وجدت بينلوب صعوبه في النوم في حجره الاصدقاء بشقه كارتر لقد كانت الامسيه مثيره ورغم الانفلونزه الحاده بدا كارتر صبورا وكفئا
مذهله وهو يراجع ادق التفاصيل في الملف بكل عنايه لقد كان رجل اعمال من الدرجه الاولى
من المؤكد ان المسكين سيشكرها صباح الغد على تعاونها الثمين وربما طلب منها مشاركته في شركه مالوني
اخذ كارتر ينظر الى صورته في المراه وهو يعقد رباط عنقه لقد احس هذا الصباح بانه في حاله افضل وزاد من نشاطه رائحه القهوه المنبعثه من المطبخ لابد ان بيني تعد طعام الافطار
تجهم وجهه وهو يمشط شعره عندما تذكر ان ال بيني عادت الى بينيلوب لقد كان مريضا بشده مساء امس ومع ذلك كان كل اهتمامها باوراق المشروع انه الان ليس على الاستعداد لمناقشه الارقام امام قدح قهوه يتصاعد منه الدخان ولكن في اي موضوع يمكنه ان يحدثها؟انه يريد ان تظل بيني جالبه الحظ قال وهو يدخل المطبخ ويبتسم
-صباح الخير..يالها من قهوه لذيذه
قالت وهي تبتسم
-انك تبدو افضل هذا الصباح
-في افضل حال
-هل تحب ان اعد لك بيضا؟
جلس امام المائده في مواجهتها وقد ح القهوه في يده
-لا..هل نمت جيدا؟
احتسى القهوه ووضع القدح جانبا اجابته
-نعم
قال وهو ينقر على سطح المائده باصبعه
-رائع
-اتمنى لك حظا سعيدا
-شكرا..لابد ان اسرع
ترك ملعقته ثم نهض
-كارتر...
قال وهو يطبع قبله سريعه على جبينها
-الى المساء
راقبته بيني وهو يرحل وهي تشعر بالغيظ مالذي جرى له؟ هل تاثر الى هذه الدرجه عندما عرف مدى بكفاءه بينيلوب ؟
بعد ثلاث ساعات دخلت بيني مكتب ابيها وعلى غير عادته نهض هارولد شابمان في الحال ليذهب لملاقتها كان نحيلا بشكل ملحوظ وفقد مظهره الفخم المسيطر قالت في نفسها وهي تحس بوخز مؤلم من قلبها
فتح ذراعيه وكانه سياخذها بينهما وتردد ثم تركهما يسقطان بجوار جسده وقال بصوت يشوبه الانفعال
-صباح الخير بينيلوب..لا..بيني الان اليس كذلك ؟يبدو عليك الصحه والعافيه
-يبدو على انني حامل
--اعرف .لقد اخبرني كارتر بالنبا لقد سعدت انا وامك ان نصبح جدين تعالي نتحدث
اشار الى اريكه عند نهايه المكتب صاحت بيني عندما اكتشفت دبي باندا كبيرين من الاسفنج المكسو بالقطيفه جالسين بجوار بعضهما
-اوه يالهي!
