريس: والسيد هانس غائب أيضاً. ما سبب دعوته هو بالذات؟
العروس: لأنه ابن أصحاب البيت.
العريس: متذلف إذن.
العروس: لا شك أنهما خرجا.
الأب: أحسن، لأنهما لم يسمعا الأغنية، لكن يا ماريا إذهبي الآن وتأكدي!
المرأة: ولكن قد يكونان فهماها.
الرجل: السيدة والدتك موجودة أيضاً في المطبخ.
العريس: نعم، فهي تحضر الكريمة.
العروس: (للعريس بصوت خافت) أغنية بذيئة.
العريس: بعد أن رقصت معه بهذا الشكل.
العروس: أشعر بالخجل.
العريس: بسبب الرقص؟
العروس: لا، بل من أصدقائك! (تخرج)
الصديق: الآن بلغ مزاجي ذروته. بعدما أشرب أصبح كالإله.
العريس: الأصح أن تقول، عندما يشرب الإله يصبح مثل السكرتير.
الصديق: (يضحك مستفزاً نوعاً ما) قولك جميل وذكي على غير عادتك.
الرجل: بالمناسبة، اسمعوا هذه الطرفة! ذات مرة أراد الإله الطيب أن يتمشى متنكراً. ولأنه نسي أن يلبس الكرافة، تعرفوا عليه وساقوه إلى مشفى المجانين.
الصديق: كان عليك أن ترويها بشكل آخر.. لقد أضعت تأثير الخاتمة!
الأب: لا بأس لكن يوسف شميدت ساقوه فعلاً إلى مشفى المجانين، الأمر حدث كالتالي: (الأخت والعروس والشاب يدخلون).
الأخت: كنا نساعد أمي بتحضير الكريمة.
العريس: لا بأس فالمزاج هنا رائق جداً.. إنهم يروون النكات هنا..
الشاب: الكريمة ستكون هائلة.
المرأة: هل يحضرونها على النار؟
الأخت: لا. نحن لا نصنعها على النار.
المرأة: ظننت فقط أنكم ستقولون إنها تصنع على النار، لأن وجوهكم شديدة الحمرة.
(تضحك، ترمي نفسها على كرسي فيصدر عنه صوت كسر). أوه! (تنهض)!
الصديق: هل انكسر شيء ما؟
المرأة: أظن أن الكرسي...
العريس: مستحيل. فهو يتحمل ثقل فيل. المسامير التي استخدمتها طولها ثلاثة سنتيمترات.
المرأة: لكني ما عدت أجرؤ على الجلوس عليه ثانية. سأذهب إلى الكنبة.
الأخت: لكنك جلست على الكنبة قبل قليل فانكسرت رجلها.
الصديق: (يتحسس أسفل الكرسي) فعلاً ثمة خطأ هنا. وهو ليس نسرة خشب هذه المرة. ولكن عليك الانتباه إلى ثيابك.
العريس: (يتقدم نحوهم) نعم، هذا الكرسي ليس متقناً تماماً. المسامير لم تكفني لم أدرِ أنه هذا الكرسي بالتحديد، وإلا لرجوتها أن تجلس في مكان آخر.
العروس: وعندها سيكون الكرسي المناسب.
الرجل: هنا كرسي شاغر.
(صمت)
الأم: ها هي الكريمة! والنبيذ الساخن أيضاً! الصديق هذا رائع! نبيذ ساخن! (يتمطى) إنه مسند اليد فقط. ولم يتمزق شيء من ثيابي. لنشرب. (ينكسر مسند اليد).
العريس: الآن سيصبح الجو مريحاً. في صحتكم!
الجميع: صحة.
العريس: (للأم) نخبك أنت يا أمي.
الأم: نعم، لكن لا تدلق النبيذ على صدريتك الجميلة، تكفي البقعة التي عليها.
الأب: بمناسبة الحديث عن الكراسي.. روزنبرغ وشركاه كان يستخدم في محله لزبائنه دائماً كراسي منخفضة بحيث تصبح ركبة الزبون بمستوى رأسه، بحيث تلين مقاومته. وعلى أكتاف هؤلاء الزبائن اغتنى روزنبرغ وشركاه، فاشترى منزلاً أفضل وأثاثاً أجمل. لكنه احتفظ بالكراسي المنخفضة. وكان يقول دائماً بحنان: بمثل هذا الأثاث المتواضع بدأت. لن أنسى هذا أبداً، لكي لا أصبح متعجرفاً فيعاقبني الله.