كان دبا الباندا يرتديان باببونتينحمراوين وحول عنقهما على شكل الفراشه ويبتسمان طفرت الدموع من عيني بيني كان والدها مؤثرا وهو ينديها بيني ومبادرته بوضع دبين من القطيفه في مكتبه كانت حركه عمليه للافصاح عن عاطفته قالت وهي تمسح دموعها
-اثنان من البندا التوءم انهما رائعان انا اسفه يا ابي لانني سببت لك الحزن بفراري من ديترويت لقد كنت انانيه في مسلكي هذا ولكني هنا لم اكن استطيع ان انتعش في حريه هل تسامحني؟
دون ان يتفوه بكلمه فتح ذراعيه على اخرهما واحتضنها بقوه ولم يعبا بالدموع التي انسابت على خديه اللذين زادت الهموم من تجاعيدهما
-انا الذي اطلب منك الصفح لقد فقدت اتصالي بالانسانيه شئا فشيئا واتيت انت اخيرا لتجعليني استعيد احساسي بها ان كارتر رجل له قيمه كبيره يا بينيلو..بيني مرحبا بك الى هنا يا ابنتي
قالت وهي تبتسم من خلال دموعها
-انا احبك يا ابي واعتقد ..انني واثقه من انك ستكون جدا عظيما لدرجه مذهله
-انني احس بذلك جدا وانا الذي لم يكن الاب المفروض ان اكونه
قالت وهي تتامل البندا
-سنكون اسره كالرعد
اكفر وجهها
-لا..ربما لا ..لست ادري اين نحن انا وكارتر
انه من الصعب شرح ذلك
-انه يحبك
-نعم ولكن لا استطيع ان اناقش هذا الان والا لتكلمت ساعات وساعات
ضحك هارولد شابمان ضحكه صغيره حلوه ثم قال
-اوه لقد تذكرت امك انها تنتظرك لقد قلت لها في يوم انني ساذهب لفحص سيارتي اثناء عطله نهايه الاسبوع فتعلقت في رقبتي واخذت تبكي تصف ساعه كاملا
قالت بيني وهي تحاول الابتسام
-حقا؟
-حقا يا عزيزتي لماذا لا تتصلين بامك حتى نتناول الغداء معا في منتصف اليوم؟
-نعم..يالها من فكره رائعه اتدري يا ابي انني احب ان اعود للعمل هنا..هل توافق؟
-بالتاكيد ..وعليك ان تحددي بنفسك مواعيد التي تناسبك
-شكرا على كل شئ
-لا يا بيني انا الذي يشكرك اما بالنسبه ل كارتر فدعي قلبك يكون الحكم
عندما عاد كارتر الى البيت في السادسه مساء بدا ان بيني مشغوله في المطبخ وفجاه اطلقت صرخه ثاقبه رخ كارتر وهو يندفع جريا
-يالهي بيني
تامل وجهه المكفر وجه بيني وقد غطته الدموع وكرتونه من البيض سقطت على البلاط
سالها في قلق
-هل اصابك شئ؟
لا..لقد اردت..ولكن
تضاعفت دموعها اخذها بين ذراعيه واخذ يهدئ من روعها احست -في دهشه -ان كارتر كان مقطوع النفس
-لقد اردت ان اعد لك مفاجاه على العشاء ولكن الامور لم تسر على مايرام لانني تركت البطاطس تحترق واللحم المقلي لايريد ان ينضج واردت ان اصنع فطيره للحلوى ولكني كسرت البيض
قال لها وهو يتاملها في حنان
-انا احبك حتى ولو كسرت كل البيض الموجود في العالم ..لقد كنت امزح فلا تقطبي وجهك هكذا ساصحبك الى المطعم احتفالا بانتصارنا لقد حصلت شركه مالوني للانشاءات على المناقصه لقد كان عطاؤنا هو الافضل
قالت وقد شرق وجهها
-حقا ؟يالا من فرصه ذهبيه
-لقد علمت بذلك لحظه مغادرتي المكتب وكانت معونتك لي ذات قيمه ثمينه مساء امس ان بينيلوب عندها- حقا -عقل اليكتروني ساقوم بالتنظيف البلاط واخذ حماما وابدل ملابسي وانت ستذهبين للراحه في تعقل
-لا اريد ان اساعدك
-لامجال للنقاش انني متمسك بان تستريحي بعض الشئ في صاله المعيشه
توجهت بيني الى الباب واستدارت عند العتبه وقد بدا عليها التردد ابتسم لها ثم حول عينيه عنها وهو يخلع سترته خرجت من المطبخ ببطء
عض على نواجذه غيظا لقد كان من الصعب عليه ان يحسب اقل حركه حتى لا تسيطر بينيلوب على بيني ولم يعرف من منهما الحقيقه انه حتى الان يتذكر انها لم تقل له انها تحبه لا انها لم تقل له ابدا الكلمات التي يتحرق شوقا لسماعها