المرأة: لم يكن في نيتي أن تنكسر الكراسي. ما ذنبي في ذلك!
الرجل: لم يتهمك أحد بشيء.
المرأة: لهذا السبب، سيقع الذنب علي أنا.
الصديق: أحد الأوتار ينشز.. هل أغني لكم شيئاً مع الغيتار؟
العريس: إن لم تكن متعباً؟
الصديق: مم سأتعب؟
العريس: من الرقص والشرب. أنت تعاني من معدتك، أليس كذلك؟
الصديق: معدتي سليمة تماماً.
العريس: لكنك تتناول دائماً حبوب النطرون.
الصديق: وهل يعني هذا أني مريض حتماً!
العريس: إني أحاول أن أهتم بك، لا أكثر.
الصديق: أشكرك على ذلك. لكني لست متعباً.
(صمت)
الشاب: هل شاهدت مسرحية بعل في المسرح.
الرجل: رأيتها، إنها بذيئة.
الشاب: لكن فيها الكثير من الزخم.
الرجل: إنها إذن بذاءة بزخم. وهذا أسوأ من بذاءة ضعيفة. إذا كان فلان موهوباً بإظهار البذاءات، فهل نعذره؟ لا يجوز لك أن تشاهد مسرحية من هذا النوع.
(هدوء)
الأب: الكتاب المحدثون يمرعون الحياة العائلية في الوحل. وهي أفضل ما نملك، نحن الألمان.
الصديق: معك كل الحق.
(صمت)
العريس: لنبدل الموضوع يا جماعة! تمتعوا! اليوم تحديداً عرسي. فاشربوا ولا تجلسوا متيبسين بهذا الشكل! أنا مثلاً سأخلع سترتي. (يفعل ذلك)
(صمت)
الصديق: هل لديكم ورق لعب؟ بإمكاننا أن نلعب باصرة.
العريس: الورق في الخزانة.
المرأة: التي لا تنفتح.
الصديق: وإذا استخدمنا الأزميل؟
العروس: لا شك أنك تمزح.
الصديق: ألن تفتحوها أبداً؟
العروس: طبعاً، ولكن ليس اليوم.
العريس: وليس من أجل الورق.
الصديق: (بعنف) إذن قولوا لي ماذا يمكننا أن نفعل هنا بعد!
المرأة: يمكننا أن نعاين بقية الأثاث.
العريس: فكرة جيدة. سأتقدمكم.
(الجميع يقفون).
الأخت: أفضل أن أبقى جالسة في مكاني.
العروس: وحدك؟ غير معقول.
الأخت: والسبب؟
العروس: لكل شي حد.
الأخت: إذن يمكنني أن أقول إني لا أريد النهوض لأن الكرسي مكسور.
العروس: ولماذا كسرتِه؟
الأخت: انكسر لوحده.
الصديق: (يتحسس الكرسي) إذا جلس الإنسان عليه بهدوء، وبذل جهداً في ذلك فلا بأس.
الأب: دعونا نذهب لمشاهدة قطع الأثاث الأخرى.
الصديق: (بهدوء للمرأة) الطاولة ما زالت متماسكة.
العريس: قطع الأثاث ليست شيئاً خارقاً للعا..
المرأة: يكفي أن تكون متينة تتحمل!
العريس: ماريا هيا تعالي!
العروس: (تبقى جالسة) أنا قادمة. اسبقوني أنتم!
(الجميع يغادرون من الباب الأوسط، وخلال ذلك).
المرأة: (للصديق) العريس خلع سترته.
الصديق: هذا دلالة على عدم الاحترام، إن لم تستح فافعل ما شئت.
العروس: (تجلس إلى الطاولة وتنشج)
العريس: (داخلاً) يجب أن أحضر المصباح اليدوي. التيار الكهربائي معطل.
العروس: لماذا لم تترك العامل الأخصائي يصلحه!
العريس: ما بكِ؟ وأختك أيضاً يجب أن تنتبه لسلوكها.
العروس: وصديقك؟
العريس: ما هكذا يرقص الإنسان إذا أراد أن يحترم.
العروس: وصاحبك ميلدنر! ألم يلفت نظرك اندفاعه عندما تحدث عن العذرية! وجهي احمر خجلاً، والجميع لاحظوا ذلك. وكان يحدق في وجهي هكذا.
وبعدها تلك الأغنية السيئة الحظ. وكأنه كان ينتقم لنفسه من أمر ما.
العريس: وتلك البذاءة سمح لنفسه بها طبعاً لاعتقاده أن كل شيء جائز أمام واحدة من هذا النوع.
العروس: انتبه لنفسك. البذاءة صدرت عن صديقك، وأنا لست واحدة من هذا النوع.
العريس: كيف سنتخلص منهم! يأكلون ويسكرون ويدخنون ويثرثرون ولا يريدون أن يتركونا! إنها حفلتنا نحن!
العروس: ويا لها من خليعة!
العريس: لا تكوني هكذا. عندما يغادرون..
العروس: لقد أفسدوا كل شيء، وانتهى الأمر.
العريس: أريد أن أبقى وحدي. ها هم قادمون.
العروس: لا أريدهم أن يذهبوا أبداً! وإلا فسيسوء الأمر أكثر مما هو عليه الآن.
العريس: (يلبس سترته بسرعة) بدأ الجو يبرد هنا.
(يظهر الآخرون عند الباب).
الأب: اضطررنا أن ننتظر في المطبخ، لأن التيار في غرفة النوم معطل.
الصديق: هل نسبب لكم أي إزعاج؟
المرأة: (تضحك بتشنج هستيري)
الرجل: ما الذي أصابك ثانية؟
المرأة: الأمر يدعو للضحك.
الرجل: ما الذي تجدينه مضحكاً؟
المرأة: كل شيء! الكراسي المكسرة، الأثاث المصنع ذاتياً، الحديث (تضحك بصخب).
العروس: إيمي، ما بك!
المرأة: كل شيء خربان. (تترك نفسها تسقط على أحد الكراسي وهي تضحك. الكرسي يتداعى) وهذا أيضاً! أيضاً، صار لا بد أن أجلس على الأرض.
الصديق: (يشاركها الضحك) صحيح تماماً! كان علينا أن نحضر معنا كراسي النزهة.
الرجل: (يمسك المرأة) أنت مريضة. إن تصرفت على هذا النحو، ستحطمين الأثاث كله، والذنب ليس ذنب الأثاث. (للعريس) أرجو المعذرة!
الصديق: لنجلس حسب الإمكان. كل هذا لا يهم عندما يكون الإنسان مبسوطاً.
(يجلسون)
الأخت: لولا عطل التيار لرأينا السريرين. إنهما جميلان جداً. فعلاً.
المرأة: حتى التيار خربان.
العروس: يعقوب، ألن تحضر مزيداً من النبيذ؟
العريس: النبيذ في القبو. أعطني المفتاح.
العروس: لحظة.
(يخرجان)
المرأة: الرائحة هنا غريبة!
الصديق: لم ننتبه لها قبل الآن.
الأخت: أنا لا أشم شيئاً.
المرأة: عرفتها. إنها رائحة الغراء!
الصديق: لهذا استخدموا الكولونيا التي أهديتها لهم! ونصف زجاجة مرة واحدة! ذهب التمويه وفاحت رائحة الغراء.
العروس: (تعود)
الأب: تبدين جميلة وأنت تقفين هناك. منذ صغرك كنت جميلة. أما الآن فأراك تزهرين.
المرأة: تفصيلة ثوبك جيدة.
العروس: أنا والشكر لله لست بحاجة لثنيات.
المرأة: ماذا تقصدين بهذه التورية؟
العروس: وهل أصابك سهمها؟
المرأة: من يسكن في بيت من زجاج، لا يرمي الناس بالحجارة.
العروس: من الذي يسكن في بيت من زجاج؟
المرأة: إن تفصيلة ثوبك جيدة جداً بحيث لا يرى الإنسان أنك..
الصديق: صحة، النبيذ لذيذ.
العروس: (تبكي) هذه، هذه..
الرجل: ما معنى هذا؟
العريس: (يعود) ها هو النبيذ، ولكن ما بك؟
الأخت: قلة أدب.
المرأة: أين قلة الأدب؟
الأب: يا جماعة اهدؤوا ! في صحتكم!
العريس: (للأخت) لا يجوز أن تهيني الضيوف!
الأخت: ولكن يجوز للضيوف أن يهينوا زوجتك!
المرأة: أنا لم أقل شيئاً.
الرجل: بل قلت. وكنت قليلة الحياء.
المرأة: (مستفزة) لكني لم أقل سوى الحقيقة.
العريس: أي حقيقة؟
المرأة: لا تتظاهروا وكأنكم لا تعرفون.
الرجل: (ينحني) انتبهي لنفسك!