بدا كارتر ينظف البلاط بعد ان اطلق زفره تقطع نياط القلوب
تزينت بيني زينه خفيفه ومشطت شعرها ومسحت بيدها في رقه على قماش الثوب الجديد الفضفاض والمفصل خصيصا لحالتها
كحامل في توءم ثم عبرت الردهه جلست على الاريكه في قاعه المعيشه وهي تنظر الى باب المطبخ حيث اغلقه كارتر وراءها
وتساءلت لماذا يبدو كارتر مهموما؟انه ممزق
واحست بانه متوتر عندما طلب منها الخروج من المطبخ هل هذا مجرد احباط خفيف؟لا ان الامر يبدو اكثر خطوره من ذلك
عندما ظهر في قاعه المعيشه بعد لحظات اخذت تتامله في قلق قال لها وهو ينظر في اصرار الى ما وراءها
-كل شئ اصبح نظيفا ان اللحم لم ينضج لان الفرن لم يكن مشتعلا لقد وضعت اللحم في كيس ووضعته في الثلاجه والان ساذهب لاخذ حماما قالت بصوت حنون
-كارتر مالذي يشغلك ولا يسير على مايرام؟
قال وهو يعبر قاعه المعيشه بخطوات مسرعه
-لاشئ
-من فضلك كارتر
كرر وهو يبتسم
-لا شئ على الطلاق كما قلت لك
ابتلعت بيني دموعها
كان المطعم مزدحما لاخره واضطر كارتر وبيني للانتظار حتى تخلو لهما مائده وبعد فتره ليست بالطويله جاء رجل ضخم الجثه عريض المنكبين
في الخمسين من عمره وصافح كارتر بحراره شرح ل بيني
-لنه جون سميث
قال سميث بلهجه مرحه
-انني مدين لك بالثار منك في الاسكواش
-وقتما تحب
ابتسم كارتر كانت بيني واثقه من انه اذا كان كارتر قد خسر في مباره الاسكواش ضد هذا الرجل فان ذلك لابد كان يريد ان يخسر عن عمد قال سميث مضيفا
-سنرى ذلك في الاسبوع القادم وبالمناسبه لقد قررت اخيرا ان ابني ملحقا من خمسين حجره لفندقي هل هذا يهمك فتقدم لي عطاء؟
هز كارتر راسه
فكرت بيني في مراره هو اذن السبب ان كارتر مالوني يعرف كيف يجذب برقته وادبه العملاء الممتازين لقد رات هذا النموذج من الرجال كثيرا في شركه شابمان وشابمان الذين يحسنون تقدير العلاقات الجيده مع العملاء وكان هذا الجانب من كارتر تجهله ولسبب مجهول احست بعدم الارتياح
منتديات ليلاس
تبادل الرجلان بعض الاحاديث ثم خلت مائده فاستاذن كارتر من سميث
انتظرت بيني حتى طلب العشاء لتعود الى السؤال الذي يحيرها
-لقد تعمدت ان تنهزم في الاسكواش مع سميث..اعترف
هز كتفيه وقال
-لقد جعل هذا الرجل الطيب يطير من الفرح انت تعرفين بالتاكيد كيف تسير الاعمال
-نعم ولكني لا اعتقد انك..حسنا ..واسفاه
-ماذا تظنين؟
-اظن انك تجامل الزبائن هل هذا النوع من الممارسه يعجبك؟
-ليس بالضروره ولكنه امر ضروري ان بينيلوب تعرفه جيدا
-انا لست هنا الا بصفتي بيني
اطلق زفره طويله اكثر من اللازم
-اسمعيني انا رجل امين لايقبل الرشوه ولا يوزعها ولكني امثل طبيعيا لعبه رجل الاعمال ومن حقك ان تلوميني على ذلك يا بيني مساء امس عندما كنت بينيلوب ونحن نراجع العطاء كان من الممكن ان اسقط ميتا في الحال بجوارك دون ان تلاحظي شيئا كانت عيناك لا تريان سوى الارقام
-لا تقل هذه الحماقات
قال لها وقد تجهم وجهه
-هل يمكن ان نغير موضوع الحديث احب ان استفيد من وجبتنا اذا لم يضايقك هذا
قالت بجفاء
-كما تحب
وعليه فان العشاء لم يخلق لديها اي سعاده ولا حتى رحله العودتهما الى المنزل بالسياره التقيا وجها لوجه في قاعه المعيشه قالت بيني
-ساذهب لانام لابد ان اعمل عند ابي ابتداء من صباح الغد وشكرا على هذه الامسيه يا كارتر
قال وهو يدس كفيه في جبيبي سترته
-تصبحين على خير
ظن نفسه انها لاتحب فيه الناحيه التي تخص كونه رجل اعمال ومن ناحيه اخرى لم تقل له صراحه انها تحبه كعامل بناء معماري تساءلت هل ستفقد شخصيتها ك بيني؟قالت وهي تبتعد
-الى اللقاء غدا
قالت في نفسها لابد ان يظن ان بينيلوب بارده وبلا احساس ان بينيلوب ببساطه مثل الانسان الالي فعاله ولا تعبتر هذه الفاعليه الا جزءا من نفسها
الم يفهمها كارتر بعد؟يالهي مالذي جرى له؟
مساء اليوم التالي كانت الساعه تقترب من الثامنه عندما عادت بيني الى الشقه قام كارتر من فوق الاريكه وعقد ذراعيه على صدره وقال
-لقد احسست بالارتياح عندما رايتك
-انا اسفه لوصولي متاخره
-دعيني اخمن كانت بينيلوب مستغرقه تمتم في عملها حتى فقدت الاحساس بالوقت وبالاخرين والا على الاقل كانت اتصلت بي اتصالا مقتضبا حتى لا اقلق
-لقد اتصلت وكان خطك مشغولا
-لا ..انا ..اه بل نعم لقد اتصلت ب جون سميث من بضع دقائاق
-اه هل كان ذلك بشان المباره الثاريه في الاسكواش ..هل ستخسرايضا؟
-لا تحكمي علي طريقه معالجتي للامر بيني
-وانت من فضلك لاتحكم علي من طريقتي في معالجه الامور
مادمت تريد معرفه كل شئ لقد غادرت المكتب الساعه الخامسه بالضبط وقمت بزياره خاطفه لمحلات هاريسون في قسم الملابس الخاصه بالحوامل وعند خروجي وجدت احدى عجلات السياره فارغه وقد اتصلت بك ولكن تلفونك كان مشغولا ولذلك اتصلت بنادي السيارت الذي اصلح الاطار
والان احب ان تقول لي لماذا وضعت في ذهنك انني بينيلوب لمجرد انني تاخرت؟
قال بانفعال
-لقد مضى وقت طويل وانت بينيلوب ثم قررت انه رغم كل شئ-فهل هذه هي الحياه التي تناسبك؟
-من المفروض ان نقبل انفسنا على علاتها ياكارتر
-ولكنك يا بيني لا تحبين ان اخسر مباراه في الاسكواش من ااجل ان احصل على عمل
زفرت
-انني افهم ذلك تماما ولكني فقط دهشت
قال وهو يرفع عينيه الى السقف
-انني لا استطيع ان اصل الى تصديق مايدور بيننا كيف وصل الامر بناالى تشريح علامه سلوك كل منا نحو الاخر؟ ان هذه الحياه اصبحت جهنميه
قالت له تساءله وهي مذهوله
-ماذا تريد ان تقول؟
-اعرف ان الفكره فكرتي ولكني اخطات والامر لن ينجح هكذا ولن نجد حلا لو ظل كل منا على موقفه من الاخر وربما كان من الافضل ان يعيش كل منا على راحته وهواه حتى يتضح الامر
-هل تريد مني ان ارحل؟
-نعم الست موافقه؟
قالها وقلبه يقول :لا انه يظن ان من الافضل ان يدعها تذهب وان يمنحها الوقت للتفكير والفهم ان كانت تحبه هو على ما هو عليه وبكل اجزائه
فكرت انها موافقه وروحها تنسحب من جسدها
ان كارتر في حاجه الى وقت ليعرف ما يحسه نحو بينيلوب وبيني المراه التي اصبحتها لم يكن امامها سوى ان تهز راسها خوفا من ان تنفجر في النشيج
ساللها بصوت اصبح هادئا
-الى اين تريدين ان تذهبي؟
تنحنحت بيني لتسلك حلقها واجبرت نفسها على ان تتحدث بهدوء وهي تبتلع دموعها
-الى ميدافيو سارحل صباح غد
-هل يناسبك لو صحبتك الى هناك
-لا ساحتاج الى سيارتي
-اذن ساتبعك للاطمئنان على حسن سير الرحله
-لا
-كما تريدين ساعود الى ميدافيو كل يوم سبت من كل اسبوع لارى هولي هل يمكنني ان ازورك في عطله نهايه الاسبوع؟
-بالتاكيد نعم والان ساعود الى بيتي لاعد امتعتي وسارحل في بدايه الصباح
-هل تريدين الرحيل حالا؟
-اعتقد ان هذا الوقت افضل
تامل كل منهما الاخر والعيون مليئه بالحزن الاف الافكار تتضارب وتتصارع في ذهنيهما وان احتفظا بها في السر كان الحب مشتعلا بينهما ولكنهما لا يظهران منه شيئا لقد افترقا في صمت