المرأة: عندما تكون المرأة حاملاً، فهي حامل ولا شيء آخر.
الرجل: (ينزع إحدى أرجل الطاولة ويرميها باتجاه زوجته لكنه يصيب فقط مزهرية موضوعة فوق الخزانة. المرأة تبكي).
العريس: (للأخت بغضب) هذه كانت مزهريتك!
الأخت: لو كنت مهتماً بها فعلاً لما وضعتها فوق الخزانة.
العريس: ليس لدي وقت لأجيبك، فهذه كانت طاولتي أنا.
(يتحسس الطاولة محاولاً معرفة فيما إذا كانت قادرة على التحمل)
الرجل: (مستثاراً يمشي جيئة وذهاباً) الآن أنا من أدبها، وسيبدو أني أنا الفظ الخشن. هكذا كان الأمر دائماً. هي الشهيدة وأنا القاسي. لكني احتملت الوضع سبع سنوات، والسؤال هو، من الذي جعلني فظاً. كانت يدي شديدة التعب من العمل، بحيث لم أكن قادراً على ضربها. عندما أكون في صحة جيدة تكون هي دائماً مريضة. عندما أشرب تعد علي النقود.
وعندما أعد أنا النقود تبكي؛ ذات مرة كان علي أن أرمي صورة عزيزة علي، لأنها لم تعجبها، لم تعجبها لأني كنت أحبها. ثم رفعت الصورة المرمية على الأرض وعلقتها في غرفتها. وعندما رأيتها معلقة هناك فرحت وقالت: أنا راضية عنها هنا، ثم ندبت حظها لأنها كانت مضطرة لالتقاط ما أرميه أنا. وفي ثورة غضب أخذتها منها، فبكت لكونها لن تحصل حتى على هذه. قالت حتى هذه من كل مالا يمكن الحصول عليه إلا بصعوبة. لكنها ببساطة هكذا، وكلهن هكذا. بدءاً من ليلة العرس لا يعود واحدنا حيواناً في خدمة سيدته، بل إنساناً يخدم حيواناً، وهذا ما يؤدي بواحدنا إلى الانحدار حتى يصبح أهلاً لما وصل إليه.
(صمت)
العريس: (باذلاً جهداً) ألا تريدون شرب المزيد؟ الساعة ما زالت التاسعة!
الصديق: لم يعد هناك أي كراسٍ للجلوس.
الشاب: إذن بوسعنا أن نرقص.
الصديق: كفاني رقصاً.
العريس: لكنك قبل قليل أحببت الرقص.
الصديق: عندها لم تكن النسوة قد مزقت بنطالي.
العريس: هكذا إذن (يضحك) ألهذا تقف صامتاً هكذا؟
الصديق: هل كان الكرسي من صنعي؟
العريس: لا، من صنعي أنا. كان! والآن لم يعد الكرسي كرسياً.
الصديق: إذن بإمكاننا أن ننصرف! (يخرج)
الشاب: شكراً لكم. كانت أمسية جميلة جداً. علي الآن أن أرتدي معطفي.
المرأة: هل ترافقني إلى البيت؟
الرجل: (يخرج ويعود حاملاً أشياء زوجته) يتحتم علي الآن أن أعتذر لكم عن سلوك زوجتي.
العريس: لا ضرورة لذلك.
المرأة: لا أجرؤ على الذهاب إلى البيت.
الرجل: أهذا هو انتقامك! لكن المسرحية انتهت. والجد بدأ. (يضع ذراعه تحت ذراعها) والآن سنذهب. (يذهب مع زوجته التي ترافقه بصمت وانكسار).
العريس: الآن يريدون الذهاب، بعد أن ملؤوا بطونهم. وسنبقى وحيدين، ولم يمض من الأمسية إلا نصفها.
العروس: قبل قليل كنت تريدهم أن يغادروا! أترى كم أنت متقلب! وطبعاً أنت لا تحبني.
الصديق: (يعود والقبعة على رأسه، غاضباً) هذه الرائحة لا يمكن احتمالها أبداً.
العريس: أية رائحة؟
الصديق: رائحة الغراء الذي لم يصمد. ومن المعيب أن يدعو الإنسان ضيوفه إلى كومة زبالة كهذه.
العريس: إذن أرجو أن تقبل اعتذاري عن عدم إعجابي ببذاءتك وعن تحطيمك لمقعدي.
الصديق: وأنا أرى أن تنتظروا وصول سرير الاستسقاء. طاب مساؤكم! (يخرج)
العريس: لجهنم!
الأب: يفضل أن نذهب نحن أيضاً. بإمكاننا طبعاً متابعة حديثنا حول الأثاث والسريران جاهزان لكما طبعاً. كنت دائماً أعتقد أنه من الأفضل أن يتحدث الإنسان فيما لا يتعلق بشؤون الآخرين. قدرتهم على الاحتمال ضعيفة إن جعلهم الإنسان يواجهون أنفسهم. إينا، هيا بنا!
الأخت: يؤسفني أن تنتهي هذه الأمسية الجميلة بهذا الشكل. هانس يقول: ومن ثم تأتي الحياة.
العروس: ونصيبك كان كبيراً في إنهائها بهذا الشكل. ومنذ متى تخاطبين الضيف باسمه الأول هانس؟
الشاب: أشكركم ثانية. بالنسبة لي كانت الأمسية رائعة.
(الثلاثة يخرجون)
العريس: الشكر لله وللشيطان أنهم أخيراً ذهبوا!
العروس: ليحملوا عارنا إلى المدينة بأسرها. العار! غداً صباحاً سيعرف الجميع أحداث حفلة عرسنا، وسيضحكون سيقفون وراء نوافذنا ويقهقهون، وفي الكنيسة سيلتفتون نحونا وهم يفكرون بأثاثنا وبالتيار المعطل، والأسوأ بالعروس الحامل، وأنا التي كنت سأتظاهر بأنها ولادة مبكرة.
العريس: وقطع الأثاث وجهد خمسة شهور من العمل؟ ألا تفكرين بهذا؟ وبأن سبب ضحكهم وصخبهم على البذاءات حتى تحطمت أفضل الكراسي تحتهم هو رقصك معهم كما في الماخور. وبأن السبب هو صديقتك؟
العروس: والذي غنى كان صديقك! إلى جهنم بقطع أثاثك التي لم تصقلها ولم تلمعها لأنك كنت ترى أن المظهر غير مهم، وإنما المتانة والراحة، خمسة شهور ضاعت حتى أنهيتها وحتى أصبحت حالتي واضحة للعيان، من أجل هذه الزبالة وهذه الصناعة الرديئة! لماذا تزوجنا إذن؟
العريس: طبعاً، فهم الآن في الخارج، وهنا في الداخل تبدأ ليلة زفافنا. هذه هي الحكاية!
(صمت. يمشي جيئة وذهاباً وهي تقف إلى النافذة على اليمين).
العروس: أكان يجب عليك أن تبدأ الرقص مع تلك الساقطة السافلة التي لم أعرفها حتى اليوم والتي كنت أظن أنها صديقتي، متجاهلاً كل التقاليد؟ يا للعار!
العريس: لأنها استخفت بقطع الأثاث.
العروس: وأنت أردت إجبارها على التصريح برأي إيجابي. أكان هذا أفضل!؟
(صمت)
العريس: هذا نتيجة أن يفعل الإنسان مالا يفعله الآخرون، فيغضبون. خاصة عندما يعرفون أن عملك جيد، وهو ليس من إنتاجهم، عندها ينتقمون لأنفسهم. وهم طبعاً لا يمتلكون الموهبة لصنع ولو قطعة واحدة من هذه، خاصة من ناحية التصميم والتفصيل. لكن ما يعطيهم الحق هو خطأ صغير، هو أن الغراء كان سيئاً. لكن لن أفكر في هذا بعد الآن.
(يتجه نحو الخزانة ويحاول فتحها)
العروس: فعلتك لن تنسى. وأنا لن أنساها أبداً! (تنشج)
العريس: تقصدين الغراء السيء؟
العروس: الرب سيعاقبك على سخريتك هذه,
العريس: ها هو قد بدأ ـ لجهنم بهذا القفل اللعين! الآن أصبح كل شيء سيان!
(يضغط باب الخزانة نحو الداخل فينكسر)
العروس: هل كسرت الخزانة بسبب القفل المكسور!؟
العريس: بل لأتناول سترتي، وأنت رتبي المكان! أم هل سأخوض طويلاً في اسطبل الخنازير هذا؟
العروس: (تنهض وتبدأ بترتيب المكان)
العريس: (عند الخزانة وقد لبس سترته المنزلية، يعد نقوداً)، وفوق كل هذا كلفت الحفلة الكثير! إحضار نبيذ القبو لم يكن ضرورياً أبداً.
العروس: الطاولة تعرج، ينقصها ساقان.
العريس: النبيذ الساخن! الطعام! والآن الإصلاحات!
العروس: إصلاحات الكراسي والخزانة والكنبة والطاولة.
العريس: خنازير سفلة!
العروس: وقطع أثاثك!
العريس: جهاز بيت الزوجية!
العروس: كل يعرف ما عنده.
العريس: فيعتني به بصورة أفضل.
العروس: (تجلس ويدها على وجهها) وهذا العار!
العريس: هل سترتبين وأنت في ثوب العرس؟ سيخرب، هناك بقعة نبيذ عليه!
العروس: كم تبدو ضئيلاً في هذه السترة! وجهك يبدو مختلفاً! لكنه ليس جيداً!
العريس: ومن أراد أن يعرف عمرك على حقيقته، ما عليه إلا أن ينظر إلى وجهك الباكي!
العروس: ألم يعد لديك ما هو مقدس الآن!؟
العريس: الآن ليلة الدخلة!
(صمت، ثم يتوجه العريس نحو الطاولة).
العريس: شربوا كل شيء. حتى غطاء الطاولة شرب أكثر مني. الزجاجات فارغة بعض البقايا في الكؤوس. لا بد من التوفير الآن!
العروس: ماذا تفعل؟
العريس: أشرب ما في الكؤوس! هناك كأس مليء. أتريدين؟
العروس: لا رغبة لدي.
العريس: لكننا في ليلة العرس، أليس كذلك؟
العروس: (تتناول الكأس، تلتفت بوجهها عنه، تشرب)
العريس: حتى وإن كنت لا أستطيع أن أقول إني أشرب نخب عذريتك، طالما أنك حامل.
العروس: ما هذا الخزي اليوم! أراك قد تجاوزت نفسك! من المذنب في ذلك؟ كالتيس كنت ورائي.
العريس: (بإصرار) الليلة اليوم كلها بانتظارنا، طالما أننا من وجهة نظر العائلة وبين جدران بيتنا..
العروس: (تضحك بمرارة).
العريس: سنتابع نسلنا! أكاد أقول إنها عملية مقدسة.
العروس: أراك تحسن الكلام.
العريس: إذن، سأشرب في صحتك يا زوجتي العزيزة، متمنياً لنا دوام التوفيق!
(يشربان)
العروس: لم يكن كل ما قلته صحيحاً، لكن الصحيح هو أن اليوم يوم احتفال. أي أن الأمور لا تجري تماماً كما يشتهي المرء.
العريس: كان محتملاً أن تجري بشكل أسوأ.
العروس: مع صديقك!
العريس: ومع أقربائك!
العروس: أيجب أن نتجادل دائماً؟
العريس: لا، ولكن في ليلة العرس.
(يشربان بكثرة)
العروس: ليلة العرس! (تتشردق، تضحك بصخب) شيء مضحك! يا لها من ليلة عرس جميلة!
العريس: طبعاً. ولماذا لا تكون بصحتك!
العروس: الأغنية كانت بذيئة مخجلة! (تضحك ضحكة قصيرة). فضربها..
أنتم الرجال هكذا! ومددها على الدرج!
العريس: (منتفضاً) وحكايات أبيك!
العروس: وأختي في الدهليز! منظر يميت من الضحك!
العريس: والساقطة، كيف هوت على الأرض!
العروس: وكيف بحلقوا عندما لم تنفتح الخزانة!
العريس: على الأقل لم يتمكنوا من رؤية ما بداخلها!
العروس: جيد أنهم ذهبوا.
العريس: لا يأتي من الضيوف إلا الصخب والوسخ!
العروس: ألا يكفي اثنان؟
العريس: ها نحن وحدنا الآن.
العروس: سترتك ليست جميلة.
العريس: وثوبك أيضاً.
العروس: (تمزقه من الأمام إلى نصفين) تمزق!
العريس: سيان! (يقبلها)
العروس: أنت متوحش جداً.
العريس: وأنت جميلة، وصدرك أبيض جميل!
العروس: أنت تؤلمني يا حبيبي.
العريس: (يشدها نحو الباب، يفتحه، تبقى قبضة الباب في يده) هذه القبضة. ها ها ها. حتى هي. (يرميها على اللمبة فتنطفئ وتسقط) تعالي!
العروس: لكن السرير! ها ها ها!
العريس: ما به؟ ما به السرير؟
العروس: أيضاً سينكسر!
العريس: سيان! (يشدها نحو الخارج. إظلام. يسمع صوت انكسار السرير).
|
|
|